شرح دعاء السمات
من مصنفات السید الاجل الامجد المرحوم الحاج
سید کاظم بن السید قاسم الحسینی اعلی الله مقامه
«* جواهر الحکم جلد 2 صفحه 9 *»
بسم اللّه الرحمن الرحيم
الحمد للّه رب العالمين و صلي الله علي خير خلقه محمد و آله الطاهرين و لعنة الله علي اعدائهم اجمعين.
اما بعــد؛ فيقول العبد الفقير الفاني الجاني كاظم بن قاسم الحسيني الرشتي ان المولي الافخر و النور الازهر ذا الفهم السليم و الادراك المستقيم المؤيد بتأييد (بتأييدات خل) الاله الاكبر الملاّعلي (الآخوند الملاعلي خل) اصغر (اصغر النيسابوري خل) (ابن لطف الله الخراساني النيشابوري خل) عظم اللّه مقامه و رفع اعلامه قدطلب من الحقير الفقير بيان بعض اشارات الدعاء العظيم المشهور بدعاء السمات و كشف بعض رموزه و فتح مغلقه و حل معضله و كان (فكان خل) ذلك صعب المنال و عزيز الوصال لاسيما (سيما خل) بالنسبة الي هذا الكليل العليل علي ان مايفهم من فقراته مما لايسعه الدفاتر و انما محله و موقعه الضماير الاّ ان لمقام السائل عندي و اعتمادي علي فهمه العالي و ادراكه السامي نشير (اشير خل) الي (الي بعض خل) مايسعني بيانه بالاشارة و اختصر في العبارة لاستعجاله و كوني علي جناح السفر و كثرة تشويش (تشوش خل) البال و تفرق الحواس و اختلال الاحوال لان ذلك هو الميسور و الي الله ترجع الامور.
اقــول: (فاقول خل) هذا الدعاء رواه الكفعمي عن الباقر7 قال لو حلفت ان في هذا الدعاء الاسم الاعظم لبررت فادعوا به علي ظالمينا و مضطهدينا و المتعززين علينا ثم قال7 ان يوشع بن نون وصي موسي7 لما حارب العماليق و كانوا في صورها قلة (صور هائلة خل) ضعف (ضعفت خل) بنياسرائيل (نفوس بنياسرائيل خل) عنهم فشكوا الي الله عزوجل فامر الله تعالي يوشع بن نون انيأمر (فامر الله يوشع انيأمر خل) الخواص من بنياسرائيل انيأخذ كل واحد منهم جزء (جرة خل) من الخزف فارغة علي كتف الايمن باسم عمليق و يأخذ بيمينه قرناً متفوتاً (مثقوبا خل) من قرون الغنم و يقرأ كل واحد منهم في (كل واحد في خل) القرن هذا الدعاء لئلايسترق السمع بعض شياطين
«* جواهر الحکم جلد 2 صفحه 10 *»
الجن و الانس فيتعلموه ثم يلقون الحرار (جرار خل) في عسكر العماليق اخر الليل و يكسرونها ففعلوا ذلك فاصبح العماليق كانهم اعجاز نخل خاوية مشفخي (منتفخي خل) الاجواف موتي فاتخذوه علي من اضطهدكم من ساير الناس ثم قال7 هذا من مكنون العلم و مخزونه فادعوا به و لاتبذلوه للناس (للنساء خل) و السفهاء و الصبيان و الظالمين و المنافقين و روي ايضاً عن الصادق7 بعينه الاّ انه ذكر ان محاربة العماليق كان (كانت خل) مع موسي رواه عنه عثمان بن سعيد العمري (ره) و عن الباقر7 لو يعلم الناس مانعلمه من علم هذه المسائل و عظم شأنها عند اللّه و سرعة اجابة الله لصاحبها مع ماادخر له من حسن الثواب لاقتلوا (لاقتتلوا ظ) عليها بالسيوف فان الله يختص برحمته من يشاء ثم قال7 اما اني لو حلفت ان الاسم الاعظم قدذكر فيها لبررت فاذا دعوتم (دعوتم به خل) فاجتهدوا بالباقي و ارفضوا الفاني فان ماعند الله خير و ابقي هـ و انما ذكرت هذه الاحاديث مع انه خلاف المقصود من الاختصار لغاية عندي يظهر لدقيق النظر بعد ملاحظة قول مولينا الرضا7 قدعلم اولوا الالباب ان الاستدلال علي هنالك (اولوا الالباب ان ما هنالك خل) لايعلم الاّ بماهيهنا هـ و لكل شيء ظاهر و باطن فافهم ايدك الله و يستحب انيقرأ هذا الدعاء عند غروب الشمس من كل يوم (من يوم كل خل) جمعة لان يوم الجمعة مقام اجتماع العلل و المعلولات و اقتران الاسباب بالمسببات و هو يوم العيد الاكبر و محل نضج الثمار و استقامة الاشجار و في هذا الدعاء سر الاسم الاعظم و هو باب فوارة النور و يوم الجمعة تقابل (تقابله خل) هذه الفوارة دون ساير الايام لسر يطول بذكره الكلام فاذا ادعي به ذلك اليوم يقترن بالنجاح و الاصلاح و اما عند الغروب فلذلك (فذلك خل) في القوس الصعودي كلماقرب الي الليل اي مقام البرودة و الخضوع الكامل و الذلة التامة و الانكسار المطلق يكون اوفق لتحمله الشئون الربوبية مادام تسير في هذا القوس و هو قوله تعالي ان ناشئة الليل هي اشد وطأ و اقوم قيلاً و اعتبر النهار دون الليل المحض لكون هذه الاسماء انما ظهرت و برزت من الشمس
«* جواهر الحکم جلد 2 صفحه 11 *»
المضيئة التي تضيء في قعر بحر (في بحر قعر بحر خل) القدر المظلم المواج كثير الحيات و الحيتان يعلو مرة و يسفل اخري (اخري فافهم خل).
فالاسماء اشعة فلك (تلك خل) الشمس و تجليها (تحكيها خل) و العبودية المطلق الي (المطلوبة هي خل) الليلة بل ليلة القدر لانا قد بينا ان نسبة ليلة الجمعة الي الليالي (ليالي خل) الاسبوع نسبة ليلة القدر الي الليالي ( ليالي خل) السنة و لما كانت هذه الاسماء ظهرت عند (ظهرت عند التعلق بالآثار و القابليات كان محل ظهورها كذلك في العالم الزماني وقت الغروب من خل) يوم الجمعة فافهم.
«اللهم اني اسألك باسمك العظيم الاعظم الاجل الاكرم» اعلم ان (ان امر خل) الله تعالي (سبحانه خل) واحد و الخلق بكثرتهم و كثرة شئونهم (شئونهم و اطوارهم خل) و اوطارهم و اكوارهم و اورادهم (ادوارهم خل) كلها عنده سبحانه كالنقطة المتوهمة و الموجودة (المتوهمة الموجودة خل) في وسط كرة محدد الجهات و استغفر الله عن التحديد و التكييف فوجدت تلك النقطة بما لها من المراتب اللاتتناهي (اللاتناهي خل) دفعة واحدة في غير زمان و مكان غير انفسها و هو قوله تعالي ماخلقكم و لا بعثكم الاّ كنفس واحدة و ما امرنا الاّ واحدة كلمح بالبصر و ماتري في خلق الرحمن من تفاوت و يتعلق القدرة و القيومية بتلك النقطة الوجودية ظهر الاسم فلما تعددت مراتب تلك النقطة في مقاماتها ظهر تعدد مراتب ذلك الاسم الواحد ايضاً في مقامه في مقامها و مراتبها فبقدر تعدد المراتب الوجودية تعددت مراتب الاسماء فكل اسم متعلق بطور من اطوار تلك النقطة فالاسم الاعظم هو الاسم الكلي الجامع لتلك (لتلك الاسماء خل) كلها علي حسب مراتبها و اطوارها و احوالها و باقي الاسماء كليتها و جزئيتها و عظمها و صغرها بالاضافة الي متعلقها من العموم (في العموم خل) و الخصوص و الاحاطة و عدمها فذلك الاسم الاعظم (فالاسم العظيم خل) الجامع الكلي هو اسم الله العلي و لذا وصفه سبحانه بالعظم (بالعظيم خل) في قوله (قوله تعالي خل) و هو العلي العظيم و قال الرضا7 اول ما اختاره (ان اول ما اختار خل) (ان الله اول ما اختاره خل) لنفسه العلي العظيم و اليه الاشارة بقوله تعالي فسبح باسم ربك العظيم في كل موضع في (من خل) القرءان و ذلك في اول
«* جواهر الحکم جلد 2 صفحه 12 *»
النظر و كذلك حكم الركوع في الصلوة و ذلك الاسم هو صاحب (صاحب الهيمنة خل) الالوهية قد ظهر بطبق الاسم الباطن فافهم و اما الاعظم فهو بسم الله الرحمن الرحيم لقول السجاد7 و اسألك باسمك بسم الله الرحمن الرحيم و قول اميرالمؤمنين7 كل ما ( و كل ما خل) في الحمد في البسملة و قول الصادق7 و فيه اسمك الاعظم و اسماؤك الحسني و قول الرضا7 ان البسملة اقرب الي الاسم الاعظم من سواد العين الي بياضه او من بياض العين الي سواده و ذلك قرب المداخلة و البطون و الظهور فانه (المداخلة فانه خل) اعظم او اقرب من قرب الملاصقة فالاسم الاعظم باطن البسملة و هو الالفات الثلث المحتجبة احدها المطوية لفظاً و خطاً في البسم و الثانية و الثالثة المطويتان خطاً لا لفظاً في الله الرحمن الرحيم (الله الرحمن خل) و روي ان الاسم الاعظم هو الحي القيوم و هما مستخرجان من (عن خل) حروف البسملة مكتوبة و ملفوظة و في بعض النسخ تكرر (تكرار خل) الاعظم ثلث مرات لظهوره في العوالم الثلثة عالم الجبروت و عالم الملكوت و عالم الملك في كل عالم بحسبه و كذلك ظهوره في جزئيات كل عالم و اجزائه الي ما لا نهاية له و اما الاجل فهو اعلي من الاعظم و يستفاد ذلك من دعاء ليلة البعث (المبعث خل) و باسمك الاعظم الاعظم الاعظم و ذكرك الاجل الاعلي الاعلي الاعلي و هو الاسم المقدس هو لانه باطن (الله الذي هو سر البسملة و هي (هو خل) باطن العلي العظيم)[1] قل هو الله احد اما (و اما خل) الاكرم فهو الاكرم من التكييف و التوصيف و التحديد و ذلك هو الاسم الذي ليس بالحروف مصوت ( بالحروف متصوت و لا باللفظ منطق و لا بالشخص مجسد و لا بالتشبيه موصوف خل) و لا باللون مصبوغ بريء عن (من خل) الامكنة و الحدود منفي (و منفي خل) عنه الاقطار محتجب عنه حس كل متوهم مستتر غير مستور و ذلك هو الاسم هاء في هو قبل الاشياء (الاشباع خل) و هو الاصل (الاسم خل) الذي تدور عليه دائرة الامكان و الاكوان كلها بظهوره في
«* جواهر الحکم جلد 2 صفحه 13 *»
اطواره و تكرره في ادواره (تكرر ادواره خل) لان (فان خل) الهاء تكررت اربع مرات استنطقت عنها كاف (الكاف خل) فكررت مرة واحدة فظهرت الياء فظهرت في الياء فاستنطقت النون و ذلك كلمة كن و هي علة الايجاد و سر الانوجاد و من المجموع استنطقت العين و من ظهور الكاف في العين ظهر استنطاق الصاد و هو (هي خل) كهيعص و هو من الاسماء العظام و من هذه الجهات عبر عنه بالاكرم للاشارة الي انه اصل الكرم و ينبوع الجود و شرح هذه الاحوال لايناسب الاّ الاجمال (بالاجمال خل) فتصرف ماسمعت الي ما لمتسمع و لاحظ المعاني في الذوات و اعلم ان الذوات هي تلك المعاني للذات سبحانه و تعالي (تعالي و الالفاظ بازاء المعاني خل) و هو قوله7 انا الذات في الذوات للذات فافهم و لاتكثر المقال فان العلم نقطة كثرها الجهال ثم اعلم ان ظهور ذلك الاسم الاعظم لماكان من جهة المتعلقات و تعدد اطواره انما هو بها و هي انما تتقوم و تتحقق باستمدادها في اطوارها من ذلك الاسم باطواره و احواله و كليات وجوه المتعلق خمسة بالنسبة الي التفاته الي مبدئه من حيث هو كذلك الاول استمداده منه في حقيقة ذاته من جريان فوارة النور علي قابلية استعداده و الثاني استمداده منه في تمكينه لقابليته حتي يستفيد من تلك الانوار و يستجن (تستجن خل) فيه تلك الاسرار و يفتق فيرتقه (و يفتق رتقه خل) بحمل الاشجار و نضج الثمار و الثالث استمداده منه لتسهيل عسيره عند النزول في المراتب السافلة بعد خطاب ادبر فان من كان في مقام (مقام اعلي خل) اذا نزل الي الايسر (الي الادني يعسر خل) عليه تداول احواله لشدة شوقه الي الاقبال كما قال
تبكي اذا ذكرت عهوداً بالحمي
بمدامع تهوي و لمتتقطع
فان المطلق في كمال الاطلاق يعسر عليه التقييد بالحدود و انحاء التخصيصات (التخطيطات خل) كما بينا (بيناه خل) في ساير رسائلنا و مباحثاتنا و الرابع استمداده منه لحيوته (لحيرته خل) بعد موته في (و في خل) كمال مقام الادبار عند وصوله الي مظهر اسم الله المميت اي التراب و الخامس استمداده منه في حفظه عما يطرأ عليه في القوس الصعودي من الاحوال المانعة عن الصعود (الصعود و العود خل) الي مابدأ منه و الوصول الي الوطن الحقيقي الذي حبه من الايمان و
«* جواهر الحکم جلد 2 صفحه 14 *»
هذه المراتب الخمسة جوامع احوال الخلق في القوسين الصعودي و النزولي و لايخلو منها حالة من الحالات عند توجهها الي جنابه سبحانه و حضرة قدسه و جلاله و امدادات هذه الجهات كلها تكون بذلك الاسم الاعظم و لذا اشار اليه7 في المقامات الخمسة فقال: (في المقامات فقال: خل)
«الذي اذا دعيت به علي مغالق ابواب السماء للفتح بالرحمة انفتحت» السماء هي (اي خل) الخزائن العلوية الغيبية من مبدأ سماء الاطلاق الي سماء الاجسام من اول محدد الجهات الي اخر كرة الهواء و البخار و الهباء و هو قوله تعالي و انزلنا من السماء ماء طهوراً و كلها مهابط الافاضات و ابوابها جهات تعلقاتها بشؤونات اطوارها بالقوابل السافلة و الذوات الارضية الرحمة هي (و هي خل) الرحمة الواسعة التي هي اعطاء كل ذي حق حقه و السوق الي كل مخلوق رزقه و فتحها نفس تعلقاتها و ورود افاضاتها علي المفاض عليه و هذه الفطن (الفقرة خل) اشارة الي الامر الاول و ذلك الفتح انما يكون باسمه البديع الذي هو طور من اطوار الاسم الاعظم الاجل الاكرم (الاعظم الاكرم خل) الذي هو العلي العظيم.
«و اذا دعيت به علي مضائق ابواب الارض للفرج انفرجت (للفرج بالرحمة انفرجت خل)» هذا هو الامر الثاني و الارض ارض القابليات و هي ممتدة من ارض الجرز و الذوات (الدوات خل) الاولي الي هذه الارض الصرفة (هذه الارض المسكونة الي الارض الصرفة خل) في كل مقام بحسبه و الفرج هو تمكنها و تبينها (تليينها خل) بانزال المطر المناسب لها بالبرودة و انفراجها و انشقاقها علي جهة المنفعة بالرطوبة فافهم و مضايق ابوابها عدم تمكنها من قبول النور كالحطب الخضر الرطب اذا القي عليه النار اللينة.
«و اذا دعيت به علي العسر لليسر تيسرت» و هذا هو الامر الثالث و ذلك بعد الادبار و حين التنزل الي المراتب السفلية.
«* جواهر الحکم جلد 2 صفحه 15 *»
«و اذا دعيت به علي الاموات للنشور انتشرت» و هذا هو الامرالرابع عند تمام الادبار و وصوله الي التراب و نسيانه الخطاب و يكون ذلك باسم الله المحيي.
«و اذا دعيت به علي كشف البأساء و الضراء انكشفت» و هذا هو الامر الخامس و به تمام الكمال و ذلك باسم الله رفيع الدرجات في كل عالم يلايم طبايع اهل ذلك العالم من اهل الاقبال (من الاقبال خل) الي الله سبحانه حتي لاتمنعهم كثرة الرطوبة و البرودة الحاصلتين من الادبار و النزول عن الخفة المستلزمة للصعود فالبرودة عدم (عالم خل) اقبالك الي الله و الرطوبة ميلك الي ماسواه (ما سوي الله خل) و هما تولدان (توالدان خل) الامراض المزمنة من اللقوة و الفلج (الفالج خل) و الاستسقاء و امثالها و كذلك (كذا خل) اذا قلت الرطوبة الغريزية التي هي الميل الي الله سبحانه و كثرة الاخلاط السوداوية الارضية المخلوطة بالرطوبة العرينية (الغريبية خل) تشتعل بالحرارة الغريزية و تتولد منه الامراض الحارة مثل السرسام و الجنون و امثالهما فافهم ضرب المثل اذ ليس لي وقت الشرح و البيان علي الحقيقة فباسم رفيع الدرجات الذي هو وجه ذلك الاسم الاعظم تصلح البنية و تخف الكينونة فيصل الغريب الي الوطن ختم الله لنا بالحسني.
«و بجلال وجهك الكريم» الجلال هو الجمال في بعض المقامات الاّ انه حيث مايطلق يراد نور الجمال اي ظهور الوجه للغير فالجمال هو نفس الجلال و الوجه هو ظهوره (فالجمال هو نفس الوجه و الجلال هو ظهوره خل) لغيره فيضمحل دونه سويه الوجه (و الوجه خل) سر الذات و النور البات و دليل معرفتها و اية هويتها فيقتضي بذاته انيكون اربعة عشر و لذا كان عظام الوجه اربعة عشر و عدد لفظ الوجه اربعة عشر الاّ ان سر الوحدة لماظهرت فيها انمحقت (انمحت خل) فيها الكثرة فلايشاهد الاّ (فيها الاّ خل) الوحدة قل الله (قل هو الله احد خل) ثم ذرهم في خوضهم يلعبون و جلاله حجابه و هو اما ملائكة العالين الذين ماسجدوا لادم كمافي قوله تعالي
«* جواهر الحکم جلد 2 صفحه 16 *»
استكبرت ام كنت من العالين و الملائكة (او ملائكة خل) الكروبيين (الكروبين خل) و هذه (هذا خل) الرتبة اول تفاصيل ذلك الاسم الاعظم (الاعظم اما خل) بذاته او بظهوراته في اطوار شئوناته.
«اكرم الوجوه و اعز الوجوه الذي عنت له الوجوه و خضعت له الرقاب و خشعت له الاصوات و وجلت له القلوب من مخافتك» و ذلك لان الله اكرم من كل شيء فالوجه المنسوب اليه اكرم من كل وجه و هو (و هو الجهة العليا لكل شئ و هو خل) في كل مرتبة بحسبها الي ان لاننظر (لاننظر الاّ خل) الي الله و اسمائه و صفاته كماقال7 و ليس الاّ الله و اسماؤه و صفاته فالوجوه كلها (فالوجوه ح كلها خل) لله فرد (فترد خل) كلها الي وجه واحد و لما ان الله سبحانه تجلي لكل شيء بكل شيء و احتجب عن كل شيء بكل شيء ذلت الوجوه من حيث انتسابها الي غيره تعالي لوجهه تعالي و ذلك من حيث انتسابه الي نفس الله و هنا كلام كتمانه في الصدور خير من اظهاره في السطور فخضع و خشع مايري و مالايري لجلال وجهه تعالي الوجوه هي تعرف (هي جهات تعرف خل) الاشياء لغيرها و الرقاب ربط الاعالي الي الاسافل و تعلق اللطيف بالغليظ و الاصوات (بالغليظ و طريق ظهور الوجه من اللب و الاصوات خل) هي الافعال الصادرة بتلك الروابط و الشئون اللاحقة و القلوب هي الحقايق الثانية (الثابتة خل) و الذوات الاصلية فذلة الاشياء في الاولي وقوفها (و فوقها خل) بباب مشيته و في الثانية وقوفها (و فوقها خل) بباب ارادته و في الثالثة وقوفها (و فوقها خل) بفقرها بباب قدره و في الرابعة وقوفها (و فوقها خل) بفقرها بباب قضائه كلهم صائرون الي حكمك و امورهم ائلة الي امرك قال سيدالساجدين7 الهي وقف السائلون ببابك و لاذ الفقراء بجنابك فافهم.
«و بقوتك التي تمسك (التي بها تمسك خل) السماء انتقع علي الارض الاّ باذنك و تمسك السموات و الارض انتزولا و لئن زالتا ان امسكهما من احد من بعدك» القوة هي مبدأ القدرة و اصلها و قديطلق احدهما (احداهما خل) علي
«* جواهر الحکم جلد 2 صفحه 17 *»
الاخري و هيهنا يحتمل الوجهان و القوة هي ماظهر من قدرة الله سبحانه (سبحانه و تعالي خل) في جلال وجهه لا في ذاته و لا في وجهه لان (لا لان خل) الذات و الوجه ليس فيهما قوة و قدرة حاشا بل الذات عين القدرة و القوة و كذا الوجه و انما المراد بها القوة الظاهرة و القدرة المتعلقة بالمقدورات (و بالمقدورات خل) الكاينة في العوالم كلها ماسوي العالم (عالم خل) الوجه ان قلنا ان الجلال هو ملائكة العالين اذ ليس في الوجه كثرة و تعدد (تعدد و كثرة خل) عوالم و ان قلنا انه حجاب الكروبيين ففي ماسوي (ففي سوي خل) عالم العالين بافلاكه و عناصره و مواليده فافهم و السماء هي المقبولات و الارض هي القابليات في كل عالم بحسبه الي هذا العالم الجسماني الظاهر بهذه السماء و الارض المعلومتين (المطويتين خل) و امساكهما عن الزوال امدادهما بالمدد الجديد الجاري الساري (الجديد الساري خل) من تحت العرش الي ما لا نهاية له فتمسك كل واحدة منهما بالاحياء بعد الاعلام و الافناء الوجوديين و هو قوله تعالي بل هم في لبس من خلق جديد و وقوع السماء علي الارض بنفي الوسايط الرابطة او بنزولها عن مكانها و مقامها الاصلي (الاعلي خل) و في ذلك فناء الارض و السماء الاّ انيمسكهما الله سبحانه بقدرته علي خلاف ماتدركه العقول فانه علي كل شيء قدير و كذلك (كذا خل) الكلام في سماء النبوة و ارض الولاية و سماء الولاية و ارض النبوة حرفاً بحرف فافهم.
«و بمشيتك التي دان لها العالمون و بكلماتك (بكلمتك خل) التي خلقت بها السموات و الارض» المشية متفرعة علي القوة المتفرعة علي الجلال المتفرع علي الوجه و هذه المشية هي فعله سبحانه و هو ذكره للاشياء قبل المذكورين بنحو من الانحاء و هي ذات متأصلة اصلها الله سبحانه و لها الهيمنة علي كل مذروء و مبروء و الاسماء المتقدمة انما حصلت من هذه المشية لكنها تقدمت عليها الشيء (لشئ خل) يطول الكلام بذكره فاذن وجب انيدمن (انيدين خل) و يخضع و يقر لها العالمون من عوالم الالف الف (الالف الالف خل) و الكلمة هي المتحصلة من المشية في الوجه الثاني و هي كلمة كن و هي كلمة الله العليا (هي المتحصلة من المشية في
«* جواهر الحکم جلد 2 صفحه 18 *»
الوجه الثاني اي الكلمة التي في المفعول او الكلمة الفعلية لكنها في الرتبة الرابعة من المشية بعد النقطة و الالف و الحروف او كلمة القضاء و يناسبها التعلق بخلق السموات و الارض و الكل مراد و هي علي المعاني مما ذكرت و ما لمنذكر و هي كلمة الله العليا و هي قوله تعالي انما امره اذا اراد شيئاً انيقول له كن فيكون خل) و هي الكلمات التي تلقيها ادم7 و الكلمات التي اتمهن ابراهيم7 و التي لو كان (لو كانت خل) ما في الارض من شجرة اقلام و البحر يمده من بعده سبعة ابحر مانفدت و هي العين و قد حمل اياها التعيين (التعين خل) الاول السموات و الارض علي العموم الذي ذكرنا.
«و بحكمتك التي صنعت بها (لها خل) العجايب و خلقت بها الظلمة و جعلتها ليلاً و جعلت الليل سكناً و خلقت بها النور و جعلتها (جعلته خل) نهاراً و جعلت النهار نشوراً مبصراًو خلقت بها الشمس و جعلت الشمس ضياءاً و خلقت بها القمر و جعلت القمر نوراً» الحكمة هي الولاية العامة التي تعطي كل ذي حق حقه كما ورد عن الصادق7 في تفسير قوله تعالي و من يؤتي الحكمة فقد اوتي خيراً كثيراً و التدبير العام الكلي بالقدرة العامة و القوة الكاملة يورث صنع العجايب و الغرايب من الاحوال العظيمة من تصرفات العالم و هيآته و احواله مما لايناسب هذه المختصر ذكر شرذمة من تلك العجايب و نذكرها ان شاء الله في شرح الخطبة عند قوله7 و لو علمتم ما كان بين ادم و نوح من عجايب اصطنعتها الخ و هذه العبارة (العبارات خل) اشارة الي ما في الخطبة و لذا نسب العجايب الي الحكمة التي هي الولاية و هي لواء الحمد و اصل العجائب و مبدؤها ظهور (و ظهور خل) الهيكلين هيكل التوحيد و هيكل الكفر و لما كان في القوس الصعودي سبق الليل علي النهار و قدم الظلمة علي النور و الظلمة (قدم الظلمة و الظلمة خل) انية النور و ماهيته (ماهيتها خل) خلقها الله سبحانه باسمه الحكيم تبعاً للنور و اثباتاً له و احكاماً لامره و اتقاناً لصنعه ثم جعلها ليلاً فالليل
«* جواهر الحکم جلد 2 صفحه 19 *»
لازمة للظلمة لزوم الزوجية للاربعة و هذا رد صريح علي من يقول (يقول ان خل) الظلمة عدمية و ان لوازم الماهيات لاتتعلق بها جعل سوي جعل الملزومات و كذلك القول في النور و جعلها نهاراً و باقي الفقرات.
«و خلقت بها الكواكب» و هي الاجسام المركبة القوية في التركيب الحاملة للاسماء الالهية المتعلقة بتدبير العالم السفلي و تلك الاسماء هي اسم (اطوار اسم خل) الله الحكيم و مجمل القول ان الكواكب قوي الافلاك في كل عالم و كل طور بحسبه و قولي الاجسام اريد به الانعقاد فافهم.
«و جعلتها نجوماً» مضيئة لقبولها النور من الشمس اما كواكب الافلاك السبعة فاصلها الشمس في كل ما لها و بها و منها و اليها منها تستمد و اليها ترد و اما الثوابت في الكرسي فان ظهورها بنور الشمس لا وجود لها (لا وجودها خل).
«و بروجاً» اثنيعشر في عالم الابتداع الاول و هي حروف لا اله الاّ الله و في عالم الابتداع الثاني هي الائمة الاثنيعشر (اثنيعشر خل): و في عالم الاجسام هي البروج المعروفة المنقسمة الي النارية و الترابية و الهوائية و المائية و الي النهارية و الليلية.
«و مصابيح و زينة (و زينة خل)» هي نفس (لنفس خل) الكرسي و ساير الافلاك التحتية حسب انطباعها (انطباقها خل) فيها الاّ ان ظهورها اي الزينة (الرتبة خل) في سماء الدنيا فلك القمر لانها اقرب تناولاً بحسب (و لا بحسب خل) الاحساس فتزينت السماء بالكواكب كما تزين (تزينت خل) (يتزين خل) الماء بها في الليل و ظهور الزينة انما هي في كرة البخار و هي السماء التي منها المطر
«* جواهر الحکم جلد 2 صفحه 20 *»
و رجوماً في السماء الثامنة بفعلها و تأثيرها في سماء (السماء خل) الدنيا اي سماء المطر فان الادخنة المتصاعدة في الجو مهيّئة للاشتعال و مكلسة بورود اشعة الكواكب عليها فاذا (و اذا خل) صعد الجنّي و مر علي كل جزء فحرارته تعين ذلك الدخان للتكليس فيظهر اثر ذلك الكواكب الذي يحاذيه فيه (يحاذيه في الدخان خل) فيشتعل و يحرق الجني او انه يهرب فافهم.
«و جعلت لها مشارق و مغارب» الجمع اما باعتبار الكواكب فكل كوكب له مشرق واحد و مغرب و الكواكب لها مشارق و مغارب و لماكانت الكواكب هي الشعلات الكامنة في زبد البحر و تلك الشعلات هي نيران تعلقت بكثافة سفلية كانت الاسماء كلها كواكب و الكواكب كلها اسماء مع اختلاف ظهوراتها في العوالم و المراتب و المقامات فاذا اشرق اسم الله البديع من افق العقل و غرب من افق النفس و اسم الله الباعث اشرق من افق النفس و مغربه من افق الطبيعة و اسم الله الباطن اشرق من افق الطبيعة و مغربه افق المادة و اسم الله الاخر اشرق من افقها و مغربه افق المثال و الصورة و اسم الله الظاهر مشرقه منها و مغربه في افق الاجسام و اسم الله المحيط اشرق من افق الاجسام من حيث الاجمال و غرب في اول التفصل (من حيث و الاجمال و غرب التفصيل خل) و مبدئه و هو فلك (تلك خل) العرش محدد الجهات و علي هذا القياس تكون المشارق و المغارب كل كوكب اسم من اسماء له (اسمائه تعالي خل) تجلي في مقام و خفي (مقام خفاء خل) في مقام و افول الاول مشرقه و الثاني مغربه تجلي كل كوكب في كل مقام حين اشراقه لابد من خفاء و افول في القوس النزولي فاذا عادت الاشياء الي مباديها بقي مشرق بلامغرب (بقي شرق بلا غرب خل) و نور بلاظلمة كذلك صنع الله ربنا و كذلك كل امام له مشرق في زمانه و مايتعلق به و مغرب اذا
«* جواهر الحکم جلد 2 صفحه 21 *»
حان فيه (حينه خل) و بلغ (بلغ اجله خل) علي العالي (المعاني خل) كلها و اما باعتبار كل (باعتبار ظهور كل خل) كوكب في البروج حسب مالها (حالها خل) من العرض و عدمه و زيادة العرض و عدمها فيختلف طلوعها و غروبها حسب تلك الاحوال عند تحريك محدد الجهات اياها حركة التسخير ليجري الله سبحانه بها حكم التقدير او في حركاتها في انفسها و اما الشمس و ان لميكن لها (لها عرض خل) لكن يختلف طلوعها و غروبها حسب تدرجها في البروج حيث ان الشمس لازمة لسطح فلك (تلك خل) البروج دون معدل النهار و فلك البروج ليس علي سطح معدل النهار و انما هو مقاطع له بنقطتين و تقسيم العالم باعتبار معدل النهار فيختلف (فتختلف خل) احوال الشمس (الشئ خل) باعتبار بعدها عنه و قربها اليه (منه خل) فافهم (فافهم كما روي عن اميرالمؤمنين7 في حديث ابن الكوا خل) و كذلك جريان حكم الولاية في الهياكل الاربعة عشر.
«و جعلت لها مطالع و مجاري» فان كل كوكب له سبعون الف ملك يجرونه بالكلاليب و يظهرونه من مطلعه الخاص حيث ماطلب من الله سبحانه اياه بمكنون سره و حقيقة لبه علي اختلاف شهواته و تفاوت مراتب ميولاته و اراداته (ارادته خل) و لذا جمع المطلع لتعدد الميولات حسب شهوته للاماكن الخاصة و كذلك المجاري و ذكر خصوصيات تلك الاماكن و المجاري و الباعث للكوكب ليله (لميله خل) اياها مما لاتسعه الدفاتر الاّ اني اقول قولاً مجملاً و هو انها نابغه (تابعة خل) لحكم مولينا اميرالمؤمنين7 في اقتضاءاتها و (اقتضاء انحاء خل) (اقتضاء انهار خل) شهواتها و ميولاتها ممايتفرع علي الولاية العامة الظاهرة بايديها و اعينها و ابصارها و قلوبها (و قلوبها و قلوبها خل) في هذه الكواكب فاذا ظهر (ظهرت خل) الملائكة الصادرون عن امره7 تلك الكواكب من مطالعها يجرونها في مجاريها اما (و اما خل) الشمس فلها مجري واحد و هو سطح البروج الاّ انتلاحظ مداراتها اليومية التي بها تحصل قوس الليل و قوس
«* جواهر الحکم جلد 2 صفحه 22 *»
النهار حسب تدرجها في البروج و اما باقي الكواكب من السبعة و لها (فلها خل) مجار مختلفة حسب ما لها من الارض من الدوائر التي ينطبق (تنطبق خل) بعضها ببعض (مع بعض خل) ثم تنفرج و تنفصل الي غاية البعد ثم تقرب و تتضيق (تضيق خل) الفرجة الي الانطباق و اما الدوائر التي ليست بهذه المثابة فكدائرة الشمس و تعدد المجاري كماذكرنا فيها حرفاً بحرف فاذا اتوا بها الي مغربها ينزعون عنها النور فتبقي ساجدة تحت عرش ربها الي ان (ان آن خل) اوان طلوعها فيسألون ربهم هل نكسوها (نكسيها خل) حلة النور فيأتيهم النداء بمايريد الله سبحانه ثم يسألون هل نظهرها (تظهرها خل) من مشرقها ام (او خل) من مغربها فيأتيهم النداء ايضاً بمايريد الله عزوجل ثم يكسونها حلة النور فمنها مايكسونه حلة من نور العرش و منها مايكسونه حلة من نور الكرسي علي اختلاف مراتبها و يطول الكلام بذكر تلك المراتب و تلك الاقتضاءات و انما ذكر المطالع اما لكونها اعم من المشارق كماذكرنا و اما لان ذكر المشارق و المغارب اولاً لاجل المقابلة و التضاد و الثانية (ثانيا خل) لاجل التفصيل و اجراء الاحكام و ماذكرنا (ذكرناه خل) ظاهر و له باطن علي طبقه حرفاً بحرف طويت التصريح به خوفاً من التطويل.
«و جعلت لها فلكاً و مسابح» الفلك دخان تصاعد بحرارة شمس اسم الله القابض من البحر المتحصل من ذوبان الياقوتة الحمراء حين نظر اليها الحق سبحانه بنظر الهيبة المشار (المثار خل) بالريح و تلك الادخنة المتصاعدة استقرت في جانب العلو حسب ما لها من اللطافة و الغلظة فماكان الطف كان اعلي و ماكان اغلظ كان اسفل لقربة من الظلمة فامتازت في تسع بعدد قوي الطاء و هي جواهر اوائل العلل فان التسعة اول مجذور تحققت من الواحد باعتبار كونه ثلثة اي باعتبار وجدانه لنفسه انه عبد خاضع و المسابح هي الافلاك التي تسبح فيها الكواكب و يتحرك (تتحرك خل) فيها و هي كلية كفلك الخارج المركز للشمس علي الاصح و جزئية اي ليست محيطة علي الارض و هي افلاك التداوير لباقي
«* جواهر الحکم جلد 2 صفحه 23 *»
الكواكب و السباحة دليل ان (دليل علي ان خل) لها حركة اختيارية فيها و اليه الاشارة بقوله تعالي و كل في فلك يسبحون و هي ايضاً دليل كون الافلاك ذائباً (بحراً ذائباً خل) لا كمايقولون من انها اجسام صلبة كصلابة الياقوت و اما الكواكب الثابتة في الكرسي فالاصح (فاصح خل) ان لها حركات اختيارية و كل كوكب له فلك تدوير يسبح فيه و هي تتداخل و ليست لها الخارج (الخوارج خل) المركز لكونها جزئية و الافلاك الشاملة كلية فلايسبح فيها قطعاً و لايكفي للكل فلك (لكل ذلك خل) واحد لاختلاف شئونها و طبائعها و احوالها و لاتتم ايضاً بلا (لا خل) جامع كلي فانها جزئيات و حدود لشخص (للشخص خل) واحد فمن الكواكب النورية (النورانية خل) الاولية من يسبح في بحر القدرة و منها من يسبح في بحر العظمة و منها من يسبح في (منها في خل) بحر الكمال و منها في بحر الجلال و منها في بحر الهيبة و منها في بحر العزة و منها في بحر الكرم و منها في بحر العلم و منها في بحر الحلم و هكذا الي الاربعة عشر (اربعة عشر خل) (اثنا عشر خل) بحراً او عشرين.
«و قدرتها في السماء منازل فاحسنت تقديرها» التقدير هو التخطيط و التحديد بالهندسة و ذلك كان يوم الاثنين وقت العصر ثاني شهر رمضان في بلد الابتداع في بيت النون و المقدر هو الكاف في اول الشهر المذكور في بلد نزول (المذكور بدو نزول خل) القرآن في بلد الاختراع اي (في خل) اخر تلك البلدة بعد الزوال في بيت الالف القائم حين مالت الي الباء (مالت الباء خل) (نالت الي الباء خل) و الله من ورائهم محيط و السماء سماء الارادة اي اعلاها اي البرزخ بين سماء المشية و الارادة و هو المعبر عنه بالامر بين الكاف و النون (النون علي احد المعاني خل) و المنازل اربعة عشر منزلة نورانية فوق الارض فاربعة عشر ظلمانية تحت الارض و حسن التقدير جعل الظلمانية سبب (فانها سبب خل) ظهور النورانية فلولا (فلولاها خل) لمتظهر و مرادي بجعل المنازل الظلمانية هو جعل الصلوح فانه الذي يتعلق به الغرض اولاً و بالذات ثانياً و بالعرض جعل تحققها و اظهار اثارها فانه ايضاً (و اظهار آثارها و ان كان عند التحقيق و النظر الدقيق لا
«* جواهر الحکم جلد 2 صفحه 24 *»
فرق بين المقامين و الكل خل) من حسن التقدير في الواقع الثانوي و من حسن التقدير جعل النورانية اربعة عشر لاظهار كمال الكمال فان الكمال يتحقق بالسبعة و كمالها بمثناها (بمثناه خل) و هو قوله تعالي و لقداتيناك سبعاً من المثاني و كذلك الظلمانية لتطابق (ليطابق خل) النجدان (الجندان خل) و لئلايكون لاحد حجة علي الله سبحانه و من حسن التقدير جعلها مترتبة علي الطبايع ليعطي (ليغطي خل) بها كل ذي حق حقه من الالوان و الطعوم و الروايح و المدارك و جودة التركيب و عدمها و امثالها ممايتفرع علي اختلاف الطبايع في العلويات و منه جعل الكواكب و الافلاك و المنازل علي الصورة الانسانية هيكل التوحيد فان العالم رجل و الكواكب قواه و المنازل جهات تدبير القوي لانتظام كينونته و منه جعل المنازل في كل مقام علي العدد اللايق بحال ذلك المقام ففي الافلاك الظاهرة الجسمانية اربعة عشر و في الافلاك الباطنة الروحانية كذلك و في الافلاك الانسانية الجزئية سبعة و هي مراتبه من عقله الي جسمه و في مقادير الازمنة سبعة و ثلثون و ثلثمائة (ثلثمائة و ستة خل) و ستون و في مقادير الطبايع اربعة و في الجهات ستة و هكذا امثالها و كلها و امثالها منازل قدرت لسير الكواكب فيها و يحتاج شرح هذه الاشياء الي بسط عظيم في المقام و ذلك لايناسب حال الاستعجال.
«و صورتها فاحسنت تصويرها» الضمير اما انيرجع الي الكواكب كماهو الظاهر و الانسب سياق (بسياق خل) العبارة (في خل) من قوله7 و قدرتها و ان كان فيه ايضاً وجهان و معني تصوير (وجهان معني و تصوير خل) الكواكب علي وجوه كثيرة منها تصويرها حسب مايتراءي للناس في العالم السفلي من اظهارها في كمال النورانية و التلألؤ و اللمعان و الاشراق علي هيئات كثيرة منها الغالب عليها الحمرة او (و خل) الصفراء (الصفرة خل) كالشمس و منها الغالب عليها (عليه خل) الحمرة و السواد كزحل و
«* جواهر الحکم جلد 2 صفحه 25 *»
منها الغالب عليها (عليه خل) الحمرة كالمريخ و منها الغالب عليها البياض كالمشتري و القمر و هكذا مافيها من الكواكب (من الثوابت خل) و السيارات و من حجمها اذ بعضها صغيرة الحجم و بعضها كبيرة و بعضها متوسطة و من طبائعها و حسن الصورة المؤلفة منها اذ حسن الصورة لجودة التركيب و هي لايتلاف الطبايع و تناسبها و ان كان بغلبة بعضها البعض (لبعض خل) و منها تصويرها حسب كينونتها الثانوية فانها في نفسها ماعدا الشمس ليست مميزة كالافلاك الاّ انها علي احسن الصور و احسن تقوم و هي صورة الاستدارة و قد اطبق العقلاء علي انها احسن الصور لقربها الي الوحدة و البساطة و منها تصويرها علي حسب كينونتها الاولي و هي الصورة الانسانية فان كل كوكب مصور عليها علي احسن ماينبغي انيكون علي حسب مقامه و قدذكر الحكماء المتقدمون اخذاً عن الانبياء: هيئات تلك الصور و صفاتها و احوالها و الذي وقفت عليه منها (منها هي خل) هيئات الكواكب السبعة و هي مذكورة في الطلسم السلطاني من اراد انيطلع علي حقيقة الامر في صورها و اشباحها فليراجع اليه و اما انيرجع الضمير علي (الي خل) المنازل فالمراد به تصوير البروج كصورة الحمل و الثور اه (الخ خل) و تصوير المنازل كشرطين و ربطين و الثريا الخ.
«و احصيتها باسمائك احصاءاً» فالله المحصي لها باسمائه كماتقول زيد ضرب باسمه الضارب و قام باسمه القائم و احصي باسمه المحصي و التعلق انما يرجع الي الاسم لا الذات و الكواكب الظاهرة في العوالم الجسمانية و ان كانت متناهية بحسب الظاهر لكنه لايقدر علي احصائها سوي الله سبحانه باسمه (باسمائه خل) و كذلك القول في الكواكب المعنوية و قولي بحسب الظاهر اريد ان بحسب الباطن لا نهاية لها كما ان الافلاك كذلك انظر الي الجنة و احوالها و درجاتها و سعتها هل تتناهي الي حد سبحان من لايتناهي و فعله لايتناهي و ملكه لايتناهي و قدرته
«* جواهر الحکم جلد 2 صفحه 26 *»
لاتتناهي و علمه لايتناهي و الاسماء هي رجال و عباد مكرمون لايسبقون بالقول و هم بامره يعملون و اظن قد روي في بعض الاخبار ما معناه ان ملكاً من الملائكة موكل بحساب عدد الكواكب و ملكاً من الملائكة موكل بحساب مثاقيل البحار و وزن السموات و الارض الاّ ان الاسماء (السماء خل) تختلف بحسب الشمول و عدمه فافهم.
«و دبرتها بحكمتك تدبيراً فاحسنت تدبيرها» لانه سبحانه جعل لكل كوكب تدبيراً يصلح به شأنه في ذاته و في تأثيره مثلاً دبر الشمس في ذاتها بان جعل لها في كينونتها سبع طبقات طبقة من صفاء الماء و الاخري من نور النار و جعل الطبقة الظاهرة من نور النار فلولا ذلك لما تلقت الفيوضات من العرش و لولا (لولا ان خل) باطنها من صفاء الماء لما لزمت في سيرها منطقة فلك (ذلك خل) الكرسي و لذا وضع الواضع الحكيم لها من الاسماء اللفظية لفظ الشمس و جعلها من المؤنث السماعي ليدل (له ليدل خل) بتذكير اللفظ الي انها من حرارة العرش ظاهرها و بالتأنيث الي انها مستمدة من برودة الكرسي بل هي من اولاده و اعظمهم حتي تقول (نقول خل) ان الشمس ولد العرش من الكرسي و دبر القمر كتدبير الشمس الاّ انه تعالي جعل ظاهره من صفاء الماء و لولا ذلك لماتلقت احكام الصور و البينونة من الكرسي و ان كان بالشمس و لولا ان في باطنه الحرارة لماحصل الفلك الجوزهر من تقاطع فلك الشمس معه و جعل للشمس باعتبار التأثير فلكاً اخر خارج المركز ليحصل لها قرباً و بعداً عن الارض ليستقيم النظام و تظهر الشئون المتكثرة و جعل تعالي (سبحانه خل) للقمر مع الخارج المركز فلك التدوير لان الاختلاف الواقع في الارض بسببه اكثر و لذا كان عليه الحساب فيحتاج الي قرب و بعد اكثر من الشمس و بالجملة تحقيق المرام لايناسب المقام (هذا المقام خل) و هذه الاشارة كافية لاهل الدراية في معرفة نوع المسألة و هذا (هكذا خل) الحكم في ساير الكواكب من السيارات و الثوابت بل في (الثوابت في خل) نفس الافلاك بل في كل شيء.
«* جواهر الحکم جلد 2 صفحه 27 *»
و لكل رأيت منهم مقاماً | شرحه في الكتاب ممايطول |
«و سخرتها بسلطان الليل و سلطان النهار و الساعات و عدد السنين و الحساب» سلطان الليل هو القمر و سلطان النهار هو الشمس و لماكان النهار حاراً يابساً في طبيعته و الليل بارداً رطباً و الحرارة سلطانها الشمس و البرودة سلطانها القمر لان الاول يحكي العرش و الثاني الكرسي صارت الكواكب كلها علي نوعين ليلية و نهارية و ذلك بحسب مالها من الاقتضاءات و الكيفيات و صار ايضاً بعضها يطلع بالليل و يطلع (و بعضها خل) بالنهار لاجراء مااراد الله تعالي (سبحانه خل) بها من امضاء ماقضي (ما مضي خل) من احكام التقدير و نسب النهار الي الشمس و نسب الليل الي القمر فافهم.
و معني اخر ان الله تعالي (سبحانه خل) سخر هذه الكواكب بسبب ظهور سلطان الليل اي تسلطه من تراكم الظلمة و قلة النور و اختفائه و ظهور البرودة و الرطوبة و امثال ذلك و هو الغشيان الوارد في قوله تعالي يغشي الليل النهار و ظهور سلطان النهار من غلبة النور و تسخين وجه الارض لتستعد القوابل السفلية في الليل و تتمكن (تمكن خل) من القبول و يظهر في النهار مااعدت لها بالليل فافهم ضرب المثل فان الله سبحانه يقول و يضرب الله الامثال للناس و مايعقلها الاّ العالمون و الليل و النهار انما يحصلان بتسخير الكواكب سيما الشمس و الايام السبعة (سبعة خل) كالليالي كل يوم منسوب الي كوكب كالليل و كذلك تسخير الكواكب بسبب ظهور الساعات من الليل و النهار و معرفة عدد السنين و الحساب فكل ساعة من ساعات النهار (اليل و النهار خل) منسوبة الي كوكب من السبعة كالشهر و قد ذكر العلماء كيفية هذه النسبة و لايليق هذا المختصر بذكرها و لو لاحظوا نسبتها (نسبته خل) بالبروج كان اوفق لهم و احسن و كذا (لذا خل) لو لاحظوا نسبة عدد ايام الشهر مع (علي خل) كوكب من كواكب المنازل كان احسن.
«و جعلت رؤيتها لجميع الناس مرءاً واحداً» اي علي نهج واحد لاتختلف رؤيتهم اياها بالنسبة اليها لانها العالي
«* جواهر الحکم جلد 2 صفحه 28 *»
المحيط بالسافل فنسبته الي جميع ماتحته علي السوي و ان اختلفت رؤية الكواكب بحسب وقوف الاشخاص علي وجه الارض لانه ليس مسطحاً و انما هو كروي و لذا يظهر بعض الكواكب (الكوكب خل) لبعض و يغيب عن اخرين و نجد بعض الكواكب ابدي الظهور و بعضها ابدي الخفاء و بعضها يطلع (يطلع زمانا خل) و يغيب اخر فالمراد باتحاد الرؤية هو نوعها و طريقها لا المرئي و اتحاد رؤية العالي للسافل بالسافل فيرجع هذا الي اتحاد الحكم الالهي في الواقع مع اختلاف المجتهدين فان اختلافهم لايخرج الحكم عن حكم الوحدة لان الله سبحانه قدجعل رؤيته لجميع الناس مرءاً واحداً الاّ ان الرائي ينظر بعينه (ينظر الغيبة خل) المستقيمة و المعوجة و الصحيحة و السقيمة فمراد المجتهد حال النظر و العمل هو الحكم الاولي الواقعي و ان وقع علي ظهوره حسب مرءاته فانها تختلف و هو واحد كما قال:
و ما الوجه الاّ واحد غير انه | اذا انت عدّدت المرايا تعددا |
و الكواكب هي المقامات التي لا تعطيل لها في كل مكان فاذن (فاذا خل) اتحد نوع الرؤية و المرئي اذ لايتصور طلوعه في موضع و غيبوبته في موضع اخر فاذن صار له تعطيل لظهوره في بعض الاماكن و الله سبحانه يقول فاينما تولوا فثم وجه الله و قدقالوا نحن وجه الله الذي يتوجه اليه الاولياء فتبين لمن يعقل مراده7 من قوله و جعل رؤيتها لجميع الناس مرءاً واحداً و هو قوله7 ان لنا مع كل ولي اذن سامعة و قال الحجة عجل الله فرجه انا غير مهملين لمراعاتكم و لا ناسين لذكركم و لولا ذلك لاصطلمتكم اللأواء و احاطت بكم الاعداء و الله تعالي (سبحانه خل) يقول و ماكنا عن الخلق غافلين و هذه الاحوال و الامور التي ذكرها7 في هذا (هذه خل) الدعاء من (في خل) قوله و بحكمتك (برحمتك خل) التي الي هذا المقام كلها انما جري و وجد باسمه (باسم خل) الحكيم و قدذكر في هذه الكلمات جميع احوال القوس النزولي و الصعودي و الكينونات الاولية و الثانوية و الثالثية و ساير الاحوال و الاوضاع العلوية و السفلية و انا قد اشرت لك الي نوع البيان و لولا اني اردت
«* جواهر الحکم جلد 2 صفحه 29 *»
الاختصار لضيق المجال لسمعت عجائب و غرائب من الكلام و الحكمة هي ركن الحكيم و هو الظاهر بالحكمة بنفسها و قد سمعت انها ولاية اهل البيت: كماقال النبي9 انا مدينة العلم و علي بابها كما (و كما خل) قال9 اعطيت لواء الحمد و علي حاملها و حينئذ تبين (يتبين خل) لمن له قلب او القي السمع و هو شهيد معني قول الصادق7 في تفسير البسملة الي ان قال في الله: الالف الاء الله علي خلقه من النعيم بولايتنا و اللام الزام خلقه ولايتنا و الهاء هوان لمن خالف ولايتنا فافهم وفقك الله.
«و اسألك (فأسألك خل) اللّهم بمجدك الذي كلمت به عبدك و رسولك موسي بن عمران في المقدسين فوق احساس الكروبين فوق غمائم النور فوق تابوت الشهادة في عمود النار في (و في خل) طور سيناء و في جبل حوريث في الواد المقدس في البقعة المباركة من جانب الطور الايمن من الشجرة» لماذكرنا في اثناء الدعاء عند ذكر حكمته سبحانه التي هي ركن اسمه الحكيم مايتعلق بهذا الاسم المبارك من القوابل الخلقية و الذوات الكونية و الامكانية النورية في مقامات قوس (القوس خل) النزولي و الصعودي فلما وصل مقام التوجه البالغ و الاقبال الكامل بعد الغيبة كرر لفظ السؤال ليكون اللفظ دالاً (دالا و خل) مطابقاً علي المعني في الامر الواقعي و يأتي ان شاء الله بيان المجد الذي به كلم موسي. و الكلام القاء مثاله فيه بنفس المثال حتي كان مكلماً بفتح اللام و بالمثال حتي (حتي كان خل) مكلماً بكسر اللام متكلم (فتكلم خل) له به و ذلك الكلام هو عين موسي و لذا كان الكلام هو الكلمتان بالاسناد يعني كن فيكون و هو قوله7 ان الله تجلي لعباده بكلامه و ذلك هو قوله لا اله الاّ الله و يقال له ايضاً كلمة كما اشتهر عندهم ان لا اله الاّ الله كلمة (هو كلمة خل) التوحيد لفناء الكلمة الثانية عند ظهور الكلمة الاولي فهو كلام و هو كلمته (كلمة خل) فافهم اعلم (و اعلم خل) ان الكلام في يوم الخميس و الاستماع كان يوم (في يوم خل) الجمعة
«* جواهر الحکم جلد 2 صفحه 30 *»
اول الزوال و العبد صار بعد العصر في يوم الجمعة وقت قراءة هذا الدعاء المبارك فصار رسولاً في (فصار في خل) يوم السبت في المقدسين في زمرة الطائفة الذين قدسهم الله و طهرهم عماينافي عبوديتهم لتسلم لهم حكاية الربوبية اي اولوا الالباب الواقفين مقام العقل المرتفع رتبة الاجمال و البساطة و هم المسبحون المقدسون الذين يقولون سبوح قدوس ربنا و رب الملائكة و الروح فوق احساس بفتح الهمزة كما وجد بخط الشيخ شمس الدين جمع الحس و المضبوط في نسخ المصباح و كتاب (كتاب المصباح خل) الكفعمي بكسرها و احساس الكروبيين اصواتهم و الحس و الحسيس الصوت الخفي يعني ذلك الكلام كان اعلي من احساس الكروبين و اعظم من انتناله مداركهم و قواهم و مشاعرهم و (في خل) جميع شئوناتهم و اطوارهم و المراد بالكروبيين هم الملائكة المقربون كجبرئيل و ميكائيل و اسرافيل و عزرائيل لا الكروبيين الذين (و الكروبيون اللذون خل) هم قوم من شيعة المحمد: خلف العرش كمايأتي ان شاء الله تعالي غمائم جمع غمامة و هي السحائب البيض سميت غمامة لسترها (لسرها خل) لانها تغم الماء في اجوافها كانت تظل بنياسرائيل. التابوت عن علي7 كانت فيه ريح هفافة من الجنة (الجثة خل) لها وجه كوجه الانسان و عن الباقر7ان هذا التابوت هو الذي انزله الله تعالي علي ام موسي فوضعته فيه (امه فيه خل) فالقته في البحر فلما حضرت موسي7 الوفاة وضع فيه الالواح و درعه و ماكان عنده من اثار النبوة و اودعه وصيه يوشع بن نون فلميزل بنواسرائيل يتبرك (يتبركون خل) به و هم في عز و شرف حتي استخفوا به فكانت الصبيان تلعب به فرفعه الله تعالي عنهم ه، و عند اهل الكتاب بحبل الي ناحية كزريم (كرزيم خل) من ناحية طور سيناء فكانت تظله (تظلمه خل) بالنهار غمامة و تشرق عليه بالليل عمود من نار يضيء لهم و كان تدلهم علي الطريق ليلاً و قال الطبرسي (ره) «كان الغمام يظل بنياسرائيل من حر الشمس و يطلع بالليل عمود من نور يضيء لهم هذا مافي الظاهر و اما الحقيقة فاعلم ان التابوت وعاء العلم و حامل الامر و الحكم و هو في
«* جواهر الحکم جلد 2 صفحه 31 *»
هذا المقام رتبة الفؤاد حيث كان المقدسون (المقدسين خل) رتبة العقل و الفؤاد هو باب المراد و مقام ظهور الاتحاد و اول ظهور الكلام المركب من الكلمتين بالاسناد و هو المعني ركن الاسماء و موقع نجومها و محل ظهورها و ان كان علي جهة الاتحاد فاذا كان موسي هو الموسي الاول فالتابوت (و التابوت خل) هو موضع سره و مستودع علمه و باب حكمته و نسبت التابوت الي الشهادة و اما علي الظاهر فلانه كان يشهد لمن كان عنده بالنبوة و قد قالوا: ان مثل السلاح عندنا مثل (عند ذا كمثل خل) التابوت في بنياسرائيل فكل من يوجد عنده التابوت فهو دليل نبوته و استيلاء حكمه و امره و علي الباطن علي (و علي خل) الاول لانه مقام التوحيد الشهودي و مشاهدة ظهور الحق سبحانه مفنياً (منفيا خل) لجميع الظهورات في مقام أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك الدعاء و علي الثاني لانه شاهد دعوته و عصي (عصا خل) عزه و اية نبوته و الكلام علي الثاني و ان القي الي موسي (موسي الي خل) الاول (الي الموسي الاول خل) بذلك التابوت كما في حديث المعراج الاّ ان ذلك الكلام فيما يتعلق (كان يتعلق خل) (كان فيما يتعلق خل) بعالم الفرق من عالم الطريقة و الشريعة و اما كلام اني انا الله لا اله الاّ انا فهو انما كان فوقه (من فوقه خل) فافهم. اما (و اما خل) عمود النار فهو في الظاهر كما سمعت و اما في الواقع الاولي (الاول خل) فهو سر ظهور (ظهور سر خل) الاسم (اسم خل) الفاعل بعد فناء العقل (الفعل خل) و احتراقه و روابطه و تعلقاته اعلم ان المفعول به هو مقام المقدسين في الدعاء و المفعول المطلق هو مقام الكروبيين و الفعل المتعلق بالمفعول الوارد عليه هو مقام الغمائم و الفعل في مقاماته الذاتية اي تمام رتبة الولاية هو مقام تابوت الشهادة و العمود من النار هو سر اسم الفاعل و ماذكرنا لاينافي كون الفعل اعلي من اسم الفاعل لانه العامل فيه لان اسم الفاعل هو حكاية الفعل للمفعول عدم استقلالية نفسه فحين ظهور المحكي عنه يفني الحاكي و الحكاية فان ماظهر من الفعل للمفعول هو نفس المفعول و ان كان ماظهر له من الفاعل كذلك ولكن لما كان الظهور الثاني من الوجه الاعلي و هو الهاء من الكاف في كهيعص و الظهور
«* جواهر الحکم جلد 2 صفحه 32 *»
الاول من وجهه في نفسه و هو الاسفل بالنسبة الي ذلك الوجه و هو العين في كهيعص كان في الظهور الثاني فناء الظهور الاول لفناء ظهور الاسفل عند ظهور العالي و ان كان في المرءاة الواحدة الحاكية للمراتب المحققة في ذلك الشيء الواحد فافهم الاشارة و لاتقتصر علي العبارة. طور سيناء الطور جبل بالشام ناجي الله تعالي (سبحانه خل) موسي7 و السيناء هي الشجرة و الطور هو النجف الاشرف كقوله7 ان النجف هو الجبل الذي كلم الله عليه موسي تكليماً و اتخذ الله ابراهيم خليلاً و عيسي روحاً و محمداً9 حبيباً و السيناء شجرة الولاية النابتة (الظاهرة النابتة خل) علي سواء ذلك الجبل لا شرقية و لا غربية و انما هي في الوسط قال تعالي (قال الله تعالي خل) و جعلناكم امة وسطاً لتكونوا شهداء علي الناس و في قراءة اهل البيت: ائمة وسطاً علي المعاني كلها فموقع (فموضع خل) تلك النار جبل للولاية (الولاية خل) و منه ظهرت للنبيين و المرسلين و هو قول سيدنا اميرالمؤمنين7 انا صاحب الازلية الاولية و الولاية جبل واحد تشعب منها جبال كثيرة منها جبل الاختراع و جبل الابتداع و جبل الواحدية و جبل الاحدية و غيرها و كان ظهور النار لموسي7 علي جبل الولاية جبل الاحدية فافهم. جبل حوريث و قيل حورثيا (حوريثا خل) هو جبل بارض مدين خوطب عليه موسي اول خطابه و مدين مدينة قوم شعيب و هي تجاه تبوك بين المدينة و الشام بها البئر التي استسقي منه (منها خل) موسي7 لابنة الشعيب و مدين مسيرة ثمانية ايام عن مصر و تابوت يوسف7 حمل الي ناحية حوريثا من ناحية طور سيناء و هذا الجبل هو جبل الواحدية و لذا وقع الخطاب اولاً علي موسي7 و هو جبل الاسماء و الصفات و هو شعبة من شعب جبل الابتداع كما ان الاول شعبة من شعب جبل الاختراع فافهم.
الوادي المقدس الارض المقدس الشام و الوادي قريب من بيتالمقدس و هو واد طيب كما ذكره العلماء و قيل ان موسي قبض فيه الوادي هو
«* جواهر الحکم جلد 2 صفحه 33 *»
واد المقدس الولاية (وادي الولاية خل) المطلقة المتعلقة في (المطلقة في خل) الكون الثاني علي ماعندي من الاصطلاح في ارض الابتداع الثاني فافهم. البقعة المباركة هي بقعة النبوة في مقام جلال العظمة من (و من خل) جانب الطور الايمن اي جهته و طرفه فان النبوة طرف الولاية و جهتها علي ما هو المشهور كما هو الحق في الرتبة الثانية و اما في الرتبة الاولي العليا فالامر بالعكس بل الولاية طرف النبوة و جهتها هناك لان النبوة هي الالف و الولاية هي النون فلما اقترنت الالف بالنون حدثت اللام فاستنطق منها اسم الولي فافهم فكم من خبايا في زوايا. الشجرة هي الشجرة المباركة الزيتونة التي ليست شرقية (بشرقية خل) و لا غربية يكاد زيتها يضيء و لو لمتمسسه نار (النار خل) و هي التي ظهرت تجلي منه (منها خل) لموسي و هي الشجرة الالهية الكلية و الرحمة الواسعة و القدرة الجامعة و الالاء الوازعة و عن ابنعباس انها شجرة عناب و قيل انها شجرة الاوسج (العوسج خل) و هذه الشجرة هي الكاف و هي تمام البسملة (تمام بسم الله الرحمن الرحيم خل) و النار هي الهاء و استماع موسي7 هو الياء و الكلام المسموع هو العين و سريان نور الكلام في كينونة موسي هو الصاد و هذا هو الاسم الاعظم كهيعص فافهم و لاتكثر المقال فان العلم نقطة كثرها الجهال و قال الشاعر و نعم ماقال:
فان تك (كنت خل) ذا فهم تشاهد ماقلنا | و ان لميكن فهم فتأخذه عنا | |
و ما ثم الاّ ماذكرناه فاعتمد عليـ | ــه و كن[2] في الحال فيه كماكنا |
«و في ارض مصر بتسع ايات بينات» في (المصر في خل) الظاهر معروفة و هي ناحية مشهورة ارضها اربعون ليلة في مثلها و طولها من العرش الي اسوان و عرضها من نرقه (برقه خل) الي ايلة سميت بمصر بن مصراء (مضراء خل) بن حام بن نوح7 و هي اطيب الارض تراباً و ابعدها خراباً و لاتزال البركة فيها ما علي وجه الارض انسان و لايصيبها المطر و قدتغلب عليها فرعون و ادعي فيها بها الربوبية فكان عالياً من المسرفين و
«* جواهر الحکم جلد 2 صفحه 34 *»
مصر هي حمامة ابراهيم7 و هي فتاة الغربية و اليها هرمس الحكيم و طبعها طبع الماء و بها حيات الاشياء و كوكبها القمر في فلك الجوزهر قد (و قد خل) تغلب عليها من ادعي نفسه مع الله الهاً و سيظهر باطن قوله تعالي و نريد اننمن علي الذين استضعفوا في الارض و نجعلهم ائمة و نجعلهم الوارثين و نمكن لهم في الارض و نري فرعون و هامان و جنودهما ماكانوا خاطئين فافهم المطابقة علي جهة الموافقة و التسع الايات التي اتي بها موسي7 (7 باذن الله خل) اثباتاً لنبوته و اظهاراً لحجته هي المعروفة المذكورة في التفاسير و كتب السير و التواريخ فلانطول الكلام بذكرها و كذلك شرح بواطن تلك الايات علي التفصيل لعدم الاقبال و كمال الاستعجال و لا حاجة (لاحتياجه خل) الي بسط في المقال و مصر هي مصر الوجود و الايات التسع الظاهرة فيها هي الافلاك التسع و فرعون المتغلب عليها هو الجهل الكلي الظاهر بدرن كفره و خبث عصيانه و نتن طغيانه و ظلماته (كلماته خل) في كل ذرة من ذرات الوجود و هي الليل في قوله تعالي و الليل اذا يغشي و موسي هو العقل الكلي الذي خفي امره و ستر نوره و سيظهر نوره و يعلو برهانه اذا اغرق الله فرعون و مراكبه في اليم كما يأتي ان شاء الله تعالي و مصر هي مصر الولاية و الايات التسع هي اول جذر الثلاثة الظاهرة بكماليه الشعوري و الظهوري فلنقبض العنان فللحيطان اذان.
«و يوم فرقت لبنياسرائيل البحر» هذا في الظاهر معلوم و ذلك حين ماامر الله سبحانه موسي ان يسري ببنياسرائيل فاعقبهم (فتبعهم خل) فرعون بجنوده و اراد الله سبحانه اهلاكهم فرق البحر لبنياسرائيل بما في موسي من قوة الحرارة الالهية التي اكتسبها من نار الشجرة فافهم البحر هو الدنيا كما قال7 الدنيا بحر عميق قد غرق فيها عالم كثير و بنواسرائيل بنوعلي7 (عليهمالسلام خل) كما في الزيارة السلام علي اسرائيل الائمة و مفرق البحر هو رسول الله
«* جواهر الحکم جلد 2 صفحه 35 *»
9 يقسم الدنيا كلها لهم: و ذلك يكون (يكون ظهوره خل) في الرجعة عجل الله فرجهم و اتيان صيغة الماضي لبيان ان الاشياء كلها قدرت و قضيت و مضيت (مضت خل) عنده كما قال7 جف القلم بما هو كائن.
«و في المنبجسات التي صنعت بها العجايب» اشارة الي قوله تعالي و اذ استسقي موسي لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانبجست (فانفجرت خل) منه اثنتاعشرة عيناً قد علم كل اناس مشربهم لان الله تعالي قسمهم اثنتيعشر (اثنيعشر خل) سبطاً كما قال عزوجل و قطعناهم اثنتيعشر اسبطاً امماً و جعل علي (لكل خل) سبط واحد (واحدا خل) من اكابرهم ممن يهدون بالحق و به يعدلون والياً حاكماً فالعيون ايضاً تقسمت الي اثنتيعشرة لاختصاص كل سبط بواحدة منها و هو قوله تعالي عزوجل قد علم كل اناس مشربهم بنواسرائيل هم بنوعلي7 كماذكرنا ايضاً (آنفا خل) لكنه في هذا المقام اعم بل تحت ذلك المقام قول (من قول خل) النبي9 انا و علي ابوا هذه الامة و موسي (موسي هو خل) رسول الله9 صاحب الولاية الكبري و الطائف حول جلال القدرة بالاصالة و عصاه هو اميرالمؤمنين7 حامل الولاية المطلقة و الطائف حول جلال القدرة بالفرعية و الحجر هو موقع الولاية و محلها و معدنها و مهبط نجومها و هي فاطمة الصديقة عليهاالسلام و ضرب العصا بالحجر هو اقتران الحامل بالمحل و تقاطع الشمس و القمر في فلك الجوزهر و ساعة بين الطلوعين و انبجاس العيون اي انفجارها هو ظهور الائمة الاثنيعشر: و هم الاسباط الهداة فاختصت (و اختصت خل) كل طائفة من الامة بسبط من تلك الاسباط و عين من تلك العيون و لولا اتصال علي7 بفاطمة3 لماظهر الولاية و لااشفع (لا انتفع) (لما انتفع خل) الخلق به فامامته المتعلقة باحوال الخلق و شئوناتهم ماظهرت و ماوجدت الاّ باقتران له (باقترانه خل) (باقتران علي خل) بفاطمة كما ان الارض لو لمتكن لمتظهر (لميظهر خل) اثار السماء و بركاتها و لولا الكلمة التامة
«* جواهر الحکم جلد 2 صفحه 36 *»
لميظهر معاني الحروف البسيطة و اثارها و مقتضياتها و احكامها و قد ذكرت هنا ما لميذكره غيري اشفاقاً و محبة للسائل حرسه الله تعالي فمن لميخرج من حدود كلماتي و ملاحظة الصفات و القيودات اللفظية اندفعت عنه كل الشبهات و تلك العيون و اظهارها و انفجارها هي العجايب التي حارت دونها الافكار و انحسرت عن ادراكها الانظار و عجزت عن تحملها الاسرار كيف و قد ظهر لموسي7 ذرة و هي جزء من مائة الف الف جزء من رأس الشعير من بعض اسرار تلك العيون اندك الجبل و خر موسي صعقاً و هو من اكابر اوليالعزم و اي امر اعجب من ذلك فافهم.
«في بحر سوف و عقدت ماء البحر في قلب الغمر كالحجارة و جاوزت ببنياسرائيل البحر و تمت كلمتك الحسني عليهم بماصبروا و اورثتهم مشارق الارض و مغاربها التي باركت فيها للعالمين و اغرقت فرعون و جنوده و مراكبه (مواكبه خل) في اليم» قوله7 في بحر سوف متعلق بمقدر اي بمجدك الذي ظهر في بحر سوف قيل هو (هو بحر خل) بالعبرانية يم سوف و قال السيد بن طاوس يوم سوف اي بحر بعيدة (بعيد خل) قعره و قال المجلسي; كانه اخذ عن (من خل) المسافة و هو جيد حسن و المراد به هو البحر الذي فرقه الله لبنياسرائيل و بحر سوف هو بحر القدر علي تفسير ظاهر الظاهر و هو بحر فعل المضارع (المضارع الجامع خل) لماسوي الماضي و الجحد و الامر الحاضر و شرح هذا المجمل يؤدي الي التطويل و نوع الاشارة يكفي لمن لميكن من اصحاب القال و القيل الغمر هو الماء الغزير (الغريز خل) الذي يغمر صاحبه اي يستوعبه و يستره و قلب الشيء باطنه و المراد ان الله سبحانه و تعالي عقد ذلك الماء و جعلها اثنيعشر (اثنتي عشرة ظ) قنطرة كل قنطرة لسبط من الاسباط و جعلها شبكة (مشبكة خل) حتي يري كل سبط السبط الاخري (الاخر خل) في قنطرته و قصتهم مشهورة فلايحتاج الي ذكرها و عقد ماء البحر اشارة الي مرتبة (رتبة خل) القضاء بعد القدر فان في القضاء ابرام و لا بداء معه و اما في الباطن و هو
«* جواهر الحکم جلد 2 صفحه 37 *»
تتميم و تفصيل لماذكرنا في قوله7 و يوم فرقت لبنياسرائيل البحر الحجارة بناء علي الوجه الظاهر هو حجر مرمر و علي التأويل كما ذكرنا هو حجر ياقوت (الياقوت خل) و علي الباطن هو الزمرد و لا منافات بينها اذ كل في مكانه موجود و المشبه عين المشبه به كما قررناه (ذكرناه خل) في كثير من مباحثاتنا و اجوبتنا للمسائل و بنواسرائيل حين جاوزوا (جازوا خل) البحر كانوا ستة مائة الف ظاهراً و علي التأويل يراد به الامضاء بعد القضاء و علي الباطن تنجيز ما علقه الله سبحانه و تعالي في قوله عزوجل لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذاباً اليماً و البحر بحر الدنيا و ذلك في الرجعة و تمام كلماته الحسني عليهم ظهور ماوعده الله لهم من النصر و الغلبة و الفتح علي عدوهم او ظهور كلمة التوحيد باهلاك عدوهم المانع لاظهارها و ابانتها و صاروا (فصاروا خل) يجهرون (يجهرون بها خل) فلا تقية و لا خوف و هو قوله (قول الله خل) عزوجل وعد الله الذين آمنوا منكم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم و ليمكنن لهم دينهم الذي ارتضي لهم و ليبدلنهم من بعد خوفهم امناً يعبدونني و لايشركون بي شيئاً علي وجه الباطن و الظاهر في امة موسي7 و في هذه الامة و الكلمة هي كلمة لا اله الاّ الله و محمد رسول الله صلي الله عليه و آله و علي اميرالمؤمنين7 فكل (و كل خل) منها مؤلفة من اثنيعشر حرف (حرفا خل) و لماكانت الحروف التدوينية تطابق التكوينية وجب انتكون تلك الكلمة العليا اي كلمة التوحيد مؤلفة و ملتئمة من اثنيعشرة (اثنتي عشرة خل) ذات من الذوات القدسية (المقدسة خل) الالهية و هو قوله7 في الدعاء فبهم ملأت سماءك و ارضك حتي ظهر ان لا اله الاّ انت فافهم و مشارق الارض و مغاربها هي (التي هي خل) في الظاهر مخصصة (مختصة خل) في ارض الشام بعد العمالقة و هي الارض المباركة و المقدسة التي كتب الله لهم و ارض مصر فسكنوا في شرقي ارض شام و غربيها و اما في الباطن و التأويل فالارض (في الارض خل) علي عمومها و كذلك المشارق و المغارب و هو قول النبي9 في الرجعة كماحكي الله سبحانه عنه في
«* جواهر الحکم جلد 2 صفحه 38 *»
القرآن الحمد لله الذي صدقنا وعده و اورثنا الارض نتبوء من الجنة حيث نشاء روي عن الصادق7 انه9 يقرأ هذه الاية في الرجعة هـ و ذلك بعد تطهير الارض عن كل رجس نجس و هي هناك هي الارض التي بارك الله فيها للعالمين و المراكب جمع مركب (و المواکب جمع موکب خل) قال الجوهري المركب (الموکب خل) ركوب القوم (القوام خل) للزينة و المراد هنا جيوشه و عساكره و في بعض النسخ و مراكبه جمع مركب و هي الافراس و غيرها مما يركب لا السفن فموسي يبس الله له البحر بحرارة نار الشجرة و فرعون اهلكه بماء خطيئاته (خطيئته خل) و رطوبة شهواته المقرونة بانياته الباردة اليابسة و هو قوله تعالي (عز و جل خل) مماخطيئاتهم اغرقوا فادخلوا ناراً علي تفسير الظاهر الظاهر و اليم هو البحر.
«و باسمك العظيم الاعظم الاعز الاجل الاكرم» و قدتقدم شرحه من الاسم العظيم و هو العلي (من ان الاسم العظيم هو العلي خل) و الاعظم هو البسملة و الاعز هو الاسم الله و الاجل هو هو و الاكرم هو ها (هـ خل) (هو الهاء خل) من غير اشباع و وجه التكرار اثبات لكمال الظهور في العالمين عالم الاجمال و عالم التفصيل عالم البساطة و عالم التركيب عالم (و عالم خل) الوحدة و عالم الكثرة.
«و بمجدك الذي تجليت به لموسي كليمك7 في طور سيناء» و قدسبق شرحه الاّ ان التجلي ليس بذات الله سبحانه و انما هو باسمه و مجده و ذلك الاسم هو مربي الموسي7 (موسي7 خل) و وجه استمداده من ربه كما قال اميرالمؤمنين7 بل تجلي لها بها و بها امتنع منها و قال مولينا الكاظم7 ليس بينه و بين خلقه حجاب غير خلقه احتجب بغير حجاب (حجاب محجوب خل) و استتر بغير ستر مستور و توضيح هذا المطلب (المطلق خل) يأتي فيما بعد انشاء الله تعالي ولو بالاشارة و وجه التكرار هو ان ما ذكره سابقاً ما كان يتعلق بموسي خاصة و هنا ماهو مشترك بينه و بين ساير الانبياء او في الاول كان7 ملحوظاً (ملحوظ خل) من حيث الانفراد و الوحدة و هيهنا راحل (داخل خل) مع ساير الانبياء و انما كرر ذكر موسي7 في هذا الدعاء لسر توضيحه (موضحه خل) انشاء الله في اخر الشرح و قد سبق في اول
«* جواهر الحکم جلد 2 صفحه 39 *»
الكلام و لايعثر عليه (عليه الا خل) ذو فطنة بالغة زاكية.
«و لابراهيم7 خليلك من قبل في مسجد الخيف» و الخليل كما عن النبي9 اما مشتق من الخلة التي هي الفقر فان الفقر الي الله تعالي (سبحانه خل) قد تخلل في كل مراتبه و قواه و مشاعره بحيث ملأ كله فلا التفت الي غيره تعالي ابداً (ابداً ابداً خل) كما يظهر ذلك في قضية المنجنيق المشهورة و اتيان الملائكة اليه (له خل) و قولهم له هل لك حاجة الينا و قوله لهم اما اليكم فلا فلما تمحض في الفقر و العبودية بلغ رتبة الاصطفاء و ظهرت فيه سر الامامة و اما مشتق من الخلة بمعني المحبة فقد تخللت محبة الله سبحانه في ظاهره و باطنه و سره و علانيته بحيث لميبق محل لذكر (الذکر خل) الغير و بذلك شابه اوائل جواهر علله و ناسب الحبيب و هو لعمري من اعظم المقامات و اجل (اجلي خل) المراتب و لايناسب هذه العجالة شرح مايقتضي هذا المقام من الكلام و بالجملة هذه الصفة تنبئ تفوقه علي الانبياء (کل الانبياء خل) لانها قريبة مما اختص به نبينا9 و هو العبودية و المحبة غاية القرب فافهم و مسجد الخيف بمني مشهور.
«و لاسحق صفيك في بئر شيع» رقمه الشهيد; بخطه بالشين المعجمة و الياء المثناة من تحت و ذكر انها بئر طمها عمال ملك اسمه ابومالك فسأله اسحق7 انتعاد و تكنس ففعل ابومالك ذلك و رمي بقمامتها فيكون معناه مأخوذاً من قولك شاعة الناقة اذا رمت ببولها و يجوز انيكون المعني مأخوذاً من الشيع و هي الاصحاب و الاعوان لتشايعهم علي خضرها (حفرها خل) او كنسها و منه قوله تعالي في شيع الاولين اي اصحابهم و رقمه بعضهم بالسين المهملة و الباء المفردة (الموحدة خل) و معناه ان اسحق كاتب عليها ملكاً يقال له ابومالك و تعاهد (تعاهدا له خل) علي البئر بسبعة من الكباش فسميت بذلك بئر سبع و ذكر المجلسي; نقلاً عن التورية عند قصة بئر سبع انه وقع بجماعة (مجاعة خل) في الارض فذهب اسحق7 الي ابيمالك (باب مالک خل) ملك الفلسطين (فلسطين خل) فتراءي (فتراء خل) له الرب و قال
«* جواهر الحکم جلد 2 صفحه 40 *»
لاتتحدر (تنحدر خل) الي مصر لكن اسكن الارض التي اقول لك و افتح (فافتح خل) عليها فاكون معك و ابارك (ابارکک خل) فاني لك اعطي (اغطي خل) جميع هذه الارض لنسلك و اتم (دائم خل) القسم الذي وعدته لابراهيم7 و اكثر نسلك كنجوم السماء و اعطي خلقاً بك (خلفائک خل) جميع هذه البلدان و تتبارك بنسلك جميع شعوب الارض و ساق الكلام الي انه7 ذهب الي وادي جرارة (جرادة خل) و حفر هناك اباراً كثيرة الي ان انتهي الي بئر سبع و خاصمه اصحاب ابيمالك فصالحهم و وقع الحلف بينهم و سمي القرية بئر سبع الي يومنا هذا انتهي ثم قال; فظهر ان شيع بالمعجمة تصحيفاً (تصحيف خل) هـ اعلم ان شيع جمع شيعة كما مر من الاستشهاد بقوله تعالي (عز و جل خل) و انه في شيع الاولين و البئر هو ينبوع الماء الذي هو العلم و النبوة و الانبياء اكثرهم من بنياسرائيل و كلهم من شيعة محمد و علي8 و كلهم نبعوا من عين النبوة و العلم و لماكان اسحق ابوهم و اصلهم و كلهم اليه ينتمون و به يستندون فكان هو7 صاحب تلك البئر و لماكان ذلك من كرامة الله تعالي لاسحق7 و بركة منه سبحانه في ذريته ظهر تلك الاثار و الاولاد من تجليه تعالي له بسر الاسم الاعظم في عين النبوة التي كان حاملاً لها و قد قال النبي9 علماء امتي كانبياء بنياسرائيل (بنياسرائيل بنياسرائيل خل) بناء علي ان المشبه عين المشبهبه فيكون المعني علماء امتي انبياء بنياسرائيل لان الخلق كلهم كانوا امته9 و انبياء بنياسرائيل هم علماء امتي (الامة خل) فثبت انهم: شيعة فهم الشيعة و الاصحاب قد اخذوا من معدن العلم و النبوة و المكني بالبئر و اسحق7 كان اصل تلك العلوم و النبوة بحسب الظاهر البشري الجسماني فصح نسبة هذه البئر اليه و اذا جعلنا المراد الاول (اسحق الاول خل) فالامر واضح لانه صاحب البئر ظاهراً و باطناً حقيقة و مجازاً علي المعاني كلها.
«و ليعقوب نبيك في بيت ايل» و هو اسم من اسماء الله تعالي (سبحانه خل) فجبرائيل يعني عبدالله و ميکائيل يعني
«* جواهر الحکم جلد 2 صفحه 41 *»
عبيد الله و بالجملة هذه الكلمات الثلث اي ال و ايل و ائيل (اييل خل) من اسماء الله سبحانه و قد اتفقت عليه كلمات اهل الجفر و يظهر ذلك ايضاً من تلويحات الاخبار و الاثار و المراد هنا بيت الله و هو بيت المقدس و في التورية ان اسحق7 امر يعقوب7 انينطلق الي مابين نهر سورية و يتزوج من بنات خاله فخرج يعقوب7 من بئر سبع ماضياً (ماحينا خل) الي حراف (حران خل) (احران خل) و اتي الي موضع و بات هناك فاخذ حجرة من حجارة ذلك الموضع و وضعه تحت رأسه و نام هناك فنظر في الحلم سلماً (مسلما خل) قائماً علي الارض و رأسه يصل الي السماء و ملائكة الله يصعدون و يهبطون فيه و الرب كان ثابتاً علي رأس السلم (السلام خل) و قال انا الرب اله ابراهيم و اله اسحق فالارض التي انت عليها و قداعطيتها لك و لنسلك و يكون نسلك مثل رمل الارض و تتسع الي المشرق و المغرب و تتبارك بك (فيک خل) و بزرعك جمع (جميع خل) قبايل الارض و احفظك حيث ماانطلقت و اعيدك الي اهل هذه (الي هذه خل) الارض و لااخليك حتي اعمل جميع ماقلته فاستيقظ يقعوب7 من نومه فقال ان الرب في هذه (هذا خل) المكان و انا لماعلم و قال مااخوف هذا الموضع ماهذا الاّ بيت السماء (بيت و باب السماء خل) و قام يعقوب7 بالغداة و اخذ الحجر الذي كان توسد به و اقامه و سكب عليه ذهباً و رعي (دعي خل) اسم المدينة بيت ايل التي اولاً كانت تدعي فرداً (فررا خل) (نورا خل) و قوله و الرب كان ثابتاً علي رأس السلم يراد به ظهور الرب كان ظاهراً علي رأس السلم و هو (هي خل) المنتهي اليه في مد بصر يعقوب7 حين نظر بذاته و قوله7 ان الرب في هذا المكان الخ يريد بيان حسن المكان حق (حتي خل) توجه اليه التفات الرب سبحانه و اختياره من غيره من البقاع كما في الحديث القدسي انا عند القلوب المنكسرة و في الحديث الله عند ظن كل امرأ و امثالهما اعلم ان ابراهيم سمي (انما سمي خل) بذلك لانه (انه خل) بر و هيم في محبة الله سبحانه و اسحق به سمي لانسحاقه و اضمحلاله عند جلال عظمته و ظهور كبريائه و لذلك اختار لابراهيم الخلة و اختص اسحق7 بالصفوة اذ كلما كثر
«* جواهر الحکم جلد 2 صفحه 42 *»
تذلل العبد و اضمحلاله في جنب عظمة الله و قدرته زاد صفائه و يبلغ درجة الاصطفاء و يعقوب7 (7 سمي به خل) لانه كان مصداق قوله عزوجل و جعلها كلمة باقية في عقبه و هو الذي عقب الاولاد و الاسباط و انبياء بنياسرائيل كلهم كانوا من ذريته و نسله فافهم فكان وصفه هي النبوة اثباتاً لوفائه سبحانه بالعهد.
«و اوفيت لابرهيم بميثاقك» و هذا ماواثقه سبحانه من البشارة باسحق و من وراء اسحق يعقوب و عن الباقر7 هذه (ان هذه خل) البشارة كانت باسمعيل7 من هاجر هـ و ذلك لاظهار السلطنة الكبري و الرياسة العظمي منه7 و يحتمل انيراد بالميثاق الامامة و اليه الاشارة بقوله تعالي و جعلها كلمة باقية في عقبه.
«و لاسحق7 بحلفك» و ذلك ان الله عزوجل عاهد اسحق (الي اسحق خل) ان لاتنجلي الغمامة عن (من خل) نسله او حلف ان يجعل البركة و النبوة في اولاده كما من (في خل) حديث روياه.
«و ليعقوب7 بشهادتك» قيل ان يعقوب7 لما احتضر جمع ولده (اولاده خل) و اراد ان يخبرهم بمايأتي من الحوادث و بما يصيبهم من الشر فقال الله تعالي لاتعلمهم ذلك فان ذلك للنبي7 القائم في آخر الزمان7 و انا اعطيك درجة الشهادة و يحتمل انيكون معناه و اوفيت بشهادتك و اخبارك اياه ان ولده يوسف7 حي فامل الاجتماع كما اخبر سبحانه و شهد ليعقوب هذه الامة ان يوسفه الذي هو الحسين7 حي عنده و لاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله الآية، و لابد له من رجوع دولته و سلطنته (رجوع و دولة و سلطنة خل) لانتقام اعداء الله و قاتليه و يمتد ملكه و سلطنته الي خمسين الف سنة و هو
«* جواهر الحکم جلد 2 صفحه 43 *»
قوله تعالي في الباطن و كذلك مكنا ليوسف في الارض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء و لانضيع اجر المحسنين و عموم الارض ماتحقق الا فيه7 فان يوسف النبي7 ما ملك الا ارض مصر خاصة و ان يوسف هو القائم عجل الله فرجه كما قال عز و جل قال اجعلني علي خزائن الارض اني حفيظ عليم و المعاني كلها مرادة.
«و للمؤمنين بوعدك»
و هو الذي وعدهم بقوله عز و جل وعد الله الذين آمنوا منكم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم و ليمكنن لهم دينهم الذي ارتضي لهم و ليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لايشركون بي شيئا و المؤمنون هم الذين علي7 يميرهم العلم و كان بذلك اميرالمؤمنين و هم الائمة: كما قال عز و جل و نريد اننمن علي الذين استضعفوا في الارض و نجعلهم ائمة و نجعلهم الوارثين و نمكن لهم في الارض و نري فرعون و هامان و جنودهما منهم ما كانوا يحذرون و يدخل ساير من محض الايمان محضا فيهم بالتبعية كما قال عز و جل الم غلبت الروم في ادني الارض و هم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين لله الامر من قبل و من بعد و يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء و هو العزيز الرحيم، وعد الله حقا انما قال سبحانه بضع سنين فانه غيبة القائم7 كانت مكتوبة في اللوح المحفوظ في الصحفة الثالثة سبع سنين لكنها لمتكن محتومة و هو قوله تعالي لله الامر من قبل و من بعد و قد روي هذا التفسير عن الباقر7.
«و للداعين باسمائك فاجبت»
اشارة الي قوله تعالي ادعوني استجب لكم فاشار7 الي ان محض الدعاء لايكفي بل له شرط لا بد منه و هو انتدعوه سبحانه باسمائه التي امر الله انتدعوه بها كما قال سبحانه و لله الاسماء الحسني فادعوه بها و ذروا الذين يلحدون في اسمائه و قال عز و جل في حق الملحدين ان هي الا اسماء
«* جواهر الحکم جلد 2 صفحه 44 *»
سميتموها انتم و آباؤكم ما انزل الله بها من سلطان و قال7 في الزيارة الجامعة الصغيرة يسبح باسمائه جميع خلقه و قال مولانا الصادق7 نحن الاسماء الحسني التي امركم الله انتدعوه بها و في زيارة اميرالمؤمنين7 السلام علي اسم الله الرضي و وجهه المضئ فلايستجاب (فلايستجاب دعاء خل) الا اذا دعي سبحانه باسمائه الا ان هذه الدعوة علي قسمين قولي و كينونتي فالقول (فالقولي خل) اذا طابق الكينونة يستجاب و ان خالف فالاجابة بسؤال الكينونة باسمائه تعالي لا القولي و ان فرض انه باسمائه فان في اجابته عدم اجابته و اما اذا دخلا الدعاء عن الاسم فلايستجاب اذ لايصعد الدعاء اذا لميقع علي الباب و سواء عرف الاسماء في الكون الثاني ام علي المعرفة الاولية في الكون الاول و سواء اقتصر علي الاسماء اللفظية او قارنها بالمعنوية و سواء عرف كيفية المقارنة ام لا و شرح هذه الاحوال يقتضي بسطا في المقال و ليس لي الآن ذلك الاقبال.
«و بمجدك الذي ظهر لموسي بن عمران علي قبة الزمان»
فيه قراءتان:
احدهما الزمان بالزاء المعجمة و قد تكرر ذکر هذه القبة في التورية و العلماء اختلفوا في تفسيرها فقيل انها هي القبة التي بناها موسي و هارون في التيه بامره تعالي فكان معبدا لهم و قيل ان المراد بها بيت المقدس و قيل انها الفلك الاعظم محدد الجهات و هو المحيط بالزمان و الزمانيات و انما سميت بها بيت المقدس لشرفها و عظم محلها و قيل ان المراد (و قيل المراد خل) بها بيوت الانبياء: و قيل انها هي المساجد و قد سألت شيخي و استادي اطال الله بقاءه و جعلني فداءه عنها فقال هي قبة بلصيار بن جور (بلصيال بن جود خل) صاحب الحشيشة الفلسفية (السفلية خل) و قد كان في زمان نوح7 و لما سمع ان نوحا دعا علي قومه و اراد اهلاكهم بالغرق بني قبة محيطة علي المدينة التي هو فيها و رصدها باسماء الله بالعزائم (و رصدها بالعزائم خل) و اسماء الله سبحانه و جعلها بحيث يدخل فيها الهواء و ضياء الشمس و لايدخل فيها الماء و
«* جواهر الحکم جلد 2 صفحه 45 *»
بذلك نجي اهل تلك المدينة عن الغرق و لكن الله سبحانه اخفاها عن اعين الخلق و ابصارهم و لايطلع عليها الا الانبياء و المرسلون و الصفوة المنتجبون فاذا خرج سيدنا القائم عجل الله فرجه (7 خل) اظهر تلك المدينة و رآها كل احد و تلك القبة تسمي قبة الزمان اذ لمتبق في الزمان قبة لمتغرق سواها و لانها مستمرة علي (مع خل) الزمان الي ظهور صاحب الزمان عجل الله فرجه و قد ظهر لموسي بن عمران7 علي تلك القبة ظهورات تلك الاسماء التي بها نجاها الله سبحانه من الغرق و اختصاص موسي7 بظهور تلك الاسماء علي تلك القبة لكمال مناسبتها معه7 في الطبيعة و المزاج و اظهار الآثار فان تلك الاسماء فالغالب عليها الحرارة و اليبوسة و فيها يعطي (بعض خل) الاسماء الرطوبة (الرطبة خل) بما يحفظ تلك الحرارة و اليبوسة و جعلها (جعلهما خل) صالحة لطبائع اهل المدينة و مصلحة لنظام معاشهم و معادهم و موسي7 قد ظهر بالحرارة الغريزية فناسب تجلي تلك الاسماء المتجلية علي تلك القبة له دون غيره لانه7 من حملة العرش و هو الحامل ركن (لركن خل) النار كما ان نوحا حامل لركن (ركن خل) الماء و ابراهيم7 حامل ركن التراب و عيسي7 حامل ركن الهواء فكان عيسي7 بذلك روحا و ابراهيم7 خليلا من الفقر و نوح نوحا لشدة النوح و البكاء و اسمه عبدالخالق و موسي7 كليما فافهم.
و ثانيهما الرمان بالراء المهملة و معناها انها قبة كان يتعبد فيها موسي و هارون8 فدخلها ابنا هارون و هما سكرانان فجاءت نار فاحرقتهما فخاف بنو اسرائيل من ذلك فعملوا جبة و علقوا في ذيلها جلاجل من ذهب و رمان (رمانا خل) من ذهب و ربطوا فيها بسلسلة من داخل المكان الي خارج فمن دخل ذلك المكان لبس تلك الجبة فان اصابه شئ تحركت تلك الجلاجل و الرمان فجروه
«* جواهر الحکم جلد 2 صفحه 46 *»
بالسلسلة و ذكرها (ذكر خل) صاحب البحار (ره) ان قصة الرمان و الجلاجل مذكورة في توراتهم الآن و قصتها (قصتهم خل) ان الله تعالي اوحي لموسي (الي موسي خل) انيصنع قميصا لهارون و يضع في اسافله باستدارة مثل الرمان و الجلاجل فيكون رمانة (رمانه من ذهب خل) و بعدها جلجل من ذهب و ليلبسه هارون عند خدمة بيت المقدس فيسمع صوته اذا دخل و اذا خرج و انيتخذ لبني اسرائيل (الي بنياسرائيل خل) اقمصة من كتان (كتان و مناطق خل) للكرامة و المجد فانه (و ان خل) يلبس هذه كلها هارون و بنيه ليكون (ليكونوا ظ) الله (لله خل) احبارا و انيصنع لهم ثيابين من كتان ليغطوا بها عورة اجسادهم فيكون سنة دائمة الي الابد لهارون و لنسله من بعده هـ ، هذا مايتعلق بظاهر العبارة اعلم ان موسي هو موسي الاول و الزمان نهر يجري تحت جبل الازل (الازلي خل) الي ما شاء الله في ما لاتزال (لايزال خل) و هذا هو الصاد و النون البحر الجاري تحت العرش و قبته هو العرش و هو المحيط به و ماظهر علي هذا العرش (علي العرش خل) من مجد الله هو اسم الرحمن المعطي لكل ذي حق حقه و السائق الي كل مخلوق رزقه و هو الاسم الكلي الجامع للاسماء كلها من الاسماء الحسني ماعدا المبارك الله و صارت تلك القبة بما فيها من الاسماء و الاسرار و العلوم من علم الكيفوفة و مصدر علم البداء (مصدر البداء خل) و علل الاشياء و غيرها في المراتب و الاحوال مسخرة و مملوكة يتصرف فيها كيف يشاء فالزمان هو الماء و القبة هي العرش كان حاويا له قبل انيخلق الله (سبحانه خل) السموات و الارض و هو قوله تعالي و كان عرشه علي الماء و قد روي عن اميرالمؤمنين7 انه سئل كم (لم خل) بقي العرش علي الماء قبل خلق السموات و الارض قال7 اتحسن انتحسب قال بلي قال7 اخاف ان لاتحسن قال بلي قال7 لو صب خردل حتي ملأ الفضاء و سد مابين الارض و السماء ثم لو عمرت و كلفت مع ضعفك انتنقل حبة حبة من المشرق الي المغرب حتي تنفد لكان ذلك اقل من جزء من مائة الف جزء من رأس الشعير مما بقي العرش علي الماء قبل خلق السموات و الارض و استغفرالله
«* جواهر الحکم جلد 2 صفحه 47 *»
عن التحديد بالقليل هـ ، و اول السموات سموات العقول و الارضون اراضي (ارض خل) النفوس فكان صاحب القبة قبلها بهذا المقدار بل ربما اعظم و الله سبحانه اعلم و هذه القبة و الزمان يتنزلان من عالم الي عالم لكن لاعلي ما هو المعروف من معني التنزل حتي انتهت مراتب التنزلات الي هذا الفلك الاعظم الجسماني اي محدد الجهات و كان (كذلك خل) صاحبها في اطوار العالم الالف الف (العوالم الالف الالف خل) بل الي ما لانهاية له هو الحقيقة في قبة الزمان و لها وجوه اخر تركتها خوفا من التطويل و خوفا (تركناها خوفا للتطويل و صونا خل) عن اصحاب القال و القيل.
و اما الرمان فهو العلم اما علم المحبة او علم الولاية علي تفاوت الرمان في طعمه و لونه و صفائه و لطافته و رينانيته (ريانيته خل) و قد ورد التصريح بذلك عن النبي صلي الله عليه و آله علي ما رواه الكليني و غيره في حديث الرمانتين اللتين اتي بهما جبرئيل7 من الجنة فاكل رسول الله صلي الله عليه و آله واحدة منهما و فلق الآخر فلقتين فاكل نصفا و اعطي عليا نصفه (نصف خل) الآخر ثم قال ان (اما خل) الرمانة الاولي فهي النبوة ليس لك فيها نصيب و اما الثانية فهي العلم و انت شريكي فيه فقبة الرمان هي قبة العلم و هي لموسي7 لكن سدانة هذه القبة و خدمته و اعلام الناس للدخول و الخروج كانت لهارون و (و قد خل) قال صلي الله عليه و آله انت مني بمنزلة هارون من موسي و قال صلي الله عليه و آله انا مدينة العلم و علي بابها و القميص اشارة الي عالم النفوس و الجلاجل جهات ظهورات العلم و اطواره و كيفياته الذاتية و العرضية مما يطول الكلام بذكرها و الرمانة مجمع العلوم المفصلة النازلة من العرش بكمال الحرارة الي الكرسي مقام الرطوبة و البرودة فانعقدت حبات حمر لاجتماع الحرارة و البرودة كالشنجرف المركب من الكبريت و الزيبق و تعدد الجهات (الحبات خل) لوصول البرودة بكل قطرة مركب (قطرة نزلت خل) قبل انتستكمل القطرات كلها و تجتمع فيكون حبة واحدة فانما هذا صفته عند النبي صلي الله عليه و آله و هو العلوم التي من كل باب ينفتح الف باب و اكتساب
«* جواهر الحکم جلد 2 صفحه 48 *»
البرودة و ان كانت قليلة من جهة تعلق العرش بالكرسي و توجه النبي9 لتعليم الولي7 و ما اتي به جبرئيل (جبرائيل خل)7 من رمانة النبوة التي اكلها صلي الله عليه و آله (صلي الله عليه و آله وحده هو بعد التفصيل من الكرسي فان جبرائيل قد اخذ من الولي و اوصل الي النبي صلي الله عليه و آله خل) و ذلك من باب علمته علمي و علمني علمه و قد شرحنا هذه المسألة بكمال الشرح في الجزء الثاني من شرح الخطبة الطتنجية.
«و بايدك التي رفعت.»
اشارة الي قوله تعالي و السماء بنيناها بايد و انا لموسعون و الايدي جمع يد و هي القدرة و السلطنة او النعمة و الاحسان و ارتفاعها كونها فوق كل شئ و محيطة بكل شئ و اخذة بناصية كل شئ قال سبحانه يد الله فوق ايديهم و ما قدروا الله حق قدره و الارض جميعا قبضته يوم القيمة و السموات مطويات بيمينه و القبضة و اليمين جزء اليد و صفتها قالت اليهود يد الله مغلولة غلت ايديهم و لعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء و اليد اذا افردت يراد بها اميرالمؤمنين7 كما في الزيارة السلام علي اذن الله الواعية في الامم و يده الباسطة بالنعم و جنبه الذي من فرط فيه ندم، و اذا جمعت كان جميع ما اشتملت عليه اليد حال (حالة خل) الاجمال و الافراد فانها بعد (بعدد خل) حروفها اللفظية و المعنوية اربعة (اربعة عشر خل) فكل واحد منها تام ثبت (تثبت خل) له حكم الاستقلال و كل واحد جزء يكون تمام اليد العليا (العليا و خل) الكلمة التامة و بالجملة فهم سلام الله عليهم بحيث يطلق عليهم الافراد و الجمع علي الحقيقة و اسرار اليد و اشارات بعض احوالها ذكرنا في الجزء الاول من شرح الخطبة و معني رفعت كونها في محل مرتفع من القرب بحيث لايلحقها لاحق و لايفوقها فائق و لايسبقها سابق و لايطمع في ادراكها طامع و معني آخر انها رفعت في وقتها و مكانها عند الله سبحانه في الرجعة بعد استكمال ايامها و بلوغ وقت القيامة و نفخ في الصور (نفخ الصور خل) فترفع الائمة: الي السماء عن وجه الارض فاول من يرفع فاطمة الصديقة
«* جواهر الحکم جلد 2 صفحه 49 *»
3 ثم (ثم الائمة خل) الثمانية ثم مولانا و سيدنا القائم عجل الله فرجه ثم سيدنا الحسين7 ثم مولانا الحسن7 ثم اميرالمؤمنين7 ثم رسول الله9 فاذا رفعت ينفخ في الصور فصعق من في السموات و من في الارض (السموات و الارض خل) الا ما شاء الله و الذي يستقبل عندنا ليس عند الله سبحانه بمستقبل فافهم.
«و بآياتك التي وقعت علي ارض مصر.»
اشارة الي قوله عز و جل خطابا لموسي7 و اصطنعتك لنفسي اذهب انت و اخوك بآياتي و لاتنيا في ذكري و قوله عز و جل فلايصلون اليكما بآياتنا انتما و من اتبعكما الغالبون و يريد بالآيات في هذا المقام هم الآيات و المقامات التي لاتعطيل لها في كل مكان لا الآيات التسع فانها قد مضت و ان احتمل التكرير الا ان التأسيس اولي مع (مع انها في ذكرها اعلي و خل) ان ذكرها بعد الايدي المرفوعة دليل قوي علي ما نقول لاصحاب العقول لان موسي7 لما خاف من فرعون و ملئه (ملأهم خل) و قال رب اني قتلت منهم نفسا فاخاف انيقتلون الآية (الآيات خل)، اجابه الله سبحانه بانهم لايصلون اليكما بآياتنا فلاتكون هذه الآيات هي المعجزات لانها كانت حاصلة له قبل ذلك (ذلك و كان خوفه من عنادهم خل) و قد ورد التصريح بذلك عن احدهم: فانه (انه خل) قال المراد بآياتنا هو اميرالمؤمنين و الائمة: فان فرعون لما هم علي قتل موسي و هارون ظهر له علي روحي فداه بصورة راكب علي فرس جلاله كلها ذهب و هو لابس لباس الذهب و بيده رمح من ذهب و مارواه (مارآه خل)7 سوي موسي و هارون و فرعون فلما رآه فرعون اضطرب و غشي عليه حتي وقع عن سريره و رفث في اسبابه فالآيات المرادة في هذا المقام هم الائمة الاعلام: قال7 (قال علي7 خل) ليس لله آية اكبر مني و لا نبأ اعظم مني و قال الصادق7 نحن الآيات التي اراها الله الخلق في الآفاق (و في انفسهم او قال7 و اي آية اراها الله في الآفاق و في خل) انفس الخلايق غيرنا و الآيات
«* جواهر الحکم جلد 2 صفحه 50 *»
هي تلك المقامات و هي تقع بظهورها و آياتها في مصر علي المعاني كلها مما ذكرنا سابقا في معناها (معناها و خل) ما لمنذكر و شاهد ما ذكرنا ان الآيات ماذكرنا توصيفه7 اياها.
«بمجد العزة و الغلبة.»
اما انها عزيزة لانها لاتنال و لايطاول و لايحاول و قد اشار (اشارت خل) السهروردي في قصيدته الي بعض تعزز هذه الآيات بقوله فيها:
جاءها من عرفت يبقي[3] اقتباسا
و له البسط و المني و السؤولُ
فتعالي[4] عن المنال و عزت
عن دنو اليه و هو رسولُ
الي انقال:
منتهي الحظ ماتزود منه الـ
ـلحظ و المدركون ذاك قليلُ
و هذا اشارة الي بعض عزة تلك الآيات بقوله:
قذفتهم الي الرسوم و كل
دمعة في طلولها[5] مطلولُ
و اما الغلبة فلان بها ظهر الاسم القيوم المقتدر الغالب علي كل شئ فلايفوقه (فلايفوته خل) شئ و في الدعاء (الدعاء و خل) بكلماتك التامات التي لايجاوزهن بر و لا فاجر.
«بآيات عزيزة.»
و هذه الآيات هي مقامات الوحدانية (هي مقام الواحدية خل) و الربوبية اذ لامربوب عينا لا ذكرا.
«و بسلطان القوة.»
اي تسلطها و استيلاؤها علي من تعلقت به و هو الربوبية اذ مربوب ذكرا و عينا.
«و بعزة القدرة.»
«* جواهر الحکم جلد 2 صفحه 51 *»
اي علو ارتفاعها في مقام تعلقها و ظهورها لمن تعلقت به و قد قلنا سابقا ان القوة مبدأ القدرة فالقوة هي الاختراع اي الكاف و القدرة في هذا المقام هو تعلق الكاف بالنون.
«و بشأن الكلمة التامة.»
هو تمام التعلق (التعليق خل) حتي استنطقت كلمة كن و صارت في مبدأ اسم صاحب الآيات رفيع الدرجات ذو العرش فالتعيين الاول هو الذي قبل العين اولا و (او خل) صار محلا لها او صارت محلا له و صار مظهرا لها و صارت مظهرا له و لو صرحنا (و صار مظهرا لها و لو صرحت خل) بالامر اذن لارتاب المبطلون،
و اياك و اسم العامرية انني
اغار عليها من فم المتكلم
«و بكلماتك التي تفضلت بها علي اهل السموات و الارض و اهل الدنيا و الآخرة.»
هذه الكلمات هي تفاصيل تلك الكلمة التامة و اغصان تلك الشجرة الطيبة و هي الكلمات التي تلقي بها آدم من ربه و هي الكلمات التي اتمهن ابراهيم و هي الكلمات التي توسل بها نوح فنجي من الغرق و هي الكلمات التي لو كان ما في الارض من شجرة اقلام و البحر يمده من بعده سبعة ابحر مانفدت و هذه هي قصبة الياقوت و هي الهياكل الاربعة عشر صلوات الله عليهم التي تفضل بهم علي اهل (بهم اهل خل) السموات و الارض و هي (و اهل خل) الدنيا و الآخرة فصاروا يستضيئون بانوارهم و يهتدون بهديهم و يعيشون في ظلالهم و يدفع المكاره عنهم بهم فهم قدرة (قدوة خل) اهل السموات المقبولات مما في الوجود المقيد و ارض القابليات في استمداداتهم و تلقياتهم الفيض عن (من خل) الله عز و جل و اجرائه في حدود ذواتهم و شؤون اطوارهم و احوالهم و آثارهم و اهل الآخرة من اهل الجنة في تنعماتهم (في انحاء تنعماتهم و تلقياتهم خل) من الله عز و جل في مآكلهم و مشاربهم و ملاذهم و علومهم و وارداتهم و ترقياتهم الي ما لانهاية له و كل ذلك يصل الي المخلوقين بهم:
«* جواهر الحکم جلد 2 صفحه 52 *»
فلولاهم لما استفاد الخلق شيئا ابدا لان الله سبحانه جعلهم اعضادا لخلقه فلايستغنون عنهم و كذلك اهل النار في الآخرة و لايصيبهم (الآخرة لايصيبهم خل) مايصيبهم من المكاره و الآلام الا بهم: و اما اهل الدنيا (النار خل) فاستفادتهم منهم: اظهر من الشمس و ابين من الامس لمن ذاق شيئا من المطالب التي تتكلم (نتكلم خل) بها و لايسعني الآن تفصيل انحاء التلقيات و وجه وجوه (انحاء تلك التلقيات روحه وجوه خل) الاستمدادات فقد تفضل الله سبحانه بهم علي كل خلق و هو قوله تعالي قل بفضل الله و برحمته فبذلك فيلفرحوا هو خير ممايجمعون.
«و برحمتك التي مننت بها علي جميع خلقك.»
و هذه الرحمة هي الرحمة الواسعة التي وسعت كل شئ و قد جعلها سبحانه مئة جزء و اظهر في هذه الدنيا جزءا منها بها يتراحم الخلق بعضهم بعضا و اخفي تسعة و تسعين جزءاً فاذا كان يوم القيامة ضم هذا الجزء الواحد بها فرحم الخلائق فيتسع رجاء الخلائق لدخول الجنة حتي ان ابليس تمني (يتمني خل) ذلك فلاشئ من المخلوقين الا و شملهم هذه الرحمة رحمة الخير حتي اهل النار فان (فاز خل) وجودهم الاولي الذي هو الخير من هذه الرحمة ثم في الاقتضاء الثانوي بحسب المتعلق تكون لهذه الرحمة جهتان جهة تتعلق بنعيم اهل الجنة و الجهة الاخري تتعلق باليم اهل النار فعبر من (فيعبر عن خل) الاولي باليد اليمني و الثانية باليسري و كلتا يديه يمين و شرحنا حقيقة هذا المطلب و ما يتعلق به في كثير من مباحثاتنا و رسايلنا و هذه الرحمة التي من الله بها علي جميع خلقه هو الامام7 كما ورد في تفسير قوله تعالي قل بفضل الله و برحمته فبذلك فليفرحوا: ان الفضل هو النبي9 و الرحمة هو الامام اميرالمؤمنين7 لان الله سبحانه خلق لهما بهما منهما ما خلق و هو قوله تعالي لولاك لما خلقت الافلاك فكانوا: هم الرحمة التي من بها علي كافة الخلق قال الله تعالي (قال تعالي خل) و ما ارسلناك الا رحمة للعالمين و في الزيارة خلقكم الله انوارا فجعلكم بعرشه محدقين حتي من علينا
«* جواهر الحکم جلد 2 صفحه 53 *»
بكم فجعلكم الزيارة، و هذا واضح انشاء الله.
«و باستطاعك التي اقمت بها العالمين.»
الاستطاعة هي الاقتدار و القدرة المتعلقة بالمقدورين و هذه تكون بعد تمام الكلمة التامة التي هي كلمة كن و بعد ارادة الرحمة للخلق و هذه الاستطاعة هي الولاية المطلقة العامة و بها اقام الله العالمين في مراتبهم و اماكن وجوداتهم و ماتقتضيه كينوناتهم و كلما لهم و بهم و منهم و عنهم و فيهم و اليهم و لديهم و (و عندهم خل) كلها قامت باستطاعتهم و هي الامر المفعولي او الفعلي الذي (الذي به خل) قامت السموات و الارض كما قال الله تعالي (عز و جل خل) و من آياته انتقوم السماء و الارض بامره و قال الصادق7 في الدعاء كل شئ سواك قام بامرك و هذه (هذا خل) الامر هو الحقيقة المحمدية9 و لما كان علي7 هو الظاهر بالولاية ظهر ذلك الامر فعليا كان او مفعوليا في اول اسمه و هو العين و هو استنطاق كن و العالمون جميع العوالم الالف الف (الالف الالف خل) او الي مالانهاية له و في زيارة الحسين7 عن الصادق7 ارادة الرب في مقادير اموره تهبط اليكم و يصدر عن (من خل) بيوتكم الصادر لما فصل من احكام العباد الزيارة، (الزيارة، و في زيارة الحجة و القضاء المثبت ما استأثرت به مشيتكم و الممحو ما لا استأثرت به مشيتكم الزيارة، خل) و السموات مطويات بيمينه.
«و بنورك الذي قد خر من فزعه طور سيناء.»
اشارة الي قوله تعالي (عز و جل خل) فلما تجلي ربه للجبل جعله دكا و خر موسي صعقا و هذا نور رجل من الكروبيين من شيعة اميرالمؤمنين7 كما عن الصادق7 علي ما رواه الصفار في بصائر الدرجات معناه (ما معناه خل) ان الكروبيين قوم من شيعتنا جعله (جعلهم خل) الله خلف العرش لو قسم نور واحد منهم علي اهل الارض لكفاهم و لما سأل موسي7 ربه ماسأل امر رجلا منهم فتجلي له بقدر سم الابرة فدك الجبل و خر موسي صعقا هـ ، فاذن اضافته الي الله سبحانه اما في الظاهر فمن باب الشرافة و التكريم كما في قوله
«* جواهر الحکم جلد 2 صفحه 54 *»
تعالي و نفخت فيه من روحي و الكعبة بيت الله الحرام و طهر بيتي للطائفين و امثالها من الاطلاقات و اما في الحقيقة فان خطاب السافل للعالي هو نفس السائل (السافل خل) فقول السافل للعالي انت لايقع الا في نفسه و قول العالي انا لايقع الا علي نفس السافل فعلي السافل انيقول دائما انت فهو حينئذ هو و علي العالي انيقول انا فهو حينئذ ايضا نفس السافل فان الخطابات و الاشارات و الضمائر لاتصل الي الذات الازلي سبحانه و تعالي و انما هي لظهوراته و اي ظهور اعظم من نفسه بنفسه للعالي (لنفسه بالعالي خل) فافهم و اتقن فلما خر الجبل اي طور سيناء صار اربع حصص حصة منها دخل البحر و صار غذاءً لحيوانات البحر و حصة منها ساخت في الارض و هي تهوي دائما و الحصة الاخري تفرقت في الهواء و هو الهباء المبثوث و الرابعة بقيت علي وجه الارض هكذا روي عن اميرالمؤمنين7 رواه عنه ابنه محمد بن الحنفية.
«و بعلمك و جلالك و كبريائك و عزتك و جبروتك التي لمتستقلها الارض.»
و هذه الخمسة في عالم الفرق و التفصيل و انكانت لها مدلولات خاصة متمائزة علي ماتعرفه العوام من نحو التمايز الا ان المراد هنا شئ واحد يختلف اسماؤه بحسب الجهات و التعلقات (المتعلقات خل) و ذلك الواحد المراد هو اول الظاهر باول الظهور في التجلي الاول للمتجلي الاول بنفسه و هو علم من حيث تعلقه بالامكانات و الكائنات تعلقا وحدانيا جميعا بحيث كلها عنده نقطة بسيطة علي كمال اختلافاتها في اوقاتها و امكنتها و ازمنتها و شرايطها و لوازمها و اسبابها و سائر متمماتها و مكملاتها و هذا العلم خلق من مخلوقاته خلقه و سماه علما و هو سبحانه في ذاته عالم بالاشياء في رتب اماكنها في الحدوث فافهم و هو جلاله القاهر الماحي للاشياء كلها بسر عزته و (و هو خل) كبرياؤه سبحانه التي بها ظهر الله اكبر علي ما قال اكبر من انيوصف اذ ليس ثمة شئ فيكون الله اكبر منه و هو عزته المنيعة التي امتنع بها انيناله الافهام و تصل اليه الاوهام لانها عنده فناء محض و عدم بحت لكونها خلقت به فاني لها و ادراك ما
«* جواهر الحکم جلد 2 صفحه 55 *»
هو اعلي منه سبحانه و تعالي عما يقوله الملحدون علوا كبيرا و هو جبروته التي بها جبر الكسير و تمم القابليات و مكنها عن قبول مايصل اليها من فيضه تعالي و به (بها خل) اعطي كل ذي حق حقه و لاشك ان هذا النور العظيم و الخطب الجسيم لمتستقله و لاتمسكه و لاتحفظه (تحفظه خل) الارض لانها خلقت به فيفني الاثر عند ظهور المؤثر و السافل عند ظهور العالي فاني يمكن لها انتقله بل تعدم عند ظهوره و تفني عند بروز نوره.
«و انخفضت لها السموات.»
فارتفعت اذ لولا انخفاضها لديه و ذلتها (زلتها خل) و خضوعها بفناء انيتها و الاعتراف بذل عبوديتها ما ارتفعت و لما كان بها الهيمنة علي كل ماسواها من مذروء و مبروء و السموات علي المعني العام الشامل لكل مراتبها كما ذكر غير مرة انخفاضها (و انخفاضها خل) قبولها و انفعالها عما ورد عليها من فوارة القدر بتلك (بذلك خل) النور الانور و الضياء الازهر.
«و انزجر لها العمق الاكبر.»
و هو عالم الامكان و الاكوان و هو اكبر الاعماق اذ لايجاوزه (لايتجاوزه خل) شئ و كل ما في مشية الله و قدرته من الامور اللانهاية له قد حواه هذا العمق.
«و ركدت لها البحار و الانهار.»
و ركودها بسر قابليتها من البرودة و اليبوسة الحافظة لما يرد عليها من بحر الصاد من ذلك المداد و هذا الركود هو سبب (و هذا هو الركود حسب خل) جريانها و سيلانها كما ذكرنا في السموات لا الركود الظاهري اي الوقوف المحسوس فان الانهار دائمة الجريان و البحار دائمة الفوران و ان كانت تقف الانهار و تنجمد البحار اذا اراد الملك المختار بسر الاسم الاعظم الا ان ذلك ليس في كل حال و لايفتح به الف باب.
«و خضعت لها الجبال.»
بسر كينونته حتي كانت شاهقة شامخة
«* جواهر الحکم جلد 2 صفحه 56 *»
.«و سكنت لها الارض بمناكبها.»
اي ذلت و انقادت و سكنت حتي يتصرف فيها ما يشاء كالميت الساكن بين يدي الغسال (الغاسل خل) يتصرف فيه و يقلبه حيث يشاء كيف يشاء و لذا قيل:
اعدم وجودك لاتشهد له اثرا
و دعه يهدمه طورا و يبنيه
«و استسلمت لها الخلائق كلها.»
و هو قوله7 في الدعاء في الصحيفة كلهم صائرون الي حكمك و امورهم آئلة الي امرك و قوله لايخالف شئ (شيئا خل) منها محبتك فاستسلمت الخلايق حتي يجري فيهم حكم المشية الحتمية و العزمية و هذا الكلام علي الاجمال واضح ظاهر و اما علي التفصيل فقد تحيرت دونه طامحات العقول و وقف عنده اهل المعقول و المنقول الا ان من وقف علي مباحثاتنا و اطلع علي رسايلنا و اجوبتنا للمسائل فقد فاز باوفر النصيب من المعلي و الرقيب.
«و خفقت لها الرياح في جريانها و خمدت لها النيران في اوطانها.»
و معناها كما ذكرنا سابقا فان خمود النار (فان الخمود لها خل) عبارة عن بطلان تأثيرها معها اذا (اذ خل) السافل لا تأثير لها مع العالي و تذللها لديه و ان كانت تحرق في ماعداها و تبرد اذا اراد العالي لانها عبد يطيع امر سيده.
«و بسلطانك الذي عرفت لك الغلبة به (به الغلبة خل) دهر الدهور.»
و هذا السلطان هو (هو مولانا خل) اميرالمؤمنين7 و ذريته الطيبون الطاهرون و الصديقة الطاهرة: و اما رسول الله9 فهو السيد الاكبر قال تعالي ان الصلوة تنهي عن الفحشاء و المنكر و لذكر الله اكبر ان (لان خل) الله سبحانه لايباشر الاشياء بذاته لانه اكرم من ذلك و انما يخلق بفعله فجميع ما لله سبحانه ما ظهر للحق (مما ظهر للخلق خل) من عظمته و كبريائه و بهائه و عزته و قيوميته و قهاريته (قهاريته و غلبته علي كل شئ خل) و امثالها من المعاني كلها انما ظهر بالفعل لا بذاته تعالي و هم سلام الله عليهم
«* جواهر الحکم جلد 2 صفحه 57 *»
محل فعل الله او الفعل محل نورهم و هو حقيقتهم او هو شأن من شؤونهم و علي اي حال فعنهم ظهرت آثار قدرته سبحانه و بهم عرفت غلبته تعالي و قهاريته و قيوميته دهر الداهرين و ابد الآبدين لكونهم باب الافاضة و الاستفاضة و علة الامداد و الاستمداد فافهم.
«و حمدت به من في (به في خل) السموات و الارضين.»
و الحمد علي (اما علي خل) معناه اللغوي من الثناء علي الكمال مطلقا و (او خل) الاصطلاحي من الثناء في مقابلة النعمة و علي (النعمة علي خل) اي حال بهم ظهرت محموديته تعالي لان صفاته الكمالية المتوجهة للحمد و الثناء انما ظهرت للخلق لاهل السموات و الارضين بهم: و هو قوله7 في الدعاء فبهم ملأت سماءك و ارضك حتي ظهر ان لا اله الا انت و قوله7 بنا عرف الله و بنا عبد الله لولانا (و لولانا خل) ما عرف الله و في الزيارة من اراد الله بدأ بكم و من وحده قبل عنكم و من قصده توجه بكم و كذلك الآلاء و النعماء الظاهرة للمخلوقين التي تستوجب الحمد و الشكر ماظهرت الا بهم: لما ذكرنا من انهم ابواب الافاضة و الاستفاضة و معدن الرحمة و خزان العلم و قد قال الصادق7 في تفسير الله: الالف آلاء الله علي خلقه من النعيم بولايتنا و اللام الزام خلقه ولايتنا و الهاء هوان لمن خالف ولايتنا و اهل السموات في جميع تلقياتهم التكوينية و التشريعية يأخذون عنهم: كاهل الارض و بسط المقال في حقيقة هذه الاحوال و الاسرار المستسرة فيها في شرح الخطبة و مرادي هنا الاشارة الي نوع المسألة.
«و بكلمتك كلمة الصدق التي سبقت لابينا آدم7 و ذريته بالرحمة.»
اعلم انه قد سبق قضاء الله سبحانه (تعالي خل) في علمه السابق بانيرحم آدم7 و ذريته بانيخلقه علي هيكل التوحيد و الصورة الانسانية فانها هيئة محبة الله عز و جل و صورة رضاه و صفة مشيته العزمية و سبق ايضا في علمه سبحانه انيخلط تلك الكينونة بشئ من (من لطخ خل) كينونة اصحاب هيكل
«* جواهر الحکم جلد 2 صفحه 58 *»
الكفر و الصورة الشيطانية حتي اذا اصابهم شئ من مقتضيات تلك الكينونة الخبيثة استشعروا الحزن و تجلبوا (تجلببوا خل) بالخوف و زادوا (ازدادوا خل) في الخضوع و الخشوع و التذلل و الانكسار حتي تعلوا الكينونة الاولي الطيبة و تزكو و تنجو (تنمو خل) و تزداد طيبا و صفاء و نورانية اذ كلما كان الخضوع و الاستكانة و الخشوع اعظم جريان فوارة النور علي تلك الحقايق و الكينونات يكون اعظم فنورانيتها و صفاؤها تكون اعظم (اعظم و هذا اعظم خل) و هذا من اعظم النعماء (النعم خل) التي خص بها آدم و ذريته و هو قوله7 لولا (لو خل) انكم تذنبون لذهب بكم و اتي بقوم اخر (بقوم خل) يذنبون ثم يستغفرون الا ان ذنب كل احد بحسب حاله و مقامه حتي تكون حسنات الابرار سيئات المقربين و هذا هو الرحمة المكتوبة البالغة التي سبق بها القضاء لآدم و ذريته و هذا الحكم هو كلمة الصدق التي سبقت و لما كان علم الله السابق هو المشية و هي كلمة الله فمعناها ان المشية سبقت لآدم و هنا معني آخر و هو ان سبق الرحمة لآدم7 انما كان سبب (بسبب خل) كلمته سبحانه كلمة الصدق التي سبقت لابينا (لابينا آدم خل) و ذريته بالرحمة تكون (يكون خل) تلك الكلمة مستودعة في صلبه7 و صلب ذريته و اطائب ارومته و تلك الكلمة (الكلمة هي الكلمة خل) العليا محمد و آله الطاهرين (الطاهرون خل):.
«و اسألك بكلمتك التي غلبت بها كل (غلبت كل خل) شئ.»
و هذه هي كلمة كن الصادر من الرحمن عين (حين خل) استوي علي العرش فاستولي عليه و علي جميع ما احاط به فليس شئ اقرب اليه من شئ و اليه (اليها خل) الاشارة بما في الزيارة طأطأ كل شريف لشرفكم و بخع كل متكبر لطاعتكم و خضع كل جبار لفضلكم و ذل كل شئ لكم لانهم: يد الله التي في قبضتها السموات و الارض و اخذه بناصية كل شئ و الاسم الاعظم (الاعظم الذي خل) انقاد و ذل له كل شئ و سموا كلمة لانهم امر (اثر خل) الله سبحانه المنبئ عن جميع مراداته كالكلمة الظاهرة فانها اثر
«* جواهر الحکم جلد 2 صفحه 59 *»
المتكلم المنبئ لما اراد في غيبه و هو قوله تعالي ما وسعني ارضي و لا سمائي و وسعني قلب عبدي المؤمن و المؤمن هو محمد9 و اهل بيته الطاهرين (الطاهرون خل).
«و بنور وجهك الذي تجليت به للجبل فجعلته دكا و خر موسي صعقا.»
و هذا شرح لما تقدم من قوله7 و بنورك الذي قد خر الخ (قد خر من فزعه طور سيناء خل) فـالوجه هو محمد و آله الطاهرون سلام الله عليهم اجمعين كما دلت عليه الادلة (الادلة القطعية من خل) العقلية و النقلية لانهم وجه الله الذي يتوجه اليه الاولياء، من اراد الله بدأ بكم و من وحده قبل عنكم و من قصده توجه بكم و نوره هو شيعتهم لانهم: قالوا انما سيمت الشيعة شيعة لانهم خلقوا من شعاع انوارنا فالكروبيون هم شعاع نورهم قد تجلي به لموسي7 بل هو حقيقة موسي7 لقول اميرالمؤمنين7 بل تجلي لها بها و بها امتنع منها فلو انه تعالي تجلي له بحقيقة محمد و آله9 لاحترق موسي7 و انعدم لفناء الاثر عند ظهور المؤثر كما ان بنياسرائيل احترقوا (فنوا خل) و ماتوا و هلكوا عند التجلي لموسي7 لانه كان ظهور العلة فان الرعية خلقوا من شعاع الانبياء فلما ظهر نور الله الظاهر في حقيقة موسي7 الذي هو العلة مات اولئك و هلكوا بخلاف موسي7 فانه لميمت و لكنه خر صعقا لان ذلك من الوجه الاعلي و لايظهر الا بعد (بعد قطع خل) الالتفات عن الوجه الاسفل فلايبقي له حينئذ التماسك فيصعق كما قال اميرالمؤمنين7 اطفئ السراج فقد طلع الصبح و قال جذب الاحدية لصفة التوحيد و قال هتك الستر لغلبة السر فلو كان التجلي بالحقيقة العليا الصادر علي موسي7 ما صار علي بنياسرائيل فعلمنا انه كان بظهوره تعالي فيه و ذلك الظهور صفة استدلال احدثها (تعالي خل) في حقايق الاشياء ليعرفوه بها و يستدلوا عليه بها انظر حالة النوم فان الروح اذا التفت الي القلب و قطع نظره عن الظاهر بطلت
«* جواهر الحکم جلد 2 صفحه 60 *»
الحواس الظاهرية و عطلت كالميت فكيف اذا قطع الالتفات عن كل مايتعلق بالشخص من الاجسام و الارواح و العقول و غيرها فلميتمالك و لابد من انيخر مغشيا عليه كهيئة الساجد فانه حينئذ ساجد تحت عرش ربه فظهر لك ان الكروبيين حقايق الانبياء و (اي خل) وجههم الي ربهم في تلقياتهم الفيوضات و هؤلاء (هؤلاء مئة الف و خل) اربعة و عشرون الفا سموا ملكا لتمحضهم في ذكر الله و الوقوف بباب ارادته تعالي و ليسوا من سنخ الملائكة المعروفين و كل واحد منهم لمعة نور من آل محمد عليه و عليهمالسلام مستودعة في حقيقة الانبياء ليعرفوا بها ربهم و يبصروا بها امر معادهم و معاشهم و يأخذوا بها (منها خل) انحاء التلقيات (التعليمات خل) من الوحي و الالهامات و القذوفات و يوحدوا (يوحد خل) الله سبحانه بذلك و هي لا اله الا الله التكويني كما ان هذه كلمة ملفوظة حادثة تدل علي الوحدانية كذلك تلك اللمعة كلمة ذاتية حادثة تدل علي الوحدانية الا ان دلالتها مشاهدة الرسم و دلالة (الدلالة خل) اللفظية تصور الرسم فافهم ان كنت تفهم و الا فاسم تسلم.
«و بمجدك الذي ظهر علي طور سيناء فكلمت به عبدك و رسولك موسي بن عمران.»
قد مضي شرحه فراجع.
«و بطلعتك في ساعير.»
اي بطلعة نور وجهك في ساعير و هو جبل نزل الوحي علي عيسي7 اي تجلي الله تعالي برجل (7 برجل خل) من الكروبيين لعيسي بن مريم8 كما ذكرنا في موسي حرفا بحرف الا ان الجبل ما اندك و ان خر عيسي صعقا لعدم المقتضي كما كان هناك.
«و ظهورك في جبل فاران.»
و هو جبل مسيرة يومين عن مكة المشرفة زادها الله شرفا و تعظيما و الظهور هو التجلي الاعظم الذي تجلي الله سبحانه به لنبيه محمد المصطفي روحي فداه (عليه و آله صلوات الله خل) و هذا التجلي كان بوجهه تعالي لا بنور
«* جواهر الحکم جلد 2 صفحه 61 *»
وجهه.
«بربوات المقدسين.»
ربوات جمع ربوة و هو كل مكان مرتفع اي الجبال التي تجليت للمقدسين الذين طهرتهم و قدستهم علي كل (عن كل ما خل) ينافي الربوبية و يضاد العبودية عليها و لاشك ان موضع التجلي في العبد هو اعلي المشاعر فيكون مكان التجلي ايضا هو اعلي الاماكن اما بحسب الظاهر كالجبال التي سماهن من طور سيناء و جبل ساعير و جبل فاران او بحسب الباطن كتجليه (لتجليه خل) سبحانه لابراهيم7 في مسجد الخيف و لاسحق في بئر (بحر خل) شيع و ربوات جامعة للامرين و حاوية للعالمين و المقدسين يشتمل (يشمل خل) الانبياء كلهم و كذا الاوصياء و كذا الاولياء البالغين درجة الكمال الحائزين رتبة الوصال و يجوز انيراد بربوات جبل فاران و بالمقدسين نبينا (لنبينا خل)9 كما قالوا: في قوله عز و جل فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن اولئك رفيقا: ان النبيين هو النبي9 و الصديقين هو اميرالمؤمنين7 و الشهداء هو الحسين و الصالحين هم الائمة و حسن اولئك رفيقا هو القائم7 و قد ذكرنا الوجه فيه في كثير من مباحثاتنا فاذا جاز الجمع في التمكن مع كونه فردا في الظاهر جاز الجمع في المكان و يجوز انيكون المراد بربوات المقدسين في منازل (المقدسين منازل خل) الائمة: لانهم الذين شهدالله لهم بالتقدس و التنزه عن كل رجس حيث قال انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت و يطهركم تطهيرا و قد فعل كما اراد و له الحمد و الشكر.
«و جنود الملئكة الصافين.»
الواقفين لاقامة الخدمة و هذه الصفوف مختلفة في الطول و العرض و العدد و الصفة و الهيئة و هذه الفقرة اشارة الي قوله تعالي و مايعلم جنود ربك الا هو.
«و خشوع الملائكة المسبحين.»
الذين شغلهم التسبيح و التقديس لا غير فمنهم من هو في القيام فلايركع و منهم في الركوع فلايقوم و لايسجد ابدا و منهم في السجود فلايركع و لايقوم ابدا و
«* جواهر الحکم جلد 2 صفحه 62 *»
منهم (منهم من هو خل) مشغول بالذكر الخفي و منهم بالذكر الجلي و منهم صفوف يكتبون مناقب علي7 و منهم من يحملون كتب فضائل علي (فضائله خل)7 و منهم من هو مستغفر (يستغفرون خل) لشيعته و منهم من (من هم خل) يخدمون زواره (لزوارهم خل) و زوار اهل بيته و شيعته و منهم من يجاورون حرمه و حرم اولاده و شيعته و هكذا من انواع التسبيح و التقديس باللسان و الجنان و الاركان و قد ورد (روي خل) عنهم: انا لنحن الصافون و نحن المسبحون و هذا هو المناسب للمقام حيث اتي بهم بعد ذكر النبي9.
«و ببركاتك التي باركت فيها علي ابراهيم خليلك في امة محمد9 و باركت لاسحق صفيك في امة عيسي7 و باركت ليعقوب اسرائيلك في امة موسي و باركت لحبيبك محمد9 في عترته و ذريته و امته.»
البركة هي الزيادة و النمو و البركات هي النعماء التي زادها الله سبحانه و (او خل) جعل الزيادة فيها علي المعاني كلها حسب شكر من انعم بها عليه و المراد هنا هي انما نسب البركات الي هؤلاء: بخلاف غيرهم لان الزيادة و البركة و الخير انما جعلها (جعلها الله خل) سبحانه في نسلهم: دون ماعداهم لان جل الانبياء من نسلهم و ان كان ابراهيم7 هو الاصل لكن من جهة اعتناء الله تعالي بشأن اسحق و يعقوب عند ذكر ابراهيم7 في عدة مواضع من القرآن ناسب ذكرهما معه تبعا له في كتابه سبحانه (سبحانه في كتابه خل) و نسب ايضا سبحانه البركة الي اسحق و يعقوب8 فجاء الدعاء علي طبق ما اراد الله سبحانه و انما نسب بركات ابراهيم7 الي امة نبينا9 لكمال اتصال ابراهيم7 به و شدة محبته له و الاخلاص في ولائه9 حتي شابهه في اقرب الصفات اليه و هي الخلة بمعني المحبة فقد (و قد خل) نسب سبحانه الي
«* جواهر الحکم جلد 2 صفحه 63 *»
نبينا (سبحانه نبينا خل)9 في القرآن الي ابراهيم7 حيث قال تعالي و اوحينا اليك ان اتبع ملة ابراهيم حنيفا و قال ملة ابيكم ابراهيم يخاطب الائمة: و امثالهما كثيرة في القرآن و لكونه اشبه الخلق خلقا و خلقا به9 و نسب تلك البركات الي الامة اشارة الي عمومها و شمولها و لان نبينا9 من البركات التي من بها الله سبحانه علي ابراهيم (تعالي ابراهيم خل) حيث جعله من نسله فهو من افضل النعم التي من الله به علي ابراهيم بان جعل نبينا9 من سلالته فشملت هذه البركة العالية التامة الكاملة امته9 و له الحمد و له الشكر و من امته و شيعة وصيه (وصيه علي خل)7 ابراهيم7 فافهم و اما (انما خل) نسب بركات اسحق7 الي امة عيسي7 رعاية لحكم الترتيب في الصعود و الكون (لكون خل) مناسبة يعقوب7 لموسي7 اشد من اسحق له مثل كون امة موسي قطعهم الله اثني عشرة (عشر ظ) اسباطا امما كلهم من اولاد يعقوب7 كما كان يعقوب له اثني عشر ولدا و المناسبة الباطنية ان موسي مثال النبي9 و يعقوب مثال علي7 و اولاده الاثني عشر دليل الائمة الاثني عشر: و هم الاسباط الذين كانوا ولاة علي امة موسي و غيرها من المناسبات مما يطول بذكرها الكلام و انما خص الانبياء الثلاثة بالذكر مع ان الانبياء: كثير مما اشتمل علي اممهم بركات هؤلاء: لان هذه الثلاثة هم اولوا العزم و هم قطب رحي النبوة فلايذكر غيرهم معهم الا لامور اخر و فوايد اخري و اما شمول بركات محمد9 و عترته (عترته خل) و ذريته و امته فواضحة ظاهر (ظاهرة خل) لاتحتاج الي البيان.
«اللهم و كما غبنا عن ذلك.»
اي عما ذكر من الظهورات و التجليات و آثار الاسماء العظام و الآيات البينات و المعجزات الباهرات التي ظهرت علي يد الانبياء و قد شاهدها الامم الماضية و القرون السالفة (السافلة خل) و رأوها رأي العين.
«* جواهر الحکم جلد 2 صفحه 64 *»
«و آمنا به.»
اي بجميع ذلك.
«و لمنره صدقا و عدلا.»
اي آمنا ايمانا صدقا لايشوبه كذب و خديعة و نفاق و طمع و غير ذلك مما ينافي الاخلاص الحقيقي و عدلا اي معتدلا مستقيما غير معوج كما آمن (امر خل) به غيرنا من قولهم بان النبي9 ليس بمعصوم و ان الوصي لايجب علي النبي نصبه و انه يصح صدور القبايح من الله تعالي و امثالها من الاعوجاجات التي حصلت في عقايدهم حتي شنع عليهم اهل الاديان و الملل نعوذ بالله من مضلات الفتن.
«انتصلي علي محمد و آل محمد.»
مفعول اسألك الذي في اول الدعاء و وسطه (اوسطه خل) و الصلوة مشتقة اما من الصلة و هي العطية اي (اي ان خل) تعطيهم الوسيلة و الفضيلة و المنزلة الجليلة الرفيعة و رتبة (الجليلة و رتبة خل) الشفاعة الكبري و الرياسة العظمي و اليد العليا او من الوصل اي بلغهم مقام نحن هو و هو نحن (هو نحن كما في الحديث عن الصادق7 لنا مع الله حالات هو فيها نحن و نحن فيها هو خل) الا انه هو هو و نحن نحن هـ ، و قد روي عن النبي9 مايقارب هذا المضمون ايضا او من الصلوان اي اجعلهم مقارن صفائك (صفاتك خل) و اقمهم مقامك كما قال7 اقامه مقامه في ساير عوالمه في الاداء اذ كان لاتدركه الابصار و لاتحويه خواطر الافكار.
«و انتبارك علي محمد و آل محمد.»
اي بانتجعل البركة و الزيادة و النمو في ذواتهم و في صفاتهم و في احوالهم و في رعاياهم و شيعتهم و غنمهم و في حسن اخلاق شيعتهم و آدابهم و في علومهم و كمالاتهم و في اولادهم و في ذراريهم (و ذراريهم خل) و في نعيمهم و دوام التجلي لهم و حسن النظر اليهم الي غير ذلك من الاحوال.
«* جواهر الحکم جلد 2 صفحه 65 *»
«و ترحم علي محمد و آل محمد.»
بانتنصرهم و تشفي صدورهم من اعدائهم و تأخذ حقهم من ظالميهم و تمكنهم في ارضك و تمدهم من فضلك و تنصر شيعتهم و تغفر محبهم (محبيهم خل) و ترحم الضعفاء المتمسكين بهم و بحبهم و بولايتهم.
«كافضل ما صليت و باركت و ترحمت علي ابراهيم و آل ابراهيم انك حميد مجيد فعال لما تريد و انت علي كل شئ قدير.»
و علي ما ذكر7 في هذا (هذه خل) الدعاء اندفع الاشكال المشهور الوارد علي قوله اللهم صل علي محمد و آل محمد كما صليت علي ابراهيم و آل ابراهيم من ان المشبه به يجب انيكون اقوي من المشبه و لايصح في هذا المقام فان الصلوة علي ابراهيم ليست (ليست لها خل) نسبة مع الصلوة علي محمد9 فضلا من (عن خل) انيكون اقوي و اجيب بان المراد ليس هنا هو التشبيه بل الذكر بالطريق الاولي يعني كما صليت علي ابراهيم و آل ابراهيم الذين هم ادني و احقر صل علي محمد و آل محمد الذين هم اعلي و افضل بالطريق الاولي و لايلزم علي هذا انيكون ابراهيم و آل ابراهيم افضل من محمد و آل محمد9 و هكذا (هذا خل) كما تقول للسلطان مثلا كما انك تعطي الجهال اعط العلماء الابرار و ذلك في الظاهر ظاهر و اما علي ما ذكره7 (ذكروه: خل) في هذا الدعاء فلايلزم ذلك فان المشبه به هو افضل ما صليت و ليس له حد محدود و لا اجل محدود (ممدود خل) و نسبة الافضل كما تقول لله سبحانه يا اكرم الاكرمين و يا ارحم الراحمين و يا احسن الخالقين و يا خير الرازقين و هذا ليس لان ما لله لغيره الا ان ما له اعظم كما حسبه بعض من لميصل الي حقيقة الامر و قد قال اميرالمؤمنين7 في نهج البلاغة ليس بينه و بين خلقه وصل و لا له عليها فضل و هذه النسبة انما هي حكاية المثال و الصفة عند من هو في عالم الفرق قبل انيصل الي عالم الجمع و الآية فمن وصل هناك عرف موقع انا و انت و قد اشرنا لک سابقا و كذلك حين تقول اللهم صل علي محمد و آل محمد كافضل ما صليت علي ابراهيم7 و هذا الافضل هو
«* جواهر الحکم جلد 2 صفحه 66 *»
اللايق بمقامهم (ص) و اذا جعلت المشبه عين المشبه به كما هو التحقيق فالامر ظاهر فيكون افضل ما صلي علي ابراهيم هو الذي يجعله لمحمد9 و هذا الافضل كفضل الله علي خلقه كما روي عن النبي9 في جواب اليهودي الي انقال9 يا يهودي لاينبغي اناصغر ما عظمه الله من قدري ان الله اوحي الي يا محمد فضلك (ففضلك خل) علي الانبياء كفضلي و انا رب العزة علي كافة الخلق نقلت معني الحديث و النسبة الي ابراهيم7 لما ذكرنا مرارا من انه حكي صفته و مثاله المقتضي للصلوة و هو المحبة و هي المقتضية للوصل و الوصال و اذا جعلت المشبه عين المشبه به في قوله اللهم صل علي محمد و آل محمد كما صليت علي ابراهيم و آل ابراهيم7 فله معني دقيق رشيق يجب كتمانه و صونه علي (عن خل) الجهال و الضعفاء و المعاندين و معني صلواتك علي محمد و آل محمد و دعائك لهم طلبك عن (من خل) الله تعالي تطهير ذاتك و تنوير سرك و اشراق باطنك لتشييد سلطانهم و تسديد اركانهم: و علو شأنهم و ظهور شوكتهم فالدعاء يرجع اليهم سلام الله عليهم لا انهم (لانهم خل) ينتفعون بدعاء شيعتهم في حقائقهم و ذواتهم و امداداتهم الذاتية من الله عز و جل كما يظهر من اطلاق كلام من قال بالانتفاع لا لان ذواتهم و كمالاتهم صلوات الله عليهم بلغت حدا لاتقبل الزيادة فان الله سبحانه اكملهم و اعطاهم و منحهم بما لميمكن فوقه (لايمكن فوقه كما هو صريح قول من نفي الانتفاع خل) لان ذلك باطل و خروج (اخراج خل) الله سبحانه عن سلطانه و نفاد (تنفيد خل) لمننه و كرمه و نهاية لفيضه و فضله او نقصان لقابليتهم: حيث لمتقبل الزيادة و لاتستمد منه سبحانه اعظم مما عندها حاشا ربي و حاشاهم عن ذلك اذن اين قوله تعالي كلما رفعت لهم علما وضعت لهم حلما ليس لمحبتي غاية و لا نهاية بل هم دائما يترقون و يزيدون و يكملون لا لانهم كانوا ناقصين حاشاهم عن ذلك و انما هي زيادة كمال و نورانية و زيادة
«* جواهر الحکم جلد 2 صفحه 67 *»
سلطنة و قيومية نعم بالنسبة الي الله هم في عين النقصان و يستكملون منه سبحانه كما قال سيدهم و فخرهم الفقر فخري و به افتخر9 و نداء قل رب زدني علما لاينقطع منهم (عنهم خل) و دعاء اللهم زدني فيك تحيرا لايفني لا في الدنيا و لا في البرزخ و لا في الآخرة و لا في مقامات الجنة لكن هذه الترقيات الذاتية لهم لايكون (لهم: لاتكون خل) بدعاء شيعتهم نعم دعاء شيعتهم ينفع لاظهار شوكتهم و سلطانهم و ذلك انما هو (انما كان خل) بصفاء قابلية شيعتهم و نورية باطنهم حتي يظهر اشراق نورهم و اعلاء كلمتهم كالشمس اذا اشرقت علي بيوت كلها من الزجاجة ظاهرها و باطنها يكون نورها و اشراقها و ظهور عظمتها اكثر مما اذا كانت مشرقة علي خزف (زخرف خل) و احجار غاسقة و كذلك الشجرة اذا كانت خضراء مورقة بالنسبة (بالنسبة الي خل) ما اذا لمتكن كذلك فافهم و اتقن و قد جمعت لك بين الاخبار كلها و اقوال العارفين العاملين (العالمين خل) في هذه الكلمات الموجزة.
«ثم تسأل حاجتك.»
لما روي انكم اذا اردتم الدعاء فصلوا علي محمد و آل محمد9 اولا و آخرا فان الله يستحيي انيستجاب (يستجيب خل) طرفي الدعاء و لايستجاب (لايستجيب خل) وسطه او انه يستحيي انيستجاب (يستجيب خل) بعض الدعاء و يترك الآخر و هو المتفضل و الاصل فيه ان الداعي (فيه الداعي خل) وقف علي باب فوارة النور حينئذ فلابد انيصل اليه منها شئ اذ لايجري (لامجري خل) لها سوي ذلك الباب و لا وقوف للجريان ايضا و تقول:
«يا الله» هو اسم للذات الظاهرة بالالوهية المستجمعة لجميع الصفات الكمالية من صفات القدس و صفات الاضافة و صفات الخلق فمن قال انه علم للذات المقدسة اخطأ و كذا من قال انه كلي له افراد لكنها منحصرة في الفرد و يمتنع الباقي بالدليل الخارجي و كذا من قال انه جامد فان مولانا الصادق7 صرح باشتقاقه و من اراد حقيقة الحال فليرجع الي ساير رسايلنا و اجوبتنا للمسائل.
«* جواهر الحکم جلد 2 صفحه 68 *»
«يا حنان» اي كثير العطف علي العباد و عظيم الميل للاحسان اليهم و قضاء حوائجهم و التجلي لهم حينا بعد حين و آنا بعد آن.
«يا منان» اي كثير المنة و الامتنان علي الخلق بترادف نعمائه عليهم و توفر آلائه عليهم و ايجادهم من غير استحقاق و اعطائهم حين القابلية (اعطائهم قبل القابليات خل) و اعطاء قابلياتهم و تمكينها تمكينهما خل) من قبول فيضه سبحانه.
«يا بديع السموات و الارض» اي فاطرهما و مصورهما لا لشئ و لا علي احتذاء مثال و يحتمل انيريد بالابتداع مايعمه و الاختراع فيكون معناهما (معناه خل) خالقهما لا من شئ و لا لشئ و مقدرهما و مركبهما و مميتها (ممضيهما خل) و كاتب حدود ذواتهما و اشعة صفاتهما الي انقطاع وجوداتهما و حافظهما و حافظ صفاتهما و افعالهما.
«يا ذا الجلال و الاكرام،» الجلال مقام القهر و العزة و التمنع و الاكرام مقام البسط و العطية و الايصال و الاتصال فبهاتين الصفتين اقام الكونين و اوجد العالمين و هما يداه المبسوطتان و ظاهر (فظاهر خل) الباب و باطنه قال عز و جل فضرب بينهم بسور و هو النبي9 له باب و هو الولي7 باطنه اي موافقته و مواجهته فيه الرحمة و ظاهره اي مخالفته و مطاردته (خطارته خل) و الادبار عنه من قبله العذاب.
«اللهم بحق هذا الدعاء و بحق هذه الاسماء التي لايعلم تفسيرها و لايعلم باطنها غيرك صل علي محمد و آل محمد» و اذكر حاجتك و في بعض النسخ «لايعلم تفسيرها و لا تأويلها (تأويلها و لا باطنها خل) و لا ظاهرها غيرك» المراد بالتفسير و الظاهر و التأويل و الباطن في هذا المقام واحد و ان كان في القرآن مختلفا لكل واحد معني غير الاخر و ذكرنا بعض تفصيل الامر في شرحنا علي آية الكرسي و ان احتمل الفرق ايضا في هذا المقام الا انه بعيد عن مدارك العقول و الافهام اما ظاهر هذه الاسماء فكونها اسماء الله (لله خل) سبحانه دالة علي نعوته الجمالية و صفاته الجلالية في مقاماتها و مراتبها و اطوارها (مقاماتها و اطوارها خل) و مواقف تنزلاتها و تعلقاتها بالامور اللانهاية لها بدوا و عودا فان
«* جواهر الحکم جلد 2 صفحه 69 *»
تفاصيل تلك الاحوال لايسع معرفتها الا الله (لله خل) سبحانه لانها كلها انما نشأت من اطوار الشمس المضيئة في قعر البحر القدر المواج المظلم (المظلم المواج خل) كثير الحيات و الحيتان يعلو مرة و يسفل اخري و تلك الشمس المضيئة هي الاسم الاعظم الذي تفرد الله جل شأنه به كما روي ما معناه ان الاسم الاعظم ثلاثة و سبعون اسما اثنان و سبعون منها عند محمد و آله الطاهرين و واحد منها تفرد به الله عز و جل و من ذلك الاسم علم البداء و الكيفوفة و من ذلك يستزادوا (يستزاد خل) الائمة: في كل حال و آن في الدنيا و الآخرة و من ذلك امداداتهم و استمداداتهم و هذا (ذلك خل) هو الاسم الذي استأثره الله في علم الغيب عنده لميطلع عليه احد الا بعض الوجوه الظاهرة و اما الاحاطة (الاحاطة به خل) فلا فلانه (فانه خل) خاص به و هذه الاسماء و ان كانت جهات ظهوراته الا ان الاحاطة التامة بالشئ لايكون الا بعد الاحاطة بجميع متعلقاته من شرايطه و لوازمه و اسبابه و معداته و علله و يلزمه الاحاطة بذلک الاسم ايضا و هو مستحيل لغير الله جل شأنه فعلم هذه الاسماء و الاحاطة بها علي جميع الحقيقة (علي الحقيقة خل) المطلقة خاص بالله سبحانه وحده لايشركه شئ و باطن هذه الاسماء هي مدلولاتها الخاصة التي وضعت لها الالفاظ و سر الامر في الوضع مما لمينطق به فمي و لميجر به قلمي فان ذلك ايضا علي الحقيقة الاولية مخصوص به تعالي و ان ظهر للمخلوقين بعض الوجوه بحسب تفاوت درجاتهم و الوجه الاخر انعلم (يعلم خل) هذه علي الاستقلال من غير الاستناد و الاستفادة من احد مخصوص بالله عزوجل الاّ انه سبحانه من كرمه و فضله يعلم من يشاء من خلقه ممن سبقت له من الله الحسني و هو قوله تعالي عالم الغيب فلايظهر علي غيبه احداً الا من ارتضي من رسول و ان قلت كل شيء هكذا فما وجه الاختصاص و لاتكون حينئذ لهذه الاسماء مزية قلت بلي الا ان التعليم علي قسمين تعليم عام و هو الذي لايختص بشيء دون شيء و بشخص دون شخص و تعليم خاص و هو الذي يختص (تختص خل) به اهل الاسرار و يحتاج في هذا التعليم من عناية خاصة زائدة علي غيرها كما قالوا لا
«* جواهر الحکم جلد 2 صفحه 70 *»
جبر و لا تفويض (قدر خل) بل منزلة بينهما اوسع من السماء و الارض لايعلمها الاّ العالم او من علمها (علمه خل) اياه العالم هـ و لاشك انه7 يريد به التعليم الخاص (الخاص للعناية الخاصة خل) و كذلك الامر في هذه الاسماء لمن عرفها و ادرك اسرارها و الوجه الاخر ان هذه الاسماء لايعلمها الاّ الله عزوجل لان الادراك (الادوات خل) انما تحد انفسها و الالات تشير الي نظائرها فكما ان معرفة توحيده تعالي لاتمكن بغيره اعرفوا الله بالله كذلك معرفة اسمائه و صفاته لاتعرف (و لاتعرف خل) الا بها فالاسماء تعرف انفسها لا غيرها و لما كانت الاسماء مضمحلة فانية عند المسمي فتقول (فنقول خل) لايعرفها سواه و المعني في كلتا الحالتين لايتغير (واحد لايتغير خل) فافهم هذه (هذا خل) السر المنمنم و الرمز المعمي و لبسط المقال مقام اخر و لكن هذا اخر (هذا امر اخر خل) ما اردنا ايراده في شرح هذا الدعاء علي نهج الاجمال و الاختصار و صلي الله علي محمد و اله الطيبين الطاهرين (الطاهرين الاخيار الابرار خل).
قد فرغ من تسويدها في (تسويد هذه خل) العجالة مؤلفها يوم الاحد خامس من شهر (خامس شهر خل) شعبان المعظم في سنة 1248 (1238 خل) في جامع الکوفة زادها (زادها الله خل) شرفا (شرفا حامدا خل) مصليا مستغفرا.
[1]– ما بين الهلالين كان ساقطا من نسخة 172 م.
[2] (فاعتمد و كن خل)