رسالة فی جواب المیرزا شفیع الصدر
من مصنفات السید الاجل الامجد المرحوم الحاج
سید کاظم بن السید قاسم الحسینی اعلی الله مقامه
«* جواهر الحكم جلد 2 صفحه 253 *»
بسم اللّه الرحمن الرحيم
الحمدللّه رب العالمين و صلي الله علي خير خلقه محمد و اله الطاهرين.
و بعــد؛ (اما بعد خل) فيقول العبد الجاني و الاسير الفاني كاظم بن قاسم الحسيني الرشتي ان هذه الكلمات (کلمات خل) ذات تبيين صدرت مني جواباً لمسألة عويصة مشكلة بعث بها الاخ الروحاني الفرد الذي ليس له ثاني کريم الاخلاق طيب الاعراق المؤيد بلطف اللطيف البديع جناب الآميرزا (الميرزا خل) شفيع (محمد شفيع خل)ايده الله بصنوف تأييداته و وفقه بجميع (بجوامع خل) توفيقاته و جعلت كلامه (کلماته خل) سلمه الله تعالي متناً و جوابي كالشرح له لتطابق (ليطابق خل) كل جواب بسؤاله و الله المستعان و عليه التكلان.
قــالسلمه الله تعالي: المسألة التي تعسر علي حلها و استدعي من جنابكم الامجد المؤيد من الفرد الصمد انتبين (المؤيد تبيين خل) تلك المسألة بياناً واضحاً و تبياناً لايحاً بحيث لايخفي علي ذيحجي و ينتفع بها کل من القي السمع و هو شهيد و هي هذه ان ضمير الفاعل في نحو «زيد ضرب» و نحوه (نحو خل) هل يرجع الي ذات زيد و لاتقولون به او الي عنوانه و دليله و ان كان المقصود هو الذات فان كان الثاني فهو (فهل خل) للعنوان وجود قبل وجود الفعل (قبل الفعل خل) حتي يصح كونه مرجعاله او بعده حتي يصح الاضمار قبل الذكر لفظاً و معني فان كان الاول فلابد من انيوضح طريق كون وجوده قبل الفعل و ان كان الثاني فلابد (فلابد من خل) اننعرف (تعرف خل) وجه صحته.
اقــول: لاريب عند كل عاقل عارف ان الفاعل مشتق من المصدر و الدليل علي ذلك ان الفاعل معمول الفعل (للفعل خل) و مرفوع به و لا ريب ان العامل هو الفاعل المؤثر و المعمول هو المفعول المتأثر و لا شك ان متعلق الفعل اثر له و معموله مفعولله (و معموله و مفعول له خل) و الا لكان اما نفسه او اعلي منه و لا ريب ان الشيء لايؤثر في نفسه من حيث نفسه و الاّ لكان (کان خل) تحصيلاً للحاصل
«* جواهر الحكم جلد 2 صفحه 254 *»
لانها انكانت تامة فلايعقل احداثها و انكان ناقصة فلايعقل تأثيرها فان الشيء قبل تحققه لايحقق غيره و الذات قبل تمامها لايحدث فعلاً ضرورة و كذا لايؤثر الشيء في الاعلي منه و الا كان المفعول من حيث هو كذلك فاعلاً و الفاعل من حيث هو (هو هو خل) مفعولاً و هو من (في خل) البطلان بمكان أيجوز العقل انيؤثر الاشعة في ذات السراج و القيام و القعود في ذات الشخص و ذلك معلوم بالضرورة و كذلك معلوم بالضرورة ان الفعل يعمل في الفاعل و يرفعه و لولا الفعل لماكان مرفوعاً موصوفاً بالرفع ابداً و هذا لايخلو اما انيكون هذا التأثير في اللفظ (اللفظ فقط خل) دون المعني او بالعكس او في اللفظ و المعني كليهما و الوسط بديهي البطلان لان تأثير الفعل في لفظ الفاعل ظاهراً كان او (ام خل) ضميراً بارزاً كان او (ام خل) مستتراً معلوم ظاهر (ظاهر هو خل) متفق عليه لديکل اهل العلم بحيث انكاره مصادمة للضروري و مزاحمة للبديهي فبقي اما علي الاول او علي الاخر اما الاول (اما علي الاول خل) فلايصح ايضاً لاستلزام ان لايكون الواضع حكيماً حيث جعل الاصل في الذات فرعاً في اللفظ (اللفظ و الظاهر خل) و جعل الفرع (و الفرع خل) في الذات اصلاً في اللفظ و جعل (اصلا و جعل خل) الاسفل اعلي و الاعلي اسفل و هو خلاف الحكمة لانها وضع الشيء في غير محله (في موضعه خل) و لعمري ان هذا لايتصور عن جاهل فضلاً عن حكيم عالم اذ لا ريب ان جعل الاصل اصلاًو الفرع فرعاً حقيقة و لفظاً هو الاصل و الحقيقة التي تقتضيها الحكمة (ان جعل الاصل حقيقة اصلا لفظا و الفرع فرعا هو الاصل الذي تقتضيه الحکمة خل) الالهية و قدثبت ان الواضع لهذا العلم هو مولينا اميرالمؤمنين7 و هو لايخلو (لايخل خل) بالحكمة و لايترك الاولي و الاليق كماهو المعلوم فاذا بطل الاول ثبت الاخر بانيكون العامل هو الفاعل (العامل خل) في اللفظ و المعني و المعمول هو المعمول في اللفظ و المعني و لا شك ان المعمول هو الاثر و قدبرهنا ان ذلك هو المصدر و هو المفعول المطلق الذي تعلق به الفعل اولا و يؤيده بل يدل عليه قوله7خلق اللّه الاشياء بالمشية و خلق المشية بنفسها و الاشياء جمع محلّي باللام يفيد العموم الاستغراقي و هو كل ماسوي اللّه و لاشك ان الفاعل ليس هو الذات و الا لما اثر (اثر و عمل خل) فيه الفعل بل هو اسم الفاعل و اذا ثبت ان اسم (الاسم خل) الفاعل اثر للفعل فلايتقدم علي الفعل لان الاثر
«* جواهر الحكم جلد 2 صفحه 255 *»
لايتقدم علي مؤثره و الفرع لايتقدم علي اصله و لا ريب عند جميع اهل العلم من اهل العقل و النقل (النقل و العقل خل) ان الاسم الفاعل و الاسم المفعول و الصفة المشبهة مشتقة اما من الفعل او من المصدر علي الخلاف و لا ريب عند كل احد (عند احد خل) ان المشتق فرع للمبدأ تكون (فکون خل) اسم (الاسم خل) الفاعل مشتقاً و فرعاً (مشتقا فرعا خل) للفعل اتفاقي عند الجميع و المشتق متأخر عن المبدأ لفظاً فيكون كذلك معني لمابينا من اقتضاء الحكمة الاصلية و دعوي العرضية تحتاج الي دليل واضح.
فاذا كان الاسم الفاعل متأخراً عن الفعل في الرتبة فاعلم انك اذا قلت زيد ضرب مثلاً فتريد بقولك زيد هو الضارب (فتريد بقولک زيد الضارب خل)(فزيد في قوة قولک زيد الضارب خل) لا زيد من حيث هو فانه من حيث هو هو ليس الا هو فيظهر زيد بمتعلق كل فعل فينسب اليه اثره فاذا ضرب يكون ضارباً و اذا نصر يكون ناصراً و اذا قتل يكون قاتلاً و هكذا فالضمير المستتر في زيد ضرب انما يرجع الي الضارب المشتق المتحصل من الفعل المتأخر عنه المتقدم علي الضمير فلايكون اضماراً قبل الذكر لانك لماذكرت ضرب وجد الضارب حين تعلق ضرب بالضرب فاستتر فيه ضميره (فاستتر ضميره خل) فرجع المذكور (الي المذکور خل) حكماً كما في قوله تعالي اعدلوا هو اقرب للتقوي فقدذكر العدل حين قوله تعالي اعدلوا فرجع الضمير اليه و ان لميذكر بصيغة مصاغة معلومة فيكفي لارجاع الضمير هذا المقدار و هكذا هيهنا فان عند قولك ضرب تحقق الضارب فيرجع اليه الضمير (فرجع اليه الضمير) (فيرجع الضمير اليه خل) فقولك زيد ضرب ضرب الضارب فهو يرجع الي الضارب و لما كان الضارب مثالاً لزيد القي بفعله مثاله (القي مثاله بفعله خل) (القي بفعله خل) في هوية الضرب ليعرفه به و المثال اية و حكاية ليس له ظهور لنفسه الا المثل (الممثل خل) المحكي عنه فاذا ظهر الممثل اضمحل المثال و خفي و لذا لماذكر اضمحل جهة الضارب من حيث حكاية (حکايته خل)فاكتفي بذكره عن ذكر مثاله و الا في (و الا فزيد في خل) نحو قولك«زيد ضرب» واقع في مقام الضارب فكأنك قلت الضارب ضرب و لماكان الضارب و ان كان مشتقاً من ضرب و متفرعاً عليه و منتهيا اليه الاّ انه حيث كان حكاية للذات و صفة لها احدثها زيد بفعله فيكون (ليکون خل) (لتکون خل) دليلاً عليه و عنواناً له فهي اية و حكاية و دلالة علي الذات
«* جواهر الحكم جلد 2 صفحه 256 *»
فتقدم علي الفعل لاجل تلك الحكاية و ان لميتحقق الا بالفعل لان الفعل من حيث هو له جهة انية و اما اسم (الاسم خل) الفاعل فليس الا نفس الحكاية فتقدم لشرف الدلالة و ان كان متأخراً في الوجود لكنه (و لکنه خل) متقدم في اللحاظ و لذا (لهذا خل) لايتحقق الضارب الا بعد ضربو بضرب (بعد ضرب و به خل) ولكنه لاجل انتسابه الي الذات تقدماعتباره عليه كما انك اذا قابلت مرءاةً (مرايا خل) فالصورة التي وجدت و حصلت انما تحققت بفعلك و اشراقك و تجليك و ظهورك ولكنك حين التفاتك اليها تجد نفسك المرئية (المشرقة خل) اولاً و لاتجد فعلك و اشراقك فاذا وجدت ذاتك من حيث هي من حيث ظهورها في المرءاة نسبت اليه (اليها خل) الفعل و الاشراق و اوضح منه مثال (مثالا خل) مقايسة المرءاة مع الشاخص (الشاخص الخارجي خل) الذي لايمكنك انتراه (تراه خل) الا بالمرءاة فاذا نظرت اليها تجد صورته فيها فتلتفت اليه اولاً ثم تنسب اليه الفعل و الاثر مع ان الذي ادركته هو (هي خل) صفتكاحدثها (صفته التي احدثتها خل) بفعله ولكنها حيث كانت منسوبة الي الشاخص (الي نفس الشاخص خل) من حيث هو اضمحل اعتبار الفعل فلوحظت متقدمة علي الفعل فقيل الضارب ضرب او زيد الظاهر بالضرب هو الضارب (فقيل الضارب ضرب او زيد ضرب اي زيد الظاهر بالضرب و هو الضارب خل) فمرجع الضمير الاسم الفاعل و هو العنوان الذي نريده (نريد خل) و هو بعد الفعل وجوداً و قبله لحاظاً فيصح اننقول (انتقول خل) ان الضمير يرجع الي الذات او (اي خل) الي الذات الظاهر من غير ملاحظة الظهور و هو المراد و المقصود في الاسماء و جميع الصفات (في جميع الاسماء و الصفات خل) الفعلية (و الفعلية خل) و يصح انتقول ان المرجع هو العنوان اي الاسم الفاعل مرة بملاحظة الفاعلية و مرة بغير (من غير خل) ملاحظتها و اما ان العنوان قبل الفعل فقدبينا لكم انه بعد الفعل بالضرورة وجوداً و الضمير عبارة عن جهة ظهور المرجع و لايظهر الفعل الا بعد تعلقه بالاثر و بعد تحقق العنوان لانه نفس الظهور مع (و مع خل) قطع النظر عن التعلق الخاص و لاريب ان الضمير انما هو معمول للفعل و هو و ان كان مساوقاً للعنوان الا انه من حيث العنوان مقدم عليه و من (عليه من خل) حيث المعمولية متأخر عنه و لذا تجد الفاعل اظهر في المفعول من نفس المفعول و نحن اقرب اليكم منكم ولكن لاتبصرون
«* جواهر الحكم جلد 2 صفحه 257 *»
لان المفعول انما ظهر بفاضل ظهوره فهو اظهر له به منه (فهو اظهر منه له خل) (فهو اظهر له منه له خل) و ان كان به (ظهر به خل) فافهم فانه دقيق و قداشار الي هذا المعني مولانا الحسين7 في دعاء يوم عرفة (يوم عرفة خل)الهي امرتني بالرجوع الي الاثار فارجعني اليها بكسوة الانوار و هداية الاستبصار حتي ارجع اليك منها كمادخلت اليك منها مصون السر عن النظر اليها و مرفوع الهمة عن الاعتماد عليها انك علي كل شيء قدير و الدقيقة في قوله7مصون السر الخ، الاتري انك اذا نظرت في المرءاة تجد نفسك وجهك (تجد وجهک خل) و تراه قبل التفاتك الي نفس الصورة و المرءاة و ان كان ماعرفته الا بها فالعنوان مقدم علي الاثر من حيث الظهور و عدم التعلق مساوق (و مساوق خل) معه في الاصل و الذات و مؤخر عن الفعل من حيث الحقيقة و لذا قلنا في تعريف الاسم الفاعل انه عبارة عن حكاية الفعل للمفعول عدم استقلالية نفسه و الضمير ظهور المرجع و حكايته بوصف خاص و هو من التوابع المتأخرة فالمرجع هو الظهور من حيث هو لا من حيث التعلق و الضمير المستتر الغائب في الفعل هو اثره ومعموله الفاني بنفسه عند ظهور مبدئه و هو يرجع و يعود و يؤول الي ذلك العنوان الحاصل بالفعل من غير ملاحظة الفعل نفسه فيكون مقدماً عليه من حيث الحكاية مؤخراً (و مؤخرا خل) عنه من حيث الوجود (الوجود و المعمولية خل) و مساوقاً له من حيث الظهور فما لزم الاضمار قبل الذكر لان الضمير ليس عين الفعل و انما هو معموله الذي هو ظهور اثره من حيث مبدئه لا من حيث نفسه و هو تابع متأخر عن الظهور من حيث هو فمرجع الضمير نفس ظهور الذات من حيث هو و الضمير ظهورها من حيث تعلق الفعل في الحقيقة هو شرح و بيان للمرجع انه (ثم انه خل) لايتخيل متخيل ان ذلك هو الذات البحت و (بل خل) انما هو الذات الظاهرة بالفعل و هو العنوان و الاية و العلامة و المقام و المتجلي (التجلي خل) و المثال و الظهور و الاسم الفاعل و النقش الفهواني و الخطاب الشفاهي و الحقيقة من مبدئه و النفس التي من عرفها عرف (فقد عرف خل) الله و المثل الاعلي و النور و الوجه و الاية و الوصف بانه ليس كمثله شيء و امثالها من العبارات و كذلك تقول زيد ضرب و زيد علم او تقول زيد ضارب و زيد عالم
«* جواهر الحكم جلد 2 صفحه 258 *»
ولكن (و ليکن خل) عندك معلوم ان الضرب هو المصدر و هو نفس الاثر و المفعولالمطلق و اذا لاحظته من جهة ظهور المبدأ فيه و تجليه له (له به خل) بانتزيد في وسطه الذي هو سره و قلبه ظهور الاصل الواحد الذي هو الالف اللينية فيكون الاسم الفاعل فاذا لاحظته من جهة نفسه و انه اثر و مفعول تزيد فيه جهات الحدود الستة و الاربعين يوماً لميقات موسي او (و خل)اني خمرت طينة ادم اربعين صباحاً فيكون (لميقات موسي فيکون خل) الاسم المفعول الفعل الذي له الضمير المستتر الغائب في باطنه في الغالب هو الفعل التأكيدي الظاهر في (من خل) باطن المفعول المطلق التأكيدي فهو و ان كان فعلاً في الصورة لكنه شبح و مثال للفعل الاصلي و هو الذي يشتق منه اسم (الاسم خل) الفاعل و الاسم المفعول من مادة واحدة فتقول زيد ضرب او زيد ضارب و قديطلق زيد ضرب و يراد به الفعل الاصلي و الضمير الغائب المستتر ليس في باطنه و سره و انما هو فان و مضمحل عند ظهوره و سطوع نوره فحينئذ يكون زيد هو الذات الظاهرة في الفعل و الضمير مثاله الظاهر في المفعول تأكيد (تأکيدا خل) و اية للمثال الاول لا فرق بينه و بينه الا انه شبحه و مثاله عبده (و عبده خل) و خلقه رتقه و فتقه (فتقه و رتقه خل) بيده بدؤه منه و عوده اليه ففي المثال الاول يكون المرجع هو باطن الباطن و الفعل هو الباطن و الضمير هو الظاهر المطابق للواقع (للباطن خل) و الكل في صقع واحد و الفرق بالحكاية للشبح و بالحكاية (و الحکاية خل) للفعل و ذلك المرجع الذي هو باطن الباطن فتقوم (متقوم خل) بالفعل الاصلي و متأخر عنه و موجود به و مستمد منه و صادر عنه فافهم فاني قداطلقت عنان القلم في هذا الميدان فان فهمته فالحمد لله و الا فليس لقصور فهمك و ادراكك بل لعلو المطلب و فقدان المشعر و الله ولي التوفيق.
قــال: قال سلمه الله تعالي خل) و ان تفرق جنابكم فرقاً بيناً بين مقام البيان و الابواب (و بين الابواب خل) حتي لايخفي علي مثلي فاني لااعرف من الشيخ قدس سره (الشيخ المرحوم اعلي الله مقامه و رفع في الخلد اعلامه خل) فرقاً (فرقا بينا خل) بين البيان (مقام البيان خل) و الابواب فانه قدس سره (رحمه الله خل) مثل للابواب المصباح الذي قبله النار التي هو مثال للفعل و قبله الزيت الذي هو مثال للارض الجرز (للارض الجرز و مثل للبيان القائم الذي قبله قام الذي هو مثال للفعل و قبله القيام الذي
«* جواهر الحكم جلد 2 صفحه 259 *»
هو مثال للارض الجرز خل) فلما كان بيانها واجباً علي جنابكم حتي يكون حجة علي للمخالفين. (علي المخالفين ارجو من الله ان لاتخيبني من الجواب و تنبهني (ينبهني خل) لطريق الحق و الصواب و لاتنساني من الدعاء اوقاته و السلام عليکم و رحمة الله و برکاته.
اقــول: الفرق بين المقامين في غاية الوضوح (الوضوح و الظهور بحيث لايکاد يشتبه علي احد خل) فان مقام البيان في مثال المصباح هو النار من حيث الظهور و التعلق بالزيت و مثال المعاني مس النار و مثال الابواب الشعلة و الفاعل حقيقة هي النار الغيبية و فعلها النار الظاهرة و المفعول الاول الشعلة و سايرالموجودات الاشعة فالشعلة باب النار الي الاشعة في الافاضة و الاصدار لايصل الي الاشعة شيء الا بالشعلة و هي قائمة بمس النار قيام تحقق و قيام عضد و ركن و قائمة بالنار (بالنار من حيث التعلق و المس قيام صدور و قائمة بالنار خل) الغيبية بلا كيف و لا اشارة (لا اشارة قيام صدور و مثالها قائمة بالشعلة قيام ظهور خل) و بدون احد هذه القيامات الاربعة ( الاربعة لايتحقق الشعلة خل) (الاربعة و في مثال القائم فالبيان هو القائم و المعاني هو القيام و حيث انه الفعل اللازم و الابواب في اول مقام المفعولية في المفعول به لميظهر فيه مثال الابواب بخلاف المصباح فان المراتب کلها مجتمعة کما عرفت مجملا خل) و الاصل في المسألة ان الله سبحانه (سبحانه و تعالي خل) لما امتنع انيكون فعله بالمباشرة لانها من صفات الحوادث المفتقرة وجب انيكون ايجاده للاشياء بفعله و اول مايتعلق (متعلق خل) الفعل لايجاد (للايجاد خل) كونه (لکونه خل) المفعول المطلق و المجعول (هو المجعول خل) الاول بغير واسطة و لايمكن ذلك الا انيكون له جمال (بغير واسطة لابد انيکون له جمال خل) و نور و كمال و لجماله يجب له جمال (و لجماله يجب انيکون جمال خل) و لجمال جماله جمال (و لجمال جمال (جمال جمال خل) جماله جمال خل) و هكذا فحصل حين وجود الفعل و تعلقه مقامات:
الاول مقام الفعل في نفسه و هو الحركة الايجادية و خلق (هو خلق خل) ساكن لايدرك بالسكون و هو (هي خل) الذكر الاول و الحقيقة الاولية (الذکر الاول و المحبة الحقيقية خل).
و الثاني (الثاني خل) مقام التعلق المعبر عنه بالمس في قوله تعالي و لو لم تمسسه نار.
«* جواهر الحكم جلد 2 صفحه 260 *»
و الثالث (الثالث خل)مقام المصدر نفس (و نفس خل) الاثر الحاصل من التعلق من حيث ملاحظة كونه محلاً للصدور.
و الرابع (الرابع خل)مقام الاثر من حيث انصداره و صلوح دلالته علي المؤثر و هو المفعول المطلق الذي وقع (يقع خل) تأكيداً للفعل.
و الخامسمقام الاثر من حيث حدوده و جهاته و ترتب الاثار عليه و هو المفعولبه و عند تعلق الفعل باحداث الاثر من حيث تعلقه به و ظهوره عليه يحصل مقام اخر و هو الاسم الفاعل و لاشك ان هذا الاسم و هذه الصفة انما حصلت بتعلق الفعل بالمتعلق فالاثر من حيث تعلق الفعل به يسمي الفاعل اي الاسم دون الذات و من حيث هو (هو هو خل) مجعل مفعول (مجعول مفعول خل) مصنوع و مرادنا هنا الاسم و الصفة اي هذه الصفة التي يسمونها صفة فعلية انما تحصل في هذه الحالة لا الذات الاقدس سبحانه و تعالي كما هو مذاق الصوفية و لماكان الفعل في مقام الذات فانياً مضمحلاً لايلتفت اليه حين اسناد الاثر و الفعل فيقال الفاعل و يقصد و يراد (يراد به خل) الله سبحانه بدون ملاحظة الفعل و تعلقه.
و بالجملة فالفاعل هو الفعل المتعلق بالاثر الذي يعبر (نعبر خل) عنه بالمحل و هذا المقام و ان كان ثالث المقامات الا انه من جهة الحكاية و الدلالة اعلي المقامات و لمادلت الادلة القطعية ان محمداً و اله الطاهرين (و آله صلي الله عليه و عليهم خل) هم اول الموجودات و ماسبقهم حادث اختصوا بكونهم محال المشية اي الاولية الابتدائية و الاّ فالكل (فکل خل) حادث بمحلها (محلها خل) و لماكانوا (کانوا: خل) هم جمال الله و كل ماسويهم جمالهم ( و جمال جمالهم و جمال جمال جمالهم و جمال جمال جمال جمالهم خل) و هكذا الي مالايتناهي كان لهم مقامات صلي الله عليهم و هذه المقامات نشأت من مقامين احدهما عدم مشاهدتهم لانفسهم و عدم ملاحظتهم لانيتهم و ثانيهما مقام المشاهدة علي وجه الاضمحلال و الفنا و حاشا انيكون لهم نظر الي انفسهم نظر استقلال و هو المقام الثالث لغيرهم: ففي المقام الاول اما انيكونوا ملحوظاً نفس ظهور العالي فيهم بفعله لا بذاته ولكن من غير ملاحظة الفعل و هو المسمي بمقام البيان و هذا في مقامين احدهما مقام الظهور
«* جواهر الحكم جلد 2 صفحه 261 *»
المطلق الغير المتعلق بشيء من الاشياء و مقام من المقامات حتي عن الاطلاق و هذا مقام التوحيد المحض و هو اعلي المقامات و اليه الاشارة بقول اميرالمؤمنين7اما البيان فهو انتعرف ان الله ليس كمثله شيء (ان الله واحد خل) فتعبده و لاتشرك به شيئاً، و ثانيهما مقام الظهور المطلق عند تعلقه بمتعلق من المتعلقات و شأن من الشئونات المتميزة و هذا له مقامات (ثلاث مقامات خل):
احدهما (احدها خل) مقام التعلق بشأن غير مرتبط بشأن اخر او امر اخر بلا اضافة و لا نسبة كالظهور المتعلق بالقدس فتقول قدوس و سبحان و حي و موجود و امثالها من الاسماء الدالة عليه تعالي من غير ملاحظة اقترانها و انتسابها بشيء اخر و الظهور المتعلق بهذه الشئونات المتميزة الغير المرتبطة المشتقة من هذا التعلق اسماؤه (اسم له خل) (اسم أله خل) تعالي هو المسمي عند الفرقة المحقة بصفات القدس
و ثانيهما (ثانيها خل) مقام التعلق بشأن مرتبط بغيره لكنه لميلحظ في هذا التعلق جهة الصنع و الايجاد بحال من الاحوال و ان كانت الاسماء لمتحصل الا بالفعل الا انه لميلحظ (لميلاحظ خل) جهة التعلق الفعلي بوجه من الوجوه الا انه (لا انه خل) يلاحظ عدمه كالظهور (لظهور خل) المتعلق بشئون في مفاهيمهما (مفاهيمها خل) ربط و اضافة الي الغير كالعلم مثلاً و القدرة فان العلم يقتضي معلوماً و القدرة مقدوراً و السمع مسموعاً و البصر مبصراً و غيرها من امثالها فتقول العالم القادر السميع البصير عند ملاحظة الظهور و هذه (في هذه خل) التعلقات (المتعلقات خل) و الشئونات و هذا القسم هو المسمي عندهم بصفات الاضافة و ان كانت حين اطلاقها عليه سبحانه لاتلحظ فيها جهة الربط و الاضافة بحال من الاحوال
و ثالثها مقام الظهور المتعلق بشأن مرتبط ملحوظ فيه جهة الصنع و الايجاد و الفعل و ان لميلحظ في مدلولها الفعل و انما يراد بها الذات البحت فمقام الظهور (ظهور خل) المتعلق بتعلق خاص علي الوجوه الثلاثة هو مقام الاسماء و الصفات و هو اخر مقامات (مقامات مقام خل) في (البيان في خل) وجه واحد و الاثار و التأثيرات في عالم الامكان و الاكوان (الامکان و الکون خل)(الکون و الامکان خل) كلها تنسب الي هذه الاسماء في هذه المقامات في هذا المقام و الكل يراد بها الذات الاقدس جلت عظمتها و
«* جواهر الحكم جلد 2 صفحه 262 *»
ان كانت كلها بالتعلقات الفعلية و لعلك سمعت الادعية المروية في مهج الدعوات و غيره المتضمنة باسناد المفعولات الي الاسماء مثل قوله7باسمك (و باسمک خل) الذي خلقت به العرش و باسمك الذي خلقت به الكرسي و باسمك الذي خلقت به جبلات الخلايق و غيرها و الموجودات كلها متعلقات هذه الاسماء (متعلقات الاسماء خل) و هي حادثة (اسماء حادثة خل) فعلية يراد به (بها خل) القديم تعالي شأنه ففي هذا (هذه خل) الاسماء لايقصد الا الله تعالي (سبحانه خل) لاضمحلال الفعل عند الذات الاقدس و ان كانتقدحصلت عند تعلق الفعل بالمفعول المطلق الاول انتهي المخلوق الي مثله و الجأه الطلب الي شكله و هذا هو مقام البيان الذي ذكره العلم (العالم خل) العلامة مولينا (ذکره العلامة خل) قدس الله نفسه الزكية (الزکية الرضية المرضية خل) و هو مقام عدم مشاهدتهم انفسهم (لانفسهم خل) بحال من الاحوال حين كونهم محالا (محال خل) للمشية و مهابط للارادة و اما النظر الثاني فهو انيكون الملحوظ هو الاثر اي المتعلق من حيث الدلالة علي المؤثر اي مقام المصدر فذلك هو مقام المعاني كالعلم و الارادة و القدرة (کالعلم و القدرة خل) و العظمة و الكبرياء و الجلال و الجمال و العزة (و الجلال و العزة خل) و القدس و السلطنة و الملك و امثالها من الشئون التي ذكرها7 في مقام (دعاء خل) السحر (السحر من قوله7 خل)اللهم اني اسألك من بهائك بابهاه الي اخر الدعاء فبعد مافصل بعض المراتب اجمل في اخر الدعاء و قال اللهم اني اسألك بما انت فيه من الشئون (الشأن خل) و الجبروت و اسألك بكل شأن وحده و جبروت وحدها الدعاء، و هذه الشئون و امثالها ممايصلح انيكون (لانيکون خل) متعلقاً لذلك الظهور المطلق و منشأ الاشتقاق (لاشتقاق خل) اسم للظاهر هو مقام المعاني و هي الاحوال الغير القارة الا بمتعلق و هذه المقامات لهم: عند عدم مشاهدتهم لانفسهم و غيرها مماسوي الله سبحانه فالمقام الاول اي البيان حين كونهم محالاً (محال خل) للمشية الكلية المطلقة (للمشية المطلقة خل) و مهابط للارادة العامة و المقام الثاني (و الثاني خل) اي مقام المعاني في مقام الاثر من حيث كونه مصدراً و اما مقاماتهم: في المقام الثاني اي مشاهدتهم (مقام مشاهدتهم خل) لانفسهم فكثيرة نذكر منها المقامين اللذين ذكرهما مولينا و استادنا العلامة.
«* جواهر الحكم جلد 2 صفحه 263 *»
فاولهما مقام ظهور حقيقتهم المطلقة التي هي ظهوره (ظهور خل) مقدار سم الابرة من نور العظمة بالحدود الكلية و الجهات المعنوية و هو مقام المفعولبه و هو مقام العقل الكلي و النور المحمدية (المحمدي خل)9استنطقه (الذي استنطقه خل) الله (الله سبحانه خل) حين اوجده فنطق بالتوحيد و التمجيد ثم قال له ادبر فادبر ثم قال له اقبل فاقبل فاوجده (فاوجد خل) الله سبحانه في هذا المقام باقباله و ادباره جميع الكون و اطواره فهم سلام الله عليهم في مقام العقل باب الله الي الخلق في جميع الاطوار التكوينية و التشريعية و الوسايط في جميع الافاضات فالفيض الاول النازل (فالفيض النازل خل) من الرحمة الواسعة الكلية نزل (ينزل خل) اولاً اليهم:(سلام الله عليهم خل) (اليهم اولا سلام الله عليهم خل) و منهم ينبسط الي كافة الموجودات و حقايق الذوات (الذرات خل) فهم في هذا المقام بمنزلة الاب فان الولد خلقه الله سبحانه بواسطة الاب فهو باب الفيض الي الولد في الجملة و قدقال رسولالله9ما معناه انا(9انا خل) و علي ابوا هذه الامة و العالم كلهم (کله خل) امته (امة خل) فهما ابواه (ابواه عليهما و علي الطيبين من اولادهما الصلوة و السلام خل) اماسمعت قول رسولالله9ما معناه فتق (ففتق خل) نوري فخلق منه العرش (العرش و الکرسي خل) و فتق نور علي7 و خلق منه الكرسي و خلق منه الملائكة (علي7 و خلق منه الملائکة خل) و فتق نور الحسن7 و خلق منه الشمس (الشمس و القمر خل) و فتق نور الحسين7 و خلق منه الجنة و الحورالعين فهم من حيث انفسهم في المقامات التي قدرها الله لهم باب الله الي الخلق في جميع الاطوار و الاكوار و الادوار و الاوطار فاذا كانوا باب الله بمعنيان الله تعالي بهم يفتح الكون و الوجود و بهم (بهم سلام الله عليهم خل) يختم عوالم الغيب و الشهود في الدارين علي جميع المعاني كانوا باب الخلق الي الله (الله سبحانه و تعالي خل) بمعني من اراد الله بدأ بهم و من وحده قبل عنهم و من قصده توجه بهم فهم الابواب مطلقاً في اول مقام تعيناتهم من رتبة العقل الكلي الي اخر المراتب من حيث ظهور القطبية و في مقام انما انا بشر مثلكم يوحي الي و مقام (و في مقام خل)لو (و لو خل) جعلناه ملكاً لجعلناه رجلاً و للبسنا عليهم مايلبسون هم حجة الله علي الخلق علي التفصيل الذي املأ (ملأ خل) مولينا قدس سره في شرح الجامعة (مولانا قدس الله نفسه شرح الجامعة منه خل) و الحقير ايضاً في شرح الخطبة و اجوبة المسائل البهبهانية استوفيت هذا المقام (هذا الباب خل) و المقصود في هذا
«* جواهر الحكم جلد 2 صفحه 264 *»
المقام الفرق بين مقامي البيان و الابواب فظهر لك ان مقام البيان مقام (في مقام خل) حقيقتهم من حيث كونها محلاً للمشية و مظهراً للفيض الاقدس (الاقدس المطلق خل) بمراتبه علي مااشرنا اليه و مقام المعاني في مقام حقيقتهم لا من هذه الحيثية بل من حيث هو (هي خل) مصدر و اثر للفعل (مصدر للفعل خل) و صالحة لتعلق الظهور المطلق بها و مقام الابواب في مقام انيتهم الخاضعة الخاشعة لله سبحانه في مقام القطبية و الامامة (و مقام الامامة خل) في مقام بشريتهم فالاولان في مقام ظهورهم (ظهورهم: خل)بالعلية (بالعلية و الآخران في مقام ظهورهم (ظهورهم: خل) بالقطبية خل).
و هذا بيان مااوردت (اردت خل) باوضح من البيان و مايليق (اردت من الفرق باوضح بيان يليق خل) بالمقام ولكن المقام صعب شامخ قل الواصلون اليه و كثر (الواصلون و کثر خل) المتحيرون (النازلون و المتحيرون خل) ولكن (و ليکن خل) عندك معلوماً ان كل من يدعي فيهم (فيهم: خل) الربوبية بالاستقلال و التفويض فهو كافر يلعنه الله و يلعنه اللاعنون و ماذكرناه (ذکرنا خل) اثباتاً (اثبات خل) لعبوديتهم و (لعبوديتهم و خضوعهم و خل) استكانتهم:(صلي الله عليهم خل) فلما خضعوا و خشعوا و ذلوا لله تعالي رفعهم الله و اعزهم بحيث طأطأ كل شريف لشرفهم و بخع كل جبار لفضلهم (و بخع کل متکبر لطاعتهم و خضع کل جبار لفضلهم خل) و ذل كل شيء لهم و اشرقت الارض بنورهم و فاز الفائزون بولايتهم صلي الله عليهم (عليهم اجمعين خل) و لعنة الله علي اعدائهم و ظالميهم (و ظالميهم و ناصبيهم خل) و منكري فضائلهم ابد الآبدين.
(و فرغ من کتابتها منشيها غرة (قد فرغ من کتابتها غرة شهر خل) رمضان المبارک سنة 1252 حامدا مصليا مسلما. خل)