01-1 كشف الاسرار المجلد الاول ـ چاپ – القسم الاول

 

 

کشف الاسرار

 

 

تعليقات

 

للعالم العامل و الفاضل الباذل المرحوم الحاج

الميرزا ابوتراب بن محمد حسن الكرماني

علي المصحف المحشي الكريم

 

 

المجلد الاول – القسم الاول

 

بسمه تعالي

در اين نسخه‏برداري از كتاب «كشف الاسرار» تأليف مرحوم آقاي حاج ميرزا ابوتراب نفيسي اصلاحاتي نسبت به نسخه اصلي خطي، بخط آن مرحوم، صورت گرفته كه در اينجا باطلاع مي‏رسد:

 توضيحاتي كه در پاره‏اي از موارد توسط اين گروه (مقابله و تصحيح) لازم بنظر رسيده با علامت «مصحح» در پاورقيها مشخص شده.

 قرآن محشّي متن قرار داده شده و تحقيقات مرحوم نفيسي كه مصدّر به «اقول» مي‏باشد به پاورقي منتقل شده تا از يكديگر متمايز باشند، چنانكه منظور نظر خود آن مرحوم بوده و در انتهاي فصل بيست و پنجم مقدمه به اين منظور اشاره نموده است.

 توضيحات مرحوم آقاي عبدالمهدي فرزند مرحوم مؤلف چه درباره اصل قرآن محشي و چه درباره تحقيقات مرحوم پدرشان كه در نسخه خطي در حاشيه‏ها آمده و با علامت «عبدالمهدي بن …» و يا «م» مشخص شده به همان صورت در پاورقي‏ها آورده شد.

 قرائتهاي قرّاء كه در قرآن محشّي با رنگ قرمز مشخص گرديده و آن مرحوم آنها را به طور صريح آورده‏اند، پس از مقابله با قرآن محشّي و تصحيح برخي از آنها كه با اصل مطابقت نداشت، بعلت تك‏رنگ بودن اين نسخه‏برداري به همان شكل نقل گرديد.

 تقدم و تأخر تفسيرهايي كه از قرآن محشّي نقل شده در اين نسخه‏برداري مطابق نسخه خطي مرحوم نفيسي مي‏باشد كه آن مرحوم مطابق نظر خود ترتيب داده است. در اين نسخه‏برداري فقط مواردي كه ترتيب قرآن محشّي مشخص و واضح بود و با ترتيب مرحوم نفيسي مطابقت نداشت، مطابق قرآن محشّي مرتب گرديد.

 در احاديثي كه مرحوم نفيسي در تحقيقات خود آورده و به آنها استشهاد نموده‏اند افتادگي و تغيير كلمات و عبارات فراوان وجود داشت كه اگر اخلال به معني و

مراد داشت مطابق با مصدر حديث نقل گرديد و اگر احتمال نقل به معني و يا احتمال اختلاف نسخه مصدر حديث مي‏رفت مطابق نقل ايشان آورده شد.

 اغلاط املائي و لغوي و صرفي (مانند تأنيث و تذكير، افعال، كنايات و غيره) و نحوي (اعراب كلمات) بدون ذكر مورد، تا حد ممكن اصلاح گرديد.

 نسخه خطي در پاره‏اي از موارد با قرآن «محشّي» مطابقت نداشت كه تا حد ممكن اصلاح گرديد.

 در پاره‏اي از موارد در مقدمه و يا پاورقيها استشهادهايي است تفسيري كه در كتب روايي شيعه يافت نشد و يا استدلالهايي است كه چندان تناسب ندارد اما بجهت رعايت امانت عيناً در اين نسخه‏برداري آورده شد و در غير موارد هشتگانه مذكور، اين نسخه برداري مطابق با نسخه خطي خود مرحوم نفيسي مي‏باشد.

اين يادآوري هم لازم است كه موارد فوق موجب نقصان ارزش علمي اين اثر نفيس نمي‏گردد. چون ظاهراً مرحوم نفيسي فرصت بازبيني و تصحيح اين كتاب را نيافته و با توجه به كمبود امكانات و عدم دسترسي به كتب و نسخ متعدده و كثرت اغلاط چاپهاي سنگي و نسخ مخطوطه موجود در آن زمانها، اين‏گونه نقيصه‏ها لازمه كارهاي علمي و تحقيقي آن دوران بوده است. و به ويژه مقدمه محققانه و نيز فرهنگ قرآني اين اثر كه بعد از اتمام تفسير آمده سزاوار تحسين است.

در خاتمه از زحمات آن مرحوم قدرداني نموده و براي ايشان پاداش شايسته از خداي متعال خواستاريم.                                            گروه مقابله و تصحيح

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 1 *»

d

الحمدللّه الّذي علّم القرءان خلق الانسان علّمه البيان و الصلوة و السلام علي سيّد الانس و الجانّ اوّل جميع الاكوان و الاعيان محمّد المبعوث علي جميع القري و البلدان المشرِّف للعرب علي ساير الامثال و الاقران باتيانه علي لسانهم القرءان و طلوعه من افقهم علي اهل الزمان و عترته و اهل بيته الذين هم معدن التنزيل و معني التأويل و خاصّة الربّ الجليل و مهبط الامين جبرئيل الذين قدجعل اللّه عزّوجلّ ولايتهم قطب القرءان و قطب جميع الكتب عليها يستدير محكم القرءان و بها نوّهت الكتب و يستبين الايمان و علي شيعتهم المنتجبين و اوصيائهم المرضيّين الذين هم اية الذكر و تراجمته و معدن التنزيل و نهايته لم‏يخالفوا شيئاً من اوامره و لم‏يرتكبوا شيئاً من فنون زواجره ابدالابدين و اللعن علي اعدائهم و منكري فضائلهم و غاصبي حقوقهم اجمعين الي يوم الدين.

و بعد انّي لمّاسمعت مراراً من الاستاد الاعظم و الشيخ الافخم و المولي الاجلّ الاكرم السيد القمقام و علم الاعلام و حكم الاحكام و غاية المرام فخر الاكابر و الاعاظم و مجد الاعالي و الافاخم صاحب الخلق العظيم مفخر ال ابراهيم اعلي اللّه مقامه و رفع في الخلد اعلامه في ايّام تشرّفي بحضرته و استضاءتي من نوره و استفاضتي من جوده انّه ليت يقوم احد من الاخوان علي جمع مااوردته و علّقته من الحواشي علي كتاب اللّه المجيد و يشمّر عن ساقيه علي ترتيبها و كتبها في كتاب مستقل صوناً من التلف و الاندراس و حفظاً من التشتّت و الانطماس و كنت متردّداً في امتثال الامر مضطرباً في الاقدام علي هذا الخطب و كان تردّدي و اضطرابي لعدم كوني من فرسان هذا الميدان و

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 2 *»

انّي للذباب في مطار العقاب الطيران و ذلك لقلّة بضاعتي و كثرة اضاعتي و قصور يدي في العلوم لاسيّما في هذا العلم الشريف المحتاج الي علوم شتّي و حكم لاتحصي الي ان اختار اللّه سبحانه له اجلّ اللّه شأنه لقاءه و رضي له ما عنده فاكرمه عن دار الدنيا و رغب به عن مقارنة البلوي فقبضه اليه كريماً اعلي اللّه مقامه فرأيت انّ الاقدام علي هذا الامر العظيم و الخطب الجسيم في ذلك الزمان الزم و امتثال هذا الحكم في تلك الاوان اوجب فاستخرت اللّه سبحانه علي ذلك فطلع الامر بقوله و اعبده و توكّل عليه و ما ربّك بغافل عمّاتعملون فعلمت انّ في تأليفي ذلك الكتاب المستطاب رضا اللّه و عبادته و انا مأمور من عند اللّه المتعال بتلك العبادة و الواجب علي التوكّل عليه في كلّ حال لاسيّما في هذه الحالة و علمت انّ ربّي و امامي الظاهر في مربّي و معلّمي المتجلي في مولاي و استادي ليس بغافل عمّااعمل فيري امتثال امره ولو بعد وفاته فشرعت و لاحول و لاقوّة الاّ باللّه في جمع تلك الحواشي و ترتيبها و نظمها و سعيت غاية السعي و جهدت نهاية الجهد في عدم تغيير العبارة و ايراد الكلمات كالحكاية فسلكت في العلائم و الرموز مسلكه و اصطلحت ما اصطلحه فجعلت للاختصار للقرّاء علامات: (و) لابي‏عمرو (ر) لابن‏عامر (ث) لابن‏كثير (ص) لعاصم (ح) لحمزة (س) للكسائي (ن)  لنافع. و سمّيت غيرهم من القرّاء باسمهم و اردت بـ «الحرميَّيْن» نافع و ابن‏كثير و بـ  «الكوفيّين» عاصم و حمزة و الكسائي و لم‏اكتب الاّ الاقلّين و امّا الباقون فكانوا معلومين بحكم المقابلة الاّ في بعض المواضع و صرّحت في كثير من المواضع بالقراءة اذا كانت مختلفاً فيها و ربّما صرّحت بالقارين بالحمرة او السواد و مرادي من القارين بالسواد من كتب اعلي اللّه مقامه في القرءان الاصل قراءته و رمز اسمه بالسواد و بالحمرة من كتب قراءته و رمز اسمه في ذلك القرءان بالحمرة و مافيه من عدد الاي و اختلافها فمن «المجمع» و «شرح‏الشاطبيّة» و كذا مكيّتها و مدنيّتها ثمّ ماكان فيه من تحقيق من الاخبار امّا سمّيت اسم الامام او صرّحت بالرواية او خلّصت الرواية و كتبت بعدها (ث) و ماكتبت بعده (ل) فمن «مشكلات اعراب القرءان» و ماكتبت بعده (ز) فمن

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 3 *»

«كنزالدقائق» و ماكتبت بعده (ص) فمن «الصافي» و ماكتبت بعده (ق) فمن «القمي» و ماكتبت بعده (يم) فمن الاستاد الاعظم اعلي اللّه مقامه و صدّرت ما منّي و انا العبد الاثيم الجاني ابوتراب بن محمّد حسن الكرماني بـ  «اقول» و ربّما صدّرت ما عن الاستاد الاعظم بـ  «الاستاد» و ما عن القمي بـ  «القمي» و ربّما صرّحت باسم الكتب المذكورة في اوّل الكلام او رسمت علائمها علي ما مرّ في اوّله دون اخره و كتبت بين كلامين منقطعين من كتابين او كتاب واحد في مقام الاشتباه بانّهما كلام واحد متّصل (هـ ) علامة «انتهي». و سمّيته بـ «كـشـف‏الاسـرار» و عنونت له مقدمة و كتبت فيها بعض ماكان ينبغي ان‏يكتب من القواعد و الكليّات التي تدلّ علي بعض وجوه التفاسير و بعض مانحتاج اليه في كلّ سطر سطر او سورة سورة.

امّا المقدّمة ففيها خمسة و عشرون فصلاً:

«الفصل الاوّل»

اعلم اولاً انّا ان ذكرنا معاني و تفاسير للايات لم‏يوافق بعض منها بعض ظواهر الاخبار ليس ذلك من باب انّا خالفنا الاخبار بل ذلك من باب انّ للقرءان معاني عديدة و تفاسير كثيرة و ظواهر و بواطن و تأويلات و للتأويلات بواطن و تأويلات كما انّ للبواطن تأويلات و بواطن و للظواهر ظواهر و غير ذلك من الاقسام فماذكر في الخبر بعضها و مانذكره بعض اخر و ليس ذلك تفسير بالرأي و الهوي بعد ماكان مطابقاً لبعض عمومات الاخبار و مطلقاتها و كليّاتها و مأخوذاً منها او كان مطابقاً لبعض القواعد الكليّة المستنبطة من الايات و الاخبار او لبعض الضروريّات او كان موافقاً للايات الافاقيّة و الانفسيّة كماقال سبحانه سنريهم اياتنا في الافاق و في انفسهم حتي يتبيّن لهم انّه الحقّ او مانذكره من بعض الحكم و العلوم التي لادخل لها بالتفسير الظاهر و هو ايضاً مع‏ذلك مستدلّ بالنقل و العقل و كذلك الامر فيماذكره الاستاد الاعظم اعلي اللّه مقامه و رفع في الخلد اعلامه فانّه ان ذكر معني و جاء الحديث بغير ذلك ليس انّه اعلي اللّه مقامه خالف الخبر

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 4 *»

بل ذلك لاجل انّ للقرءان معاني عديدة منها ماذكر في الخبر و منها ماذكره اعلي اللّه مقامه و قد صرّح بذلك في تلك الحواشي قبل الشروع في التفسير في تلو بعض الكليّات كماسيجي‏ء في التذييل الثاني.

«الفصل الثاني»

في بيان المراد من الظاهر و ظاهرالظاهر و التأويل و الباطن و تأويل الباطن و باطن الباطن و بيان المراد من السورة و الاية.

اعلم انّه قدجري الاصطلاح علي انّه ان اخذ مدلول اللفظ علي ظاهر العربيّة فهو «الظاهر» و ذلك كأخذ لفظ ضرب و نصر و امثالهما علي معانيها المتداولة المتعارفة في محاورات العرب و مكالماتهم و لغتهم.

و ان اخذ صورة اللفظ و تصرّف في مادته من دون ملاحظة ظواهر القواعد الموضوعة في الاشتقاقات و ظاهر العربيّة فهو «ظاهرالظاهر» و ذلك كأن‏يقال في معني قوله تعالي ممّا خطيئاتهم اغرقوا من ماء خطيئاتهم اغرقوا و في قوله تعالي فمايزيدهم الاّ طغياناً كبيراً مايكون يزيد بني‏اميّة او يزيد الذي هو من المنافقين الاّ طغياناً اي طاغياً جدّاً من باب زيد عدل و في قوله و من نعمّره ننكّسه اي و من نجعله عمراً ننكّسه و منه قوله سبحانه و علي الثلثة الذين خلّفوا اي جعلوا خليفةً و قوله و انّها لبسبيل مقيم يعني ان لفظة ها لبس بيل فهو هابيل و امثال ذلك.

و ان صرف معني الظاهر عمّا هو الشايع المتعارف و المفهوم من اللفظ علي حسب التبادر العرفي الي ساير الافاق و الانفس في العرض من باب انّ «كلّ شي‏ء فيه معني كلّ شي‏ء» و قوله تعالي ماتري في خلق الرحمن من تفاوت بحيث يضع كلّ شي‏ء موضعه فهو «التأويل» و ذلك كأن‏يقال انّ المراد من قوله تعالي ياايّها الذين امنوا لاتقدّموا بين يدي اللّه و رسوله و اتّقوا اللّه انّ اللّه سميع عليم جميع القوابل الامكانيّة المؤمنة باللّه المسبّحة له العاملة بصلاتها و تسبيحها الساجدة للّه فانّ جميعهم مؤمنون باللّه

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 5 *»

متّبعون لامره الكوني مصدّقون ايّاه بكلّهم و هم بايمانهم صاروا مساوين في التنعّم بجنّة الوجود و انّ المراد من قوله لاتقدّموا بين يدي اللّه التقدم الكوني بأن‏يكونوا لاحقين في الوجود و هم قد اطاعوا هذا الحكم و اتّبعوا هذا الامر فخلقوا في الدرجة اللاحقة و قدّموا يدي اللّه و رسولهم علي انفسهم في الخلقة و الايجاد فانّهم اثار و اسباب و معلولات و هنّ مؤخّرات عن مؤثّراتهم و مسبِّباتهم و عللهم.

و اما «الباطن» فهو ان‏يجري تلك الحقايق و المعاني الجارية في الاثار في المؤثّرات و ذلك كأن‏يقال في الاية المزبورة انّ المخاطب بهذا الخطاب هم الخلفاء الثلثة لعنهم اللّه فانّهم اصل كلّ شر و من فروعهم كلّ فاحشة و جميع شرور العالم راجعة اليهم و هم الشاخص للكلّ و الكلّ عكوسهم و مظاهرهم و هم المؤثّر و الكلّ اثارهم و اظلّتهم فهم عليهم اللعنة لمّاتقدّموا علي اللّه و رسوله و غصبوا الخلافة صارت النفوس الامّارة التي في العالم التي هي من ظلّهم و اثرهم مؤثرة هواها علي رضاه ساترة لربّها مظهرة لانفسها.

و اما «تأويل‏الباطن» فهو ان‏يصرف الباطن الي ما في عرضه من عالمه و ذلك كأن‏يقال في الاية المزبورة انّ المخاطب بهذه الاية هو الاوّلان كماروي انّه قام الي علي7 رجل فسأله عن هذه الاية، فيمن نزلت قال في رجلين من قريش الخبر. فالمخاطب بها هذان الرجلان ثم جرت في ساير الخلفاء من باب تأويل الباطن و كذا في ساير اهل الباطل.

و اما «باطن‏الباطن» فأنا و ان لم‏اجد تصريحاً به في كلمات المشايخ اعلي اللّه مقامهم و لكن يظهر من بعض اشارات كلمات سيّدنا الاستاد اعلي اللّه مقامه انّ باطن الباطن هو ان‏تفرض الباطن الظاهر ثم تجعل له باطناً مثلاً اذا جعلت باطن‏ال‏محمّد :لانّهم ظاهر النبي كماقال امّا المعاني فنحن معانيه و ظاهره فيكم فباطنه ان‏تحكم انّهم لايظهرون ايضاً انفسهم في مقام الرعية فتعلم انّ شيعتهم ظاهرهم فهم ظاهر ظاهر اللّه و تجلّي تجلّي نور اللّه. و لم‏يؤذن لي بهتك الستر اكثر من هذا فانّ للحيطان اذاناً.

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 6 *»

و اما «الاية» فهي عبارة عن كلام متّصل الي انقطاعه.

و اما «السورة» فهي عبارة عن الايات الواقعة بين البسملتين هكذا قيل و لايخفي انّ بناءً علي هذا التعريف تخرج البسملة من السورة كماهو مذهب العامة و جمع قليل من الشيعة و لكنّ الحقّ انّها عبارة عن ابتداء البسملة الي ابتداء بسملة اخري قال ابوعبداللّه7 انما كان يعرف انقضاء السورة بنزول بسم اللّه الرحمن الرحيم ابتداءً للاخري فيعلم من هذا الخبر الشريف انّ البسملة من السورة و هي ابتداؤها.

«الفصل الثالث»

اعلم انّ الواجب علينا الاقرار بجميع التفاسير و الظواهر و البواطن و التأويلات و ظاهر الظاهر و باطن الباطن و تأويل الباطن و غير ذلك ممّاورد عن الائمة الاطهار سواء نفهم معناه و وجهه او لم‏نفهم و لايجوز اخذ البعض دون البعض و تصديق البعض دون البعض فمن اخذ بالظاهر و ترك الباطن فهو علي خبط عشواء كمن اخذ بالباطن و ترك الظاهر اذ لا ظاهر الاّ بالباطن و لا باطن الاّ بالظاهر و الظاهر و الباطن مقترنان و قد ورد في ذلك اخبار كثيرة نذكر منها ماذكره الشيخ ابوالحسن رضوان‏اللّه‏عليه([1]) في تفسيره المسمّي بــ «مرءاة الانوار» و نذكر عباراته علي ماهي عليه من غير تبديل و تغيير لما فيه غنية عمّااردنا ذكره و لتعلم انّ مانذكره من البواطن و التأويلات في ذلك التفسير الشريف ليس ما لم‏يذكره احد من المتقدّمين بل في كلّ عصر اهل لكلّ شي‏ء فكما انّ في زماننا

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 7 *»

هذا بعض العلماء ليس لهم مشعر فهم هذه المعاني و ليس لهم حظّ ذوق حلاوة طعمها و بعضهم يجدون حلاوة طعمها و يدركون لذّتها كذلك في سالف الزمان كان الامر كذلك فكم من عالم قد ذاق حلاوة طعم بواطن الايات و الاخبار و وجد في نفسه لذّتها فلم‏ينكرها و كم من عالم قد حرم من ذلك فلم‏يجد لها حلاوة فانكرها ولكن ينبغي للانسان الاقرار بماصدر عن الائمة الاطهار سواء فهمه ام لم‏يفهمه.

قال اعلي‏اللّه‏مقامه: «الفصل الرابع في بيان مايدلّ علي انّ الواجب علي الانسان ان‏يؤمن بظاهر القرءان و باطنه و تنزيله و تأويله معاً كما انّ الواجب الايمان بمحكمه و متشابهه و ناسخه و منسوخه و بساير مايتعلّق بذلك جميعاً مفصّلاً او علي سبيل الاجمال ان لم‏يعلم التفصيل من طريق اهل‏البيت الذين هم ادري بما في البيت و انّ من انكر الظاهر كافر و ان اقرّ بالباطن كما هو مذهب الباطنيّة من ملاحدة الخطّابية و الاسماعيلية و غيرهم القائلين بسقوط العبادات كما سيظهر و كذا بالعكس اي انكار الباطن و ان اقرّ بالظاهر بل علي كلّ مؤمن ان لايجترئ بانكار مانقل عن الائمة: في ذلك تفسيراً و تأويلاً و ان لم‏يفهم معناه و لم‏يدرك مغزاه و قد مرّت رواية ابي‏حكيم الزاهد في الفصل الاول و غيرها في الفصل الثاني. و في تفسير القمي عن الباقر7 قال انّ اللّه عزّوجلّ قد ارسل رسله بالكتاب و بتأويله فمن كذّب بالكتاب او كذّب بماارسل به رسله من تأويل الكتاب فهو مشرك كافر. و في البصائر عن احمد بن محمد بن عيسي عن ادم بن اسحق عن هشام عن الهيثم التميمي قال قال ابوعبداللّه7ياهيثم انّ قوماً امنوا بالظاهر و كفروا بالباطن فلم‏ينفعهم ذلك شيئاً و جاء قوم من بعدهم فامنوا بالباطن و كفروا بالظاهر فلم‏ينفعهم ذلك شيئاً و لا ايمان بظاهر الاّ بباطن و لا بباطن الاّ بظاهر و في البصائر ايضاً و تفسير القمي بسند صحيح عن بريد العجلي عن ابي‏جعفر7 انّه قال في قول اللّه تعالي و مايعلم تأويله الاّ اللّه و الراسخون الاية انّ رسول‏اللّه9افضل الراسخين في العلم قد علم جميع ماانزل اللّه عليه من التنزيل و التأويل و ماكان اللّه لينزل عليه شيئاً لم‏يعلّمه تأويله و اوصياؤه من بعده يعلمونه كله و الذين لايعلمون

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 8 *»

تأويله اذا قال العالم فيه بعلم فأجابهم اللّه بقوله يقولون امنّا به كلّ من عند ربّنا و القرءان له خاصّ و عامّ و محكم و متشابه و ناسخ و منسوخ و الراسخون في العلم يعلمونه الخبر.

الي ان قال: و لنذكر هيهنا خلاصة خبر الصادق7 به تنكشف خفيّات اسرار هذا المقام و حقايق كلمات الائمة: و هو مارواه في البصائر باسناده عن المفضّل بن عمر انّ الامام7 كتب اليه في جواب مسائله ما خلاصته: امّابعد فانّي اوصيك و نفسي بتقوي اللّه و طاعته فانّ من التقوي الطاعة و الورع و التواضع للّه و الطمأنينة و الاجتهاد و الاخذ بأمره و النصيحة لرسله و المسارعة في مرضاته و اجتناب مانهي عنه فانّه من يتق اللّه فقداحرز نفسه من النار باذن اللّه و اصاب الخير كلّه في الدنيا و الاخرة و من امر بالتقوي فقدابلغ الموعظة جعلنا اللّه من المتقين برحمته جاءني كتابك فقرأته و فهمت الذي فيه فحمدت اللّه علي سلامتك و عافية اللّه ايّاك البسنا الله و اياك عافيته في الدنيا و الاخرد كتبت تذكر انّ قوماً انا اعرفهم كان اعجبك نحوهم و شأنهم و انك ابلغت عنهم اموراً تروي عنهم كرهتها لهم و لم‏تر بهم الاّ طريقاً حسناً و ورعاً و تخشعاً و بلغك انّهم يزعمون انّ الدين انّما هو معرفة الرجال ثمّ بعد ذلك اذا عرفتهم فاعمل ماشئت و ذكرت انّك قدعرفت انّ اصل الدين معرفة الرجال فوفّقك اللّه و ذكرت انّه بلغك انّهم يزعمون انّ الصلوة و الزكوة و صوم شهر رمضان و الحجّ و العمرة و المسجدالحرام و البيت‏الحرام و المشعرالحرام و الشهرالحرام هو رجل و انّ الطهر و الاغتسال من الجنابة هو رجل و كلّ فريضة افترضها اللّه علي عباده هو رجل و انّهم ذكروا ذلك بزعمهم انّ من عرف ذلك الرجل فقد اكتفي بعلمه به من غير عمل و قد صلّي و اتي الزكوة و صام و حجّ و اعتمر و اغتسل من الجنابة و تطهّر و عظّم حرمات اللّه و الشهرالحرام و المسجد الحرام و انّهم ذكروا انّ من عرف هذا بعينه و بحدّه و ثبت في قلبه جاز له ان‏يتهاون فليس له ان‏يجتهد في العمل و زعموا انّهم اذا عرفوا ذلك الرجل فقد قبلت منهم هذه الحدود لوقتها و ان لم‏يعملوا بها و انّه بلغك انّهم يزعمون انّ الفواحش التي نهي اللّه

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 9 *»

عنها الخمر و الميسر و الربوا و الميتة و الدم و لحم الخنزير هو رجل الي ان قال7يزعمون انّ لهذا ظهراً و بطناً يعرفونه فالظاهر مايتناهون عنه يأخذون به مدافعة عنهم و الباطن هو الذي يطلبون و به امروا بزعمهم و كتبت تذكر الذي عظم من ذلك عليك حين بلغك فكتبت تسألني عن قولهم في ذلك احلال هو ام حرام و كتبت تسألني عن تفسير ذلك و انا ابيّنه حتي لاتكون من ذلك في عمي و لا في شبهة و قدكتبت اليك في كتابي هذا تفسير ماسألت عنه فاحفظه كله كماقال الله في كتابه و تعيها اذن واعية و اصفه لك بحلاله و انفي عنك حرامه ان‏شاءالله تعالي كماوصفت و معرّفكه حتي تعرفه ان‏شاء الله فلاتنكره ان‏شاء الله و لا قوّة الاّ باللّه و القوّة للّه جميعاً اخبرك انّه من كان يدين بهذه الصفة التي كتبت تسألني عنها فهو عندي مشرك باللّه بيّن الشرك لاشك فيه و اخبرك انّ هذا القول كان من قوم سمعوا ما لم‏يعقلوه عن اهله و لم‏يعطوا فهم ذلك و لم‏يعرفوا حدّ ماسمعوا فوضعوا حدود تلك الاشياء مقايسة برأيهم و منتهي عقولهم و لم‏يضعوها علي حدود ماامروا كذباً و افتراءً علي اللّه و رسوله و جرأةً علي المعاصي فكفي بهذا لهم جهلاً و لو انّهم وضعوها علي حدودها التي حدّت لهم و قبلوها لم‏يكن به بأس و لكنّهم حرّفوها و تعدّوا و كذبوا و تهاونوا بأمر اللّه و طاعته ولكنّي اخبرك انّ اللّه حدّها بحدودها لئلاّيتعدّي حدوده احد و لو كان الامر كماذكروا لعذر الناس بجهلهم مالم‏يعرفوا حدّ ماحدّ لهم و لكان المقصر و المتعدي حدود الله معذوراً ولكن جعلها حدوداً محدودة لايتعداها الاّ مشرك كافر ثم قال تلك حدود الله فلاتعتدوها و من يتعدّ حدود الله فاولئك هم الظالمون فأخبرك بحقايقها انّ اللّه تبارك و تعالي اختار الاسلام لنفسه ديناً و رضي به من خلقه فلم‏يقبل من احد الاّ به و به بعث انبياءه و رسله ثم قال و بالحقّ انزلناه و بالحقّ نزل فعليه و به بعث انبياءه و رسله و نبيّه محمّداً9 فافضل الدين معرفة الرسل و ولايتهم و اخبرك انّ اللّه احلّ حلالاً و حرّم حراماً الي يوم القيمة فمعرفة الرسل و ولايتهم و طاعتهم هو الحلال فالمحلَّل مااحلّوا و المحرَّم ماحرّموا و هم اصله و منهم الفروع الحلال و ذلك سعيهم فمن فروعهم امرهم شيعتهم و اهل

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 10 *»

ولايتهم بالحلال من اقام الصلوة و ايتاء الزكوة و صوم شهر رمضان و حجّ البيت و العمرة و تعظيم حرمات اللّه و مشاعره و تعظيم البيت الحرام و المسجد الحرام و الشهر الحرام و الطهور و الاغتسال من الجنابة و مكارم الاخلاق و محاسنها و جميع البرّ ثم ذكر بعد ذلك فقال في كتابه انّ اللّه يأمر بالعدل و الاحسان و ايتاء ذي‏القربي و ينهي عن الفحشاء و المنكر و البغي يعظكم لعلّكم تذكّرون فعدوّهم هم الحرام المحرّم و اولياؤهم الداخلون في امرهم الي يوم القيمة فهم الفواحش ماظهر منها و مابطن و الخمر و الميسر و الزنا و الربا و الدم و الميتة و لحم‏الخنزير فهم الحرام المحرّم و اصل كلّ حرام و هم الشرّ و اصل كلّ شرّ و منهم فروع الشرّ كلّه و من ذلك الفروع الحرام و استحلالهم ايّاها و من فروعهم تكذيب الانبياء و جحود الاوصياء و ركوب الفواحش الزنا و السرقة و شرب الخمر و المسكر و اكل مال اليتيم و اكل الربوا و الخدعة و الخيانة و ركوب الحرام كلّها و انتهاك المعاصي و انّما يأمر اللّه بالعدل و الاحسان و ايتاء ذي‏القربي يعني مودّة ذي‏القربي و ابتغاء طاعتهم و ينهي عن الفحشاء و المنكر و البغي و هم اعداء الانبياء و اوصياء الانبياء و هم المنهي عن مودّتهم و طاعتهم يعظكم بهذه لعلكم تذكّرون و اخبرك انّي لوقلت لك انّ الفاحشة و الخمر و الميسر و الزنا و الميتة و الدم و لحم‏الخنزير هو رجل و انا اعلم انّ اللّه قد حرّم هذا الاصل و حرّم فرعه و نهي عنه و جعل ولايته كمن عبد من دون اللّه وثناً و شركاً و من دعا الي عبادة نفسه فهو كفرعون اذ قال انا ربّكم الاعلي فهذا كلّه علي وجه ان شئت قلت هو رجل و هو الي جهنّم و من شايعه علي ذلك فانّهم مثل قول اللّه انّما حرّم عليكم الميتة و الدم و لحم‏الخنزير لصدقت ثمّ لو انّي قلت انّه فلان ذلك كلّه لصدقت انّ فلاناً هو المعبود المتعدّي حدود اللّه التي نهي عنها ان‏يتعدّي ثمّ انّي اخبرك انّ الدين و اصل الدين هو رجل و ذلك الرجل هو اليقين و هو الايمان و هو امام امّته و اهل زمانه فمن عرفه عرف اللّه و دينه و من انكره انكر اللّه و دينه و من جهله جهل اللّه و دينه و لايعرف اللّه و دينه و حدوده و شرايعه بغير ذلك الامام فذلك معني انّ معرفة الرجال دين اللّه الخبر الي ان قال7 و اخبرك انّي لوقلت انّ الصلوة و الزكوة و

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 11 *»

صوم شهر رمضان و الحجّ و العمرة و المسجدالحرام و البيت‏الحرام و المشعرالحرام و الطهور و الاغتسال من الجنابة و كلّ فريضة كان ذلك هو النبي الذي جاء به من عند ربّه لصدقت لانّ ذلك كلّه انّما يعرف بالنبي و لولا معرفة ذلك النبي و الايمان به و التسليم له ماعرف ذلك فذلك من منّ الله علي من يمنّ عليه و لولا ذلك لم‏يعرف شيئاً من هذا فهذا كلّه ذلك النبي و اصله و هو فرعه و هو دعاني اليه و دلّني عليه و عرّفنيه و امرني به و اوجب علي له الطاعة فيما امرني به لايسعني جهله و كيف يسعني جهل من هو فيمابيني و بين اللّه و كيف يستقيم لي لولا ان‏اصف ان ديني هو الذي اتاني به ذلك النبي ان‏اصف ان الدين غيره و كيف لايكون ذلك معرفة الرجل و انّما هو الرجل و انّما هو الذي جاء به عن اللّه و انّما انكر الدين من انكر الي ان قال7 انّ اللّه تبارك و تعالي انّما احبّ ان‏يعرف بالرجال و ان‏يطاع بطاعتهم فجعلهم سبيله و وجهه الذي يؤتي منه لايقبل اللّه من العباد غير ذلك لايسأل عمّايفعل و هم يسألون فقال فيمااوجب ذلك من محبّته لذلك من يطع الرسول فقد اطاع اللّه الاية فمن قال لك انّ هذه الفريضة كلّها انّما هي رجل و هو يعرف حدّ مايتكلّم به فقدصدق و من قال علي الصفة التي ذكرت بغير الطاعة فلايغني التمسّك في الاصل بترك الفروع كما لاتغني شهادة ان لااله الاّاللّه بترك شهادة انّ محمّداً رسول‏اللّه و لم‏يبعث اللّه نبيّاً قطّ الاّ بالبرّ و العدل و المكارم و محاسن الاخلاق و محاسن الاعمال و النهي عن الفواحش ماظهر منها و مابطن فالباطن منه ولاية اهل الباطل و الظاهر منه فروعهم و لم‏يبعث اللّه نبيّاً قطّ يدعو الي معرفة ليس معها طاعة في امر و نهي فانّما يقبل اللّه من العباد العمل بالفرائض التي افترضها اللّه علي حدودها مع معرفة من جاءهم به من عنده و دعاهم اليه فاوّل ذلك معرفة من دعا اليه ثم طاعته فيمايقرّبه اليه من الطاعة له و انّه من عرف اطاع و من اطاع حرّم الحرام ظاهره و باطنه و لايكون تحريم الباطن و استحلال الظاهر انّما حرّم الظاهر بالباطن و الباطن بالظاهر معاً جميعاً و لايكون الاصل و الفروع و باطن الحرام حرام و ظاهره حلال و لايحرّم الباطن و يستحلّ الظاهر و كذلك لايستقيم ان‏يعرف صلوة الباطن و لايعرف صلوة الظاهر و لا

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 12 *»

الزكوة و لا الصوم و لا الحجّ و لا العمرة و لا المسجدالحرام و جميع حرمات اللّه و شعائره و ان‏يترك معرفة الباطن لانّ باطنه ظهره و لايستقيم ان‏يترك واحدة منها اذا كان الباطن حراماً خبيثاً فالظاهر منه انما يشبه الباطن فمن زعم انّ ذلك انّما هي المعرفة و انّه اذا عرف اكتفي بغير طاعة فقدكذب و اشرك ذاك لم‏يعرف و لم‏يطع و انّما قيل اعرف و اعمل ماشئت من الخير فانّه لايقبل ذلك منك لغير معرفة فاذا عرفت فاعمل لنفسك ماشئت من الطاعة قلّ او كثر فانّه مقبول منك؛ الخبر، و هو طويل و قد اخذنا منه موضع الحاجة و صراحته فيمانحن فيه من لزوم الايمان بالظاهر و الباطن جميعاً مع دلالته علي مااشرنا اليه في الفصل السابق من وجه تناسب ما بين الظاهر و الباطن معلومة علي كلّ متأمل صادق.» انتهي كلامه و للّه درّه و قد اجاد في اصابة الحق.

بالجملة فيعرف من ذلك الخبر الشريف انّه يجب علي كلّ انسان الايمان بتمام القرءان ظاهره و ظاهر ظاهره و باطنه و باطن باطنه الي سبعة ابطن و تأويله و باطن تأويله فانّه جلّ‏عزّته نزل بعلم اللّه فكما انّ اللّه عالم بجميع ماكان و مايكون ماظهر و مابطن فكذلك فيه شرح جميع ماكان و مايكون ماظهر منها و مابطن فلو انعم اللّه علي احد معرفة بعض الاشارات و التلويحات و بعض المكنونات و البطون فلايجوز لاحد المبادرة الي انكاره و ردّه لعدم علمه به اذ عدم العلم ليس دليل العدم.

«الفصل الرابع»

اعلم انّ من الفصاحة و البلاغة حذف بعض متعلقات الكلام و العبارات المعلومة و المضافات و المجرورات المعيّنة و الظروف و الكنايات الظاهرة فهذه من البديهيّات عند الفصحاء و البلغاء الاتري انّك اذا كتبت رسالة في وصف زيد لاتذكر اسمه في كلّ كلام و سطر و صفحة و ورقة فربّما تكتب اسمه اوّلاً ثمّ تسقطه بعد ذلك لوضوح انّ الكلام في مدحه او ذمّه و ربّما لم‏تكتب اسمه في تلك الرسالة ابداً اذا كان معلوماً انّه في وصف زيد و كان مبناه عليه و تصنيفه لاجله فتكتب مثلاً انّ الذين امنوا اي بزيد و اتّقوا

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 13 *»

اي عن ولاية اعدائه و تكتب انّ الذين كفروا اي بزيد و صدّوا اي عن سبيله فتحذف المتعلقات و المجرورات و المضافات لتعيّنها و معلوميّتها و لان‏يكون سرّ الحبيب مع الحبيب و لايطّلع عليه الرقيب.

اذا علمت ذلك فاعلم انّ الذي يظهر من الاخبار و صحيح الاعتبار انّ القرءان كلّه نزل في الائمة و ولايتهم و شيعتهم و البراءة عن اعدائهم فعن النبي9 انّه قال في حديث ذكر فيه محامد اهل‏بيته نحن معدن التنزيل و معني التأويل. و عن اميرالمؤمنين7 في حديث طويل ذكر فيه صفات الامام انّ هذه كلها لال‏محمّد:لايشاركهم فيها مشارك لانّهم معدن التنزيل و معني التأويل. و عن علي7 ايضاً انّ ثلثي القرءان فينا و في شيعتنا فماكان من خير فلنا و لشيعتنا و الثلث الباقي اشركنا فيه الناس فماكان من شرّ فلعدوّنا الخبر. و عن الرضا7 قال قال علي7 نحن اهل‏البيت لايقاس بنا احد فينا نزل القرءان و فينا معدن الرسالة. الي غير ذلك من الاخبار الواردة في هذا المضمار. فالقرءان كتاب كتبه اللّه في وصف الائمة و نزّله في مدحهم و ذمّ اعدائهم و حذف عنه المجرورات و المضافات المعلومة و لم‏يذكر فيه المتعلقات و المنسوبات المعيّنة لانّ سرّ الحبيب مع الحبيب و لايطّلع عليه الرقيب فقوله سبحانه ياايّها الذين امنوا يعني بعلي و اله: و اتّقوا اللّه اي في ولاية اعدائهم و جاهدوا في سبيله اي في سبيل علي و اله و ابتغوا اليه الوسيلة اي الي ولايتهم و قوله انّ الذين كفروا اي بعلي7و اله: و صدّوا اي اعرضوا عنهم: و هكذا و بذلك يشهد اخبار كثيرة نذكر منها شطراً حتي يحصل للناظر اطمينان القلب و اليقين. فعن ابي‏عبداللّه7 في قول اللّه عزّوجلّ و الذين امنوا و لم‏يلبسوا ايمانهم بظلم قال بماجاء به محمّد من الولاية و لم‏يخلطوها بولاية فلان و فلان و فلان فهو التلبّس بالظلم. و سئل ايضاً عن قول اللّه عزّوجلّ فمنكم مؤمن و منكم كافر فقال7 عرف اللّه ايمانهم بولايتنا و كفرهم بها يوم اخذ عليهم الميثاق في صلب ادم7 و هم ذرّ. و قال7في قوله تعالي اذا جاءك المنافقون بولاية وصيّك قالوا نشهد انّك لرسول اللّه و اللّه يعلم انّك لرسوله و اللّه يشهد

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 14 *»

انّ المنافقين بولاية علي7لكاذبون. اتخذوا ايمانهم جنّة فصدّوا عن سبيل اللّه و السبيل هو الوصي انهم ساء ماكانوا يعملون. ذلك بانّهم امنوا برسالاتك ثم كفروا بولاية وصيّك فطبع اللّه علي قلوبهم فهم لايفقهون قلت مامعني لايفقهون قال يقول لايعقلون بنبوّتك قلت و اذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول اللّه قال و اذا قيل لهم ارجعوا الي ولاية علي يستغفر لكم النبي من ذنوبكم لوّوا رءوسهم قال اللّه و رأيتهم يصدّون عن ولاية علي7و هم مستكبرون عليه ثمّ عطف القول من اللّه بمعرفته بهم فقال سواء عليهم استغفرت لهم ام لم‏تستغفر لهم لن‏يغفر اللّه لهم انّ اللّه لايهدي القوم الفاسقين يقول الظالمين لوصيّك قلت أفمن يمشي مكبّاً علي وجهه اهدي امّن يمشي سويّاً علي صراط مستقيم قال انّ اللّه ضرب مثل من حاد عن ولاية علي7 كمن يمشي علي وجهه لايهدي لامره و جعل من تبعه سوياً علي صراط مستقيم و الصراط المستقيم علي7قال قلت قوله انّه لقول رسول كريم قال يعني جبرئيل عن اللّه في ولاية علي7 قال قلت و ما هو بقول شاعر قليلاًما تؤمنون قال قالوا انّ محمّداً كذّاب علي ربّه و ما امره اللّه بهذا في علي7فانزل اللّه بذلك قرءاناً فقال انّ ولاية علي7 تنزيل من ربّ العالمين و لوتقوّل علينا محمّد بعض الاقاويل لاخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين ثم عطف القول فقال انّ ولاية علي لتذكرة للمتقين للعالمين و انّا لنعلم انّ منكم مكذّبين و انه علياً لحسرة علي الكافرين و انه ولايته لحق اليقين فسبّح يامحمّد باسم ربّك العظيم يقول اشكر ربك العظيم الذي اعطاك هذا الفضل قلت قوله لمّاسمعنا الهدي امنّا به قال الهدي ولايته امنا بمولانا فمن امن بولاية مولاه فلايخاف بخساً و لا رهقاً قلت تنزيل قال لا تأويل قلت قوله لااملك لكم ضرّاً و لا رشداً قال ان رسول اللّه9 دعا الناس الي ولاية علي7فاجتمعت اليه قريش فقالوا يامحمّد اعفنا من هذا فقال لهم رسول‏اللّه هذا الي اللّه ليس الي فاتهموه و خرجوا من عنده فانزل اللّه قل انّي لااملك لكم ضرّاً و لا رشداً قل انّي لن‏يجيرني من اللّه ان عصيته احد و لن‏اجد من دونه ملتحداً الاّ بلاغاً من اللّه و رسالاته في علي7 و الخبر طويل و كلّه في تفسير الايات الفرقانية في

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 15 *»

علي7و اله:و ولايتهم انظر فيه و في امثاله من الاخبار انّهم: كيف فسّروا القرءان في شأن انفسهم و جعلوا متعلقات الايات و مضافاتها و منسوباتها مايتعلق بهم و بولايتهم و مودّتهم فمن ذلك يعلم سرّ كثير من التأويلات و البواطن التي ذكرها اعلي اللّه مقامه كقوله في قوله تعالي ياايّها الذين امنوا اي بعلي7 مثلاً و قوله في قوله ياايّها الذين كفروا اي بعلي7و قوله في قوله تعالي فمنهم من امن به اي بعلي7 و منهم من صدّ عنه اي عن علي7 و عصوا الرسول اي في علي7 و قوله في قوله الذين اتيناهم الكتاب يعرفونه اي عليّاً7 و في قوله ليكتمون الحق حقّ علي7 و انه للحق علي7و امثالها فيمكن الاستدلال علي امثال هذه التأويلات و البواطن بامثال هذه الاخبار فيما ليس فيه نصّ خاص فانّها بعمومها تدلّ علي المذكورات كما هو ظاهر بيّن فاحفظ هذه الكلية تنفعك كثيراً في كثير من مواضع هذا التفسير الشريف و سنشير ان‏شاءاللّه الي هذه فيمابعد اجمالاً فيمايناسب.

«الفصل الخامس»

اعلم انّ غرضنا الكلي من هذا التفسير الشريف جمع ماصدر من الاستاد الاعظم اعلي اللّه مقامه و رفع في الخلد اعلامه من الاخبار و الاحاديث و مانقله من الكتب و ماحقّقه من المطالب العلميّة و التدقيقات الحكميّة و مابيّنه من وجوه الظواهر و التأويلات و البواطن و تأويل‏الباطن و باطن‏الباطن و ظاهرالظاهر و امثالها ليصان من التلف و الاندراس و يحفظ من التشتّت و الانطماس بواسطة مرور الايّام و الشهور و مضي السنين و الدهور و ليتمّ نور اللّه سبحانه و لوكره المشركون ولكن لمّاكان في كلّ عصر و زمان و وقت و اوان اعداء للدين يسعون في تخريبه و ابطاله و يريدون ان‏يمحوا اثاره و يخمدوا نور سيّد المرسلين و وصي ربّ العالمين والد الائمة الطاهرين صلوات اللّه عليهم اجمعين و لو بالقاء الشكوك و الشبهات بانّ مابيّنه اعلي اللّه مقامه تفسير بالرأي و الهوي و قدقال النبي9 من فسّر القرءان برأيه فليتبوّء مقعده من النار فلاجرم

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 16 *»

كان غاية سعيي و نهاية جهدي في جمع الاخبار التي تدلّ علي مابيّنه اعلي اللّه مقامه و فسّره من ظاهرالظاهر او التأويل او الباطن او باطن‏الباطن او تأويل‏الباطن ولو عموماً و بيّنت مهما امكن سرّها و حكمتها دون ماجمعه و ذكره من الاخبار و الاحاديث فلم‏اتعرّض لبيان سرّها و حكمتها و سندها و ذكر خبرها مفصّلاً اختصاراً و لعدم منكر لها و باحث عليها اذ لايوجد يومنا هذا بين المتشيّعين و المسلمين منكر لها و لايقدر شيعي علي البحث علي الامام بانّك لم قلت كذا و كذا، و كذا دون مانقله من الكتب ايضاً لانّه لايمكن لاحد البحث و الايراد عليه اعلي اللّه مقامه لم قال فلان كذا و كذا و لو اورد ايراد فهو يقع علي القائل لا الناقل و لاشك و لاريب انّ تفاسير ظواهر القرءان و ماورد من الاخبار في ظواهرها او في خصوص بواطنها مسلّمة عند كلّ مسلم و مسلمة فلاتجد لها منكراً يومنا هذا الحمدللّه ففرغ المبطلون و المخرّبون و الغالون و المنكرون عن ابطالها و القاء الشكوك و الشبهات فيها و تحريفها و تضعيفها ليأسهم عن القبول فكان جلّ همّهم في ابطال ماصدر منه اعلي اللّه مقامه ولكنّ اللّه سبحانه لايخلي الارض من حجّة كيما ان‏زاد المسلمون شيئاً ردّهم و ان‏نقصوا اتمّه لهم و انّ فينا اهل‏البيت في كل خلف عدولاً ينفون عنه تحريف الغالين و انتحال المبطلين و تأويل الجاهلين و نحن ان‏شاءاللّه ايدي هؤلاء العدول و الحجج في ردّ مازادوا و اتمام مانقصوا مع انّ الاصحاب قدجهدوا نهاية جهدهم في جمع تلك الاخبار كيف لا و كتب التفاسير معروفة مشهورة و كلّها منها مشحونة فلذلك كلّه سعيت غاية السعي و جهدت نهاية الجهد في جمع الاخبار الدالّة علي بعض البواطن و التأويلات التي صدرت منه اعلي الله مقامه ولو عموماً و فحوي و مفهوماً دون التعرّض لساير الاخبار فكان بناء هذا التفسير الشريف علي التأويل و الباطن كما انّ بناء التفاسير السالفة علي التفسير و الظاهر فالفرق بينه و بينها كالفرق بين الباطن و الظاهر و الروح و البدن و الغيب و الشهادة و الوجود و الماهيّة و المادة و الصورة و لذلك يكون واحداً في انواع جنسه و فرداً في ابناء زمانه فاعرف قدره و اغل مهره فانّه لم‏يأت احد بمثله و لم‏ينل واحد علي منواله اللّهم الاّ ماصدر من العالم الفاضل و الكامل الباذل

 

* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 17 *»

جدّ الشيخ محمدحسن صاحب الجواهر الشيخ ابوالحسن اعلي الله مقامه فانّه رحمه اللّه ايضاً صنّف في علم تأويل القرءان تفسيراً سمّاه بـ  «مرءاة الانوار» و هو ايضاً تفسير شريف لم‏يصنّف مثله الي زمان الاستاد اعلي اللّه مقامه و رفع في الخلد  اعلامه.

بالجملة المقصود من عنوان هذا الفصل ان‏تعلم انّ عدم تعرضّنا لبيان المعاني التي هي مذكورة في الاخبار صريحةً ليس لعدم اعتنائنا بها نعوذ باللّه بل لمسلّميتها في حجيّتها عند الخصم و لانّها مذكورة في ساير التفاسير و تعرّضنا لبيان ماصدر من الاستاد الاعظم اعلي اللّه مقامه لاتمام نور اللّه و لانّ المعاندين يومنا هذا سعيهم في اطفاء تلك الانوار دون غيرها من انوار الائمة الهداة لانّك لاتجد احداً يقول انّي ابغض محمّداً و اله : و اطفي انوارهم و انصب لهم كمافي الخبر المروي عن الصادق7 ليس الناصب من نصب لنا اهل‏البيت لانّك لاتجد رجلاً يقول انّي ابغض محمّداً و ال‏محمّد ولكنّ الناصب من نصب لكم و هو يعلم انّكم تتولّونا و انّكم من شيعتنا الخبر. فلاجل هذه الوجوه اردت ان‏اذكر الادلة و الحجج في ذلك التفسير الشريف من الايات و الاخبار و الحكمة و السيرة علي ماذكره اعلي اللّه مقامه من التأويلات و البواطن ليستحيي المنكر و المعاند من ردّها و انكارها عن اللّه الجبّار و الرسول المختار و الائمة الاطهار عليهم صلوات اللّه الملك القهّار و ليطمئنّ قلب المؤمن و المحبّ فيزيد يقينه و معرفته و امّا ماورد في ذلك من الاخبار و الاحاديث فهي بنفسها الدليل كلّ الدليل و لايحتاج الي دليل اخر و لذلك اقتصرت علي صرف الحديث الذي ذكره اعلي اللّه مقامه و لم‏اذكر نظائره من الايات و الاخبار التي غيره و ان كانت مفادها مفاده الاّ نادراً و كذلك لم‏اذكر الادلة و الحجج علي مانقله من الكتب اختصاراً و لعدم تعرّض المعاند لها الاّ قليلاً.

«الفصل السادس»

فيمايدلّ علي انّ للقرءان ظاهراً و ظاهر ظاهر و باطناً و باطن باطن و تأويلاً و باطن

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 18 *»

تأويل بل له سبعة بطون و انّ مفاد فقرات القرءان غير مقصور علي اهل زمان مخصوص بل لكلّ منها تأويل يجري في كلّ اوان و علي اهل كلّ زمان. فعن جابر قال سألت اباجعفر7 عن شي‏ء من تفسير القرءان فاجابني ثمّ سألت ثانية فاجابني بجواب اخر فقلت جعلت فداك كنت اجبت في هذه المسألة بجواب غير هذا قبل اليوم فقال لي ياجابر انّ للقرءان بطناً و للبطن بطناً و له ظهر و للظهر ظهر ياجابر و ليس شي‏ء ابعد من عقول الرجال من تفسير القرءان انّ الاية لتكون اوّلها في شي‏ء و اخرها في شي‏ء و هو كلام متّصل ينصرف علي وجوه. و عن الفضيل قال سألت اباعبداللّه7 عن هذه الرواية: «ما في القرءان اية الاّ و لها ظهر و بطن و مافيه حرف الاّ و له حدّ و لكل حدّ مطلع» مايعني بقوله لها ظهر و بطن قال ظهره (تنزيله خ‏ل) و بطنه تأويله منه مامضي و منه مالم‏يكن بعد يجري كماتجري الشمس و القمر كلما جاء منه شي‏ء وقع قال اللّه تعالي و مايعلم تأويله الاّ اللّه و الراسخون في العلم نحن نعلمه. و عن حماد قال قلت لابي‏عبداللّه7 انّ الاحاديث تختلف منكم قال فقال انّ القرءان نزل علي سبعة احرف و ادني ما للامام ان‏يفتي علي سبعة وجوه ثمّ قال اللّه عزّوجلّ هذا عطاؤنا فامنن او امسك بغير حساب. و عن زرارة عن ابي‏جعفر7 قال تفسير القرءان علي سبعة اوجه منه ماكان و منه مالم‏يكن بعد ذلك يعرفه الائمة: . و عن الباقر7 انّه قال لحمران انّ ظهر القرءان الذين نزل فيهم و بطنه الذين عملوا بمثل اعمالهم يجري فيهم مانزل في اولئك. و عن الصادق7من مات عارفاً بحق علي دون غيره من الائمة مات ميتة جاهلية انّ للقرءان تأويلاً يجري كمايجري الليل و النهار و كماتجري الشمس و القمر فاذا جاء تأويل شي‏ء منه وقع فمنه ماقدجاء و منه مالم‏يجئ. و عن ابي‏جعفر7 ايضاً انّ القرءان نزل اثلاثاً ثلث فينا و في احبائنا و ثلث في اعدائنا و عدوّ من كان قبلنا و ثلث سنة ولو انّ الاية اذا نزلت في قوم ثم مات اولئك القوم ماتت الاية لمابقي من القرءان شي‏ء و لكنّ القرءان يجري اوله علي اخره مادامت السموات و الارض و لكل قوم اية يتلونها هم منها من خير او شر. و عنه7 ايضاً في قوله تعالي و لكل قوم هاد علي الهادي و منّا الهادي

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 19 *»

فقلت فانت جعلت فداك قال صدقت انّ القرءان حي لايموت و الاية حيّة لاتموت فلوكانت الاية اذا نزلت في الاقوام و ماتوا ماتت الاية لمات القرءان و لكن هي جارية في الباقين كماجرت في الماضين. و عن احمد بن عبداللّه قال بينما اميرالمؤمنين7 مارّ بفناء بيت اللّه الحرام اذا نظر الي رجل يصلّي فاستحسن صلوته فقال ياهذا الرجل اتعرف تأويل صلوتك فقال الرجل ياابن‏عمّ خير خلق اللّه و هل للصلوة تأويل غير التعبّد قال علي7اعلم ياهذا الرجل انّ اللّه تبارك و تعالي مابعث نبيّه9 بأمر من الامور الاّ و له متشابه و تأويل و تنزيل و كلّ ذلك علي التعبّد فمن لم‏يعرف تأويل صلوته فصلوته كلّها خداج ناقصة غيرتامّة.

«الفصل السابع»

فيمايدلّ من الاخبار في انّ بطن القرءان و تأويله انما هو بالنسبة الي الائمة: و ولايتهم و اتباعهم و مايتعلق بذلك. فعن ابي‏بصير قال قال الصادق7 يا ابامحمّد ما من اية نزلت تقود الي الجنة و لايذكر اهلها بخير الاّ و هي فينا و في شيعتنا و ما من اية نزلت يذكر اهلها بشرّ و لاتسوق الي النار الاّ و هي في عدوّنا و من خالفنا. و عن محمّد بن مسلم عن ابي‏جعفر7 قال يابامحمّد اذا سمعت اللّه ذكر قوماً من هذه الامّة بخير فنحن هم و اذا سمعت اللّه ذكر قوماً بسوء ممامضي فهم عدوّنا. و عن الكاظم7 في قوله تعالي انما حرّم ربّي الفواحش ماظهر منها و مابطن قال القرءان له ظهر و بطن فجميع ماحرّم اللّه في الكتاب هو الظاهر و الباطن من ذلك ائمة الجور و جميع مااحلّ اللّه في الكتاب هو الظاهر و الباطن من ذلك ائمة الحق. و عن علي7 انّه قال نحن اهل‏البيت لايقاس بنا احد فينا نزل القرءان و فينا معدن الرسالة. و عنه7 ايضاً انّ هذه كلّها لال‏محمّد: لايشاركهم فيها مشارك لانّهم معدن التنزيل و معني التأويل. و عن الصادق7 انّ اللّه خلقنا فاكرم خلقنا و فضّلنا و جعلنا امناءه و حفظته و خزائنه علي مافي السموات و مافي الارض و جعل لنا اضداداً و اعداءً فسمّانا في كتابه و كنّي عن

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 20 *»

اسمائنا باحسن الاسماء و احبّها اليه و سمّي اعداءنا و اضدادنا في كتابه و كنّي عن اسمائهم و ضرب لهم الامثال في كتابه في ابغض الاسماء اليه و الي عباده المتقين. و عن علي7 القرءان نزل علي اربعة ارباع ربع فينا و ربع في عدوّنا و ربع سنن و امثال و ربع فرائض و احكام و لنا كرائم القرءان. و عنه7 ايضاً انّ ثلثي القرءان فينا و في شيعتنا فماكان من خير فلنا و لشيعتنا و الثلث الباقي اشركنا فيه الناس فماكان من شرّ فلعدوّنا. و عن الباقر7 قال قال النبي9 في خطبة يوم الغدير معاشر الناس هذا علي7 احقّكم بي و اقربكم الي و اللّه و انا عنه راضيان و مانزلت اية رضي الاّ فيه و ماخاطب الذين امنوا الاّ بدء به و لانزلت اية مدح في القرءان الاّ فيه معاشر الناس انّ فضائل علي7عند اللّه عزّوجلّ و قدانزلها علي في القرءان اكثر من ان‏احصيها في مكان واحد فمن نبّأكم بها و عرّفها فصدّقوه. و عن الصادق7 مامن اية في القرءان اوّلها ياايّها الذين امنوا الاّ و علي بن ابي‏طالب7 اميرها و قائدها و شريفها و اوّلها و مامن اية تسوق الي الجنة الاّ و هي في النبي9 و الائمة: و اشياعهم و اتباعهم و مامن اية تسوق الي النار الاّ و هي في اعدائهم و المخالفين لهم و ان‏كانت الايات في ذكر الاوّلين فماكان منها من خير فهو جار في اهل الخير من هذه الامة و ماكان منها من شرّ فهو جار في اهل الشر. و عن ابي‏عبداللّه7 قال سألته عن قول اللّه عزّوجلّ قل كفي باللّه شهيداً بيني و بينكم و من عنده علم الكتاب فلمّا رءاني اتتبّع هذا و اشباهه من الكتاب قال حسبك ياعمر كلّ شي‏ء في الكتاب من فاتحته الي خاتمته مثل هذا فهو في الائمة: و هم عنوا به. و عن سعد الخفاف انّه سأل الباقر7 فقال هل يتكلم القرءان فتبسم ثم قال رحم اللّه الضعفاء من شيعتنا انهم اهل التسليم ثم قال نعم ياسعد و الصلوة تتكلّم و لها صورة و خلق تأمر و تنهي قال سعد فتغيّر لذلك لوني و قلت هذا شي‏ء لااستطيع ان‏اتكلّم به في الناس فقال ابوجعفر7 و هل الناس الاّ شيعتنا فمن لم‏يعرف الصلوة فقدانكر حقّنا ثم قال ياسعد اسمعك كلام القرءان قال سعد فقلت بلي صلي اللّه عليك فقال ان الصلوة تنهي عن الفحشاء و المنكر و لذكر اللّه اكبر فالنهي كلام و الفحشاء و المنكر رجال و نحن ذكر اللّه

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 21 *»

و نحن اكبر. و عن الصادق7 ان اللّه عزّوجلّ جعل ولايتنا اهل‏البيت قطب القرءان و قطب جميع الكتب عليها يستدير محكم القرءان و بها نوّهت الكتب و يستبين الايمان.

«الفصل الثامن»

في الاخبار التي تدلّ علي انّ الواجب علي الانسان ان‏يؤمن بباطن القرءان و تأويله كما انّ الواجب عليه ان‏يؤمن بظاهره و تنزيله و انّ من‏انكر الباطن كافر كما انّ من انكر الظاهر ايضاً كافر و لافرق في انكار الظاهر مع انكار الباطن بل الواجب علي المسلم ان‏يؤمن بماصدر عن الائمة الاطهار في ذلك تأويلاً كان او تنزيلاً باطناً او ظاهراً و ان لم‏يفهم معناه بل ذلك سرّ سارٍ في جميع العبادات و الاعمال و الافعال اذ لاظاهر الاّ بالباطن و لاباطن الاّ بالظاهر و الظاهر بلاباطن ميّت لااثر له و لاحراك و الباطن بلاظاهر شي‏ء محال لاوجود له و لاظهور و كذا الواجب عليه ان‏يؤمن بالمتشابه و المنسوخ كما انّ الواجب عليه ان‏يؤمن بالمحكم و الناسخ. فعن ابي‏عبداللّه7 ياهشام انّ قوماً امنوا بالظاهر و كفروا بالباطن فلم‏ينفعهم شي‏ء و جاء قوم من بعدهم فامنوا بالباطن و كفروا بالظاهر فلم‏ينفعهم ذلك شي‏ء و لاايمان بظاهر الاّ بباطن و لابباطن الاّ بظاهر. و عن ابي‏جعفر7 انّه قال في قول اللّه تعالي و مايعلم تأويله الاّ اللّه و الراسخون الاية فانّ رسول اللّه9 افضل الراسخين في العلم قدعلم جميع ماانزل اللّه عليه من التنزيل و التأويل و ماكان اللّه لينزل عليه شيئاً لم‏يعلّمه تأويله و اوصياؤه من بعده يعلمونه كلّه و الذين لايعلمون تأويله اذا قال العالم فيه بعلم فاجابهم اللّه بقوله يقولون امنّابه كلّ من عند ربّنا و القرءان له خاص و عام و محكم و متشابه و ناسخ و منسوخ و الراسخون في العلم يعلمونه. و عن المفضّل بن عمر انّ الامام7 كتب اليه في جواب مسائله امّا بعد فانّي اوصيك الي اخر الخبر و هو خبر طويل قدذكرناه في الفصل الثالث فراجعه تجده دليلاً كافياً علي مانحن فيه و قدمرّ في ذلك الفصل ايضاً بعض المؤيِّد لهذا الفصل.

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 22 *»

«الفصل التاسع»

في ذكر بعض الايات و الاخبار الدالّة علي انّ علم القرءان و تأويله و باطنه و تنزيله عند اهل‏البيت و هم العالمون المطّلعون علي جميع المعاني القرءانيّة و التفاسير الفرقانيّة ظاهرها و تأويلها و تنزيلها و باطنها و باطن‏باطنها الي سبعين بطناً فانّهم الذين عندهم علم الكتاب فانّه نزل في بيتهم و اهل‏البيت ادري بما في البيت قال اللّه سبحانه و مايعلم تأويله الاّ اللّه و الراسخون في العلم و قال لَعَلِمَه الذين يستنبطونه و لاشك انّ المراد منهم الائمة: . و عن ابي‏الصباح قال واللّه لقدقال لي جعفر بن محمّد8انّ اللّه علّم نبيه9التنزيل و التأويل قال فعلّم رسول‏اللّه9 عليّاً7 قال و علّمنا واللّه الخبر. و عن ابي‏داود قال قال رسول‏اللّه9 ياعلي انت تعلّم الناس تأويل القرءان بمالايعلمون فقال علي7ماابلغ رسالتك بعدك يارسول‏اللّه قال تخبر الناس بمااشكل عليهم من تأويل القرءان. و عن يعقوب بن جعفر قال كنت مع ابي‏الحسن7 فقال الكتاب علينا نزل قبل الناس و لنا فسّر قبل ان‏يفسّر في الناس فنحن نعرف حلاله و حرامه و ناسخه و منسوخه و سفريّه و حضريّه و في اي ليلة نزلت كم من اية و فيمن نزلت و فيماانزلت. و عن زيد بن علي7قال قال اميرالمؤمنين7 مادخل رأسي نوم و لاغمض علي عهد رسول‏اللّه9 حتي علمت من رسول‏اللّه9 مانزل به جبرئيل في ذلك اليوم من حلال او حرام او سنة او امر او نهي فيمانزل فيه و فيمن نزل فخرجنا فلقينا المعتزلة فذكرنا ذلك لهم فقالوا انّ هذا الامر عظيم كيف يكون هذا و قدكان احدهما يغيب عن صاحبه فكيف يعلم هذا. قال فرجعنا الي زيد فاخبرناه بردّهم علينا فقال كان‏يتحفّظ علي رسول‏اللّه9 عدد الايّام التي غاب بها فاذا التقيا قال له رسول‏اللّه9ياعلي نزل علي في يوم كذا و كذا، كذا و كذا حتّي يعدّها عليه الي اخر اليوم الذي وافي فيه فاخبرناهم بذلك. و عن ابي‏جعفر7 قال مايستطيع احدٌ يدّعي انّ عنده علم جميع القرءان كلّه ظاهره و باطنه غير الاوصياء. و عن علي7لوشئت لأوقرت سبعين بعيراً في تفسير فاتحة الكتاب. الي غير ذلك من الايات و الاخبار التي تدلّ علي انّ علم

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 23 *»

القرءان مخصوص بمحمّد و اله: ثم بعدهم بشيعتهم الاخذين عنهم كلّ علي حسب درجته و قربه منهم: فالواجب علي كلّ احد اخذ العلم عنهم بل ماخرج عنهم هو العلم دون غيره كما هو صريح قوله7 ليس العلم الاّ ماخرج من هنا و اشار الي صدره او بيته.

«الفصل العاشر»

بعد ماعلمت من الفصل السابق انّ علم الكتاب مخصوص بال‏محمّد:فلايجوز لاحد تفسيره برأيه او اخذه عن غيرهم: فانّهم لايعرفون من ظاهره حرفاً فكيف من تأويله و باطنه و ناسخه و منسوخه و لذلك ورد النهي عنهما في اخبار كثيرة. قال7لابي‏حنيفة بعدما سأله تعرف كتاب اللّه حقّ المعرفة و تعرف الناسخ من المنسوخ فقال نعم فقال يا اباحنيفة لقدادّعيت علماً ويلك ماجعله اللّه ذلك الاّ عند اهل‏الكتاب الذين انزل عليهم ويلك و لاهو الاّ عند الخاصّ من ذرّيّة نبيّنا9 و مااراك تعرف من كتابه حرفاً. و قال الباقر7 لقتادة المفسّر ويحك ياقتادة ان‏كنت انّمافسّرت القرءان من تلقاء نفسك فقدهلكت و اهلكت و ان‏كنت اخذته من الرجال فقدهلكت و اهلكت. و قال الصادق7ماضرب رجل القرءان بعضه ببعض الاّ كفر. و قال الصادق7 ايضاً من فسّر القرءان برأيه ان‏اصاب لم‏يوجر و ان‏اخطا فهو ابعد من السماء. و روي عنهم: انّ تفسير القرءان لايجوز الاّ بالاثر الصحيح و النصّ الصريح. و عن النبي9 من فسّر القرءان برأيه فليتبوّء مقعده من النار. و عن تفسير الامام7 اتدرون من المتمسّك بالقرءان الّذي له الشرف العظيم هو الّذي يأخذ القرءان و تأويله عنّا اهل‏البيت او عن وسايطنا السفراء عنا الي شيعتنا لاعن اراء المجادلين و قياس الفاسقين فامّا من قال في القرءان برأيه فان اتّفق له مصادفة صواب فقدجهل في اخذه من غير اهله و ان‏أخطا القائل في القرءان برأيه فقدتبوّء مقعده من النار. و عن ابي‏عبداللّه7 انّ القرءان امثال لقوم يعلمون دون غيرهم و لقوم يتلونه حقّ تلاوته و هم الذين يؤمنون به و يعرفونه فامّا

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 24 *»

غيرهم فمااشدّ اشكاله عليهم و ابعده من مذاهب قلوبهم و لذلك قال رسول‏اللّه 9 انّه ليس شي‏ء بأبعد من قلوب الرجال من تفسير القرءان و في ذلك تحير الخلايق اجمعون الاّ ما شاءاللّه و انّمااراد اللّه بتعميته في ذلك ان‏ينتهوا الي بابه و صراطه و ان‏يعبدوه و ينتهوا في قوله الي طاعة القوام بكتابه و الناطقين عن امره و ان‏يستنبطوا مااحتاجوا اليه من ذلك عنهم لاعن انفسهم قال عزّوجلّ ولو ردّوه الي الرسول و الي اولي‏الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم فامّا غيرهم فليس يعلم ذلك ابداً و لا يوجد و قد علمت انه لا يستقيم ان يكون الخلق كلهم ولاة الامر اذ لا يجدون من ياتمرون عليه و لا من يبلغونه امر الله و نهيه فجعل الله الولاة خواص ليقتدي بهم من لم يخصصهم بذلك فافهم ذلك إن شاء الله فايّاك و تلاوة القرءان برأيك فانّ الناس غير مشتركين في علمه كاشتراكهم فيماسواه من الامور و لاقادرين عليه و لاعلي تأويله الاّ من حدّه و بابه الذي جعله اللّه له فافهم ان‏شاءاللّه و اطلب الامر من مكانه تجده ان‏شاء اللّه. الي‏غير ذلك من الاخبار الواردة في هذا المضمار.

و اعلم انّ المراد من تفسير القرءان بالرأي المنهي‏عنه ان‏يفسّره الرجل بحسب ميله و هواه و رأيه و يصرف الايات الي مقصوده و مطلوبه من غير رجوع الي ال‏محمّد :فذلك التفسير تفسير بالرأي و الهوي سواء وافق الواقع او خالفه و سواء كان مطابقاً لمافسّره الائمة: او مخالفاً و هو قوله7 في الخبر المذكور انفاً فان‏اتّفق له مصادفة صواب فقدجهل في اخذه من غير اهله. و قوله7 من فسّر القرءان برأيه ان‏اصاب لم‏يوجر. و قوله7 من فسّر القرءان برأيه فاصاب الحقّ فقداخطأ. و هذا هو المراد من ضرب بعضه ببعض كمامرّ ماضرب رجل القرءان بعضه ببعض الاّ كفر فانّ المراد ان‏يضرب بعضه ببعض ليصرفه الي ميله و هواه و ليس المراد منهما صرف التدبر و التفكر فيه و استنباط غرائبه و استخراج عجائبه و التماس لطائفه و التعمّق في بطونه و النظر في تخومه و طلب الحكم و المعارف من ضرب بعضه ببعض فانّ جميع ذلك مأموربه في الايات و الاخبار بل ذلك من اعظم العبادات بل هو التفكّر و التدبّر الذي

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 25 *»

قال7 تفكّر ساعة خير من عبادة ستّين سنة فلامنافاة بين ماذكرنا من الاخبار و ماورد في الحثّ و التحريص و الترغيب في التدبّر فيه و التفكّر في بطونه. قال اللّه سبحانه افلايتدبّرون القرءان ام علي قلوب اقفالها. و قال عزّوجلّ لعلمه الذين يستنبطونه منهم و قال7القرءان ذلول ذووجوه فاحملوه علي احسن الوجوه. و قال9 يوم الغدير معاشرالناس تدبّروا القرءان و افهموا اياته و انظروا الي محكمه و لاتتبّعوا متشابهه فواللّه لن‏يبيّن لكم زواجره و لايوضح لكم تفسيره الاّ علي‏بن‏ابي‏طالب. و قال اميرالمؤمنين عليه صلوات المصلّين من فهم القرءان فسّر جمل العلم. بل ورد المدح لجماعة من الاصحاب يعلمون التأويل من الائمة الاطياب فعن عمرو بن شمّر قال ذكر عند ابي‏جعفر7 جابر فقال رحم‏اللّه جابراً لقدبلغ من علمه انّه كان يعرف تأويل هذه الاية انّ الذي فرض عليك القرءان لرادّك الي معاد يعني الرجعة. و قدافتخر ميثم التّمار علي ابن‏عباس بمعرفته بالتأويل حيث قال له سلني ماشئت من تفسير القرءان فانّي قرأت علي علي7 تنزيله و علّمني تأويله. و قدروت العامة عن الصادق7انّه قال كتاب اللّه علي اربعة اشياء العبارة و الاشارة و اللطائف و الحقائق فالعبارة للعوام و الاشارة للخواص و اللطائف للأولياء و الحقائق للأنبياء فتأمّل جدّاً فيماذكرنا حتي تعرف الحقّ و تزيل عنك الشكّ فيماستظهر لك ان‏شاءاللّه من تطبيقه اعلي اللّه مقامه كثيراً من الايات و العبارات الّتي لم‏يرد فيها نصّ خاصّ علي معان معيّنة معلومة من الايات العامة و الروايات المطلقة بمقتضي قوله7علينا ان‏نلقي اليكم الاصول و عليكم ان‏تفرّعوا.

و انّي سعيت في ذلك التفسير الشريف غاية السعي في ذكر تلك العمومات و المطلقات في تلو تلك المعاني لو لم‏يكن فيها نصّ خاصّ و ارجو من اللّه سبحانه و رسوله و الائمة الهداة: ان‏يوقفوني علي تلك العمومات و المطلقات حتّي لايبقي معني و تفسير فسّره اعلي اللّه مقامه الاّ و اصادف خبره و سنده و اذكر وجه مصادفتي دلالته ان‏كانت خفيّة.

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 26 *»

«الفصل الحادي‏عشر»

اعلم انّ الادلة الحكميّة و الايات الفرقانيّة و الاخبار الصحيحة دلّت علي انّ جميع ماوقع في سالف الزمان من جميع انواع السنن و الامثال و الوقايع و الملاحم كلّها ينبغي ان‏تقع في امّة محمّد9 و قدوقع كثير منها و سيقع الباقي و من هذا الباب صحّ تأويل مافي القرءان من الحكايات و الامثال و القصص بالنسبة الي الانبياء: السالفين و أممهم الي ماوقع بالنسبة الي محمّد9 و اله: و امّتهم و رعاياهم و ان‏لم‏يرد فيه نصّ خاصّ فانّ هذه الادلة باطلاقها و عمومها و كليّتها تدلّ علي ماذكرنا فلو اوّلنا مثلاً حكاية موسي مع قومه بحكاية محمّد9 مع امّته من اتّخاذهم العجل الاوّل بارشاد السامري الثاني و تركهم اميرالمؤمنين7 فليس انّا قِسنا هذا علي هذا بل ذلك من حيث شمول الادلّة لها و عمومها ايّاها و دلالتها علي ذلك فذلك من باب انّ هذا احد افراد المسألة و شقوقها و لنذكر هنا بعض تلك الادلة. فمن الايات قوله سبحانه ماتري في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل‏تري من فطور ثم ارجع البصر كرّتين ينقلب اليك البصر. و قوله سبحانه لتركبنّ طبقاً عن طبق. و قوله سبحانه سنة اللّه التي قدخلت من قبل و لن‏تجد لسنة اللّه تبديلاً. و قوله سبحانه سنة اللّه في الذين خلوا من قبل و لن‏تجد الاية و نحوها من الايات العديدة.

و من الاخبار قول علي7 في قوله تعالي لتركبنّ طبقاً عن طبق اي لتسلكنّ سبيل من كان قبلكم من الامم في الغدر بالاوصياء بعد الانبياء. و قول ابي‏جعفر7 في هذه الاية يازرارة و لتركب هذه الامة بعد نبيّها طبقاً عن طبق في امر فلان و فلان و فلان. و قول ابي‏عبداللّه7 انّ للقائم منّا غيبة يطول امرها فقيل له و لم ذاك ياابن رسول‏اللّه9 قال انّ اللّه عزّوجلّ ابي الاّ ان‏يجري فيه سنن الانبياء: في غيباتهم و انّه لابدّ من استيفاء مدد غيباتهم قال اللّه عزّوجلّ لتركبنّ طبقاً عن طبق اي سنناً عن سنن من كان قبلكم. و عن الرضا7 انّ المأمون سأله فقال له ماتقول في الرجعة يااباالحسن فقال الرضا7 انّها الحق و قدكانت في الامم السالفة و قدقال رسول‏اللّه9 يكون في هذه الامّة كلّ‏ما كان

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 27 *»

في الامم السالفة حذو النعل بالنعل و القذّة بالقذّة. و عن المفضّل انّ الصادق7 كتب اليه في جواب مسائله في جمع من الملاحدة و الغلاة و اشباههم و اما ماذكرت في اخر كتابك انّهم يزعمون انّ اللّه ربّ العالمين هو النبي و انّك شبّهت قولهم بقول الذين قالوا في عيسي ماقالوا فقدعرفت انّ السنن و الامثال كائنة لم‏يكن شي‏ء فيمامضي الاّ سيكون مثله حتي لوكانت شاة برشاء([2]) كان هيهنا مثله و اعلم انّه سيضلّ قوم علي ضلالة من كان قبلهم. و عن النبي9 لتركبنّ سنن من كان قبلكم شبراً بشبر و ذراعاً بذراع حتي لو انّ احدهم دخل جحر ضبّ لدخلتم و حتي لو انّ احدهم جامع امرأته بالطريق لفعلتموه. و عنه9 انتم اشبه الناس سمتاً و هدياً ببني‏اسرائيل لتسلكنّ طريقهم حذو القذّة بالقذّة و النعل بالنعل. و عن جامع‏الاصول انّه كان للمشركين شجرة يسمّونها ذات انواط يعلّقون عليها اسلحتهم فقال المسلمون للنبي9 اجعل لنا ذات انواط فقال هذا مثل قولهم لموسي اجعل لنا الهاً كما لهم الهة ثم قال لتركبنّ سنن من كان قبلكم. و عن النبي9 انّ امّة موسي افترقت الي واحدة و سبعين فرقة واحدة منها ناجية و الباقون في النار و انّ امّة عيسي افترقت الي اثنتين و سبعين فرقة واحدة منها ناجية و الباقون في النار و انّ هذه الامّة ستفترق الي ثلث و سبعين فرقة واحدة منها ناجية و الباقون في النار. و عن اميرالمؤمنين7 من اراد ان‏يسأل عن امرنا و امر القوم فانّا و اشياعنا يوم خلق اللّه السموات و الارض علي سنّة موسي و اشياعه و انّ عدوّنا يوم خلق السموات و الارض علي سنّة فرعون و اشياعه. و عن ابي‏عبداللّه7 قال لقي المنهال بن عمرو علي بن الحسين7 فقال له كيف اصبحت ياابن رسول‏اللّه9 قال ويحك اما انَ لك ان‏تعلم كيف اصبحت اصبحنا في قومنا مثل بني‏اسرائيل في ال‏فرعون يذبّحون ابناءنا و يستحيون نساءنا. و عن علي7 انّه رفع يده يوماً و قال انّ القوم استضعفوني كمااستضعف بنواسرائيل هرون. و عن الباقر7 انّ النبي9 حجّ بالناس و بلغ من حجّ

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 28 *»

معه من اهل‏المدينة و الاطراف و الاعراب سبعين الف انسان او يزيدون علي عدد اصحاب موسي السبعين الف الذين اخذ عليهم بيعة هرون فنكثوا و اتّبعوا العجل و السامري و كذلك رسول‏اللّه9 اخذ البيعة لعلي7 بالخلافة علي عدد اصحاب موسي السبعين الف الذين نكثوا و اتّبعوا العجل سنّة بسنّة و مثلاً بمثل. و عن الباقر7انّ بني‏اسرائيل اختلفوا كمااختلف هذه الامّة في الكتاب و سيختلفون في الكتاب الذي مع القائم الذي يأتيهم به حتي ينكره ناس كثير فيقدّمهم فيضرب اعناقهم. الي غيرذلك من الاخبار التي تدلّ علي انّ جميع ماوقع في بني‏اسرائيل و قصّ في القرءان تأويله يجري في هذه الامّة بلااختلاف حذو النعل بالنعل و القذّة بالقذّة.

«الفصل الثاني‏عشر»

فيماذكره العالم الفاضل الامين بلامين الاقا سيد حسين اليزدي في مقدّمة تفسيره و هو متمّم للفصل السابق.

قال في مناقب ابن‏شهراشوب:([3]) «ان كان لادم7 سجود الملائكة مرّة فلمحمّد 9 كلّ ساعة الي يوم القيامة و ان كان ادم قبلة للملائكة فجعله اللّه امام الانبياء ليلة المعراج فصار امام ادم و انّ اللّه خلق ادم من طين فانّه خلق من النور قوله كنت نبياً و ادم بين الماء و الطين و ان كان ادم اوّل الخلق فقدصار محمّد قبله قوله انّ اللّه خلقني من نور و خلق ذلك النور قبل ادم بالفي الف سنة و ان كان ادم ابوالبشر فمحمّد9 سيّدالنذر قوله9ادم و من دونه تحت لوائي يوم القيمة و ان كان ادم اوّل الانبياء فنبوّة محمّد اقدم منه قوله كنت نبيّاً و ادم منخول في طينته و ان كان عجزت الملائكة عن ادم فأعطي القرءان الّذي عجز عنه الاوّلون و الاخرون و ان قيل لادم فتلقّي ادم من ربّه كلمات فتاب عليه فقال له ليغفرلك اللّه و ان ادخل ادم في الجنّة فقدعرج به

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 29 *»

الي قاب قوسين او ادني.

ادريس7 ؛ قوله و رفعناه مكاناً علياً اي السماء و للنبي و رفعنا لك ذكرك و ناجي ادريس ربّه و نادي اللّه محمّداً فأوحي الي عبده ما اوحي و اطعم ادريس بعد وفاته و قدأطعمه اللّه في حال حيوته قوله9 انّي لست كأحدكم اني ابيت عند ربّي يطعمني و يسقيني.

نوح7 ؛ جرت له السفينة علي الماء و هي تجري للكافر و المؤمن و لمحمّد9جري الحجر علي الماء و ذلك انّه كان علي شفير غدير و وراء الغدير تلّ عظيم فقال عكرمة بن ابي‏جهل يامحمّد ان‏كنت نبيّاً فادع من صخور ذلك التلّ حتّي يخوض الماء فيعبر فدعا بالصخرة فجعلت تأتي علي وجه الماء حتي مثّلت بين يديه فأمرها بالرجوع فرجعت كماجاءت و اجيبت دعوته علي قومه لاتذر علي الارض فهطّلت له السماء بالعقوبة و اجيبت لمحمّد بالرحمة حيث قال حوالينا و لاعلينا فنوح رسول العقوبة و محمّد9رسول الرحمة و ماارسلناك الاّ رحمةً دعا نوح لنفسه و لنفر يسير ربّ اغفرلي و لوالدي و محمّد9 دعا لامّته من ولد منهم و من لم‏يولد و اعف عنّا و قال له و جعلنا ذرّيّته هم الباقين و قال لمحمّد9 ذرّيّةً بعضها من بعض كانت سفينة نوح سبب النجاة في الدنيا و ذرّيّة محمّد9 سبب النجاة في العقبي قوله مثل اهل‏بيتي كسفينة نوح الخبر و قال نوح انّ ابني من اهلي فقيل له انّه ليس من اهلك و محمّد9 لمّاعلنت من قومه المعاندة شهر عليهم سيف النقمة و لم‏ينظر اليهم بعين المقة قال حسّان:

و ان كان نوح نجي سالماً علي الفلك بالقوم لمّانجي
فانّ النبي نجي سالماً الي الغار في الليل لمّادجي

هود7 ؛ انتصر من اعدائه بالريح قوله و في عاد اذ ارسلنا عليهم و محمّد9نصره اللّه يوم الاحزاب و الخندق بالريح و الملائكة قوله بجنود لم‏تروها فزاد اللّه محمّداً9 علي هود بثلاثة الاف ملك و فضّله علي هود بأنّ ريح عاد ريح سخط و ريح محمّد9 ريح رحمة قوله تعالي ياايّها الذين امنوا اذكروا نعمة اللّه عليكم اذ جاءتكم

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 30 *»

الاية. و صبر هود في ذات اللّه و اعذر قومه اذ كذّب و النبي9 صبر في ذات اللّه و اعذر قومه اذ كذّب و شرد و حصب بالحصي و علاه ابوجهل بسلي شاة فأوحي اللّه الي جاجائيل ملك الجبال ان شقّ الجبال و انته الي امر محمّد9 فأتاه فقال له قدأمرت لك بالطاعة فان امرت اطبقت عليهم الجبال فأهلكتهم بها قال انّمابعثت رحمةً اهد قومي فانّهم لايعلمون.

صالح7 ؛ خرجت لصالح ناقة عشراء من بين صخرة صمّاء و اخرج لنبيّنا9رجل من وسط الجبل يدعو له و يقول اللّهم ارفع له ذكراً اللّهم اوجب له اجراً اللّهم أحطط عنه وزراً. و عقر ناقته و عقر اولاد محمّد9 . قال ابوالقاسم البارع:

لناقة صالح بادت اناس و قدجسروا علي قتل الحسين

و كان صالح ينذر قومه فقيل له ياصالح ائتنا بعذاب اللّه و محمّد نبي الرحمة قوله و ماأرسلناك الاّ رحمةً. و الناقة لم‏تناطقه و لم‏تشهد له بالنبوّة و قدتكلّم مع النبي9 نوق كثيرة.

لوط7 ؛ قال حسان‏بن‏ثابت:

و ان كان لوط دعا ربّه علي القوم فاستوصلوا بالبلا
فانّ النبي ببدر دعا علي المشركين بسيف الفنا
فناداه جبريل من فوقه بلبّيك لبّيك سل ماتشاء

ابراهيم7 ؛ نظر من الملك الي الملك و كذلك نري ابراهيم ملكوت و الحبيب9 نظر من الملك الي الملك الم‏تر الي ربّك كيف مدّ الظلّ. الخليل طالب قال انّي ذاهب الي ربّي و الحبيب مطلوب اسري بعبده ليلاً. قال الخليل و الذي اطمع ان‏يغفر لي و قيل للحبيب9ليغفر لك الله. و قال الخليل و لاتخزني و للحبيب يوم لايخزي اللّه. و قال الخليل وسط النار حسبي اللّه و قيل للحبيب ياايّها النبي حسبك اللّه. قال الخليل و اجعل لي لسان صدق و قيل للحبيب9 و رفعنا لك ذكرك. قال الخليل و ارنا مناسكنا و قيل للحبيب9لنريه. الخليل و اجعلني من ورثة جنّة النعيم و للحبيب9 و للاخرة

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 31 *»

خيرٌ لك. الخليل و الّذي هو يطعمني و للحبيب9اطعمهم من جوع لاجلك. الخليل بخل علي اعدائه بالرزق و ارزق اهله من الثمرات و الحبيب9 سخا بها علي اعدائه حتّي عوتب و لاتبسطها كلّ البسط. الخليل اقسم باللّه و تاللّه لاكيدنّ اصنامكم و اقسم اللّه بالحبيب9لعمرك انّهم. و اتّخذ مقام الخليل قبلة و اتّخذوا من مقام ابراهيم و جعل احوال الحبيب9و افعاله و اقواله قبلة لقدكان لكم في رسول اللّه اسوة. الخليل كسر اصنام قوم بالخفية غضباً للّه و الحبيب9 كسر عن الكعبة ثلاثمأة و ستّين صنماً و اذلّ من عبدها بالسيف. اصطفي الخليل بعد الابتلاء و لقداصطفيناه و اصطفي الحبيب 9 قبل الابتلاء اللّه يصطفي. الخليل بذل ماله لاجل الجليل و خلق الجليل العالم لاجل الحبيب9 . مقام الخليل مقام الخدمة واتّخذوا من مقام ابراهيم و مقام الحبيب9 مقام الشفاعة عسي ان‏يبعثك و الشفيع افضل من الخادم. الخليل طلب ابتداء الوصلة قال هذا ربّي و الحبيب9 طلب بقاء الوصلة و امرت ان‏اكون من المسلمين و للبقاء فضل علي الابتداء. صيّر اللّه حرّ النار علي الخليل برداً و سلاماً و صيّر السمّ في جوفه سلاماً حين سمّته الخيبريّة ثم سخّر له نار جهنم التي كانت نار الدنيا كلّها جزء منها. كان الخليل منادياً بالحجّ و القربان و اذّن في الناس بالحج و الحبيب منادياً بالاسلام و الايمان منادياً ينادي للايمان ان_’feامنوا بربّكم. قال للخليل او لم‏تؤمن و قال للحبيب9امن الرسول. قال الخليل فانّهم عدوّ لي و قيل للحبيب9لولاك لما خلقت الافلاك. و قيل للخليل و فديناه بذبح و الحبيب9 فدي ابوه عبداللّه بمائة ناقة. و بارك في اولاد الخليل حتي عفوا فامر داود في ايّامه باحصائهم فعجزوا عن ذلك فاوحي اللّه تعالي اليه لمّااطاعني بذبح كثرت ذريّته و الحبيب9لمّاابتلي ايضاً بذبح ابنه الحسين7 كثرت اولاده. وصل الخليل الي الجليل بالواسطة و كذلك نري ابراهيم و وصل الحبيب9بلاواسطة ثمّ دنا فتدلّي. اراد الخليل رضا الملك في رفع الكعبة و اذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت و اراد اللّه القبلة في رضا الحبيب9فلنولّينّك قبلةً ترضاها. كان الابتلاء للخليل اوّلاً و الاجتباء اخراً و اذ ابتلي ابراهيم ربّه بكلمات و الحبيب9 ابتداؤه بشارة

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 32 *»

ليظهره علي الدين. و سأل الخليل و اجنبني و بني ان‏نعبد الاصنام و قال للحبيب9انّما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس. الخليل من يخالّك و الحبيب من تخالّه فلاجرم و لسوف يعطيك ربّك فترضي. الخليل المريد و الحبيب المراد. الخليل عطشان و الحبيب ريّان. قال صاحب العين: «مخرج الحاء اقصي من مخرج الخاء بدرجة فانّ الخاء من الحلق و الحاء من الفؤاد» فاذا ذكرت الخليل لم‏تملأ الاّ فاك لانّه من الحلق و اذا ذكرت الحبيب ملأت فاك و قلبك لانّه من الفؤاد. قالوا اظهر اللّه الخليل و لم‏يظهر الحبيب الجواب انّه اظهر المحبة لمتّبعيه فكيف المتبوع قوله ان كنتم تحبّون اللّه فاتّبعوني يحببكم اللّه.

يعقوب7 ؛ كان له اثناعشر ابناً و محمّد9 كان له اثناعشر وصياً. و جعل الاسباط من سلالة صلبه و مريم بنت عمران من بناته و الهداة من ذريته قوله و وهبنا له اسحق و يعقوب و جعلنا في ذرّيّتهما النبوة و الكتاب و محمّد9 ارفع ذكراً من ذلك جعلت فاطمة3 سيدة نساء العالمين من بناته و الحسن و الحسين8 من ذرّيّته و اتاه اللّه الكتاب المحفوظ لايبدّل و لايغيّر. و صبر يعقوب علي فراق ولده حتي كاد يحرض و صبر محمّد9 علي وفاة ابراهيم و علي ماعلم من فحوي مايجري علي ذرّيّته.

يوسف7 ؛ ان كان له جمال فلمحمّد9 ملاحة و كمال قوله9 كان يوسف احسن ولكنّني املح. و ان كان يوسف في الليل نورانياً فمحمّد9 في الدنيا و العقبي نوراني ففي الدنيا يهدي اللّه لنوره و في العقبي انظرونا نقتبس. يوسف دعا لمالك بن ذعر ليكثر ماله و ولده قال النبي9 ستدرك ولداً لي يسمّي الباقر فاذا لقيته فاقرأه مني السلام و قال لأنس اللّهم اطل عمره و اكثر ماله و ولده فبقي الي ايّام عمر بن عبدالعزيز و له عشرون من الذكور و ثمانون من الاناث و كانت شجراته كلّ حول ذوات ثمرتين. صبر يوسف في الجبّ و الحبس و الفرقة و المعصية و محمّد9 قاسي من كثرة الغربة و الفرقة و حبس في الشعب ثلاث سنين و في الغار ثلاث ليال. و كان ليوسف رؤياه و لمحمّد9 لقد صدق اللّه رسوله الرؤيا بالحق لتدخلنّ المسجد الحرام.

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 33 *»

موسي7 ؛ اعطاه اللّه اثنتي‏عشرة عيناً قوله فانفجرت منه اثنتاعشرة عيناً و محمّد9امر البراء بن عازب بغرس سهمه يوم الميضاة بالحديبيّة في قليب جافّة فتفجرت اثنتاعشرة عيناً حتي كفت ثمانية الاف رجل. و كان لموسي انفجار الماء من الحجر و لمحمّد9 انفجار الماء من بين اصابعه و هذا اعجب. و انزل اللّه لموسي عموداً من السماء يضي‏ء لهم ليلتهم و يرتفع نهارهم و رسول اللّه9 اعطي بعض اصحابه عصا تضي‏ء امامه و بين يديه و اعطي قتادة بن النعمان عرجوناً فكان العرجون يضي‏ء امامه عشراً. قوله و لقد اتينا موسي تسع ايات بيّنات قال ابن‏عباس و الضحاك: اليد و العصا و الحجر و البحر و الطوفان و الجراد و القمّل و الضفادع و الدم يروي انّ النبي9 استتر للوضوء في بعض اسفاره الي الشام فأحاط به اليهود بالسيوف فأثار اللّه من تحت ارجلهم جراداً فاستوحشهم و جعلت تأكلهم حتي اتت علي جملتهم و كانوا مأتي نفر و قال7 انّ بين الركن و المقام قبور سبعين نبياً ماماتوا الاّ بضرّ الجوع و القمّل و تبعه قوم يوماً خالياً فنظر احدهم الي ثياب نفسه و فيها قمّل ثم جعل بدنه يحكّه فأنف من اصحابه و انسلّ و ابصر اخر و اخر مثل ذلك حتي وجد كلّهم من نفسه ثم زاد ذلك عليهم حتي استولي ذلك عليهم فماتوا كلّهم من خمسة ايام الي شهرين و همّ جماعة بقتله فخرجوا نحو المدينة من مكة فسلّط اللّه علي مزاودهم و رواياهم و سطائحهم الجرذان فخرقتها و نقبتها و سال مياهها فلمّاعطشوا شعروا فرجعوا القهقري الي الحياض التي كانوا تزوّدوا منها تلك المياه و اذا الجرذان قدسبقهم اليها فنقبت اصولها و سال في الحرّة مياهها فتماوتوا و لم‏ينفلت منهم الاّ واحد لايزال يقول: ياربّ محمّد قدتبت من اذاه ففرّج عني بجاه محمّد و ال‏محمّد فوردت عليه قافلة فسقوه و حملوه و امتعة القوم فامن بالنبي9 فجعل رسول‏اللّه9 له تلك الجمال و الاموال و احتجم النبي9 مرّة فدفع الدم الخارج منه الي ابي‏سعيد الخدري و قال غيّبه فذهب فشربه فقال ماذا صنعت به؟ قال شربته قال اولم‏أقل لك غيّبه فقال قدغيّبته في وعاء حريز فقال ايّاك و ان‏تعود لمثل هذا ثم اعلم ان اللّه قدحرّم علي النار لحمك و دمك

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 34 *»

لمّااختلط بدمي و لحمي و استهزأ به اربعون نفراً من المنافقين فقال9 اما انّ اللّه يعذّبهم بالدم فلحقهم الرعاف الدائم و سيلان الدماء من اضراسهم فكان طعامهم و شرابهم يختلط بدمائهم فبقوا كذلك اربعين صباحاً ثم هلكوا. قوله اسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء و اعطي9 افضل منه و هو انّ نوراً كان عن يمينه حيث ماجلس و كان يراه الناس كلّهم و قدبقي ذلك النور الي قيام الساعة و كان يحبّ ان‏يأتيه الحسنان فيناديهما هلمّا الي فيقبلان نحوه من البعد قدبلغهما صوته فيقول بسبّابته هكذا يخرجها من الباب فتضي‏ء لهما احسن من ضوء القمر و الشمس فيأتيان ثم تعود الاصبع كماكانت و تفعل في انصرافهما مثل ذلك. قوله و ان الق عصاك و له9 ماروي انّ الزبير بن العوام انكسر سيفه في بعض الغزوات فأخذ النبي9 خشبة فمسحها من جانبيه فصارت سيفاً اجود مايكون و اضربها فكان يقاتل به و انّ اللّه تعالي قلّب جذوع سقوف يهود نازعوه افاعي و هي اكثر من مائة جذع و قصدت نحوهم و التقمت متاع بيتهم فمات منهم اربعة و خبل جماعة و اسلم اخرون و قالوا اللّهم بجاه محمّد الذي اصطفيته و علي الذي ارتضيته و اوليائهما الذين من سلّم لهم امرهم اجتبيته فأنشر اللّه الاربعة. قوله فاضرب بعصاك البحر قال اميرالمؤمنين7 خرجنا معه يعني النبي9 الي خيبر فاذا نحن بواد يشخب فقدّرناه فاذا هو اربع‏عشرة قامة فقالوا يا رسول‏اللّه العدوّ من ورائنا و الوادي امامنا كماقال اصحاب موسي انّا لمدركون فنزل رسول‏اللّه9 ثم قال اللّهم انك جعلت لكلّ مرسل دلالة فأرني قدرتك و ركب فعبرت الخيل لاتندي حوافرها و الابل لاتندي اخفافها فرجعنا فكان فتحها و في رواية انس انّه مطرت السماء ثلاثة ايام و لياليها بوادي الخزان فقالوا يارسول‏الله هول عظيم فقال ياايّها الناس اتّبعوني و كنت اخر الناس و لقدرأيت الماء مابلّ اخفاف الابل. قوله و لقد اخذنا ال‏فرعون بالسنين و روي انّ النبي9 قال اللّهم العن وعلاً و ذكوان اللّهم اشدد وطأتك علي مضر اللّهم اجعل سنيهم كسني يوسف ففي الخبر انّ الرجل كان منهم يلحق صاحبه فلايمكنه الدنوّ فاذا دنا منه لايبصره من شدة دخان الجوع و كان يجلب اليهم من كل ناحية فاذا اشتروه و

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 35 *»

قبضوه لم‏يصلوا به الي بيوتهم حتي يتسوّس و ينتن فأكلوا الكلاب الميتة و الجيف و الجلود و نبشوا القبور و احرقوا عظام الموتي فأكلوها و اكلت المرأة طفلها و كان الدخان متراكماً بين السماء و الارض و ذلك قوله فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشي الناس هذا عذاب اليم فقال ابوسفيان و رؤساء قريش يامحمّد اتأمرنا بصلة الرحم فأدرك قومك فقدهلكوا فدعا لهم و ذلك قوله ربّنا اكشف عنا العذاب انّا مؤمنون فقال الله تعالي انّا كاشفوا العذاب قليلاً انكم عائدون فعاد اليهم الخصب و الدعة و هو قوله فليعبدوا ربّ هذا البيت الاية. انتقم اللّه لموسي من فوعون و انتقم لمحمّد9 من الفراعنة سيهزم الجمع و يولّون الدبر. و كان لموسي عصا و لمحمّد9 ذوالفقار. خلّف موسي هارون في قومه و خلّف محمّد9 عليّاً7 في قومه انت منّي بمنزلة هارون من موسي. كان لموسي اثناعشر نقيباً و لمحمّد9 اثناعشر اماماً. كان لموسي انفلاق البحر في الارض فانفلق فكان كل فرق و لمحمّد9 انشقاق القمر في السماء و ذلك اعجب اقتربت الساعة و انشقّ القمر. العصا بلغت البحر فانفلق فاضرب بعصاك البحر و اشار9بالاصبع الي القمر فانشقّ. و قال موسي ربّ اشرح لي صدري و قال اللّه له9الم‏نشرح لك صدرك. قال لموسي و هارون فقولا له قولاً ليّناً و قال لمحمّد9 واغلظ عليهم و لاتطع كلّ حلاّف. و اعطي اللّه موسي المنّ والسلوي و احلّ الغنائم لمحمّد9و لامّته و لم‏يحلّ لاحد قبله. و قال في حقّ موسي و ظلّلنا عليهم الغمام يعني في التيه و النبي9كان يسير الغمام فوقه. و كلّم اللّه موسي تكليماً علي طور سيناء و ناجي اللّه محمّداً9عند سدرة المنتهي. و كان واسطة بين الحقّ و بين موسي و لم‏يكن بين محمّد9 و ربّه احد فأوحي الي عبده و ليس من مشي برجليه كمن اسري بسرّه و ليس من ناداه كمن ناجاه و من بعد نودي و من قرب نوجي. و لم‏يكلّم موسي الاّ بعد اربعين ليلةً و محمّد9 كان نائماً في بيت امّ‏هاني فعرج به. و معراج موسي بعد الموعود و معراج محمّد9 بلا وعد. و اختار موسي قومه سبعين رجلاً و اختير محمّد9 و هو فريد. و لم‏يحتمل موسي ماراه فخرّ موسي صعقاً و احتمل محمّد9 ذلك لقدرأي من

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 36 *»

ايات ربّه. معراج موسي نهاراً و معراج محمّد9 ليلاً. معراج موسي علي الارض و معراج محمّد9فوق السماوات السبع. اخبر بماجري بينه و بين موسي و كتم ماجري بينه و بين محمّد9 فأوحي الي عبده ماأوحي. قوله و لمّا جاء موسي لميقاتنا كأنّه جاء من عند فرعون لقد جاءكم رسول كأنّه جاء من عند اللّه. و قال لموسي و اوحينا الي موسي و اخيه ان تبوّءا لقومكما بمصر بيوتاً و اخرج النبي9 من مسجده ماخلا العترة و في هذا تبيان قوله انت منّي بمنزلة هارون من موسي.

حسّان:

لئن كلّم اللّه موسي علي شريف من الطور يوم الندا
فانّ النبي ابا قاسم حبي بالرسالة فوق السماء
و قدصار بالقرب من ربّه علي قاب قوسين لمّا دنا
و ان فجّر الماء موسي لهم عيوناً من الصخر ضرب العصا
فمن كفّ احمد قد فجّرت عيون من الماء يوم الظما
و ان كان هارون من بعده حبي بالوزارة يوم الملا
فانّ الوزارة قدنالها علي بلاشكّ يوم الندا

كعب بن مالك الانصاري:

فان يك موسي كلّم اللّه جهرةً علي جبل الطور المنيف المعظّم
فقدكلّم اللّه النبي محمّداً علي الموضع الاعلي الرفيع المسوّم

داود7 ؛ كان له سلسلة الحكومة ليميز الحقّ من الباطل و لمحمّد9 القرءان مافرّطنا في الكتاب من شي‏ء و ليست السلسلة كالكتاب و السلسلة قدفنيت و القرءان بقي الي اخر الدهر. و كان به النغمة و لمحمّد9 الحلاوة و اذا سمعوا ماانزل الي الرسول. و كان له ثلاثون الف حرس و كان حارس محمّد9 هو اللّه تعالي و اللّه يعصمك من الناس. و سبّحت له الوحوش و الطيور و الجبال فاللّه تعالي و ملائكته يشهدون لمحمّد9 و كفي باللّه شهيداً ، محمّد رسول اللّه. و قال له و النّا له الحديد و الان قلب

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 37 *»

محمّد9 بالرحمة و الشفاعة فبما رحمة من اللّه لنت لهم و الان لهم الصمّ الصخور الصلاب و جعلها غاراً و كان يحلب الشاة المجهودة و يمسح ضرعها فيحلب منها كيف شاء. و سخّر له الجبال و كان يسبّحن و اخذ النبي9 احجاراً فأمسكها فسبّحن في كفّه. و له الطير محشورة كلّ له اوّاب و لمحمّد9 البراق. و قال له و شددنا ملكه و شدّد ملك محمّد9 حتّي نسخ بشريعته سائر الشرايع. و قال لداود و لاتتّبع الهوي و قال لمحمّد9 ما ضلّ صاحبكم.

حسّان:

و ان كان داود قداوّبت جبال لديه و طير الهوا
ففي كفّ احمد قدسبّحت بتقديس ربّي صغار الحصي

سليمان7 ؛ سخّرت له الريح غدوّها شهر و رواحها شهر يقال انّه غدا من العراق و قال بمرو و امسي ببلخ و اكرم محمّداً9 بالبراق خطوته مدّ البصر. و قال علّمنا منطق‏الطير و روي انّ الحمّرة فجعت بأحد ولدها فجاءت الي النبي9 و قدجعلت ترفّ علي رأس رسول‏اللّه9 فقال ايّكم فجع هذه؟ فقال رجل من القوم انا اخذت بيضها فقال النبي9ارددها و منه كلام البعير و العجل و الظبي و الشاة و الذئب و الضبّ و سخّرت له الجنّ و الشياطين و قال للنبي9 قل اوحي الي انّه استمع نفر من الجنّ و قوله و اذ صرفنا اليك نفراً من الجنّ و هم التسعة من اشراف الجن بنصيبين و اليمن من بني‏عمرو بن عامر منهم شصاه و مصاه و الهملكان و المرزبان و المازمان و نضاه و هاضب و عمرو و بايعوه علي العبادات و اعتذروا بأنّهم قالوا علي اللّه شططاً. و سليمان كان يصفدهم لعصيانهم و نبيّنا اتوه طائعين راغبين. و سأل سليمان ملكاً دنيّاً ربّ هب لي ملكاً و عرض مفاتيح خزائن الدنيا علي محمّد9 فردّها فشتّان بين من يسأل و بين من يعطي فلايقبل فأعطاه اللّه الكوثر و الشفاعة و المقام المحمود و لسوف يعطيك ربّك فترضي. و قال لسليمان امنن او امسك بغير حساب و قال لنبيّنا9 ما اتاكم الرسول فخذوه و مانهاكم عنه فانتهوا.

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 38 *»

حسّان بن ثابت:

و ان كانت الجن قدساسها سليمان و الريح تجري رخا
فشهر غدوّ به دائباً و شهر رواح به ان‏يشا
فانّ النبي سري ليلة من المسجدين الي المرتقي

كعب بن مالك:

و ان تك نمل البرّ بالوهم كلّمت سليمان ذا الملك الذي ليس بالعمي
فهذا نبي اللّه احمد سبّحت صغار الحصي في كفّه بالترنّم

يحيي7 ؛ قال اللّه تعالي له و اتيناه الحكم صبيّاً و كان في عصر لا جاهليّة فيه و محمّد9 اوتي الحكم و الفهم صبيّاً بين عبدة الاوثان و حزب الشيطان. و كان يحيي أعبد اهل زمانه و ازهدهم و محمّد9 ازهد الخلايق و اعبدهم حتي قيل طه ماانزلنا.

حسّان بن ثابت:

و ان كان يحيي بكت عينه صغيراً و طهّره في الصبي
فانّ النبي بكي قائماً حزيناً علي الرجل خوف الرجا
فناداه طه اباقاسم و لاتشق بالوحي لمّا اتي

عيسي7 ؛ و ابري‏ء الاكمه و الابرص و نبيّنا9 اتاه معاذ بن عفراء فقال يارسول‏اللّه انّي قدتزوّجت و قالوا للزوجة انّ بجنبي بياضاً فكرهت ان تزفّ الي فقال اكشف لي عن جنبك فكشف له عن جنبه فمسحه بعود فذهب مابه من البرص و لقدأتاه من جهينة اجذم يتقطّع من الجذام فشكا اليه فأخذ قدحاً من ماء فتفل فيه ثم قال امسح به جسدك ففعل فبرأ و ابرأ صاحب السلعة و اتته امرأة فقالت يارسول‏اللّه انّ ابني قدأشرف علي حياض الموت كلّما اتيته بطعام وقع عليه التثاؤب فقام و قمنا معه فلمّا أتيناه قال له جانب يا عدوّ اللّه ولي اللّه فأنا رسول اللّه فجانبه الشيطان فقام صحيحاً و أتاه رجل و به اُدرة عظيمة فقال هذه الادرة تمنعني من التطهير و الوضوء فدعا بماء فبرك فيه و دعاه و تفل فيه ثم امره ان‏يفيض عليه ففعل الرجل و اغفي اغفاءة و انتبه فاذا

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 39 *»

هي قدتقلّصت و جاءت امرأة و معها عكّة سمن و اقط و معها ابنة لها فقالت يارسول‏اللّه هذه كمهاء فأخذ رسول‏اللّه عوداً فمسح به عينيها فأبصرتا و منه حديث قتادة بن ربعي و محمّد بن مسلمة و عبداللّه بن انيس. قوله و احيي الموتي باذن اللّه قال الكلبي كان عيسي يحيي الاموات بــ «ياحي ياقيّوم» و قيل انّه احيي اربعة انفس و هم عاذر و ابن‏العجوز و ابنة العاشر و سام بن نوح قال الرضا7لقداجتمعت قريش الي رسول‏اللّه9 فسألوه ان‏يحيي لهم موتاهم فوجّه معهم علي بن ابي‏طالب7 فقال اذهب الي الجبّانة فناد باسم هؤلاء الرهط الذين يسألون عنهم بأعلي صوتك يافلان و يافلان و يافلان يقول لكم رسول‏اللّه قوموا باذن اللّه فقاموا ينفضون التراب عن رءوسهم فأقبلت قريش تسألهم عن امورهم ثم اخبروهم انّ محمّداً قدبعث نبيّاً فقالوا وددنا انّا ادركنا فنؤمن به و احيي9النفر الذين قتلوا يوم بدر فخاطبهم و كلّمهم و عيّرهم بكفرهم. قوله و انبّئكم بماتأكلون و ماتدّخرون و محمّد9 كان ينبئ بأشياء كثيرة منها قصّة خاطب بن ابي‏بلتعة و انفاذ كتابه الي مكّة و منها قصّة عبّاس و سبب اسلامه. ابن‏جريح في قوله و يعلّمه الكتاب و الحكمة انّ اللّه تعالي اعطي عيسي تسعة اشياء من الحظّ و لسائر الناس جزءاً و روي عن النبي9اوتيت القرءان و مثليه.

انشد:

و ان كان من مات يحيي لكم يناديه عيسي بربّ العلي
فانّ الذراع لقد سمّها يهود لاحمد يوم القري
فنادته انّي لمسمومة فلاتقربنّي وقيت الاذي

عن الامام موسي بن جعفر7 قال حدّثني ابي جعفر بن محمّد7 عن ابيه محمّد بن علي7 قال حدّثني ابي علي بن الحسين7قال حدّثني ابي الحسين بن علي بن ابي‏طالب8([4]) قال : بينما اصحاب رسول‏الله9 جلوس في مسجده بعد وفاته9

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 40 *»

يتذاكرون فضل رسول‏اللّه اذ دخل علينا حبر من احبار يهود اهل الشام قدقرأ التوراة و الانجيل و الزبور و صحف ابراهيم و الانبياء و عرف دلائلهم فسلّم علينا و جلس ثمّ لبث هنيئة ثمّ قال ياأمة محمّد ماتركتم لنبي درجة و لالمرسل فضيلة الاّ و قدنحلتموها لنبيّكم فهل عندكم جواب ان انا سألتكم؟ فقال له اميرالمؤمنين7 سل يا اخا اليهود ماأحببت فانّي اجيبك عن كلّ ماتسأل بعون اللّه تعالي و منّه فواللّه مااعطي اللّه عزّوجلّ نبيّاً و لامرسلاً درجةً و لافضيلةً الاّ و قدجمعها لمحمّد9 و زاده علي الانبياء و المرسلين اضعافاً مضاعفة و لقدكان رسول اللّه9 اذا ذكر لنفسه فضيلة قال «و لافخر» و انا اذكر لك اليوم من فضله من غير ازراء علي احد من الانبياء مايقرّ اللّه به اعين المؤمنين شكراً للّه علي مااعطي محمّداً9 الان فاعلم يا اخا اليهود انّه كان من فضله عند ربّه تبارك و تعالي و شرفه مااوجب المغفرة و العفو لمن خفض الصوت عنده فقال جلّ ثناؤه في كتابه انّ الذين يغضّون اصواتهم عند رسول‏اللّه اولئك الذين امتحن اللّه قلوبهم للتقوي لهم مغفرة و اجر عظيم ثمّ قرن طاعته بطاعته فقال و من يطع الرسول فقداطاع الله ثم قرّبه من قلوب المؤمنين و حبّبه اليهم و كان يقول9حبّي خالط دماء امّتي فهم يؤثروني علي الاباء و علي الامهات و علي انفسهم و لقدكان اقرب الناس و ارأفهم فقال تبارك و تعالي و لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ماعنتّم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم و قال عزّوجلّ النبي اولي بالمؤمنين من انفسهم و ازواجه امهاتهم واللّه لقدبلغ من فضله9 في الدنيا و من فضله9 في الاخرة ماتقصر عنه الصفات و لكن اخبرك بمايحمله قلبك و لايدفعه عقلك و لاتنكره بعلم ان كان عندك لقدبلغ من فضله9 انّ اهل النار يهتفون و يصرخون بأصواتهم ندماً ان لايكونوا اجابوه في الدنيا فقال اللّه عزّوجلّ يوم تقلّب وجوههم في النار يقولون ياليتنا اطعنا اللّه و اطعنا الرسولا و لقد ذكره الله تبارك و تعالي مع الرسل فبدأ به و هو اخرهم لكرامته9 فقال جلّ ثناؤه و اذ اخذنا من النبيّين ميثاقهم و منك و من نوح و قال انّا اوحينا اليك كما اوحينا الي نوح و النبيّين من بعده و النبيّون قبله فبدأ به و هو اخرهم و لقدفضّله اللّه علي

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 41 *»

جميع الانبياء و فضّل امّته علي جميع الامم فقال عزّوجلّ كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر فقال اليهودي: انّ ادم اسجد اللّه عزّوجلّ له ملائكته فهل فضل لمحمّد مثل ذلك فقال7قدكان ذلك و لئن اسجد اللّه لادم ملائكته فانّ ذلك لما اودع اللّه عزّوجلّ صلبه من الانوار و الشرف اذ كان هو الوعاء و لم‏يكن سجودهم عبادة له و انّماكان سجودهم طاعة لامر اللّه عزّوجلّ و تكرمة و تحيّة مثل السلام من الانسان علي الانسان و اعترافاً لادم بالفضيلة و قدأعطي اللّه محمّداً9افضل من ذلك و هو انّ اللّه صلّي عليه و امر ملائكته ان‏يصلّوا عليه و تعبّد جميع خلقه بالصلاة عليه الي يوم القيامة فقال جلّ ثناؤه انّ اللّه و ملائكته يصلّون علي النبي ياأيّها الذين امنوا صلّوا عليه و سلّموا تسليماً فلايصلّي عليه احد في حياته و لا بعد وفاته الاّ صلّي اللّه عليه بذلك عشراً و اعطاه من الحسنات عشراً بكلّ صلاة صلّي عليه و لايصلّي عليه احد بعد وفاته الاّ و هو يعلم بذلك و يردّ علي المصلّي و المسلّم مثل ذلك ثم انّ اللّه عزّوجلّ جعل دعاء امته فيمايسألون ربّهم جلّ‏ثناؤه موقوفاً عن الاجابة حتّي يصلّوا فيه عليه9 فهذا اكبر و اعظم ممّااعطي اللّه ادم. و لقدأنطق اللّه عزّوجلّ صمّ الصخور و الشجر بالسلام و التحيّة له و كنّا نمرّ معه9 فلايمرّ بشعب و لاشجر الاّ قالت السلام عليك يارسول‏اللّه تحيّةً له و اقراراً بنبوّته9 و زاده اللّه عزّوجلّ تكرمة بأخذ ميثاقه قبل النبيّين و اخذ ميثاق النبيّين بالتسليم و الرضا و التصديق له فقال جلّ ثناؤه و اذ اخذنا من النبيّين ميثاقهم و منك و من نوح و ابراهيم و قال عزّوجلّ و اذ اخذ اللّه ميثاق النبيّين لمااتيتكم من كتاب و حكمة ثم جاءكم رسول مصدّق لمامعكم لتؤمننّ به ولتنصرنّه قال ءأقررتم و اخذتم علي ذلكم اصري قالوا اقررنا قال فاشهدوا و انا معكم من الشاهدين و قال الله عزّوجلّ النبي اولي بالمؤمنين من انفسهم و قال اللّه تعالي و رفعنا لك ذكرك فلايرفع رافع صوته بكلمة الاخلاص بشهادة ان لااله الاّاللّه حتّي يرفع صوته معها بأنّ محمّداً رسول‏اللّه في الاذان و الاقامة و الصلاة و الاعياد و الجمع و مواقيت الحجّ و في كل خطبة حتّي في خطب النكاح و في الادعية.

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 42 *»

ثمّ ذكر اليهودي مناقب الانبياء و اميرالمؤمنين7يثبت للنبي9 ماهو اعظم منها تركنا ذكرها طلباً للاختصار حتّي وصل الي ان قال اليهودي فانّ اللّه عزّوجلّ ناجي موسي علي جبل طور سيناء بثلاثمائة و ثلاثة عشر كلمة يقول له فيها يا موسي انّي انا اللّه فهل فعل بمحمّد شيئاً من ذلك قال علي7 لقدكان كذلك و محمّد9 ناجاه اللّه جلّ ثناؤه فوق سبع سماوات رفعه عليهنّ فناجاه في موطنين احدهما عند سدرة المنتهي و كان له هناك مقام محمود ثمّ عرج به حتي انتهي الي ساق العرش فقال عزّوجلّ ثمّ دني فتدلّي و دنّي له رفرفاً اخضر غشي عليه نور عظيم حتي كان في دنوّه كقاب قوسين او ادني و هو مقدار مابين الحاجب الي الحاجب و ناجاه بماذكره اللّه عزّوجلّ في كتابه قال تعالي للّه مافي السموات و مافي الارض و ان تبدوا مافي انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء و يعذّب من يشاء و كانت هذه الاية قدعرضت علي سائر الامم من لدن ادم الي ان‏بعث محمّد9 فأبوا جميعاً ان‏يقبلوها من ثقلها و قبلها محمّد9فلمّارأي اللّه عزّوجلّ منه و من امّته القبول خفّف عنه ثقلها فقال اللّه عزّوجلّ امن الرسول بماأنزل اليه من ربّه ثمّ انّ اللّه عزّوجلّ تكرّم علي محمّد و اشفق علي امّته من تشديد الاية التي قبلها هو و امّته فأجاب عن نفسه و امّته فقال و المؤمنون كلّ امن باللّه و ملائكته و كتبه و رسله لانفرّق بين احد من رسله فقال اللّه عزّوجلّ لهم المغفرة و الجنة اذا فعلوا ذلك فقال النبي9 سمعنا و اطعنا غفرانك ربّنا و اليك المصير يعني المرجع في الاخرة فأجابه قدفعلت بتائبي امّتك قدأوجبت لهم المغفرة ثمّ قال اللّه تعالي امّا اذا قبلتها انت و امّتك و قدكانت عرضت من قبل علي الانبياء و الامم فلم‏يقبلوها فحقّ علي ان‏ارفعها عن امّتك فقال اللّه تعالي لايكلّف اللّه نفساً الاّ وسعها لها ماكسبت من خير و عليها مااكتسبت من شرّ ثم الهم اللّه عزّوجلّ نبيّه ان قال ربّنا لاتؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا فقال اللّه سبحانه اعطيتك لكرامتك يامحمّد انّ الامم السالفة كانوا اذا نسوا ماذكّروا فتحت عليهم ابواب عذابي و رفعت ذلك عن امّتك فقال رسول‏اللّه9 ربّنا و لاتحمل علينا اصراً كما حملته علي الذين من قبلنا يعني بالاصار الشدائد التي كانت علي

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 43 *»

الامم ممّن كان قبل محمّد9فقال عزّوجلّ لقدرفعت عن امّتك الاصار التي كانت علي الامم السالفة و ذلك انّي جعلت علي الامم ان لاأقبل فعلاً الاّ في بقاع الارض التي اخترتها لهم و ان بعدت و قدجعلت الارض لك و لامّتك طهوراً و مسجداً فهذه من الاصار و قدرفعتها عن امّتك. و قدكانت الامم السالفة تحمل قرابينها علي اعناقها الي البيت المقدّس فمن قبلت ذلك منه ارسلت علي قربانه ناراً تأكله و ان لم‏أقبل ذلك منه رجع به مثبوراً و قدجعلت قربان امّتك في بطون فقرائها و مساكينها فمن قبلت ذلك منه اضاعف له الثواب اضعافاً مضاعفةً و ان لم‏أقبل ذلك منه رفعت عنه به عقوبات الدنيا و قدرفعت ذلك عن امّتك و هي من الاصار التي كانت. و كانت الامم السالفة مفروضاً عليهم صلاتها في كبد اللّيل و انصاف النهار و هي من الشدائد التي كانت و قدرفعتها عن امّتك و فرضت عليهم صلاتهم في اطراف اللّيل و النهار في اوقات نشاطهم. و كانت الامم السالفة مفروضاً عليهم خمسون صلاة في خمسين وقتاً و هي من الاصار التي كانت عليهم و قدرفعتها عن امّتك. و كانت الامم السالفة حسنتهم بحسنة واحدة و سيّئتهم بسيّئة واحدة و جعلت لامّتك الحسنة بعشر امثالها و السيّئة بواحدة. و كانت الامم السالفة اذا نوي احدهم حسنة لم‏تكتب لهم و اذا همّ بالسيّئة كتبتها عليهم و ان لم‏يفعلها و قدرفعت ذلك عن امّتك فاذا همّ احدهم بسيّئة و لم‏يعملها لم‏تكتب عليه و اذا همّ احدهم بحسنة و لم‏يعملها كتبت له حسنةً. و كانت الامم السالفة اذا اذنبوا كتبت ذنوبهم علي ابوابهم و جعلت توبتهم من الذنب ان‏احرّم عليهم بعد التوبة احبّ الطعام اليهم. و كانت الامم السالفة يتوب احدهم من الذنب الواحد المائة سنة و المأتي سنة ثمّ لم‏أقبل توبته دون ان‏اعاقبه في الدنيا بعقوبة و قدرفعت ذلك عن امّتك و انّ الرجل من امّتك ليذنب المائة سنة ثم يتوب و يندم طرفة عين فأغفر له ذلك كلّه و اقبل توبته. و كانت الامم السالفة اذا اصابهم ادني نجس قرضوه من اجسادهم و قدجعلت الماء طهوراً لامّتك من جميع الانجاس و الصعيد في الاوقات. و هذه الاصار التي كانت عليهم رفعتها عن امّتك قال رسول اللّه9 اللّهم اذ قدفعلت ذلك بي فزدني فالهمه اللّه

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 44 *»

سبحانه ان‏قال ربّنا و لاتحمّلنا ما لاطاقة لنا به قال اللّه عزّوجلّ قدفعلت ذلك بأمّتك و قدرفعت عنهم عظيم بلايا الامم و ذلك حكمي في جميع الامم ان لاأكلّف نفساً فوق طاقتها قال و اعف عنّا و اغفر لنا و ارحمنا انت مولانا قال اللّه تعالي قدفعلت ذلك بتائبي امّتك ثم قال فانصرنا علي القوم الكافرين قال اللّه عزّوجلّ قدفعلت ذلك و جعلت امّتك يامحمّد كالشامة البيضاء في الثور الاسود هم القادرون و هم القاهرون يَستخدمون و لايُستخدمون لكرامتك و حقّ علي ان‏اظهر دينك علي الاديان حتّي لايبقي في شرق الارض و لاغربها دين الاّ دينك و يؤدّون الي اهل دينك الجزية و هم صاغرون و لقدرءاه نزلة اخري، عند سدرة المنتهي، عندها جنّة المأوي، اذيغشي السدرة مايغشي، مازاغ البصر و ماطغي، لقدرأي من ايات ربّه الكبري فهذا اعظم يا اخا اليهود من مناجاته لموسي7 علي طور سيناء ثمّ زاد اللّه لمحمّد9 ان مثّل النبيّين فصلّي بهم و هم خلفه يقتدون به و لقدعاين تلك اللّيلة الجنّة و النار و عرج به الي سماء سماء فسلّمت عليه الملائكة فهذا اكثر من ذلك.

قال اليهودي: فانّ اللّه عزّوجلّ القي علي موسي محبّة منه فقال7 له: لقدكان كذلك و محمّد9 القي عليه محبّة منه فسمّاه حبيباً و ذلك انّ اللّه تعالي جلّ ثناؤه اري ابراهيم صورة محمّد و امّته فقال ياربّ مارأيت من امم الانبياء انور و لاازهر من هذه الامّة فمن هذا؟ فنودي هذا محمّد حبيبي لاحبيب لي من خلقي غيره اجريت ذكره قبل أن‏اخلق سمائي و ارضي و سمّيته نبيّاً و ابوك ادم يومئذ من الطين ماأجريت فيه روحه و اقسم بحياته في كتابه فقال جلّ ثناؤه لعمرك انّهم لفي سكرتهم يعمهون اي وحياتك يامحمّد و كفي بهذا رفعةً و شرفاً من اللّه عزّوجلّ و رتبةً. قال اليهودي: فأخبرني عمّافضّل اللّه به امّته علي ساير الامم قال7 : لقدفضّل اللّه امّته9 علي سائر الامم بأشياء كثيرة انا اذكر لك منها قليلاً من كثير:

من ذلك قول اللّه عزّوجلّ كنتم خير امّة اخرجت للناس.

و من ذلك انّه اذا كان يوم القيامة و جمع اللّه الخلق في صعيد واحد سأل اللّه

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 45 *»

عزّوجلّ النبيّين هل‏بلّغتم فيقولون نعم فيسأل الامم فيقولون ماجاءنا من بشير و لانذير فيقول اللّه جلّ ثناؤه ـ و هو اعلم بذلك ـ للنبيّين من شهداؤكم اليوم فيقولون محمّد و امّته فتشهد لهم امّة محمّد بالتبليغ و تصدّق شهادتهم و شهادة محمّد9 فيؤمنون عند ذلك و ذلك قوله تعالي لتكونوا شهداء علي الناس و يكون الرسول عليكم شهيداً يقول يكون محمّد عليكم شهيداً انّكم قدبلّغتم الرسالة.

و منها انّهم اوّل الناس حساباً و اسرعهم دخولاً الي الجنّة قبل سائر الامم كلّها.

و منها ايضاً انّ اللّه عزّوجلّ فرض عليهم في الليل و النهار خمس صلوات في خمسة اوقات اثنتان بالليل و ثلاث بالنهار ثم جعل هذه الخمس صلوات تعدل خمسين صلاة و جعلها كفّارة خطاياهم فقال اللّه عزّوجلّ انّ الحسنات يذهبن السيّئات يقول صلاة الخمس تكفّر الذنوب مااجتنب العبد الكبائر.

و منها ايضاً انّ اللّه تعالي جعل لهم الحسنة الواحدة التي يهمّ بها العبد و لايعملها حسنة واحدة يكتبها له فان عملها كتبت له عشر حسنات و امثالها الي سبعمائة ضعف فصاعداً.

و منها انّ اللّه عزّوجلّ يدخل الجنّة من اهل هذه الامّة سبعين الفاً بغير حساب و وجوههم مثل القمر ليلة البدر و الذين يلونهم علي احسن مايكون الكوكب الدرّي في افق السماء و الذين يلونهم علي اشدّ كوكب في السماء اضاءةً و لااختلاف بينهم و لاتباغض بينهم.

و منها انّ القاتل منهم عمداً ان شاء اولياء المقتول ان‏يعفوا عنه فعلوا و ان شاءوا قبلوا الدية و علي اهل التوراة و هم اهل دينك يقتل القاتل و لايعفي عنه و لاتؤخذ منه دية قال اللّه عزّوجلّ ذلك تخفيف من ربّكم و رحمة.

و منها انّ اللّه عزّوجلّ جعل فاتحة الكتاب نصفها لنفسه و نصفها لعبده قال اللّه تعالي قسّمت بيني و بين عبدي هذه السورة فاذا قال احدهم الحمدللّه فقدحمدني و اذا قال رب العالمين فقدعرفني و اذا قال الرحمن الرحيم فقدمدحني و اذا قال مالك يوم

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 46 *»

الدين فقداثني علي و اذا قال ايّاك نعبد و ايّاك نستعين فقدصدق عبدي في عبادتي بعد ماسألني و بقيّة هذه السورة له.

و منها انّ اللّه تعالي بعث جبرائيل7 الي النبي9 ان بشّر امّتك بالزين و السناء و الرفعة و الكرامة و النصر.

و منها انّ اللّه سبحانه اباحهم صدقاتهم يأكلونها و يجعلونها في بطون فقرائهم يأكلون منها و يطعمون و كانت صدقات من قبلهم من الامم المؤمنين يحملونها الي مكان قصي فيحرقونها بالنار.

و منها انّ اللّه عزّوجلّ جعل الشفاعة لهم خاصّة دون الامم و اللّه تعالي يتجاوز عن ذنوبهم العظام لشفاعة نبيّهم9 .

و منها ان‏يقال يوم القيامة ليتقدّم الحامدون فتقدّم امّة محمّد9 قبل الامم و هو مكتوب امّة محمّد الحامدون يحمدون اللّه عزّوجلّ علي كلّ منزلة و يكبّرونه علي كلّ حال مناديهم في جوف السماء له دوي كدوي النحل.

و منها انّ اللّه لايهلكهم بجوع و لايجمعهم علي ضلالة و لايسلّط عليهم عدوّاً من غيرهم و لايساخ ببقيّتهم و جعل لهم الطاعون شهادة.

و منها انّ اللّه جعل لمن صلّي علي نبيّه عشر حسنات و محا عنه عشر سيّئات و ردّ اللّه سبحانه عليه مثل صلاته علي النبي9 .

و منها انّه جعلهم ازواجاً ثلاثة امماً فمنهم ظالم لنفسه و منهم مقتصد و منهم سابق بالخيرات و السابق بالخيرات يدخل الجنّة بغير حساب و المقتصد يحاسب حساباً يسيراً و الظالم لنفسه مغفور له ان‏شاءاللّه.

و منها انّ اللّه عزّوجلّ جعل توبتهم الندم و الاستغفار و الترك للاصرار و كانت بنواسرائيل توبتهم قتل النفس.

و منها قول اللّه عزّوجلّ لنبيّه: امّتك هذه مرحومة عذابها في الدنيا الزلزلة و الفقر.

و منها انّ  اللّه عزّوجلّ يكتب للمريض الكبير من الحسنات علي حسب ماكان

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 47 *»

يعمل في شبابه و صحّته من اعمال الخير يقول اللّه سبحانه للملائكة: استكتبوا لعبدي مثل حسناته قبل ذلك مادام في وثاقي.

و منها انّ اللّه عزّوجلّ الزم امّة محمّد9 كلمة التقوي و جعل بدء الشفاعة لهم في الاخرة.

و منها انّ النبي9 رأي في السماء ليلة عرج به اليها ملائكة قياماً و ركوعاً منذ خلقوا فقال: ياجبرئيل هذه هي العبادة فقال جبرئيل صدقت يامحمّد فاسأل ربّك أن‏يعطي امّتك القنوت و الركوع و السجود في صلاتهم فأعطاهم اللّه تعالي ذلك فأمّة محمّد9 يقتدون بالملائكة الذين في السماء قال النبي9 انّ اليهود يحسدونكم علي صلاتكم و ركوعكم و سجودكم.

«الفصل الثالث‏عشر»

بعد ماعلمت انّ جميع ماوقع في سالف الزمان يقع في هذا الزمان اي زمان محمّد الي اخرالزمان علي حسب الايات السالفة و الاخبار المتقدّمة فممّاجري في الازمان السالفة تغييرهم الكتب السماويّة كالتورية و الانجيل و الزبور و الصحف و تبديلهم و تحريفهم ايّاها و اسقاطهم عنها مايضرّ بدنياهم و سلطنتهم فجميع ذلك ينبغي ان‏يجري في القرءان و كما انّ فيها كنايات و اشارات تدلّ علي مااسقطوا و بدّلوا و غيّروا حتي لايشتبه الامر علي المخلص الخالص كذلك جعل اللّه سبحانه في هذا القرءان كنايات و اشارات و ايماءات و رموزاً تدلّ علي مااسقطوا عنه من حقوق ال‏محمّد: و شرفهم و فضائلهم حتي لايشتبه الامر علي الخالص المخلص المجاهد قال اللّه سبحانه الذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سبلنا و هذا ايضاً احد الاسرار في جعل البواطن للقرءان فانّه سبحانه لو بيّن جميع فضائل الائمة: و محامدهم و محاسنهم و مناقبهم في الظاهر من دون الباطن لأسقطوها و بدّلوها و غيّروها بالكلّيّة فلم‏يبق فيه منهم: فضل فلذا جعل فضائلهم و مناقبهم في بطونه و بيوته حتي لايطّلع عليها الخارجي فيسقطه و يغيّره

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 48 *»

فانّ ٭ اهل‏البيت ادري بمافي البيت ٭ دون غيرهم ثم اشار الائمة: في بعض الاخبار الي تلك البطون حتي يمكن لمستدلّ الاستدلال علي الباقي مثلاً بيّنوا في موضع انّ المراد من الصلوة الولاية لتعلم انّ المراد منها مطلقاً في الباطن الولاية و ليس لها اختصاص بتلك الاية المخصوصة و من ذلك تعلم انّا ان‏أوّلنا الصلوة بالولاية في غير ذلك الموضع من الايات ليس ذلك من باب القياس و التفسير بالرأي المنهي‏عنها بل ذلك لارشادهم: و دلالتهم و هدايتهم.

و بالجملة المقصود من عنوان هذا الفصل بيان الاخبار التي تدلّ علي تحريف القرءان و تغييره و تبديله و اسقاط كثير من اياته و حذف بعض كلماته و انّ القرءان المنزل الذي لم‏يتغيّر و لم‏يتبدّل هو عند ال‏محمد: لايظهرونه الاّ في زمان الظهور.فمن تلك الاخبار خبر ابي‏عبداللّه7 قال انّ رسول‏اللّه9قال لعلي7 ياعلي انّ القرءان خلف فراشي في الصحف و الحرير و القراطيس فخذوه و اجمعوه و لاتضيّعوه كماضيّعت اليهود التورية فانطلق علي7فجمعه في ثوب اصفر ثم ختم عليه في بيته و قال لاارتدي حتي اجمعه و ان كان الرجل ليأتيه فيخرج اليه بغير رداء حتي جمعه. و عن سالم بن سالمة قال قرأ رجل علي ابي‏عبداللّه7 و انا اسمع حروفاً من القرءان ليس علي مايقرؤها الناس فقال ابوعبداللّه7 مه مه كفّ عن هذه القراءة اقرأ كمايقرأ الناس حتي يقوم القائم7 فاذا قام قرأ كتاب اللّه علي حدّه و اخرج المصحف الذي كتبه علي7 و قال اخرجه علي7 الي الناس حين فرغ منه و كتبه فقال لهم هذا كتاب اللّه كماانزل اللّه علي محمّد9 و قدجمعته بين اللوحين فقالوا هو ذا عندنا مصحف جامع فيه القرءان لاحاجة لنا فيه فقال اما واللّه لاترونه بعد يومكم هذا ابداً انّماكان علي ان‏اخبركم حين جمعته لتقرءوه. و عن ابن‏سنان عن ابي‏عبداللّه7 قال سورة الاحزاب فيها فضائح الرجال و النساء من قريش و غيرهم ياابن‏سنان انّ سورة الاحزاب فضحت نساء قريش من العرب و كانت اطول من سورة البقرة و لكن نقصوها و حرّفوها. و عن ابي‏جعفر7لولا انّه زيد في كتاب اللّه و نقص منه ماخفي حقّنا علي

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 49 *»

ذي‏حجي و لو قدقام قائمنا فنطق صدّقه القرءان. و عنه7ايضاً انّ القرءان قدطرح منه اي كثيرة و لم‏يزد فيه الاّ حروف قداخطأت بها الكتبة و توهّمها الرجال. و قال طلحة لعلي7 في جملة مسائله عنه يا اباالحسن شي‏ء اريد ان‏اسألك عنه رأيتك خرجت بثوب مختوم فقلت ايّها الناس انّي لم‏ازل مشتغلاً برسول‏اللّه9بغسله و كفنه و دفنه ثم اشتغلت بكتاب‏اللّه حتي جمعته فهذا كتاب‏اللّه عندي مجموعاً لم‏يسقط منه حرف واحد و لم‏ار ذلك الذي كتبت و الّفت و قدرأيت عمر بعث اليك ان‏ابعث به الي فابيت ان‏تفعل فدعا عمر الناس فاذا شهد رجلان علي اية كتبها و ان لم‏يشهد عليها غير رجل واحد ارجاها فلم‏يكتب فقال عمر و انا اسمع انّه قدقتل يوم اليمامة قوم كانوا يقرءون قرءاناً لايقرأه غيرهم فقدذهب و قدجاءت شاة الي صحيفة و كتاب يكتبونها فاكلتها و ذهب مافيها و الكاتب يومئذ عثمان و سمعت عمر و اصحابه الّذين الّفوا ماكتبوا علي عهد عمر و علي عهد عثمان يقولون انّ الاحزاب كانت تعدل سورة البقرة و انّ النور نيف‏ومأة اية و الحجر تسعون‏ومأة اية فماهذا و مايمنعك يرحمك‏اللّه ان‏تخرج كتاب‏اللّه الي الناس و قدعهد عثمان حين اخذ ماالّف عمر فجمع له الكتاب و حمل الناس علي قراءة واحدة فمزق مصحف ابي بن كعب و ابن‏مسعود و احرقهما بالنار فقال له علي7ياطلحة انّ كلّ اية انزلها اللّه علي محمّد9 عندي باملاء رسول‏اللّه9 و خطّ يدي و تأويل كلّ اية انزلها اللّه علي محمّد و كلّ حلال و حرام او حدّ او حكم او شي‏ء يحتاج اليه الامّة الي يوم‏القيامة فهو عندي مكتوب باملاء رسول‏اللّه9 و خطّ يدي حتي ارش‏الخدش قال طلحة كلّ‏شي‏ء من صغير او كبير او خاص او عام كان او يكون الي يوم‏القيمة فهو عندك مكتوب قال نعم و سرّ ذلك انّ رسول‏اللّه9 اسرّ الي في مرضه مفتاح الف‏باب من العلم يفتح كلّ باب الف‏باب و لو انّ الامّة عند قبض رسول‏اللّه9اتّبعوني و اطاعوني لاكلوا من فوقهم و من تحت ارجلهم و ساق الحديث الي ان‏قال ثم قال طلحة لااريك يا اباالحسن اجبتني عن ماسألتك عنه من امر القرءان ألا تظهره للناس فقال ياطلحة عمداً كففت عن جوابك فاخبرني عمّاكتب عمر و عثمان اقرءانٌ كلّه ام فيه

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 50 *»

ماليس بقرءان قال طلحة بل قرءان كلّه قال ان‏اخذتم بمافيه نجوتم من النار و دخلتم الجنّة فانّ فيه حجّتنا و بيان حقّنا و فرض طاعتنا قال طلحة حسبي امّا اذا كان قرءاناً فحسبي ثم قال طلحة فاخبرني عمّافي يدك من القرءان و تأويله و علم الحلال و الحرام الي من تدفعه و من صاحبه بعدك قال انّ الذي امرني رسول‏اللّه9 ان‏ادفعه الي وصيّي و اولي الناس بعدي ابني الحسن ثم يدفعه ابني الحسن الي ابني الحسين ثم يصير الي واحد بعد واحد من ولد الحسين حتي يرد اخرهم علي رسول‏اللّه9 حوضه هم مع القرءان لايفارقونه و القرءان معهم لايفارقهم الي غيرذلك من الاخبار الواردة في هذا المضمار.

«الفصل الرابع‏عشر»

نذكر فيه خبراً شريفاً لطيفاً مشتملاً علي بيان سرّ الرموز الواقعة في القرءان و الكنايات و بيان كثير من مشتبهات الايات و سرّ تغييره و تبديله و بيان كثير من تأويلاته و بطونه و انّماافردناه في فصل مخصوص لكثرة محصوله و فوائده و طوله.

عن كتاب الاحتجاج في جملة احتجاج اميرالمؤمنين7 علي الزنديق الذي جاء اليه مستدلاًّ بآي من القرءان متشابهة تحتاج الي التأويل و كان من سؤاله انّي اجد اللّه قدشهر هفوات انبيائه بقوله و عصي ادم ربّه فغوي و بتكذيبه نوحاً لمّاقال انّ ابني من اهلي بقوله انّه ليس من اهلك و بوصفه ابراهيم بانّه عبد كوكباً مرةً و مرةً قمراً و مرةً شمساً و بقوله في يوسف ولقد همت به و هم بها لولا ان رأي برهان ربه و بتهجينه موسي حيث قال ربّ ارني انظر اليك قال لن‏تراني الاية و ببعثه الملكين علي داود جبرئيل و ميكائيل حيث تسوّرا المحراب القصّة و بحبسه يونس في بطن الحوت حيث ذهب مغاضباً و اظهر خطأ الانبياء و زللهم ثم واري اسماء من اغتر و فتن خلقه و ضلّ و اضلّ و كنّي عن اسمائهم في قوله و يوم يعضّ الظالم علي يديه يقول ياليتني اتّخذت مع الرسول سبيلاً. يا ويلتي ليتني لم اتّخذ فلاناً خليلا. لقد اضلني عن الذكر بعد اذ جاءني فمن هذا الظالم

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 51 *»

الذي لم‏يذكر من اسمه ماذكر من اسماء الانبياء ثم قال و اجده قدبيّن فضل نبيّه9 علي ساير الانبياء ثم خاطبه في اضعاف مااثني عليه في الكتاب من الازراء عليه و انخفاض محلّه و غير ذلك من تهجينه و تأنيبه مالم‏يخاطب به احداً من الانبياء مثل قوله تعالي و لو شاءاللّه لجمعهم علي الهدي فلاتكوننّ من الجاهلين و قوله و لولا ان ثبتناك لقد كدت تركن اليهم شيئاً قليلاً. اذا لأذقناك ضعف الحيوة و ضعف الممات ثم لاتجد لك علينا نصيراً و قوله و تخفي في نفسك ما اللّه مبديه و تخشي الناس و اللّه احقّ ان‏تخشيه ثمّ قال في جملة سؤاله و اجده يقول فان‏خفتم الاّتقسطوا في اليتامي فانكحوا ماطاب لكم من النساء و ليس يشبه القسط في اليتامي نكاح النساء و لا كلّ النساء ايتام فما معني ذلك و اجده يقول و ماظلمونا و لكن كانوا انفسهم يظلمون فكيف يظلم اللّه و من هؤلاء الظلمة و اجده يقول قل انّما اعظكم بواحدة فما هذه الواحدة و اجده يقول و ماارسلناك الاّ رحمةً للعالمين و قداري مخالفي الاسلام معتكفين علي باطلهم غيرمقلعين عنه و اري غيرهم من اهل الفساد مختلفين في مذاهبهم يلعن بعضهم بعضاً فاي موضع للرحمة العامة لهم المشتملة عليهم.

فقال اميرالمؤمنين7 اما هفوات الانبياء و مابيّنه اللّه عزّوجلّ في كتابه و وقوع الكناية عن اسماء من اجترم اعظم ممااجترمته الانبياء ممن شهد الكتاب بظلمهم فانّ ذلك من ادلّ الدلائل علي حكمة اللّه الباهرة و قدرته القاهرة و عزّته الظاهرة لانّه علم انّ براهين الانبياء تكبر في صدور اممهم و انّ منهم من يتّخذ بعضهم الهاً كالذي كان من النصاري في ابن‏مريم فذكرها دلالة علي تخلفهم عن الكمال الذي تفرّد به عزّوجلّ الم‏تسمع الي قوله في صفة عيسي حيث قال فيه و في امّه كانا يأكلان الطعام يعني انّ من اكل الطعام كان له ثفل و من كان له ثفل فهو بعيد مماادّعته النصاري لابن‏مريم و لم‏يكْنِ عن اسماء الانبياء تجبّراً و تعزّزاً بل تعريفاً لاهل الاستبصار انّ الكناية عن اسماء ذوي الجرائر العظيمة من المنافقين في القرءان ليست من فعله تعالي و انّها من فعل المغيّرين و المبدّلين الذين جعلوا القرءان عضين و اعتاضوا الدنيا من الدين و قدبيّن اللّه

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 52 *»

تعالي قصص المغيّرين بقوله الذين يكتبون الكتاب بايديهم ثم يقولون هذا من عنداللّه ليشتروا به ثمناً قليلاً و بقوله و انّ منهم لفريقاً يلوون السنتهم بالكتاب و بقوله اذ يبيّتون ما لايرضي من القول بعد فقد الرسول9 مايقيمون به اود باطلهم حسب مافعلته اليهود و النصاري بعد فقد موسي و عيسي من تغيير التورية و الانجيل و تحريف الكلم عن مواضعه و بقوله يريدون ليطفئوا نور اللّه بأفواههم و يأبي اللّه الاّ ان‏يتمّ نوره يعني انّهم اثبتوا في الكتاب مالم‏يقله اللّه ليلبسوا علي الخليقة فاعمي اللّه قلوبهم حتي تركوا فيه مادلّ علي مااحدثوه فيه و حرّفوا منه و بيّن عن افكهم و تلبيسهم و كتمان ماعلموه منه و لذلك قال لهم لم تلبسون الحقّ بالباطل و تكتمون الحق و ساق الكلام الي ان قال و ليس يسوغ مع عموم التقيّة التصريح باسماء المبدّلين و لاالزيادة في اياته علي مااثبتوه من تلقائهم في الكتاب لمافي ذلك من تقوية حجج اهل التعطيل و الكفر و الملل المنحرفة عن قبلتنا و ابطال هذا العلم الظاهر الذي قداستكان له الموافق و المخالف بوقوع الاصطلاح علي الايتمار لهم و الرضا بهم و لانّ اهل الباطل في القديم و الحديث اكثر عدداً من اهل الحقّ و لانّ الصبر علي ولاة الامر مفروض لقوله عزّوجلّ لنبيّه9 فاصبر كماصبر اولواالعزم من الرسل و ايجابه مثل ذلك علي اوليائه و اهل طاعته بقوله لقدكان لكم في رسول اللّه اسوة حسنة فحسبك من الجواب عن هذا الموضع ماسمعت فانّ شريعة التقيّة تحظر التصريح باكثر منه.

ثم قال7 و اما ماذكرته من الخطاب الدالّ علي تهجين النبي و الازراء به و التأنيب له مع مااظهره اللّه في كتابه من تفضيله اياه علي سائر انبيائه فانّ اللّه عزّوجلّ جعل لكل نبي عدواً من المشركين كماقال في كتابه و بحسب جلالة منزلة نبيّنا9 عند ربّه كذلك عظم محنته لعدوّه الذي عاد منه في حال شقاقه و نفاقه كل اذي و مشقة لدفع نبوّته و تكذيبه ايّاه و سعيه في مكارهه و قصده لنقض كلّ ماابرمه و اجتهاده و من مالأه علي كفره و فساده و الحاده في ابطال دعواه و تغيير ملّته و مخالفة سنّته و لم‏ير شيئاً ابلغ في تمام كيده من تنفيرهم عن موالاة وصيّه و ايحاشهم منه و صدّهم عنه و اغرائهم بعداوته

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 53 *»

و القصد لتغيير الكتاب الذي جاء به و اسقاط مافيه من فضل ذوي الفضل و كفر ذوي الكفر منه و ممن وافقه علي ظلمه و بغيه و شركه و لقدعلم اللّه ذلك منهم فقال انّ الذين يلحدون في اياتنا لايخفون علينا و قال يريدون ان‏يبدّلوا كلام اللّه و لقداحضروا الكتاب كملاً مشتملاً علي التأويل و التنزيل و المحكم و المتشابه و الناسخ و المنسوخ لم‏يسقط منه حرف الف و لا لام فلماوقفوا علي مابيّنه اللّه من اسماء اهل الحق و الباطل و انّ ذلك ان‏ظهر نقض ماعقدوه قالوا لاحاجة لنا فيه نحن مستغنون عنه بماعندنا و لذلك قال سبحانه فنبذوه وراء ظهورهم و اشتروا به ثمناً قليلاً فبئس مايشترون ثم دفعهم الاضطرار بورود المسائل عليهم عمالايعلمون تأويله الي جمعه و تأليفه و تضمينه من تلقائهم مايقيمون به دعائم كفرهم فصرخ مناديهم من كان عنده شي‏ء من القرءان فليأتنا به و وكّلوا تأليفه و نظمه الي بعض من وافقهم علي معاداة اولياء اللّه فألّفه علي اختيارهم و مايدلّ للمتأمّل علي اختلال تمييزهم و افترائهم و تركوا منه ماقدّروا انّه لهم و هو عليهم و زادوا فيه ماظهر تناكره و تنافره و علم اللّه انّ ذلك يظهر و يبين فقال ذلك مبلغهم من العلم و انكشف لاهل الاستبصار عوارهم و افتراؤهم و الذي بدأ في الكتاب من الازراء علي النبي9 من فرية الملحدين و لذلك قال ليقولون منكراً من القول و زوراً و يذكر جلّ‏وعزّ لنبيّه9مايحدثه عدوّه في كتابه من بعده بقوله و ماارسلنا من قبلك من رسول و لانبي الاّ اذا تمنّي القي الشيطان في امنيّته فينسخ اللّه مايلقي الشيطان ثم يحكم اللّه اياته يعني انّه مامن نبي تمنّي مفارقة مايعاينه من نفاق قومه و عقوقهم و الانتقال عنهم الي دار الاقامة الاّ القي الشيطان المعرض بعداوته عند فقده في الكتاب الذي انزل عليه ذمّه و القدح فيه و الطعن عليه فينسخ اللّه ذلك من قلوب المؤمنين فلاتقبله و لاتصغي اليه غير قلوب المنافقين و الجاهلين و يحكم اللّه اياته بأن‏يحمي اولياءه من الضلال و العدوان و مشايعة اهل الكفر و الطغيان الذين لم‏يرض اللّه ان‏يجعلهم كالانعام حتي قال بل هم اضلّ سبيلاً فافهم هذا و اعلمه و اعمل به.

ثم انّه7 بعد ان بيّن في هذا الحديث تأويل بعض المتشابهات كتأويل وجه اللّه

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 54 *»

في قوله تعالي فاينما تولّوا فثمّ وجه اللّه بالائمة و تأويل جنب اللّه في قوله سبحانه ان‏تقول نفس ياحسرتي علي مافرّطت في جنب اللّه بالائمة تعريفاً للخليقة قرب الائمة الي اللّه كالجنب و تأويل بقيّة اللّه خير لكم بالمهدي الذي يأتي عند انقضاء هذه النظرة الي غير ذلك من امثال هذه الايات و تأويلها قال: و انماجعل اللّه تبارك و تعالي في كتابه هذه الرموز التي لايعلمها غيره و غير انبيائه و حججه في ارضه لعلمه بمايحدثه في كتابه المبدّلون من اسقاط اسماء حججه منه و تلبيسهم ذلك علي الامّة ليعينوهم علي باطلهم فاثبت فيه الرموز و اعمي قلوبهم و ابصارهم لما عليهم في تركها و ترك غيرها من الخطاب الدالّ علي مااحدثوه فيه و جعل اهل الكتاب المقيمين به و العالمين بظاهره و باطنه من شجرة اصلها ثابت و فرعها في السماء تؤتي اكلها كلّ حين باذن ربّها اي يظهر مثل هذا العلم لمحتمليه في الوقت بعد الوقت و جعل اعداءها اهل الشجرة الملعونة الذين حاولوا اطفاء نور اللّه بأفواههم و يأبي اللّه  الاّ ان يتمّ نوره و لو علم المنافقون لعنهم اللّه ماعليهم من ترك هذه الايات التي بيّنت لك تأويلها لاسقطوها مع مااسقطوا منه ولكن اللّه تبارك اسمه ماض حكمه بايجاب الحجّة علي خلقه كماقال فللّه الحجّة البالغة اغشي ابصارهم و جعل علي قلوبهم اكنّة عن تأمّل ذلك فتركوه بحاله و حجبوا عن تأكيد الملتبس بابطاله فالسعداء يتثبتون عليه و الاشقياء يعمون عنه و من لم‏يجعل اللّه له نوراً فماله من نور ثمّ انّ اللّه جلّ ذكره بسعة رحمته و رأفته بخلقه و علمه بمايحدثه المبدّلون من تغيير كتابه قسّم كلامه ثلثة اقسام فجعل قسماً منه يعرفه العالم و الجاهل و قسماً لايعرفه الاّ من صفي ذهنه و لطف حسّه و صحّ تمييزه ممن شرح اللّه صدره للاسلام و قسماً لايعرفه الاّ اللّه و امناؤه الراسخون في العلم و انما فعل ذلك لئلاّيدّعي اهل الباطل من المستولين علي ميراث رسول‏اللّه من علم الكتاب ما لم‏يجعل اللّه لهم و ليقودهم الاضطرار الي الايتمار لمن ولاّه امرهم فاستكبروا عن طاعته تعزّزاً و افتراءً علي اللّه عزّوجلّ و اغتراراً بكثرة من ظاهرهم و عاونهم و عاند اللّه جلّ اسمه و رسوله فامّا ماعلمه الجاهل و العالم من فضل رسول‏اللّه9 من كتاب اللّه فهو قول اللّه

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 55 *»

سبحانه و تعالي من يطع الرسول فقداطاع اللّه و قوله انّ اللّه و ملائكته يصلّون علي النبي ياايّها الذين امنوا صلّوا عليه و سلّموا تسليماً و لهذه الاية ظاهر و باطن فالظاهر قوله صلّوا عليه و الباطن قوله و سلّموا تسليماً اي سلّموا لمن وصّاه و استخلفه عليكم فضله و ماعهد به اليه تسليماً و هذا ممّااخبرتك انّه لايعلم تأويله الاّ من لطف حسّه و صفي ذهنه و صحّ تمييزه و كذلك قوله سلام علي ال يس لان اللّه سمي النبي9 بهذا الاسم حيث قال يس و القرءان الحكيم انك لمن المرسلين لعلمه بانهم يسقطون قول سلام علي ال‏محمّد كمااسقطوا غيره و مازال رسول‏اللّه9 يتألفهم و يقرّبهم و يجلسهم عن يمينه و شماله حتي اذن اللّه عزّوجلّ له في ابعادهم بقوله و اهجرهم هجراً جميلاً و بقوله فما للذين كفروا قبلك مهطعين عن اليمين و عن الشمال عزين ايطمع كلّ امرئ منهم ان‏يدخل جنّة نعيم كلاّ انّا خلقناهم ممايعلمون.

و قال7 و اما ظهورك علي تناكر قوله تعالي فان خفتم الاّتقسطوا في اليتامي فانكحوا ماطاب لكم من النساء و ليس يشبه القسط في اليتامي نكاح النساء و لا كلّ النساء ايتام فهو مما قدمت ذكره من اسقاط المنافقين من القرءان و بين القول في اليتامي و بين نكاح النساء من الخطاب و القصص اكثر من ثلث القرءان و هذا و مااشبهه مماظهرت حوادث المنافقين فيه لاهل النظر و التأمّل و وجد المعطّلون و اهل الملل المخالفة للاسلام مساغاً الي القدح في القرءان و لو شرحت لك كلما اسقط و حرّف و بدّل ممايجري هذا المجري لطال و ظهر ماتحظر التقيّة اظهاره من مناقب الاولياء و مثالب الاعداء.

ثم قال7 و امّا قوله انما اعظكم بواحدة فانّ اللّه جلّ ذكره انزل عزائم الشرايع و ايات الفرايض في اوقات مختلفة كما خلق السموات و الارض في ستة ايام و لو شاء ان يخلقها في اقل من لمح البصر لخلق و لكنه جعل الاناة و المداراة مثالاً لامنائه و ايجاباً للحجة علي خلقه فكان اوّل ماقيّدهم به الاقرار بالوحدانيّة و الربوبيّة و الشهادة بان لااله الاّاللّه فلمّا اقرّوا بذلك تلاه بالاقرار لنبيّه بالنبوّة و الشهادة له بالرسالة فلمّا انقادوا لذلك

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 56 *»

فرض عليهم الصلوة ثم الصوم ثم الحج ثم الجهاد ثم الزكوة ثم الصدقات و مايجري مجراها من مال الفي‏ء فقال المنافقون هل بقي لربّك علينا شي‏ء اخر يفترضه فتذكره لتسكن انفسنا انّه لم‏يبق غيره فأنزل اللّه في ذلك قل انّما اعظكم بواحدة يعني الولاية فأنزل انّما وليّكم اللّه و رسوله و الذين امنوا الاية و ليس بين الامة خلاف انّه لم‏يؤت الزكوة يومئذ احد و هو راكع غير رجل واحد و لو ذكر اسمه في الكتاب لاسقط مع مااسقط من ذكره و هذا و مااشبهه من الرموز التي ذكرت لك ثبوتها في الكتاب ليجهل معناها المحرّفون فيبلغ اليك و الي امثالك و عند ذلك قال الله عزّوجلّ اليوم اكملت لكم دينكم الاية.

و اما قوله و ماظلمونا ببغضهم اولياءنا و معونة اعدائهم عليهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون اذ حرموها الجنّة و اوجبوا عليها خلود النار.

و اما قوله سبحانه و ماارسلناك الاّ رحمة للعالمين فانّ اللّه تبارك و تعالي اسمه انماعني بذلك انّه جعله سبيلاً لانظار اهل هذه الدار لانّ الانبياء قبله بعثوا بالتصريح لا بالتعريض فكان النبي9 منهم اذا صدع بامر اللّه و اجابه قومه سلموا و سلم اهل دارهم من سائر الخليقة و ان خالفوه هلكوا و هلك اهل دارهم بالافة التي كان نبيّهم يتوعّدهم بها و يخوفهم حلولها و نزولها بساحتهم من خسف او قذف او رجف او ريح او زلزلة او غير ذلك من اصناف العذاب التي هلكت بها الامم الخالية و ان اللّه علم من نبيّنا و من الحجج في الارض الصبر علي ما لم‏يطق من تقدّمهم من الانبياء و الصبر علي مثله فبعثه اللّه بالتعريض لا بالتصريح و اثبت حجة اللّه تعريضاً لا تصريحاً بقوله في وصيّه من كنت مولاه فهذا مولاه و هو مني بمنزلة هرون من موسي الاّ انّه لانبي بعدي و ليس من خليقة النبي و لا من شيمته ان‏يقول قولاً لامعني له فلزم الامّة ان‏تعلم انّه لمّاكانت النبوة و الاخوّة موجودتين في خلقة هرون و معدومتين فيمن جعله النبي9بمنزلته انّه قداستخلفه علي امّته كمااستخلف موسي هرون حيث قال اخلفني في قومي و لو قال لهم لاتقلّدوا الامامة الاّ فلاناً بعينه و الاّ نزل بكم العذاب لاتاهم العذاب و زال باب

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 57 *»

الانظار و الامهال؛ الخبر.

انظر في هذا الخبر الشريف حتي تعرف كناياته و اشاراته و انما ذكرناه بطوله لكثرة محصوله.

«الفصل الخامس‏عشر»

في ذكر بعض الاخبار التي تدلّ علي انّ اللّه سبحانه كثيراًمّا اراد في كتابه بحسب التأويل و الباطن بالالفاظ و الخطابات و الكلمات الواردة علي سبيل العموم خصوص بعض افراد ماصدقت هي عليه كالائمة و شيعتهم و الخلفاء و اتباعهم و الاخبار التي تدلّ علي حذف بعض المتعلّقات و المضافات التي تخصّ الكلمة بشي‏ء دون شي‏ء كمااشرنا الي ذلك سابقاً و ذلك لانّ ٭ سرّ الحبيب يكون مع الحبيب و لايطّلع عليه الرقيب ٭ حتي تكون محفوظة من الدسّ و الانحراف و التغيير و التبديل و يدلّ علي ذلك احاديث كثيرة منها مامرّ سابقاً في الفصل الرابع في وجه حذف متعلقات الكلمات القرءانيّة و منويّاتها و مضافاتها و سيأتي كثير منها في ذيل فقرة ياايّها الذين كفروا و فقرة ياايّها الذين امنوا و نحن نذكر شطراً منها هنا تذكرة لاولي الابصار. فعن الصادق7 في قوله تعالي انّ الذين امنوا يعني برسول اللّه9 في اول الامر ثم كفروا يعني حين عرضت عليهم الولاية في الغدير و غيره ثم امنوا يعني ببيعة علي بامر النبي9 ثم كفروا يعني بعد النبي9 . و عنه7 ايضاً عند قوله تعالي سأل سائل بعذاب واقع للكافرين بولاية علي7 ليس له دافع ثم قال هكذا نزل به جبرئيل7 . و في تفسير الامام7 في قوله تعالي انّ الذين كفروا قال يعني انّ الذين كفروا باللّه و بما امن به المؤمنون بتوحيد اللّه و نبوّة محمّد رسول‏اللّه و وصيّة علي ولي اللّه و الائمة الطاهرين صلوات‏اللّه عليهم‏اجمعين. و قال في موضع اخر يعني الكافرين المكذّبين بكلام اللّه و نبيّه الناصبين العداوة لوصيّه و وصي علي7 . و قال في موضع اخر يعني الذين كفروا بمحمّد بمعارضتهم في علي7 بـ لم و كيف. و قال في موضع اخر يعني الكافرين

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 58 *»

بمحمّد الشاكّين في نبوّته و الدافعين لحقّ علي اخيه و الجاحدين لامامته. و عن الصادق7 في قوله تعالي و ليعلمنّ المنافقين يعني الذين انكروا ولاية علي7 . الي غير ذلك من الاخبار الواردة في هذا المضمار و قدذكرنا شطراً منها ايضاً في الفصول السابقة لاسيّما الفصل الرابع و الفصل الرابع‏عشر و سنذكر شطراً منها في الفصول الاتية لاسيّما الفصل السادس‏عشر.

«الفصل السادس‏عشر»

في ذكر بعض الاخبار التي تدلّ علي انّ القرءان نزل بـ ٭ اياك اعني و اسمعي ياجارة ٭ بمعني انّه ربّمايكون وجه الخطاب الي رجل و المراد منه رجل اخر و ربّمايكون صدر الاية خطاباً الي رجل و اخرها الي رجل اخر. قال ابوعبداللّه7 نزل القرءان بايّاك اعني و اسمعي ياجارة الخبر. و هو مثل يضرب لمن يتكلّم بكلام مخاطباً الي احد و يريد به غير المخاطب. و عن ابي‏عبداللّه7 ماخاطب اللّه به نبيّه فهو يعني به من قدمضي في القرءان مثل قوله و لولا ان ثبّتناك لقدكدت تركن اليهم شيئاً قليلاً عني بذلك غيره. و في خبر جابر انّ الاية لتكون اوّلها في شي‏ء و اخرها في شي‏ء. و عن الصادق7 في قوله تعالي قولوا امنّا باللّه و ماأنزل الينا الاية قال اما قوله قولوا فهم ال‏محمّد: و قوله فان امنوا بمثل ماامنتم به فقداهتدوا فهم ساير الناس. و عن الباقر7 في هذه الاية قال عني بقوله قولوا امنّا عليّاً و الحسن و الحسين و فاطمة: و جرت بعدهم في الائمة قال ثم رجع القول من اللّه في الناس فقال و ان امنوا يعني الناس بمثل ما امنتم به يعني عليّاً7 و فاطمة و الحسن و الحسين و الائمة من بعدهم فقداهتدوا و ان تولّوا فانّما هم في شقاق. و سئل اميرالمؤمنين7 عن قوله تعالي ان اشكر لي و لوالديك الي المصير فقال الوالدان اللذان اوجب اللّه لهما الشكر هما اللذان ولدا العلم و ورثا الحكم و امر الناس بطاعتهما ثم قال اللّه الي المصير فمصير العباد الي اللّه و الدليل علي ذلك الوالدان ثم عطف القول علي ابن‏حنتمة و صاحبه فقال في الخاص و

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 59 *»

العام و ان جاهداك علي ان‏تشرك بي يقول في الوصيّة و تعدل عمن امرت بطاعته فلاتطعهما و لاتسمع قولهما ثم عطف القول علي الوالدين فقال و صاحبهما في الدنيا معروفاً يقول عرّف الناس فضلهما و ادع الي سبيلهما و ذلك قوله تعالي و اتّبع سبيل من اناب الي ثم الي مرجعكم فقال الي اللّه ثم الينا فاتّقوا اللّه و لاتعصوا الوالدين فانّ رضاهما رضي اللّه و سخطهما سخط اللّه. الي غير ذلك من الاخبار الواردة في هذا المضمار. قال في «مرءاة الانوار» و لعلّ السرّ في ذلك ماروي في قرب الاسناد عن البزنطي فيما كتب اليه الرضا7انّ الصادق7 قال اذا قيل في المرأ شي‏ء فلم‏يكن فيه ثم كان في ولده من بعده فقدكان فيه اذ علي هذا اذا كان في الامة التي هي بمنزلة الولد للرسول و الامام شي‏ء من الخير و الشرّ فلاينافي لو نسب ذلك الي الرسول او الي الامام تجويزاً و كذا بالعكس كما انّه من هذا القبيل ماسيأتي من نسبة اللّه تعالي الي نفسه مجازاً ماصدر بالنسبة الي عباده المقرّبين و من تعبير اللّه سبحانه عن انكار ولاية علي7 بانكار نبوّة النبي9و من جعله منكر هذا بمنزلة منكر ذلك حيث انّ عليّاً7بمنزلة النبي9 و ولده و رئيس امّته.

اقول: من الفصاحة التامّة و البلاغة الكاملة و الملاحة المليحة عند الفصحاء و البلغاء و المؤدّبين بل و ذلك معروف عند عامّة المتكلّمين ان‏يخاطب الي رجل و يريد به الاخر مع ذكر القرينة فانّ ذلك ابلغ من التصريح و اشدّ اثراً و وقعاً في الاذان و القلوب كمااشتهر ٭ انّ الكناية ابلغ من التصريح ٭ و في المثل المعروف بالفارسيّة ٭ در به تو مي‏گويم ، ديوار تو بشنو ٭ فليس ذلك من باب الخبر المزبور بل ذلك شي‏ء معروف عند اهل كل لسان و قوم قال اللّه سبحانه و ماارسلنا من رسول الاّ بلسان قومه فهو من باب هذه الاية كسائر الايات الفرقانيّة او ذلك غير مراد من شخص مخصوص كالخطابات التي في الكتب و الرسالات مثل قولك «اعلم»، «افهم»، «تأمّل» و لست تريد من تلك الخطابات شخصاً معيّناً و رجلاً مخصوصاً بل المراد منها كلّ من يقرأ كتابك و يسمع كلامك فكذلك المراد من تلك الخطابات التي في القرءان من قبيل قوله

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 60 *»

فلاتكوننّ اي ايّها السامع منه و الناظر فيه و ذلك ايضاً استعمال شايع معروف عند كل اهل لسان و لغة و قوم كماذكرنا شواهده او المراد منها المتّصفون بتلك الاوصاف مثلاً قوله  فلاتكوننّ من الجاهلين المراد منه الجاهلون و لاتكوننّ من الفاسقين الخطاب الي الفسّاق و الفجّار و هذا الاستعمال ايضاً شايع معروف الي غير ذلك من الوجوه.

«الفصل السابع‏عشر»

في ذكر بعض الاخبار التي تدلّ علي انّ الضمائر و الكنايات ربّماتكون بحسب التأويل و البطن راجعة الي شي‏ء ليس بمذكور صريحاً في لفظ القرءان كالضمائر و الكنايات التي ورد رجوعها الي الولاية او الي علي7 او الي سائر الائمة: او شيعتهم او الي الخلفاء او الي اتباعهم او نحو ذلك. فعن المفضّل قال سألت اباعبداللّه7 عن قول اللّه عزّوجلّ قالوا ائت بقرءان غير هذا او بدّله قال قالوا او بدّل عليّاً7 . و في حديث احمد بن ابراهيم عنهم: قالوا و تجعلون رزقكم اي شكركم النعمة التي رزقكم و مامنّ عليكم بمحمّد و اله انّكم تكذّبون اي بوصيّه فلولا اذا بلغت الحلقوم و انتم حينئذ تنظرون الي وصيّه علي7 يبشّر وليّه بالجنّة و نحن اقرب اليه منكم يعني اقرب الي اميرالمؤمنين علي7 منكم و لكن لاتبصرون اي لاتعرفون. و سيأتي ان‏شاءاللّه في قوله تعالي في سورة الصافّات و انّ من شيعته لابراهيم و في سورة النساء و ان من اهل الكتاب الاّ ليؤمننّ به قبل موته انّ كناية شيعته و به راجعتان الي علي7 . و عن ابي‏جعفر7 في قوله تعالي في سورة المدّثّر انّها لاحدي الكبر نذيراً للبشر قال يعني فاطمة. و عنه7 ايضاً في قول اللّه تعالي نزل به الروح‏الامين علي قلبك الاية قال هي الولاية لاميرالمؤمنين7 و في قوله تعالي انّه لفي زبر الاوّلين قال هي ولاية علي7. الي غير ذلك من الاخبار التي سيأتي ان‏شاءاللّه في تضاعيف الكتاب و قدمرّ بعض شواهدها في الفصول السابقة لاسيّما في الفصل الرابع و الرابع‏عشر و السادس‏عشر و سيأتي بعضها ايضاً في الفصول الاتية.

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 61 *»

«الفصل الثامن‏عشر»

في بعض الاخبار التي تدلّ علي انّه ربّمايكون لفظ في القرءان علي صيغة الماضي و يريد به المستقبل الاتي او المستقبل و اراد به الماضي. قال ابوجعفر7 اذا علم اللّه شيئاً هو كائن اخبر عنه خبر ما قدكان الخبر. و من هذا الباب ماتري في القرءان من احوال الرجعة و القيمة و البرزخ و الاخرة و متعلّقاتها من البعث و الحشر و النشر و الثواب و العقاب و الجنّة و النار و الصراط و الميزان و امثالها بعضها او اكثرها بلفظ الماضي. قال اللّه سبحانه في يوم كان مقداره الف سنة مماتعدّون و قال و لاتخزنا يوم القيمة انّك لاتخلف الميعاد فاستجاب لهم ربّهم و قال الذين يبخلون و يأمرون الناس بالبخل الي قوله و اعتدنا للكافرين عذاباً مهيناً و قال سبحانه يوم تقلّب وجوههم في النار يقولون ياليتنا اطعنا اللّه و اطعنا الرسولا و قالوا ربّنا انّا اطعنا سادتنا و كبراءنا فأضلّونا السبيلا و قال سبحانه قال الذين استكبروا للذين استضعفوا انحن صددناكم عن الهدي بعد اذ جاءكم بل كنتم مجرمين و قال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل و النهار اذ تأمروننا ان‏نكفر باللّه و نجعل له انداداً و اسرّوا الندامة لمّارأوا العذاب و جعلنا الاغلال في اعناق الذين كفروا و لوتري اذ فزعوا فلافوت و اخذوا من مكان قريب و قالوا امنّا به و انّي لهم التناوش من مكان بعيد و قدكفروا به من قبل الي ان قال و حيل بينهم و بين مايشتهون كمافعل بأشياعهم و قال و نفخ في الصور فاذا هم من الاجداث الي ربّهم ينسلون قالوا ياويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ماوعد الرحمن و صدق المرسلون و قال ان كانت الاّ صيحة واحدة و قال و امتازوا اليوم و قال و قالوا ياويلنا هذا يوم الدين و قال و اقبل بعضهم علي بعض يتساءلون قالوا انّكم كنتم تأتوننا عن اليمين قالوا بل لم‏تكونوا مؤمنين و ماكان لنا عليكم من سلطان فاقبل بعضهم علي بعض يتساءلون قال قائل منهم انّي كان لي قرين و قال قال هل انتم مطّلعون فاطّلع فرءاه في سواء الجحيم قال تاللّه ان كدت لتردين الي غير ذلك من الايات الواردة في هذا المضمار و هي اكثر من ان‏تعدّ و

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 62 *»

تحصي. قال بعض المحقّقين في وجه ذلك: انّ هذه الوقايع لمّاكانت يقينيّة الوقوع عبّر اللّه سبحانه عنها بلفظ الماضي.

اقول: و لنا في ذلك بيانات كثيرة: منها علمه سبحانه بوقوعها فيماسيأتي فكانّه يراها قدوقعت و امضيت فعبّرت عنها بلفظ الماضي. و منها انّ الماضي و المستقبل بالنسبة الينا و اما بالنسبة اليه سبحانه فجميع مادخل عرصة الوجود او سيدخل عندنا فهو قددخل عنده سبحانه فلذا عبّر عنها بلفظ الماضي. و منها انّ من كان له عين يري جميع ذلك موجوداً ثابتاً في موضعه و مكانه و العين التي تراها موجودة هي العين الدهريّة او السرمديّة فمن نظر بتلك الاعين يري جميع ذلك موجوداً معيّناً ثابتاً كمايدلّ علي ذلك الاخبار التي تدلّ علي انّ الجنّة و النار مخلوقتان موجودتان الان في محلّهما و كذلك سائر اوضاع الاخرة كلها موجودة مخلوقة اليوم في محلّها و مكانها و ذلك من بديهيّات ابناء الحكمة و من هذا الباب ايضاً نسبة مافعله السابقون الي اللاحقين و اجراء الملاحم و الوقايع السالفة في الازمان اللاحقة و من لم‏يفتح له هذا العين ظنّ انّ ذلك الاستعمال من باب المجازات اللغويّة و العقليّة ولكنّ الحق انّ ذلك من باب الحقيقة او الحقيقة بعد الحقيقة فانّ استعمال اللفظ علي الموصوف بتلك الصفة الملفوظة حقيقةً حقيقةٌ و علي الموصوف بها مجازاً و عرضيّاً و تابعاً حقيقةٌ بعد حقيقة كاستعمال الشمس علي القرص السماوي و علي الاضواء المنبثّة في الهواء و قدأثبتنا ذلك مفصّلاً في موضعه.

«الفصل التاسع‏عشر»

اعلم انّ اللّه سبحانه واحد في ذاته و في صفاته و في افعاله و في عبادته فلاوجود و لاكون لاحد سواه فهو الموجود الكائن بالذات و لاحي و لاقيّوم و لاسميع و لابصير و لاعليم و لاحكيم سواه فهو الحي القيّوم السميع البصير العليم الحكيم و لافعل و لاعمل لاحد سواه فهو الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 63 *»

يفعل من ذلكم من شي‏ء و لامحرّك في الوجود الاّ اللّه و لايغيّر الشي‏ء من جوهريّته الي جوهر اخر غير اللّه و لكنّه سبحانه ابي ان‏يجري الاشياء الاّ باسبابها و جعل لكلّ شي‏ء سبباً و ذاته سبحانه منزّهة عن ان‏يكون سبباً لشي‏ء فانّه سبحانه قدّوس سبّوح منزّه مبرّؤعن المقاربة و السببيّة سبحان ربّك ربّ العزّة عمّايصفون فالاسباب في الخلق و من الخلق و لاشكّ انّ السبب مقدّم علي المسبّب و العلّة مقدّم علي المعلول رتبةً و من اجماعيّات المذهب بل الملّة انّ محمّداً9 و اله: مقدّمون علي جميع المخلوقات بل و ذلك صريح كثير من الايات المحكمات و مفاد غيريسير من الاخبار المتواترات فهم: هم السبب الاعظم بمقتضي تلك الايات و الاخبار قال سبحانه قل ان كان للرحمن ولد فأنا اوّل العابدين و قال و انا اوّل المسلمين و الاخبار التي تدلّ علي انّهم اوّل ماخلق اللّه و اشرف ماخلق اللّه كثيرة جدّاً معروفة بحيث لانحتاج الي ذكرها و قدورد اخبار كثيرة صريحة فانّهم: هم السبب لخلق الخلق. ففي نهج‏البلاغة نحن صنائع اللّه و الخلق بعد صنائع لنا. و في خبر داود بن فرقد و نحن سبب خلق الخلق و سبب تسبيحهم و عبادتهم فبنا عرف اللّه و بنا وحّد و عبد و بنا اثاب من اثاب و عاقب من عاقب. و عن الصادق7 نحن السبب بينكم و بين اللّه عزّوجلّ. و في حديث الثقلين السبب الاكبر كتاب اللّه سبب طرفه بيد اللّه و سبب طرفه بأيديكم و الثقل الاصغر عترتي و اهل‏بيتي الخبر. فاللّه سبحانه هو الفاعل لمايشاء بمايشاء لكنه شاء ان‏يفعل الفعل بمحمّد و اله فجميع الافعال التي تصدر من اللّه سبحانه انّماتصدر منه بهم: و ذلك هو سرّ اتيان اللّه سبحانه بعض الصيغ بل اكثرها بلفظ المتكلم مع‏الغير كقوله انّا انزلناه في ليلة القدر و قوله يوم نطوي السماء كطي السجلّ للكتب و قوله انّ الذين كفروا باياتنا سوف نصليهم ناراً كلّما نضجت جلودهم بدّلناهم جلوداً غيرها و قال سندخلهم جنّات تجري من تحتها الانهار و قال و ندخلهم ظلاًّ ظليلاً و قال لو انّا كتبنا عليهم و قال و اذاً لاتيناهم من لدنّا اجراً عظيماً و قال و ان كنتم في ريب ممّانزّلنا علي عبدنا و قال انّا اعطيناك الكوثر الي غير ذلك من الايات التي عبّر عن افعالها بلفظ المتكلم مع‏الغير و

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 64 *»

ربما نسب اللّه الفعل الي نفسه كقوله اللّه يتوفي الانفس حين موتها و ربما نسبه الي السبب و الالة كقوله تتوفّيهم الملائكة و ربما نسبه الي نفسه و الي الالة جميعاً كقوله و امّا نرينّك بعض الذي نعدهم او نتوفّينّك فالينا مرجعهم الاية.

بالجملة المقصود انّه سبحانه لايباشر بذاته الافعال بل انّما يجريها بالاسباب و علمت انّ اعظم الاسباب و مسبّبها هم ال‏محمّد: فالفاعل الحق و السبب المطلق لخلق الخلق هو اللّه الحقّ جلّ‏شأنه و امّا الفاعل المباشر و السبب المتّصل لفعل الافعال جملةً هو ال‏محمّد: و ان كان بعض الخلق بالنسبة الي بعض منهم سبب و مسبّب و علّة و معلول و فاعل و مفعول لكن علّة العلل و مسبّب الاسباب و فاعل الافعال هو محمّد و اله: فلو نسبنا بعض الافعال التي نسب في ظاهر القرءان الي اللّه الي الولي فهو من هذا الباب. قال اميرالمؤمنين7 كمال التوحيد نفي الصفات عنه لشهادة كلّ صفة انّها غير الموصوف و شهادة كل موصوف انّه غير الصفة و شهادة الصفة و الموصوف بالاقتران الممتنع من الازل. و قال اللّه تعالي سبحان ربّك ربّ العزّة عمّايصفون. و كذلك الامر في وصفنا الولي ببعض الصفات التي وصف بها اللّه في ظاهر القرءان فانّه هو موضع الصفة و موقعها قال7 من عرف مواقع الصفة بلغ قرار المعرفة. فاحفظ هذه المقّدمة تفتح لك ابواباً جمّة و اقفالاً كثيرة من ابواب التأويل و اقفال الباطن ان‏شاءاللّه.

«الفصل العشرون»

اعلم انّ اللّه سبحانه ذات احديّة قدطوت بأحديّتها جميع ماسويها طي الامتناع البحت الباتّ فليس شي‏ء اصلاً حتي تنسب هذه الذات اليه او هو ينسب اليها و كذا ليس شي‏ء حتي تقترن به او هو يقترن بها و ليس شي‏ء اصلاً حتي تضاف اليه او هو يضاف اليها فقل بقول مطلق لاينسب الي الله شي‏ء و لاينسب هو الي شي‏ء و لايقترن بشي‏ء و لايقترن به شي‏ء و لايضاف الي شي‏ء و لايضاف اليه شي‏ء و لايدنو من شي‏ء و

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 65 *»

لايدنو منه شي‏ء و لايقرب من شي‏ء و لايقرب منه شي‏ء و لايبعد عن شي‏ء و لايبعد عنه شي‏ء و لايتّحد بشي‏ء و لايتحد معه شي‏ء و لايباين من شي‏ء و لايباين منه شي‏ء و لايضادّ مع شي‏ء و لايضادّ معه شي‏ء و هكذا فلاينسب اليه فعل من الافعال و لاعمل من الاعمال فمامعني نسبة بعض الافعال و الاعمال كالظلم و الانتقام و الاقراض و الاحسان و الارشاد و الهداية اليه و امثالها من الافعال الصادرة من الخلق او مطلق الافعال و الصفات و قدكشف عن هذا المعضل و اوضح عن هذا المشكل ابوعبداللّه7 قال في قول اللّه عزّوجلّ فلمّا اسفونا انتقمنا منهم انّ اللّه تعالي لايأسف كأسفنا ولكنّه خلق اولياء لنفسه يأسفون و يرضون و هم مخلوقون مربوبون فجعل رضاهم رضا نفسه و سخطهم سخط نفسه لانّه جعلهم الدعاة اليه و الادلاّء عليه فلذلك صاروا كذلك و ليس انّ ذلك يصل الي اللّه كمايصل الي خلقه لكن هذا معني ماقال من ذلك و قدقال من اهان لي وليّاً فقدبارزني بالمحاربة و دعاني اليها و قال و من يطع الرسول فقدأطاع اللّه و قال انّ الذين يبايعونك انمايبايعون اللّه يد اللّه فوق ايديهم فكلّ هذا و شبهه علي ماذكرت لك و هكذا الرضا و الغضب و غيرهما من الاشياء ممايشاكل ذلك الخبر. فلونسبنا شيئاً نسب الي اللّه الي الولي و الائمة او شيعتهم فهو من هذا الباب ايضاً و هذا الخبر دليلنا و حجّتنا مضافاً الي مامرّ من الادلّة الحكميّة الالهيّة المسلّمة عند كل احد بعد التدبّر و التفكّر و هذا ايضاً باب يفتح منه الف باب من ابواب التأويل و الباطن فاحفظه و مجمل القول انّ اللّه سبحانه يُظلَم بظلم ال‏محمّد: و يهان باهانتهم و يكرم باكرامهم و يعزّ باعزازهم و يهدي اليه بالهداية اليهم و يرشد اليه بالارشاد اليهم و يقرض باقراضهم و يمنع بمنعهم و يبخل بالبخل بهم و يضرب بضربهم و يقتل بقتلهم و يسبّ بسبّهم و يحبّ بحبّهم و يعرف بمعرفتهم و ينكر بانكارهم وهكذا من يطع الرسول فقداطاع اللّه. انّ الذين يبايعونك انمايبايعون اللّه السلام علي الذين من عرفهم فقدعرف اللّه و من جهلهم فقدجهل اللّه و من انكرهم فقدانكر اللّه بنا عبد اللّه و لولانا ماعبد اللّه و بنا عرف اللّه و لولانا ماعرف اللّه من اطاعكم فقداطاع اللّه و من احبّكم فقداحبّ اللّه و

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 66 *»

من ابغضكم فقدابغض اللّه و من اعتصم بكم فقداعتصم باللّه و من جحدكم فقدجحد اللّه فبنا عرف اللّه و بنا عبد اللّه و بنا وحّد اللّه. و بنا اكرم اللّه من اكرم من جميع خلقه و بنا اثاب من اثاب و عاقب من عاقب. من اذي لي وليّاً فقدبارزني بالمحاربة و دعاني اليها. انّ برخاً يضحكني كلّ يوم ثلث مرّات. من سرّ مؤمناً فقدسرّني و من سرّني فقدسرّ اللّه. الرادّ عليك هذا الامر كالرادّ علي و الرادّ علي كالرادّ علي اللّه. من زارني في حيوتي او بعد موتي فقدزار اللّه. الي غير ذلك من الايات و الاخبار و الزيارات و هي كثيرة جدّاً اكتفينا بماذكرنا.

«الفصل الحادي و العشرون»

في الاخبار التي تدلّ علي انّه اطلق لفظ «اللّه» و «الاله» و «الربّ» و امثالها علي الامام و الائمة في القرءان في مواضع عديدة بحسب الظاهر فضلاً عن التأويل و الباطن بل هكذا حال بعض الكنايات الراجعة اليه سبحانه بل الافعال المنسوبة اليه كالعبادة و الاطاعة و المعرفة و الرضا و السخط و السبّ و المخالفة و الغني و الفقر الي غير ذلك مماسيأتي فانّها كمامرّ منسوبة الي الائمة فهذا الفصل من متمّمات الفصل السابق و دليل له. فعن الطبرسي في الاحتجاج عن علي7 انّه قال في حديث له طويل انّ قوله تعالي و هو الذي في السماء اله و في الارض اله و قوله و هو معكم اينما كنتم و قوله مايكون من نجوي ثلثة الاّ هو رابعهم فانما اراد بذلك استيلاء امنائه بالقدرة التي ركّبها فيهم علي جميع خلقه و انّ فعلهم فعله. و روي العياشي في تفسيره عن ابي‏بصير قال سمعت اباعبداللّه7 يقول و لاتتّخذوا الهين اثنين انما هو اله واحد يعني بذلك لاتتّخذوا امامين انما هو امام واحد. و عن كنزالفوائد للكراجكي عن علي بن اسباط عن ابراهيم الجعفري عن ابي‏الجارود عن ابي‏عبداللّه7في قوله تعالي ءاله مع اللّه بل اكثرهم لايعلمون قال اي امام هدي مع امام ضلال في قرن واحد. و عنه ايضاً عن سدير الصيرفي قال سمعت صامتاً بيّاع الهروي و قدسأل اباجعفر7 عن المرجئة فقال صلّ معهم و اشهد جنائزهم

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 67 *»

و عد مرضاهم و اذا ماتوا فلاتستغفر لهم فانّا اذا ذكرنا عندهم اشمأزّت قلوبهم و اذا ذكر الذين من دوننا اذا هم يستبشرون يعني بذلك باطن قوله تعالي و اذا ذكر اللّه وحده اشمأزّت قلوب الذين لايؤمنون بالاخرة و اذا ذكر الذين من دونه اذا هم يستبشرون. و نقل القمي في تفسير قوله تعالي و من يقل منهم انّي اله من دونه انّ المراد من زعم انّه امام و ليس بامام. و عن الكافي و غيبة النعماني عن جابر قال سألت الباقر7 عن قوله تعالي و من الناس من يتّخذ من دون اللّه انداداً يحبّونهم كحبّ اللّه قال هم اولياء فلان و فلان اتّخذوهم ائمة دون الامام الذي جعله اللّه للناس اماماً. و عن الكافي عن الصادق7سئل عن قوله تعالي هنالك الولاية للّه الحق قال ولاية علي7 . و عن الباقر7 في قوله تعالي لقدسمع اللّه قول الذين قالوا انّ اللّه فقير الاية قال هم يزعمون انّ الامام يحتاج منهم الي مايحملون اليه. و عن تفسير القمي في الاية المذكورة قال7 واللّه مارأوا اللّه فيعلمونه فقيراً ولكنّهم رأوا اولياء اللّه فقراء فقالوا لو كان غنيّاً لاغني اولياءه. و روي العياشي عن عمر الطيالسي عن الصادق7 انّه لمّاسئل عن قوله تعالي و لاتسبّوا الذين يدعون من دون اللّه فيسبّوا اللّه عدواً الاية قال7 يا عمر رأيت احداً يسبّ اللّه قال فقلت جعلني اللّه فداك فكيف قال من سبّ ولي اللّه فقدسبّ اللّه. و عن الصادق7انّه قال خرج الحسين7علي اصحابه فقال ايها الناس انّ اللّه عزّوجلّ ماخلق العباد الاّ ليعرفوه فاذا عرفوه عبدوه فاذا عبدوه استغنوا بعبادته عن عبادة ماسواه فقال له رجل ياابن رسول‏اللّه بابي انت و امّي فمامعرفة اللّه قال معرفة اهل كلّ زمان امامهم الذي يجب عليهم طاعته. و عن كتاب فضائل علي7 انّه قال لسلمان الفارسي و ابي‏ذر الغفاري رضي اللّه عنهما انّه لايستكمل احد الايمان حتي يعرفني بالنورانيّة فاذا عرفني بهذه المعرفة فقدامتحن اللّه قلبه للايمان و من قصر عن ذلك فهو شاكّ مرتاب ثم قال معرفتي بالنورانيّة معرفة اللّه و معرفة اللّه عزّوجلّ معرفتي بالنورانيّة و هو الدين الخالص الذي قال اللّه تعالي و ماأمروا الاّ ليعبدوا اللّه مخلصين له الدين. و عن القمي في تفسير قوله تعالي و لايشرك بعبادة ربه احداً انّ الصادق7 قال اي لايتّخذ مع ولاية ال‏محمّد

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 68 *»

غيرهم. و عن العياشي انّ الصادق7 قال في هذه الاية التسليم لعلي7 لايشرك معه في الخلافة من ليس له ذلك و لا هو من اهله. و عن القمي في تفسير قوله تعالي و اشرقت الارض بنور ربّها انّ الصادق7 قال اي رب الارض يعني امام الارض. و عن علي7في حديث له في الرجعة انا الربّ الذي يسكن الارض به. و عن مناقب ابن‏شهراشوب جاء في تفسير قوله تعالي و سقاهم ربهم شراباً طهوراً يعني سيّدهم علي7 . و عن البصائر عن الباقر7انّه قال في قوله تعالي و كان الكافر علي ربّه ظهيراً انّ تفسيرها في بطن القرءان علي هو ربّه في الولاية و الربّ هو الخالق الذي لايوصف. و عن تفسير القمي في قوله تعالي مثل الذين كفروا بربّهم اعمالهم كرماد اشتدّت به الريح الاية قال من لم‏يقرّ بولاية علي7بطل عمله مثل الرماد الذي تجي‏ء الريح فتحمله. و عن كنزالفوائد جاء في تفسير باطن اهل‏البيت في تأويل قوله تعالي و امّا من ظلم فسوف نعذّبه ثم يردّ الي ربّه فيعذّبه عذاباً نكراً انّ الامام7 قال هو يردّ الي اميرالمؤمنين7فيعذّبه عذاباً نكراً حتي يقول ياليتني كنت تراباً اي من شيعة ابي‏تراب.

«الفصل الثاني‏والعشرون»

اعلم انّ الاسماء و الكلمات و الالفاظ موضوعة علي الحدود و الصور و التشخّصات و التقيّدات و الانّيّات التي تعبّر عنها بالصفات علي المعني الاعمّ يعني ماهو غير الذات علي الظاهر فانّ حقيقة الشي‏ء و ذاته و نفسه هي تلك الحدود و الصور و المعروضة عليها هذه الصورة هي المادة الظاهرية و الذات الظاهرية العرضية التي تري انّها الذات و ليست بذات و انما هي مكان ظاهري لتلك الحدود و الصور و قدأثبتنا ذلك في موضعه و الدليل الاجمالي الذي نذكره هنا هو صدق الاسم الاتري انّ اسم الكلب يصدق عليه مادام باقياً علي الصورة الكلبيّة و اذا وقع في المملحة و صار ملحاً و تصوّر بالصورة الملحيّة لايسمّي بالكلب و انما يسمّي بالملح و كذلك الخمر مادام باقية علي الصورة الخمرية و صفاتها من السكر و غيره و اذا تغيّر صفاتها و صارت خلاًّ فهي خلّ

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 69 *»

لاخمر بالجملة لا شكّ و لا ريب انّ الاسماء و الكلمات و الالفاظ موضوعة علي الصفات و الحدود و الصور فمادام الشي‏ء يكون متّصفاً بصفة يصدق عليه اسم تلك الصفة الاتري انّ القائم قائم مادام متّصفاً بتلك الصفة و القاعد قاعد مادام متّصفاً به و اما اذا لم‏يقم زيد فلايسمّي بالقائم و اذا لم‏يقعد فلايسمّي بالقاعد و اي رجل في اي جزء من اجزاء الزمان قام و اتّصف بالقائميّة يسمّي بالقائم و كذلك الكافر و المؤمن فاي رجل في اي جزء من الزمان كفر يسمّي بالكافر و لافرق في صدق الاسم علي الرجل الكافر في اوّل الزمان و علي الرجل الكافر في اخره و الرجلان في صدق اسم الكافر عليهما سواء و ليس احدهما اولي من الاخر في صدق ذلك الاسم اللّهم الاّ ان‏يكون احدهما اصلاً و مقدّماً رتبةً و الاخر فرعاً و مؤخّراً رتبةً فيصدق علي الاول الاصلي اولاً و بالذات و علي الثاني الفرعي اخراً و بالعرض مثلاً يصدق اسم الكافر علي الاوّل اوّلاً و بالذات و علي اتباعه اخراً و بالعرض يعني هو كافر حقيقي و باقي الكفار ظلّه و عكسه و اما اذا كان رجلان مساويان في الكفر و كان احدهما في صدر الاسلام و الاخر في اخر الزمان فيصدق اسم الكافر عليهما علي حدّ سواء و هذا الاسم موضوع علي كلّ واحد منهما علي نحو الحقيقة و ليس يكون في الرجل الاول حقيقةً و في الاخر مجازاً كمازعمه بعضهم فتبيّن و ظهر لمن نظر و ابصر ماشرحنا انّ الفاظ القرءان و كلماتها و اياتها تصدق علي اللاحقين نحو صدقها علي السابقين فكما يكون ياايها الذين امنوا دالاًّ علي المؤمنين في زمن النبي9 و يكون خطاباً اليهم كذلك يكون دالاًّ علي المؤمنين في هذا الزمان و يكون خطاباً اليهم نعم كل من يكون اوصف بصفة الايمان يكون المراد منه اوّلاً و بالذات قال7 مامن اية في القرءان اولها ياايّها الذين امنوا الاّ و اميرالمؤمنين اميرها و قائدها و شريفها و اولها. و قال9 معاشر الناس هذا علي بن ابي‏طالب احقّكم بي و اقربكم الي و اللّه و انا عنه راضيان و ماانزلت اية رضي الاّ فيه و لاخاطب اللّه الذين امنوا الاّ بدأ به و ماانزلت اية مدح في القرءان الاّ فيه الخبر. و قال7مامن اية تسوق الي الجنّة الاّ و هي في النبي9 و الائمة: و اشياعهم و اتباعهم و مامن اية تسوق الي

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 70 *»

النار الاّ و هي في اعدائهم و المخالفين لهم و ان كانت الايات في ذكر الاولين فماكان منها في خير فهو جار في اهل الخير من هذه الامة و ماكان منها في شرّ فهو جار في اهل الشرّ. الي غير ذلك من الاخبار و قدمرّ شطر منها سابقاً و بالجملة فبناءً علي هذا لو اوّلنا اية نزلت في السابقين في اللاحقين فليس ذلك من باب القياس المنهي‏عنه و التفسير بالرأي بل ذلك لمفاد تلك الاخبار و دلالة تلك الادلّة الحكميّة.

«الفصل الثالث‏والعشرون»

في الاخبار و الاثار التي تدلّ علي انّ المراد من الكلمات و الاسماء و الصفات الاتية في بطن القرءان محمّد و ال‏محمّد: و شيعتهم و اتباعهم و محبّوهم و مواليهم بل و مولي مواليهم و تلك الاخبار كثيرة جدّاً و لو اردنا استقصاءها لاقتضي رسم كتاب مستقلّ فنكتفي لكلّ كلمة من الكلمات الاتية علي شاهد واحد و لو كان لها شواهد عديدة من الاخبار و الاثار و نعنون الكلمات علي ترتيب الحروف ثم نذكر تلو كل كلمة شاهدها من الاخبار التي وردت في شأن الائمة و ربما ذكرنا شاهدين واحداً في الائمة و واحداً في شيعتهم اعلاماً بورودها في شأنهم ايضاً بخصوصها و لم‏اقصد استقصاءها هنا بل المقصود في هذا الموضع الاشارة اليها و سيأتي تفصيلها في الجملة في مواضعها و كان هذا الفصل و الفصل الاتي متمّمان للفصل السابع.

الاوّاب : قال رسول اللّه9 ياعلي اهل مودّتك كلّ اوّاب حفيظ.

الاثار : عن الصادق7 اتّبعوا اثار الهدي فانّها علامات الامانة و التقي يعني الائمة : .

الاوّل : عن الصادق7 نحن الاوّلون.

الاخر : و نحن الاخرون.

الامرون : عن علي7 في حديث طارق بن شهاب قال الامام الامر و الناهي.

الامر : في الحديث المزبور انّ الامام روح قدسي و امر الهي.

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 71 *»

الناس : عن علي بن الحسين7 انّ رجلاً جاء الي اميرالمؤمنين7 فقال اخبرني ان كنت عالماً عن الناس و عن اشباه الناس و عن النسناس فقال اميرالمؤمنين7 يا حسين و في رواية يا حسن اجب الرجل فقال الحسين7 اما قولك اخبرني عن الناس فنحن الناس و لذلك قال اللّه تعالي ذكره في كتابه ثم افيضوا من حيث افاض الناس فرسول اللّه9 الذي افاض بالناس و نحن منه و اما قولك اشباه الناس فهم شيعتنا و هم موالينا و هم منّا و لذلك قال ابراهيم فمن تبعني فانّه منّي و اما قولك النسناس فهم هذا السواد الاعظم و اشار بيده الي جماعة الناس ثم قال ان هم الاّ كالانعام بل هم اضلّ سبيلاً. و في الكافي في باب خلق ابدان الائمة و ارواحهم و قلوبهم: و خلق ارواح شيعتنا من طينتنا و ابدانهم من طينة مخزونة مكنونة اسفل من تلك الطينة و لم‏يجعل اللّه لاحد في مثل الذي خلقهم منه نصيباً الاّ للانبياء و لذلك صرنا نحن و هم الناس و صار سائر الناس همجاً للنار و الي النار الخبر.

الارض : عن الباقر7 في قوله تعالي فانتشروا في الارض يعني بالارض الاوصياء امر اللّه بطاعتهم و ولايتهم كماامر بطاعة الرسول9 و اميرالمؤمنين صلوات‏اللّه عليه كني اللّه في ذلك عن اسمائهم فسمّاهم بالارض الخبر. و عن ابي‏عبداللّه7 في حديث طويل فانّ قوله و الارض و ماطحيها الاية الارض الشيعة.

الامّ : عن الرضا7 انّ الامام الامّ البرّة بالولد الصغير.

الامّة : روي في اخبار كثيرة تأويل امّة يهدون بالحق و امّة قائمة و امّة واحدة و امّة وسطاً و امّة معدودة و امّة مسلمة بالائمة و شيعتهم. و عن الصادق7 في رواية ابي‏بصير قال قلت له من امّة محمّد9 قال المؤمنون الذين صدّقوا بماجاء به المتمسكون بالثقلين كتاب اللّه عزّوجلّ و عترته اهل‏بيته الذين اذهب اللّه عنهم الرجس و هما الخليفتان علي الامة بعده.

الامام : عن ابي‏بصير عن الصادق7 انّه قال الدنيا لاتكون الاّ و فيها امامان برّ و فاجر فالبرّ الذي قال اللّه و جعلناهم ائمة يهدون بامرنا و اما الفاجر فالذي قال اللّه و

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 72 *»

جعلناهم ائمة يدعون الي النار.

الاُذن : في زيارة صفوان لعلي7 عن الصادق7 علي7 اذن اللّه الواعية و في البحار قال علي7 في خطبة له انا الاذن الواعية قال اللّه عزّوجلّ و تعيها اذن واعية الخطبة.

المأذون : عن الكاظم7 انّه قال في قوله تعالي الاّ من اذن له الرحمن الاية نحن واللّه المأذون لهم يوم القيمة.

الاذان و المؤذّن : عن علي7 انّه قال في حديث له انّي مخصوص في القرءان باسماء الي ان عدّ منها قوله و انا المؤذّن في الدنيا و الاخرة قال تعالي فأذّن مؤذّن بينهم انا ذلك المؤذن و قال اللّه و اذان من اللّه و رسوله الي الناس يوم الحج الاكبر انا ذلك الاذان الخبر.

الامناء و الامن و الامان : عن الباقر7 انّ الائمة امناء اللّه و انّهم امن لمن التجأ اليهم و امان لمن تمسّك بهم.

الامنون : عن النبي9 الا انّ علياً و شيعته الامنون يوم القيمة.

الامانة : عن الباقر7 نحن الامانة التي عرضت علي السموات و الارض و الجبال.

الايمان : عن الصادق7 في قوله تعالي حبّب اليكم الايمان يعني عليّاً7 .

المؤمنون : عن الصادق7 مامن اية في القرءان اوّلها ياايّها الذين امنوا الاّ و علي بن ابي‏طالب اميرها و قائدها و شريفها و اوّلها.

الاله : عن ابي‏بصير قال سمعت اباعبداللّه7 يقول و لاتتّخذوا الهين اثنين انما هو اله واحد يعني بذلك و لاتتّخذوا امامين انما هو امام واحد.

الاب : قال علي7 في خبر طارق بن شهاب الامام الاب الشفيق.

الاخ : قال الرضا7 الامام الاخ الشفيق.

الايات : عن الصادق7 في قوله تعالي اتتك اياتنا و في قوله سبحانه و من لم‏يؤمن بايات ربّه الايات الائمة اي لم‏يؤمن بهم و تركهم معاندة فلم‏يتّبع اثارهم.

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 73 *»

الباب : قال النبي9 انّ عليّاً باب اللّه الاكبر فمن اراد اللّه فليدخل من الباب.

البيت : قال الباقر7 نحن بيت اللّه و البيت العتيق و بيت الرحمة و اهل‏بيت النبوة و في الزيارات ايّها البيت المعمور.

البروج : قال اميرالمؤمنين7 سئل النبي9 و انا عنده من الائمة بعده فقال9للسائل و السماء ذات البروج انّ عددهم كعدد البروج و ربّ الليالي و الايام و الشهور ان عدّتهم كعدة الشهور.

البلد : قال7 في حديث داود نحن البلد الحرام.

الباقر :  في البحار سأل المتوكل زيد بن حارثة البصري عن علي7 فقال علي حروف الهجاء الي ان قال الباقر لعلوم الاديان.

البئر : قال الكاظم7 البئر المعطّلة الامام الصامت و القصر المشيد الامام الناطق. و في بعض الاخبار البئر المعطّلة فاطمة و ولدها معطّلين من الملك.

البحر : قال الباقر7 انّ الائمة: هم البحار السائغة للشاربين.

البدر : في زيارة القائم7ياابن البدور المنيرة.

الابرار : قال الحسن بن علي8 كل مافي كتاب اللّه انّ الابرار فواللّه مااراد به الاّ علي‏بن‏ابي‏طالب7 و فاطمة و انا و الحسين لانّا نحن ابرار بابائنا و امهاتنا و قلوبنا علت([5]) بالطاعات و البرّ و تبرأت من الدنيا و حبّها.

البصير : قال القمي في قوله تعالي هل يستوي الاعمي و البصير قال يعني الكافر و المؤمن.

البأس : قال الباقر7 في قوله تعالي بعثنا عليكم عباداً لنا اولي بأس شديد الاية هو القائم7 و اصحابه اولوا بأس شديد.

البطشة : عن النبي9 انّه قال لعلي7 انّك لبأس اللّه الذي ينتقم به و انّك لبطشة

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 74 *»

اللّه التي قال اللّه و لقدانذرهم بطشتنا.

المبايعون : قال النبي9 الا و انّ عند انقضاء خطبتي ادعوكم الي مصافقتي علي بيعة علي و الاقرار به ثم مصافقته من بعدي الا و انّي قدبايعت اللّه و علي بايعني و انا اخذ بالبيعة له عن اللّه عزّوجلّ و من نكث فانماينكث علي نفسه.

البرهان : في الزيارات و غيرها من الاخبار و الاثار انّ الائمة: البراهين الساطعة و البراهين الواضحة و البراهين المنيرة.

الباطن : قال الصادق7 ممااوحي اللّه الي النبي لمّااسري به الي ان قال ثم قال اللّه يامحمّد علي الظاهر اظهره علي جميع مااوحيه اليك ليس لك ان‏تكتم منه شيئاً و علي الباطن ابطنته سرّي الذي اسررته اليك فليس فيمابيني و بينك سرّاً.

البيّنة : قال الصادق7 نحن الايات و نحن البيّنات.

البقيّة : قال علي7 في حديث طويل في تأويل وجه اللّه بالائمة في قوله تعالي فاينما تولّوا فثمّ وجه الله و تأويل جنب اللّه في قوله سبحانه علي مافرّطت في جنب اللّه بالائمة تعريفاً للخليقة قرب الائمة الي اللّه كالجنب و تأويل بقيّة اللّه خير لكم بالمهدي الذي يأتي عند انقضاء هذه النظرة.

بني‏اسرائيل : عن هارون بن محمّد قال سألت الصادق7 عن قوله تعالي يا بني‏اسرائيل قال هم نحن خاصّة.

التائبون : في تفسير القمي في قوله تعالي التائبون العابدون الاية هم الائمة: و انّ الاية نزلت في علي7 و فيهم.

التابوت : في بعض الزيارات انتم الذين اوفد اليكم تابوت السكينة. و في بعضها جعلكم اللّه تابوت حكمته. و في بعض الاخبار و جعلكم اللّه تابوت علمه و اورثكم كتابه الخبر.

التالي : في البحار سأل المتوكل زيد بن الحارثة البصري عن علي7 فقال علي حروف الهجاء الي ان قال التالي لسور القرءان.

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 75 *»

التجارة : عن الصادق7 قال قال علي7 انا التجارة المربحة المنجية من العذاب الاليم كماقال سبحانه هل ادلّكم علي تجارة تنجيكم من عذاب اليم.

التراب : في البحار عن عباية بن ربعي قال قلت لعبداللّه بن عباس لم كنّي رسول اللّه 9عليّاً اباتراب قال لانّه صاحب الارض و حجّة اللّه علي اهلها بعده و به بقاؤها و اليه سكونها و لقدسمعت رسول‏اللّه9 يقول انّه اذا كان يوم القيمة و رأي الكافر مااعدّ اللّه تبارك و تعالي لشيعة علي من الثواب و الزلفي و الكرامة يقول ياليتني كنت تراباً اي ياليتني من شيعة علي و ذلك قول اللّه عزّوجلّ و يقول الكافر ياليتني كنت تراباً الخبر. و في بعض نسخ الرواية ياليتني كنت ترابيّاً بياء النسبة.

الثواب : قال رسول اللّه9 لعلي7 انت الثواب و اصحابك الابرار.

ثمود : عن ابي‏عبداللّه7 في قوله تعالي كذّبت ثمود بطغويها قال ثمود رهط من الشيعة فانّ اللّه سبحانه يقول و اما ثمود فهديناهم الاية.

الثاقب : في البحار سأل المتوكل زيد بن الحارثة البصري عن علي7 فقال علي حروف الهجاء علي هو الامر عن اللّه الي ان قال الثاقب لحجاب الشيطان.

المثاني : قال الباقر7 نحن المثاني التي اعطاها اللّه نبيّنا.

الجنب و الجانب : عن النبي9 انّ الملائكة قالت له ليلة المعراج انت و علي الجنب و الجانب.

المجيب :([6])

المجاهد : قال النبي9 المؤمن مجاهد بسيفه و لسانه.

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 76 *»

الجامع : في البحار سأل المتوكل زيد بن الحارثة البصري عن علي7 فقال علي حروف الهجاء علي هو الامر عن اللّه الي ان قال الجامع لاحكام القرءان.

الجمعة : قال ابوالحسن7 في حديث له و الجمعة ابن ابني و اليه يجمع عصابة الحق.

الجماعة : قال علي7 الجماعة اهل الحق و ان كانوا قليلاً و الفرقة اهل الباطل و ان كانوا كثيراً.

الجند : عن معاني الاخبار في تفسير العترة انّ الائمة: جنداللّه و حزبه. و عن الباقر7في قوله تعالي و مايعلم جنود ربك هم الشيعة و هم شهداء اللّه في الارض.

الجبل : قال الباقر7 قال رسول‏اللّه9 انّي و اثني‏عشر من ولدي و انت ياعلي رزّ الارض اعني اوتادها و جبالها بنا اوتد اللّه الارض ان تسيخ باهلها فاذا ذهب الاثناعشر من ولدي ساخت الارض باهلها و لم‏ينظروا.

الجلال : قال الباقر7 نحن جلال اللّه و كرامته الخبر.

المجدّل : في البحار قال علي7 في خطبة له انا مجدّل الابطال و قاتل الفرسان الخطبة.

المجادلون : قال النبي9 نحن المجادلون في دين اللّه علي لسان سبعين نبيّاً.

الجنّة : قال النبي9 انا مدينة الجنّة و علي بابها.

المجتبي : قال ابوجعفر7 قال رسول‏اللّه9 انّ اللّه تبارك و تعالي يقول استكمال حجّتي علي الاشقياء من امّتك من ترك ولاية علي7 و والي اعداءه و انكر فضله و فضل الاوصياء من بعده فانّ فضلك فضلهم و طاعتك طاعتهم و حقّك حقّهم و معصيتك معصيتهم و هم الائمة الهداة من بعدك جري فيهم روحك و روحك ماجري فيك من ربّك و هم عترتك من طينتك و لحمك و دمك و قدأجري اللّه عزّوجلّ فيهم سنّتك و سنّة الانبياء قبلك و هم خزّاني علي علمي من بعدك حقّ علي لقداصطفيتهم و انتجبتهم و اخلصتهم و ارتضيتهم و نجا من احبّهم و والاهم و سلّم لفضلهم الخبر. قال

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 77 *»

الكاظم7 في قوله تعالي و ممن هدينا و اجتبينا الاية هم واللّه شيعتنا الذين هديهم اللّه بمودّتنا و اجتباهم بديننا فحيّوا عليه و ماتوا عليه. و في اخبار كثيرة انهم: هم الذين اجتباهم اللّه و انّه اجتبي محمّداً بالرسالة و عليّاً و الحسن و الحسين و الائمة من ولد الحسين:بالوصاية و الامامة.

الجارية : قال الصادق7 في قوله تعالي حملناكم في الجارية الاية يعني اميرالمؤمنين و اصحابه.

الحبّة : عن المفضّل قال سألت اباعبداللّه7 عن قوله تعالي كمثل حبّة انبتت سبع سنابل قال الحبّة فاطمة صلوات‏اللّه عليها و السبع السنابل سبعة من ولدها سابعهم قائمهم قلت الحسن قال ان الحسن امام من اللّه مفترض طاعته و لكن ليس من السنابل السبعة اوّلهم الحسين و اخرهم القائم فقلت قوله تعالي في كلّ سنبلة مأة حبّة قال يولد لرجل منهم مأة من صلبه في الكوفة و ليس ذاك الاّ هؤلاء السبعة.

الحبيب : قال7 نحن احبّاء اللّه. و قال انّ المحبّة من اللّه و رسوله لمن احبّ عليّاً و تبعه. و قال لاحبيب الاّ هو و اهله.

الحجاب : قال النبي9 انّه لايستر عليّاً عن اللّه ستر و لايحجبه عنه حجاب و هو الستر و الحجاب بين اللّه و بين خلقه.

المحراب : في بعض الزيارات انّهم محاريب العبادة.

الحزب : قال القمي في قوله تعالي اولئك حزب اللّه يعني الائمة اعوان اللّه. قال الواحدي في تفسير قوله تعالي فانّ حزب اللّه هم الغالبون يعني شيعة اللّه و رسوله هم الغالبون.

الحجّ : قال ابوعبداللّه7 في خبر داود نحن الحجّ الخبر. و قال علي بن الحسين في خبر طويل و انّما الحاجّ المؤمنون المخلصون الموالون لمحمّد و علي و محبّيهما المحامون لشأنهما.

الحجّة : قال الباقر7 قال رسول‏اللّه9 يوم الغدير انّ اللّه قدجعلنا ـ يعني نفسه

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 78 *»

و الائمة: ـ حجّة علي المقصرين و المعاندين و المخالفين و الخائنين و الاثمين و الظالمين من جميع العالمين.

الحدود : قال الصادق7 في حديث نحن حدود اللّه.

المحسودون : قال الباقر و الصادق8 في قوله تعالي ام يحسدون الناس الاية قال نحن الناس و نحن المحسودون.

الحامدون : عن تفسير العيّاشي و القمي و غيرهما انّ المراد بقوله تعالي التائبون العابدون الحامدون الاية هم الائمة: و انّ الاية نزلت في علي7 و فيهم الخبر.

الاحبار : قال الصادق7 نحن احبار الدهر. و قال7 ايضاً في قوله تعالي و الربّانيّون و الاحبار انّ الربانيّين هم الائمة دون الانبياء و هم الذين يربّون الناس بعلمهم و الاحبار هم العلماء دون الربانيّين.

الحاشر : قال النبي9 انا الحاشر الذي يحشر الناس علي قدمي و انا العاقب و هو الذي لانبي بعده.

الحواريّون : عن انس قال سألت النبي9 من حواريُّك فقال9 الائمة من بعدي اثناعشر من صلب علي و فاطمة و هم حواري و انصاري. و قال الصادق7 انّ حواري عيسي كانوا شيعته و انّ شيعتنا حواريّونا و ماكان حواري عيسي باطوع له من حواريّنا لنا.

المستحفظون  و الحفظة و الحافظ و المحفوظ : في دعوات كثيرة انّ الائمة هم المستحفظون لدين اللّه. و عن الصادق7 انّه قال انّ الائمة هم الحافظون لحدود اللّه العالمون. و قال7 ايضاً انّ اللّه تعالي جعلنا امناءه و حفظته و خزنته. و في الزيارة الجامعة انتم الامانة المحفوظة.

الحق : قال علي7 في بعض خطبه واللّه انا الحق الذي امر اللّه به فماذا بعد الحق الاّ الضلال.

الحبك : عن الباقر7 في قوله تعالي والسماء ذات الحبك قال السماء رسول اللّه9و علي ذات الحبك.

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 79 *»

الحبل : قال الصادق7 نحن حبل اللّه الذي قال تعالي و اعتصموا بحبل اللّه. و قال7ايضاً في قوله تعالي الاّ بحبل من اللّه الحبل من اللّه كتابه و من الناس علي بن ابي‏طالب.

الحلال : قال7 في جواب كتاب المفضّل اليه في حديث طويل فمعرفة الرسل و ولايتهم و طاعتهم هو الحلال فالمحلّل مااحلّوا و المحرّم ماحرّموا و هم اصله و منهم الفروع الحلال و ذلك سعيهم و من فروعهم امرهم شيعتهم و اهل ولايتهم بالحلال.

الحامل و المحمول و الحملة : قال الباقر7 في قوله تعالي الذين يحملون العرش و من حوله يسبّحون قال يعني الرسول و الاوصياء من بعده يعلمون علم اللّه. و في خبر اخر و انّ من حوله شيعتهم و مواليهم. و عن الكاظم7 قال نحن المحمولون مع نوح. و في بعض الزيارات السلام عليكم ياحملة كتاب اللّه. و في بعض الخطب انّهم حملة بطون القرءان.

الحليم : في الكافي في باب حالات الائمة: في السنّ و كان علي حكيماً حليماً عالماً الخبر.

الحاكم و الحكيم و الحكمة و المحكمات : في بعض الزيارات السلام عليكم ايها الحاكمون بحكم اللّه. و في البحار في حديث علي الحاكم بين الانس و الجانّ. و عن ابي‏عبداللّه7 في قوله تعالي هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هنّ امّ‏الكتاب قال اميرالمؤمنين و الائمة: . و في الزيارات انتم حكماء اللّه و ينابيع الحكم و الذكر الحكيم. و في الكافي في باب حالات الائمة في السنّ و كانت الطاعة من اللّه و من رسوله علي الناس كلّهم لعلي7 بعد وفات رسول اللّه و كان علي حكيماً حليماً عالماً الخبر. و في النبوي انا مدينة الحكمة. و في رواية اخري دار الحكمة و علي بابها.

الاحسان : عن الباقر7 في قوله تعالي انّ اللّه يأمر بالعدل و الاحسان الاية قال العدل هو محمّد9 فمن اطاعه فقدعدل و الاحسان علي7 فمن تولاّه فقداحسن و المحسن في الجنّة.

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 80 *»

المحسن : عن علي7 في بعض خطبه و انا المحسن يقول اللّه عزّوجلّ انّ اللّه مع المحسنين. و عن الباقر7 في قوله تعالي و سنزيد المحسنين انّهم الذين لايرتابون في فضل علي7 .

الحسنة : عن الكاظم7 في قوله تعالي لاتستوي الحسنة و لا السيّئة قال نحن الحسنة و بنوأميّة السيّئة.

المحصنة : عن الصادق7 انّ الكبائر سبع فعدّ منها قذف المحصنة ثم قال و اما قذف المحصنة فقدقذفوا فاطمة علي منابرهم.

الاحياء : عن ابن‏عباس في قوله تعالي و مايستوي الاحياء الاية فالاحياء علي و حمزة و جعفر و الحسن و الحسين و فاطمة و خديجة.

التحيّة : عن الصادق7 انّه ذكر الشيعة و قربهم من اللّه فقال انتم اهل تحيّة اللّه بسلام.

المخبتون : عن الباقر7 في قوله تعالي و بشّر المخبتين قال نزلت فينا خاصّة.

الخير : قال الصادق7 نحن اصل كلّ خير و من فروعنا كلّ برّ و من البرّ التوحيد و الصلوة و الصيام و كظم الغيظ و العفو عن المسي‏ء و رحمة الفقير و تعاهد الجار و الاقرار بالفضل لاهله.

المخلصون : قال علي بن الحسين8 يا باخالد انّ اهل زمان غيبته ـ يعني القائم7ـ القائلين بامامته المنتظرين لظهوره افضل اهل كلّ زمان لانّ اللّه تعالي ذكره اعطاهم من العقول و الافهام و المعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة و جعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول اللّه9 بالسيف اولئك المخلصون حقّاً و شيعتنا صدقاً و الدعاة الي دين اللّه سرّاً و جهراً.

الخليفة : قال الرضا7 في خبر طويل انّ الامامة خلافة اللّه و خلافة الرسول و انّ الامام خليفة اللّه.

الخاتم : في الزيارات بكم فتح اللّه و بكم يختم.

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 81 *»

الخازن : عن الصادق7 نحن خزّان اللّه في الدنيا و الاخرة و شيعتنا خزّاننا.

الخزانة : قال النبي9 انا خزانة العلم و علي مفتاحه.

الخشية : عن ابن‏عباس في قوله تعالي انّمايخشي اللّه من عباده العلماء قال يعني عليّاً7كان عالماً باللّه و يخشي اللّه و يراقبه.

الخلي : قال في البحار علي الخلي من كلّ زور و بهتان.

الدابّة : قال رسول اللّه لعلي7 في قوله تعالي و اذا وقع القول عليهم اخرجنا لهم دابة من الارض تكلّمهم ياعلي اذا كان اخر الزمان اخرجك اللّه في احسن صورة و معك ميسم تسم به اعداءك الخبر.

الدرجات : عن الصادق7 في قوله تعالي افمن اتبع رضوان اللّه الي قوله هم درجات عند اللّه فقال الذين اتبعوا رضوان اللّه هم الائمة و هم واللّه درجات للمؤمنين و بولايتهم و معرفتهم ايّانا يضاعف اللّه لهم و يرفع اللّه لهم الدرجات العلي.

الدار : عن الباقر7 نحن الدار و ذلك قوله تعالي تلك الدار الاخرة نجعلها الاية.

الدليل : عن الباقر7 نحن الدليل الواضح لمن اهتدي.

الدالّ : في الزيارة انتم الدالّ علي اللّه.

الداعي : عن الكاظم7 في قوله تعالي يومئذ يتبعون الداعي الاية قال الداعي علي7. و في الزيارة السلام عليك يا داعي اللّه.

الذرّيّة : عن علي7 انّ الائمة هم الذريّة الزكيّة و الذريّة الاكرمون الخبر. و في الزيارات انتم الذريّة المختارة.

الذكر : عن علي7 انّ الائمة من ال‏محمّد الذكر الحكيم.

الذَكَر : عن الباقر7 في قوله تعالي و ماخلق الذكر و الانثي قال الذكر علي7 و الانثي فاطمة3 .

الذاكر : قال علي7 انّي مخصوص في القرءان باسماء فاحذروا ان‏تغلبوا عليها فتضلّوا الي ان قال انا الذاكر قال اللّه تعالي الذين يذكرون اللّه الخبر.

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 82 *»

الرقيب : عن علي7 و منّا الرقيب علي خلق اللّه.

الروح : قال علي7 انّ الامام روح قدسي. و في روايات كثيرة انّهم روح اللّه و كلمته.

الريح : كما انّ الريح عذاب علي قوم و رحمة لاخرين كذلك الائمة: الخبر.

الريحان : قول النبي9 للحسنين انّهما ريحانتاي مشهور.

الراسخون : عن ابي‏جعفر7 في قوله تعالي و مايعلم تأويله الاّ اللّه و الراسخون في العلم انّ رسول اللّه9 افضل الراسخين في العلم فقدعلم جميع ماانزل اللّه عليه من التنزيل و التأويل و ماكان اللّه لينزل عليه شيئاً لم‏يعلّمه تأويله و اوصياؤه من بعده يعلمونه الخبر.

الراشدون : في الزيارات انتم الائمة الراشدون و الخلفاء الراشدون.

الروضة : قال الرضا7 الامام الغدير و الروضة.

الرباط : عن الصادق7 نحن الرباط الادني فمن جاهد عنّا جاهد عن النبي9 .

المرابطون : عنه7 ايضاً قال شيعتنا مرابطون في الثغر الذي يلي ابليس و عفاريته يمنعونهم عن تسلّطهم علي ضعفاء شيعتنا و هم افضل من مجاهدي الروم و الترك الف الف مرّة لانّهم يدفعون عن اديان محبّينا و اولئك يدفعون عن ابدانهم.

الراكعون : عن ابن‏عباس في قوله تعالي و اركعوا مع الراكعين قال نزلت في رسول اللّه9 و علي7 خاصّة اذ هما اوّل من صلّي و ركع و في تفسير الامام في هذه الاية اي تواضعوا مع المتواضعين لعظمة اللّه في الانقياد لمحمّد و علي و الائمة بعدهما.

الرجفة و الرادفة : قال علي7 انا الرجفة انا الرادفة.

الرفيق : عن الرضا7 الامام الانيس الرفيق.

الرجل : في البحار قال علي7 في خطبة له في قوله تعالي و رجلاً سلماً لرجل انا السلم لرسول‏اللّه الخطبة. و عن الصادق7 في قوله تعالي و علي الاعراف رجال قال نحن اولئك الرجال علي الصراط بين الجنّة و النار. و في زيارة شهداء كربلا انتم رجال

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 83 *»

اللّه.

الرحي : في البحار قال علي7 في خطبة له انا رحي جهنم الدائرة و اضراسها الطاحنة الخطبة.

الرسول : عن الصادق7 في قوله تعالي و لكل امّة رسول قال في كل قرن امام يدعوهم الي طريق الجنّة.

الارحام : عن الباقر7 في قوله تعالي تساءلون به و الارحام قال قرابة الرسول و سيّدهم علي امروا بمودّتهم فخالفوا ماامروا به.

المرحوم : عن الباقر7 في قوله الاّ من رحم ربك قال يعني ال‏محمد: و اتباعهم الخبر.

الرحمة : في زيارة ابي‏جعفر الجواد7 السلام عليك يا رحمة اللّه. و في الزيارة الجامعة انتم الرحمة الموصولة.

الركن : في اخبار كثيرة انّ الائمة اركان الارض ان‏تميد بهم و اركان العرش و اركان الايمان و اركان توحيد اللّه و اركان تمجيده و ركن اللّه الاعظم.

الرضوان : عن الباقر7 في قوله تعالي و كرهوا رضوانه يعني كرهوا عليّاً7 .

الراضون و المرضيّون : قال النبي9 ياعلي تأتي انت و شيعتك يوم القيمة راضين مرضيّين.

المرتضي : في الخبر انّ سلمان رضي‏اللّه عنه ركب يوماً مع علي7 فدار به الدنيا و اراه اموراً عجيبة فقال له كيف هذا سيّدي فقال ياسلمان اماقرأت قول اللّه تعالي عالم الغيب فلايظهر علي غيبه احداً الاّ من ارتضي من رسول فانا ذلك المرتضي من الرسول الذي اظهره اللّه علي غيبه.

الراهب : في البحار في صفة علي7 الراهب ربّه في الليالي اذا اشتدّت الظلام.

الراعي : في الزيارة الجامعة و قداسترعاكم امر خلقه.

الزيتون : قال الكاظم7 التين و الزيتون الحسن و الحسين8 .

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 84 *»

الزجاجة : قال الصادق7 في قوله تعالي المصباح في زجاجة قال الزجاجة علي7 .

الزرع : قال ابوجعفر7 في هذه الاية اي قوله كزرع اخرج شطأه انّه مثل اجراه اللّه في شيعتنا كمايجري لهم في الاصلاب ثم يزرعهم في الارحام و يخرجهم للغاية التي اخذ عليهم ميثاقهم في الخلق فمنهم اتقياء و منهم الممتحنة قلوبهم و منهم العلماء و منهم النجباء و منهم اهل التقي و منهم اهل التسليم.

الزرّاع : عن الصادق7 في قوله تعالي كزرع اخرج شطأه قال اصل الزرع عبدالمطلب و شطأه محمّد و يعجب الزرّاع يعني علي بن ابي‏طالب7 .

الزلفي : قال الصادق7 انّ الائمة: هم النجاة و الزلفي.

الزينة : قال النبي9 انّ عليّاً زينة الارض و من ساكنها.

الزكوة : قال ابوعبداللّه7 في خبر داود ياداود نحن الصلوة في كتاب اللّه و نحن الزكوة.

الزائد : في البحار عن زيد بن الحارثة قال علي حروف الهجاء الي ان قال الزائد الراجح بلانقصان.

السبب : قال الصادق7 نحن السبب بينكم و بين اللّه عزّوجلّ.

السحاب : قال الرضا7 الامام السحاب الماطر.

السراج : في زيارة القائم7 ياابن السرج المضيئة.

المسبّحون : قال ابوجعفر7 في خبر الجابر و انّا لنحن الصافّون و انا لنحن المسبّحون.

المسجد : قال الصادق7 في قوله تعالي و اقيموا وجوهكم عند كل مسجد قال يعني الائمة: .

الساجدون : قال الباقر7 في قوله تعالي و تقلّبك في الساجدين في علي و فاطمة و الحسن و الحسين و اهل بيته: . و في خبر اخر تقلّبك في اصلاب النبيّين نبي بعد

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 85 *»

نبي حتي اخرجه من صلب ابيه.

السجود : قال الصادق7 في قوله تعالي و طهّر بيتي للطائفين و العاكفين و الركّع السجود قال يعني بهم ال‏محمّد: .

السعيد : في تفسير الامام7 السعيد من وصل حبله بحبل علي7 و الائمة من ولده:.

السادة : في الزيارة الجامعة السادة الحماة.

الستر : قال النبي9 انّه لايستر عليّاً عن اللّه ستر و لايحجبه عنه حجاب و هو الستر و الحجاب بين اللّه و بين خلقه.

الساتر : في حديث زيد بن الحارثة علي هو الامر عن اللّه الي ان قال الساتر لعورات النسوان الخبر.

السدرة : في بعض الزيارات السلام عليك يا سدرة المنتهي.

السرّ : في بعض الزيارات انّ الائمة سرّ اللّه المخزون و في بعضها و السرّ الخفي.

السفير : في بعض الزيارات انتم السفراء بينه و بين خلقه.

الاسباط : قال اميرالمؤمنين7 في حديث طارق بن شهاب انّ الائمة من ال‏محمّد :هم الاسباط المرضيّون.

السلطان : قال7 في قوله تعالي و من قتل مظلوماً فقدجعلنا لوليّه سلطاناً انّ القائم7ولي الحسين المقتول ظلماً قدجعل اللّه له سلطاناً علي الناس.

السوط : قال النبي9 في رواية سلمان; لعلي7 انّك لبأس اللّه الذي ينتقم به و انّك لبطشة اللّه التي قال اللّه عزّوجلّ و لقدانذرهم بطشتنا و انّك لسان اللّه الذي ينطق منه و انّك لسوط عذاب اللّه الذي ينتصر به الخبر.

السبع : عن الصادق7 في قوله تعالي و لقد اتيناك سبعاً من المثاني و القرءان العظيم قال انّ ظاهرها الحمد و باطنها ولد الولد و السابع منها القائم7 .

المسارعون : عن الباقر7 في قوله تعالي يسارعون في الخيرات و هم لها سابقون

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 86 *»

 قال علي بن ابي‏طالب لم‏يسبقه احد.

السمع : عن الصادق7 في قوله تعالي و كانوا لايستطيعون سمعاً قال كانوا لايستطيعون اذا ذكر علي7 عندهم ان‏يسمعوا ذكره لشدّة بغض له و عداوة منهم له و لاهل‏بيته.

الساعة : عن الصادق7 انّه قال في قوله تعالي بل كذّبوا بالساعة انّ اللّه تعالي خلق السنة اثني‏عشر شهراً و جعل الليل اثني‏عشر ساعة و النهار اثني‏عشر ساعة و منّا اثني‏عشر محدّثاً و كان علي7 ساعة من تلك الساعات. و في تفسير مقاتل بن سليمان في قوله تعالي و انّه لعلم للساعة قال هو المهدي يكون في اخرالزمان و بعد خروجه يكون قيام الساعة و اماراتها.

السابقون : قال النبي9 في قوله تعالي السابقون السابقون قال لي جبرئيل7ذاك علي و شيعته هم السابقون الي الجنّة المقرّبون من اللّه بكرامته لهم.

السائق : عن الصادق7 في قوله تعالي و جاءت كل نفس معها سائق و شهيد قال السائق علي7 و الشهيد رسول اللّه9 .

السائل : عن ابي‏عبداللّه7 في قوله تعالي و الذين في اموالهم حقّ معلوم للسائل و المحروم قال انّ السائل و المحروم شأنهما عظيم اما السائل هو رسول اللّه9 في مسألته اللّه حقّه و المحروم هو من حُرم الخمس اميرالمؤمنين و ذرّيّته الائمة:.

المسئول : قال7 في قوله تعالي فاسألوا اهل الذكر انّ الائمة هم المسئولون.

السبيل : عن الباقر7 الائمة: هم السبيل الاقوم. و عنه7 ايضاً انّه قال في حديث له سبيل اللّه شيعتنا فمن نذر في سبيل اللّه فليعطه الشيعة.

السلسبيل : عن طارق بن شهاب قال علي7 الائمة من ال‏محمّد: السبيل الي اللّه و السلسبيل.

السنبل : قال المفضل سألت اباعبداللّه7 عن قوله تعالي كمثل حبّة انبتت سبع سنابل قال الحبّة فاطمة صلوات‏اللّه عليها و السبع السنابل سبعة من ولدها سابعهم

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 87 *»

قائمهم.

السلم : عن الباقر7 في قوله تعالي يا ايها الذين امنوا ادخلوا في السلم كافّة السِلْم هم ال‏محمّد: امر اللّه بالدخول فيه. و في البحار قال علي7 في خطبة له انا السَلَم لرسول اللّه يقول اللّه عزّوجلّ رجلاً سلماً لرجل.

السالم : عن الباقر7 الرجل السالم حقّاً علي و شيعته الخبر.

المسلم : قال الصادق7 في قوله تعالي و من يسلم وجهه الي اللّه و هو محسن قال نزلت في علي7 كان اوّل من اسلم و اخلص وجهه للّه و هو محسن اي مؤمن مطيع. و قال علي7 في قوله تعالي واشهد بأنّا مسلمون قال يعني بانهم مسلمون لاهل الفضل فضلهم و لايستكبرون عن امر ربّهم.

السفينة : في بعض الزيارات اشهد انّكم سفينة النجاة. و عن الصادق7 لزرارة انت افضل سفن ذلك البحر القمقام.

المسكين : عن تفسير القمي في قوله تعالي و لايحضّ علي طعام المسكين قال حقوق ال‏محمّد: التي غصبوها. و قال7 انّ من محبّي ال‏محمّد مساكين مواساتهم افضل من مساواة مساكين الفقراء و هم الذين سكنت جوارحهم و ضعفت قواهم عن مقابلة اعداء اللّه الذين يعيّرونهم بدينهم و يسفّهون احلامهم الا فمن قوّاهم بفقهه و علّمهم حتي ازال مسكنتهم ثم يسلطهم علي الاعداء الظاهرين النواصب و الاعداء الباطنين ابليس و مردته حتي يهزموهم عن دين اللّه و يذودوهم عن اولياء ال‏رسول‏اللّه: حول اللّه تلك المسكنة الي شياطينهم فاعجزهم عن اضلالهم قضي اللّه بذلك قضاء حقّاً علي لسان رسول‏اللّه9.

السنّة : في زيارة القائم7 ياابن السنن المشهورة.

السنة : قال ابوجعفر7 في خبر ابي‏حمزة الثمالي فالسنة رسول اللّه9 و الاشهر الاثناعشر هم: .

الاسم : قال7 نحن اسماء اللّه الحسني التي امر اللّه ان‏تدعوه بها.

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 88 *»

السماء : في حديث طارق بن شهاب الامام السماء الظليلة.

السيف : في البحار قال اميرالمؤمنين7 انا سيف اللّه علي اعدائه و رحمته علي اوليائه.

الشي‏ء : عن الباقر7 في قوله تعالي و رحمتي وسعت كلّ شي‏ء يقول علم الامام و وسع علمه الذي هو من علمه كلّ شي‏ء هم شيعتنا.

المشيّة : في حديث طارق بن شهاب عن علي7 انّ الائمة من ال‏محمّد:قدرة اللّه و مشيّته.

الشهاب : في زيارة القائم7 ياابن الشهب الثاقبة.

الشهيد : في المرءاة في رواية اهل‏البيت: انّ الشهداء الائمة و الصالحين سلمان و ابوذر و المقداد و نظراؤهم من الشيعة. و في رواية تغلب عن ابي‏عبداللّه7 واللّه ما الشهداء الاّ شيعتنا.

الشاهد و المشهود : عن الصادق7 في قوله تعالي و شاهد و مشهود قال الشاهد النبي و المشهود علي8 .

الاشهاد : قال الباقر7 و يقول الاشهاد الاية هم الائمة: . و عن الباقر7 و ايم اللّه لقدقضي اللّه ان لايكون بين المؤمنين اختلاف و لذلك جعلهم شهداء علي الناس يشهد محمّد9 علينا و نشهد علي شيعتنا و يشهد شيعتنا علي الناس.

الشجرة : عن الباقرين8 في قوله تعالي كشجرة طيّبة الاية قال الشجرة رسول اللّه 9نسبه ثابت في بني‏هاشم و فرع الشجرة علي7 و عنصرها فاطمة3 و اغصانها اولادها الائمة و ورقها الشيعة.

المشعر : في خبر مفضّل قال7 و اخبرك انّي لوقلت انّ الصلوة الي ان قال و المشعرالحرام و الطهور و الاغتسال من الجنابة و كل فريضة كان ذلك هو النبي الذي جاء به من عند ربّه لصدقت الخبر.

الشعائر : عن علي7 نحن الشعائر و الاصحاب.

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 89 *»

الشكر : في خطبة النبي9 يوم الغدير الا و انّ عليّاً7 هو الموصوف في القرءان بالصبر و الشكر ثم من بعده ولدي من صلبه.

الشاكرون : في البحار في حديث زيد بن الحارثة في وصف علي7 الشاكر لمااولي الواحد المنّان. و قال7 في قوله تعالي و سنجزي الشاكرين نزل في علي7لمّاشكر اللّه علي اطاعة النبي9 مع شدّة جراحاته يوم احد.

الشهر : عن ابي‏جعفر7 في حديث له في وصف الائمة قال اللّه سبحانه انّ عدّة الشهور عنداللّه اثناعشر الي ان قال انّ معرفة الشهور المحرم و صفر و ربيع و مابعده و الحرم منها رجب و ذوالقعدة و ذوالحجة و المحرم لايكون ديناً قيّماً لانّ اليهود و النصاري و المجوس و سائر الملل و الناس جميعاً يعرفونها و يعدّونها باسمائها و ليس هو كذلك بل انّما هم الائمة القوّامون بدين اللّه: و هم اثناعشر فالسنة رسول اللّه9و الاشهر الاثناعشر هم:و الحُرم منها علي الذي اشتقّ اللّه اسماً من اسمه العلي كمااشتقّ لرسوله اسماً من اسمه المحمود و ثلثة من ولده اسماؤهم علي و هم علي بن الحسين و علي بن موسي و علي بن محمّد فصار لهذا الاسم المشتقّ من اسم اللّه حرمة به.

الشمس : في بعض الزيارات السلام علي الشموس الاتقياء.

الشفع : قال7 الشفع الحسن و الحسين8 و الوتر اميرالمؤمنين7 .

المشرق : عن الصادق7 في قوله تعالي ربّ المشارق و المغارب قال المشارق الانبياء و المغارب الاوصياء.

الشفيق : قال الرضا7 الامام الوالد الشفيق.

المشكوة : قال الرضا7 مثلنا في كتاب اللّه كمثل مشكوة و المشكوة في القنديل فنحن المشكوة فيها مصباح المصباح محمّد9 في زجاجة من عنصره الطاهرة.

الاصحاب : ورد في اخبار كثيرة انّ الائمة: هم اصحاب الجنة و اصحاب اليمين و اصحاب الميمنة و اصحاب الصراط و اصحاب الاعراف و قيل لرسول اللّه9

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 90 *»

من اصحابك قال اهل‏بيتي.

الصبح : عن علي7 في قوله تعالي و الصبح اذا تنفّس قال يعني بذلك الاوصياء يقول انّ علمهم انور و ابين من الصبح اذا تنفّس.

المصباح : في حديث نحن مصابيح الحكمة. و في خبر نحن مصباح العلم و مصباح الظلام.

المصلحون : عن الباقر7 في قوله تعالي انّا لانضيع اجر المصلحين قال نزلت في ال‏محمّد و اشياعهم.

الصالحون : عن الباقر7 في قوله تعالي الذين امنوا و عملوا الصالحات قال هم علي و شيعته.

الصبر : في رواية المفضّل عن ابي‏جعفر7 في قوله تعالي و تواصوا بالصبر قال يعني بالعترة.

الصابر : في بعض زيارات اميرالمؤمنين7 انت الصابر في البأساء و الضرّاء و حين البأس.

الصراط : قال الصادق7 الصراط صراطان اما الصراط في الدنيا فهو الامام المفروض طاعته من عرفه و اقتدي بهديه مرّ علي الصراط الذي هو جسر جهنّم في الاخرة.

الصنائع : قال علي7 نحن صنائع اللّه و الخلق بعد صنائع لنا.

الصبغة : قال الصادق7 في قوله تعالي صبغة اللّه و من احسن من اللّه صبغة المؤمنين بالولاية في الميثاق.

الصحيفة : قال الباقر7 في قوله تعالي رسول من اللّه يتلو صحفاً مطهّرة انّه قال اي انّ الرسول يدلّ علي اولي‏الامر من بعده و هم الائمة و هم الصحف المطهّرة.

الصافّون : قال الباقر7 انّ الائمة: هم الصافّون و انّهم هم المسبّحون الخبر.

الصدّيق : في بعض زيارات علي7 يا رأس الصدّيقين.

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 91 *»

المصدِّق : عن الباقر و الصادق8 انّهما قالا في قوله تعالي و الذي جاء بالصدق و صدّق به انّ رسول اللّه9 جاء بالصدق و علي صدّق به.

الصدق : في خبر طارق بن شهاب عن علي7 الامام هو الصدق و العدل كماقال اللّه تعالي و تمّت كلمة ربّك صدقاً و عدلاً.

الصادقون : عن الصادق7 نحن الصادقون اذا نطقنا. و في البحار قال علي7يقول اللّه عزّوجلّ انّ اللّه مع الصادقين انا ذلك الصادق الخطبة.

الصيام : قال ابوعبداللّه7 ياداود نحن الصلوة في كتاب اللّه و نحن الزكوة و نحن الصيام.

الصفوة : قال اللّه تعالي لنبيّه9 انتما صفوتي من خلقي و الائمة من ذرّيّتكما و شيعتكما الخبر.

المصطفون عن الباقر7 انّ الائمة هم المصطفون بامر اللّه.

الصلوة : قال ابوعبداللّه7 نحن الصلوة في كتاب اللّه.

المصلّون : عن الصادق7 في قوله تعالي قالوا لم‏نك من المصلّين قال عني بها لم‏نك من اتباع الائمة الذين قال اللّه فيهم السابقون السابقون ثم قال اماتري الناس يسمّون الذي يلي السابق في الحلبة مصلّياً فذلك الذي عني حيث قال لم‏نك من المصلّين اي لم‏نك من اتباع السابقين.

الصهر : في البحار قال علي7 في خطبة له انا صهر خيرالانام الي ان قال و انا الصهر يقول اللّه عزّوجلّ هو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً و صهراً الخطبة.

الضياء : قال الباقر7 انّ اللّه تعالي جعل الائمة نوراً في الظلم للنجاة و جعلهم نور البلاد و هم نور اللّه في قلوب المؤمنين و انّهم النور و الضياء.

الضارب : في البحار في حديث زيد بن الحارثة في وصف علي7 الضارب بحسامه رءوس الاقران.

المضطرّ : عن الصادق7 في قوله تعالي امّن يجيب المضطرّ اذا دعاه قال نزلت في

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 92 *»

القائم هو واللّه المضطرّ اذا صلّي في المقام ركعتين و دعي اللّه فاجابه.

المستضعفون : في رواية ايّوب انّ النبي9 قال لاهل‏بيته و بني‏هاشم انتم المستضعفون بعدي.

الطيّبات و الطيّبون : عن الحسن المجتبي7 في قوله تعالي الطيّبات للطيّبين هم علي7 و اصحابه و شيعته.

الطور : في بعض زيارات علي7 اشهد انّك الطور.

المطهّرون : عن الصادق7 في قوله تعالي انّمايريد اللّه ليذهب عنكم الرجس الاية قال يعني الائمة: . و عن الباقر في قوله تعالي و ينزّل عليكم من السماء ماءً ليطهّركم قال السماء رسول اللّه9 و الماء علي7 يطهّر اللّه به قلب من والاه.

الطائفون : عن الصادق7 في قوله تعالي و طهّر بيتي للطائفين و العاكفين و الركّع السجود قال يعني بهم ال‏محمّد صلي‏اللّه‏عليه و عليهم‏اجمعين.

الطريق : قال الصادق7 نحن طريق النجاة و الطريق المستقيم.

المطعمون : عن الباقر7 في قوله تعالي فكّ رقبة قال بنا تفكّ الرقاب و بمعرفتنا و نحن المطعمون في يوم الجوع و هو المسغبة.

الطالب : سأل المتوكل زيد بن الحارثة عن علي7 فقال علي حروف الهجاء علي هو الامر عن اللّه الي ان قال الطالب بحقّ اللّه غير متوان و لا خوّان.

المطمئنّ : عن انس بن مالك في قوله تعالي الذين امنوا و تطمئن قلوبهم بذكر اللّه الا بذكر اللّه تطمئن القلوب قال قال رسول اللّه9 هم نحن اهل‏البيت و شيعتنا.

الظاهر : عن الباقر7 عن النبي9 انّ عليّاً7 الظاهر فانه ظهر علي كل مااعطاني اللّه من علمه و انّه الباطن فهو واللّه الباطن علي علم الاولين و الاخرين و سائر الكتب المنزلة علي النبيّين. و في حديث زيد بن الحارثة علي7 الظاهر علي اهل الكفر و الطغيان.

الظلّ : عن الباقر7 انّ الائمة اظلّة عن يمين عرش اللّه.

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 93 *»

العذاب : عن الصادق7 في قوله تعالي لمّارأوا العذاب قال علي7 هو العذاب.

العرب : قال الكاظم7 الناس ثلثة عربي و مولي و علج فاما العرب فنحن و اما الموالي فمن والانا و اما العلج فمن تبرّأ منا و ناصبنا. و قال الصادق7 نحن بنوهاشم و شيعتنا العرب و سائر الناس الاعراب.

العاقبة : قال الباقر7 في قوله تعالي و العاقبة للمتّقين قال نحن العاقبة و مودّتنا للمتّقين.

يعقوب : عن الباقر7 انّ في علي شبهاً ليعقوب فانّ يعقوب فرّق بينه و بين ولده برهة من الزمان ثم جمعوا له و انّ اللّه سيجمع لعلي7 ولده كماجمعهم ليعقوب و قدكان ذلك في الدنيا فيكون لعلي7 كذلك في الدنيا و سيجمعهم اللّه تعالي في الرجعة.

العباد : في كثير من الزيارات انتم العباد المكرمون. و عن الصادق7 في قوله تعالي يا عبادي الذين اسرفوا الاية قال واللّه مااريد بذلك غيركم.

العابدون : في بعض الزيارات انتم العابدون الحامدون. و عن الصادق7 في قوله تعالي انّ في هذا لبلاغاً لقوم عابدين قال هم شيعتنا.

العمد : في الكافي قال7 انّ النبي و الائمة عمد السموات و الارض و اوتاد الارض و بهم قيامها.

العهد : عن الباقر7 قال نحن عهد اللّه و ذمّته.

العبرة : في بعض زيارات الحسين7 و جعلك و اباك و جدّك و اخاك و امّك و بنيك عبرة لاولي الالباب.

العمرة : قال الصادق7 في خبر المفضّل و اخبرك انّي لوقلت انّ الصلوة و الزكوة و صوم شهر رمضان و الحج و العمرة و المسجد الحرام و البيت الحرام و المشعر الحرام و الطهور و الاغتسال من  الجنابة و كل فريضة كان ذلك هو النبي الذي جاء به من عند ربه لصدقت.

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 94 *»

العزّ : قال الرضا7 الامام عزّ المسلمين.

العزيز : قال سبحانه و للّه العزّة و لرسوله و للمؤمنين.

عيسي : يقول الامام7 بعد ظهوره الا و من اراد ان‏ينظر الي عيسي و شمعون فها انا ذا عيسي و شمعون.

الاعراف : قال علي7 نحن الاعراف نوقف بين الجنة و النار فلايدخل الجنة الاّ من عرفنا و عرفناه.

عرفاء : قال رسول اللّه9 انت و الاوصياء من بعدك عرفاء لايعرف اللّه الا بسبيل معرفتكم و عرفاء لايدخل الجنة الاّ من عرفكم و عرفتموه.

المعروف : قال الصادق7 لابي‏حنيفة يا اباحنيفة المعروف في اهل الارض فذاك اميرالمؤمنين.

العدل : عن علي7 الامام هو الصدق و العدل كماقال اللّه تعالي و تمّت كلمة ربك صدقاً و عدلاً.

العادل : عن الصادق7 في قوله تعالي و من يأمر بالعدل و هو علي صراط مستقيم انّه كان عليّاً7 و الائمة: .

العمل : عن علي7 الامام العمل الصالح.

العاملون : في الجامعة انتم العاملون بارادة اللّه. و فيها و بامره تعملون.

المعصوم : قال7 الامام لايكون الاّ معصوماً.

العالمون : عن الصادق7 في قوله تعالي و مايعقلها الاّ العالمون فقال نحن. و في الكافي و كان علي7 حكيماً حليماً عالماً الخبر.

العلماء : قال الصادق7 نحن العلماء و شيعتنا المتعلّمون و سائر الناس غثاء.

العلم : عن علي7 انا علم اللّه.

العَلَم : عن الباقر7 قال انّ اللّه عزّوجلّ نصب عليّاً7 علماً بينه و بين خلقه فمن عرفه كان مؤمناً و من انكره كان كافراً و من جهله كان ضالاًّ.

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 95 *»

العلامات : عن الصادق7 في قوله تعالي و علامات و بالنجم هم يهتدون قال العلامات الاوصياء و النجم هو النبي9 .

العين : عن المقداد قال سمعت النبي9 يقول علي عين اللّه الناظرة. و عن علي7الامام العين الغزيرة و عين اليقين و حقيقته. و في زيارة القائم السلام عليك يا عين الحيوة. و في زيارة علي7 اللّهم صلّ علي علي عينك علي خلقك اجمعين. و فيها اشهد انّه عين اللّه التي من عرفها اطمأنّ. و فيها السلام علي عين اللّه الحفيظة التي لاتخفي عليها خافية.

العروة : قال النبي9 من احبّ ان‏يتمسّك بالعروة الوثقي التي لاانفصام لها فليتمسّك بولاية اخي و وصيي علي بن ابي‏طالب الخبر.

عصي : في زيارة علي7 اشهد انّك عصي عزّ اللّه.

العفو : قال الصادق7 نحن اصل كلّ خير و من فروعنا كلّ برّ و من البرّ التوحيد و الصلوة و الصيام و كظم الغيظ و العفو عن المسي‏ء.

علي : عن الصادق7 في قوله تعالي اهدنا الصراط المستقيم قال هو علي و معرفته قال و الدليل علي ذلك قوله تعالي و انّه في امّ الكتاب لدينا لعلي حكيم و هو علي7 في الفاتحة في قوله تعالي اهدنا الصراط المستقيم.

العالي : في البحار في حديث زيد بن الحارثة في وصف علي7 العالي علمه علي اهل الزمان.

العالون : عن ابي‏سعيد قال سألنا رسول اللّه9 عن قوله تعالي ام كنت من العالين من الذين هم اعلي من الملائكة فقال انا و علي و فاطمة و الحسن و الحسين: كنّا في سرادق العرش نسبّح اللّه و نقدّسه فلمّاخلق اللّه ادم امر الملائكة ان‏يسجدوا له و لم‏يأمرنا بالسجود فلمّاابي ابليس عن السجود قال اللّه تعالي له استكبرت ام كنت من العالين اي من هؤلاء المكتوب اسماؤهم في سرادق العرش.

الغالبون : في البحار في حديث زيد بن الحارثة في وصف علي الغالب بنصر اللّه

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 96 *»

للشجعان الخبر. و عن تفسير الواحدي في قوله تعالي فانّ حزب اللّه هم الغالبون قال يعني شيعة اللّه و رسوله هم الغالبون اي العالون علي جميع الخلق.

الغيث : قال علي7 الامام الغيث الهاطل.

المغفرة : عن الباقر7 في قوله تعالي هو اهل التقوي و اهل المغفرة قال التقوي في هذا الموضع النبي9 و المغفرة علي7 .

المستغفرون : قال ابوعبداللّه7 انّ الحسين7 عند ربّه ينظر الي موضع معسكره الي ان قال و انّه ليري من يبكيه فيستغفر له و يسأل اباءه ان‏يستغفروا له.

الغيظ : عن الرضا7 انّ الامام غيظ المنافقين.

الغمام : عن الصادق7 في قوله تعالي يوم تشقّق السماء بالغمام قال الغمام علي7.

الغني : عن الرضا7 في قوله تعالي و وجدك عائلاً فاغني الاية فاغناك بالوحي فلاتسأل عن شي‏ء احداً. و في رواية اي تعول اقواماً بالعلم فاغناهم اللّه بك.

المفتاح : في اخبار كثيرة انّهم: مفاتيح الرحمة و مفاتيح الجنان و مفاتيح الحكمة و مفاتيح الكتاب و مفاتيح العلم. و في الزيارة بكم فتح اللّه و بكم يختم.

المفلحون : عن سلمان  رضي‏الله‏عنه انّه قال لعلي7 يا اباالحسن قلّما اقبلت انت و انا عند رسول اللّه9 الاّ قال يا سلمان هذا و حزبه هم المفلحون يوم القيمة.

الفالق : في البحار في حديث زيد بن الحارثة في وصف علي7 الفالق للرءوس و الابدان الخبر.

افئدة : عن ابن‏عباس في قوله تعالي فاجعل افئدة من الناس الاية قال النبي9 هي قلوب شيعتنا تهوي الي محبّتنا.

الفجر : عن الباقر7 في قوله تعالي والفجر قال القائم7 .

الفطرة : قال النبي9 يا علي انت و شيعتك علي الفطرة و الناس منها براء الخبر.

الفائزون : عن امّ‏سلمة قالت قال النبي9 علي و شيعته الفائزون يوم القيمة. و في

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 97 *»

البحار قال رسول اللّه9 خطاباً لسلمان انتم الفائزون و لكم خلقت الجنّة و لاعدائنا و اعدائكم خلقت النار.

الافراط : في مكاتبة الهادي7 نحن اَفراط الانبياء.

الفرط : في البحار قال علي7 في خطبة له رسول اللّه9 فرطي و انا فرط شيعتي الخطبة.

الفاروق : عن علي7 انا فاروق هذه الامّة و ربّيها و ذوقرنيها.

الفارق : عن الباقر7 قال النبي9 خذوا بحجزة علي بن ابي‏طالب7 فانّه الفارق بين الحق و الباطل.

الفلك : في زيارة علي7 السلام عليك يا فلك النجاة.

الفصل : عن الباقرين8 نحن فصل الخطاب و دلالته. و قال علي7 انا فصل القضاء.

الفاصل : في زيارة علي7 يا فاصل الحكم و الناطق بالصواب.

الفضل : قال علي7 في خبر طارق بن شهاب الامام فضل اللّه و رحمته.

الفتي : عن الصادق7 انّه قال لرجل ما الفتي عندكم قال الشابّ فقال لا  الفتي المؤمن انّ اصحاب الكهف كانوا شيوخاً فسمّاهم اللّه تعالي فتية لايمانهم.

القابض : في البحار قال علي7 في خطبة له انا قابض الارواح الخطبة.

القرءان : قال علي7 في بعض خطبه انا الايمان الذي به كفر و القرءان الذي ايّاه هجر.

المقرّبون : قال علي7 انّ الائمة من ال‏محمد: اولياء اللّه المقرّبون و امره بين الكاف و النون. و قال رسول اللّه9 حاكياً عن اللّه فمن احبّكما ـ اي محمّد و علي ـ و تولاكما و اطاعكما كان عندي من المقرّبين و من جحد ولايتكما و عدل عنكما كان عندي من الكافرين الظالين.

الاقربون : عن الصادق7 في قوله تعالي الوصيّة للوالدين و الاقربين بالمعروف

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 98 *»

قال هو شي‏ء جعله اللّه عزّوجلّ لصاحب هذا الامر قال الراوي فقلت له هل لذلك حدّ قال نعم ادني مايكون ثلث الثلث.

القربي و ذوي‏القربي : عن ابن‏عباس قال لمّانزل قوله تعالي قل لاأسألكم عليه اجراً الاّ المودّة في القربي سئل النبي9 من هؤلاء الذين اوجب اللّه علينا مودّتهم قال علي و فاطمة و ابناهما قالها ثلث مرّات. و عن تفسير الامام7 في قوله تعالي و اتي المال علي حبّه ذوي القربي قال7 اي اعطي قرابة النبي9 الفقراء هدية و برّاً لاصدقةً الخبر.

القلب : عن علي7 انّه قال انا قلب اللّه الواعي. و في البحار قال7 في خطبة له انا ذوالقلب قال اللّه سبحانه انّ في ذلك لذكري لمن كان له قلب الخطبة.

المقتصد : عن الباقر7 في قوله تعالي ثم اورثنا الكتاب الاية قال انّ الاية نزلت في ولد فاطمة خاصّةً الي ان قال و المقتصد العارف بحقّ الامام. و في رواية اخري المقتصد الصالح. و في رواية ثالثة المقتصد المجتهد.

القدرة : قال علي7 في حديث طارق انّ الائمة من ال‏محمّد: قدرة اللّه و مشيّته.

القرّة : قال النبي9 في قوله تعالي هب لنا من ازواجنا و ذرّيّاتنا قرّة اعين الاية انّها لال‏محمّد: خاصةً و انّ جبرئيل قال ازواجنا خديجة و ذرّيّاتنا فاطمة و قرّة اعين الحسنان.

القصر : عن الكاظم7 في قوله تعالي و بئر معطّلة و قصر مشيد قال البئر المعطّلة الامام الصامت و القصر المشيد الامام الناطق.

القمر : في زيارة القائم7 ايّها القمر الزاهر.

القسط : قال النبي9 ياعلي انت و شيعتك القائمون بالقسط كماقال اللّه عزّوجلّ و القسط العدل و العدل في ظهر القرءان محمّد9 و في بطنه علي7 .

القبلة : عن الصادق7 نحن قبلة اللّه و نحن كعبة اللّه.

القول : قال الصادق7 في قوله تعالي و لقدوصّلنا لهم القول الاية قال امام بعد

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 99 *»

امام الخبر.

المستقدمون : عن الباقر7 في قوله تعالي و لقدعلمنا المستقدمين منكم و لقدعلمنا المستأخرين الاية قال هم المؤمنون من هذه الامة.

القدم : في الكافي عن الصادق7 في قوله تعالي قدم صدق الاية قال هو رسول‏اللّه9.

القلم : عن الكاظم7 انه قال ن اسم لرسول‏اللّه9 و القلم اسم لاميرالمؤمنين7.

المقام : في زيارة علي7 ياصاحب المقام. و في بعض اخر يا باب المقام.

القوّام : عن الصادق7 نحن قوّام اللّه علي خلقه.

القائم : عن الصادق7 قال انّ الامام القائم في امور المسلمين.

ذوالقرنين : قال النبي9 لعلي7 انّ لك كنزاً في الجنّة و انّك ذوقرنيها.

القرية : قال صاحب الامر عجّل اللّه فرجه نحن القري التي بارك اللّه فيها و انتم القري الظاهرة.

القاضي : عن جابر عن الباقر7 قال سألته عن هذه الاية لكلّ امّة رسول فاذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط الاية قال تفسيرها في الباطن انّ لكل قرن من هذه الامّة رسولاً من ال‏محمّد يخرج الي القرن الذي هو اليهم رسول و هم الاولياء و هم الرسل و اما قوله فاذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط الاية معناه انّ الرسل يقضون بينهم بالقسط و هم لايظلمون كماقال اللّه تعالي.

القوّة : عن تفسير القمي في قوله تعالي لو انّ لي بكم قوّة او اوي الي ركن شديد قال القوّة القائم7 و الركن الشديد اصحابه ثلثمأة و ثلثة عشر رجلاً.

القوي : في البحار في حديث زيد بن الحارثة في وصف علي7 القوي الشديد الاركان.

الكتاب : في الزيارة انتم الكتاب المسطور. و عن الباقر7 في قوله تعالي فالذين

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 100 *»

اتيناهم الكتاب يتلونه حقّ تلاوته الاية قال هم ال‏محمّد: . و عنه7 ايضاً في قوله تعالي و لايرتاب الذين اوتوا الكتاب قال هم الشيعة و هم اهل الكتاب و هم الذين اوتوا الكتاب.

الكعبة : عن تفسير الامام قال قال علي بن الحسين7 انّ عليّاً كان كالكعبة التي امر اللّه باستقبالها جعله اللّه ليؤتمّ به في امور الدين و الدنيا كما انّ الكعبة لاتنقص من شرفها ان‏ولّي عنها الكافر فكذلك لايقدح في علي7 ان‏اخّره عن حقّه المقصّرون. و قدمرّ قول الصادق نحن كعبة اللّه في ذيل القبلة.

الكوكب : قال علي7 انّ الائمة من ال‏محمّد الكواكب العلويّة.

الكوثر : في زيارة علي7 ايّها الزلفة و الكوثر.

الكهف : قال الجواد7 نحن كهفكم كاصحاب الكهف.

الكفل : قال الباقر7 في قوله تعالي يؤتكم كفلين من رحمته قال الحسن و الحسين 8 .

الكامل : في حديث زيد بن الحارثة و هو ـ اي علي7 ـ الكامل الراجح بلانقصان.

المكرمون : قال الرضا7 و قالوا ـ اي علي7 و اتباعه و شيعته ـ يا هؤلاء انّ عليّاً و ولده عباد مكرمون مخلوقون.

الكرام : في الزيارة انتم السفرة الكرام البررة.

الكاظم : في زيارة علي7 انت الكاظم الغيظ.

الكلمة : قال الرضا7 في قوله تعالي مانفدت كلمات اللّه نحن الكلمات التي لاتدرك فضائلنا و لاتستقصي. و في الزيارات المتفرّقة السلام علي الكلمة التامّة و علي كلمة الرحمن و علي كلمة المعبود و علي كلمة اللّه الحسني و العليا.

اللؤلؤ : عن الصادق7 في قوله تعالي يخرج منهما اللؤلؤ و المرجان قال الحسن و الحسين.

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 101 *»

الملجأ : عن علي7 الامام الركن و الملجأ.

اللازم : سأل المتوكّل زيد بن الحارثة البصري عن علي7 فقال علي حروف الهجاء علي هو الامر عن اللّه الي ان قال اللازم لأوامر الرحمن.

اولواالالباب : عن الصادق7 في قوله تعالي و ليذّكّر اولواالالباب قال علي و الائمة هم اولواالالباب. و عنه7 ايضاً شيعتنا اولواالالباب.

الليل : عن الباقر7 في قوله تعالي و ليال عشر قال الائمة: من الحسن الي الحسن.

اللسان : عن فاطمة3 قالت قال رسول اللّه9 الائمة من ولدي السنة الصدق.

المرجان : قدمرّ في ذيل اللؤلؤ انّ المراد منه الحسين7 .

موسي : في خبر المفضّل بن عمر يقول القائم بعد ظهوره الا و من اراد ان‏ينظر الي موسي و يوشع فها انا ذا موسي و يوشع.

التمسك : عن الباقر7 قال قول اللّه عزّوجلّ الذين يمسّكون بالكتاب الاية نزلت في ال‏محمّد و اشياعهم.

المَلِك : عن الصادق7 في قوله تعالي و جعلكم ملوكاً قال هم الائمة: فانّهم اعطوا ملك الجنّة و ملك الكرّة.

المَلَك : عن علي7 انّ الامام بشر ملكي.

المثل : عن علي7 في بعض خطبه انّه قال نحن المثل الاعلي و سبيل الهدي.

المدينة : قال النبي9 انا مدينة العلم و علي بابها.

الماء : عن علي7 الامام الماء العذب علي الظمأ و الماء الثجّاج.

النبي : عن الباقر7 في قوله تعالي اطيعوا اللّه و اطيعوا الرسول و اولي‏الامر منكم قال انّها نزلت في علي و الائمة: جعلهم اللّه مواضع الانبياء غير انّهم لايحلّلون شيئاً و لايحرّمونه الخبر.

النبأ : عن الباقر7 في قوله تعالي قل هو نبأ عظيم الاية قال هو واللّه

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 102 *»

اميرالمؤمنين7 .

المنيب : عن الصادق7 في قوله تعالي و اتّبع سبيل من اناب الي قال سبيل محمّد و علي.

الناصح : عن الرضا7 انّ الامام ناصح لعباد اللّه.

نوح : قال الحجّة عجّل اللّه فرجه الا و من اراد ان‏ينظر الي نوح و سام فها انا ذا نوح و سام.

الناسخ و المنسوخ : عن الصادق7 انّه قال في حديث له لعيسي بن عبداللّه يا عيسي لاتكون مؤمناً حتي تعرف الناسخ من المنسوخ قلت و ما معرفة الناسخ من المنسوخ فقال أليس تكون مع الامام موطّناً نفسك علي حسن النيّة في طاعته فيمضي ذلك الامام و يأتي امام اخر فتوطّن نفسك علي حسن النيّة في طاعته فهذا معرفة الناسخ من المنسوخ.

النذير : عن النبي9 قال ياعلي انت نذير امّتي.

المنذر : عن الصادق7 في قوله تعالي و اوحي الي هذا القرءان لانذركم به و من بلغ قال من بلغ ان‏يكون اماماً من ال‏محمّد فهو ينذر بالقرءان كماانذر به رسول‏اللّه9 .

النصر : عن ابي‏هريرة في قوله تعالي هو الذي ايّدك بنصره قال اي قوّاك بعلي فالنصر علي7 .

المنتصر : عن الباقر7 ثم يخرج المنتصر في الدنيا و هو الحسين7 .

المنصور : عن الصادق7 انّ جبرئيل7 قال لرسول اللّه9 فاطمة مسمّاة في السماء بمنصورة و ذلك قوله تعالي بنصر اللّه يعني نصر فاطمة لمحبّيها اي في يوم القيمة.

الانصار : في الزيارات انتم انصار اللّه و انصار رسوله و انصار كتابه و دينه. و قال الباقر7لجماعة من شيعته انتم شيعة ال‏محمّد: و انتم شرط اللّه و انتم انصار اللّه.

النصير : عن ابن‏عباس في قوله تعالي و اجعل لي من لدنك سلطاناً نصيراً قال انّ

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 103 *»

اللّه استجاب دعاء النبي9 فانّ عليّاً سلطان ينصره علي اعدائه.

الناصر : عن الباقر7 قال قال رسول‏اللّه9 في خطبة يوم الغدير علي ناصر دين اللّه.

النور : عن الصادق7 في قوله تعالي و من لم‏يجعل اللّه له نوراً فما له من نور يعني اماماً من ولد فاطمة3 فما له من نور يعني فما له من امام يوم القيمة يمشي بنوره.

النهر : روي الحلبي عن الصادق7 قال سألته عن قوله تعالي فيها انهار من ماء غير اسن و انهار من لبن لم‏يتغيّر طعمه و انهار من خمر لذّةً للشاربين و انهار من عسل مصفّي فقال الباقر7 اما الانهار فرجال و قوله من ماء غير اسن فهو علي7 في الباطن و قوله و انهار من لبن فانّه الامام7 و قوله و انهار من خمر لذّة للشاربين فانّه علمهم يتلذذ منه شيعتهم.

النهار : عن الصادق7 في قوله تعالي و النهار اذا جلّيها قال ذاك الامام من ذرّيّة فاطمة يسأل عن دين رسول اللّه9 فيجلّيه لمن يسأله عنه.

النفس : في زيارة علي7 السلام علي نفس اللّه القائمة فيه بالسنن. و الاخبار في كونه نفس الرسول متواترة. و عن الصادق7 في قوله تعالي و لاتقتلوا انفسكم قال7اي اهل‏بيت نبيّكم الخبر.

الينبوع : في الزيارات انّهم ينابيع الحكم و ينابيع العلوم.

الناطق : عن الصادق7 انّ الامام المعبّر عن القرءان و الناطق عن الرسول بالبيان.

المنفقون : عن الصادق7 في قوله تعالي الذين ينفقون اموالهم بالليل و النهار قال نزلت في علي7 .

الناقة : عنه7 ايضاً في قوله تعالي فقال لهم رسول اللّه ناقة اللّه و سقيها قال الرسول هو نبيّنا و الناقة الامام الذي فهّم الناس عن اللّه و سقيها اي مستقي العلم عنده.

المنسك : عن الكاظم7 في قوله تعالي لكلّ امّة جعلنا منسكاً هم ناسكوه قال قال النبي9 المنسك هو الامام لكلّ امّة بعد نبيّها الا انّ لزوم الامام و طاعته هو الدين و هو

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 104 *»

المنسك و هو علي بن ابي‏طالب امامكم بعدي.

النحل : عن الصادق7 في قوله تعالي و اوحي ربّك الي النحل الاية قال نحن واللّه النحل الذي اوحي اليه ان اتخذي من الجبال بيوتاً اي امرنا ان‏نتّخذ من العرب شيعة.

النجم : عن الرضا7 قال الامام النجم الهادي في غياهب الدجي.

النعمة : عن الصادق7 نحن واللّه نعمة اللّه التي انعم بها علي عباده بنا يفوز من فاز.

النعيم : في المجمع عن الصادق7 يانعمان نحن اهل‏البيت النعيم الذي انعم اللّه بنا علي العباد الخبر.

النقمة : في زيارات علي7 انّه نقمة اللّه الدامغة و انّه نقمة اللّه علي الكافرين.

المنتقم : في رواية الحافظ من علماء العامّة في قوله تعالي فانّا منهم منتقمون يعني بعلي بن ابي‏طالب7 .

النجاة : عن الصادق7 انّ الائمة: هم النجاة و الزلفي.

المنادي : عن الباقر7 في قوله تعالي و استمع يوم يناد المناد من مكان قريب قال انّ عليّاً هو المنادي.

ذوي‏النهي : عن عمّار قال سألت اباعبداللّه7 عن قوله تعالي انّ في ذلك لايات لاولي‏النهي قال نحن واللّه اولواالنهي. و في زيارة علي7 ياملجأ ذوي‏النهي.

الناهي : قال علي7 الامام الامر و الناهي.

النامي : في حديث زيد بن الحارثة علي7 النامي ذكره في القرءان.

الوارث : قال النبي9 الا و انّ اهل‏بيتي هم الوارثون لامري. و في الزيارات انتم ورثة الكتاب و انتم ورثة الاحكام. و في بعض الاخبار انّهم الذين يرثون الارض و مافيها.

الاوتاد : عن الباقر7 قال رسول‏اللّه9 انّي و اثني‏عشر من ولدي و انت ياعلي رزّ الارض اعني اوتادها و جبالها بنا اوتد اللّه الارض ان تسيخ باهلها فاذا ذهب الاثناعشر من ولدي ساخت الارض باهلها و لم‏ينظروا.

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 105 *»

التوحيد : قال7 انّ الائمة اصل كلّ خير و من فروعهم كلّ برّ و من البرّ التوحيد.

الودّ : عن الصادق7 قال نحن ودّ اللّه و حجّته.

الموعود : عنه7 ايضاً في قوله تعالي افمن وعدناه وعداً حسناً قال الموعود علي7وعده اللّه ان‏ينتقم له من اعدائه في الدنيا و وعده الجنّة له و لاوليائه في الاخرة.

الوالد : قال الرضا7 الامام الوالد الشفيق.

الولد : عن الصادق7 في قوله تعالي و والد و ماولد قال الوالد امير المؤمنين و ماولد يعني هؤلاء الاوصياء.

الوتر : قال7 الشفع الحسن و الحسين8 و الوتر اميرالمؤمنين7 .

الوسيلة : عن علي7 انّ الائمة من ال‏محمّد: الوسيلة الي اللّه و الوصلة الي عفوه.

الميزان : في بعض الزيارات انتم الموازين التي نصبها اللّه لتهذيب شريعته.

الوجه : قال اللّه سبحانه خطاباً للنبي و الائمة صلوات اللّه عليهم في عالم الذرّ فكلّ شي‏ء هالك الاّ وجهي و انتم وجهي لاتبيدون و لاتهلكون و لايبيد و لايهلك من تولّيكم.

الموفي : في الزيارة اشهد انّك وفيت بعهد اللّه.

المتّقي : عن الصادق7 في قوله تعالي ام نجعل المتّقين يعني عليّاً اميرالمؤمنين و اصحابه كالفجّار قال حبتر و دلام و اصحابهما.

الاتقي : عن الباقر7 في قوله تعالي و سيجنّبها الاتقي قال الاتقي علي و شيعته.

الولي : قال7 انّ الائمة من ال‏محمّد اولياء اللّه المقرّبون. و عن الصادق7 انّ الشيعة المنتظرين لظهور القائم هم اولياء اللّه الذين لاخوف عليهم و لايحزنون.

المولي : قال النبي9 انّ عليّاً مولي كلّ مؤمن و مؤمنة. و قال الكاظم7 الناس ثلثة عربي و مولي و علج فاما العرب فنحن و اما الموالي فمن والانا الخبر.

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 106 *»

الولاة : عن الصادق7 قال نحن ولاة امر اللّه.

المهاجر : عن الكاظم7 في قوله تعالي و الذين هاجروا في سبيل اللّه قال نزلت في علي7 .

هرون : قال النبي9 علي منّي بمنزلة هرون من موسي.

هدي : عن الباقر7 في قوله تعالي فامّا يأتينّكم مني هدي قال علي بن ابي‏طالب7 .

الهادي و المهتدي : قال علي7 في خطبة له انا الهادي و انا المهتدي.

الهداة المهديّون : قال النبي9 انّهم اي الائمة هداة مهديّون.

اليسر : عن الباقر7 في قوله تعالي يريد اللّه بكم اليسر و لايريد بكم العسر قال اليسر علي7 و فلان و فلان العسر.

اليتيم : عن الصادق7 انّ الكبائر سبع فينا نزلت و منّا استحلّت و عدّ منها اكل مال اليتيم ثم قال و اما اكل مال اليتيم فقدذهبوا بفيئنا الذي قدجعله اللّه لنا و اعطوه غيرنا.

موتِم : في البحار قال علي7 في خطبة له انا موتِم البنين و البنات الخطبة.

الايام : من الصقر قال قلت لابي‏الحسن7 ياسيّدي حديث روي عن النبي9لااعرف معناه قال و ماهو قلت قوله لاتعادوا الايام فتعاديكم قال نعم الايام نحن ماقامت السموات و الارض.

يعسوب : في البحار قال النبي9 ياعلي انت يعسوب المؤمنين و المال يعسوب الظالمين.

اليقين : قال علي7 الامام عين اليقين و حقيقته.

اليمين : عن الصادق7 قال نحن يمين اللّه. و عن علي7 انّ اصحاب اليمين هم المؤمنون حقّاً.

اليد : عن علي7 كلّ ماكان في القرءان من اية تذكر فيها العين و الجنب و اليد و نحوها فالمراد منها الولي و الامام.

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 107 *»

فهذه الكلمات المسطورة في هذا الفصل تطلق علي الحقيقة علي النبي و الامام و علي الحقيقة بعد الحقيقة علي شيعتهم و مواليهم لانّهم نورهم و شعاعهم. قال7شيعتنا منّا كشعاع الشمس منها فكمانري من اطلاق لفظ الشمس علي القرص السماوي علي الحقيقة و يطلق علي الانوار و الشموس الظاهرة في المرايا علي الحقيقة بعد الحقيقة كماهو الحق في المسألة كذلك هنا. و قيل الشمس تطلق علي القرص علي الحقيقة و علي الشموس علي المجاز و كيف كان لايضرّنا هذا النزاع اذ الكل متّفقون علي اطلاق اسم الشمس علي الشموس في المرايا و الجدران و اسم المنير علي النور كماهو ظاهر مشهود لاينكره احد انظر الي الجسم المطلق الذي هو المنير الواقعي للاجسام المقيّدة و الانسان المطلق الذي هو المنير للاناسي الجزئيّة كيف اعطي كلّ واحد اسمه و رسمه اليس انت تسمّي كل الاجسام باسم الجسم فتقول الارض جسم و الفرش جسم و السماء جسم و العرش جسم كذلك تسمي جميع الاناسي بالانسان فتقول زيد انسان و بكر انسان و عمرو انسان و هكذا فاطلاق اسم المنير علي الانوار من البديهيّات و لاشك انّ الائمة: منيرون بالنسبة الي شيعتهم و شيعتهم انوارهم كمافي اخبار عديدة فكل اسم و صفة يطلق عليهم يطلق علي انوارهم و بالعكس كل اسم و صفة يطلق علي انوارهم يطلق عليهم اللّهم الاّ ماكان من تلك الكلمات و الاسماء و الصفات من خصائص ربّهم التي بها امتازوا عن شيعتهم و شيعتهم عنهم كالنبي و الامة و الامام و المأموم و المولي و العبد.

و بالجملة فعرفت ان‏شاءاللّه ممّابيّنّا صحة اطلاق تلك الاسماء و الكلمات و الصفات علي الائمة و شيعتهم و مواليهم و محبّيهم و متابعيهم و متابعي متابعيهم و محبّي محبّيهم و موالي مواليهم بل موالي موالي مواليهم و لذلك ربّمااكتفينا في الاستدلال علي خبر واحد في شأن احد من الائمة و شيعتهم و ان كان يوجد الاخبار فيهما جميعاً لكنّا في بعض المواضع اتينا بخبرين احدهما ظاهر في الائمّة و الاخر في شيعتهم. وليعلم انّا ان‏ذكرنا خبراً في شأن واحد من الائمة ليس من باب انّه مخصوص به

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 108 *»

دون ان‏يجري في غيره من الائمة او كان منحصراً بذلك الخبر بل اكتفينا به اختصاراً و ربّما كان اخبار اخر في شأن باقي الائمة او بعضهم لم‏نتعرّض لذكرها ايجازاً و علماً بانّهم من طينة واحدة و نفس واحدة فانّهم اوّلهم محمّد و اوسطهم محمّد و اخرهم محمّد و كلّهم محمّد صلّي‏اللّه‏عليه و عليهم‏اجمعين فالحكم الجاري علي احدهم و الصفة الطارية علي احدهم يجري و يطري في الباقين نعم لايبعد ان‏يكون له نوع خصوصيّة بهذا الامام مثلاً ان قلنا انّ الحسين مظلوم ليس معناه انّ غيرهم ليسوا بمظلومين بل بذكر ذلك اردنا اثبات مظلوميّة غيرهم حيث انّهم واحد و لوكان له نوع خصوصيّة بالحسين لشدّة مظلوميّته و هكذا.

«الفصل الرابع و العشرون»

في الاثار و الاخبار التي تدلّ علي انّ المراد من الاسماء الخبيثة و الصفات الدنيّة و الكلمات الرذيلة الاتية في بطن القرءان اعداء ال‏محمّد: و اتباعهم و اعداء اوليائهم و نحن نذكر تلك الكلمات علي حذو الكلمات الطيّبة مبتدأً بالالف ثم الباء و هكذا علي ترتيب الحروف توضيحاً للمرام و تأكيداً للمقام و الاّ فبحكم المقابلة و التضادّ التي بين الاحبّاء و الاعداء يطلق ضدّ كلّ كلمة من الكلمات الطيّبة علي اعدائهم و غاصبي حقوقهم و منكري فضائلهم و لايحتاج الي تصريح و بيان. مثلاً اذا ورد في الاخبار اطلاق لفظ النور علي الائمة الاخيار و شيعتهم الاطهار فيثبت بحكم المقابلة و التضادّ اطلاق لفظ الظلمة علي اعدائهم و غاصبي حقوقهم و متابعيهم و ان لم‏نقف علي نصّ صريح في الباب و كذلك الامر بالعكس اذ ربماورد صريحاً لفظ خبيث في شأن ائمة الضلال فبحكم المقابلة و التضادّ يطلق ضدّه و مقابله علي الائمة الهداة و ان لم‏نصادفه. ذلك ايضاً احد الوجوه التي لاجلها عنونّا ذلك الفصل و نكتفي في كلّ كلمة بذكر شاهد واحد اختصاراً.

الاسير : عن النبي9 ياعباد اللّه اتّبعوا عليّاً7 بامر اللّه و لاتكونوا كالذين اتّخذوا

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 109 *»

ارباباً من دون اللّه تقليداً لجهال ابائهم الكافرين باللّه فانّ المقلد دينه ممن لايعلم دين اللّه يبوء بغضب من اللّه و يكون من اسراء ابليس لعين اللّه.

الاناث : عن الصادق7 انّه دخل عليه رجل فقال السلام عليك يااميرالمؤمنين فقام علي قدميه فقال مه هذا اسم لايصلح الاّ لاميرالمؤمنين7 سمّاه اللّه به و لم‏يسمّ به احد غيره فرضي به الاّ كان منكوحاً و ان لم‏يكن ابتلي به و هو قول اللّه عزّوجلّ في كتابه ان يدعون من دونه الاّ اناثاً الخبر و كأنّه اشارة الي الثاني فانّه كان منكوحاً و كان يدعي بتلك الاسم.

الانسان : عن الباقر و الصادق8 في قوله تعالي انّا عرضنا الامانة الي قوله و حملها الانسان قالا الامانة الولاية ابين ان‏يحملنها كفراً و الانسان الذي حملها الاوّل.

الناس : قال ابوالحسن7 في قوله تعالي و تكونوا شهداء علي الناس اي بماقطعوا يعني الناس من رحمكم و ضيّعوا من حقّكم و مزّقوا من كتاب اللّه و عدلوا حكم غيركم بكم.

المؤتفكة : قال علي7 يا اهل البصرة و يا اهل المؤتفكة و يا جند المرأة.

الاثيم : قال الصادق7 في قوله تعالي و مايكذّب به الاّ كلّ معتد اثيم الاية هو الاوّل و الثاني كانا يكذّبان رسول اللّه9 .

الامام : عن الصادق7 انّه قال الدنيا لاتكون الاّ و فيه امامان برّ و فاجر فالبرّ الذي قال اللّه و جعلنا منهم ائمة يهدون بأمرنا و اما الفاجر فالذي قال اللّه و جعلناهم ائمة يدعون الي النار.

الالهة : عن ابي‏عبداللّه7 في قوله تعالي ءاله مع اللّه بل اكثرهم لايعلمون قال اي امام هدي مع امام ضلال في قرن واحد.

الاخ : عن الباقر7 الا انّ اعداء علي7 هم اخوان الشياطين الذين يوحي بعضهم الي بعض زخرف القول غروراً.

الموذي : قال القمي في قوله تعالي انّ الذين يؤذون اللّه و رسوله نزلت فيمن غصب عليّاً حقّه و اخذ حقّ فاطمة و اذاها و قدقال رسول اللّه9 من اذاها فقد اذاني و

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 110 *»

من اذاها بعد مماتي كمن اذاها في حياتي.

المبذّر : قال سبحانه انّ المبذّرين كانوا اخوان الشياطين الاية و قدعلمت من الخبر المذكور انفاً انّ اعداءهم اخوان الشياطين.

البصر : اشار النبي9 الي ابي‏بكر و عمر و عثمان فقال هم السمع و البصر و الفؤاد و سيأتي خبره مفصّلاً.

ابليس : عن اصبغ بن نباته انّ عليّاً7 اخرجه مع جمع منهم حذيفة اليمان الي الجبّانة و ذكر معجزة عنه7 الي ان قال فقال علي7 ياملائكة ربّي اتوني الساعة بابليس الابالسة و فرعون الفراعنة قال فواللّه ماكان بأسرع من طرفة عين حتي احضروه عنده فلمّاجرّوه بين يديه قام و قال واويلاه من ظلم ال‏محمّد واويلاه من اجترائي عليهم ثم قال ياسيّدي ارحمني فانّي لااحتمل هذا العذاب فقال7 لارحمك اللّه و لاغفر لك ايّها الرجس النجس الخبيث المخبث الشيطان ثم التفت الينا فقال سلوه حتي يخبركم من هو فقلنا له من انت فقال انا ابليس الابالسة و فرعون هذه الامة انا الذي جحدت سيّدي و مولاي اميرالمؤمنين و خليفة ربّ العالمين و انكرت اياته و معجزاته الخبر. و هو ظاهر في كلّ واحد من الاوّل و الثاني.

البيع : عن الباقر7 في تأويل البيع في قوله تعالي و ذروا البيع بالاوّل.

البخل : في خبر مفضّل بن عمر فهم يعني اعداء الائمة الشرّ و اصل كل شرّ و منهم فروع الشرّ و من ذلك الفروع الحرام و استحلالهم ايّاها و انّهم الحرام المحرّم و انّ من فروعهم كلّ قبيح و فاحشة فمنهم الكذب و النميمة و البخل الخبر.

المستبدلون و المبدّلون : عن علي7 في قوله تعالي واللّه ماكنّا مشركين هؤلاء خاصّة هم المقرّون في دار الدنيا بالتوحيد فلم‏ينفعهم ايمانهم مع مخالفتهم رسله و نقضهم عهوده في الاوصياء و استبدالهم الذي هو ادني بالذي هو خير. و عنه7 ايضاً في خبر الزنديق و انّ الكناية عن اسماء ذوي‏الجرائر العظيمة من المنافقين في القرءان ليست من فعله تعالي و انّها من فعل المغيّرين و المبدّلين الذين جعلوا القرءان عضين.

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 111 *»

الباطل : عن الصادق7 في قوله تعالي الذين كفروا و اتّبعوا الباطل قال هم الذين اتّبعوا اعداء علي و ال‏الرسول.

المبطل : في دعاء صنمي قريش و ابطلا فرائضك.

الابكم : تفسير الامام7 في قوله تعالي بكم يعني اعداء علي7 و جاحِدوا حقِّه يبكمون في الاخرة الخبر.

البغي : عن الصادق7 في قوله تعالي و ينهي عن الفحشاء و المنكر و البغي قال هو من ظلم ال‏محمّد: و قتلهم و منعهم حقّهم.

الباغي : عن تفسير الامام7 في قوله تعالي غيرباغٍ و لاعادٍ اي هو باغٍ علي امام هدي و لاعادٍ اي و لامعتدٍ عليه قوّال بالباطل في امامة من ليس بامام.

المترفون : قال7 في قوله تعالي انّهم كانوا قبل ذلك مترفين انّها بالنسبة الي اعداء اهل‏البيت.

الجبت : في الزيارة اللّهم العن جوابيت هذه الامّة و فراعنتها الرؤساء منهم و الاتباع من الاوّلين و الاخرين.

الجاحد : قال رسول اللّه9 من جحد عليّاً امامته من بعدي فانّماجحد نبوّتي و من جحد نبوّتي فقدجحد اللّه ربوبيّته.

الجائع : روي اليافعي الشافعي في كتابه انّ معوية قدابتلي لاجل دعاء النبي9بمرض الجوع جوع الكلب. و مراده مارواه جمع من الصحابة و الخاصة انّ النبي9ارسل الي معوية يدعوه لحاجة فقيل انّه يأكل فقال لااشبع اللّه بطنه.

المجادل : عن الصادق7 في قوله تعالي و من الناس من يجادل في اللّه بغير علم و لاهدي و لاكتاب منير الاية قال هو الاول ثاني عطفه الي الثاني و ذلك لمّااقام رسول اللّه 9 عليّاً7 علماً للناس قال لا نَفي له بهذا ابداً.

الجاهل : عن سلمان قال قال رسول اللّه9 من جهل الامام منّا اهل‏البيت و عاداه فهو مشرك و ان جهله و لم‏يعاده و لم‏يوال له عدواً فهو جاهل و ليس بمشرك.

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 112 *»

المجرمون : عن الصادق7 في قوله تعالي انّ الذين اجرموا الاية قال هم الاول و الثاني و من تابعهما.

المحارب : قال رسول اللّه9 من ناصب عليّاً حارب اللّه و من شكّ في علي فهو كافر.

الحزب : قال علي7 نحن النجباء و افراطنا افراط الانبياء حزبنا حزب اللّه و الفئة الباغية حزب الشيطان من ساواي بيننا و بينهم فليس منا.

الحاسد : عن ابي‏الحسن7 في قوله تعالي ام يحسدون الناس علي ما اتاهم اللّه من فضله قال نحن المحسودون الخبر فاعداؤهم الحاسدون.

الحمير : عن الصادق7 في بعض مذاهب المخالفين لايغرّنّكم صلوتهم و صيامهم و علومهم فانّهم حمر مستنفرة.

المحرّف : في دعاء صنمي قريش انّهما حرّفا كتابك.

الحلاّف : في تفسير القمي الحلاّف الثاني حلف لرسول اللّه انّه لاينكث عهداً.

الحامل : عن الباقر7 في قوله تعالي ليحملوا اوزارهم كاملة يوم القيمة قال يعني يستكملوا الكفر بالولاية و من اوزار الذين يضلّونهم بغير علم قال يعني يتحمّلون كفر الذين يتولّونهم اي اعداء الائمة.

الحرام و المحرّم : في خبر مفضّل بن عمر قال7 فهم يعني اعداء الائمة الشرّ و اصل كل شرّ و منهم فروع الشرّ و من ذلك الفروع الحرام و استحلالهم ايّاها و انّهم الحرام المحرّم الخبر.

الخاطئ : عن القمي في قوله تعالي و المؤتفكات بالخاطئة بانّ المراد بالمؤتفكات اهل البصرة و بالخاطئة الحميراء. و عن الصادق7 في قوله تعالي من كسب سيّئة و احاطت به خطيئته قال اذا جحد امامة علي7 .

الخائب : في زيارة علي7 خاب من انكر بيعتك.

الخبيث : عن الباقر7 في قوله تعالي و لايستوي الخبيث و الطيّب قال نزلت في

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 113 *»

الثاني. و في الكافي في باب انّ الواجب علي الناس بعد مايقضون مناسكهم ان‏يأتوا الامام عن ابي‏جعفر7 يا سدير أ فأريك الصادّين عن دين اللّه ثم نظر الي ابي‏حنيفة و سفيان الثوري في ذلك الزمان و هم حلق في المسجد فقال هؤلاء الصادّون عن دين اللّه بلاهدي من اللّه و لاكتاب مبين انّ هؤلاء الاخابث لوجلسوا في بيوتهم فجال الناس فلم‏يجدوا احداً يخبرهم عن اللّه تبارك و تعالي و عن رسوله9 حتي يأتونا فنخبرهم عن اللّه تبارك و تعالي و عن رسوله الخبر.

الاخدود : قال علي7 يوماً علي المنبر يااهل الكوفة سيقتل منكم سبعة نفر مثلهم كمثل اصحاب الاخدود.

الخاسرون : في الزيارة انّ اعداءكم هم الخاسرون.

الخمر و الخنزير : قال ابوعبداللّه7 ياداود عدوّنا في كتاب اللّه الفحشاء و المنكر و البغي و الخمر و الميسر و الانصاب و الازلام و الاوثان و الجبت و الطاغوت و الميتة و الدم و لحم الخنزير.

الخرّاصون : عن القمي الخرّاصون الذين يخرصون الدين بارائهم من غير علم و لايقين الخبر. و لاشكّ انّ ذلك شأن المخالفين و اعداء الائمة: .

الخائضون : عن النبي9 من كان يؤمن باللّه و اليوم الاخر فلايجلس في مجلس يسبّ فيه امام او يغتاب فيه مسلم انّ اللّه تعالي يقول و اذا رأيت الذين يخوضون في اياتنا الاية.

المختلفون : عن علي بن الحسين8 في قوله تعالي و لايزالون مختلفين قال عني بذلك من خالفنا من هذه الامّة و كلّهم يخالف بعضهم بعضاً في دينهم الخبر.

المخذول : قال الباقر7 مافي الارض عدوّ للّه الاّ و هو مخذول و من خذل لم‏يصب.

الخصم : عن النضر بن مالك قال قلت للحسين7 حدثني عن قول اللّه عزّوجلّ خصمان اختصموا في ربّهم قال نحن و بنواميّة اختصمنا في اللّه قلنا صدق اللّه و قالوا

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 114 *»

كذب اللّه فنحن و ايّاهم الخصمان يوم القيمة.

الخائن : عن الصادق7 في قوله تعالي و امّاتخافنّ من قوم خيانة انّه قال هو معوية خان عليّاً7 .

الخزي : في زيارة علي7 و خزي من تخلّف عن حقّك.

الدوابّ : عن الصادق7 في قوله تعالي انّ شرّ الدوابّ عند اللّه قال هم بنوامية.

الدم : في خبر المفضّل بن عمر عن الصادق7 و اخبرك انّي لوقلت لك انّ الفاحشة و الخمر و الميسر و الزنا و الميتة و الدم و لحم الخنزير هو رجل و انا اعلم انّ اللّه قدحرّم هذا الاصل و حرّم فرعه و نهي عنه و جعل ولايته كمن عبد من دون اللّه وثناً و شركا و من دعا الي عبادة نفسه فهو كفرعون اذ قال انا ربّكم الاعلي فهذا كلّه علي وجه ان شئت قلت هو رجل و هو الي جهنّم و من شايعه علي ذلك فانّهم مثل قول اللّه انما حرّم عليكم الميتة و الدم و لحم الخنزير لصدقت ثم انّي لوقلت انّ فلاناً ذلك كلّه لصدقت الخبر.

المدهنون : عن الصادق7 في قوله تعالي ودّوا لوتدهن فيدهنون الاية انها نزلت فيهما.

الذئب : قال علي بن الحسين8 للزهري في موقف عرفات مااكثر الضجيج و اقل الحجيج فقال الزهري اما هؤلاء الالوف من الناس حجّاج فقال له ادن مني فمسح يده علي عينيه قال الزهري فرأيت اولئك الخلق كلّهم قردة و ذئبة لااري فيهم انساناً الاّ في كلّ عشرة الاف واحداً من الناس.

الذليل : عن الباقر7 في قوله تعالي و الذين كسبوا السيئات الي قوله و ترهقهم ذلّة قال7 هؤلاء اهل البدع و الشبهات و الشهوات يسوّد اللّه وجوههم و يلبسهم الذلّة و الصغار.

الارباب : عن النبي9 ياعباد اللّه اتّبعوا عليّاً بامر اللّه و لاتكونوا كالذين اتّخذوا ارباباً من دون اللّه تقليداً لجهّال ابائهم الكافرين باللّه فانّ المقلّد دينه ممن لايعلم دين

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 115 *»

اللّه يبوء بغضب اللّه و يكون من اسراء ابليس الخبر.

المرتاب : في خبر جابر عن ابي‏عبداللّه7 و اعلموا رحمكم اللّه انّه من لم‏يعرف من كتاب اللّه عزّوجلّ الناسخ من المنسوخ و عدّ شيئاً من شرائط التفسير الي ان قال فليس هذا الرجل بعالم بالقرءان و لا هو من اهله و متي ادّعي معرفة هذه الاقسام مدّعٍ بغير دليل فهو كاذب مرتاب مفترٍ علي اللّه الكذب و رسوله و مأواه جهنّم و بئس المصير.

المرتد : عن الصادق7 انّه قال من جحد اماماً من اللّه و برئ منه و من دينه فهو كافر مرتد عن الاسلام لانّ الامام من اللّه و دينه دين اللّه و من برئ من دين اللّه فهو كافر و دمه مباح في تلك الحال الاّ ان‏يتوب و يرجع الي اللّه مماقال.

الرادّ : عن النبي9 من ردّ علي علي في قول او فعل فقدردّ علي و من ردّ علي فقدردّ علي اللّه فوق عرشه.

المراءون : عن الصادق7 في قوله تعالي الذين ينفقون اموالهم رئاء الناس هم فلان و فلان و فلان و معوية و اشباههم.

الردي : في اخبار كثيرة انّ اعداء الائمة هم اهل طريق الردي.

الزيغ : عن ابي‏عبداللّه7 في قوله تعالي و اخر متشابهات قال فلان و فلان فاما الذين في قلوبهم زيغ اصحابهم و اهل ولايتهم.

الازلام : عن الرضا7 انّه كتب الي المأمون و البراءة من الانصاب و الازلام ائمة الضلال و قادة الجور كلّهم اوّلهم و اخرهم واجبة.

الزنيم : عن علي7 هو الذي لا اصل له و عن القمي انّ المراد به الثاني.

الزينة : عن الباقر7 في قوله تعالي و من كان يريد الحيوة الدنيا و زينتها يعني فلاناً و فلاناً.

الزنا : قال الصادق7 في خبر المفضّل و اخبرك انّي لوقلت لك انّ الفاحشة و الخمر و الميسر و الزنا ثم عدّ اشياء من المحرّمات هو رجل لصدقت ثم لو انّي قلت انّ فلاناً ذلك كلّه لصدقت.

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 116 *»

السيّئات : عن الصادق7 قي قوله تعالي و قهم السيّئات يعني بالسيّئات الثلثة.

السحت : في دعاء صنمي قريش فكم من سحت اكلوه.

السواد : قال الصادق7 الناس سواد و انتم حاجّ.

المسودّ : عن النبي9 في حديث ذكر فيه الوسيلة الي ان قال فيأتي النداء من عند اللّه يسمعه جميع الخلق هذا حبيبي محمّد و هذا وليّي علي طوبي لمن احبّه و ويل لمن ابغضه و كذب عليه فلايبقي يومئذ في مشهد القيمة احد يحبّك ياعلي الاّ استروح الي هذا الكلام و ابيضّ وجهه و فرح قلبه و لايبقي احد ممن عاداك او جحد لك حقّاً الاّ اسودّ وجهه و اضطربت قدماه.

الساخر : في دعاء عن الرضا7 في اللعن علي الاول و الثاني اللهم العن الذين سخروا باياتك.

السامري : عن الكاظم7 انّ الاول بمنزلة العجل و الثاني بمنزلة السامري.

السمع : عن الحسن بن علي8 قال قال النبي9 انّ ابابكر كمنزلة السمع و عمر كمنزلة البصر و عثمان كمنزلة الفؤاد فلماكان الغد سألته عن ذلك فاشار اليهم بيده فقال هم السمع و البصر و الفؤاد و سيسألون عن ولاية وصيّي هذا و اشار الي علي9 ثم قرأ قوله تعالي انّ السمع و البصر و الفؤاد كلّ اولئك كان عنه مسئولاً.

المسرف : عن الصادق7 في قوله تعالي و كذلك نجزي من اسرف الاية قال من اشرك بولاية علي7 .

المسئول : قدمرّ في السمع خبر دلّ علي انّ الخلفاء الثلثة مسئولون عن الولاية.

السفهاء : في تفسير القمي اذا ظهر القائم7 فيميت اللّه به و باصحابه البدع و الباطل كماامات السفهاء الحقّ.

الشجرة : عن الصادق7 في قوله تعالي ضرب اللّه مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيّبة الاية قال هذا مثل ضربه اللّه لاهل‏بيت نبيّه و لمن عاداهم هو مثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة الاية.

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 117 *»

الشرّ : في خبر المفضّل بن عمر قال الصادق7 فهم ـ يعني اعداء الائمة ـ الشرّ و اصل كل شرّ و منهم فروع الشر كلّه.

الشقاق : قال رسول اللّه9 الا انّ اعداء علي اهل الشقاق و النفاق.

المشرك : عن ابي‏ذر قال قال رسول اللّه9 و من جحد ولاية علي كان مشركاً.

الشاكّ : في زيارة علي7 اشهد انّ الشاكّ فيك ما امن بالرسول الامين.

الشمال : عن القمي في قوله تعالي و اصحاب الشمال ما اصحاب الشمال الاية قال الشمال اعداء محمّد9 و اصحابهم الذين والوهم.

الشيطان : عن الصادق7 في قوله تعالي اتّخذوا الشياطين اولياء من دون اللّه قال اتّخذوا ائمة الجور دون ائمة الحق.

الشقي : قال علي بن الحسين7 الشقي من خرج عن جملة المؤمنين بعلي و الائمة من ولده و المطيعين لهم.

الاشقي : عن الباقر7 في قوله تعالي لايصليها الاّ الاشقي قال هو عدوّ ال‏محمّد :.

الصادّون : في الكافي عن ابي‏جعفر7 يا سدير أ فأريك الصادّين عن دين اللّه ثم نظر الي ابي‏حنيفة و سفيان الثوري في ذلك الزمان و هم حلق في المسجد فقال هؤلاء الصادّون عن دين اللّه الخبر.

الاصمّ : عن ابي‏ذر قال قال رسول اللّه9 يؤتي بجاحد حقّ علي و ولايته يوم القيمة اصمّ و اعمي و ابكم.

الضالّ المضلّ : عن الصادق7 قال انّ كلّ من خالف الائمة ضالّ مضلّ تارك للحق و الهدي.

الطاغون : عن القمي في قوله تعالي و انّ للطاغين لشرّ مئاب قال الصادق7 هم الاوّل و الثاني و بنواميّة.

الطاغوت : عن الباقر7 في قوله تعالي و الذين كفروا اولياؤهم الطاغوت قال

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 118 *»

الذين كفروا بالولاية اولياؤهم الطاغوت يعني اعداء علي و من تبعهم.

الظمئان : عن الباقر7 في قوله تعالي و الذين كفروا يعني بني‏امية اعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمئان ماء و الظمئان نعثل فينطلق بهم فيقول اوردكم الماء.

الظلّ : عن الصادق7 في قوله انطلقوا الي ماكنتم به تكذّبون انطلقوا الي ظلّ ذي‏ثلث شعب الاية قال اذا لاذ الناس من العطش قيل لهم انطلقوا الي ماكنتم به تكذبون يعني اميرالمؤمنين7 فيقول هو لهم انطلقوا الي ظلّ ذي‏ثلث شعب يعني الثلثة فلان و فلان و فلان.

الظلمة : عن الباقر7 قال قال رسول اللّه9 لعلي7 انت يعسوب المؤمنين و المال يعسوب الظلمة و الظلمة هم الذين يحسدونك و يبغون عليك و يمنعونك حقّك بعدي.

الظلمات : قال الصادق7 في قوله تعالي كظلمات الاية هي فلان و فلان في بحر لجّي يغشيه موج يعني نعثل من فوقه موج يعني طلحة و الزبير ظلمات بعضها فوق بعض معوية و يزيد و فتن بني‏امية.

العذاب : عن الباقر7 في قوله تعالي هو القادر علي ان‏يبعث عليكم عذاباً من فوقكم قال الدجّال و الصيحة او من تحت ارجلكم الخسف. و عن الصادق7 في هذه الاية عذاباً من فوقكم السلطان الجائر و من تحت ارجلكم السفلة و العبيد و من لاخير فيه.

الاعراب : عن الصادق7 نحن بنوهاشم و شيعتنا العرب و سائر الناس الاعراب.

المعبودون : عن الصادق7 في خبر المفضل و انّ هؤلاء الاعادي هم المعبودون من دون اللّه المتعدّون حدود اللّه التي نهي عنها ان‏يتعدّي.

العنيد : قال النبي9 قال اللّه تعالي القيا في جهنّم كلّ كفّار عنيد فالكافر من جحد بنبوّتي و العنيد من جحد ولاية علي و عترته.

العسر : قال الباقر7 في قوله تعالي يريد اللّه الاية قال اليسر علي7 و فلان و فلان العسر.

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 119 *»

العزّي : عن الصادق7 انّ القائم7 يخرج اللات و العزّي طريّين الخبر.

العتلّ : عن القمي و لاتطع كل حلاّف مهين قال الحلاّف الثاني حلف لرسول اللّه9انّه لاينكث عهداً همّاز مشّاء بنميم قال كان ينمّ علي رسول اللّه و ينمّ بين اصحابه منّاع للخير قال الخير اميرالمؤمنين7 معتد اثيم قال اي اعتدي عليه عتلّ بعد ذلك زنيم قال العتلّ عظيم‏الكفر و الزنيم الدعي.

العجل : قال رسول اللّه9 يا علي انّ اصحاب موسي اتّخذوا بعده عجلاً و خالفوا خليفته و ستتّخذ امتي بعدي عجلاً ثم عجلاً ثم عجلاً و يخالفونك و انت خليفتي علي هؤلاء يضاهـون اولئك في اتّخاذهم العجل.

العجم : قال7 شيعتنا العرب و عدوّنا العجم.

العَمِه : عن تفسير الامام7 في قوله تعالي فهم يعمهون اي لايرعوون عن قبيح و لايتركون اذي لمحمّد و علي يمكنهم ايصاله اليهما الاّ بلغوه.

العدوّ : قال النبي9 عدوّ علي عدوّي و عدوّي عدوّ اللّه.

العادون : قال ايضاً في خطبة غدير الا انّ اعداء علي هم العادون.

المعتدي : عن الصادق7 في قوله تعالي منّاع للخير معتد مريب قال المنّاع هو الثاني و الخير ولاية علي7 و حقوق ال‏محمّد: و لمّاكتب الاول كتاب فدك بردّها علي فاطمة منعه الثاني فهو معتد مريب.

العصيان : عن الصادق7 حبّب اليكم الايمان و زيّنه في قلوبكم يعني اميرالمؤمنين و كرّه اليكم الكفر و الفسوق و العصيان يعني الاوّل و الثاني و الثالث.

العاصون : عن تفسير الامام7 قيل لعلي7 من العاصون من هذه الامة فقال الذين امروا بتعظيم البيت و تعظيم حقوقنا فخالفوا ذلك و عصوا و جحدوا و استخفّوا و قتلوا اولاد الرسول الذين امروا باكرامهم و حبّهم.

الاعمي : عن الباقر7 قال الاعمي هو عدوّ علي7 .

المغضوب : القمي عن النبي9 انّ المغضوب عليهم النصاب و الضالّين اهل

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 120 *»

الشكوك الذين لايعرفون الامام الخبر.

الغمزة : روي انّ اعداء الائمة: اهل الغمزة.

المغيّرون : في دعاء صنمي قريش اللّهم العن الذين غيّروا نعمتك.

الغافلون : في رواية فهم غافلون عن اللّه و عن رسوله و عن وعيده.

الغاوون : عن الصادق7 في قوله تعالي فكبكبوا فيها هم و الغاوون قال هم بنوامية و الغاوون بنوالعباس.

الفئة : عن النبي9 متواتر انّه قال الفئة الباغية هي التي تقتل عمّاراً.

الفؤاد : المراد منه الثالث و قدمرّ خبره تحت عنوان السمع.

المفسدون : عن الباقر7 في قوله تعالي و ربّك اعلم بالمفسدين قال هم اعداء ال‏محمّد: من بعده.

الفجّار : عن الصادق7 في قوله تعالي ام نجعل المتّقين يعني عليّاً اميرالمؤمنين كالفجّار قال حبتر و دلام و اصحابهما.

الفاحشة : عن بعض الاصحاب في بيان الحديث المروي عن الصادق7 «…ان الفواحش رجل…» قال الفواحش اما بمعني الطواغي علي جمع الفاحشة و الطاغية بالهاء للمبالغة لا بالتاء للتأنيث فكل فاحش جاوز الحد في الفحش و السوء و طاغ تعدي الحد في الطغيان و العتو فهو فاحشة و طاغية من باب المبالغة فالمعني عدونا اصل الشر و اساس الضلال و فروعهم الفواحش الطواغي من اصحاب الغواية و الضلالة و اما بمعني الفاحشات من الاثام و السيئات من المعاصي يعني ان الدخول في حزب عدونا و الانخراط في سلكهم اصل الشر و الضلال في الدين و فروع ذلك فواحش الاعمال و موبقات المعاصي الخ.

الفواحش : في رواية محمّد بن منصور قال7 انّ جميع ماحرّم اللّه في القرءان من الفواحش ماظهر منها و مابطن الباطن من ذلك ائمة الجور.

الفحشاء : في حديث داود قال ابوعبداللّه7 ياداود عدوّنا في كتاب اللّه الفحشاء

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 121 *»

الخبر.

الفسوق : عن ابي‏عبداللّه7 في قوله تعالي و كرّه اليكم الكفر و الفسوق و العصيان قال الاوّل و الثاني و العصيان الثالث.

الفاسق : عن الباقر7 في قوله تعالي و مايضلّ به يعني علياً7 الاّ الفاسقين يعني من خرج من ولايته فانّه هو الفاسق.

فرعون : عن الصادق7 انّ معوية كان فرعون هذه الامة.

المفترون : عن الصادق7 من ادّعي الامامة و ليس بامام فقدافتري علي اللّه و علي رسوله و علينا.

القبيح : في خبر المفضّل بن عمر قال الصادق7 و انّ من فروعهم اي اعداء الائمة كلّ قبيح و فاحشة.

القردة : عن عبدالرحمن قال حججنا مع ابي‏عبداللّه7 فصعد علي جبل فاشرف علي الناس فقال مااكثر الضجيج و مااقل الحجيج. و عن ابي‏بصير انّه7 مسح يده علي وجهه فاذا اكثر الناس خنازير و حمير و قردة الاّ رجل بعد رجل.

المقصّرون : عن علي بن الحسين8 قال المقصّرون من قصّر عن معرفة احوال الائمة: .

القمر : قدمرّ في الشمس انّ المراد منه الثاني و ذكرنا خبره هناك.

القاسطون : عن الصادق7 في قوله تعالي و اما القاسطون فكانوا لجهنّم حطباً قال هم معوية و اصحابه.

القطيعة : قال الصادق7 و من فروعهم يعني اعداء الائمة كلّ قبيح و فاحشة فمنهم الكذب و النميمة و البخل و القطيعة.

القاطعون : في تفسير الامام7 شرار علماء امتنا المضلّون عنّا القاطعون للطرق الينا المسمّون اضدادنا باسمائنا الملقبون اضدادنا بالقابنا.

القذف : عن الصادق7 في خبر يشرح الكبائر الي ان قال و اما قذف المحصنة

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 122 *»

فقدقذفوا فاطمة علي منابرهم.

قارون : عن علي7 انه قال ستة من هذه الامة في التابوت في الدرك الاسفل من النار العجل و هو نعثل و فرعون و هو معوية و هامان هذه الامة و هو زياد و قارونها و هو سعد.

المكبّ : عن الصادق7 في قوله تعالي افمن يمشي مكبّاً علي وجهه اهدي قال يعني اعداء الائمة الخبر.

الكاذبون : عن الصادق7 في قوله تعالي ليعلمنّ الكاذبين قال هم اعداء علي7.

المكذّبون : عن الصادق7 في قوله تعالي انّا نعلم انّ منكم مكذّبين قال يعني فلاناً و فلاناً.

الكلب : عن الصادق7 حديث طويل في منازعة اصحاب علي7 مع الاوّل و الثاني و اصحابهما في الخلافة و فيه انّ سلمان; قام و قال والله لقدسمعت رسول‏اللّه 9 يقول بينما اخي و ابن‏عمّي جالس في مسجدي مع نفر من اصحابه اذ تكبسه جماعة من كلاب اهل النار يريدون قتله و لااشكّ الاّ و انّكم هم.

المتكبّرون : عن الصادق7 في قوله تعالي اليس جهنّم مثوي للمتكبّرين قال من قال بأنّي امام و ليس بامام.

الكافر : قال7 من جحد ولاية النبي و علي8 و عدل عنهما كان عند اللّه من الكافرين الضالّين.

الكاتم : في دعاء صنمي قريش و كم من شهادة كتموها.

اللات : عن الصادق7 قال اللّه تعالي لرسوله ليلة الاسراء انّ القائم7 يخرج اللات و العزّي طريّين فيحرقهما.

الملحد : عنه7 ايضاً في قوله تعالي  و من يرد فيه بالحاد بظلم الاية قال انّ كل من عبد فيه غير اللّه او والي فيه غير اولياء اللّه فهو من الحد فيه.

اللدّ : عن الصادق7 في قوله تعالي و تنذر به قوماً لدّاً انّه قال تنذر باقامة علي7علماً قوماً لدّاً اي كفاراً. و في رواية اي بني‏اميّة.

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 123 *»

الليل : عن الصادق7 في قوله تعالي و الليل اذا يغشيها قال ذلك ائمة الجور الذين استبدّوا بالامر دون ال‏محمّد و جلسوا مجلساً كان ال‏الرسول اولي به فغشوا دين رسول اللّه9 بالظلم و الجور.

الملعون : عن علي7 عن النبي9 قال قال اللّه تعالي يامحمّد الائمة من بعدك مطهّرون معصومون و اعداؤهم ملعونون.

اللهو : عن الباقر7 في قوله تعالي و اذا رأوا تجارة يعني الاوّل او لهواً يعني الثاني.

الميّت : عن الباقر7 في قوله تعالي او من كان ميتاً فاحييناه قال الميّت الذي لايعرف هذا الامر و جعلنا له نوراً اي اماماً يأتمّ به الخبر.

الموج : عن الصادق7 في قوله يغشيه موج يعني نعثل من فوقه موج يعني طلحة و الزبير.

المجوس : قال رسول اللّه9 الا انّ لكل امة مجوساً و مجوس هذه الامّة الذين يقولون لاقدر و يزعمون انّ المشيّة اليهم و القدرة لهم الخبر. و في المرءاة هؤلاء طائفة من المعتزلة المخالفين.

المريض : عن الصادق7 في قوله تعالي الذين في قلوبهم مرض قال المرض واللّه عداوتنا.

المنّاع : عن الصادق7 في قوله تعالي منّاع للخير الاية قال المنّاع هو الثاني و الخير ولاية علي7.

الناصب : عن محمّد بن علي بن عيسي قال كتبت الي ابي‏الحسن الثالث7 اسأله عن الناصب هل احتاج في امتحانه الي اكثر من تقديمه الجبت و الطاغوت و اعتقاد امامتهما فرجع الجواب من كان علي هذا فهو ناصب. و عن الصادق7 ليس الناصب من نصب لنا اهل‏البيت لانّك لن‏تجد رجلاً يقول انّي ابغض محمّداً و ال‏محمّد ولكنّ الناصب من نصب لكم و هو يعلم انّكم تتولّونا و انّكم من شيعتنا.

الانصاب : عن الرضا7 انّه كتب الي المأمون و البراءة من الانصاب و الازلام ائمة

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 124 *»

الضلال و قادة الجور كلّهم اوّلهم و اخرهم واجبة.

الناكث : عن الصادق7 في قوله تعالي الا تقاتلون قوماً نكثوا ايمانهم الاية قال هم اهل البصرة.

الانداد : عن الباقر7 في قوله تعالي و من الناس من يتخذ من دون الله اندادا الاية قال: هم والله اولياء فلان و فلان اتخذوهم ائمة من دون الامام الذي جعل الله للناس اماما. الي ان‏قال7 هم والله يا جابر ائمة الظلم و اشياعهم.

النصاري : عن الرضا7 عن ابائه: قال قال رسول اللّه9 لعلي7 من احبّك كان مع النبيّين في درجتهم يوم القيمة و من مات و هو يبغضك فلايبالي مات يهوديّاً او نصرانيّاً.

المنكر : عن الصادق7 في قوله تعالي و ينهي عن الفحشاء و المنكر و البغي قال هو من ظلم ال‏محمّد و قتلهم و منعهم حقّهم.

المنكرون : في دعاء صنمي قريش: و العن صنمي قريش و جبتيها و طاغوتيها و افكيها و ابنتيهما الذين خالفا امرك و انكرا وحيك الخ.

النار : عن الصادق7 في قوله تعالي كمن هو خالد في النار قال اي انّ المتقين كمن هو خالد في ولاية عدوّ ال‏محمّد و ولاية عدوّ ال‏محمّد هي النار من دخلها فقددخل النار.

الناقضون : عن الصادق7 في قوله تعالي و لاتكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا الاية قال هي عايشة نكثت ايمانها الخبر.

النميمة : عن الصادق7 في خبر المفضّل و انّ من فروعهم اي اعداء ال‏محمّد كلّ قبيح و فاحشة فمنهم الكذب و النميمة الخبر.

النوي : عن الصادق7 في قوله تعالي فالق الحبّ و النوي قال الحبّ المؤمن الي ان قال و النوي هو الكافر الذي نأي عن الحقّ فلم‏يقبله.

الوليجة : عن سفيان بن محمّد قال كتبت الي ابي‏محمّد7 اسأله عن الوليجة و هو قول الله و لم‏يتخذوا من دون اللّه و لارسوله و لاالمؤنين وليجة فقلت في نفسي لا في

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 125 *»

الكتاب من تري المؤمنين هاهنا فرجع الجواب الوليجة الذي يقام دون ولي‏الامر و حدّثتك نفسك عن المؤنين من هم في هذا الموضع فهم الائمة الذين يؤنون علي الله فيجيز امانهم.

الاوثان : سئل الصادق7 عن اعداء اللّه فقال الاوثان الاربعة فقيل و من هم فقال ابوالفصيل و رمع و نعثل و معوية و من دان دينهم فمن عادي هؤلاء فقدعادي اعداء اللّه.

المستهزءون : في دعاء صنمي قريش: اللهم العن اللذين استهزءا برسولك.

الهمزة : عن الصادق7 في قوله تعالي ويل لكلّ همزة لمزة قال يعني الذين همزوا ال‏محمّد حقّهم و لمزوهم و جلسوا مجلساً كان ال‏محمّد احقّ به منهم.

الهالك : في اخبار كثيرة عن النبي و علي صلوات اللّه عليهما انّهما قالا في وصف الائمة الهالك من عاداهم.

هامان : عن الصادق7 في قوله تعالي و نري فرعون و هامان الاية قال انّ فرعون و هامان تيم و عدي.

الهوي : قال اللّه سبحانه خطاباً للنبي و الائمة من استقبلني بغيركم فقدضلّ و هوي.

الميسر : قال ابوعبداللّه7 ياداود انّ عدوّنا في كتاب اللّه الفحشاء و المنكر و البغي و الخمر و الميسر الخبر.

اليهود : قدمرّ في النصاري خبر تدلّ علي ذلك.

«الفصل الخامس و العشرون»

في الاسماء و الصفات و الالقاب التي اطلقت في كتاب اللّه المجيد علي محمّد 9 بحسب دلالة الايات و نحن نذكرها علي حسب ترتيب الحروف مبتدأ بالالف ثم الباء و هكذا.

الامين: مطاع ثمّ امين.

الامّي: النبي الامّي.

الامر: وأمر اهلك.

المؤمن: امن الرسول.

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 126 *»

المؤيّد

: هو الذي ايّدك.

الناس: يحسدون الناس.

الانسان: خلق الانسان.

البشير: انّا ارسلناك بالحق بشيراً.

المبشّر: مبشّراً برسول.

المبلّغ: ياايّها الرسول بلّغ.

البرهان: قدجاءكم برهان.

المبعوث: هو الذي بعث.

البشر: بشر مثلكم.

المبين: قل انّي انا النذير المبين.

التالي: يتلوا عليهم.

المجاهد: ياايّها النبي جاهد الكفّار.

المحدّث: و اما بنعمة ربّك فحدّث.

احمد: يأتي من بعدي اسمه احمد.

محمّد: محمّد رسول اللّه.

الحاكم: فلا و ربّك لايؤمنون حتي يحكّموك.

حمعسق: كلّ حرف تدلّ علي اسم له.

المحبّ و المحبوب و الحبّ: في سبع مواضع.

الحريص: حريص عليكم.

الحافظ: و تحفظونه من امر اللّه.

الحق: قدجاءكم الحق.

الحسني: و صدّق بالحسني.

الخاتم: و خاتم النبيّين.

الداعي: و داعياً الي اللّه.

المختار: و ربّك يخلق مايشاء و يختار.

المدّثّر: ياايّها المدّثّر.

الداعي: و داعياً الي اللّه.

الذاكر: و اذكر اسم ربّك.

المذكّر: فذكّر انّما انت مذكّر.

الذكر: انا ارسلنا اليكم ذكراً.

الراضي: لعلّك ترضي.

الرحيم: رؤف رحيم.

المرسل: انّك لمن المرسلين.

المرفوع و الرفيع: و رفعنا لك.

الرسول: ياايّها الرسول.

الرءوف: بالمؤمنين رءوف.

الرحمة: و ماارسلناك الاّ رحمة.

الرجل: علي رجل منكم.

المرتضي: الاّ من ارتضي.

المزّمّل: ياايّها المزّمّل.

الساجد: و كن من الساجدين.

المسبّح: فسبّح بحمد ربّك.

السراج: و سراجاً منيراً.

الشاهد: انّا ارسلناك شاهداً.

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 127 *»

الشهيد: و جئنا بك شهيداً.

الشاكر: شاكراً لانعمه.

الشمس: ثم جعلنا الشمس.

الصابر: و اصبر و ماصبرك.

الصادع: فاصدع بماتؤمر.

الصاد: ص و القرءان.

المصلّي: فصلّ لربك.

المصدّق: مصدّقاً لمامعكم.

الصدق: و الذي جاء بالصدق.

المصباح: المصباح في زجاجة.

الصاحب: ماضلّ صاحبكم.

المصطفي: اللّه يصطفي.

الضال: و وجدك ضالاًّ.

الضحي: و الضحي و الليل.

الطاهر:و يطهركم تطهيرا.

المطاع: مكين مطاع.

طه: طه ماانزلنا.

الظلّ: الم‏تر الي ربّك.

العالم: و علّمك مالم تكن تعلم.

العابد: و اعبد ربّك.

العائل: و وجدك عائلاً.

العظيم: و انّك لعلي خلق عظيم.

المعصوم: و اللّه يعصمك.

العزيز: لقدجاءكم رسول من انفسكم عزيز.

المعفوّ: عفي اللّه عنك.

العبد: اسري بعبده.

العارف: كهيعص.

الغالب: و انّ جندنا لهم الغالبون.

المغفور: ليغفر لك اللّه.

الفضل: قل بفضل اللّه.

الفجر: و الفجر و ليال.

القاضي: اذا قضي اللّه و رسوله.

القاري: اقرأ باسم ربك.

القانت: امّن هو قانت.

القريب: ق و القرءان.

القوي: ذي‏قوّة.

المقتدي: فبهديهم اقتده.

الكريم: انّه لقول رسول كريم.

المكفي: انّا كفيناك.

الكافي: كهيعص.

المكين: عند ذي‏العرش مكين.

الناهي: و مانهاكم عنه.

النذير: بشيراً و نذيراً.

النبي: ياايّها النبي.

المنذر: انّما انت منذر.

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 128 *»

المنادي: سمعنا منادياً.

المنصور: و ينصرك اللّه.

النعمة: يعرفون نعمة اللّه.

النور: قدجاءكم من اللّه نور.

النجم: و النجم اذا هوي.

الوحي: و كذلك اوحينا اليك.

المتوكّل: و توكّل علي الحي.

الهادي: و انّك لتهدي.

المهتدي: و هداه الي صراط مستقيم.

الهدي: اذ جاءهم الهدي.

المتهجّد: و من الليل فتهجّد.

اليتيم: الم‏يجدك يتيماً.

يس: يس.

و بهذا القدر نكتفي في المقدّمات و نشرع ان‏شاءاللّه في اصل التفسير الشريف و نعنون تذييلات ثلث لذكر ماكتبه اعلي اللّه مقامه في ظهر القرءان من الكلّيّات ثم نشرع في اصل التفسير الشريف و ان كان ماذكره اعلي اللّه مقامه في الظهر ذكرناها في تضاعيف الفصول المقدّمة ولكنّا نريد ذكرها علي ماهي عليه تيمّناً و تبرّكاً و لتكون نسخة لمن اراد ان‏يستنسخ من تلك الحواشي بعينها و ذلك هو بعينه وجه تصديري مامنّي بـ (اقول) و لئلاّيشتبه المحلّي بالعاطل و الماء بالسراب و الارض بالسماء و الذباب بالعقاب فيمتاز مامنه اعلي اللّه مقامه عمّامني و ان كان مامنّي شرح مامنه اعلي اللّه مقامه و مازدت فيه شيئاً من تلقاء نفسي ولكن مع‏ذلك كلّه اردت ان‏يكون مامنه اعلي اللّه مقامه معيّناً معلوماً مشخّصاً.

«التذييل الاوّل»

في البحار عن علي7 انّ ثلثي القرءان فينا و في شيعتنا فماكان من خير فلنا و لشيعتنا و ثلث الباقي اشركنا فيه الناس فماكان من شرّ فلعدوّنا الخبر. و روي عن ابي‏جعفر7 كلّ مافي القرءان قال الشيطان يريد به الثاني. و عن الصادق7 انّ القرءان له ظهر و بطن فجميع ماحرّم اللّه في القرءان هو الظاهر و الباطن من ذلك ائمة الجور و جميع مااحلّ اللّه في الكتاب هو الظاهر و الباطن من ذلك ائمة الحقّ. و عنه7في قوله

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 129 *»

الذين يصلون ماامر اللّه به ان‏يوصل نزلت في رحم ال‏محمّد: و قدتكون في قرابتك ثم قال فلاتكوننّ ممن يقول للشي‏ء انّه في شي‏ء واحد. و عن السجاد7 والذي بعث محمّداً9 بالحقّ بشيراً و نذيراً انّ الابرار منّا اهل‏البيت و شيعتهم بمنزلة موسي و شيعته و انّ عدوّنا و شيعتهم بمنزلة فرعون و اشياعه. و عن احدهم: نحن اصل كلّ خير و من فروعنا كلّ برّ و عدوّنا اصل كلّ شرّ و من فروعهم كلّ فاحشة. و في الجامعة ان‏ذكر الخير كنتم اوّله و اصله و فرعه و معدنه و مأواه و منتهاه. و عن الصادق7 انّ اللّه بعث نبيّه بايّاك اعني و اسمعي ياجارة و قال7 لابي‏بصير يابامحمّد مامن اية تقود الي الجنة و تذكر اهلها بخير الاّ و هي فينا و فيكم و مامن اية تسوق الي النار الاّ و هي في عدوّنا و من خالفنا. و عن علي7 كلّ مافي الذكر الحكيم و الكتاب الكريم و الكلام القديم من اية تذكر فيها العين و الوجه و اليد و الجنب فالمراد منها الولي لانّه جنب‏اللّه و وجه‏اللّه يعني حقّ‏اللّه و علم‏اللّه و عين‏اللّه و يداللّه الخبر. و في سورة زخرف حديث طويل كلّي حاصله انّ البداوات المنسوبة الي اللّه ترجع الي الاولياء. و عن صحيفة الرضا7 ليس في القرءان ياايّها الذين امنوا الاّ في حقّنا. و قال ابوجعفر7 اذا سمعت اللّه ذكر احداً من هذه الامة بخير فهم نحن و اذا سمعت اللّه ذكر قوماً بسوء ممن مضي فهم عدوّنا. و عن عمر بن حنظلة عن ابي‏عبداللّه7 في قول اللّه قل كفي باللّه شهيداً بيني و بينكم و من عنده علم الكتاب فلمّا رءاني اتتبّع هذا و اشباهه من الكتاب قال حسبك كلّ شي‏ء في الكتاب من فاتحته الي خاتمته مثل هذا فهو في الائمة عني به. في الكافي خطبة لعلي7 و فيها فتجلّي لهم سبحانه في كتابه من غير ان‏يكونوا رأوه فأراهم علمه كيف علم و اراهم عفوه كيف عفا و اراهم قدرته كيف قدر و خوّفهم من سطوته و كيف خلق ماخلق من الايات و كيف محق من محق من العصاة بالمثلات و احتصد من احتصد بالنقمات و كيف رزق و هدي و اعطي و اراهم حكمه كيف حكم حتي يسمع مايسمع و يري فبعث اللّه محمّداً 9 بذلك الخطبة. و هي في اواخر الروضة من الكافي و فيها كثير من صفة الكتاب (هـ).

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 130 *»

«التذييل الثاني»

اعلم انّا اصطلحنا في مضافات هذا القرءان المجيد اموراً نذكرها لان‏يكون القاري منه علي بصيرة اعلم انّ مافيه من الحواشي و مابين السطور و حلّ عربيه او اشكال لفظيّة فمن كتاب «مجمع‏البيان» و مافيه من احوال القراءة فمن «التيسير» و «شرح‏الشاطبيّة» و جعلنا للاختصار للقرّاء علامات: (و) لابي‏عمرو (ر) لابن‏عامر (ث)  لابن‏كثير (ص) لعاصم (ح) لحمزة (س) للكسائي (ن) لنافع و سمّينا غيرهم من القرّاء باسمهم و اردنا بـ «الحرميّين» نافع و ابن‏كثير و بـ «الكوفيّين» عاصم و حمزة و الكسائي و كتبنا بالحمرة القارين بالحمرة و بالسواد القارين بالسواد و لم‏نكتب الاّ الاقلّين و اما الباقون فكانوا معلومين بحكم المقابلة الاّ في بعض المواضع و كتبنا عدد الاي و اختلافها من «المجمع» و «شرح‏الشاطبيّة» و كذا مكّيّها و مدنيّها ثم ماكان فيه من تحقيق من الاخبار اما سمّينا اسم الامام او صرّحنا بالرواية او خلّصناها و كتبنا بعدها (ث) اشارة الي الحديث و ان كان من القمي (ق) و ماكان منّي و انا العبد الاثيم كريم بن ابراهيم (يم) و ماعن «مشكلات اعراب القرءان» (ل) و ماعن «كنزالدقائق» (ز) الاّ ماسهي و هو بين الناس مقسوم الاّ انّي اجهد في النصيحة و استفرغ الوسع و اللّه علينا وكيل و كتبنا عليه عدد الاجزاء و السور و عددها و عدد الاي و اعشارها و اخماسها لاجل سهولة طلب الاي بعد الرجوع الي كشف الايات و لاجل ان‏يعرف من يريد ان‏يقرء خمسين اية كلّ يوم لانّه اقلّ مايقرء او ازيد مايريد ان‏يقرء و جميع مافي الحواشي من التحقيق و ربط الايات و اسرارها و شرحها فانّما هو منّي الاّ مافيه علامة الحديث او التصريح بالرواية او مايتعلّق بالاعراب الظاهر فانّ الاخير من «المجمع» غالباً الاّ ماعليه (ل) فانّه من «مشكلات اعراب القرءان» و ماكان بعده علامة (ص) فانّه من «الصافي» و ليعلم انّا اذا كتبنا معني و جاء الحديث بغير ذلك المعني ليس انّا خالفنا الخبر بل لاجل انّ للقرءان معاني عديدة منها ماذكر في الخبر و منها ماذكرنا و مالم‏نعلمه منها اكثر.

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 131 *»

«التذييل الثالث»

رموز التجويد:

صق الوقف بشرط وصل القبل.

صب الوقف بشرط وصل البعد.

جه وجهان الوصل و الوقف.

قف وقف ضدّ الوصل.

ط وقف مطلقاً.

م وقف لازم.

ق قيل فيه الوقف.

لا لاتقف.

قلا قيل لاوقف.

صل الوصل.

ز الوقف المجوز.

صلي الوصل اولي.

ج الوقف الجائز.

قفه وقفة قليلة ضدّ السكت.

س السكت.

ص وقف مرخّص.

ك كمامرّ قبله.

في عدّة الداعي عن اميرالمؤمنين سلام‏اللّه‏عليه قال قال رسول‏اللّه9 اعلّمك دعاء لاتنسي القرءان قل: اللّهمّ ارحمني بترك معاصيك ابداً ماابقيتني و ارحمني من تكلّف مالايعنيني و ارزقني حسن النظر فيمايرضيك عنّي و الزم قلبي حفظ كتابك كماعلّمتني و ارزقني ان‏اتلوه علي النحو الذي يرضيك عنّي اللّهم نوّر بكتابك بصري و اشرح به صدري و اطلق به لساني و استعمل به بدني و قوّني علي ذلك و اعنّي عليه انّه لايعين عليه الاّ انت يا لا اله الاّ انت.

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 132 *»

«سورة فاتحة الكتاب»

مكّية و قيل مدنيّة و هي سبع ايات و تسمّي هذه السورة بـ «امّ‏الكتاب» و «السبع‏المثاني» و «الوافية» و «الكافية» و «الاساس» و «الشفاء» و قيل نزلت مرّتين فهي مكّية مدنيّة (هـ) في الاتقان: اعلم انّ للناس في المكّي و المدني اصطلاحات ثلثة اشهرها انّ المكّي مانزل قبل الهجرة و المدني مانزل بعدها. الثاني انّ المكّي مانزل بمكّة ولو بعد الهجرة و المدني مانزل بالمدينة و علي هذا يثبت الواسطة فيمانزل بالاسفار. الثالث انّ المكّي ماوقع خطاباً لاهل مكّة و المدني ماوقع خطاباً لاهل المدينة.

(بسم اللّه الرحمن الرحيم  1) أسم علي نفسي بسمة من سمات اللّه و هي العبادة (ث) روي اي استعين علي هذا الامر باللّه الرحمن الرحيم (هـ) روي في بسم اللّه اي استعين علي اموري كلّها باللّه و روي الاسم صفة لموصوف و روي بسم اللّه الرحمن الرحيم اقرب الي اسم اللّه الاعظم من ناظر العين الي بياضها و روي اسم اللّه الاعظم مقطّع في امّ‏الكتاب و عن ابي‏عبداللّه7 انّه سئل عن بسم اللّه الرحمن الرحيم فقال الباء بهاءاللّه و السين سناءاللّه و الميم ملك‏اللّه قيل اللّه قال الالف الاءاللّه علي خلقه من النعيم بولايتنا و اللاّم الزام اللّه خلقه ولايتنا قيل فالهاء قال هوان لمن خالف محمّداً و ال‏محمد صلوات‏اللّه عليهم‏اجمعين قيل الرحمن قال بجميع العالم قيل الرحيم قال بالمؤمنين خاصّةً و سئل الرضا7 عن بسم اللّه قال معني قول القائل بسم اي اسم نفسي بسمة من سمات اللّه و هي العبادة قيل ما السمة قال العلامة و سئل ابوالحسن7 عن معني اللّه فقال استولي علي مادقّ و جلّ و روي اللّه مشتقّ من أله و أله يقتضي مألوهاً و روي في بسم اللّه اي استعين علي اموري كلّها باللّه و روي الرحمن رحمن الدنيا و الرحيم رحيم الاخرة و روي رحمن الدنيا و الاخرة و رحيمهما و روي الرحمن اسم خاصّ بصفة عامّة و الرحيم اسم عامّ بصفة خاصّة و روي الرحمن مشتق

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 133 *»

من الرحم و هي‏رحم محمّد9 و انّ من اعظام اللّه اعظام محمّد و انّ من اعظام محمّد اعظام رحم محمّد و انّ كل مؤمن و مؤمنة من شيعتنا هو من رحم محمّد9 و انّ اعظامهم من اعظام محمّد فالويل لمن استخفّ بشي‏ء من حرمة رحم محمّد9 و طوبي لمن عظّم حرمته و اكرم رحمه و وصلها (هـ).([7])

(الحمدللّه)  الشكر (ث) (رب العالمين  2) خلق المخلوقين (ث) الجماعات من كل مخلوق (ث) فقد للصادق7 بغلة فقال لان ردّها اللّه علي لاحمدنّه بمحامد يرضاها فمالبث ان‏اتي بها بسرجها و لجامها فلمّااستوي و ضمّ اليه ثيابه رفع رأسه الي السماء ثم قال الحمدللّه و لم‏يزد ثم قال ماتركت و مابقيت شيئاً جعلت جميع

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 134 *»

انواع المحامد للّه عزّوجلّ فمامن حمد الاّ و هو داخل فيماقلت.([8])

(الرحمن الرحيم  3). (مالك) في قراءة (ص) و (س) القارين بالسواد و قرأ الباقون بفتح الميم و كسر اللام (يوم الدين 4) الحساب (ث).

(ايّاك) اي وحدك (ث) (نعبد و اياك) اضيف ايّا الي كاف(نستعين  5)

(اهدنا) ارشدنا (ث) (الصراط المستقيم  6)  اميرالمؤمنين (ث) الطريق و معرفة الامام (ث) و روي في قوله اهدنا الصراط المستقيم ارشدنا للزوم الطريق المؤدّي الي محبتك و المبلغ دينك و المانع من ان‏نتّبع هوانا فنعطب او نأخذ بارائنا فنهلك و روي الطريق المستقيم في الدنيا ماقصر عن الغلوّ و ارتفع عن التقصير و استقام فلم‏يعدل الي شي‏ء من الباطل و في الاخرة طريق المؤمنين الي الجنّة الخبر.

(صراط)  بدل (الذين انعمت عليهم)  بكسر الهاء علي السواد و ضمّها علي قراءة (ح) بالولاية (ث) محمد و ذرّيّته (ث) شيعة علي7 (ث) الذين انعمت عليهم اشارة الي قوله اولئك مع الذين انعم اللّه عليهم الاية (ث) و روي انعمت عليهم بالايمان باللّه و تصديق رسوله و بالولاية لمحمّد و اله الطيّبين و اصحابه الخيّرين المنتجبين و بالتقيّة الحسنة و بالمعرفة بحقوق الاخوان من المؤمنين فانّه ما من عبد و لا امة والي محمّداً و ال‏محمّد و اصحاب محمّد و عادي اعداءهم الاّ كانا قداتّخذا من عذاب اللّه حصناً منيعاً. (غير)  صفة الذين او بدل الذين او هم (المغضوب عليهم)  علي القراءتين (هـ) النصّاب (ث) اليهود (ث) (و لا الضالّين  7)  النصاري (ث) اليهود و النصاري (ث) الشكّاك الذين لايعرفون الامام (ث).

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 135 *»

«سورة البقرة»

مدنيّة و هي مأتان و ستّ و ثمانون اية. هذه السورة مأتان و ستّ و ثمانون اية كوفي و سبع في العدد البصري و خمس حجازي و اربع شامي اختلافها احدي‏عشرة اية الم كوفي الاّ خائفين و قولاً معروفاً بصري عذاب اليم شامي مصلحون غيرهم يااولي الالباب عراقي و المدني الاخير من خلاق الثاني غير المدني الاخير يسألونك ماذا ينفقون مكي و المدني الاوّل يتفكّرون كوفي شامي و المدني الاخير الحي القيّوم مكّي بصري و المدني الاخير من الظلمات الي النور المدني الاوّل و عن اهل مكة و لايضارّ كاتب و لا شهيد انتهي.([9]) قال ابوعبداللّه7 من قرأ البقرة و ال‏عمران جاء يوم القيمة تظلاّنه علي رأسه كالغمامتين او العباءتين.

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 136 *»

(بسم اللّه الرحمن الرحيم)

(الم  1) في المجمع قال روي ابواسحق الثعلبي في تفسيره مسنداً الي علي بن موسي‏الرضا7 قال سئل جعفر بن محمّد الصادق7 عن قوله الم فقال في الالف ستّ صفات من صفات اللّه عزّوجلّ الابتداء فانّ اللّه تعالي ابتداء جميع الخلق و الالف ابتداء الحروف، و الاستواء فهو عادل غير جائر و الالف مستوٍ في ذاته، و الانفراد فاللّه فرد و الالف فرد، و اتّصال الخلق باللّه و اللّه لايتّصل بالخلق و كلّهم يحتاجون اليه و اللّه غني عنهم فكذلك الالف لايتّصل بالحروف و الحروف متّصلة به و هو منقطع من غيره و اللّه عزّوجلّ بائن بجميع صفاته من خلقه، و معناه من الالفة فكما انّ اللّه عزّوجلّ سبب الفة الخلق فكذلك الالف عليها الفت الحروف و هي سبب الفتها، انتهي. في دعاء ليلة الفطر فمافي كتابك من شاهد قسم و القرءان مردف به الاّ و هو اسمه و ذلك شرف شرّفته به الدعاء بعد ان صرّح بانّ طه و يس و ص و ق اسماؤه9 . و في الدعاء المذكور و قلت تباركت و تعاليت في عامّة ابتدائه الر كتاب احكمت اياته و الر كتاب انزلناه و الر تلك ايات الكتاب المبين و الم ذلك الكتاب لاريب فيه و في امثالها من سور الطواسين و الحواميم في كلّ ذلك بيّنت بالكتاب من القسم الذي هو اسم من اختصصته لوحيك و استودعته سرّ غيبك الدعاء.([10])

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 137 *»

(ذلك) مبتدأ([11]) (الكتاب) خبر او بدل او عطف بيان او صفة (هـ) علي7  (ث) (لاريب فيه) خبر او حال (هـ) يمكن ان‏يكون نهياً (هـ) (هدي) بيان (ث) حال او خبر ذلك([12]) (للمتّقين  2) للشيعة (ث) يعني يهتدي به المتقون.

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 138 *»

(الذين) صفة او ممدوح او خبر مبتدأ محذوف (يؤمنون بالغيب) مفعول يؤمنون او حال  او في خلواتهم (هـ) بقيام القائم (ث) الغيب هو القائم لقوله تعالي لولا انزل عليه اية من ربّه فقل انّما الغيب للّه فانتظروا انّي معكم من المنتظرين فاخبر انّ الاية هي الغيب و الاية هي الحجّة لقوله تعالي و جعلنا بن مريم و امّه اية يعني حجة (ث)([13]) (و يقيمون الصلوة) لايعطّلونها (و ممّا) مفعول مقدم (هـ) ما حرف موصول اي من رزقنا او اسم موصول يعني من الذي رزقنا (رزقناهم) ممّاعلّمناهم (ث) (ينفقون3) يخرجون (هـ) يبثّون (ث).

(و الذين) مرفوع او منصوب او مجرور عطفاً (ز) (يؤمنون بما) مفعول يؤمنون  (هـ) موصول حرفاً او اسماً (انزل اليك) الولاية (يم)([14]) (و ما) موصول حرفاً

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 139 *»

او اسماً (انزل من قبلك) روي من دفع فضل اميرالمؤمنين صلوات‏الله‏عليه فقدكذب بالتورية و الانجيل و الزبور و صحف ابراهيم و سائر كتب اللّه المنزلة فانّه مانزل شي‏ء منها الاّ و اهمّ مافيه بعد الامر بتوحيد اللّه و الاقرار بالنبوة الاعتراف بولاية علي و الطيّبين من اله:(و بالاخرة) القائم7 (يم)([15]) (هم يوقنون  4).

(اولئك) مبتدأ (هـ) الكاف حرف خطاب لامحل له من الاعراب (علي هدي) خبر (هـ) بيان و صواب و علم (ص) (من ربهم) امامهم (يم)([16]) (و) عطف (اولئك) مبتدأ (هم) عماد (المفلحون  5) خبر او هم مبتدأ و المفلحون خبر و الجملة خبر اولئك.

(انّ الذين كفروا) ذكر الكفار من باب المقابلة (يم) في الذرّ (يم) بماامن به المؤمنون (ث)([17]) (سواء) مبتدأ (هـ) معترضة (هـ) او خبر انّ (عليهم ءانذرتهم)

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 140 *»

الهمزة الف التسوية (هـ) خبر (هـ) الانذار اعلام التخويف (ام لم‏تنذرهم) تخوّفهم (ث) (لايؤمنون  6) خبر انّ او حال (هـ) اخبار بالغيب (يم).

(ختم اللّه) طبع اللّه (ث) (علي قلوبهم) عن الولاية (يم) (و علي سمعهم) عن التوحيد (يم) مصدر اقيم مقام الجمع (و علي ابصارهم) عن النبوة (يم) خبر مقدم لغشاوة (غشاوة) الغطاء (هـ) يبصرها الملائكة و محمّد و علي (ث) اسم المستولي‏به علي شي‏ء يأتي علي الفعالة كالامارة و الخلافة و الامامة و الصياغة و غيرها([18]) (و لهم عذاب عظيم  7) هو استمرار الالم (هـ) العذاب في الدنيا عذابان

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 141 *»

عذاب الاستصلاح لينبّهه علي الطاعة و عذاب الاصطلام ليصيّره الي عدله و حكمته حاصل الخبر.

(و من الناس)([19]) ذكر المنافقين بمناسبة الكافرين وعد اللّه المنافقين و الكافرين نار جهنّم (يم) (من) محلّه رفع بالابتداء او بالظرف (يقول امنا باللّه) الذي امرك بنصب علي7 (ث) برسول اللّه (يم) (و باليوم الاخر) بالقائم7 (يم) (و ما) ليسوا (هم) راجع الي المعني (هـ) مزيدة (بمؤمنين  8) الباء مزيدة (هـ) بذلك (ث).([20])

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 142 *»

(يخادعون) حال (اللّه) رسول اللّه (ث) مخادعة اللّه ان‏يعمل بماامر اللّه عزّوجلّ ثم يريد به غيره (ث) الخدع الاخفاء.([21]) (و الذين امنوا) عليّاً و سائر المؤمنين (ث) (و مايخدعون) علي السواد و قرأ الحرميان و (و) و مايخادعون (هـ) حال عن حال (الاّ انفسهم و مايشعرون  9) انّ الامر كذلك (ث).

(في قلوبهم مرض) المنافقون و الكفّار امراضهم في قلوبهم و المسلمون امراضهم ان كانت في صدورهم و ابدانهم نعوذباللّه (يم)([22]) (فزادهم اللّه) يحتمل الدعاء (مرضاً) بالقرءان و غيره (و لهم عذاب اليم) موجع (بماكانوا

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 143 *»

يكذبون10) بفتح الياء و تخفيف الذال علي قراءة الكوفيين و ضمّها و تشديد الذال علي الحمرة (هـ) من اظهار الايمان.

(و اذا) ظرف قالوا (قيل) لايعمل قيل في اذا لانّ المضاف‏اليه لايعمل في المضاف (لهم) للناكثين (ث). (لاتفسدوا) فاعل قيل (في الارض) باظهار نكث البيعة لعلي7 (ث) في القرءان و العلم (يم).([23]) (قالوا انّما نحن) مبتدأ

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 144 *»

(مصلحون 11) خبر.

(الا انّهم هم) عماد او مبتدأ (المفسدون) خبر (ولكن لايشعرون  12).

(و  اذا) ظرف قالوا (قيل لهم) قال لهم خيار المؤمنين (ث) لناكثي البيعة (امنوا كماامن الناس) كايمان الناس (هـ) المؤمنون هم الناس (يم) خيار المؤمنين  (ث)([24]) (قالوا) لاهليهم (ث) (انؤمن) انكار (كما) صفة مصدر محذوف (امن السفهاء) اخفّاء العقول (هـ) يعنون سلمان و اصحابه (ث) (الا انّهم هم) عماد (السفهاء ولكن لايعلمون  13).

(و اذا لقوا) الناكثون (ث) (الذين امنوا) كسلمان و اضرابه (ث) (قالوا

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 145 *»

امنّا و اذا خلوا الي شياطينهم) اخدانهم (هـ) كهّانهم (ث) (قالوا انّا معكم انّما نحن مستهزءون  14).

(اللّه يستهزي‏ء بهم) ذلك من باب المقابلة روي انّ اللّه لايستهزي‏ء ولكن يجازيهم جزاء الاستهزاء و يمكن ان‏يكون بعض المؤمنين يستهزئ بهم فاضاف اللّه فعل المؤمن الي نفسه كمافي كليات الاخبار (يم)([25]) (و يمدّهم) يمهلهم (في طغيانهم) تجاوزهم عن الحد (يعمهون  15) يتحيرون (هـ) حال.

(اولئك) مبتدأ (الذين) خبر (اشتروا) استبدلوا (الضلالة) العداوة (يم) انكار القرءان (يم) (بالهدي) بالولاية (يم) بالقرءان و علمه (يم)([26]) (فماربحت

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 146 *»

تجارتهم و ماكانوا مهتدين  16).

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 147 *»

(مثلهم) مبتدأ (هـ) في انكار القرءان (يم) (كمثل) خبر (الذي) الذي بمعني الذين كقوله خضتم كالذي خاضوا (ز) الاول (يم).([27]) (استوقد) اوقد (ناراً) ظاهر الايمان (ث) الذي استوقد نار النفاق و اظهر الايمان هو الاول و اتّبعه اشياعه فلمّااضاءت ماحوله ذهب اللّه بنورهم و اظهر كفرهم بعلي7 بالجملة هو الواحد في مقام الجمع و هذا سرّ الافراد و الجمع (يم)([28]) (فلمّا) عطف علي

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 148 *»

الصلة (ز) ظرف عامله جوابه اي ذهب او محذوف (هـ) لمّا يدل علي وقوع الشي‏ء لوقوع غيره و جوابه محذوف و هو طفئت و انّماحذفت بالقرينة و ذهب اللّه بنورهم ابتداء كلام و الضمير للمنافقين (اضاءت) اضاءت بنور محمّد و علي8 (ث) نار المنافقين  (يم)([29]) (ماحوله ذهب اللّه بنورهم) اخذهم بعذاب باطن كفرهم (ث)

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 149 *»

(و تركهم) منعهم المعاونة (ث) انّ اللّه لايوصف بالترك (ث) (في ظلمات) قبض محمداً فلم‏يبصروا فضل اهل‏بيته (ث) (لايبصرون  17) حال.

(صمّ) هؤلاء (هـ) في الاخرة (ث) (بكم) الخرس (يم) البكم الذي يولد من امّه اعمي (ق) الاصمّ و الابكم اذا كان عن ولادة (عمي) الذي يكون بصيراً ثم يعمي  (ق) (فهم لايرجعون  18) لاينطقون (ث).

(او كصيّب) المطر (هـ) اي كاصحاب صيّب (هـ) اصل صيّب صيوب من الصوب (هـ) مثل ماخوطبوا به من هذا القرءان (ث) قوله او كصيّب ذلك تمثيل شايع في العرف حيث يقدّمون شخصاً في الكلام ثم يريدون المثل لاحواله و صفاته فيأتون بمثل و ينسبونه اليه و المراد مثله في احواله كالمذكور في هذا المثل في احواله فيقدّمون في المثل مايكون الاعتناء اليه اعظم كمايقال مثلاً لزيد ارتطم في ضلالة يقال مثله كأن‏يكون حفرة مغطاة و جاء اعمي و وقع فيها و نفس اعمي مثل زيد و الحفرة مثل ضلالته ولكن قدّم في المثل ذكر الحفرة لانّها المقصود الاعظم في البيان (يم) قوله كصيّب يمكن ان‏يكون عطفاً علي مافي المثل السابق من مثل القرءان لانّ النار مثل الايمان الذي اظهروه و ذلك الايمان يضي‏ء ماحوله بنور القرءان و القرءان هو النور المنزل فسلبهم اللّه نور القرءان و تركهم في جهل فالمعني القرءان كالنور او كمطر من السماء فافهم (يم) و يمكن ان‏يكون كصيّب عطفاً علي ظلمات اي لمّااضاء نفاقهم ماحوله سلب اللّه عنهم اعمالهم الحسنة فاظهر بواطنهم فتركهم في ظلمات او تركهم في امر كصيّب من السماء فيه ظلمات اي تحت الامر و النهي و خطابات القرءان فلاينافي هذا المعني الخبر و هو لطيف حسن فهم صنفان فمنهم من تركهم في ظلمات بحت و منهم من تركهم في ظلمات فيها رعد و برق قديرون شيئاً بسبب البرق و قد لايرون بخلاف الطائفة الاولي

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 150 *»

فانّهم لايرون شيئاً و لايبصرون (يم). (من السماء) من العلوم (يم).([30]) (فيه) خبر (هـ) في الصيّب او السماء (هـ) يجوز ارجاع المذكر الي السماء اذا كان بمعني السحاب و الاصل انّه يعامل مع اللفظ معاملة لفظ اخر اذا كان بمعناه فاحفظه  (يم)([31]) (ظلمات) مبتدأ و الجملة صفة صيّب (و رعد) صوت الملك (ث) صوت زجر الملك (و برق) مخاريق الملك (ث) سوطه (ث) (يجعلون) حال (اصابعهم في اذانهم) اذا سمعوا لعنك لمن نكث البيعة (ث) (من) ابتدائية للعلة (ز) (الصواعق) هي شدة صوت الرعد ينقضّ معها قطعة من نار (ز) (حذر) مفعول‏له (الموت) اي حذر ان‏يتغيّر الوانهم فيعرفوا و يؤخذوا و يقتلوا (ث) (واللّه محيط بالكافرين  19) لوشاء اظهر امرهم و امرك بقتلهم (ث).

(يكاد البرق) اسم (هـ) يكاد مافي القرءان من الايات المحكمة (هـ) (يخطف) خبر (هـ) يستلب (هـ) (ابصارهم كلّما) ظرف عامله اضاء (اضاء لهم) رأوا بركة (ث) (مشوا فيه) جزاء (هـ) في بيعة علي7 (ث) (و اذا اظلم

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 151 *»

عليهم) سلب البركة عنهم (قاموا) تطيّروا بالبيعة (و لوشاء اللّه لذهب بسمعهم) مصدر اقيم مقام الجمع (و ابصارهم) حتي لايتهيؤ لهم الاحتراز (ث) (انّ اللّه علي كل شي‏ء قدير  20).

(ياايّها) تنبيه (الناس) صفة اي (هـ) ثم خاطب الناس المؤمنين بدليل امنوا كما امن الناس (يم) روي الناس رسول اللّه9 لقوله ثم افيضوا من حيث افاض الناس و نحن منه و اشباه الناس شيعتنا و هم منّا و هم اشباهنا و النسناس هم هذا السواد الاعظم و هو قوله اولئك كالانعام الاية([32]) (اعبدوا) اطيعوا (يم) بتعظيم محمّد و علي8(ث) اعبدوا ربكم ان‏تعتقدوا لااله الاّاللّه محمّداً رسول‏اللّه و اله افضل ال‏النبيّين و عليّاً افضل ال‏محمّد و اصحاب محمّد المؤمنين افضل اصحاب المرسلين و امة محمّد افضل امم المرسلين حاصل الخبر. روي ليس العبادة كثرة الصلوة و الصوم انّما العبادة التفكر في امر اللّه و روي اول عبادة اللّه معرفته و روي افضل العبادة ادمان التفكر في اللّه و في قدرته و روي ماعبد اللّه بشي‏ء افضل من الصمت و المشي الي بيته.([33])([34])

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 152 *»

(ربكم) امامكم (يم).([35]) (الذي خلقكم و الذين) عطف علي كُمْ (من قبلكم لعلكم) يتعلق بـ اعبدوا او خلقكم (ث) حال ضمير اعبدوا (ز) (تتقون  21) عن مشابهة الاعداء  (يم).([36])

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 153 *»

(الذي) بدل الذي اول او مرفوع مدحاً (يم) او منصوب مدحاً (يم) ثم صرّح انّه خلق الخلق لاجلهم (يم) (جعل لكم الارض فراشاً) مفعول ثان او حال (ز) ملايمة لطباعكم (ث) قلوب الشيعة فراش ارواحهم (يم).([37]) (و السماء) مقام الحجج (يم)([38]) (بناءً) مبنية (ز) (و انزل من السماء) من الاعلي (ث). (ماءً) علماً (يم) روي ماحاصله انّ المطر نزل من سماء الي سماء الي السحاب و هو بمنزلة الغربال ثم نوحي الي السحاب اطحنيه و اذيبيه ذوبان الملح في الماء.([39])

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 154 *»

(فاخرج به) للسببية (ز) (من الثمرات) ثمرات الايمان و الاعمال (يم)([40]) (رزقاً لكم) لانّ الاعمال صور الثواب (يم)([41]) (فلاتجعلوا للّه) للولي (يم) (انداداً) جمع ندّ و هو المثل (هـ) لعلي شركاء في الخلافة (يم)([42]) (و انتم) حال (ل)

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 155 *»

(تعلمون22) انّه لايقدر علي ذلك الاّ اللّه (ث).

(و ان كنتم) ايها المشركون و اليهود و النواصب (ث) (في ريب مما) من في كثير من المواضع يأتي بمعني في (ز) (نزّلنا علي عبدنا) في علي (ث) نزّلنا علي عبدنا في ابطال عبادة الاوثان و موالاة اعداء اللّه و معاداة اولياء اللّه (ث) روي حروف العبد ثلثة العين علمه باللّه و الباء بونه عماسواه و الدال دنوّه من اللّه بلا كمّ و كيف (هـ) لمّاكان اصل الكلام في القرءان رجع اليه (يم) (فأتوا) جزاء مقدم لقوله ان كنتم صادقين (هـ) ان كان الجزاء من اسمية فلابد فيه من الفاء و ان كان من فعلية يجزم و الاّ فلا و هنا ماقبل الفاء لايعمل فيمابعدها فيكون الجملة في موضع الجزم (بسورة) برجل (يم) (من مثله) مثل علي7 قابل لخلافة الارض (يم) من مثل العبد او القرءان (ث).([43])

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 156 *»

(و ادعوا شهداءكم) و اعوانكم (من دون اللّه ان كنتم صادقين  23) انّ محمداً تقوّل ذلك علي اللّه (ث) قيل ان كنتم صادقين حال عن فاعل فأتوا و لذلك لايحتاج الي جزاء (ز) هذا التأويل للتفصّي عن الاضمار و تقديم الجزاء و اي مانع من تقديم الجزاء (يم).

(فان لم‏تفعلوا و لن‏تفعلوا) معترضة (فاتقوا النار) القائم7 (يم) (التي وقودها) حطبها (ث) (الناس) يقتل الناس (يم) (و الحجارة) حجارة الكبريت (ث) و يخرّب الديار الفاسقة (يم).([44]) (اعدّت) حال (ل) دلّ علي وجود النار

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 157 *»

الان (هـ)([45]) (للكافرين  24) بعلي7 (يم).([46])

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 158 *»

(و بشّر) البشارة الاخبار بمايسرّ(هـ) ذكر المؤمنين بمقابلة الكافرين (يم) (الذين امنوا) بالقرءان و بالولي (يم) امنوا باللّه وبنبوتك و بوصيّك و اولاده و انقادوا له و انّ الجنة لاوليائه و النار لاعدائه (ث).([47])

(و عملوا الصالحات) من اداء الفرائض و اجتناب المحارم (ث) (انّ لهم) اصل انّ لهم بانّ لهم فلمّاحذف الباء افضي الفعل اليه فنصبه (جنّات) سميت الجنة جنة لانّها جنينة خيرة نقية و عند اللّه تعالي ذكره مرضية (ث) روي انّ الجنة قاع صفصف ليس فيها عمارة فاكثروا من غراس الجنة في الدنيا (تجري) صفة (من تحتها الانهار) سمّي النهر بالجاري من باب انّ الزمان و المكان يوصفان بمايقع فيهما كليل قائم و ارض هائلة (كلّما) ظرف عامله رزقوا (رزقوا منها) من الجنة (من) مزيدة او بيانيّة (ثمرة رزقاً قالوا هذا الذي رزقنا) من معاني القرءان و علم الولي

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 159 *»

(يم)([48]) (من قبل) في الدنيا (ث) (و اُتوا به) بهذا الجنس (ز) (متشابهاً) حال (ل) يشبه بعضها بعضاً (ث) اي كلّها خيار (ث) يؤتون من فاكهة واحدة علي الوان متشابهة (ق) (و لهم فيها ازواج مطهّرة) من المكاره (ث) (و هم فيها خالدون  25).

(انّ اللّه لايستحيي) لايدع او لايخشي (هـ) ذكر هذه الاية جواب لانكار الكافرين علي امثال القرءان فالمناسبة واضحة (يم) (ان‏يضرب) من ان‏يضرب (ل) يمكن ان‏يكون يضرب بمعني يجعل فيكون بعوضة مفعولاً ثانياً له و قيل ضرب يقع علي جميع الاعمال الاّ قليلاً (يم) (مثلاً) لنفسه (يم) (ما) زائدة او نكرة (بعوضة) من صغار البقّ (هـ) علياً (ث) البعوضة علي7 لانّه بعض رسول اللّه9و نفسه و مافوق البعض الكل و هو رسول اللّه9 (يم).([49])

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 160 *»

(فمافوقها) رسول اللّه (ث) في الحقارة (هـ)([50]) (فامّا) حرف فيه معني الشرط (ل) امّا كلمة تفصيل و يتضمّن معني الشرط فيكون معناه مهمايكن من شي‏ء و الفاء بعده لتضمنه الشرط (الذين امنوا) باللّه و بمحمّد و بعلي و بالائمة (ث) (فيعلمون انّه) مفعول (ز) انّ علياً  (ث) (الحقّ من ربهم) حال (ز) (و اما الذين كفروا) بمحمّد9في علي7 (ث) (فيقولون ماذا) الذي و هو خبر لما (اراد اللّه بهذا مثلاً) تمييز.

(يضلّ به كثيراً و يهدي به كثيراً) يحتمل ان‏يكون كلام اللّه و كلامهم (هـ)

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 161 *»

الظاهر من الخبر انّه كلام الكفار (يم)([51]) (و مايضلّ به) كلام اللّه (ث) (الاّ الفاسقين26) نفس فسقهم اضلال اللّه لهم (يم).([52])

(الذين) صفة (هـ) او منصوب علي الذمّ او مبتدأ و اولئك خبره (ز) او خبر محذوف اي هم الذين (ز) تخلّص الي وصف الفاسقين (يم) (ينقضون) النقض ضدّ الابرام (عهد اللّه) في يوم الغدير (يم) في الربوبية و النبوة و الولاية و الشيعة (ث)([53]) (من) مزيدة (هـ) ابتدائية (ز) (بعد) حال (ميثاقه) في علي7 (ث) ميثاق اللّه او العهد (هـ) ماوقع التوثيق به.([54]) (و يقطعون ما) موصولة او موصوفة (ز) (امر

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 162 *»

اللّه به ان) بدل من الهاء (يوصل) من صلة علي7 (ث) و غيره من الارحام (ث) امروا بوصل الولي بالنبي و وصل الشيعة بهما (يم)([55]) (و يفسدون) بالبراءة ممن

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 163 *»

افترض اللّه طاعته (ث) (في الارض) في العلم و القرءان (يم)([56]) (اولئك) مبتدأ (هم) عماد او مبتدا (الخاسرون 27) خبر (هـ) خسروا انفسهم و اهليهم (ث).

(كيف) حال (هـ) او تعجب او توبيخ (هـ) قوله كيف حال و معناه امتعلقين بحجة تكفرون (تكفرون) تخلص عن ذكر المنافقين الي السؤال عن كفرهم  (يم) (باللّه) بولي (يم)([57]) (و كنتم) حال اي و قدكنتم و يضمر قد في الماضي اذا كان حالاً لتقريبه الي الحال (امواتاً) نطفة (هـ) او ضلالاً او خاملي الذكر (فاحياكم)([58]) (ثم

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 164 *»

يميتكم) في الدنيا (ث) (ثم يحييكم) في القبور (ث) (ثم اليه ترجعون  28 )يوم القيمة.

(هو الذي خلق لكم) يا ال‏محمّد (يم) خلق لكم لتعتبروا و لتتوصلوا به الي رضوانه و تتوقّوا به من عذاب نيرانه (ث) و فيه خلق لكم ما في الارض لمصالحكم (ث) يدل علي انّ الارض خلقت قبل السماء و كذا روي و اما قوله في موضع اخر و الارض بعد ذلك دحيها فالمراد بالبعد الرتبة الدانية (يم)([59]) (مافي الارض جميعاً) حال (ل) (ثم) يمكن ان‏يكون ثم لتأخير الذكر لا الخلق (يم) (استوي) استولي او بمعني اقبل و توجّه (الي السماء )اي اخذ في خلقها (ث) جنس او جمع سماوة (فسوّيهن) عدلهن (ز) (سبع سموات) بدل هنّ (ل) لكم يا ال‏محمد:(يم) (و هو بكل شي‏ء عليم  29) يعلم الاصلح و التدبير.

(و اذ قال) اي اذكر (هـ) اذكر (ل) و ذكر كفر ابليس و انكار الملائكة لما لايعلمون مثلاً و تنبيهاً للمنافقين الناقضين لعهد اللّه الكافرين بولاية علي7 الذي هو باطن الكتاب و كان الكلام فيه من اول السورة (يم) (ربّك) سيّدك (هـ) عن العسكري7لمّاقيل لهم هو الذي خلق لكم مافي الارض جميعاً الاية قالوا متي كان هذا فقال اللّه عزّوجلّ و اذ قال ربك الخبر. اعلم انّ القرءان كتاب نزل علي نحو سائر الكتب فكمايقال في الكتب و قلت هنا اعلم و لم‏اخاطب شخصاً معيناً قديقع خطابات كذا و لايجب ان‏يقع علي النبي9فقوله اذقال ربك يعني محمّد مربّيك ايها السامع للملائكة اي الذين ملكهم انّي جاعل بعدي خليفة اي علياً7 فقالوا ما قالوا ففرّغ قلبك حتي تفهم و

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 165 *»

تطيق (يم).([60])

(للملائكة) الملائكة جمع ملك فقيل انّه من الالوكة اي الرسالة و هي المألكة علي وزن مفعلة و قيل وزنه معفل مقلوب مفعل يعني مألك مقلوب ملأك فحذف الهمزة و قيل هو من لاك فملأك علي وزن مفعل و الميم زائدة و قيل انّه من الملك و وزن ملاك فعال و ملائكة فعائلة (هـ) للذين ملكوا شرعه و حديثه ظاهراً (يم) لايخفي انّ الملائكة زعموا انّهم احقّ بالخلافة لما لم‏يعلموا فضل الشيعة فعلّم اللّه ادم فضل الشيعة ثم عرض الحجج علي الملائكة فقال بيّنوا فضائل شيعة هؤلاء فلم‏يعلموا فعلّمهم ادم فخضعت لهم رقابهم و سلّموا و انّما ذلك لانّ اسماء الحجج صفاتهم و صفاتهم شعاعهم و شيعتهم (يم).([61])

(انّي) مقول قال (جاعل) خالق (هـ) من شأني و ديدني و لازم صفتي (يم) يظهر من رواية الاستدلال بقوله انّي جاعل في الارض خليفة علي انّ الارض لاتخلو من حجة و استدل بانّ اللّه اذاقال قولاً وفي به و لعلّ الوجه افادة دوام هذا الجعل لقوله لن‏تجد لسنة اللّه تبديلاً  (يم)([62]) (في الارض) في شرعي و ديني و كتابي (يم)([63])

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 166 *»

(خليفة) بدلاً منكم  (ث) خلقت له مافي الارض و السماء  (يم).

(قالوا اتجعل) تعجب (ل) (فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء) يصبّ (و نحن) حال (نسبّح) ننزّه لك (هـ) نسبّح من امرت (هـ) منّوا علي اللّه فاعرض عنهم (ث) و النطق بالثناء تسبيح البتة  (يم) (بحمدك) التسبيح بالحمد اعظم التسبيحات (يم) (و نقدّس لك) نطهّر ارضك ممن يعصيك (ث) نطهّر من امرت لاجل طاعتك (يم) (قال انّي) بسكون الياء علي السواد و قرأ الحرميان و (و) بفتح الياء (اعلم مالاتعلمون30) و اعلم انّ فيكم كافراً (ث).

(و علّم ادم) عليّاً7 (يم) (الاسماء) اسماء حجج اللّه (ث) اسماء اللّه اي الحجج:(يم).([64])

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 168 *»

(كلها) اسماء كل شي‏ء (ث) في الخبر قال رسول اللّه9 لعلي7 انّ جبرئيل اخبرني انّ اللّه علمك اسم كل شي‏ء كماعلّم ادم الاسماء كلها و قال9 انّ اللّه مثل لي امتي في الطين و علّمني اسماءهم كماعلم ادم الاسماء كلها الخبر. اراد اللّه سبحانه بذكر ادم ان‏يبين انّ الخليفة لابد و ان‏يكون عالماً بالاسماء كلها و مالم‏يكن عالماً لايليق للخلافة و لو كان ملكاً و المعارض يليق الذم و التوبيخ و العذاب (يم) (ثم عرضهم) اظهرهم (هـ) محمّداً و علياً و الائمة (ث) و هم ارواح (ث) (علي الملائكة) اي المسمّون بها (هـ) اي عرض اشباحهم في الاظلة (ث).

(فقال انبئني باسماء هؤلاء) اسماء الحجج شيعتهم او جميع

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 169 *»

الخلق (يم)([65]) (ان كنتم صادقين 31) انّكم تستحقون الامامة فانّ الامام يجب ان‏يعرف مأمومه (يم) انّكم احق بالخلافة (ث).

(قالوا سبحانك) اي نسبّحك تسبيحاً (هـ) اسم اقيم مقام المصدر (لاعلم لنا )ثابتاً (الاّ ما) بدل من موضع لاعلم (علّمتنا انّك انت) فاصلة او مبتدأ و العليم خبر و الجملة خبر انّ (العليم الحكيم  32).

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 170 *»

(قال يا ادم) ياعلي (يم) (انبئهم باسمائهم) الانبياء و الائمة (ث) (فلمّاانبأهم باسمائهم) علموا بانّهم احقّ بالخلافة (ث) (قال الم‏اقل لكم انّي) بسكون الياء علي السواد و فتحها علي قراءة الحرميين و (و) (اعلم غيب السموات و الارض) فعلم ادم دليل علم اللّه سبحانه بل علم ادم هو علم اللّه سبحانه و مظهره فم ادم و لسانه بل نفس المتكلم في قوله انّي هو ادم و حين قال انّي جاعل في الارض خليفة قال انّه يعلم الغيب و نبّههم عليه هنا (يم) (و اعلم ماتبدون) في ظواهركم و وجودكم (يم) (و ماكنتم) سابقاً (يم) (تكتمون 33) في قابليتكم و قوتكم (يم).([66])

(و اذ قلنا للملائكة) قبل خلق ادم لقوله اذا سوّيته و نفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين (يم) مثل لامر اللّه الخلق باطاعة علي7 فاطاعوا الاّ ابليس و جنوده (هـ) روي لمّارأي رسول اللّه9 تيماً و عدياً و بني‏امية يركبون منبره افظعه ذلك فانزل اللّه قرءاناً يتأسّي به اذقلنا للملائكة الاية ثم اوحي اليه انّي امرت و لم‏اطع فلاتجزع انت اذا امرت فلم‏تطع في وصيك (هـ) المراد بالملائكة المعني الاعم اي المملوك للّه سبحانه فابليس يدخل و ان كان من الجن او لانّه كان فيهم كمايكون المنافقون في المؤمنين فيخاطبون بخطابهم الواقع علي ظواهرهم كماروي (يم).([67])

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 171 *»

(اسجدوا لادم) لعلي7 (يم) كان ادم قبلة لهم يسجدون نحوه للّه (ث) كان سجودهم للّه عبودية و لادم اكراماً و لمحمّد و ال‏محمّد الذين في صلبه تعظيماً  (ث) عن علي7اول بقعة عبداللّه عليها ظهر الكوفة لمّاامر اللّه الملائكة ان‏يسجدوا لادم سجدوا علي ظهر الكوفة صدق7 (يم) في الخبر انطبع في العرش صور انوار اشباحنا التي في ظهره اي ادم كماينطبع وجه الانسان في المرءاة الصافية الخبر فوجود العكس في المرءاة بالانطباع كمانقول فتدبر (يم).([68])

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 172 *»

(فسجدوا الاّ ابليس) الاول (يم) سمّي به لانّه ابلس من رحمة اللّه (ث) و اسمه الحرث (ث) متصل ظاهري و منقطع معنوي و باعتبار متصل ظاهراً و باطناً (يم)([69]) (ابي و استكبر) الاستكبار هو اوّل معصية عصي اللّه بها (ث) (و كان من

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 173 *»

الكافرين 34) دلّت الاية علي انّ الكفر اقدم من الشرك كما روي.([70])

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 174 *»

(و قلنا يا ادم اسكن انت و زوجك) لتسكن (يم) (الجنة) هي جنة الدنيا تطلع عليها الشمس و تغرب و لوكانت من جنان الخلد ماخرج منها (ث) (و كلا) اكل ادم مالاحاجة له به فلاجل ذلك اكثر مايطلب ابن‏ادم ما لاحاجة به اليه (ث) (منها رغداً )واسعاً (هـ) اكلاً رغداً (هـ) او حال (حيث شئتما و لاتقربا) لاتأكلا (ث) (هذه الشجرة) شجرة علم محمّد و ال‏محمّد: (ث) شجرة الكافور (ث) كانت تحمل كل نوع من الثمرة و لذا اختلف الحاكون عنه (ث) هي شجرة من يتناول منها باذن اللّه الهم علم الاولين و الاخرين و بغير الاذن يكون من الظالمين (ث) روي انّ اللّه تبارك و تعالي عهد الي ادم ان لايقرب هذه الشجرة فلمّابلغ الوقت الذي كان في علم اللّه ان‏يأكل منها نسي فأكل منها و هو قول اللّه تعالي و لقدعهدنا الي ادم الاية (هـ) عن ابي‏الحسن7 انّ للّه ارادتين و مشيتين ارادة حتم و ارادة عزم ينهي و هو يشاء و يأمر و هو لايشاء اومارأيت انّه نهي ادم و زوجته ان‏يأكلا من الشجرة و شاء ذلك و لو لم‏يشأ ان‏يأكلا لماغلبت مشيتهما مشية اللّه سبحانه الحديث (فتكونا) جواب النهي (من الظالمين 35).

(فأزلّهما) بالتشديد علي السواد و قرأ (ح) فازالهما (هـ) ازالهما (الشيطان عنها) عن الجنة (ث) (فاخرجهما) نفخ في ادم يوم الجمعة بعد الزوال و دخل

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 175 *»

الجنة في ذلك اليوم فمااستقر الاّ ستّ ساعات و اخرج بعد الغروب فمابات فيها (ث) و لبثوا فيها سبع ساعات من ايام الدنيا (ث) (مماكانا فيه) بنظرهم الي ال‏محمّد بعين الحسد (ث) (و قلنا اهبطوا) ادم و حوا و الحية هبطوا من الجنة و ابليس من الحوالي فهبط ادم علي الصفا و نزلت حوا علي المروة (ث) اهبط مع ادم مائه‏وعشرون قضيباً و بذر كل شي‏ء من النبات (ث) سقط ادم من السماء علي سرنديب (ث) (بعضكم لبعض عدو و لكم في الارض مستقر) مصدر او مكان (و متاع) مايلتذّ به (الي حين 36) الي يوم القيمة (ث).

(فتلّقي) اخذ (ادم) قرأ (ث) علي النصب و هو القارئ بالحمرة و الباقون علي الرفع (من ربّه كلمات) قرأ (ث) و هو القاري‏ء بالحمرة علي الرفع و الباقون علي الكسر (فتاب عليه) سأله بالخمسة الطاهرة (ث) و كان بين مااكل و تاب اللّه عليه ثلثمائة سنة من ايام الدنيا و في ايام الاخرة يوم كالف سنة و وقت الاكل صلوة العصر و التوبة صلوة المغرب (ث) و ذلك انّ اليوم الف سنة و نصف اليوم خمسمائة و ربع اليوم مأتان و خمسون سنة و لحقها خمسون سنة من الغروب الي اخر صلوة المغرب فاكل في العصر و تاب في المغرب بعد ثلثمائة سنة و هبط بعد التوبة كمايدل عليه الكتاب و السنة (يم)([71]) (انّه هو التوّاب الرحيم  37).

(قلنا اهبطوا منها جميعاً) اعلم انّ الهبوط الاول هو الهبوط من درجة الطاعة

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 176 *»

و القرب الي درجة العصيان و البعد و لذا لم‏يقل اهبطوا منها و قال بعضكم لبعض عدو فلمّابدت لهما سوءاتهما و عرفا ذنبهما تابا و ندما فانّ الندم توبة و لذا اردفه بتوبته عليه و هدايته ثم اهبطهم من الجنة الي الدنيا و لذا قال اهبطوا منها و يدل علي ذلك قول علي7في خطبة اهبطه بعد التوبة ليعمر ارضه بنسله و ليقيم الحجة به علي عباده و يدل عليه الاية التي في سورة طه فعصي ادم ربه الايات (يم) (فامّا) ان شرطية ما ملحقة بها (يأتينّكم مني هدي فمن) جزاء الشرط (تبع هداي) علياً7 (ث) (فلاخوف عليهم و لا هم يحزنون 38).

(و الذين) مبتدأ (هـ) سر النظم انّه لمّاذكر انّ ادم اخرج من الجنة لنظره الي محمّد و ال‏محمّد بعين الحسد و ابليس  كفر لتركه السجود لانوار ال‏محمّد التي كانت في صلب ادم انتقل الي منكري محمّد و علي8 من اتباع ابليس و فيه تخلص من ذكر الكافرين (يم) (كفروا) بعلي و اله (يم)([72]) (و كذبوا باياتنا) بشيعتهم و علومهم و اثارهم (يم)[73] (اولئك) بدل الذين او مبتدأ او خبر (اصحاب النار) الاول

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 177 *»

(يم)([74]) (هم) عماد او مبتدأ (فيها خالدون 39) خبر.

(يا بني‏اسرائيل) يعني عبداللّه (ث) ذكر بني‏اسرائيل تعريض ليهود هذه الامة و هم النواصب المغضوب عليهم كماروي في سورة الحمد فوجه الخطاب الي اليهود و المراد النصاب و هم يهود الامة (يم) (اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم) باقراري النبي في مدينتكم (ث) (و اوفوا بعهدي) الذي اخذته علي اسلافكم ان‏يؤدّوا الي اخلافهم ان‏يؤمنوا بمحمّد العربي9 (ث) و بولاية علي7 (ث) (اوف

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 178 *»

بعهدكم) ادخلكم الجنة (ث) قيل لابي‏عبداللّه7 انّا ندعو فلايستجاب لنا قال لانّكم لاتوفون للّه بعهده و انّ اللّه يقول اوفوا بعهدي اوف بعهدكم واللّه لو وفيتم للّه لوفي لكم (هـ) هو عام فمن وفي للّه فيماامر وفي فيماوعد (يم) نفس وفاء الخلق بعهد اللّه هو وفاء اللّه بعهده لويشعرون (يم)([75]) (و ايّاي فارهبون 40) في مخالفة محمّد9 (ث) قيل اياي منصوب بمحذوف بالقرينة و هو ارهبوا و يمكن ان‏يكون عطفاً علي نعمتي اي اذكروا اياي و ذلك كقوله اذكروني ثم عطف فارهبون علي اذكروا و هو وجيه و كذا يمكن في الاية الثانية ان‏يقال انّ الاية قلب لانّ الثمن هو المشتري‏به كماقال و شروه بثمن بخس فالمعني لاتستبدلوا اياتي بثمن قليل فقوله و اياي عطف علي موضع اياتي اي لاتستبدلوني و لا اياتي بثمن قليل ثم عطف علي امنوا فقال فاتقون  (يم).

(و امنوا) يافلان و صاحبه و تابعيه (ث) (بماانزلت) علي محمّد 9  (ث) (مصدّقاً) حال عن عائد ما (لما) موصول (معكم) صلة متعلقة بـ استقرّ محذوف (هـ) في التورية (يم) (و لاتكونوا اول كافر) فوج كافر  (ز) (به) بماانزلت او بمامعكم (هـ) بعلي (ث) كماكان ابليس اول كافر (يم) اول كافر يعني فلاناً و

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 179 *»

صاحبه و من تبعهم و من دان بدينهم (ث) قبح اول كافر انه يقتدي به و عليه وزر من عمل به الي يوم القيمة كماروي من سنّ سنة حسنة فله اجرها و اجر من عمل بها الي يوم القيمة و من سنّ سنة سيئة عليه وزرها و وزر من عمل بها الي يوم القيمة (يم)([76]) (و لاتشتروا) لاتستبدلوا (ث) (باياتي) المنزلة الدالة علي امر محمّد و علي8(ث) (ثمناً قليلاً) من الرياسة (ث) الدنيا (ث) (و ايّاي) تحذير اي احذروا ايّاي (يم)([77]) (فاتقون 41) في كتمان امر محمّد و علي8(ث).

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 180 *»

(و لاتلبسوا) لاتخلطوا (الحق) مافي التورية من صفة محمّد و علي 8  (ث) (بالباطل) بخلافه من الافتراء علي اللّه (ث) بانّ محمداً و علياً يأتيان بعد وقتنا هذا بخمسمأة سنة (ث) (و لاتكتموا الحق) في امرهما (ث) (و انتم تعلمون 42).

(و اقيموا الصلوة) علي محمّد و ال‏محمّد: (ث) و الصلوة الخمس (ث) (و اتوا الزكوة) زكوة المال (ث) هي الفطرة (ث) عاونوهم لانّها زكوة الابدان (ث) الصلوة هي اداء حق العالي و الزكوة هي اداء حق الداني (يم)([78]) (و اركعوا) اخضعوا

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 181 *»

لهما (ث) محمّد و علي اول من صلّي و ركع (ث) (مع الراكعين 43) الخاضعين (هـ) او معناه اخضعوا للّه مع الخاضعين (هـ) حثّ علي صلوة الجماعة.

(اتأمرون الناس بالبرّ و تنسون) تتركون (ز) (انفسكم) ائمتكم و اداء حقهم و ولايتهم (يم) روي اشدّ الناس حسرةً و في رواية عذاباً من وصف عدلاً ثم خالفه الي غيره و في رواية هم الغاوون في قوله تعالي فكبكبوا الاية (يم) يحتمل ان‏يكون المراد بانفسكم الوصي فتعجب انكم كيف اخذتم بالفروع و نسيتم الاصول و جميع البرّ من فروع الولاية فافهم (يم)([79]) (و انتم تتلون الكتاب افلاتعقلون  44)

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 182 *»

ماعليكم من العقاب في ذلك (ث).

(و استعينوا بالصبر) عن الحرام و علي خدمة محمّد و اله و خدمة من يأمرون (ث) علي تأدية الامانات و عن الرياسة و الاعتراف بمحمّد و علي (ث) الصيام  (ث) رسول اللّه9 (يم) (و الصلوة) الخمس و علي محمّد و اله (ث) ولاية علي7 (ث) (و انّها) اي الصلوة (ث) اي الصلوة او هما معاً او الاستعانة (لكبيرة الاّ علي الخاشعين 45).([80])

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 183 *»

(الذين) صفة او ممدوح (يظنّون) يوقنون (ث) روي انّه قال يظنّون لانّهم لايدرون بماذا يختم عملهم (ث) فيستيقنون لقاء المحشر و الرجوع الي حكم اللّه و لايستيقنون لقاء رحمته و كرامته (يم) (انّهم) الجملة سدّ مسدّ المفعولين (ملاقوا ربّهم) امامهم (يم)([81]) (و انّهم اليه راجعون  46) الرجوع يدل علي انّهم نزلوا من عنده لقوله كمابدأكم تعودون.([82])

(يا بني‏اسرائيل) يا ال‏محمّد: (ث) (اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم) بارسال موسي اليكم([83]) (و انّي فضّلتكم) الجملة مفعول معطوف (علي العالمين 47) عالمي زمانهم (ث) نظرائهم و عالمي زمانهم في اشياء مخصوصة (هـ) العالمون جمع عالم و هو في عرف اللغة عبارة عن جمع من العقلاء فلذلك جمع فعلي

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 184 *»

هذا يمكن ان‏يكون الالف و اللام للعهد فاريد به جماعة من اهل عصرهم او من تقدم عليهم من قوم نوح و ابراهيم فافهم (يم).([84])

(و اتقوا) عند النزع (ث) (يوماً) مفعول (لاتجزي) لاتدفع (ث) لاتكفي او لاتؤدي (هـ) صفة (نفس) فيه (عن نفس شيئاً) عذاباً (ث) مصدر او معناه حقاً (و لايقبل) بالياء علي السواد و بالتاء علي قراءة (ث) و (و). صفة (منها شفاعة) لتأخير الموت (ث) روي لو انّ كل ملك مقرّب و كل نبي مرسل شفعوا في ناصب ماشفعوا (هـ) و روي في قوله لاتجزي نفس الاية هذا يوم الموت فاما يوم القيمة فانّا و اهلنا نجزي عن شيعتنا كل جزاء (و لايؤخذ منها) صفة (عدل) فداء (ث) (و لا هم ينصرون  48) صفة.

(و اذ) اذكروا (ل) (نجّيناكم) فيه مبالغة النجاة (من ال‏فرعون يسومونكم) حال (هـ) يلزمونكم (هـ) يكلّفونكم (ص) (سوء العذاب يذبّحون )مبالغة في الذبح (ابناءكم) امر بذبحهم يوم الاربعاء (ث) روي ربّمايسلم ابناؤهم من

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 185 *»

الذبح و ينشئون في محل غامض بصلوتهم علي محمّد و اله الطيبين و كذلك نساؤهم يسلمن من الافتراش بصلوتهن عليه و اله (و يستحيون نساءكم و في ذلكم بلاء )محنة (ز) (من ربكم عظيم  49).

(و اذ فرقنا بكم) بسببكم (البحر) بحر الفتن (يم)([85]) (فانجيناكم) بتجديدكم الولاية لمحمّد و علي (ث) (و اغرقنا ال‏فرعون) الاول (يم)([86]) (و انتم تنظرون 50).

(و اذ واعدنا) من المفاعلة علي السواد و المجرّد علي قراءة (و) (موسي اربعين) مفعول ثان (ليلة) تمييز (هـ) ثلثون منها تقدير و عشر بدا للّه سبحانه  (ث) (ثم اتّخذتم العجل) الهاً (من بعده و انتم ظالمون  51) انفسكم  (هـ) مثل لمدة غياب النبي9 و اتخاذ امّته الاول و عدولهم عن علي 8 اخيه (يم).

(ثم عفونا عنكم من بعد ذلك) بعد الاتخاذ (ث) (لعلّكم تشكرون  52 و اذ اتينا موسي الكتاب و الفرقان) الكتاب التورية و الفرقان اخذه علي بني‏اسرائيل انّ محمداً خير النبيّين و سيد المرسلين و انّ اخاه و وصيه علي خير الوصيين و انّ اولياءه الذين يقيمهم سادة الخلق و انّ شيعته المنقادين له المسلمين له و لاوامره و نواهيه و لخلفائه نجوم الفردوس الاعلي و ملوك جنات عدن فذلك الفرقان الذي اعطاه

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 186 *»

اللّه عزّوجلّ موسي و هو فرق بين المحقّين و المبطلين (ث) (لعلّكم تهتدون 53 )انّ الذي يشرّف به الولاية (ث).

(و اذ قال موسي لقومه يا قوم) تعطيف لهم (انّكم ظلمتم انفسكم باتّخاذكم العجل) الاول (يم) الهاً (ث) (فتوبوا الي بارئكم)  قرأ القارئ بالحمرة و هو (و) باختلاس حركة الهمزة و روي عنه السكون ايضاً و الباقون بغير اختلاس و لا تخفيف (هـ) امامكم (يم) (فاقتلوا) عطف (انفسكم) الخلفاء (يم) من لم‏يعبد من عبد (ث) القمي: من عبد قتل بعضهم بعضاً (هـ) القمي ايضاً: انّ الذين عبدوا العجل كانوا سبعين الفاً فقتل بعضهم بعضاً و قدقتل منهم عشرة الاف (هـ) ثم توسلوا بمحمّد و اله صلي‏اللّه‏عليهم ان‏يغفر لهم و يكفّ عنهم القتل فأزال عنهم القتل (ث) (ذلكم) القتل (ث) (خير لكم عند بارئكم) قرأ (و) كمامرّ (هـ) صانعكم (فتاب عليكم)([87]) (انّه

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 187 *»

هو التوّاب الرحيم  54) فلاتوّاب و لارحيم سواه (يم).([88])

(و اذ قلتم يا موسي لن‏نؤمن لك) انّ الفرقان امر ربك (ث) (حتي) الي ان (نري اللّه جهرة) علانية (هـ) حال عن نري او قلتم (هـ) ينسب الصادر من السابق الي اللاحق اذا رضي به و افتخر و لم‏ينكر فنسب اللّه سؤال الرؤية الي جميع الحاضرين و السائل بعض السابقين حتي انّه نسب الموت و البعث الي جميع الحاضرين فتدبر (يم)([89]) (فاخذتكم الصاعقة و انتم تنظرون  55) الي الصاعقة (ث).

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 188 *»

(ثم بعثناكم) اثرناكم (من بعد موتكم لعلكم تشكرون  56) دليل علي امكان البعث و الرجوع الي الدنيا و سيكون في هذه الامة لانّهم يركبون طبقاً عن طبق (يم).([90])

(و ظلّلنا) سترنا (عليكم الغمام) السحاب الساترة بعد الموت اذ بعثهم  (هـ) لمّاكنتم في التيه (ث) (و انزلنا عليكم المنّ) الترنجبين كان يسقط علي شجرهم (ث) (و السلوي) اطيب طير لحماً (ث) السماني (ث) (كلوا) و قلنا  كلوا (من طيبات مارزقناكم و ماظلمونا) فيه حذف و ايجاز اي فكفروا هذه النعمة و ماظلمونا (هـ) ماظلموا ال‏محمّد: (يم) روي انّ اللّه اعظم و اعزّ و اجلّ من ان‏يظلم ولكن خلطنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه و ولايتنا ولايته يقول انّما وليّكم اللّه الاية ثم قال و ماظلمونا الاية (ولكن كانوا انفسهم يظلمون 57) الخلفاء يظلمون لانّهم يزيدون في اَلَمهم و عذابهم (يم).([91])

(و اذ قلنا ادخلوا) و ذلك بعد الخروج من التيه (ث) (هذه القرية) هي اريحا من بلاد الشام (ث) اي امنوا بمحمّد9 (يم) (فكلوا منها) من القرية (ث)

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 189 *»

(حيث) اين (شئتم) في حكم المضاف اليه (رغداً) حال اي واسعاً (و ادخلوا الباب) باب القرية (ث) باب مدينة العلم علي7 (يم) (سجّداً) انّ سجودنا للّه تعظيماً للمثال (ث) روي مثّل اللّه علي الباب مثال محمّد و علي8 و امرهم ان‏يسجدوا تعظيماً لذلك المثال و يجدّدوا علي انفسهم بيعتهما (هـ) الباب مثل ولاية ال‏محمّد: فمنهم من دخلها و وجهه اليها و اعترف انّ هذا العمل كفارة لنا غفر اللّه له ذنبه و منهم من دخلها و وجهه الي الخارج يعني دخلها مقبلاً الي الدنيا و النفس فهو دبره الي الباب و هو يريد بدل الحطّة حنطة و متاع الدنيا فلهم رجز السماء كماقال اللّه (يم) (و قولوا حطّة) روي نحن باب حطّتكم (نغفر) علي صيغة المتكلم المعروف في قراءة السواد و المذكر المجهول في قراءة (ن) و المؤنث المجهول في قراءة (ر) (لكم) بهذا الفعل  (ث) (خطاياكم) السالفة (ث) (و سنزيد المحسنين  58) من لم‏يقارف الذنوب كمخالف الولاية (ث).

(فبدّل الذين ظلموا) ال‏محمّد حقّهم (ث) (قولاً غير) صفة (الذي قيل لهم) دخلوها باستاههم و قالوا حنطة نتقوّتها احبّ الينا من هذا الفعل فانزل اللّه علي الذين ظلموا و لم‏ينقادوا لولاية محمّد و اله: رجزاً (ث) دخلوها باستاههم و قالوا مامعناه حنطة حمراء (ث) اتخذوا غير علي7 باب حطّة لهم (يم)([92]) (فانزلنا علي

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 190 *»

الذين ظلموا) ال‏محمّد حقهم (ث) و علم اللّه انّهم لايتوبون (رجزاً) عذاباً (هـ) طاعون (هـ) مات في بعض يوم مائة و عشرون الفاً (ث) (من السماء بماكانوا يفسقون  59) يخرجون من امر اللّه.

(و اذ استسقي موسي) متوسلاً بال‏محمّد: (ث) (لقومه) في التيه لمّالحقهم العطش (ث) (فقلنا اضرب بعصاك الحجر) انكح بالولاية العصمة (يم) هو اي الحجر عند القائم7 يحمله معه من مكة (ث) روي نزلت ثلثة احجار من الجنة مقام ابراهيم و حجر بني‏اسرائيل و الحجرالاسود([93]) (فانفجرت) فضرب (ز) فانفجرت اي انشقّت و الانبجاس اضيق منه (منه اثنتاعشرة عيناً) اثناعشر اماماً

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 191 *»

(يم)([94]) (قدعلم كل اناس مشربهم كلوا و اشربوا من رزق اللّه و لاتعثوا (العثي شدة الفساد )في الارض) في العلم و الدين (يم)([95]) (مفسدين  60) حال.

(و اذ قلتم ياموسي لن‏نصبر علي طعام) مصدر لا اسم (واحد) المنّ و السلوي (ث) علم الولاية و الولاية لعلي7 (يم)([96]) (فادع لنا ربك يخرج) جواب

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 192 *»

امر محذوف اي قل اخرج (لنا مما) بعض (هـ) من للتبعيض لانّ من لاتزاد الاّ في النفي (تنبت) مأكولاً مماتنبت (ل) (الارض) العلوم الظاهرة و الكثرات (يم)([97])

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 193 *»

(من بقلها) ما لاساق له (و قثّائها و فومها) الحنطة (ث) (و عدسها و بصلها قال اتستبدلون الذي هو ادني بالذي هو خير اهبطوا مصراً) من الامصار (ث) الاية تدل علي لزوم الاخذ بالراجح و ترك المرجوح و قبح ترجيح المرجوح (يم) (فانّ لكم ماسألتم و ضربت عليهم) قرأ (ح) و هو القاري‏ء بالحمرة بضم الهاء و الباقون بكسرها (الذلّة) الجزية (ص) (و المسكنة) الفقر (ص) (و باءوا) انصرفوا (بغضب من اللّه ذلك) مبتدأ اي ضرب الذلة (بانّهم) الجملة خبر (كانوا يكفرون بايات اللّه) بال‏محمد: (يم)([98]) (و يقتلون النبيّين) محمّداً9(يم) عن الصادق7 واللّه ماقتلوهم بايديهم و لاضربوهم باسيافهم ولكن سمعوا احاديثهم فاذاعوها فاخذوا عليها و صار قتلاً و اعتداء و معصية([99]) (بغير) حال

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 194 *»

(الحق ذلك) مبتدأ (بماعصوا) خبر (و كانوا يعتدون 61).

(انّ الذين) اسم (امنوا) في الظاهر و صدّقوا ظاهراً (يم)([100]) (و الذين هادوا )صاروا يهوداً (هـ) و يهودا هوّد اليهود (ث) (و النصاري) انّهم كانوا من قرية اسمها ناصرة نزلها عيسي (ث) بولس نصّر النصاري (ث) (و الصابئين) بالهمزة علي قراءة الباقين و بدونها علي قراءة الحمرة و هي قراءة (ن) (هـ) يعبدون الكواكب و

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 195 *»

النجوم (ث) (من) شرط (امن) حقيقة منهم (يم) الجملة الشرطية خبر (هـ)([101]) (باللّه) بولي (يم) اقول: سرّ هذا التفسير انّ الايمان باللّه لايتعقل الاّ بالايمان بالولي و التصديق به و لعلك عرفت ممامرّ في خلال ذلك الكتاب المستطاب انّ الايمان باللّه هو الايمان بالولي و لايتعقل الايمان به بغير ذلك الوجه و قدذكرنا في المقدمة مادلّ علي اطلاق لفظ اللّه علي الولي و الامام في الاخبار في الفصل الحادي و العشرين.

(و اليوم الاخر) القائم7 (يم)([102]) (و عمل صالحاً) الولاية و البراءة (يم)([103]) (فلهم) جزاء و يمكن ان‏يكون من امن بدل الذين فهو في محل اسم «انّ» و قوله فلهم خبر «انّ» كأنّه قال انّ من امن فهو كذا و انّمااتي بالفاء لمافيه من معني الشرط (اجرهم عند ربهم) امامهم (يم)([104]) (و لاخوف عليهم و لا هم يحزنون  62) سر

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 196 *»

النظم انّه لمابيّن انّ ضرب الذلة عليهم كان بكفرهم اراد ان‏يبين انّ الايمان سبب نفي الخوف و الحزن في الدنيا و الاخرة (يم).

(و اذ اخذنا ميثاقكم) عهدكم (هـ) ان‏تعملوا بمانزل علي موسي (ث) (و رفعنا فوقكم الطور) كان قطعة من جبل فلسطين فرسخاً في فرسخ علي قدر معسكرهم (ث) (خذوا) قلنا لهم خذوا (مااتيناكم) من ذكر محمّد و اله (ث) (بقوة) الابدان و القلوب (ث) او القي عليكم هذا الجبل (ث) (و اذكروا مافيه) من العقاب و من الثواب (ث) مافي تركه من العقوبة (ث) من فضل محمّد و اله: (يم) (لعلّكم تتقون  63).

(ثم تولّيتم) اعرضتم (من بعد ذلك فلولا فضل اللّه )رسول‏اللّه 9  (يم) (عليكم) بامهاله للتوبة (ث) (و رحمته) علي7 (يم) (لكنتم من الخاسرين  64) للدنيا و الاخرة (ث).([105])

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 197 *»

(و لقد علمتم) عرفتم (هـ) الفرق بين العلم و المعرفة انّ العلم يتعلق باحوال الشخص و المعرفة تتعلق بذاته فاذا قلت علمت زيداً اي عرفته و اذا قلت علمت زيداً كريماً علمت حاله فللاوّل مفعول واحد و للثاني مفعولان (يم) (الذين اعتدوا )تجاوزوا الحد (هـ) يزيد و اصحابه (يم) (منكم في السبت) في يوم عاشوراء او محرّم

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 198 *»

فانّه شهر حرام و سبت (يم) (فقلنا لهم كونوا قردة) جمع قرد (خاسئين  65 )مطرودين (هـ) عن النبي9 سيكون بعدي قوم يعيشون علي اللهو و شرب الخمر و الغنا فبينا هم كذلك اذ مسخوا قردة و خنازير.

(فجعلناها) المسخة (ث) الامّة الممسوخة (ث) (نكالاً) سبب زجر  (هـ) عقوبة لمابين يدي المسخة من ذنوبهم و ردعاً للذين شاهدوهم بعد مسختهم و للذين يسمعون بها (ث) (لمابين يديها) لمامعها من القري (ث) (و ماخلفها) لهذه الامة (ث) (و موعظة للمتقين 66).

(و اذقال موسي لقومه انّ اللّه يأمركم) لم‏يقل امركم و انّمااخبرهم (يم) (ان تذبحوا بقرة) اسم للمؤنث و الثور اسم للمذكر (قالوا اتتخذنا هزواً )لعبة  (هـ) المصدر بمعني المفعول (هـ) و قرأ حفص هزواً بالواو و (ح) هزؤاً بسكون الزاء و بالهمزة في الوصل و بالواو عند الوقف (قال اعوذ باللّه ان‏اكون من الجاهلين  67).

(قالوا ادع لنا ربك يبيّن لنا ماهي قال انّه يقول انّها بقرة لافارض) لاهي فارض (ل) صفة (هـ) كبيرة السنّ (هـ) التي قدضربها الفحل (ث) و لم‏تحمل (ث) (و لابكر) صغيرة لم‏يفتحلها الفحل (هـ) فارض كبيرة بكر صغيرة (ث) (عوان) اي هي عوان (هـ) وسط (بين ذلك) اي الفروض و البكارة و ذلك يطلق علي القليل و الكثير (هـ) عن الرضا7 لوانّهم عمدوا الي اي بقرة اجزأهم و لكن شدّدوا فشدّد اللّه عليهم (هـ) و هذا الخبر و الاية تدل مع سائر الاخبار في المقام انّ طلب المقيد قبيح و يجب العمل بماصدر من المطلق (يم) (فافعلوا ماتؤمرون  68) روي لم‏يقل في الابتداء انّ اللّه أمركم لانّه لوقال ذلك لكان يجيبهم بعد سؤالهم عن اللون بان‏امركم ببقرة فاي‏شي‏ء وقع عليه اسم البقر فقداجزأكم حاصل الخبر.

(قالوا ادع لنا ربك يبيّن لنا ما) مبتدأ (ل) (لونها) خبر (ل) (قال انّه يقول انّها بقرة صفراء فاقع) شديد الصفرة (ث) يقال اصفر فاقع و احمر ناصع و

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 199 *»

قاني و اخضر ناضر و ابيض يقق و لهق و لهاق و اسود حالك و حلكوك و غربيب كلها مبالغة الالوان (لونها) فاعل فاقع (تسرّ الناظرين  69) الجملة صفة بقرة.

(قالوا ادع لنا ربك يبيّن لنا ماهي انّ البقر) كل جمع واحده بالهاء يؤنث و يذكر (تشابه علينا و انّا ان شاء اللّه) شرط جوابه ان و معمولها (ل) (لمهتدون 70).

(قال انّه يقول انّها بقرة لاذلول) ضد الصعب (هـ) صفة (تثير الارض )صفة  (هـ) تكري (و لاتسقي الحرث) صفة (هـ) الارض المهياة للزرع (مسلّمة )صفة (لاشية فيها) صفة (هـ) هي لون في الشي‏ء يخالف عامة لونه (قالوا الان )ظرف عامله جئت (جئت بالحق) عرفناها هي بقرة فلان (ق) لمّااستقر الامر طلبوها فوجدوها عند فتي كان شغله الصلوة علي محمّد و ال‏محمّد فارادوا ان‏يشتروا منه فماكسهم حتي باعها بملأ مسك ثور ديناراً فبلغ مبلغه خمسة الاف الف دينار (ث) لو لم‏يستثنوا مابيّنت لهم اخر الابد (ث) (فذبحوها و ماكادوا يفعلون  71).

(و اذ قتلتم نفساً) سرّ النظم انّ المهم من هذه القضية حكاية البقرة و لذا قدمها و فصلها ثم عطف علي اصل الحكاية فبين امر القتيل تبعاً لانّه وقع في الحكمة لاظهار امر البقرة و غني الفتي بتوسله بال‏محمّد: ثم غني بني‏اسرائيل حيث توسلوا بال‏محمّد: فدلهم اللّه علي عشرة الاف الف دينار كانت في خربة فقسموها بينهم  (يم) (فادّارأتم فيها) اختلفتم (هـ) اي القي بعضكم الذنب علي بعض و ادرأه عن نفسه (ث) (واللّه) حال (مخرج ماكنتم تكتمون  72).

(فقلنا اضربوه) الميت (ث) (ببعضها) بذنبها (ث) بعجب ذنبها (هـ) فعاش سبعين سنة (ث) (كذلك) نعت مصدر محذوف (ل) (يحيي اللّه الموتي و يريكم اياته) الدالة علي فضل محمّد و اله (ث) (لعلكم تعقلون  73) انّه لايعمل الاّ بالحكمة (ث).

(ثم قست) يبست (ث) صلبت (قلوبكم) روي لاتكثروا الكلام بغير ذكر اللّه

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 200 *»

فانّ كثرة الكلام بغير ذكر اللّه تقسي القلوب و انّ ابعد الناس من اللّه القاسي القلب و روي ثلث يقسين القلب استماع اللهو و طلب الصيد و اتيان باب السلطان (من بعد ذلك) اي من بعد ماظهر علي يد موسي من الايات الباهرات (فهي كالحجارة) اليابسة لاترشح برطوبة (ث) (او) او يأتي بمعني التخيير و التفصيل و الابهام و بمعني بل و بمعني الواو (اشد قسوة) اراد الابهام علي السامعين (ث) (و انّ من الحجارة) بيّن به انّ قلوبهم اشد قسوة (ث) (لمايتفجر) يجري (منه الانهار و انّ منها)خبر (ل) (لمايشقّق فيخرج منه الماء) قطرة قطرة (هـ) ينبع من غير جريان (هـ) دون الانهار (ث) (و انّ منها لمايهبط) اذا اقسم عليه باللّه و اوليائه (ث) (من خشية اللّه) و لا ماء فيه (و ما اللّه بغافل عماتعملون  74) علي السواد و قرأ (ث) يعملون بالمثناة تحت.

(أ) انكار (فتطمعون) يعني انت يامحمّد و اصحابك (ان) في ان (ل) (يؤمنوا لكم) يصدّقوكم (و قدكان فريق منهم) نعت (ل) (يسمعون) خبر كان (ل) (كلام اللّه ثم يحرّفونه من بعد ماعقلوه و هم يعلمون  75).

(و اذا لقوا الذين امنوا) كسلمان و ابي‏ذر و المقداد (ث) (قالوا امنّا و اذا خلا بعضهم الي بعض قالوا اتحدّثونهم بما) حرفية (فتح اللّه عليكم) في التورية من صفة محمّد9 (ث) اي بماعلّمكم او حكم عليكم من الايمان بمحمّد 9  (يم) او المعني بمافتح اللّه عليكم حين تستفتحون به علي الذين كفروا  (يم) (ليحاجّوكم) لكي (ل) (به عند ربكم افلاتعقلون  76).

(أو لايعلمون انّ اللّه يعلم ما) حرفية (يسرّون و ما) حرفية (يعلنون  77 و منهم) خبر (ل) (اميّون) مبتدأ (ل) مرتفع بالظرف (هـ) اي كماخرج من بطن امه (ث) (لايعلمون) نعت (ل) (الكتاب الاّ) بل (هـ) الاّ في مثل هذا المقام لتحقيق النفي (ل) (اماني) مايقرأ عليهم من جهة علمائهم لايستيقنون صدقها (ث) (و ان هم الاّ يظنون 78 ) صدق رؤسائهم من تكذيب محمّد و اله  (ث)

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 201 *»

روي ماحاصله عوام امّتنا اذا عرفوا من فقهائهم الفسق الظاهر ثم قلدوهم فهم مثل اليهود فاما من كان من الفقهاء صائناً لنفسه حافظاً لدينه مخالفاً علي هواه مطيعاً لامر مولاه فللعوام ان‏يقلدوه و ذلك لايكون الاّ بعض فقهاء الشيعة لاجميعهم فانّ من يركب من القبايح و الفواحش مراكب فسقة فقهاء العامة فلاتقبلوا منهم عنّا شيئاً و لاكرامة لهم.

(فويل) مبتدأ (هـ) العذاب (للذين) خبر (يكتبون الكتاب بايديهم ثم يقولون هذا من عند اللّه ليشتروا) ليحصّلوا (ز) (به ثمناً قليلاً فويل لهم مماكتبت ايديهم و ويل لهم ممايكسبون  79) يمكن ان‏يكون المعني انّ ويلهم مخلوقة مماكتبت ايديهم و ويلهم من كسبهم كماقال لايجزون الاّ ماكانوا يعملون  (يم) من كتب شيئاً اتباعاً لغيره و امتثالاً لحكمه فقدكتب بيده فانّ الكاتب يد المملي حينئذ و اما من كتب بهوي نفسه فهو الكاتب بيده فكاتب الحق يد اللّه و كاتب الباطل يد الشيطان و الاّ فجميع الخلق يكتبون الكتاب بايديهم و لاويل لكلّهم (يم).([106])

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 202 *»

(و قالوا لن‏تمسّنا النار الاّ اياماً) ظرف (معدودة) قلائل (هـ) بقدر ايام ذنوبنا (ث) (قل اتّخذتم عند اللّه عهداً فلن‏يخلف اللّه عهده) اما الشيعة فقداتخذوا عند اللّه عهداً و هو الولاية بان لايعذبهم و ان عذبهم فيعذّبهم اياماً معدودة و اما غيرهم فليس لهم بذلك عهد و لذلك سألهم عن العهد و مفهوم الخطاب بلقب المخاطب حجة و دليل (يم)([107]) (ام) معادلة او منقطعة بمعني بل (تقولون علي

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 203 *»

اللّه مالاتعلمون  80).

(بلي) جواب لن‏تمسنا (من) مبتدأ (ل) (كسب سيئة) ولاية الاعداء (يم)([108])(و احاطت به خطيئته) علي الافراد في قراءة السواد و الجمع في قراءة (ن)

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 204 *»

(هـ) احدقت به او اهلكته (هـ) دخلت قلبه و شملت جوارحه بالذات (يم) اذا جحدوا امامة اميرالمؤمنين7 (ث) السيئة المحيطة هي التي تخرجه من جملة دين اللّه و هي الشرك باللّه و الكفر بمحمّد9 و بولاية علي7 (ث)([109]) (فاولئك) مبتدأ (ل) (اصحاب) خبر (ل) الجملة خبر من (ل) (النار) الاول (يم)([110]) (هم) حال (ل) عطف بلاعاطف و استغني عنه لاتصال الكلام (فيها خالدون  81) دلت الاية علي انّ الخلود لايكون الاّ عند احاطة الخطيئة و لاتحيط الاّ ان‏تكون بمعني الجحود فانّ الجحود اي جحود الحق كفر لاغير (يم).([111])

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 205 *»

(و الذين امنوا) بالولي (يم)([112]) (و عملوا الصالحات) الولاية و البراءة (يم)([113]) (اولئك اصحاب الجنة) علي7 (يم)([114]) (هم فيها خالدون  82 )

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 206 *»

روي بالنّيات خلّد هؤلاء و هؤلاء.

(و اذ اخذنا ميثاق) عهدهم المؤكّد (ث) (بني‏اسرائيل لاتعبدون) علي السواد و قرأ (ث) و (ح) و (س) لايعبدون بالمثناة تحت (هـ) خبر بمعني الامر (هـ) اي لاتعبدوا (ل) (الاّ اللّه) روي من شغلته عبادة اللّه عن مسألته اعطاه اللّه افضل مايعطي السائلين (هـ) روي ماانعم اللّه علي عبد اجلّ من ان‏لايكون في قلبه مع اللّه غيره

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 207 *»

(و) و يعملوا (ث) (بالوالدين) احسنوا (هـ) افضلهما محمّد و علي (ث)([115])

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 208 *»

(احساناً) تحسن صحبتهما (ث) و احسان اللّه هدايته (يم) )و ذي) بذي (القربي) مصدر قرب (هـ) الائمة (ث) قرابات الوالدين بان‏يحسنوا اليهم لكرامة الوالدين (ث) روي اخذ عليكم معاشر امة محمّد9 بمعرفة حق قرابات محمّد الذين هم الائمة بعده و من يليهم بعده من خيار اهل دينهم (و اليتمي) باليتمي (هـ) اشد من يتم اليتيم يتيم عن امامه (ث) (و المساكين) بالمساكين (هـ) و من المساكين الشيعة الضعفاء (ث) (و قولوا للناس) الذين لامؤنة له عليهم (ث) (حسناً) علي السواد

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 209 *»

و قرأ (س) و (ح) حسناً بفتحتين (هـ) نعت مصدر محذوف (ل) احسن ماتحبون ان‏يقال لكم (ث) عام في المؤمن و الكافر (ث) عاملوهم بخلق جميل (ث) و روي قولوا محمّد رسول اللّه و علي اهل بيته (هـ) لانّ الناس محمّد9 لقوله افيضوا من حيث افاض الناس (يم) و روي نزلت الاية اي قولوا للناس حسناً في اهل الذمة ثم نسخها قوله تعالي قاتلوا الذين لايؤمنون باللّه و اليوم الاخر الاية و روي انّها منسوخة و روي لاتدع النصيحة و استدلّ بالاية و روي لاتقولوا الاّ خيراً حتي تعلموا ماهو و روي اتقوا اللّه و لاتحملوا الناس علي اكتافكم انّ اللّه يقول في كتابه و قولوا للناس حسناً قال عوّدوا مرضاهم و اشهدوا جنائزهم و صلّوا معهم في مساجدهم حتي يكون المباينة و روي للناس كلهم مؤمنهم و مخالفهم اما المؤمنون فيبسط لهم وجهه و اما المخالفون فيكلّمهم بالمداراة لاجتذابهم الي الايمان الخبر.

(و اقيموا الصلوة) علي محمّد و اله في حالاتكم (ث) روي اذا لم‏تؤدّ حقوق الصلوة لم‏يتقبلها رب الخلايق او تدرون ماتلك الحقوق فهو اتباعها بالصلوة علي محمّد و علي و الهما منطوياً علي الاعتقاد بانّهم افضل خيرة اللّه و القوّامون بحقوق اللّه و النصّار لدين اللّه (و اتوا الزكوة) من المال و الجاه و قوة البدن (ث)([116]) (ثم تولّيتم) اعرضتم (الاّ قليلاً) نصب علي الاستثناء (منكم و انتم معرضون  83) عن امر اللّه الذي فرضه (ث).

(و اذ اخذنا ميثاقكم) القمي: انّها نزلت في ابي‏ذر و عثمان

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 210 *»

(لاتسفكون) نهي في لفظ الخبر (هـ) ان لاتسفكوا (ل) لاتعملوا عملاً يبيح دمكم علي الاولياء (يم) (دماءكم) دماء ال‏محمّد: (يم)([117])(و لاتخرجون) نهي في لفظ الخبر (انفسكم )ال‏محمّد (يم) بان‏تسبوا ال‏محمّد :(يم)([118]) (من دياركم) قلوبكم (يم)([119]) (ثم اقررتم و انتم تشهدون  84).

(ثم انتم) مبتدأ (هـ) معاشر اليهود (ث) (هؤلاء) منادي او تأكيد (هـ) او بمعني الذي و بعده صلته (تقتلون) خبر (انفسكم) الائمة (يم) (و تخرجون

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 211 *»

فريقاً منكم) ال‏محمّد و ذراريهم (يم) (من ديارهم([1]) تظاهرون) علي قراءة الكوفيين و علي قراءة الحمرة بتشديد الظاء (هـ) حال (هـ) تتظاهرون (هـ) تعاونون (عليهم بالاثم) بالقبيح (و العدوان) التجاوز عن الحد (و ان يأتوكم) حال (اساري) علي السواد و قرأ (ح) اسري بفتح الهمزة و سكون السين و فتح الراء و الف في الاخر (تفادوهم) (ص) و (س) و (ن) قرأوا تفادوهم بالضم و هم القارون بالسواد و الباقون تفدوهم بفتح التاء و سكون الفاء (و هو) ضمير شأن (محرّم) خبر مقدم  (ل) (عليكم) و الجملة حالية (اخراجهم) مبتدأ مؤخر (ل) (افتؤمنون ببعض الكتاب و تكفرون) كفر ترك (ث) (ببعض فما) مبتدأ او نفي (ل) (جزاء) خبر (من يفعل ذلك منكم الاّ خزي في الحيوة الدنيا و يوم) عامله يردّون (ل) (القيمة) سمّيت القيمة قيمةً لقيام الخلق فيها للحساب (ث) (يردّون الي اشد العذاب) جنس اشد العذاب يتفاوت ذلك علي قدر تفاوت معاصيهم (ث) (و ما اللّه بغافل عماتعملون  85) التاء علي السواد و الحرميان و (و) قرؤا يعملون بالمثناة تحت.

(اولئك الذين اشتروا الحيوة الدنيا) ولاية الخلفاء (يم) (بالاخرة )ولاية علي7 (يم)([120]) (فلايخفّف عنهم العذاب و لاهم ينصرون  86).

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 213 *»

(و لقداتينا موسي الكتاب و قفّينا) اردفنا (من بعده بالرسل و اتينا عيسي بن مريم البيّنات و ايّدناه بروح القدس) علي السواد و قرأ (ث) بسكون الدال (هـ) الطهر (هـ) جبرئيل (ث) روي و هو جبرئيل و ذلك حين رفعه من روزنة بيته الي السماء و القي شبهه علي من رام قتله فقتل بدلاً منه و قيل هو المسيح انتهي و روي انّ في الانبياء و الاوصياء خمسة ارواح روح‏القدس و روح‏الايمان و روح‏الحيوة و روح‏القوة و روح الشهوة فبروح القدس عرفوا ماتحت العرش الي ماتحت الثري و انّ هذه الارواح يصيبها الحدثان الاّ روح القدس فانّه لايلهو و لايلعب و روي روح القدس لاينام و لايلهو و لايزهو و لايلعب و روي انّ عيسي القي شبهه علي من رام قتله و روي القي شبهه علي رجل من خواصه ليقتل فيكون معه في درجته (أفكلّما جاءكم رسول )محمّد 9(ث) (بما لاتهوي انفسكم) بولاية علي7 (ث) (استكبرتم ففريقاً )من ال‏محمّد: (ث) عطف علي استكبرتم (كذّبتم و فريقاً تقتلون  87) وجه عطف المستقبل علي الماضي ليدلّ علي انّ ذلك شأنهم و ديدنهم ابداً كذا قالوا و الاصح انّ الخطاب الي هذه الامة و لمّايقتلوا من قتلوه و قدكذبوا محمّداً 9 و المراد بالرسول الحجة كمافي قوله اذ ارسلنا اليهم اثنين فتدبر و روي تقتلون معناه قتلتم و كماتقول لمن توبّخه ويلك كم تكذب و كم تحرف و لاتريد مالم‏يفعله بعد و انماتريد كم فعلت و انت عليه موطن الخبر و هذا هو الحق الظاهر منه (يم).

(و قالوا قلوبنا غلف) و قرئ في الشواذ غلف بضمتين و غلف بالسكون جمع اغلف اي في غلاف و غلف بالضم جمع غلاف اي اوعية للعلم و في الحديث

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 214 *»

تجويزهما معاً (بل لعنهم اللّه بكفرهم) نفس كفرهم لعن الله عليهم (يم) (فقليلاً ما) حال او مصدر (يؤمنون  88).

(و لمّا) جوابه علي وجه محذوف (جاءهم كتاب من عند اللّه مصدّق )صفة كتاب (لمامعهم) في وصف محمّد9 (ث) (و كانوا من قبل يستفتحون) بمحمّد و اله: (ث) يتوعدون اهل الاصنام بمجيئه (ث) (علي الذين كفروا) في المهمّات (ث) (فلمّا جاءهم) كرر لطول الكلام فهو بدل من الاول (ماعرفوا) في علي7 (ث) (كفروا به) جحدوا به (ث) جواب لمّا (هـ)([121])(فلعنة اللّه علي الكافرين  89) علي بني‏امية (ث) عن النبي9 نصرة اللّه تعالي لليهود علي المشركين بذكرهم لمحمّد و اله: الا فاذكروا يا امة محمّد محمّداً و اله عند نوائبكم و شدائدكم لينصر اللّه به ملائكتكم علي الشياطين الذين يقصدونكم فانّ كل واحد منكم معه ملك عن يمينه يكتب حسناته و ملك عن يساره يكتب سيئاته و معه شيطانان من عند ابليس يغويانه فاذا وسوسا في قلبه ذكر اللّه تعالي و قال لاحول و لاقوة الاّ باللّه العلي العظيم و صلي اللّه علي محمّد و اله خنس الشيطانان و اختفيا.

(بئسما) بئس شيئاً او ما مصدرية (اشتروا) باعوا (به انفسهم) اي اعطوا انفسهم و اشتروا الدنيا (ان‏يكفروا) تفسير ضمير به (بماانزل اللّه) في علي  (ث) علي موسي في محمّد9 (يم) (بغياً) علة (ل) فساداً (ان) حذف منه الجار اي لان‏ينزل (هـ) لان‏ينزل (ل) (ينزل) بالتشديد علي السواد و قرأ (ث) و (و) ينزل بضم التحتانية و سكون النون (اللّه من فضله علي من يشاء من عباده )يعني علياً7  (ث).([122])

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 215 *»

(فباءوا) اي بني‏امية (ث) احتملوا او رجعوا (بغضب) حين كذّبوا بمحمّد 9(ث) (علي غضب) حين كذبوا بعيسي علي نبينا و اله و عليه السلام  (ث) (و للكافرين) بالولي (يم) (عذاب) سخط القائم (يم) (مهين  90) مذلّ.([123])

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 217 *»

(و اذا قيل لهم) لبني‏امية (ث) (امنوا بماانزل اللّه) في علي7 (ث) علي محمّد (ث) (قالوا نؤمن بماانزل علينا) يعني في قلوبهم (ث) و هو التورية  (ث)

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 218 *»

اضاف اللّه الي حاضري اليهود فعل ابائهم لانّهم تبعوهم و تولّوهم (ث)([124]) (و يكفرون )كلام اللّه (بماوراءه) بماانزل في علي7 (ث) (و هو الحق مصدقاً )حال (لمامعهم قل فلم) كنتم (ث) (تقتلون) قتلتم  (هـ) حذف كنتم من قوله فلم تقتلون بقرينة قوله ان كنتم مؤمنين (انبياء اللّه من قبل ان) شرط او نافية و علي كونه شرطاً جوابه محذوف اي فلم قتلتم (كنتم مؤمنين  91).

(و لقدجاءكم موسي) محمّد9 (يم) (بالبينات) في علي7 (يم) (ثم اتخذتم العجل) الاول (يم) الهاً (من بعده) محمّد9 (يم) من بعد مجي‏ء موسي بالبينات (يم) (و انتم ظالمون  92) لحق ال‏محمّد: (يم) مشركون (يم)([125]) (و اذ اخذنا ميثاقكم) لمحمّد و علي و الهما و شيعتهما (ث) (و رفعنا

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 219 *»

فوقكم الطور )لمّاابوا (ث) (خذوا) و قلنا خذوا (ز) (مااتيناكم) من الشرايع و تفضيل محمّد و اله (ث) (بقوة) بالقوة التي اعطيناكم تصلح لذلك (ث) (و اسمعوا) اقبلوا او استمعوا (هـ) اطيعوا (ث)([126]) (قالوا) باعمالهم (يم).([127])

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 220 *»

(سمعنا) باذاننا (ث) (و عصينا) بقلوبنا (ث) (و اشربوا في قلوبهم العجل) وصل ماشربوه الي قلوبهم (ث) (بكفرهم) لاجل كفرهم (ث) اشربهم السامري و الشيطان بالتزيين فشربوا فسري في جميع بدنهم حبّ العجل كمايسري الماء في الارض و يتغلغل في جميع مساماته (هـ) و روي امروا بشرب العجل الذي قدذريت سحالته في الماء الذي امروا بشربه ليتبيّن من عبده ممن لم‏يعبده فشربوا فاسودّ شفة العابد و انفه ان كان ابيض و ابيضّ ان كان اسود و روي انّه كان احدهم ليقع في الماء و مابه اليه من حاجة فيتعرض لذلك الرماد فيشربه (هـ) يقال في العرب لما شيب بشي‏ء اشرب به كمايقال فلان ابيض مشرب بحمرة فمعني اشربوا في قلوبهم العجل انّه شيب قلوبهم بحب العجل و سري في جميع اعضائهم و شيبوا بطينة العجل لعنه‏اللّه (يم) (قل بئسما) بئس الشي‏ء الذي (يأمركم به ايمانكم) بموسي (ث) (ان )شرطية او نافية كمامر (كنتم مؤمنين 93) بتورية موسي.

(قل ان كانت لكم الدار الاخرة) الجنة و نعيمها (ث) لانّ جهنم عليهم لا لهم (يم) (عند اللّه خالصة) حال (هـ) كماادعيتم بعد عجزكم عن اقامة الحجج (يم)([128])(من دون الناس) محمّد و اله و شيعته (ث) (فتمنّوا) فاسألوا

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 221 *»

(الموت )للكذّاب (ث) اي باهلوا (يم)([129]) (ان كنتم صادقين  94) شرط تقدم جوابه (ل).

(و لن‏يتمنّوه) لن‏يسألوه (ابداً) ظرف (بما) بالذي او بتقديم (قدّمت ايديهم) روي انّه قال لهم رسول اللّه9 قولوا اللّهم امتنا فواللّه لايقولها رجل الاّ غصّ بريقه فمات مكانه (و اللّه عليم بالظالمين  95) انّهم لايجسرون (ث) التخصيص للتهديد.

(و لتجدنّهم) جواب قسم (هـ) يأتي وجد بمعنيين احدهما بمعني علم و له مفعولان و الاخر الظفر و له مفعول واحد (احرص الناس) حال او مفعول ثان  (هـ) اشد الناس طلباً (هـ) المروي انّهم احرص من المشركين (علي حيوة) ليأسهم من نعيم الاخرة (ث)([130]) (و من الذين اشركوا) المجوس غيرالمعتقدين بالاخرة (ث) من الذين اشركوا اما يتعلق بتجدنّهم اي تجدنّهم من الذين اشركوا او يتعلق باحرص اي هم احرص الناس و احرص من الذين اشركوا و هو من باب التخصيص كقوله حافظوا علي الصلوات و الصلوة الوسطي و يمكن ان‏يكون ابتداء كلام (يم) (يودّ) يتمني (هـ) يمكن ان‏يقال بحذف موصول اي من الذين اشركوا من يودّ ولكن ظاهر الكلام ارتباطه

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 222 *»

بالصدر (احدهم لو) ان (يعمّر الف سنة و ما هو) اي احد (ز) التعمير الف سنة (ث) (بمزحزحه) بمنجيه (من العذاب ان‏يعمّر) فاعل مزحزح (ز) «ان» مفسرة او مصدرية (هـ) لوقال و ماهو بمزحزحه من العذاب واللّه بصير لكان يحتمل ان‏يكون و ماهو مع ودّه و تمنّيه بمزحزحه فلمّااراد و ماتعميره قال و ماهو بمزحزحه ان‏يعمّر (ث) قوله و ماهو بمزحزحه من العذاب الاية فيه وجوه احدها ان‏يكون هو كناية عن احدهم و ان‏يعمّر فاعل مزحزحه تقديره مااحدهم بمزحزحه من العذاب تعميره و ثانيها هو عماد و ان‏يعمّر مبتدأ و بمزحزحه خبر اي ماتعميره بمزحزحه و ثالثها هو مبتدأ و بمزحزحه خبره و ان‏يعمّر تفسير هو فتدبر (واللّه بصير بمايعملون  96).

(قل من) جوابه محذوف و هو نحو لاوجه له (هـ) من اليهود و النواصب (ث) (كان عدوّاً لجبريل) بالكسر علي السواد و قرأ (ث) لجبريل بفتح الجيم و (س) و (ح) لجبرئيل بفتحها مع زيادة الهمزة (هـ) النازل عليك او المؤيد لعلي7 (ث) (فانّه) جبرئيل (ث) فانّه علة الجواب اكتفي به عنه (يم)([131]) (نزّله) القرءان (ث) (علي قلبك باذن اللّه مصدقاً) حال (لمابين يديه) من الكتب (و هدي) من الضلالة (ث) (و بشري) في الاخرة (ث) بنبوة محمد9 و ولاية اله (ث) (للمؤمنين  97) للشيعة (ث).

(من) جوابه محذوف كانّه عاداه اللّه (كان عدواً للّه و ملائكته و رسله و جبريل) و قرأ (ث) بفتح الجيم و (س) و (ح) بفتحها مع زيادة الهمزة (و ميكال) و هو قراءة حفص و (و) اما قراءة (ن) فميكائل بزيادة الهمزة المكسورة و الباقون ميكائيل

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 223 *»

بزيادة الياء الساكنة علي الهمزة (فانّ اللّه عدو للكافرين  98) فاعل بهم مايفعل العدو بالعدو (ث).

(و لقد) جواب قسم (انزلنا اليك ايات) دالات علي صدقك (ث) يحتمل ان‏يراد بالايات سائر المعجزات و لاينافيها الانزال نحو لولا انزل عليه ايات من ربه (يم) (بيّنات) عن امامة اخيك موضحات عن كفر من يشكّ فيكما (ث) (و مايكفر بها الاّ الفاسقون  99) المتمردون.

(او كلّما) عطف او زائد (هـ) كلّما ظرف عامله نبذه (هـ) قيل الواو عطف علي محذوف اي اكفروا و كلّما عاهدوا (ز) (عاهدوا) صفة او صلة (هـ) اليهود و النصّاب (ث) (عهداً نبذه فريق منهم بل اكثرهم لايؤمنون  100).

(و لمّا) ظرف (جاءهم) اليهود و النواصب (ث) (رسول )محمّد 9  (ث) كتاب (ث) (من عند اللّه مصدّق لما) متعلق باستقر محذوف (معهم) من التورية في فضل محمّد و اله (ث) (نبذ فريق من الذين اوتوا الكتاب) التورية (ث) (كتاب اللّه) القرءان (وراء ظهورهم كانّهم) الكاف حرف تشبيه لاموضع لها من الاعراب (ل) (لايعلمون  101 )صفة فريق (ل).

(و اتبعوا) عطف علي نبذ (ز) اليهود و النواصب (يم) (ماتتلوا) ماتلت او ماتتلوا في تلك الحال (هـ) تقرأ او تتبع الرواية تقرأ (الشياطين) من السحر  (يم) الخلفاء (يم) فزعموا انّ محمّداً و علياً ساحران (ث) روي انّه وضع ابليس السحر و كتبه في كتاب ثم طواه و كتب علي ظهره هذا ماوضع اصف بن برخيا للملك سليمان بن داود من ذخائر كنوز العلم ثم دفنه تحت السرير ثم استخرجه لهم فقرأه فقال الكافرون ماكان سليمان يغلبنا الاّ بهذا و قال المؤمنون بل هو عبد اللّه و نبيّه (هـ) يمكن ان‏يكون وجه استقبال تتلوا انّ هؤلاء اتبعوا ماتتلوا اي تقرأ عليهم الشياطين من السحر افتراء علي ملك سليمان فانّهم نسبوه الي سليمان افتراء عليه و هو وجه وجيه كمايدل عليه الخبر

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 224 *»

(يم).([132])(علي ملك سليمان) محمّد9 (يم)([133]) (و ماكفر سليمان ولكن)

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 226 *»

بالتشديد و التخفيف (الشياطين) علي النصب علي قراءة السواد و الرفع علي قراءة (ر) و (ح) و (س) (كفروا) دل علي انّ الساحر كافر (يم)([134]) (يعلّمون) حال او عطف او بدل (الناس السحر) الذي نسبوه الي سليمان (ث) سئل ابوعبداللّه

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 227 *»

7أفيقدر الساحر ان‏يجعل الانسان بسحره في صورة الكلب او الحمار او غير ذلك قال7هو اعجز و اضعف من ان‏يغيّر خلق اللّه انّ من ابطل ماركّبه اللّه و صوّره و غيّره فهو شريك اللّه في خلقه تعالي عن ذلك علواً كبيراً انتهي تغيير اصل الصورة لايمكن و لكن تخييل الرائين ممكن (يم) (و ما) عطف علي السحر (ز) او عطف علي ماتتلوا (هـ) الصحيح انّه عطف علي السحر كماروي و في العلل انّه عطف علي ملك سليمان اي اتبعوا ماتتلوا الشياطين علي ملك سليمان و ماتتلوا علي ماانزل علي الملكين و ذكر انّه روي في ذلك خبراً و كلاهما واحد و حق (يم) (انزل علي الملكين ببابل هاروت و ماروت) نزلا علي نبي ذلك الزمان بعلم رفع السحر فامرهما ان‏يظهرا للناس (ث) في قوله ماانزل علي الملكين شاهد لقوله لوكان في الارض ملائكة يمشون مطمئنّين لنزّلنا عليهم من السماء ملكاً رسولاً (يم) (و مايعلّمان من احد حتي يقولا انّما نحن فتنة فلاتكفر فيتعلّمون) عطف علي اتبعوا (هـ) طالبي السحر (ث) (منهما) مماتلت الشياطين علي ملك سليمان من النيرنجات و ماانزل علي الملكين ببابل هاروت و ماروت فيتعلمون من هذين الصنفين (ث) (مايفرّقون به بين المرء و زوجه و ماهم بضارّين به من احد الاّ باذن اللّه) بتخلية اللّه (ث) (و يتعلّمون مايضرّهم و لاينفعهم و لقد) جواب قسم (علموا لَ) تأكيد (من) للذي و هو مبتدأ (اشتريه) بدينه (ث) الجملة في موضع النصب بعلموا (ماله) خبر (في الاخرة من خلاق) نصيب (ث) (و لبئس ماشروا به) رهنوا به (ث) (انفسهم لوكانوا يعلمون  102) انّهم قدباعوا الاخرة (ث) ولكن لايعلمون (ث).

(و لو انّهم) وقع (ل) (امنوا) بالولي (يم) (و اتقوا) عن الاعداء  (يم) (لمثوبة) لاجر و اللام للابتداء (هـ) جواب لو (ل) (من عند اللّه خير) خبر مثوبة (ل) (لوكانوا) يحتمل التمني (يعلمون  103) لظهر لهم ذلك.([135])

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 228 *»

(ياايّها الذين امنوا) انظر في حسن التخلص حيث يقول لوانّهم امنوا ثم يقول ياايها الذين امنوا الاية (يم) (لاتقولوا راعنا) سبّ بالعبرانية (ث) معني راعنا اسمع

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 229 *»

لاسمعت بالعبرانية فيغتنم اليهود و يقولوا ذلك سبّاً (و قولوا انظرنا و اسمعوا و للكافرين) الشاتمين (ص) (عذاب اليم  104).

(مايودّ الذين كفروا) سرّ النظم الفراغ من ذكر اليهود ثم خاطب المؤمنين في امرهم (يم) (من اهل الكتاب و لا) من (المشركين) النواصب (يم)([136]) (ان‏ينزّل

 

 

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 231 *»

عليكم) مفعول يودّ (من) زائدة (ل) (خير) نائب فاعل ينزل (ل) الايات الدالات علي شرف محمّد و علي 8 (ث) (من ربكم و اللّه يختصّ برحمته) بنبوته (ث) بموالاة محمّد و اله  (ث) المختصون بالرحمة نبي اللّه و وصيّه و عترتهما انّ اللّه خلق مائة رحمة فتسع و تسعون لهم و واحدة مبسوطة علي سائر الموجودين (ث) (من يشاء و اللّه ذوالفضل العظيم  105) علي من يوفقه لدينه و يهديه الي موالاة محمّد و علي (ث).

(ما) شرطية (هـ) ظرف ننسخ (ننسخ) علي السواد و قرأ (ر) ننسخ بضم النون و كسر السين (هـ) نرفع حكمها (ث) نبطل (هـ) روي ماحاصله انّ النسخ في الشرع كالبداء في الكون (هـ) سرّ النظم انّه لمّاقال مايودّ الذين كفروا الاية اراد ان‏يبيّن انّ اللّه لايخليهم من الخير و انّ كلّ ماينزل خير و ان نسخ فلايقال ان كان الاول خيراً فلم نسخه و ان كان الثاني خيراً فاخلاهم اولاًّ من الخير (يم) و يمكن ان‏يكون سرّ النظم انّه لمّاذكر امر اليهود المنكرين لجواز النسخ اراد ان‏يلزمهم بانّه العالم بالاصلح و القادر المالك المختار كمايدل عليه الخبر (يم) (من اية او ننسها) علي قراءة السواد و قرأ (ث) و (و) او ننسئها بفتح النون بدلاً من ضمّها و فتح السين بدلاً من كسرها و زيادة الهمزة المفتوحة (هـ) نتركها بان‏نرفع رسمها عن قلبك كماقال سنقرئك فلاتنسي الاّ ماشاء اللّه ان‏ينسيك (ث) (نأت بخير منها) في قراءة اهل‏البيت: نأت بخير منها مثلها و ليس فيها لفظة او و روي في معناه مانميت من امام او ننسه ذكره نأت بخير منه من صلبه مثله (او مثلها الم‏تعلم) قل الم‏تعلم (ث) (انّ اللّه علي كل‏شي‏ء قدير  106) في هذه الاية مقام عظيم للائمة و شيعتهم (يم)([137]) (ألم‏تعلم انّ اللّه) ولي (يم) (له

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 232 *»

ملك السموات و الارض) و هو العالم بتدبيرها و مصالحها (ث) (و مالكم) يامعشر

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 233 *»

اليهود و المكذّبين لمحمّد9 و الجاحدين لنسخ الشرايع (ث) (من دون اللّه) ولي (يم) (من ولي )باصلاحكم (ث)([138]) (و لانصير  107) من مكروه (ث).

(ام) بل (تريدون ان‏تسألوا) مفعول (رسولكم) من الايات (ث) (كما )نعت مصدر محذوف (ل) (سئل موسي من قبل) ظرف في محل النصب (هـ) لمّاقيل له لن‏نؤمن لك حتي نري اللّه جهرة (ث) (و من) مبتدأ و شرط (يتبدّل الكفر) الاول (يم) (بالايمان) بعلي7 (يم) بان‏يعاند و لايلزم الحجة القائمة (ث)([139]) (فقدضلّ )جزاء و خبر (سواء السبيل  108).

(ودّ كثير من اهل الكتاب) صفة (لو يردّونكم من بعد ايمانكم كفاراً )مفعول ثان ليردّ (هـ) بمايوردونه عليكم من الشبهة (ث) (حسداً) مفعول‏له او مصدر (هـ) الحسد هو الاغتمام علي نعمة الغير (من عند) متعلقة بحسداً (ل) (انفسهم) بان اكرمكم بمحمّد و علي و الهما (ث) (من بعد ما) موصول حرفي

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 234 *»

(تبيّن لهم الحق) المعجزات الدالات علي صدق محمّد و فضل علي7 (ث) (فاعفوا و اصفحوا) تجاوزوا (هـ) عنهم (هـ) عن جهلهم (ث) (حتي) ان (يأتي اللّه) الجملة صفة المفعول المطلق للامرين (بامره) بالقائم7 (يم) بالقتل يوم فتح مكة  (ث)([140]) (انّ اللّه علي كل شي‏ء قدير  109).

(و اقيموا الصلوة) الولاية (يم) روي انّ اعظم طهور الصلوة الذي لايقبل الصلوة الاّ به و لاشي‏ء من الطاعات مع فقده موالاة محمّد9 و انّه سيد المرسلين و موالاة علي7 و انّه سيد الوصيّين و موالاة اوليائهم و معاداة اعدائهم الخبر([141]) (و اتوا

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 235 *»

الزكوة) البراءة من الاعداء (يم).([142])

(و ما) شرطية (تقدّموا لانفسكم من خير) مفعول (تجدوه عند اللّه )ظل الولي (يم) (انّ اللّه بما) موصول يتعلق ببصير (تعملون بصير  110).([143])

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 236 *»

(و قالوا) اليهود و النصاري (يم) (لن‏يدخل الجنة الاّ من) فاعل يدخل (كان هوداً) اي تائب (ل) جمع هائد او مصدر يقع للواحد و الجمع (او نصاري تلك امانيّهم) تمنياتهم او اباطيلهم (قل هاتوا برهانكم) حجتكم (ث) روي الجدال بالتي هي احسن قدقرنه العلماء بالدين و الجدال بغير التي هي احسن محرّم و حرّمه اللّه علي شيعتنا الي ان قال جعل علم الصدق و الايمان بالبرهان و هل يؤتي بالبرهان الاّ في الجدال بالتي هي احسن اقول: دلّ الخبر علي انّ الحكمة لاتحتاج الي دليل و كذا الموعظة (يم) انّ اللّه سبحانه جعل البرهان دليل الصدق و البرهان مايكشف عن الامر بواضح البيان (يم)([144]) (ان) جوابه محذوف بقرينة سابقه (كنتم

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 238 *»

صادقين  111).

(بلي من) شرط (أسلم وجهه) صرف وجهه الي اللّه (للّه) لولي (يم) كمافعل المؤمنون (ث) (و هو) حال (محسن) في عمله (ث) في الولاية و البراءة  (يم)([145]) (فله) جزاء (اجره عند) ظرف حال (ربّه) امامه (يم)([146]) (و

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 239 *»

لاخوف) حين يخاف الكافرون (ث) (عليهم و لا هم يحزنون  112) عند الموت  (ث) لانّ البشارة بالجنان تأتيهم (ث).

(و قالت اليهود) الظاهر الباطل (يم) (ليست النصاري) الباطن الباطل  (يم) (علي شي‏ء) من الدين (ث) (و قالت النصاري ليست اليهود علي شي‏ء) من الدين (ث).([147]) (و هم) حال (يتلون الكتاب) القرءان (يم) هذا

 

 

 

 

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 241 *»

التعجب يجري في هذه الامة ايضاً فانّه يلعن بعضهم بعضاً و هم يتلون الكتاب و يمكن ان‏يكون المراد بالذين لايعلمون هؤلاء و هذه الاية ايضاً ردّ علي جماعة قالوا انّ الكتاب بعد الرسول يكفي الامة و لوكان كافياً لماكفّر بعضهم بعضاً و هم يتلونه (يم)([148]) (كذلك قال الذين لايعلمون) قولاً (هـ) من هذه الامة (يم) (مثل قولهم) الدليل علي انّ الذين لايعلمون من هذه الامة قوله بعد ايات و قال الذين لايعلمون الاية (يم)([149])(فاللّه يحكم) بوليّه (يم) (بينهم يوم القيمة فيماكانوا فيه يختلفون  113).([150])

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 242 *»

(و من) مبتدأ (اظلم) خبر (ممن منع مساجد اللّه) التي كانت بمكة (ث) الجأوا رسول اللّه9 الي الخروج (ث) الشيعة (يم)([151]) (ان‏يذكر فيها) بدل مساجد

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 243 *»

او مفعول‏له (اسمه) فضل علي7 (يم) عن اميرالمؤمنين7 في هذه الاية اراد جميع الارض لقول النبي9 جعلت لي الارض مسجداً و ترابها طهوراً([152]) (و سعي

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 244 *»

في خرابها) بهمّهم بقتل محمّد و علي8 (ث) (اولئك ماكان لهم ان‏يدخلوها )

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 245 *»

اسم كان (الاّ خائفين) حال (هـ) في عصر القائم خوفاً (يم)([153]) (لهم في الدنيا) في الرجعة (يم) (خزي) فضيحة([154]) (و لهم في الاخرة عذاب عظيم  114).

(و للّه) لولي (يم) (المشرق و المغرب)([155]) (فاينما) فيه معني الشرط و

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 246 *»

متعلق تولّوا (تولّوا فثمّ) جزاء (هـ) ظرف متعلقه محذوف (وجه اللّه) الحجج (ث) علي7 (ث) خاص بالنافلة (ث) نزلت في التطوع علي الراحلة (ث)([156]) (انّ

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 247 *»

اللّه) ولي (يم) (واسع عليم  115).

(و قالوا) علي الجمع في قراءة السواد و الافراد في قراءة (ر) (اتخذ اللّه ولداً )عن ابي‏عبداللّه7 قال لم‏يخلق اللّه شجرة الاّ و لها ثمرة تؤكل فلمّاقال الناس اتخذ اللّه ولداً ذهب نصف ثمرها فلمّااتخذوا مع اللّه الهاً شاك الشجر (سبحانه )تنزيهه (ث) (بل له مافي السموات و الارض كل له قانتون  116) مطيعون.

(بديع السموات و الارض) اي ابتدع الاشياء بعلمه لا علي مثال كان قبله فابتدع السموات و الارض و لم‏يكن قبلهن سموات و لا ارضون (ث) (و اذا قضي امراً

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 248 *»

فانّمايقول له) يقول و لايلفظ و يريد و لايضمر (ث) (كن فيكون  117) علي الرفع في قراءة السواد و قرأ (ر) منصوباً و علي قراءة النصب تقديره لأن‏يكون (هـ) روي يقول له كن فيكون بلالفظ و لانطق بلسان و لاهمهمة و لاتفكر و لاكيف لذلك كما انّه لاكيف له و روي كن منه صنع و مايكون به المصنوع و روي ارادته للفعل احداثه لاغير ذلك (هـ) هذه الايات ردّ علي اصحاب وحدة الوجود و الاعيان الثابتة حيث قالوا انّ الخلق من اللّه بالسنخ و يخرج من الذات و هي محل الاعيان و امثال ذلك فردّ اللّه عليهم ان له مافي السموات و الارض و هو بديعهما و اذا اراد شيئاً خلقه بمشيته لا بذاته فتدبر تجد  (يم).

(و قال الذين لايعلمون) من هذه الامة ظاهراً (يم)([157]) (لولا) هلاّ (يكلّمنا اللّه او تأتينا اية كذلك) نعت مصدر محذوف (ل) (قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشابهت قلوبهم) فقلوبهم يهود و ان كان ظاهرهم ظاهر اسلام (يم) (قدبيّنّا الايات) من بيان الايات اظهار المعجزات علي يد النبي9ولكنّها تنفع المؤمنين (يم) (لقوم يوقنون  118).

(انا ارسلناك بالحق) بالتوحيد و الولاية (يم)([158]) (بشيراً) حال (ل) (و

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 249 *»

نذيراً و لاتسأل) علي صيغة المجهول في السواد و قرأ (ن) لاتسأل علي صيغة النهي معروفاً (هـ) قراءة النهي عن ابي‏جعفر7 ايضاً (عن اصحاب الجحيم  119) اي اعرض عنهم و انسهم كمانسوك (يم).([159])

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 250 *»

(و لن‏ترضي عنك اليهود) ايها السامع (يم) (و لا النصاري حتي) ان (تتّبع ملّتهم قل انّ هدي اللّه هو) فصل (الهدي و لئن اتبعت) ايها السامع (يم) (اهواءهم([160]))(بعد الذي جاءك من العلم) حال (ما لك) جزاء سدّ مسدّ جواب القسم (من اللّه) حال (من ولي) في موضع رفع بالابتداء (هـ) ليس علي7امامك (يم) (و لا نصير  120) و لا الشيعة انصارك (يم) فمن لم‏يتبع اهواءهم بعد العلم له من اللّه ولي و نصير فافهم (يم).([161])

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 251 *»

(الذين) مبتدأ (ل) هم الائمة: (ث) (اتيناهم الكتاب يتلونه) حال (ل) في علي7 (يم) (حق) مصدر (تلاوته) هو الوقوف عند ذكر الجنة و النار (ث)([162]) (اولئك) خبر (ل) (يؤمنون به) بعلي7و بالقرءان فيه (هـ) عن

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 252 *»

الصادق7في هذه الاية يرتّلون اياته و يتفقهون فيه و يعملون باحكامه و يرجون وعده و يخافون وعيده و يعتبرون بقصصه و يأتمرون باوامره و يتناهون عن نواهيه ماهو واللّه حفظ اياته و درس حروفه و تلاوة سوره و درس اعشاره و اخماسه حفظوا حروفه و اضاعوا حدوده و انّما هو تدبر اياته و العمل باحكامه قال اللّه تعالي كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبّروا اياته (و من يكفر به) بعلي و بالقرءان (يم) (فاولئك هم الخاسرون  121).([163])

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 253 *»

(يا بني‏اسرائيل) هم ال‏محمّد: كمايفهم من الاخبار (يم)([164]) (اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم و انّي فضّلتكم علي العالمين  122).

(و اتقوا يوماً) يوم الموت (ث) (لاتجزي نفس عن نفس شيئاً و لايقبل منها عدل) الفريضة (ث) الفداء (ث) (و لاتنفعها شفاعة و لاهم ينصرون  123).

(و اذ ابتلي ابراهيم) اختبر (هـ) ابتلاه حتي يصبر فيصير مستحقاً للعطاء و ليقتدي به (ث) لماأتي علي مخاطبته مع اليهود انتقل الي قصة ابراهيم تمهيداً حتي يعارض اليهود فيمايقولون في حق ابراهيم و نسبتهم اياه الي اليهودية و كذا لماذكر لن‏ترضي عنك اليهود الاية اراد ان‏يبيّن الهدي و ملة الحق (يم) (ربّه بكلمات) اسماء الائمة : (ث) في ذبح اسمعيل (ث)([165]) (فاتمّهن) الي القائم7 (ث)

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 254 *»

بمحمّد و علي و الائمة في قوله ذرية بعضها من بعض (ث) ابراهيم و عزم عليها (ث) (قال) الّله ثواباً له (ث) (انّي جاعلك للناس) صفة اماماً تقدمت فهو حال (اماماً قال و) اجعل (من) للتبعيض (ث) (ذريتي) اماماً (قال لاينال عهدي) بفتح الياء علي قراءة السواد و حذفها علي قراءة (ح) و حفص (هـ) الامامة (ث) (الظالمين  124) من اشرك باللّه طرفة عين (ث) اي لايكون الظالم امام التقي (ث) لايكون السفيه اماماً (ث) و لذا قال ابراهيم و اجنبني و بني ان‏نعبد الاصنام (ث) ابطلت هذه الاية امامة كل ظالم الي يوم القيمة و صارت في الصفوة (ث).

(و اذ جعلنا البيت مثابة للناس) مرجعاً (هـ) قوله مثابة يدل علي تكرار معاودة الناس اليه كماروي انّ من رجع من مكة و هو ينوي العود زيد في عمره و الاّ فقدقرب اجله (يم) (و امناً) مأمناً (و اتخذوا) بكسر الخاء علي السواد و قرأ (ن) و (ر) بفتحها (من مقام ابراهيم) نزلت ثلثة احجار من الجنة مقام ابراهيم و حجر بني‏اسرائيل و الحجر الاسود (ث) الركن و المقام ياقوتتان من ياقوت الجنة طمس اللّه نورهما و لولا انّ نورهما طمس لأضاء مابين المشرق و المغرب (ث) (مصلّي) بعد الطواف (ث) (و عهدنا الي ابراهيم و اسمعيل ان طهّرا بيتي) بفتح الياء علي قراءة (ن) و حفص و هشام و سكونها علي قراءة الحمرة (هـ) و منه تطهير البيت عن كثافة البدن و العرق و الاذي بان لايدخله الاّ و هو مغتسل حاصل الخبر (للطائفين و العاكفين) اللازمين (و الركع السجود  125) جمع ساجد.

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 255 *»

(و اذ قال ابراهيم ربّ اجعل هذا) اسمعيل (يم) (بلداً امناً) في الباطن اشارة الي علي7 (يم) ذا امن و هو من باب ليل نائم (هـ)([166]) (و ارزق اهله)

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 256 *»

ذريته (يم)([167]) (من الثمرات) ثمرات القلوب (ث) تحمل اليهم من الافاق (ث) روي في الثمرات ثمرات القلوب اي حبّبهم الي الناس ليأتوا و يعودوا اليهم انتهي و الشاهد انّه خصّ المؤمنين و الثمرات الظاهرة يأكلها كل احد (يم) (من) بدل اهله (امن منهم باللّه و اليوم الاخر) روي ايانا عني بذلك و اولياءه و شيعة وصيه.

(قال و من) شرط (كفر) من جحد وصيه (ث) و لم‏يتّبعه من امته و كذلك واللّه هذه الامة (ث) الخلفاء و اتباعهم (يم) و من كفر اما عطف علي اهله اي و ارزق من

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 257 *»

كفر فامتعه عطف علي ارزق (ح) او من شرطية و فامتعه جوابه او من مبتدأ و فامتعه خبره او من منصوب بارزق و شرط (ل)([168]) (فامتّعه) بالتشديد علي السواد و قرأ (ر)

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 258 *»

فامتعه بالتخفيف و سكون الميم و كسر التاء (قليلاً) مصدر او ظرف (ثم اضطرّه اسوقه (ز) )الي عذاب النار و بئس المصير  126) النار.

(و اذ يرفع ابراهيم القواعد) الاركان (من البيت) حال (و اسمعيل)اسمعيل اول من شقّ لسانه بالعربية (ث) و قدعفت اثار مابناه ادم7 (ث) (ربّنا)يقولان ربنا (تقبل منّا انّك انت السميع العليم  127) فلاسميع و لاعليم مع اللّه (يم).([169])

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 259 *»

(ربّنا و اجعلنا مسلمين لك و من ذريتنا امّة) بني‏هاشم (ث) (مسلمة لك و ارنا مناسكنا) متعبداتنا او عباداتنا (و تب علينا انّك انت التوّاب الرحيم  128) فلاتوّاب و لارحيم معه (يم).([170])

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 260 *»

(ربّنا) روي انا دعوة ابي ابراهيم (ث) (و ابعث فيهم) في ولد اسمعيل (ث) اي في ذريتي و ذرية اسمعيل (يم)([171]) (رسولاً منهم) حال (يتلو) حال او صفة (عليهم اياتك و يعلّمهم الكتاب و الحكمة) و الولاية (يم)([172]) (و يزكّيهم)

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 261 *»

بالبراءة عن اعداء اللّه (يم)([173]) (انّك انت العزيز) في محمّد9 (يم) (الحكيم  129) في علي7 (يم) فلاعزيز و لاحكيم معه (يم).([174])

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 262 *»

(و من) استفهام (يرغب عن ملة) الامامة خبر عن عياشي (ابراهيم الاّ من )اسم موصول (سفه) حمل نفسه علي السفاهة (نفسه) في نفسه (ل) في القاموس سفه نفسه و حلمه و رأيه مثلثة حمله علي السفه او نسبه اليه او اهلكه (هـ) قوله سفه نفسه الحق انّ نفسه تمييز و يجوز تعريف التمييز علي مذهب الكوفيين فالمعني سفه من حيث نفسه (يم) روي ما علي ملة ابراهيم الاّ نحن و شيعتنا (ث) فكل من هو

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 263 *»

غيرالشيعة سفيه (يم)([175]) (و لقداصطفيناه) اتخذناه صفوة (في الدنيا و انّه في الاخرة) في الاخرة متعلقه مضمر محذوف تقديره و انّه صالح في الاخرة لمن الصالحين و لايحسن تعلّقها بالصالحين لانّ فيه تقديم صلة علي موصول و الموصول الالف و اللام (ل) (لمن الصالحين  130) هم النبي و الائمة (ث).

(اذ) اسم اضيف الي قال و هو منصوب بـ اصطفيناه او محذوف (قال له ربّه اسلم قال اسلمت لرب العالمين  131).

(و وصّي) من باب التفعيل علي السواد و قرأ (ن) و (ر) اوصي من باب الافعال (بها) بالملة (هـ) بولاية علي7 (ث) (ابراهيم بنيه و يعقوب) يعقوب و عيص توأمان ولد عيص ثم يعقوب و لذلك سمي به لانّه عقبه (يا بني انّ اللّه اصطفي لكم الدين فلاتموتنّ الاّ و انتم) حال (مسلمون  132) بولاية علي7 (ث).

(ام كنتم) بل اكنتم (هـ) استفهام انكار (ز) (شهداء اذ حضر يعقوب الموت اذ قال لبنيه ما) منصوب الموضع علي انّه مفعول تعبدون (تعبدون من بعدي قالوا نعبد الهك و اله ابائك ابراهيم)بدل (و اسمعيل) كان عمّه و سمي اباً (يم)([176])([177])(و اسحق الهاً) حال او بدل الهك (واحداً و نحن) حال (له

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 264 *»

مسلمون  133) روي في تفسير هذه الاية انّها جرت في القائم7 (هـ)([178]) (تلك امة)جماعة (قدخلت)مضت (لها ماكسبت و لكم ماكسبتم و لاتسألون عمّا)حرف موصول (كانوا يعملون134).

(و قالوا كونوا هوداً) مصدر او جمع هايد (او نصاري تهتدوا قل بل) اتبعوا (ملة ابراهيم حنيفاً) مائلاً الي الحق (هـ) حال عن ابراهيم (هـ) الحنيفة هي الاسلام (ث) الحنيفة هي الطهارة و هي عشرة اشياء خمسة في الرأس و خمسة في البدن فاما التي في الرأس فاخذ الشارب و اعفاء اللحي و طمّ الشعر و السواك و الخلال و اما التي في البدن فحلق الشعر من البدن و الختان و قلم الاظفار و الغسل من الجنابة و الطهور بالماء (ث) (و ماكان من المشركين  135) تعريض الي انّ اليهود و النصاري مشركون (يم).([179])

([1]) هو الشيخ ابوالحسن العاملي الاصفهاني ابن المولي محمدطاهر و جدّ الشيخ محمدحسن صاحب الجواهر مؤلف تفسير «مرءاة الانوار و مشكوة الاسرار». لم‏يخرج منه سوي مجلدين. المجلّد الاول يحوي مقدمات التفسير و عموم العلوم المتعلقة بالقرءان المجيد و جاء في المجلّد الثاني تفسير سورة الفاتحة و مايقارب النصف من تفسير سورة البقرة. و قدطبع المجلّد الاول منه مجلّداً مستقلاً مع تفسير البرهان مقدمةً له كما في ترجمته المطبوعة في المقدمة المذكورة.  مصحح

([2]) شاة بَرشاء: في وجهها نقط مختلفة الالوان.  مصحح

([3]) علي مانقل في البحار ج 16 ص 402   مصحح

([4]) علي مانقل في البحار ج 16 ص 341   مصحح

([5]) علا بالامر: اضطلع به و استقل   مصحح

([6]) و يناسبه ما ورد عن‏الصادق7: نحن‏السائلون و نحن‏المجيبون. . .شرح حديث عمران الصابي ص101 و ماورد في احتجاج اميرالمؤمنين 7 علي ابي‏بكر، قال 7: فأنشدك بالله انا المجيب لرسول الله9قبل ذكران المسلمين ام انت؟ قال: بل انت. . .(الاحتجاج للطبرسي ج1 ص115). . .(مصحح)

([7]) اقول: اعلم انّ الاشتقاق علي اربعة اقسام «صغير» و «وسيط» و «كبير» و «اكبر». اما «الصغير» فهو ماكان ترتيب حروف اصول المشتقّ علي نحو المشتقّ منه و كان اختلافهما في الحركات و السكنات وحدها او زيادة بعض الزوائد و ذلك كالضرب من ضرب و الضارب و المضروب و المضرب من الضرب و من ذلك اشتقاق الرحمن من الرحم كماروي.

و «الوسيط» ماكان الاختلاف في الترتيب مع حفظ الاصول ك جبذ من جذب كماصرح به الجوهري و من ذلك الجاه من الوجه.

و «الكبير» ماكان فيه بعض حروف الاصول محفوظاً كالثلب من الثلم و الشيعة من الشعاع كماروي عن ابي‏جعفر 7 قال انّما سمّوا شيعةً لانّهم خلقوا من شعاع نورنا و السماء من وسم الماء كماروي انّما سمّيت السماء سماء لانّها وسم الماء.

و «الاكبر» هو ان‏يشتقّ الكلمة من كلمتين فصاعداً و ذلك كاشتقاق الحصب من الحصي و الحطب و من ذلك الباب اشتقاق بسملة من بسم اللّه الرحمن الرحيم و حوقلة من «لاحول و لاقوة الاّ باللّه العلي العظيم» و منه ايضاً اشتقاق بسم من بهاءاللّه و سناءاللّه و ملك‏اللّه و اشتقاق اللّه من الاءاللّه علي خلقه بولايتنا و الزام‏اللّه خلقه ولايتنا و هوان لمن خالف محمّداً و ال‏محمّد صلوات‏اللّه عليهم‏اجمعين كماروي.

([8]) اجمع القرّاء علي ضمّ الدال من الحمد و كسر اللاّم من اللّه و روي في الشواذ بكسر الدال و اللاّم و بفتح الدال و كسر اللاّم و اجمعوا ايضاً علي كسر الباء من ربّ و ذلك علي انّ الربّ صفة مشبّهة و روي عن زيد بن علي نصب الباء علي انّه فعل ماض لاصفة مشبّهة و من ذلك تفسير قوله «ربّ العالمين» بـ  خلق المخلوقين. م

([9]) اقول: اعلم انّ عدد اهل الكوفة منسوب الي اميرالمؤمنين 7 . و عدد اهل المدينة منسوب الي ابي‏جعفر يزيد بن القعقاع و شيبة بن نصاح و هما المسمّيان بالمدني الاوّل و الي اسمعيل بن جعفر و هو المسمّي بالمدني الاخير و ربّما قيل في المقام انّ المراد من المدني الاوّل هو الحسن بن علي 7 و عبداللّه بن عمر و من المدني الاخير هو الثلثة السابقون. و عدد اهل البصرة منسوب الي عاصم و ايّوب لايختلفان الاّ في اية واحدة في سورة ص في قوله فالحقّ و الحقّ اقول عدّها عاصم و تركها ايّوب. و عدد اهل مكة منسوب الي مجاهد بن جبر و الي اسمعيل المكّي و قيل لاينسب عددهم الي احد بل وجد في مصاحفهم علي رأس كلّ اية ثلث نقط. و عدد اهل الشام منسوب الي عبداللّه بن عامر.

و امّا اسامي القرّاء المشهورين في الامصار فالمراد من المدني هو ابوجعفر يزيد بن القعقاع و نافع بن عبدالرحمن. و من المكي هو عبداللّه بن كثير لاغير. و من الحجازي اذا اجتمع اهل مكة و المدينة. و من الكوفي عاصم بن ابي‏النجود بهدلة و حمزة الزيّات و علي بن حمزة الكسائي و خلف بن هشام البزّاز. و من البصري ابوعمرو و علي و يعقوب بن ابي‏اسحق و ابوحاتم سهل بن محمّد. و من العراقي اذا اجتمع اهل الكوفة و البصرة و من الشامي عبداللّه بن عامر لاغير.

([10]) قيل لجعفر بن محمّد8 ياابن رسول‏اللّه مامعني قول اللّه عزّوجلّ «الم» و «المص» و «الر» و «المر» و «كهيعص» و «طه» و «طس» و «طسم» و «يس» و «ص» و «حم» و «حمعسق» و «ق» و «ن» فقال 7 «الم» في اوّل البقرة فمعناه انا اللّه الملك انتهي. و عن ابي‏عبداللّه 7«الم» هو حرف من حروف اسم اللّه الاعظم المقطّع في القرءان الذي يؤلفه النبي9 او الامام فاذا دعا به اجيب و عن الحسن بن علي بن محمّد:قال كذبت قريش و اليهود بالقرءان فقالوا سحر مبين فقال اللّه تعالي «الم ذلك الكتاب لاريب فيه» اي يامحمّد هذا الكتاب الذي انزلناه عليك هو بالحروف المقطّعة التي منها الف لام ميم و هو بلغتكم و حروف هجائكم فأتوا بمثله ان كنتم صادقين ثم بيّن انّهم لايقدرون عليه بقوله «لئن اجتمعت الجنّ و الانس علي ان‏يأتوا بمثل هذا القرءان لايأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً» و عن الصادق  7 الالف حرف من حروف قولك اللّه دلّ بالالف علي قولك اللّه و دلّ باللاّم علي قولك الملك العظيم القاهر للخلق اجمعين و دلّ بالميم علي انّه المجيد المحمود في كلّ افعاله انتهي. م

و عن ابن‏عباس: انّ «الم» الالف منه تدلّ علي اسم اللّه و اللام تدلّ علي اسم جبرئيل و الميم تدلّ علي اسم محمّد9 انتهي . (م)

([11]) محل ذلك رفع من وجوه الاول ان‏يكون خبراً عن الم و الثاني ان‏يكون مبتدأ و الكتاب خبره و الثالث ان‏يكون مبتدأ و الكتاب عطف بيان او صفة له او بدل فيه و قوله لاريب فيه جملة في موضع الخبر و الرابع ان‏يكون مبتدأ و يكون خبر هدي ويكون لاريب فيه في موضع الحال و العامل فيه معني الاشارة و الخامس ان‏يكون مبتدأ و يكون لاريب فيه و هدي جميعاً خبراً بعد خبر كقول الشاعر:

من يك ذا بتّ فهذا بتّي مقيّظ مصيّف مشتّي

و السادس ان‏يكون خبر مبتدأ محذوف و التقدير و هذا ذلك الكتاب. م

([12]) يمكن ان‏يكون محل هدي رفعاً من اربعة اوجه الاول و هو الوجه الذي ذكرنا علي انه خبر عن ذلك و الثاني ان‏يكون خبر مبتدأ محذوف و التقدير هو هدي و الثالث ان‏يكون خبراً عن «الم» علي قول من جعله اسماً للسورة و الرابع ان‏يكون مبتدأ و فيه الخبر له علي ان‏تضمر للاريب خبر و ان شئت جعلت . . . . .  .ساقطة في النسخة ـ مصحح

([13]) اقول: قداستدل الامام 7 من الكتاب المستطاب علي انّ المراد من الغيب القائم عجل‏اللّه فرجه و اما الدليل علي ذلك من سائر الاخبار فقوله 7ظاهري وصية و امامة و باطني غيب ممتنع لايدرك فالامام غيب لايدرك و اما وجه تسميته به في عالم الظاهر لغيبته عن اعين الناس.

([14]) اقول: عن حسن بن علي المجتبي 7 قال من دفع فضل اميرالمؤمنين 7 علي جميع من كان بعد النبي9فقدكذّب بالتورية و الانجيل و الزبور و صحف ابراهيم و سائر كتب اللّه فانّه مانزل شي‏ء منها الاّ و اهمّ مافيه بعد الامر بالتوحيد و الاقرار بالنبوة الاعتراف بولاية علي 7 و الطيّبين من اله. و عن الصادق 7انّه قال في حديث له انّ ماانزل اللّه و الّذي انزل اللّه هو ماافترض اللّه علي خلقه من ولاية علي 7 . و في الكافي و غيره اخبار عديدة في تأويل قوله تعالي امنوا بمانزّلنا و قوله ان كنتم في ريب ممانزّلنا علي عبدنا و في قوله ان‏يكفروا بماانزل اللّه و في قوله بلّغ ماانزل اليك و امثالها من الايات انّ المراد بها الولاية و ماانزله علي محمّد و الانبياء في علي و ولايته و امامته و لعلّه اعلي‏الله‏مقامه لاجل هذه الاخبار جعل الولاية مصداقاً لقوله بماانزل.

([15]) اقول: سمّي القائم بالاخرة لانّه اخر الائمة او لانّه غائب و الاخرة غيب الدنيا و غائب عن ظاهر الابصار او لانّه بعد الدنيا التي هي ولاية الخلفاء كما انّ الاخرة بعد الدنيا.

([16]) اقول: تفسير الامام بالرب لقوله 7 ربّ الارض امام الارض. و في الجامعة و اشرقت الارض بنوركم مقتبساً من قوله تعالي و اشرقت الارض بنور ربّها و قدمرّ مايدل علي ذلك في المقدمة في الفصل العشرين.

([17]) اقول: قيّد اعلي‏اللّه‏مقامه الكفر بالكفر في الذر لانّ الكفر الذي يستوي فيه الانذار و عدمه في عدم تبديله بالايمان هو الكفر الذاتي الذي في عالم الذر الذي هو في النزول مقابل لعالم الاخرة في الصعود بلحاظ و عالم الاخرة بلحاظ اخر فانّه هو الكفر الذي لايغيّر و لايبدّل و اما الكفر العارضي الدنياوي فهو الذي يبدّل بالايمان في اخر الامر و يكون ختم امر صاحبه خيراً.

([18]) اقول: وجه اختصاص القلوب بالولاية و السمع بالتوحيد و الابصار بالنبوة انّ القلب هو الفؤاد و هو مشعر يوحّد به الانسان و التوحيد الواقعي الحقيقي ظهر في مقام الولاية لقوله سبحانه فهنالك الولاية للّه الحق و قوله اللّه ولي الذين امنوا و قوله مالكم من دون اللّه من ولي و لم‏يظهر في النبي لعدم استقلاله في جنب ربّه لكماله و غاية قربه و لانّ مقامه مقام السفارة و الوساطة الكبري و المنبئيّة عن اللّه سبحانه فكانّه لامقام من شدة اضمحلاله و ظهرت في الولي لاستقلاله لانّه جهة نفس النبي9 و تعيّنه و لانّه هو المعطي كل ذي حق حقه و السائق الي كل مخلوق رزقه فمقامه مقام الخلافة و الولاية و السلطنة و الرحمانية المستوية فطبع اللّه علي قلوب الكفّار عن درك التوحيد في الولاية او لانّ الولاية تجمع التوحيد و النبوة فهي اشرف فخصّ بها المشعر الاعلي و هو القلب و اما النبوة فهي تجمع التوحيد دون الولاية فهي اخصّ منها بدرجة فخصّ بها المشعر الاخصّ بدرجة و هو البصر فانّه اشرف من السمع لانّه بمنزلة النار في هذا العالم و الصفراء في العالم الصغير و السمع بمنزلة الهواء في هذا العالم و الدم في العالم الصغير و لذلك تكون مدركات البصر من جنس النار و هي الاضواء و الاشكال و الالوان و مدركات السمع من جنس الهواء و هي الاصوات و اما التوحيد فهو غيرمستلزم للنبوة و الولاية فلذلك اختصّ بمشعر اخصّ منهما و هو السمع او وجه اختصاص السمع بالتوحيد لاجل انّه اعلي و اجلّ و اعزّ من ان‏يري بالعين و يدرك بالبصر لاتدركه الابصار و هو يدرك الابصار و هو اللطيف الخبير فهو لايري بمالايري الاّ ما هو مشخص محسوس فخصّ بالسمع لانّ الخلق يسمعون به شيئاً من صفاته و اسمائه و اياته قال 7دليله اياته و وجوده اثباته و اما اختصاص النبوة بالبصر لانّه يثبت بالمعجزة و خارق العادة و التصرف في الملك و هي تري بالعين و اما اختصاص الولاية بالقلب لانّها في مقام المحبة و الولاية و هي لاتحصل الاّ بالقلب و الفؤاد.

([19]) نزلت الاية في المنافقين و هم عبداللّه بن ابي بن سلول و جد بن قيس و معتب بن قشير و اصحابهم و اكثرهم من اليهود م

([20]) اقول: وجه توصيف اللّه في الحديث بالذي امرك بنصب علي 7 لانّهم كانوا مؤمنين بالههم مصدّقين له لكنّهم كانوا غيرمؤمنين باله العالمين الذي هو امر بنصب علي 7 في الباطن و قالوا علي الظاهر امنا باللّه و وجه تفسيره اعلي‏اللّه‏مقامه اياه برسول اللّه لاجل انّ تصديق اللّه و الايمان به غيرممكن الاّ بتصديق رسوله و الايمان به بل نفس تصديق الرسول و الايمان به هو تصديق اللّه و الايمان به و من اراد ان‏يؤمن باللّه و يصدّقه هكذا ينبغي ان‏يؤمن به و يصدّقه و بغير هذا الوجه غيرمعقول كماهو مشهود علي من عرف معني احديته سبحانه و هو قوله سبحانه من يطع الرسول فقداطاع اللّه حيث جعل نفس اطاعة الرسول اطاعته و في الزيارة من عرفكم فقدعرف اللّه فجعل نفس معرفتهم معرفة اللّه و لولا ذلك لكان ينبغي ان‏يقال من عرفكم كمن عرف اللّه و لذلك روي في تفسير يخادعون اللّه يخادعون رسول اللّه و لك ان‏تقول ذلك من باب حذف المضاف و لكل اهل.

([21]) اقول: و ذلك لانّ الخدعة مع اللّه لايتعقّل الاّ كذلك اذ من بديهيات الاسلام انّ اللّه سبحانه ليس بمشخص معين محسوس حتي يخدعوا معه نعم يخدع مع اللّه بان‏يخدع مع رسوله و اوليائه و لذلك فسّر7 قوله يخادعون اللّه بـ يخادعون رسول‏اللّه.

([22]) اقول: و الشاهد علي ذلك انّ المسلمين يعذّبون بعذاب الدنيا ان كان الامراض في ابدانهم و بعذاب البرزخ ان كانت في صدورهم و لايعذّبون بعذاب الاخرة الذي هو لتخليص القلوب بخلاف المنافقين و الكفّار و لذا روي في قوله لاتجزي الاية هذا يوم الموت و اما يوم القيمة فانا و اهلنا نجزي عن شيعتنا كل الجزاء و لذا ايضاً روي انّ محبّ علي 7 لايدخل النار كمافي اخبار كثيرة فانّهم صحيحوا القلوب اذ حبّ علي7 لايدخل في القلب المريض.

([23]) اقول: و ذلك لانّ المنافقين و الناكثين ايّاًكانوا فهم من عالم النفوس لتعلّق النفس الناطقة بهم و افسادهم في ارض عالمهم لانّه يشترط ان‏يكون الفعل و الفاعل و المفعول من صقع واحد و عرض واحد و لايؤثر فعل الفاعل في المفعول الاّ ان‏يكونا في عرصة واحدة و ارض عالم النفوس العلم و كذا القرءان لانّه ايضاً علم فافسادهم في الارض هو افسادهم في القرءان و العلم و لذلك كثر اطلاق الارض عليهما في الاخبار فعن ابي‏عبداللّه 7 انّه سئل عن قوله تعالي او لم‏يسيروا في الارض قال معناه او لم‏ينظروا في القرءان و عن تفسير القمي في قوله تعالي الم‏تكن ارض اللّه واسعة فتهاجروا فيها قال اي دين اللّه و كتاب اللّه واسع فتنظروا فيه و عن علي 7 في حديث له في ذكر المغيّرين للقرءان و الدين قدبيّن اللّه تعالي قصص المغيّرين فضرب مثلهم بقوله فاما الزبد فيذهب جفاء و اما ماينفع الناس فيمكث في الارض فالزبد في هذا الموضع كلام الملحدين الذين اثبتوه في القرءان فهو يضمحل و يبطل و يتلاشي عند التحصيل و الذي ينفع الناس منه فالتنزيل الحقيقي الذي لايأتيه الباطل من بين يديه و لامن خلفه و القلوب تقبله و الارض في هذا الموضع هي محل العلم و قراره الخبر و افسادهم في العلم تبديل العلوم الحقّة بالعلوم الباطلة و تغييرها عماهي عليه من اليقين الي الظن و الخرص و التخمين و في القرءان تغيير القرءان المنزل و الاتيان بغيره و تبديله و تحريفه و اسقاطه و احراقه و افسادهم في العلم اخذه عن غير عالمه بل مااخذ عن غير العالم فهو غير العلم البتة قال 7ليس العلم الاّ ماخرج من هنالك و اشار الي بيته و في القرءان تفسيره برأيهم المنهي‏عنه قال 7 من فسر القرءان برأيه فقدافتري علي اللّه الكذب.

([24]) اقول: وجه تفسير الناس بالمؤمنين او خيارهم و هم الائمة او كاملوا الشيعة قوله 7نحن الناس و شيعتنا اشباه الناس و باقي الناس نسناس و قوله في قوله تعالي ام يحسدون الناس علي مااتاهم اللّه من فضله فقداتينا ال‏ابراهيم الكتاب و الحكمة انتهي نحن الناس المحسودون علي مااتانا اللّه من الامامة دون خلق اللّه اجمعين و قال 7الناس كلهم بهائم الاّ المؤمن و المؤمن قليل قاله ثلثاً و عن موسي بن جعفر8 و اذا قيل لهؤلاء الناكثين البيعة قال لهم خيار المؤمنين كسلمان و مقداد و ابوذر و عمار امنوا برسول اللّه 9 و بعلي 7 الذي اوقفه موقفه و اقامه مقامه الي ان قال و سلّموا لهذا الامام و سلّموا لظاهره و باطنه كماامن الناس المؤمنون كسلمان و مقداد و ابي‏ذر و عمار الخبر و كانّه اعلي‏اللّه‏مقامه اشار بقوله المؤمنون هم الناس الي انّ غيرهم ليسوا بالناس كماقال سبحانه ان هم الاّ كالانعام بل هم اضل و قال 7 نحن الناس و شيعتنا اشباه الناس و باقي الناس نسناس قال سعد سألت الباقر 7 فقلت هل‏يتكلّم القرءان فقال نعم ياسعد و الصلوة تتكلّم و لها صورة و خلق تأمر و تنهي قال فتغير لوني و قلت هذا شي‏ء لااستطيع ان‏اتكلم به في الناس فقال و هل الناس الاّ شيعتنا.

([25]) اقول: و من هذه الاخبار خبر ابي‏عبداللّه 7 في قول اللّه عزّوجلّ فلمّااسفونا انتقمنا منهم فقال انّ اللّه عزّوجلّ لايأسف كأسفنا ولكنّه خلق اولياء لنفسه يأسفون و يرضون و هم مخلوقون مربوبون فجعل رضاهم رضا نفسه و سخطهم سخط نفسه لانّه جعلهم الدعاة اليه و الادلاء عليه فلذلك صاروا كذلك و ليس انّ ذلك يصل الي اللّه كمايصل الي خلقه لكن هذا معني ماقال من ذلك و قدقال من اهان لي ولياً فقدبارزني بالمحاربة و دعاني اليها و قال من يطع الرسول فقداطاع اللّه و قال انّ الذين يبايعونك انّمايبايعون اللّه يداللّه فوق ايديهم فكل هذا و شبهه علي ماذكرت لك و هكذا الرضا و الغضب.

([26]) اقول: اي اعطوا الهدي و اخذوا الضلالة بدلها او باعوا الضلالة و جعلوا ثمنها الهدي فانّ الباء تدخل علي الثمن قال اللّه تعالي و شروه بثمن بخس دراهم معدودة و اما تأويل الضلالة بالعداوة و الهدي بالولاية فانّه لاضلالة الاّ بالعداوة فانّها الاصل فيها و اما سائر المعاصي فلايصير سبباً للضلالة مع الولاية كماروي حبّ علي حسنة لاتضر معها سيئة و بغضه سيئة لاتنفع معها حسنة و قال 7 الناصب لنا اهل‏البيت لايبالي صام او صلّي زنا ام سرق انّه في النار و عن زيد بن يونس قال قلت لابي‏الحسن موسي  7الرجل من مواليكم عاص يشرب الخمر و يرتكب الموبق من الذنب نتبرّء منه فقال تبرّءوا من فعله و لاتبرّءوا من خيره و ابغضوا عمله فقلت يسع لنا ان‏نقول فاسق فاجر فقال الفاسق الفاجر الكافر الجاحد لنا و لاوليائنا ابي اللّه ان‏يكون وليّنا فاسقاً فاجراً و ان عمل ماعمل ولكنّكم قولوا فاسق العمل فاجر العمل مؤمن النفس خبيث الفعل طيب الروح و البدن لا واللّه لايخرج وليّنا من الدنيا الاّ و اللّه و رسوله و نحن عنه راضون يحشره اللّه علي مافيه من الذنوب مبيضّاً وجهه مستورة عورته امنة روعته لاخوف عليه و لاحزن الخبر و في رواية هل الدين الاّ الحبّ فالضلالة المخرجة من الدين و الصراط المبين هي العداوة التي هي اصل كل فاحشة و شرّ و الهدي الناجية الموصلة الي الجنة هي المحبة و الولاية ففي زيارة علي 7 و اعداؤك علي سنن ضلالة و عمي و في خبر المعراج من جحد ولاية النبي9 و علي 7 و عدل عنهما كان عنداللّه من الكافرين الضالين.

و اما تأويل الضلالة بانكار القرءان و الهداية بالقرءان و العمل به فلانّ انكار القرءان مستلزم لعدم المعرفة بالنبي و الجهل به و ذلك ادني مايصير به العبد ضالاً كمافي خبر سليم بن قيس عن علي 7 انّه قال ادني مايكون به العبد ضالاً ان لايعرف حجة اللّه و شاهده علي خلقه الذي امر اللّه عزّوجلّ بطاعته و فرض ولايته انتهي. هذا و انكار النبي و الجهل به و عدم معرفته مستلزم لعدم المعرفة باللّه و الجهل به و اي ضلالة اعظم من ذلك او المراد من الانكار عدم الاستماع و العمل بمقتضاه لا الانكار الظاهري و من المعلوم انّ من لم‏يعمل بالقرءان و لم‏يتمسك به فهو ضالّ قال رسول اللّه9 انّي قدتركت فيكم امرين لن‏تضلوا بعدي ما ان تمسّكتم بهما كتاب اللّه و عترتي اهل‏بيتي الي ان قال فتمسكوا بهما لاتزلّوا و لاتضلوا و لاتقدمهم فتضلوا و اما كون القرءان و العمل به هداية فلقوله9القرءان هدي من الضلالة.

([27]) و اما وجه افراد الذي في الظاهر فلان الذي في مقام الجمع كقوله خضتم كالذي خاضوا و في الاية الاخري و الذي جاء بالصدق و صدّق به او لان النون حذفت منه و جرت مجري قول الاخطل:

ابني كليب ان عمي اللذا قتلا الملوك و فككا الاغلالا

او لان الكلام فيه حذف المضاف كانه قال مثلهم كمثل اتباع الذي استوقد ناراً ثم حذف المضاف و اقيم المضاف اليه مقامه و هو شايع في العربية او لانه اراد باستوقد الجنس لما في الذي من الابهام او لان هذا تشبيه الحال بالحال كمايقال بلادة هؤلاء كبلادة الحمار. م

([28]) اقول: العساكر مرة يعدّون مع السلطان و مرة لايعدّون و ذلك اغلب و لاشك انّ الاول هو سلطان المنافقين و الكفار و رئيسهم فمرة يعدّ معه عساكره و اتباعه و اظلاله فبهذا اللحاظ يجمع الكناية و الفعل الراجعان اليه كمافي قوله ذهب اللّه بنورهم و تركهم في ظلمات لايبصرون و مرة لايعدّون معه لانّهم كالعدم بالنسبة اليه فبذلك النظر يفرد الكناية و الفعل كمافي قوله تعالي الذي استوقد ناراً او كما انّ الائمة: هم اصل كلّ خير و من فروعهم كل برّ هو اصل كل شر و من فروعه كل فاحشة فمرة ينسب اليه الامر لاصالته و مرة ينسب اليه و الي اتباعه لتعددهم في العالم الظاهر او كما انّ الائمة:كليون في عرصة الحق و النور و الخير و هم الظاهرون في كل حق و نور و خير كذلك هو عليه ماعليه كلي في عرصة الباطل و الظلمة و الشر فهو الظاهر في جميع الشرور و الظلمات و الاباطيل وحده وحده وحده فجميع الافعال منه و هذا معني قوله اعلي اللّه مقامه و هو الواحد في مقام الجمع فبهذا النظر افرد الفعل جلّ‏وعزّ فقال الذي استوقد ناراً فلمّااضاءت ماحوله و اما وجه الجمع فبالنظر الي انّ الكلي ظهوره و تجليه و تشخصه في عالم الافراد و لاظهور و لاتشخص له الاّ في عرصتهم و من المعلوم انّ الافراد متعددة متكثرة فينبغي ان‏يجمع الكناية و الموصول و الفعل الراجعة اليهم هذا.

و الدليل علي كليتهم مافي خبر المفضّل عن الصادق 7 و الخبر طويل نذكر منه موضع الحاجة قال 7 ثم يأمر اي المهدي 7 بانزالهما اي الاول و الثاني من الشجرة فينزلان اليه فيحييهما باذن اللّه تعالي و يأمر الخلائق بالاجتماع ثم يقصّ عليهم قصص فعالهما في كل كور و دور حتي يقصّ عليهما قتل قابيل هابيل بن ادم 7 و جمع النار لابراهيم 7 و طرح يوسف 7 في الجبّ و حبس يونس 7 في الحوت و قتل يحيي 7و صلب عيسي 7و عذاب جرجيس 7 و دانيال 7 الي ان قال و كل دم سفك و كل فرج نكح حراماً و كل ربوا و حنث و فاحشة و اثم و ظلم و غشم و جور منذ عهد ادم الي وقت قيام قائمنا 7 كل ذلك يعدّد عليهما و يلزمهما ايّاه و يعترفان به ثم يأمر بهما فيقتصّ منهما الخبر و هذا الخبر دليل واضح علي كلّيتهما و لذلك يقتصّ منهما بمعاصي اتباعهما و يعترفان انّها منهما و بسببهما.

([29]) اقول: و ذلك لانّ النار التي اضاءتها الاول هي نار المنافقين فانّه الباعث لاضاءتها و السبب في اشعالها و انّماكنّي عنهم بالنار لانّ النار كماتفرّق و تشقّق و تبدّد بين الاجسام المرتبطة المتصلة المتحدة كذلك هؤلاء يفرّقون و يبدّدون و يشقّقون مابين المسلمين و يلقون العداوة و البغضاء بينهم او لانّهم يفرّقون بين اللّه و رسله او بين ماامر اللّه به ان‏يوصل و يفسدون.

([30]) اقول: لعل وجه تفسير السماء بالعلوم و العدول عن معناها المتعارف لانّه احد معانيها فانّ العرب يقول لكل عال مظلّ السماء و المعني المتعارف لايستقيم هناك فانّ المطر لاينزل منها اللّهم الاّ ان‏يجعل السماء اسماً للجسم العالي اللطيف و الارض اسماً للجسم السافل الكثيف و كل واحدة منهما قدملأت جميع عالم الاجسام الاّ انّ الاعالي تسمّي بالسماء لغلبة الجسم اللطيف هنالك و الاداني بالارض لغلبة الجسم الكثيف هناك فعلي هذا يسمّي الهواء بالنسبة الي التراب سماء فافهم فانّه دقيق هذا و قدقال الامام 7 في قوله تعالي و انزل من السماء ماء يعني المطر من الاعلي ليبلغ قلل جبالكم الخبر.

([31]) اقول: و الدليل علي ذلك قوله سبحانه بكلمة منه اسمه المسيح فانّه ذكّر الكناية الراجعة الي الكلمة مع انّه مؤنث لفظاً نظراً الي انّ المراد منه المسيح.

([32]) اقول: اصل وضع الناس في الحقيقة للائمة :و قديستعمل في الشيعة من باب الحقيقة بعد الحقيقة كما انّ اصل وضع الشمس للقرص السماوي و قديستعمل في الانوار من ذلك الباب فالخطاب امّا الي الائمة:او الي الشيعة فعلي الاول المعني ياايّها الائمة اطيعوا ربكم الظاهر لكم في انفسكم من باب من عرف نفسه فقدعرف ربه و علي الثاني المعني ياايّها الناس المؤمنون اطيعوا امامكم في القلّ و الجلّ و لاتخالفوه بان‏يكون المراد من الربّ الامام لقوله 7 ربّ الارض امام الارض.

([33]) اقول: انّمافسّر اعلي‏اللّه‏مقامه قوله سبحانه اعبدوا بـ اطيعوا لقول الباقر 7 العبادة هي الاطاعة فمن اطاع فقدعبد الخبر.

([34]) يمكن ان‏يكون المراد من العبادة المعرفة كماروي عن الحسين 7 في تفسير قوله تعالي ماخلقت الجن و الانس الاّ ليعبدون انه قال اي ليعرفون. مهدي

([35]) اقول: قدمرّ مادلّ علي وجه تفسير الرب بالامام من الاخبار انفاً و في المقدمة عنونّا له فصلاً خاصّاً و ذكرنا تلك الاخبار بتمامها فيه و اما سره فلانّه من التربية و اللّه سبحانه هو المربّي لجميع الملك و الملكوت و الجبروت لكن بعد ظهوره و تجليه في الامام بل الشيعة الكامل لانّه الرب المباشر كماهو مبرهن في محله.

([36]) اقول: التقوي في اللغة بمعني الخشية و الهيبة و تنزيه القلب عن الذنوب و لاشك انّ اعظم الذنوب مشابهة الاعداء و ملابستهم و الاتصاف بصفاتهم و مجانبة الاحباء و بغضهم و عداوتهم في كل رتبة و مقام علي حسبها فعن علي 7 في قوله تعالي فاتقوا اللّه يعني اتقوا اللّه في ظلم ال‏محمّد و ترك ولايتهم و عن الصادق 7 في قوله تعالي و اما من اعطي و اتقي قال اعطي الخمس و اتقي ولاية الطواغيت و عن علي 7 في قوله تعالي هدي للمتقين قال يعني شفاء للمتقين من شيعة محمّد و علي 8 فانّهم اتقوا انواع الكفر فتركوها و اتقوا الذنوب الموبقات فرفضوها و اتقوا اظهار اسرار اللّه و اسرار الائمة فكتموها الخبر بالجملة فحاصل باطن الاية ياايّها الشيعة اطيعوا امر ربكم و امامكم و خالقكم الذي خلقكم و اوجدكم و اوجد الذين من قبلكم من النبيّين الذين هم قبلكم رتبة في انوجادكم و انخلاقكم علي حسب ميله و ارادته من التشبّه به و التصوّر علي صورته و التهيّؤبهيئته كماهو عادة كل صانع و موجد لولا المانع من عدم قبول القابليّة و اسرعوا في امتثال امره لعلكم تتقون عن مشابهة الاعداء في وقوعكم في رتبتهم و درجتهم لوابطأتم مثلهم او المعني ياايّها الشيعة اطيعوا ربكم و امامكم في الشريعة و امتثلوا اوامره و اجتنبوا نواهيه حتي تصيروا مثله و تخلّقوا بخلقه و تصوّروا بصورته و تشبّهوا به فانّها اي الشريعة بيان صفاته و احواله و اعماله لعلكم تتقون بواسطة اطاعتكم امامكم عن مشابهة الاعداء.

([37]) اقول: يعني جعل قلوب الشيعة التي هي في جسدهم الذاتي و قطب لذلك الجسد التي بواسطتها تفيض ارواحهم علي سائر اجسادهم فراشاً و وعاءً لارواحهم و ذلك لانّها هي الارض التي تصلح لان‏تسكن فيها الاناسي الذين هم من عالم النفوس لاغير فافهم.

([38]) اقول: و ذلك بناء علي ان‏يكون العرش مقام النبوة المطلقة و الكرسي مقام الولاية الكلية فالسماء مقام الحجج لانّها تفصيل الكرسي و الحجج: تفاصيل الولاية و السماء علة للمواليد و فاعل لها و ايدي قدرة اللّه في احداثها كذلك الحجج: فانّهم علة للموجودات و سبب للكائنات كماروي نحن سبب خلق الخلق و ان كان المراد من السماء الاعلي كمافي بعض الاخبار فهم سماء لانّهم اعلي من جميع المخلوقات لانّهم اول ماخلق اللّه بضرورة الاسلام فانّهم خلقوا من عالم العقل و الانبياء من عالم الروح و الاناسي من عالم النفس فهم اعلي من الاناسي كلية بدرجتين والاّ فلايحدّ درجتهم بالمشاعر المحدودة و قدنعبر عنه بالف الف دهر.

([39]) اقول: تأويل الماء بالعلم لانّه كما انّ من الماء كل شي‏ء حي كذلك من العلم في الاخرة كل شي‏ء حي و كما انّ الماء ينزل من السماء و يحيي به الارض بعد موتها كذلك العلم ينزل من سماء الحجج و يحيي به القلوب بعد موتها و جهلها و كما انّ الماء شراب الدنيا كذلك العلم شراب الاخرة و لذلك اوّل الامام 7 قوله تعالي فلينظر الانسان الي طعامه الي علمه عمن يأخذه الخبر و صدق الطعام علي الماء من المتعارف و لذلك ورد في الكتاب و السنة و العرف قال اللّه سبحانه فمن شرب منه فليس مني و من لم‏يطعمه فانّه مني و عن رسول اللّه9 في زمزم انّه طعام طعم و شفاء سقم و يقول العرب اطعموني ماء كماهو مضبوط في اللغة هذا و عن تفسير القمي عن الرضا 7 في قوله تعالي قل ارأيتم ان اصبح ماؤكم غوراً فمن يأتيكم بماء معين قال ماؤكم ابوابكم و الائمة ابواب اللّه بين خلقه فمن يأتيكم بماء معين قال يعني من يأتيكم بعلم الامام الخبر و عن الصادق 7في قوله تعالي و ان لو استقاموا علي الطريقة لاسقيناهم ماء غدقاً قال يعني لواستقاموا علي الولاية لاذقناهم علماً كثيراً يتعلمونه من الائمة الخبر.

([40]) اقول: اذا كان المراد من الماء النازل العلم فلابد و ان‏يكون المراد من الثمرة ثمرة الايمان و الاعمال الحسنة.

([41]) اقول: و الشاهد علي ذلك قوله تعالي و ماتجزون الاّ ماكنتم تعملون و قوله سبحانه سيجزيهم وصفهم و قوله ليس بامانيكم و لا اماني اهل الكتاب من يعمل سوء يجز به و قال ابوعبداللّه 7 قال اللّه تبارك و تعالي ياعبادي الصديقين تنعّموا بعبادتي في الدنيا فانّكم تتنعّمون بها في الاخرة الخبر.

([42]) اقول: و ذلك من باب الباطن و وجهه ظاهر من بركته اعلي‏اللّه‏مقامه اذ من الضروريات عندنا انّه لايتعقل جعل الشريك للّه سبحانه الاّ هكذا لانّ علياً 7 هو ظاهره سبحانه الذي يتعقل جعل الشريك له بل اقول جعل الشريك له سبحانه هو جعل الشريك للعلماء الاخيار و الحكماء الابرار من العلماء الاشرار و بغير ذلك لايمكن جعل الشريك له تعالي شأنه لانّه سبحانه تعالي عن جميع الادراكات بل جميع المدركات و المدارك تحت سطوع انوار جلال عظمته ممتنعة معدومة و الائمة: ايضاً لايدركون كماقال علي 7ظاهري وصية و امامة و باطني غيب ممتنع لايدرك و قال علي 7 في حديث طارق الامام لايدرك و قال الامام لايوصف و من الواضح المعلوم انّ جعل الشريك بعد الادراك فلايتعقل جعل الشريك له تعالي و لا لهم: الاّ في مقام الشيعة.

([43]) اقول: و في خبر من مثل محمّد9 فاذا كان الكناية راجعة الي محمّد9كمافي الخبر فالمراد من السورة لامحالة الرجل كمافسره اعلي‏اللّه‏مقامه لانّ المثل ينبغي ان‏يكون من جنس الممثل فالمعني فأتوا برجل من جنس هذا الرجل اي فأتوا رجلاً منكم لايقرؤ و لايكتب و لايدرس كتاباً و لااختلف الي عالم و لاتعلم من احد و انتم تعرفونه في اسفاره و حضوره بقي كذلك اربعين سنة ثم اوتي جوامع الكلم حتي علم الاولين و الاخرين كماروي و كذا اذا كانت راجعة الي علي 7 كمافسره اعلي‏اللّه‏مقامه و يؤمي اليه ماروي ان كنتم في ريب ممانزّلنا علي عبدنا في علي 7 فأتوا بسورة من مثله الخبر فالمراد من السورة الرجل ايضاً لمامر من انّ المثل ينبغي ان‏يكون من جنس الممثل فالمعني كماروي ان‏كنتم في ريب ممانزّلنا علي محمّد في حق علي 7 من الحثّ علي الانقياد له و اتخاذه اماماً و اعتقاده فاضلاً راجحاً لايقبل اللّه عزّوجلّ ايماناً الاّ به و لاطاعة الاّ بموالاته الخبر فأتوا برجل مثله يكون قابلاً لماذكر و لخلافة الارض ارض عالم الامكان و قوله من مثله اشعار بانّكم لاتقدرون علي الاتيان من جنس مثله فضلاً عن مثله فهي اي من للجنسية و فيه من التعظيم له9 ما لايخفي و ان كانت الكناية راجعة الي القرءان فالمراد من السورة سورة منه فالمخاطب حينئذ قرّاء الكتب من اليهود و النصاري فالمعني كماروي و ان كنتم يا معشر قرّاء الكتب من اليهود و النصاري في شك مماجاءكم به محمّد9 من شرايعه و من نصبه اخاه سيد الوصيين وصياً بعد ان قدظهر لكم معجزاته التي منها ان‏كلّمته ذراع مسمومة و ناطقه ذئب و حنّ اليه العود و هو علي المنبر و دفع اللّه عنه السمّ الذي دسّته اليهود في طعامهم و قلب عليهم البلاء و اهلكهم به و كثّر القليل من الطعام فأتوا بسورة من مثله يعني من مثل القرءان من التورية و الانجيل و الزبور و صحف ابراهيم و كتب الاربعة عشر فانّكم لاتجدون في سائر كتب اللّه تعالي سورة كسورة هذا الكتاب القرءان.

([44]) اقول: وجه جعله اعلي‏اللّه‏مقامه باطن النار القائم لانّ النار من خواصها الاحراق و الاذابة و التفشيش و التفريق و الاستيصال و هو  7 يقتل الكفار و يحرقهم بنار سيفه و يفرّقهم و يذيبهم بنار غضبه و يستأصلهم و لايبقي لهم اثراً في الارض و ينقّيها من ادناسهم و يطهّرها من ارجاسهم كماروي انّ اللّه تبارك و تعالي خلق اربعة عشر نوراً قبل خلق الخلق باربعة عشر الف عام فهي ارواحنا فقيل يا ابن‏رسول‏اللّه من الاربعة عشر فقال محمّد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و الائمة من ولد الحسين اخرهم القائم الذي يقوم بعد غيبته فيقتل الرجال و يطهّر الارض من كل جور و ظلم الخبر فهو نار اللّه الموقدة علي الكفار قال اللّه سبحانه و ماجعلنا اصحاب النار الاّ ملائكة اي اصحاب القائم 7 كماعن الباقر 7 في هذه الاية قال النار هو القائم 7 الذي ضوؤه و خروجه لاهل الشرق و الغرب و الملائكة هم الذين يملكون علم ال‏محمد: و اما وجه تفسيره اعلي‏اللّه‏مقامه وقودها الناس بقتل الناس و الحجارة بانّه يخرّب الديار الفاسقة لانّ الوقود كماعلمت قدفسّر في الخبر بالحطب و الحطب هو الشي‏ء الذي تتعلق به النار و تنفذ فيه فهو يشتعل بها و الناس هم الذين تعلقت بهم نار غضبه و نار سيفه حتي قتلهم فالنار التي تتعلق بالناس هي القتل لامحالة و التي تتعلق بالحجارة و الديار هي التخريب فافهم.

([45]) اقول: وجه الدلالة اتيانه بلفظ الماضي الدال علي الماضي و الحال و لو لم‏تكن موجودة الان لقال تعد بلفظ المضارع.

([46]) اقول: في الخبر اعدّت تلك النار للكافرين بمحمّد و الشاكين في نبوته و الدافعين لحق علي 7 اخيه و الجاحدين لامامته او ذلك التفسير من باب انّ الكفران بمحمّد لايتعقل الاّ بالكفران بعلي 7 لانّه نفسه و جهة انّيته فهكذا اي بالكفران بعلي يكفرون بمحمّد فافهم و قدمرّ مايدل علي ذلك في المقدمة في الفصل الثاني و العشرين و حقّقنا وجهه في الفصل الرابع و ذكرنا فيه ايضاً بعض اخباره و يؤيده ايضاً مافي الفصل الرابع‏عشر.

([47]) اقول: تقييده اعلي‏اللّه‏مقامه الايمان بالقرءان و بالولي لانّ هذا الجزاء و تلك الدرجات للموصوفين بذلك الايمان دون غيرهم و الايمان باللّه من دون الايمان بهما لايجدي شيئاً كما انّ الايمان بمحمّد ايضاً لايجدي نفعاً مع عدم الايمان بهما بل لايمكن و لايتعقل الايمان باللّه و بمحمّد الاّ بهما و ذلك لانّ الايمان بمعني التصديق و الكلام هو الذي يصدق او يكذب كماهو ظاهر فتصديق زيد تصديق كلامه و تكذيبه تكذيبه و القرءان هو كلام اللّه المجيد بلحاظ و كلام محمّد بلحاظ فالايمان بهما هو الايمان بالقرءان و اما الايمان بالولي فهو ايضاً من الايمان باللّه و لايتعقل بغير ذلك كماذكرنا امثاله كراراً و الشواهد علي ذلك من الاخبار اكثر من ان‏تحصي فعن الصادق 7في تفسير قوله تعالي و ليعلمنّ اللّه الذين امنوا يعني بولاية علي 7 و عنه 7 ايضاً في قوله تعالي الذين امنوا و لم‏يلبسوا ايمانهم بظلم يعني امنوا بولاية علي 7 و لم‏يخلطوا ولايتهم بعلي بولاية فلان و فلان فانّه التلبّس بالظلم.

([48]) اقول: و ذلك لانّ رزق كل شي‏ء علي حسبه و من جنسه فرزق الانسان المدرك الشاعر العاقل الذكور العليم الحكيم هو معاني القرءان و علم الولي و لذلك فسّر الامام قوله عزّوجلّ فلينظر الانسان الي طعامه الي علمه عمن‏يأخذه و عن تفسير العياشي عن الصادق 7 في قوله تعالي و ممارزقناهم ينفقون قال اي و مماعلمناهم يبثّون و عن الكاظم 7 في قوله تعالي و من يتق اللّه يجعل له مخرجاً و يرزقه من حيث لايحتسب قال هؤلاء قوم من ضعفاء الشيعة لايقدرون علي الوصول الينا و اخذ العلم منا فيجي‏ء جماعة اخري الينا و يأخذون العلوم منا و ينقلونها اليهم و يروونها لهم فهم يسمعونها و يحفظونها فهذا الرزق من حيث لايحتسبون.

([49]) اقول: الكناية في قوله اعلي‏اللّه‏مقامه لنفسه راجعة الي اللّه اي نفس اللّه و هو علي 7فانّه نفس اللّه القائمة فيه بالسنن و عينه التي من عرفها اطمأنّ كمافي الزيارة و يمكن ان‏تكون راجعة الي رسول اللّه9 فالمراد من النفس علي 7 ايضاً لانّه نفس الرسول بدليل اية انفسنا و انفسكم فسمي بالبعوضة لانّه بعض رسول اللّه و نفسه و هذا معني قول الاستاد اعلي‏اللّه‏مقامه: البعوضة علي 7لانّه بعض رسول اللّه و نفسه و مافوق البعض الكل و هو رسول اللّه9 انتهي. اقول: و ذلك من باب تفسير ظاهر الظاهر كمااشرنا اليه في صدر الكتاب في المقدمة و اما قوله اعلي‏اللّه‏مقامه يمكن ان‏يكون يضرب بمعني يجعل فيكون بعوضة مفعولاً ثانياً فالمعني ان اللّه لايخشي من احد ان‏يجعل لنفسه البعوضة و هو علي 7 فانّه لخضوعه و خشوعه تحت سطوع جلال نور اللّه و عظمته يكون كالبعوضة في الصغارة او سميت بها لانّ انيته و جهة نفسه تكون اقل من البعوضة و هذه الاية من قبيل قوله تعالي الحمدللّه رب العالمين فكما انّ الحمد مخصوص للّه سبحانه و هو محمّد9 كذلك البعوضة مخصوص باللّه جلّ‏وعزّ و هو علي 7 و هذا المعني حاوٍ لمناقب شتّي و فضائل لاتحصي فانّه 7 اذا كان للّه لالنفسه فجميع افعاله و اعماله و صفاته و ماله و عزّه و جلاله كلّه للّه و جميع المعاملات معه يكون مع اللّه و جميع النسب و الاضافات و الاقترانات التي تنسب و تضاف و تقترن به  تنسب و تضاف و تقترن باللّه و ذلك شرف لايساوي و فخر لايحاذي.

([50]) اقول: اي في الحقارة فانّ الرسول اشد اضمحلالاً و حقارة و صغارة عند اللّه عزّوجلّ من علي 7 الذي هو جهة نفسه و ثباته و انيته و لذلك صار نبياً و سفيراً بين الحق و الخلق و ملحقاً بعالم الامر في بعض الملاحظات و الانظار.

([51]) اقول: و هو الخبر المروي عن الباقر 7 في تفسير هذه الاية و اما الذين كفروا بمحمّد9 بمعارضتهم في علي 7 بلِمَ و كيف و تركهم الانقياد في سائر ماامر به فيقولون ماذا اراد اللّه بهذا مثلاً يضلّ به كثيراً و يهدي به كثيراً و يقول الذين كفروا انّ اللّه يضلّ بهذا المثل كثيراً و يهدي به كثيراً الخبر و يؤمي اليه في‏الجملة ايضاً ماورد في تفسير و مايضلّ به انّه من كلام اللّه كمايأتي.

([52]) اقول: و ذلك لانّ اللّه سبحانه اذا اراد اضلالهم فهكذا يضلّهم فانت اذا نظرت الي فسقهم من حيث صدوره منهم تنسبه اليهم و تقول انّهم فاسقون و اذا لاحظت انّهم لايقدرون علي شي‏ء الاّ بارادة اللّه و مشيته و انّه لامحرّك في الكون الاّ هو و انّه الفاعل المطلق و الولي الحق لااله الاّهو فتنسب الفعل اليه سبحانه فتقول فقداضلّهم اللّه و هكذا يضلّهم اللّه قال اللّه سبحانه بكفرهم لعنّاهم.

([53]) اقول:  المراد من نقضهم عهداللّه علي معني عهد اللّه الذي اخذ عليهم في يوم الغدير فعن الباقر 7 في قوله تعالي يوفون بعهد اللّه و لاينقضون الميثاق قال اي المأخوذ عليهم في الدين بولاية علي 7 يوم الغدير.

([54]) اقول: قوله اعلي‏الله‏مقامه عهد الله في يوم الغدير اي العهد الذي اخذه في يوم الغدير حيث قال علي لسان رسوله من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللّهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله فعن جعفر بن محمّد8 حجّ رسول اللّه9من المدينة و قدبلغ جميع الشرايع قومه غير الحجّ و الولاية فأتاه جبرئيل فقال له يامحمّد انّ اللّه عزّوجلّ يقرؤك السلام و يقول لك انّي لم‏اقبض نبياً من انبيائي و لارسولاً من رسلي الاّ بعد اكمال ديني و تأكيد حجتي و قدبقي عليك من ذلك فريضتان ممايحتاج ان‏تبلغهما قومك فريضة الحجّ و فريضة الولاية و الخلافة من بعدك الي ان قال فلمّاوقف بالموقف اتاه جبرئيل 7 عن اللّه تعالي فقال يامحمّد انّ اللّه عزّوجلّ يقرؤك السلام و يقول لك انّه قددني اجلك و مدتك و انا مستقدمك علي ما لابد منه و لاعنه محيص فاعهد عهدك و قدّم وصيتك و اعمد الي ماعندك من العلم و ميراث علوم الانبياء من قبلك و السلاح و التابوت و جميع ماعندك من ايات الانبياء فسلّمها الي وصيك و خليفتك من بعدك حجتي البالغة علي خلقي علي‏بن‏ابي‏طالب فاقمه للناس علماً و جدّد عهده و ميثاقه و بيعته و ذكرهم مااخذت عليهم من بيعتي و ميثاقي الذي واثقتهم به و عهدي الذي عاهدت اليهم من ولاية وليي و مولاهم و مولي كل مؤمن و مؤمنة علي بن ابي‏طالب الخبر و هو طويل جداً لايليق ذكرها بهذا المختصر و هو من الاخبار العجيبة الغريبة.

([55]) اقول: امروا في الشريعة بالعمل علي حسب الكينونة فلمّاخلق اللّه الولي متصلاً بالنبي و الشيعة ـ و منهم الانبياء ـ متصلين بالاولياء في الكون امروا بذلك ايضاً في الشرع فامروا بوصل الولي بالنبي لانّه خلق منه و وصل الشيعة بهما لانّهم خلقوا منهما قال9انا و علي ابوا هذه الامة فهم منهما لانّ الولد جزء الوالدين قال سبحانه و جعلوا له من عباده جزءاً و قال الصادق 7 شيعتنا جزء منا خلقوا من فضل طينتنا يسوؤهم مايسوؤنا و يسرّهم مايسرّنا فاذا ارادنا احد فليقصدهم فانّهم الذين يوصل منهم الينا الخبر و قدوصل اللّه بينهم علي الترتيب المزبور في الايجاد و الكون و امتثل امره المؤمنون و المسلمون في عالم الشرع سواء قطع الفاسقون بينهم ام وصلوا و يفصل عن ذلك اخبار كثيرة قدتجاوزت حد التواتر فعن ابي‏جعفر 7 انّه قال انّ اللّه تفرد في وحدانيته ثم تكلم بكلمة فصارت نوراً ثم خلق من ذلك النور محمّداً و علياً و عترته ثم تكلم بكلمة فصارت روحاً فاسكنها في ذلك النور و اسكنه في ابداننا فنحن روح اللّه و كلمته احتجب بنا عن خلقه فمازلنا في ظلّ عرشه خضراء مسبّحين نسبّحه و نقدّسه حيث لاشمس و لاقمر و لاعين تطرف ثم خلق شيعتنا و انّماسمّوا شيعة لانّهم خلقوا من شعاع نورنا و عن جابر بن عبداللّه قال سمعت رسول اللّه9 يقول انّ اللّه عزّوجلّ خلقني و خلق علياً و فاطمة و الحسن و الحسين و الائمة: من نور فعصر ذلك النور عصرة فخرج منه شيعتنا فسبحنا فسبحوا و قدسنا فقدسوا الخبر.

([56]) اقول: قدمرّ وجه تفسير الارض بالعلم و القرءان و كيفية فسادهم في تفسير قوله لاتفسدوا في الارض.

([57]) اقول: لانّ الكفر به هو كفر به او هكذا يكفر باللّه تعالي شأنه لابغير ذلك كمامرّ في امثاله.

([58]) اقول: ان جعل المراد من الموت النطفة فالمراد من الاحياء جعلها علقة ثم مضغة ثم عظاماً ثم اكساء العظام لحماً ثم انشاؤها خلقاً اخر و ان جعل المراد منه الضلال فالمراد من الاحياء الهداية و ان جعل خاملي الذكر فالمراد من الاحياء التذكّر.

([59]) اقول: عن ابي‏جعفر 7 انّ اللّه خلق الجنة قبل ان‏يخلق النار و خلق الطاعة قبل ان‏يخلق المعصية الي ان قال و خلق الارض قبل السماء و خلق الحيوة قبل الموت الخبر فمراده اعلي‏اللّه‏مقامه من قوله كذا روي لعلّه هذه الرواية.

([60]) اقول: يدل علي ذلك ماروي انّ القرءان نزل بـ ٭  اياك اعني و اسمعي يا جارة  ٭ و قدعنونا لذلك فصلاً في المقدمة و ذكرنا فيه بعض تلك الاخبار.

([61]) اقول: جعل اعلي‏اللّه‏مقامه باطن الملائكة الذين ملكوا شرعه و حديثه ظاهراً لقول الباقر 7 في قوله تعالي تنزّل الملائكة و الروح فالملائكة في هذا الموضع المؤمنون الذين يملكون علم ال‏محمّد: الخبر.

([62]) اقول: و لذلك اوتي بلفظ الاسم الدال علي الاستمرار و الثبوت دون الفعل الدال علي التجدد و الحدوث فلايمكن ان‏لايجعل في الارض خليفة فكما انّ الحكيم و العليم من صفاته كذلك جاعل‏الخليفة ايضاً من صفاته اللازمة له و لذلك ورد اخبار كثيرة في انّ الارض لايخلو من حجة كيما ان زاد المؤمنون شيئاً ردّهم و ان نقصوا اتمّه لهم فعن ابي‏عبداللّه 7 مازالت الارض الاّ و للّه فيها الحجة يعرف الحلال و الحرام و يدعو الناس الي سبيل اللّه و عن العبد الصالح انّ اللّه لم‏يدع الارض الاّ و فيها عالم يعلم الزيادة و النقصان من دين اللّه عزّوجلّ فاذا زاد المؤمنون شيئاً ردّهم و اذا نقصوا اكمله لهم و لولا ذلك لالتبس علي المسلمين امرهم الي غير ذلك من الاخبار الواردة في هذا المضمار و هي كثيرة جداً.

([63]) اقول: قدمرّ وجه تفسير الارض بالقرءان و العلم و من هذا الباب الشرع و الدين و لنذكر هنا بعض اخباره ففي القمي في قوله تعالي الم‏تكن ارض اللّه واسعة فتهاجروا فيها حيث قال اي دين اللّه و كتاب اللّه واسع فتنظروا فيه و عن ابي‏عبداللّه 7انّه سئل عن قوله تعالي او لم‏يسيروا في الارض قال معناه او لم‏ينظروا في القرءان الخبر.

([64]) اقول: و علي كل واحد من التفاسير يستقيم جعل باطن ادم علياً 7فانّه هو الذي علّمه اللّه اسماء الحجج و اسماء اللّه و نفس الحجج اما علمه 7 بالحجج ان كان المراد

 

 

 

 

 

 

 

 

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 167 *»

منهم الائمة وحدهم فظاهر لانّ كل واحد منهم قداخبر عن الباقين و الاخبار في ذلك متضافرة فعن ابي‏جعفر 7 انّ اللّه تعالي خلق اربعة عشر نوراً من نور عظمته قبل خلق ادم باربعة عشر الف عام فهي ارواحنا فقيل له ياابن رسول اللّه عدّهم باسمائهم فمن هؤلاء الاربعة عشر نوراً فقال محمّد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و تسعة من ذرية الحسين و تاسعهم قائمهم ثم عدّهم باسمائهم الخبر و ان كان المراد منهم جميع الحجج من الانبياء و المرسلين و العلماء المؤمنين و الحكماء الموحدين في الاولين و الاخرين فهو عالم بهم ايضاً لانّه المتجلي فيهم الظاهر بهم منهم كمايشهد بذلك اخبار كثيرة فعن جابر عن رسول اللّه9 قال9 فنحن الاولون و نحن الاخرون و نحن السابقون و نحن المسبّحون و نحن الشافعون الي ان قال و نحن اشرف الامة و نحن سادة الائمة و نحن نواميس العصر و اخيار الدهر و نحن سادة العباد و نحن ساسة البلاد و نحن الكفاة و الولاة و الحماة و الدعاة و السقاة و الرعاة الخبر و اما علمه باسماء اللّه فممالاشك فيه لانّه نفس اسماء اللّه الحسني و صفاته العليا كماروي نحن واللّه الاسماء الحسني و الصفات العليا و لاشي‏ء اعلم بالشي‏ء من نفس الشي‏ء هذا.

و نسألك هل الاسماء عين الذات او غيرها لاسبيل لك ان‏تقول عينها لانّ الاشياء في الذات ممتنعة فهي غيرها لامحالة و غيرها خلقها اذ حق و خلق لاثالث بينهما و لاثالث غيرهما فاذا كانت خلقه فهو 7 عالم بجميع الخلائق الم‏تسمع خبر المفضل عن الصادق 7حيث قال 7 له يامفضل تعلم انّهم علموا ماخلق اللّه عزّوجلّ و ذرأه و برأه و انّهم كلمة التقوي و خزناء السماوات و الارض و الجبال و الرمال و البحار و عرفوا كم في السماء نجم و ملك و وزن الجبال و كيل ماء البحار و انهارها و عيونها و ماتسقط من ورقة الاّ علموها و لاحبّة في ظلمات الارض و لارطب و لايابس الاّ في كتاب مبين و هو في علمهم و قدعلموا ذلك الخبر. و اما تعليمه اللّه نفس الحجج فان كان المراد من الحجج الائمة: من غير مشاركة غيرهم معهم فهم عالمون بانفسهم يقيناً و لايتعقل عدم علم الشي‏ء بنفسه و لك ان‏تقول تعليمه اللّه هو ايجاده و خلقه و تكوينه في رتبته و مقامه و تعلمه انوجاده و تكوّنه فعلّمه نفسه يعني اوجده في رتبته و مقامه و علمه نفس الحجج و هو منهم يعني اوجدهم في مقامهم و ان كان المراد من الحجج جميع الحجج في الاولين و الاخرين فمعني علّمه ايّاهم يعني جعله متجلياً فيهم بهم ظاهراً لهم منهم و هم هم بشرط رؤيته فيهم الاتري انّ النور نور اذا رؤي المنير فيه فالحجج حجج اذا رؤي فيهم علي 7و ظهر ايضاً مماذكرنا وجه التعبير عنه 7 بادم الذي هو احد تجلياته فانّه احد الحجج قال القائم 7 ياايها الناس انا سننصر اللّه فمن اجابنا من الناس فانا اهل‏بيت نبيكم و نحن اولي الناس بابراهيم و من حاجّني في محمّد فانا اولي الناس بمحمّد و من حاجّني في النبيين فانا اولي الناس بالنبيين اليس اللّه يقول في محكم كتابه انّ اللّه اصطفي ادم و نوحاً و ال‏ابراهيم و ال‏عمران علي العالمين الخبر. قال الصادق في خبر المفضل بن عمر و يقول القائم بعد ظهوره من اراد ان‏ينظر الي ادم و شيث فها انا ذا ادم و شيث و قال علي 7 في خطبة البيان انا ادم الاول انا نوح الاول انا ابراهيم الخليل حين القي في النار.

([65]) اقول: قوله اعلي‏اللّه‏مقامه اسماء الحجج الخ هذا كلام عجيب و بيان غريب ينبغي ان‏يكتب بالنور لانّه من النور كسائر كلماته وبياناته اعلي‏اللّه‏مقامه و هو في السطر قليل و في القدر جليل و بيانه علي نحو الاشارة و تلويح العبارة انّ للحجج: مقامين مقاماً في الكون و مقاماً في الشرع ففي المقام الثاني اسماؤهم شيعتهم لانّهم علائمهم و صفاتهم و صورهم و ظواهرهم و تجلياتهم لاهل تلك العرصة و هو في مقام نحن اصل كل خير و من فروعنا كل برّ و بهذا النظر جميع الكفار و المنافقين اسماء الاول و الثاني و الثالث و علائمهم و ظواهرهم و اظلالهم و ذلك اذا نظرت في جميع اهل العالم و ذرات الموجودات فتري انّه لاتخلو اما شرّ او خير فكل خير شيعتهم و اسمهم و علامتهم و ظاهرهم و كل شرّ شيعة اعدائهم و علامتهم و اسمهم و في المقام الاول اسماؤهم جميع الخلائق و كل من تخلّع بخلعة الكون و تحلّي بحلية الوجود لانّه علائمهم و ظواهرهم و تجلياتهم و هو في مقام ليس الاّ الله و صفاته و اسماؤه و مقام يسبّح له مافي السموات و مافي الارض و مقام كنت كنزاً مخفياً فاحببت ان‏اعرف فخلقت الخلق لكي‏اعرف و هو مقام نظرك الي مجموع العالم اي عرصة الوجودات المقيدة و رؤيتك انّ الكل من ظهورات الوجود المطلق و علائمه و اسماؤه و صفاته فتفكر فقدبيّنت لك حق المطلب مستوراً في الحجب فان كنت من اهل الديار فعليك بكشف الاستار و النظر الي اللّه الملك الجبار حتي تفوز بالمقام و تصل الي المرام.

([66]) اقول: يعني و اعلم ماتبدون في ظواهركم من اعمالكم و افعالكم التي قدخرجت من قويكم الي الفعلية فتصورتم بها و تهيأتم بهيأتها و ماتبدون في وجودكم من جبلياتكم و صفاتكم الباطنية التي اتّصفتم بها في الباطن و خرجت من قواكم الي تلك العرصة و ماكنتم تكتمونه سابقاً في قوابلكم و لم‏تخرج الي الوجود و الكون و بقيت في قوابلكم مستكنّة مستكمنة و ماكنتم تكتمونه في قواكم و لم‏تخرج منها الي عرصة الفعليات لا في عالم الغيب و الوجود و لا في عالم الظاهر و الشهود.

([67]) اقول: و هو خبر جميل عن ابي‏عبداللّه 7قال سئل عما ندب اللّه الخلق اليه ادخل الضلاّل فيه قال نعم و الكافرون دخلوا فيه لانّ اللّه تبارك و تعالي امر الملائكة بالسجود لادم فدخل في امره الملائكة و ابليس كان مع الملائكة في السماء يعبد اللّه و كانت الملائكة تظنّ انّه منهم و لم‏يكن منهم فلمّاامر اللّه الملائكة بالسجود لادم اخرج ماكان في قلب ابليس من الحسد فعلمت الملائكة عند ذلك انّ ابليس لم‏يكن منهم فقيل له 7 كيف وقع الامر علي ابليس و انّماامر اللّه الملائكة بالسجود لادم فقال كان ابليس منهم بالولاء و لم‏يكن من جنس الملائكة و ذلك انّ اللّه خلق خلقاً قبل ادم و كان ابليس حاكماً في الارض فعتوا و افسدوا و سفكوا الدماء فبعث الملائكة فقتلوهم و اسروا ابليس و رفعوه الي السماء و كان مع الملائكة يعبد اللّه الي ان خلق اللّه تبارك و تعالي ادم 7 .

([68]) اقول: قدذكرنا انفاً اخباراً كثيرة دلت علي انّ المراد من ادم في الباطن علي 7 و نزيدك هنا بانّه لاشك بانّ ادم اول ماخلق اللّه من الاناسي في العالم الظاهر الجسماني كماانّ علياً 7 هو اول ماخلق اللّه في جميع المخلوقات و تمام المذروءات كمافي اخبار الخلقة و اخبار الطينة و هي اكثر من ان‏تعدّ و تحصي نذكر منها خبراً واحداً ففي فصل الخطاب قال النبي9 في حديث خلقنا اللّه نحن حيث لاسماء مبنية و لا ارض مدحية و لاعرش و لاجنة و لانار كنا نسبّحه حين لاتسبيح و نقدّسه حين لاتقديس فلمّااراد اللّه بدء الصنعة فتق نوري فخلق منه العرش فنور العرش من نوري و نوري من نور اللّه و انا افضل من العرش ثم فتق نور ابن ابي‏طالب فخلق منه الملائكة فنور الملائكة من ابن ابي‏طالب و نور ابن ابي‏طالب من نور اللّه و نور ابن ابي‏طالب افضل من الملائكة و فتق نور ابنتي فاطمة فخلق منه السموات و الارض فنور السموات و الارض من نور ابنتي فاطمة و نور فاطمة من نور اللّه و فاطمة افضل من السموات و الارض ثم فتق نور الحسن فخلق منه الشمس و القمر و نور الشمس و القمر من نور الحسن و نور الحسن من نور اللّه و الحسن افضل من الشمس و القمر ثم فتق نور الحسين و خلق منه الجنة و الحور العين فنور الجنة و الحور العين من نور الحسين و نور الحسين من نور اللّه و الحسين افضل من الجنة و الحور العين الخبر فدلّ الخبر علي انّ الائمة: اول المخلوقات و جميع الكائنات من نورهم و شعاعهم فهم ابو الخلائق كما انّ ادم اول الادميين و جميع الادميين من نسله و هو ابوالبشر فهم : ادم الاول في عالم الايجاد و ادم الاول في عالم الاناسي الظاهريين فافهم.

([69]) اقول: لعل اتصاله الظاهري كونه فيهم و اختلاطه معهم و مماشاته فيهم و اما انقطاعه المعنوي فكونه من سجين و كون الملائكة من عليين و اما اعتبار اتصاله ظاهراً و باطناً فكونه مخلوقاً من عالم الطبع و الملائكة ايضاً مخلوقون من ذلك العالم فهو باطناً متصل بهم لاتحاد مادته معهم غاية الامر انّه مخلوق من ارض ذلك العالم و هم من سمائه و لايضرّ هذا القدر من الاختلاف لانّه جار في جميع المخلوقات التي من عرصة واحدة الاتري انّ الاناسي كلهم خلقوا من مادة واحدة و عالم واحد و هو عالم النفوس ولكن بعضهم خلق من ارضه و بعضهم خلق من سماواته و بعضهم من كرسيه و بعضهم من عرشه و بعضهم من ارضه الاولي و بعضهم من ارضه الثانية و هكذا الثالثة و الرابعة الي السابعة السفلي و لذلك يكون المنافقون و الكافرون مخاطبين بخطاب المؤمنين كمايؤمي اليه خبر جميل قال كان الطيار يقول لي ابليس ليس من الملائكة و انّماامرت الملائكة بالسجود لادم فقال ابليس لااسجد فما لابليس يعصي حين لم‏يسجد و ليس هو من الملائكة قال فدخلت انا و هو علي ابي‏عبداللّه 7قال فاحسن واللّه في المسألة فقال جعلت فداك ارأيت ماندب اللّه عزّوجلّ اليه المؤمنون من قوله ياايها الذين امنوا أدخل في ذلك المنافقون معهم قال نعم و الضلاّل و كل من اقرّ بالدعوة الظاهرة فكان ابليس ممن اقرّ بالدعوة الظاهرة هـ و سرّ ذلك هو ماقلنا من انّهم خلقوا من عالم واحد و التفاوت في درجات ذلك العالم فالكافرون و المنافقون و المشركون خلقوا من الاراضي كل علي حسب دركه و المؤمنون خلقوا من السماوات كل علي حسب درجته فافهم.

([70]) اقول: و ذلك لانّ المستفاد من قوله و كان بلفظ الماضي انّه كان كذلك في سابق الزمان و اما مشركيّته فحصل بعد عصيانه اللّه الملك الجبار و اطاعته لهواه الغدّار و لانّ الشرك مستلزم للاثنينيّة الحاصلة بعد الواحدية فالكفر و الايمان اقدم من الشرك و اما مايدل علي ذلك من الاخبار كمااشار اليه اعلي‏اللّه‏مقامه بقوله كماروي فخبر زرارة عن ابي‏جعفر 7قال واللّه انّ الكفر لاقدم من الشرك و اخبث و اعظم قال ثم ذكر كفر ابليس حين قال اللّه له اسجد لادم فابي ان‏يسجد فالكفر اعظم من الشرك و خبر موسي بن بكير حين سأل اباالحسن  7 عن الكفر و الشرك ايهما اقدم قال فقال لي ماعهدي بك تخاصم الناس قلت امرني هشام بن سالم ان‏اسألك عن ذلك فقال لي الكفر اقدم و هو الجحود الخبر. و اما قوله اعلي‏اللّه‏مقامه هذه الاية مثل لامر اللّه الخلق باطاعة علي 7فاطاعوه الاّ ابليس و جنوده اقول: المراد من ابليس و جنوده في الباطن هو الثاني و اتباعه حيث استنكفوا عن اطاعة علي 7 و في الظاهر ابليس المعروف سيد الابالسة فانّه ايضاً ابي و استكبر عن طاعة علي 7 و اتبعه اتباعه و فزعوا عن نصب علي 7 و رنوا كماعن جعفر بن محمّد عن ابيه انّ ابليس عدو اللّه رنّ اربع رنّات يوم لعن و يوم اهبط الي الارض و يوم بعث النبي9 و يوم الغدير و عنه 7 قال انّ رسول اللّه9لمّااخذ بيد علي 7بغديرخم فقال من كنت مولاه فعلي مولاه كان ابليس حاضراً بعفاريته فقال له حيث قال من كنت مولاه فعلي مولاه واللّه ماهكذا قلت لنا اخبرتنا انّ هذا اذا مضي اصحابه و هذا امر مستقر كلمااراد ان‏يذهب واحد بدر اخر فقال افترقوا فانّ اصحابه قدوعدوني ان لايقرّوا بشي‏ء مماقال و هو قوله عزّوجلّ و لقدصدق عليهم ابليس ظنه الخبر.

([71]) اقول: اما دلالة الكتاب فقوله سبحانه و عصي ادم ربه فغوي. ثم اجتباه ربه فتاب عليه و هدي. قال اهبطا منها جميعاً بعضكم لبعض عدو الاية فانّه تعالي شأنه ذكر الهبوط بعد التوبة و ذلك يدل علي انّه بعدها في الوجود و كذلك يدل علي ذلك هذه الاية بعد ان‏نأخذ الهبوط الاول بمعني الهبوط من درجة الطاعة و القرب الي درجة العصيان و البعد فالمراد من الهبوط الثاني الهبوط من الجنة و هو مذكور بعد التوبة فهو بعدها وجوداً ايضاً و اما السنة فقول علي 7 اهبطه بعد التوبة الخطبة.

([72]) اقول: الدليل علي انّ المراد من الكفر الكفر بعلي و اله:قوله بعد كذبوا باياتنا و لوكان المراد الكفر باللّه لكان يقول كذبوا باياتي هذا مع انّ الكفر باللّه هو الكفر بعلي و اله و بغير ذلك لايتعقل الكفر به سبحانه و قدشرحنا ذلك في‏الجملة في امثاله سابقاً و لذلك ورد اخبار عديدة في انّ المراد من الكافرين و مابمعناه في الباطن الكافرين بعلي 7 و بولايته فعن الصادق 7 في قوله تعالي سأل سائل بعذاب واقع للكافرين قال للكافرين بولاية علي 7 و قدمرّ بعض اخبار الباب في المقدمة في الفصل الثالث و العشرين.

([73]) اقول: اعلم انّ الافعال التي في القرءان مرة تنسب الي الصانع الحق و الفاعل المطلق و مرة تنسب الي الالات و الادوات و مرة تنسب اليهما جميعاً فعلي الاول نزل قوله اللّه يتوفي الانفس و علي الثاني نزل قوله تتوفّاهم الملائكة و علي الثالث نزل قوله فاما نرينّك بعض الذي نعدهم او نتوفينّك الاية و من ذلك قوله و كذبوا باياتنا فالمراد من الكناية في اياتنا هو اللّه مع محمّد و ال‏محمّد او هو من قبيل تتوفيهم الملائكة فالمراد منها الائمة:وحدهم و علي اي حال فبناء علي الاول لاشك انّ ايات اللّه الظاهرة في الائمة هم الشيعة لانّهم علائمه و اثار صنعه و مبدء خلقه بالمعني الاخص و ظاهر اللّه الظاهر في تلك العرصة و كذا بناء علي الثاني فانّ الشيعة هم علائم الائمة و ظهورهم و تجلياتهم و الاية بمعني العلامة هذا باطن الايات و اما تأويلها فهي علومهم و اثارهم الدالة عليهم المميزة اياهم عن غيرهم و المعرّفة اياهم لغيرهم فانّ الشي‏ء يعرف بالاثار و العلائم و العلوم الاتري انّك تعرف العالم بالعلم و الفاضل بظهور الفضل منه و الحكيم باثار حكمته حتي انّك تعرف النار بالسخونة و اليبوسة و الماء بالبرودة و الرطوبة فايات الائمة: و علائمهم التي يعرفون بها هي علومهم و اثارهم و لك تعميم العلوم و الاثار بالعلوم و الاثار الكونية و لاشك انّ شيعتهم علومهم الكونية المشخصة لانّهم عالمون بوجوداتهم و اكوانهم و العلم عين المعلوم فالشيعة علمهم.

([74]) اقول: انّماجعل اعلي‏اللّه‏مقامه باطن النار الاول لانّ الباطن كمامرّ في المقدمة في الفصل الثاني هو اجراء الاثار في المؤثرات و رؤية المؤثرات فيها و لاشك انّ مؤثر جميع الشرور و اصلها هو الاول كما انّ مؤثر جميع الخيرات و المبرات و اصلها هو الائمة فالنار اذلم‏تكن من الخيرات فهي من الشرور فالاصل فيها هو الاول عليه اللعنة فهو حقيقة النار و اصلها و جوهرها و قدمرّ دليله من الاخبار في الفصل الثالث و العشرين.

([75]) اقول: الاتري انّ شبحك و عكسك في المرءاة لايتوجه اليك حتي تتوجه اليه و توجهك اليه هو عين توجهه اليك و بالعكس فانت اذا نظرت الي العكس انّه متوجه بك نسبت الفعل اليه و تقول هو متوجه الي و اذا نظرت الي انّ توجهه اليك منك نسبت الفعل الي نفسك و تقول انا متوجه به. بيان اخر انّ القدرة و التوفيق علي كل عمل خير من اللّه و العصمة من كل عمل شرّ ايضاً من اللّه فان اعطاك القدرة و التوفيق علي عمل صدر منك ذلك و الاّ فلا فان وفقك اللّه علي وفائك بعهده وفيت بعهده و اعطائك التوفيق هو وفاؤه بعهده اليك فافهم و يكشف عن هذا البيان فقرة دعاء الصحيفة اللهم انّ احداً لايبلغ من شكرك غاية الاّ حصل عليه من احسانك ما يلزمه شكراً و في دعاء اخر اللهم و انّه لاوفاء لي بالتوبة الاّ بعصمتك الدعاء.

([76]) اقول: و يكشف عن ذلك ايضاً ماروي في خبر المفضل انّ المهدي عجل‏اللّه‏فرجه يحيي الاول و الثاني باذن اللّه تعالي و يأمر الخلائق بالاجتماع ثم يقصّ عليهم قصص فعالهما في كل كور و دور حتي يقصّ عليهما قتل قابيل هابيل بن ادم 7 و جمع النار لابراهيم 7 و طرح يوسف في الجبّ و حبس يونس في الحوت و قتل يحيي و صلب عيسي و عذاب جرجيس و دانيال و ضرب سلمان‏الفارسي و اشعال النار علي باب اميرالمؤمنين و فاطمة و الحسن و الحسين لاحراقهم بها و ضرب يد الصديقة الكبري فاطمة3 بالسوط و رفس بطنها و اسقاطها محسناً و سمّ الحسن و قتل الحسين و ذبح اطفاله و بني‏عمّه و انصاره و سبي ذراري رسول اللّه9 و اراقة دماء ال‏محمد : و كل دم سفك و كل فرج نكح حراماً و كل ربا و حنث و فاحشة و اثم و ظلم و جور و قشم منذ عهد ادم الي وقت قيام قائمنا كل ذلك يعدّه عليهما و يلزمهما اياه و يعترفان به ثم يأمر بهما فيقتصّ منهما في ذلك بمظالم من حضرته يسلبهما علي الشجرة ثم يأمر ناراً تخرج من الارض فتحرقهما و الشجرة ثم يأمر ريحاً فتنسفهما في اليم نسفاً الخبر و ليس ذلك الاّ لانّهما اول كافر باللّه و اول عاص عصي اللّه علي وجه الارض و جميع من عصي اقتدي بهما او ذلك من باب كليتهما فجميع المعاصي من ظهوراتهما و اظلالهما فترجع اليهما.

([77]) اقول: اي علياً 7 فانّه نفس المتكلم السلام علي نفس اللّه القائمة فيه بالسنن و عينه التي من عرفها اطمأن.

([78]) اقول: و ذلك لانّ الصلوة مشتملة علي افعال و اعمال و حركات و سكنات و ركوعات و سجودات و هي كلها تصدر من العبد بالنسبة الي الرب الاتري انّها مشتملة علي تكبيرة الاحرام و هي تدلّ علي عظمة اللّه و كبريائه و الواجب علي العبد ان‏يكبّر مولاه و يعظّم مقتداه و يكرّم سيده و انّها مشتملة علي السجود و الواجب للعبد السجود و الخضوع و الخشوع و تعفير الوجه علي الارض بالنسبة الي خالقه و مولاه و انّها مشتملة علي الاقرار بالتوحيد و النبوة و الولاية و جميع ذلك اعمال و افعال ينبغي صدورها من العبد بالنسبة الي الرب لانّها من حقوقه عليه فانت اذا صليت فقداديت حقوق العالي فالصلوة هي اداء حقوق العالي عكس الزكوة التي هي شي‏ء و مال يدفعه العالي الغني الي من هو افقر و ادني منه تفضلاً و تصدقاً و ترحماً عليه و هو من فاضل معاشه و قوته و هو الرشح الذي قداطفح منه فاذا تصدّق العالي علي الداني باي شي‏ء كان مالاً و علماً و ايماناً و يقيناً او ادباً او غير ذلك و ترحم و تفضل عليه بهذه الامور فقداعطي الزكوة و ادّي حقه فالزكوة هي اداء حقوق الداني.

و قديأول الصلوة بالولاية و الزكوة بالبراءة نظراً الي انّ الصلوة هي قيام العبد الذليل المسكين عند اللّه الملك الجبار و الخضوع عند عظمته و الخشوع عند سطوع نوره و جلاله و ذلك لايحصل الاّ بالمحبة و الولاية فالاصل فيها هي الولاية و كما انّ عملاً من الاعمال لايقبل الاّ بعد قبول الصلوة كماروي انّ الصلوة عمود الدين اذا قبلت قبل ماسويها و اذا ردّت ردّ ماسويها ـ  و لم‏يحضرني الان لفظ الخبر ـ  كذلك عمل من الاعمال لايقبل الاّ بعد الولاية و المحبة قال 7 و لايبالي الناصب صلي ام زنا و سئل ابوعبداللّه 7عن الحب و البغض امن الايمان هو فقال 7 و هل الايمان الاّ الحب و البغض و عن ابي‏جعفر 7 قال بني الاسلام علي خمسة اشياء علي الصلوة و الزكوة و الحج و الولاية و الصوم فقال زرارة فقلت و اي شي‏ء من ذلك افضل فقال الولاية افضل لانّها مفتاحهن و الوالي هو الدليل عليهن قلت ثم الذي يلي ذلك في الفضل فقال الصلوة انّ رسول اللّه9قال الصلوة عمود دينكم الخبر و الي انّ الزكوة هي اخراج ارجاس المال و ادناسه و تخليصه من الاعراض و الفضول و جعله طيّباً طاهراً كما انّ البراءة من الاعداء هي في الواقع تطهير النفس و تزكيتها من ادناسهم و ارجاسهم و اخراج تلك الارجاس عنها بمجانبتها و التبعد عنها و بغضها و التبري منها و لذلك قرنهما اللّه سبحانه في اكثر مواضع القرءان فقال مثلاً اقيموا الصلوة و اتوا الزكوة كما انّ الولاية و البراءة مقرونتان.

([79]) اقول: و ذلك احتمال جيّد جداً موافق لظاهر العربية و القواعد الحكمية و ذلك لانّ النفس تستعمل كثيراً في العرف و اللغة بمعني الحقيقة يقال جاء زيد نفسه اي حقيقته و عينه و لاشك انّ حقيقة الشيعة في عرصة الشرع و حقيقة جميع الخلق في عرصة الكون هي الائمة: لانّهم المتجلّون في شيعتهم و الظاهرون لهم فيهم في عرصة الشرع و هم الاولي بهم من انفسهم و اما في عالم الكون فجميع من دخل عرصة الوجود و تحلّي بحلية الكون فهو من ظهوراتهم و تجلياتهم و انوارهم و اشعتهم فان كان الخطاب في قوله اتأمرون الي الشيعة الامرين العالمين فالمراد من الناس ضعفاء الشيعة و لاشك انّ انفس الشيعة و حقيقتهم الظاهرة لهم فيهم هي الائمة الاوصياء فالمراد من النفس الوصي و ان كان الخطاب الي جميع المكلفين فلاشك انّ انفس جميع الكائنات و حقيقة جميع المبروءات هم الائمة في عالم الكون قال 7 بهم ملأت سماءك و ارضك حتي ظهر ان لااله الاّانت الدعاء فلاينبغي نسيان الائمة بترك ولايتهم و اداء حقوقهم فانّهم هكذا تنسون لابغير ذلك بعد تجليهم في جميع المبروءات و ظهورهم في كافة المذروءات و املائهم جميع السموات التي في الالف الف عالم و اراضيه.

([80]) اقول: جعل اعلي‏اللّه‏مقامه باطن الصبر رسول اللّه 9لصبره علي اذي الامة و كونه رحمة للعالمين و ترحّمه عليهم و رأفته بهم قال علي 7في رواية سلمان قال اللّه عزّوجلّ استعينوا بالصبر و الصلوة و انّها لكبيرة الاّ علي الخاشعين فالصبر رسول‏اللّه9 و الصلوة اقامة ولايتي فمنها قال سبحانه و انّها لكبيرة و لم‏يقل انّهما لكبيرة و اما وجه جعله باطن الصلوة ولاية علي 7 في الحديث فقدمرّ وجهه انفاً و لانّها كبير و عظيم علي الاعداء تحملها و لايتحملها الاّ الخاشعين من هذه الامة الذين اقتدوا بهم و تمسكوا بوثقي عروتهم.

([81]) اقول: ذلك لقوله 7 رب الارض امام الارض و قدمرّ بعض ادلته في فصل مخصوص في المقدمة و في قوله تعالي اولئك علي هدي من ربهم و سيأتي وجهه و بعض الاقوال في قوله تعالي ذلك تخفيف من ربكم في تلك السورة.

([82]) اقول: و هذه الفقرة من الاية ايضاً تدل علي انّ المراد من الرب الامام لانّ رجوع الخلق اليه لا الي الرب المطلق و الذات البحت البات الحق لانّه منزه عن مباشرة الخلق قال 7 و الينا اياب الخلق و علينا حسابهم.

([83]) اقول: لاشك انّ المراد من موسي في الباطن هو محمّد9 لانّه هو النعمة التي انعمت علي ال‏محمّد: الذين هم بنواسرائيل هذه الامة كماصرّح به في الاخبار فعن هرون بن محمّد قال سألت اباعبداللّه7 عن قوله تعالي يا بني‏اسرائيل قال هم نحن خاصة و عن محمّد بن علي قال سألت الصادق 7 عن قوله تعالي يا بني‏اسرائيل قال هي خاصة بال‏محمّد و في بعض زيارات علي 7 السلام علي اسرائيل الامة.

([84]) اقول: تفسير العالمين بعالمي زمانهم علي ان‏يكون عالمين بكسر اللام جمع عالم من علم يعلم او علي ان‏يكون عالم بفتح اللام عبارة عن جمع من العقلاء فانّه بهذا اللحاظ ايضاً يجمع كماسيأتي و اما قوله اعلي‏اللّه‏مقامه العالمون جمع عالم و هو في عرف اللغة عبارة عن جمع من العقلاء الخ فاقول: المراد من اهل عصرهم هو الاول و الثاني و اشياعهما و اتباعهما من المنافقين الناكثين لبيعة علي 7 و يمكن ان‏يكون العالمون جمعاً لعالم و هو تمام الملك فالجمع من باب انّ كل شي‏ء برأسه عالم و فيه جميع مافي مجموع العالم الكبير او الجمع باعتبار العوالم الثلثة الكبير و الوسيط و الصغير او باعتبار قول الامام 7لعلك تري انّ اللّه عزّوجلّ انّماخلق هذا العالم الواحد او تري انّ اللّه عزّوجلّ لم‏يخلق بشراً غيركم بلي واللّه لقدخلق اللّه تبارك و تعالي الف الف عالم و الف الف ادم و انت في اخر تلك العوالم و اولئك الادميين.

([85]) اقول: تأويل البحر ببحر الفتن لانّه هو البحر الواقعي الذي يغرق فيه الانسان الواقعي الحقيقي الذي هو عبارة عن الذات الدراكة الشاعرة فكما انّ البدن الظاهري يغرق في البحر الظاهري كذلك الانسان الحقيقي يغرق في البحر الواقعي و هو بحر الفتن قال علي 7 ياايها الناس شقّوا امواج الفتن بسفن النجاة.

([86]) اقول: الدليل علي انّ باطن فرعون هو الاول قوله 7انّ الابرار منا اهل البيت و شيعتهم بمنزلة موسي و شيعتهم و انّ عدونا و شيعتهم بمنزلة فرعون و اشياعه و قدمرّ مايدل علي ذلك في المقدمة في الفصل الرابع و العشرين.

([87]) اقول: لا اشكال في تفسير العجل بالاول و البارئ بالامام و الانفس بالخلفاء بعد قول الامام 7 و اذا سمعت اللّه ذكر قوماً بسوء ممن مضي فهم عدوّنا الخبر فالعجل هو الاول لانّه هو الذي اتّخذوه الهاً حيث نصبوه و اتبعوا حلاله و حرامه و اقتدوا برأيه و هواه كماروي في تفسير قوله تعالي و اتّخذوا احبارهم و رهبانهم ارباباً عن ابي‏عبداللّه 7اما واللّه مادعوهم الي عبادة انفسهم و لو دعوهم الي عبادة انفسهم مااجابوهم ولكن احلّوا لهم حراماً و حرّموا عليهم حلالاً فعبدوهم من حيث لايشعرون الخبر ففي تفسير الامام قال رسول اللّه9 انّ اصحاب موسي اتخذوا من بعده عجلاً و خالفوا خليفته و ستتّخذ امتي بعدي عجلاً ثم عجلاً ثم عجلاً و يخالفونك ياعلي و انت خليفتي علي هؤلاء يضاهـون هؤلاء في اتخاذهم العجل و قدمرّ في المقدمة في الفصل الرابع و العشرين مايدل علي ذلك من الاخبار فالواجب عليهم بعد ذلك الرجوع و التوبة الي بارئهم و صانعهم و هو علي 7كماقال نحن صنائع اللّه و الخلق بعد صنائع لنا و قتل انفسهم و حقيقتهم و هم الخلفاء لانّهم اصل كل فاحشة و سوء فكما انّ الائمة: يكونون حقيقة الشيعة و حقيقة كل خير و برّ و الشيعة ظهورهم و تجليهم و نورهم و اثرهم كذلك الخلفاء يكونون حقيقة الكفار و الاشرار و هم اي الكفار و الاشرار و المشركون و النصاب ظاهرهم و تجليهم و ظلّهم.

([88]) اقول: و ذلك لانّ اللّه سبحانه هو الفاعل لمايشاء بمايشاء وحده وحده وحده لافاعل غيره كمااستقر عليه الضرورة و قدروي لامحرّك في الوجود الاّ اللّه و ليس الاّ اللّه و صفاته و اسماؤه فهو الضار النافع و هو السميع البصير و هو العليم الحكيم و هو التوّاب الرحيم فلاضار و لانافع و لاسميع و لابصير و لاعليم و لاحكيم و لاتوّاب و لارحيم سواه غاية الامر انّه سبحانه ابي ان‏يجري الاشياء الاّ باسبابها فيفعل مايشاء بمايشاء فهو الضار مثلاً لكن بالسم و النافع لكن بالترياق و السميع لكن بمحمّد 9 و العليم لكن بعلي7 و كذلك هو التوّاب لكن بمحمّد9 و الرحيم لكن بعلي 7 فلايتوب احد من خلقه الي احد منهم الاّ الي اللّه و لايتوب احد من الخلق علي احد منهم الاّ اللّه عليهم و لذلك حلّي الخبر بالالف و اللام الدالتين علي الاستغراق فقال و هو التواب الرحيم و من ذلك الباب ماتري من اخبار القرءان محلاّة بالالف و اللام.

([89]) اقول: و الشاهد العيان علي هذا البيان ان كان لك عينان قوله 7 انّما الاعمال بالنيات و قوله بنياتهم خلّدوا الخبر فيصحّ نسبة الفعل الي الاشخاص و ان لم‏يظهر ذلك منهم الي العالم الظاهر بعد الرضا و القصد و النية كمافعل اللّه سبحانه هنا قال 7الراضي بجرح الجريح كجارحه و قال9 الدال علي الخير كفاعله و قال9 من امر بمعروف او نهي عن منكر او دل علي خير او اشار به فهو شريكه و من امر بسوء او دلّ عليه او اشار به فهو شريكه الخبر.

([90]) اقول: و قدعنونّا لهذه المسألة فصلاً خاصاً في المقدمة و هو الفصل الحادي‏عشر و ذكرنا فيه اخباراً جمة واردة في هذا المضمار و نذكر هنا منها واحدة فعن الرضا 7 انّ المأمون سأله فقال له ماتقول في الرجعة يااباالحسن فقال الرضا 7 انّها الحق و قدكانت في الامم السالفة و قدقال رسول اللّه9 يكون في هذه الامة كل ماكان في الامم السالفة حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة الخبر.

([91]) اقول: لانّهم يعملون بسنن الخلفاء و وزر عملهم عليهم لانّهم مؤسسوا تلك السنن قال 7 من سنّ سنة سيئة فعليه وزرها و وزر من عمل بها الي يوم القيمة.

([92]) اقول: بدّل الظالمون قول اللّه عزّوجلّ فاتخذوا غير علي 7 باب حطة ذنوبهم فتوجهوا الي غيره مع انّه سبحانه جعل الباب اياه دون غيره كمافي احاديث كثيرة و قدمر قوله 7 نحن باب حطتكم قال9 انا مدينة العلم و علي بابها و في الكافي قال رسول اللّه9 في خبر مهزم الاسدي انا المدينة و علي الباب و كذب من زعم انّه يدخل المدينة لا من قبل الباب و كذب من زعم انّه يحبّني و يبغض علياً الخبر و عن علي 7 انا باب اللّه الذي يؤتي منه ادخلوا الباب سجداً اغفر لكم خطاياكم و عنه 7في خطبة انا باب حطة و عن النبي9 انّ علياً باب اللّه الاكبر فمن اراد اللّه فليدخل الباب فامر اللّه سبحانه ان‏يدخلوا البيوت من ابوابها دون ظهورها كمافعل بنواسرائيل و هو قوله 7دخلوها باستاههم.

([93]) اقول: جعل اعلي‏اللّه‏مقامه العصي مقام الولاية و الحجر مقام العصمة لانّ للعصي جهتين جهة الي الرب و هي جهة التي يتّكئ عليها و تكون متّكاة لكل من تعصّي و تتّكئ عليها قال اللّه تبارك و تعالي هي عصاي اتوكّأ عليها الاية و جهة الي النفس و هي التي يرعي بها الغنم غنم الرعية و يهشّ بها عليها و هو قوله تعالي و اهشّ بها علي غنمي و لي فيها مئارب اخري و كذلك الولاية لها جهتان جهة الي الرب و هي كونها محل اتكاء النبوة و محل ظهورها و بروزها و تجليها و تعينها و تشخصها و جهة الي النفس و هي كونها متعلقة بالرعية نازلة اليهم ترحماً عليهم و هي التي بها ترعاهم و تسوق الي كل رزقهم و اما جعله مقام الحجر مقام العصمة العصمة الكبري لانّ الحجر في كل عالم اسفل مواليد ذلك العالم و ادونها و هو مقام الارض و في العالم الاعلي الاعلي العصمة الكبري هي الارض المقدسة و الحجر المكرّم و لانّ الحجر بارد يابس و هي بالنسبة الي الولاية الحارة اليابسة باردة يابسة بلحاظ فهي في مقام الانوثية و الولاية في مقام الذكورية.

([94]) اقول: و ذلك لانّ العين المنفجرة من ضرب الولاية بالعصمة و تزويجها منها هو الامام 7لامحالة فانّه هو العين الذي يكون مشرباً لجميع الخلائق و يجب لجميع الخلق الرجوع اليه و الورود عليه و الشرب من علومه الظاهرة منه التي هي رزق اللّه النازل و قدامرنا اللّه في تلك الاية بالاكل و الشرب منه قال  7 في الزيارة السلام علي نفس اللّه القائمة فيه بالسنن و عينه التي من عرفها اطمأن الخبر علي ان‏يكون المراد من العين النهر و ان كانت ظاهرة في الحقيقة لكن كلمات الائمة لها سبعين معني فيمكن الاستدلال بها عليها و قال 7 في بعض خطبه انا عين اللّه الخبر و ان كان الظاهر من الخبر انّ المراد منها هنا العين الناظرة لكن لاطلاقها يمكن الاستدلال بها هنا و قال علي 7 ايضاً في حديث طارق بن شهاب الامام العين الغزيرة و عين اليقين و حقيقته و في بعض زيارات القائم 7السلام عليك يا عين الحيوة و هذان صريحان في مانحن فيه و قدمر مايدل علي ذلك في المقدمة في الفصل الثالث و العشرين.

([95]) اقول: لاتفسدوا في ارض العلم و الدين بتحريفهما و تبديلهما و تأويلهما الي خلاف مااريد منها و قدمر وجه تأويل الارض بالعلم و الدين في قوله تعالي لاتفسدوا في الارض في تلك السورة.

([96]) اقول: كمايدل علي ذلك خبر الزنديق الذي سأل علياً عن بعض معضلات القرءان و مماسأله عنه قوله انّمااعظكم بواحدة قال ماهذه الواحدة الي ان قال علي 7 و اما قوله انّمااعظكم بواحدة فانّ اللّه جلّ‏ذكره انزل عزائم الشرايع و ايات الفرائض في اوقات مختلفة فكان اول ماقيدهم به الاقرار بالوحدانية و الربوبية و الشهادة بان لااله الاّاللّه فلمّااقرّوا به تلاه بالاقرار لنبيه بالنبوة و الشهادة له بالرسالة فلمّاانقادوا لذلك فرض عليهم الصلوة ثم الصوم ثم الحج ثم الزكوة و مايجري مجريها فقال المنافقون هل بقي لربك علينا شي‏ء اخر يفرضه فيذكره لتسكن انفسنا انّه لم‏يبق غيره فانزل اللّه تعالي قل انّمااعظكم بواحدة يعني الولاية فانزل انّما وليكم اللّه و رسوله و الذين امنوا الاية الخبر.

([97]) اقول: اعلم انّك ماتري في خلق الرحمن من تفاوت فجميع عوالمه يكون علي حسب هذا العالم فكما انّ لهذا العالم ارض و افلاك و كرسي و عرش كذلك لعالم النفوس الذي هو احد العوالم ارض و افلاك و كرسي و عرش ثم اعلم انّ كل عالم ينبغي ان‏يكون جميع اجزائه مناسبة مشاكلة فاذا كان العالم جسمانياً ينبغي ان‏يكون جميع اجزائه من العرش الي الفرش جسمانياً و ان كان نفسانياً ينبغي ان‏يكون جميع اجزائه نفسانياً و ان كان عقلانياً ينبغي ان‏يكون جميع اجزائه عقلانياً فعالم النفوس الذي يكون من مواليده الانسان المدرك الشاعر يكون سماؤه و كرسيه و عرشه بل و ارضه ايضاً شاعرة دراكة عاقلة و كما انّ السماء هنا ابسط من الارض كذلك هنالك سماؤه و كذلك مواليده السماوية كمواليد سماء هذا العالم ايضاً ابسط و اوحد من مواليده الارضية و من مواليد ارض عالم النفوس النباتات و هي العلوم الظاهرة المتكثرة و الكثرات هذا و طعام كل طاعم ينبغي ان‏يكون علي حسبه فان كان الطاعم ذاكثرة و تعدّد ينبغي ان‏يكون طعامه كذلك و ان كان الطاعم ذاوحدة و تفرّد يكون طعامه ايضاً كذلك فطعام مواليد افلاك عالم النفوس هو طعام واحد و هو المنّ و السلوي الذي هو ظاهر الولاية و تجليه كما انّ طعام مواليد ارض عالم النفوس هو الكثرات.

بالجملة فظهر مماذكرنا سرّ تأويل طعام واحد بعلم الولاية و تأويل مماتنبت الارض من البقل و القثّاء و الفوم و العدس بالعلوم الظاهرة و الكثرات قال الباقر 7 في قوله تعالي فلينظر الانسان الي طعامه الاية قال علمه الذي يأخذه عمن يأخذه و قال الصادق 7في قوله تعالي و ممارزقناهم ينفقون اي و مماعلّمناهم يبثون و قال 7ايضاً في قوله تعالي و اللّه يرزق من يشاء قال يعني ولاية علي 7 الي غير ذلك من الاخبار التي تدل علي انّ المراد من الرزق في الباطن العلم و الولاية لعلي 7 و هي كثيرة جداً و الحاصل انّ الطعام في الباطن بمعني العلم و الطعام الواحد علم الولاية و علم الحق الذي هو نقطة كثرها الجهال و النور الذي يقذفه اللّه في قلب من يحبّ و الاطعمة المتعددة من البقل و القثاء و غيرهما علوم ظاهرية متكثرة و قدمرّ مادل علي انّ المراد من الواحدة الولاية.

([98]) اقول: قال ابوعبداللّه 7 في حديث داود بن فرقد نحن الايات و نحن البينات و الاخبار في ذلك متواترة و ذلك في يومنا هذا و للّه الحمد كالضروريات بل من ابين الضروريات و اوضح البديهيات حتي انّه عقد الكليني; لذلك باباً و ذكر فيه بعض الاخبار الصريحة في ذلك و قدذكرنا نحن ايضاً بعض اخبارها في المقدمة في الفصل الثالث و العشرين.

([99]) اقول: و ذلك لانّ النبيّين جمع محلي‏باللام يفيد العموم و الاستغراق اي جميع النبيين و قتل الجميع لايتصور الاّ بقتل محمّد9 كما انّ قتل جميع الكفرة لايمكن الاّ بقتل الشيطان الاعظم الاتري انّك لاتقدر علي اطفاء الانوار الاّ باطفاء السراج و علي اخماد النيران الاّ باطفاء النار المطلق و من انواع قتله اذاعة احاديثه كماروي عن الصادق  7 في هذه الاية واللّه ماقتلوهم بايديهم و لاضربوهم باسيافهم ولكن سمعوا احاديثهم فاذاعوها فاخذوا عليها و صار قتلاً و اعتداء و معصية و سيأتي لذلك زيادة بيان و تحقيق قال النبي9 اما النبيون فانا و اما الوصيون فاخي علي و في شرح الزيارة عن محمّد بن سليمان عن ابي‏عبداللّه 7 انّه قال لابي‏بصير يابامحمّد لقدذكركم اللّه في كتابه فقال فاولئك الي و حسن اولئك رفيقاً فرسول اللّه9 في الاية النبيون و نحن في هذا الموضع الصديقون و انتم الصالحون الخبر و في تفسير علي بن ابراهيم و اما قوله و من يطع اللّه و الرسول فاولئك مع الذين انعم اللّه عليهم من النبيين انتهي فقال النبيون رسول اللّه9 الخبر و يقول القائم 7حين يظهر و يسند ظهره علي البيت من اراد ان‏ينظر الي ادم و شيث فها انا ذا ادم و شيث و من اراد ان‏ينظر الي نوح و سام فها انا ذا نوح و سام و من اراد ان‏ينظر الي ابراهيم و اسمعيل فها انا ذا ابراهيم و اسمعيل الي اخر الخبر و هو طويل و قال 7 اولنا محمّد اوسطنا محمّد اخرنا محمّد كلنا محمّد الخبر فالحكم الجاري علي احدهم يجري علي الباقين فيصح الاستدلال بخبر القائم علي انّ المراد من النبيين في الباطن محمّد9 .

([100]) اقول: قيّد اعلي‏اللّه‏مقامه الايمان بالايمان الظاهر لقوله تعالي بعد من امن باللّه.

([101]) اقول: قيد الايمان هنا بالايمان الحقيقي لمكان قوله تعالي سابقاً انّ الذين امنوا.

([102]) اقول: تفسير اليوم الاخر بالقائم لانّه اخر الائمة : او لانّه امام اهل اخرالزمان او لانتهاء اخرالزمان اليه او لظهوره في اخرالزمان قبل الرجعة و سيأتي خبر في هذه السورة في قوله تعالي اياماً معدودات يدلّ علي اطلاق لفظ الايام علي الائمة: .

([103]) اقول: اعلم انّ الولاية قدظهرت في عالم الافئدة بالمحبة و المعرفة و البراءة بالبغض و العداوة و ظهرتا في عالم العقل بالرجاء و اليقين و الجحود و الانكار و في عالم النفس بالخوف و العلم و بالجهل و ظهرت الولاية في عالم الظاهر بالاوامر و العبادات و الطاعات و الاعمال الحسنة و البراءة بالنواهي و الاجتناب عن الاعمال السيئة قال 7انا صلوة المؤمنين و صيامهم و قال من اقام الصلوة فقداقام ولايتي بالجملة فالولاية هي العمل الصالح الذي يكون سبب النجاة التي من وجدها لم‏يفقد عملاً و من فقدها لم‏يجد عملاً.

([104]) اقول: و ذلك قوله 7 رب الارض امام الارض و قدمرّ سائر شواهده في الفصل الحادي و العشرين.

([105]) اقول: انماجعل باطن الفضل رسول اللّه9 لانّه اية فضل اللّه علي جميع العالمين و رحمته العامة و فضله الشامل لجميع الكائنات و نوره المشرق علي تمام العرصات و جعل باطن الرحمة علياً 7 لانّه رحمة اللّه علي الابرار و نقمته علي الكفار و بيان ذلك في الجملة من المبدأ انّ اللّه سبحانه احد و الاحد جلّ‏شأنه نسبته الي الكل علي حد سواء ليس شي‏ء اقرب اليه من شي‏ء اخر و هو النافذ باحديته في جميع امكنة وجودية خلقه و اولي بكل شي‏ء من كل شي‏ء و اوجد في كل شي‏ء من كل شي‏ء و اقرب الي كل شي‏ء من كل شي‏ء فلمّاخلق مبدأ النور بقوته استضاء و اشرق علي القوابل الامكانية و بقوته استشرق من تلك القوابل مااستعدت لقبول تلك الانوار و لمّاخلق مبدأ الظلمة بحكم المقابلة و تمام النور بنعمته اظلم و انتشر في عرصات الامكان حتي اظطلم بظلمتها بنعمته ماكان مستعداً للاظطلام و لاشكّ انّ هذين المبدئين في عرصة التشريع فجميع اهل الانوار مرجعهم الي مبدأ النور و لهم مادة نورية يشتركون فيها و صورة من اعتقادهم و علمهم و عملهم بها يمتازون و لكل درجات مماعملوا و الاعتقادات الحقة و الاعمال الصالحة هي رحمة اللّه الرحيمية المخصوصة للابرار و ذلك قول الصادق 7انّ اللّه خلق المؤمن من نوره و صبغه في رحمته فالمؤمن اخو المؤمن لابيه و امه ابوه النور و امه الرحمة و ذلك انّ مبدأ النور مركب من مادة و صورة و ذلك المبدأ هو نفس اللّه التي يكتب عليها الرحمة قال و رحمتي وسعت كل شي‏ء فسأكتبها للذين يتقون و يؤتون الزكوة و الذين هم باياتنا يوقنون و صارت مادته النور لظهوره من نفسه و اظهاره رحمة اللّه و خفاياها الكامنة في خزائنها و صورته الرحمة لانّ بها تنعمه و ترقيه و دوامه و بقاؤه و قوته و قدرته و قبوله الصفات الربوبية و اسماءها.

و لمّاكان مركباً من الجهتين ظهر في عالم التفصيل بشخصين و كثرة الاشخاص بعدد جهات حقيقة النوع فشخص يكون الغالب عليه جهة المادة التي هي الاب و هو محمّد9 و شخص يكون الغالب عليه جهة الصورة التي هي الامّ و هو علي 7 قال النبي9انا و علي ابوا هذه الامة فسمّي احدهما بنور السموات و الارض و فضل اللّه لانّ النور فضل المنير و هو ماغلب عليه جهة المادة و هو محمّد9 و الاخر برحمة اللّه المكتوبة و هو ماغلب عليه جهة الصورة و هو علي 7 فقال اللّه سبحانه و لولا فضل اللّه عليكم و رحمته و قال قل بفضل اللّه و رحمته فبذلك فليفرحوا و قال و لولا فضل اللّه عليكم و رحمته ما زكي منكم من احد فالحاصل لولا محمّد9 و علي 7لكنتم من الخاسرين لانّكم خلقتم من نورهما فلولاهما لم‏تكونوا موجودين و كنتم باقين خاسرين في عرصة العدم و الامتناع قال الباقر و الصادق و الكاظم: في قوله تعالي قل بفضل اللّه و رحمته و في قوله تعالي لولا فضل اللّه عليكم و رحمته الاية انّ فضل اللّه محمّد9 و رحمته علي 7.

([106]) اقول:  اعلم انّ «من» تدخل غالباً في المادة كقولك خلقت الكوز من الطين و صغت الخاتم من الفضة قال اللّه سبحانه خلق الجان من مارج من نار و قال خلقتني من نار و خلقته من طين فقوله عزّوجلّ فويل لهم مماكتبت ايديهم يعني ويلهم و جهنمهم خلقت من كتابة ايديهم و من كسبهم و عملهم كما انّ جنة المؤمنين مخلوقة من كتابة ايديهم و كسبهم و عملهم فان كان الكتابة خيراً و كسباً حسناً فيخلق منها الجنة و ان كانت شراً و عملاً سيئاً فيخلق منها الويل و جهنم قال 7 الجنة قاع صفصف ليس فيها عمارة فاكثروا من غراس الجنة في الدنيا و عن النبي9 لمّااسري بي الي السماء دخلت الجنة فرأيت فيها قيعان و رأيت فيها الملائكة يبنون لبنة من ذهب و لبنة من فضة و ربّماامسكوا فقلت لهم مالكم ربمابنيتم و ربماامسكتم فقالوا حتي تأتونا النفقة فقلت و مانفقتكم قالوا قول المؤمن في الدنيا سبحان‏اللّه و الحمدللّه و لااله الاّاللّه و اللّه‏اكبر فاذا قال بنينا و اذا امسك امسكنا الخبر و اما قوله اعلي‏اللّه‏مقامه من كتب شيئاً اتباعاً لغيره و امتثالاً لحكمه فقدكتب بيده الخ فمعناه انّ كاتب الكتاب بيده هو كاتبه بهوي نفسه و رأيه و اما كاتبه باملاء اللّه فهو كاتب بيد اللّه كما انّ كاتبه باملاء الشيطان هو كاتبه بيد الشيطان و الويل لمن كتبه بيده يعني هو نفسه او بيد الشيطان يعني باملائه و اما من كتبه بيد اللّه اي املائه فليس له ويل.

([107]) اقول: قدجعل اعلي‏اللّه‏مقامه باطن العهد الولاية حيث قال اما الشيعة فقداتخذوا عند اللّه عهداً و هو الولاية لقول ابي‏جعفر 7 في حديث طويل فأتاه اي النبي9جبرئيل فقال له يامحمّد انّ اللّه عزّوجلّ يقرؤك السلام الي ان قال و ذكّرهم مااخذت عليهم من بيعتي و ميثاقي الذي واثقتهم به و عهدي الذي عاهدت اليهم من ولاية وليي و مولي كل مؤمن و مؤمنة علي بن ابي‏طالب الخبر و لقول اميرالمؤمنين  7 قال رسول‏اللّه9 انّ اللّه خلق الاسلام فجعل له عرصة و جعل له نوراً و جعل له حصناً و جعل له ناصراً فاما عرصته فالقرءان و اما نوره فالحكمة و اما حصنه فالمعروف و اما انصاره فانا و اهل‏بيتي و شيعتنا فاحبّوا اهل‏بيتي و شيعتهم و انصارهم فانّه لمّااسري بي الي السماء الدنيا فنسبني جبرئيل 7 لاهل السماء استودع اللّه حبي و حب اهل‏بيتي و شيعتهم في قلوب الملئكة فهو عندهم وديعة الي يوم القيمة ثم هبط بي الي الارض فنسبني لاهل الارض فاستودع اللّه حبي و حب اهل‏بيتي و شيعتهم في قلوب مؤمني امتي فمؤمنوا امتي يحفظون وديعتي في اهل‏بيتي الي يوم القيمة الا فلو انّ الرجل من امتي عبد اللّه عزّوجلّ عمره ايام الدنيا ثم لقي اللّه عزّوجلّ مبغضاً لاهل‏بيتي و شيعتهم مافرّج اللّه صدره الاّ عن النفاق الخبر.

فمن اتخذ عند اللّه ذلك العهد لايعذب في الاخرة لكي يكون خالداً فيها و ان عذب فيعذب بايام معدودة لانّ خطيئات هذا الرجل و سيئاته عرضية فيعذب بها مادام متلبساً بها في هذه الدنيا و في البرزخ و اما في الاخرة فيدخلون الجنة و يشهد بذلك الخبر المروي عن الصادق 7 قال 7 واللّه مااخاف عليكم الاّ البرزخ فاذا صار الامر الينا فنحن اولي بكم الخبر و مافي فصل‏الخطاب عن عمرو بن يزيد قلت لابي‏عبداللّه7 انّي سمعتك و انت تقول كل شيعتنا في الجنة علي ماكان فيهم قال صدقتك كلهم واللّه في الجنة قال قلت جعلت فداك انّ الذنوب كثيرة كبار فقال اما في القيمة فكلكم في الجنة بشفاعة النبي المطاع او وصي النبي ولكنّي اخاف عليكم في البرزخ قلت و ماالبرزخ قال القبر حين موته الي يوم القيمة الخبر فعهد من الشيعة بالولاية و انقطاع العذاب دون غيرهم قال العسكري 7 في تلو قوله تعالي اتخذتم عند اللّه عهده انّ عذابكم علي كفركم بمحمّد و دفعكم الامامة في نفسه في علي 7 و سائر خلفائه و اوليائه منقطع غيردائم بل ماهو الاّ عذاب دائم لانفاد له فلاتجترؤا علي الاثام و القبايح من الكفر الخبر.

([108]) اقول: و التنوين في سيئة للتعظيم و التفخيم كمافي قوله تعالي من قتل نفساً بغير نفس و السيئة العظيمة و المعصية الكبيرة التي هي سبب الخلود في النار هي ولاية الاعداء التي هي اصل كل سيئة فمن اتي‏بها و كسبها فقدأتي بجميع السيئات و كسب كل الخطيئات فهو من اصحاب النار نعوذباللّه منها قال الامام 7 في تفسيره السيئة المحيطة هي التي تخرجه عن جملة دين اللّه و تنزعه عن ولاية اللّه و هي الشرك باللّه و الكفر بنبوة محمّد رسول اللّه و الكفر بولاية علي بن ابي‏طالب ولي اللّه كل واحدة من هذه سيئة تحيط به اي تحيط باعماله فتبطلها و تمحقها الخبر و في الكافي عن الصادق  7في قوله تعالي من كسب سيئة و احاطت به خطيئته قال اذا جحد امامة علي 7 الخبر.

([109]) اقول: السيئة لاتحيط الانسان و لاتحدقه الاّ اذا دخلت قلبه بالذات فاذا دخلته تصدر من جميع اعضائه و جوارحه و مشاعره الظاهرة و الباطنة لانّها كلها تابعة له كما اذا دخلت الحسنة القلب احاطت به المبرات و احدقته الخيرات و لذلك ورد حبّ علي حسنة لاتضر معها سيئة و بغضه سيئة لاتنفع معها حسنة و سر ذلك انّ الحب لاتصدر عنه سيئة الاّ بالعرض فبعد رفع الاعراض ترفع السيئات و هو قول الامام 7 و ذلك اذا جحدوا امامة اميرالمؤمنين 7 .

([110]) اقول: قدمرّ وجه تفسير النار بالاول سابقاً في قوله تعالي اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون و مرّ اخباره في الفصل الرابع و العشرين من فصول المقدمة فان اردت فراجع.

([111]) اقول: و سر ذلك انّ انكار الحق و الجحود به لايتعقل الاّ بانكار اهله و الجحود بهم و انكارهم و جحودهم هو انكار اللّه اذ لايتعقل انكاره جلّ‏شأنه الاّ هكذا فجحود اهل الحق الذين جحودهم هو جحود اللّه هو الكفر دون غيره اذ من الاجماعيات انّ انكار اللّه هو الكفر لاغير و هكذا ينكر اللّه سبحانه او المراد من الحق هو علي 7 لقول النبي9 الحق مع علي و علي مع الحق يدور حيثما دار فجحوده الذي هو جحود اللّه هو الكفر لاغير ففي الزيارة من جحدكم فقدجحد اللّه انتهي و روي لايخلد اللّه في النار الاّ اهل الكفر و الجحود و اهل الشرك و الضلال.

([112]) اقول: لم‏يذكر المتعلق لوضوح انّ مطلق الايمان غيرمقصود لانّ الايمان بمعني التصديق و التصديق من رجل و لو كان كافراً مشركاً لايصير سبب دخول الجنة و الخلود فيها فالمراد من الايمان هو الايمان بالولي او المتعلق اللّه اي والذين امنوا باللّه كماهو الاظهر فلم‏يذكر في اللفظ لمامر من وضوح الامر فجعل اعلي‏اللّه‏مقامه المتعلق الولي من باب الباطن فانّ باطن اللّه هو الولي و ذلك لانّ الايمان بالذات المبرّاة عن الاوصاف و المنزهة عن درك الابصار لايتعقل فالمعقول هو الايمان بالذات الظاهرة و هي لم‏تظهر الاّ في الولي و بالولي 7 قال 7 انا الذات انا الذات في الذوات و قال في صفة النفس التي هي للائمة فهي ذات اللّه العليا و شجرة طوبي و سدرة المنتهي الخبر هذا و قدمرّ مراراً انّ الايمان باللّه لايتعقل و لايمكن الاّ هكذا فعن الصادق 7 انّه قال في تفسير قوله تعالي و ليعلمنّ اللّه الذين امنوا يعني بولاية علي 7 و عنه 7 ايضاً في قوله تعالي الذين امنوا و لم‏يلبسوا ايمانهم بظلم يعني امنوا بولاية علي 7 و لم‏يخلطوا ولايتهم بعلي 7 بولاية فلان و فلان فانّه التلبّس بالظلم و في تفسير العسكري 7 في قوله تعالي ياايها الذين امنوا بالذين امنوا بتوحيد اللّه و نبوة محمّد رسول اللّه9 و بامامة علي 7ولي اللّه.

([113]) اقول: الصالحات جمع محلّي بالالف و اللام و هو يفيد العموم و الاستغراق اي جميع الاعمال الصالحة و ذلك لايحصل الاّ بالولاية و البراءة اللتين هما اصلها و اسّها و جميعها من ظهوراتهما و تجلياتهما و افرادهما و سرّ ذلك انّ تمام الشريعة و كلها لايخلو اما اذن و امر او نهي و زجر و العمل بالصالحات يحصل بايتمار الاوامر و الانزجار عن النواهي و جميع ماامر به في الشرع العمل به من فروع الولاية لانّه من الخير و البر و هي اصله و معدنه و مأواه و منتهاه و جميع مانهي عنه من فروع البراءة و هي اصله و معدنه فمن اتي بهما فقد اتي بجميع الاعمال الصالحة و عمل بجميع ماامر و انزجر عن كل مانهي عنه و من فقدهما فقدفقد جميعها الاتري انّ من اتي بالماء المطلق فقد اتي بجميع المياه و من فقده فقد فقـد كلها.

([114]) اقول: اعلم انّ لكل شي‏ء ذاتاً و حقيقة و افراداً و ظواهر و الذات و الحقيقة هي الاصل و الجوهر و الافراد و الظواهر هي التجليات و الانوار و ذلك في كل شي‏ء فالجنة لها اصل و حقيقة و ذات و هي علي 7فانّه ان ذكر الخير كان اصله و معدنه و مأواه و منتهاه و الجنة خير لامحالة فهو 7 اصله و ذاته فهو الذات و الذات في الذوات و لها افراد و ظهورات و تجليات و هي القصور و الاشجار و الانهار و الحور و الغلمان فباطن الجنة هو علي 7لانّ الباطن كمامر في المقدمة هو اجراء ما في الاثار في مؤثرها كاجراء الجنة الظاهرة بالقصور و الاشجار و الانهار و العلوم و المعارف في مؤثره الذي هو علي 7 و لذلك ورد في اخبار كثيرة و زيارات متعددة انّه اصل الجنة و صاحبها و قسيمها ففي خبر سلمان قال اميرالمؤمنين 7 و انا صاحب اللوي محمّد صاحب المفاتيح و انا صاحب الجنة و النار محمد صاحب الوحي و قال انا قسيم الجنة و النار و قال في صفة النفس التي هي للائمة : فهي ذات اللّه العليا و شجرة طوبي و سدرة المنتهي و جنة المأوي فافهم.

([115]) اقول: اعلم انّ للوالدين استعمالات فمرة يطلق علي الوالدين الظاهرين و هم الاب و الام و مرة يطلق علي الاستاد و المعلّم و مرة يطلق علي محمّد و علي8 و من البيّن انّ افضلهما محمّد و علي8 ثم الاستاد و المعلّم ثم الاب و الام و سرّ ذلك الاستعمال انّ الوالد هو الذي يكون الولد من صلبه و هو اصل له و الولد جزؤه كمايشهد به قوله سبحانه و جعلوا له من عباده جزءاً و هو الذي يكون مادة الولد و خميرته منه و صورته و اعضاؤه و جوارحه من الوالدة و هو الذي يربّي الولد و يعلّمه و يحسن تربيته و يجود اخلاقه و يتكفل اموراته و يعطي نفقته و مابه حيوته و تعيّشه و هو الذي يدفع عنه شرّ الظلمات و صدمة الافات و الخشونات و ضرر غير الملائمات و يحفظه عن الحرق و الغرق و الضلالة في التيه و امثالها و الاستاد و المعلّم ايضاً يكون العالم الذي تعلم منه من صلبه و هو اصله و مادته و المتعلم جزؤه و هو الذي يكون مادة المتعلم و خميرته منه و هو الذي قد ربّاه و علّمه و احسن تربيته و اجاد في اخلاقه و تكفل جميع اموراته التي به حيوته و تعيّشه في الدنيا و البرزخ و الاخرة و اعطي نفقته التي هو العلم و دفع عنه شرّ الشكوك و الشبهات و اخرجه من ظلمة تيه الظنون و الاحتمالات و حفظه عن الحرق بنار الوساوس و التعشقات الباطلة و الغرق في بحر الفتن و الضلالة في تيه العلوم الباطلة الضالة و امثالها الّلهم انّي اسألك بحق اشرف خلقك محمّد9 ان‏تصونني في حضانة هذين الابوين و لاتجعلني عاقّهما و اجعلهما راضيين عني و اغفرلي المعاصي الصادرة مني بالنسبة اليهما فانّها من اعظم معاصي و اجمع بيني و بينهما في الدنيا و البرزخ و الاخرة و اغفرلهما كماربّياني صغيراً انّك انت الغفور الرحيم.

بالجملة اذا عرفت انّ الاستاد هو الوالد فمحمّد الذي هو الاستاد الاعظم المطلق و المعلّم الاجل الاكرم الحق و كذا علي7 افضل الوالدين و اشرفهما و اجلّهما و اكرمهما قال النبي9 انا و علي ابوا هذه الامة و قال علي7 يا سلمان انا ابو كل مؤمن و مؤمنة فهما الابوان الذاتيان الحقيقيان المقرونان بالتوحيد في قوله عزّوجلّ و قضي ربّك الاّتعبدوا الاّ ايّاه و بالوالدين احساناً المذكوران في قوله ايضاً و وصّينا الانسان بوالديه حسناً فالمؤمن ابن محمّد و علي عليهما و علي الهما السلام قال 7 انّ اللّه خلق المؤمن من نوره و صبغه في رحمته فالمؤمن اخو المؤمن لابيه و امّه ابوه النور و امّه الرحمة و شرح ذلك في‏الجملة انّ مبدأ النور مركب من مادة و صورة مادته نور اللّه و صورته رحمة اللّه المكتوبة و صارت مادته النور لظهوره من نفسه و اظهاره رحمة اللّه و النور هو الظاهر من نفسه و المظهر لغيره و صارت صورته الرحمة لانّ بها تنعّمه و ترقّيه و دوامه وبقاؤه و قوته و قدرته و قبوله الصفات الربوبيّة و لمّاكان ذلك المبدأ مركّباً من هذين تفصل في عالم التفصيل الي الشخصين فشخص غلب عليه جهة المادة التي هي الاب و شخص غلب عليه جهة الصورة التي هي الام فسمّي احدهما بمحمّد و الاخر بعلي ثم تولد منهما جميع المؤمنين في عالم التشريع و جميع الكائنات في عالم التكوين فبلحاظ هما ابوا جميع مادخل عرصة الوجود و بلحاظ هما ابوا المؤمنين فقط قال الامام العسكري 7 قال رسول اللّه9 افضل والديكم و احقّهما بشكركم محمّد و علي الخبر فان كان المخاطب بكم جميع الامة و جميع الاناسي فهو علي اللحاظ الثاني و ان كان الفرقة الناجية فعلي اللحاظ الاول و قال في حديث اخر الوالدين محمّد و علي 8 و ليس هناك موضع التفصيل اكثر مماذكرنا.

([116]) اقول: قال7 فمن المال مواساة اخوانك المؤمنين و من الجاه ايصالهم الي مايتقاعسون عنه لضعفهم عن حوائجهم المقرّرة في صدورهم و بالقوة معونة اخ لك قدسقط حماره او جمله في صحراء او طريق و هو يستغيث فلايغاث تعينه حتي تحمل عليه متاعه و تركبه و تنهضه حتي يلحق القافلة و انت في ذلك كلّه معتقد لموالاة محمّد و اله الطيبين.

([117]) اقول: و ذلك تفسير عجيب غريب و بيان لطيف شريف و وجهه انّ المراد من «كم» انفسكم فالمعني لاتسفكوا دماء انفسكم ايها الخلائق و لاشك انّ انفس جميع الكائنات و حقيقة جميع المذرؤات هم الائمة: اذ هم الانفس اللاتي من عرفها فقدعرف اللّه و من جهلها فقدجهل اللّه قال 7 اعرفكم بنفسه اعرفكم بربّه و قال من عرف نفسه فقدعرف ربّه السلام علي نفس اللّه القائمة فيه بالسنن او المراد من «كم» الانفس و هي كناية كنّيت عنها و قدعرفت انّ انفس الخلائق هم الائمة :.

([118]) اقول: و ذلك لانّ اخراج الانفس: ابعادهم عن انفسهم لعنهم‏اللّه و ديار قلوبهم و سبيهم و السبّ انواع و منها القول بالابعاد و الاخراج و السبي.

([119]) اقول: و وجه هذا البيان و التفسير انّ الدار هي التي تسكن فيها الانسان و التي تسكن فيها الكفر و الايمان هي القلب لوجوب المناسبة بين الساكن و المسكن و المتمكّن و المكان و النازل و المنزل فهو الدار فالمعني لاتخرجوا انفسكم الذين هم ال‏محمّد من قلوبكم بان‏تعادوهم و تسبّوهم و تخرجوهم من قلوبكم فانّ الواجب الاعتراف بولايتهم و التزام محبتهم و ملازمتهم و استقرارهم في قلوبكم.

([120]) اقول: هذا التفسير من باب الباطن فانّ الباطن كماذكرنا في المقدمة هو اجراء مافي الاثار في المؤثرات و لاشك انّ اصل الدنيا الملعونة و حقيقتها و مؤثرها هي ولاية

 

 

 

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 212 *»

الخلفاء لانّها من الشر و هي اصل كل شر كما انّ ولاية علي 7 اصل كل خير و الاخرة المرغوبة فيها من الخير في الزيارة ان ذكر الخير كنتم اوله و اصله و فرعه و معدنه و مأواه و منتهاه و قال 7 نحن اصل كل خير و من فروعنا كل برّ و اعداؤنا اصل كل شرّ و من فروعهم كل قبيح و فاحشة هذا و الدنيا مقدمة علي الاخرة و الاخرة مؤخرة عنها و ولاية الخلفاء كانت مقدمة علي ولاية علي 7 في الدنيا و حيوة الدنيا كلها باطلة و زخرف و هي دار فناء و زوال و عرض و مرض فهي ولاية الخلفاء التي تنتهي في هذه الدنيا و في الاخرة يتبرّؤن منها كماقال اللّه سبحانه و اذ تبرّء الذين اتبعوا من الذين اتبعوا الاية و اما الاخرة فهي الحق الثابت الباقي بعد فناء كل شي‏ء و هي دار ثبات و خلود و قرار و حقيقة و استقرار فهي ولاية علي 7 التي تبقي ابد الدهر لاتزول و لاتحول و انماجعل اعلي‏اللّه‏مقامه باطن الحيوة الولاية و ظاهر الولاية الحيوة اما ولاية علي 7فظاهرة لانّها الحيوة الابدية التي بها تعيّش الناس في الاخرة التي هي دار خلود و بقاء فمن استشعرها و استبطنها و استظهرها فهو مؤمن حي باقٍ لايطرؤ عليه الفساد و الزوال و هو متحرك مريد مدرك حساس و من تخلي عنها فهو ميّت كافر ليس له حس و لاحركة و لاارادة و لاشعور فله عين ولكن لايبصر بها و له اذن لكن لايسمع بها و له قلب ولكن لايفقه بها و اما ولاية الخلفاء فلانّهم قداحيوا الناس في الظاهر و اخرجوهم من الكفر و اليهودية و النصرانية و المجوسية الي الاسلام ظاهراً او لانّهم طهّروا ظاهر ابدان متابعيهم و لذلك خصّ الشارع في معاشرتهم ظاهراً و المماشاة معهم فهم في الظاهر احياء و اطهار و لذلك يحيون غيرهم و يطهرونهم او لانّهم حيّوا ظاهر ابدان اظلالهم يعني جعلوها علي هيئة الصلوة و الصيام و الزكوة و الحج فهم احياء يعني مصلون صائمون مزكون حاجّون ظاهراً و اما في الباطن فهم ميتون و عن جميع الاعمال الصالحة عرون بالجملة و قدعرفت مماذكرنا انّ ولايتهم ايضاً حيوة ولكن لماكان خلافتهم و ولايتهم ظاهرية فكانت حيوتها ايضاً ظاهرية فعن الباقر 7 في قوله تعالي من كان يريد الحيوة الدنيا و زينتها قال يعني فلاناً و فلاناً و عن المفضل بن عمر قال قلت لابي‏عبداللّه 7في قوله تعالي بل تؤثرون الحيوة الدنيا قال ولايتهم و الاخرة خير و ابقي قال ولاية اميرالمؤمنين الخبر.

([121]) اقول:  يدل علي ملازمة الكفر الجحود ايضاً قوله سبحانه و مايجحد باياتنا الاّ كل ختّار كفور.

([122]) اقول: عباده جمع مضاف يفيد العموم اي جميع العباد و هو علي 7لانّه المتقلب في جميع الصور كيف يشاء و المتجلي بها حيثما شاء فاذا نزل شيئاً عليه فكانّما انزل علي جميع العباد او لانّه 7 حقيقتهم و اصلهم فاذا نزل عليهم شيئاً فقدانزل عليه 7لانّه هو الذي القي في هويتهم مثاله و اظهر عنهم افعاله فهو العباد حقيقة واقعاً و التعدد في عالم الافراد و التجليات فاذا قطع النظر عنها يري عبد مطلق سارٍ متجلٍّ في جميع العباد و هو علي 7 كماقال علي 7 في خبر سلمان انا اتقلب في الصور كيف اشاء من رءاهم فقدرءاني و من رءاني فقدرءاهم و نحن في الحقيقة نور اللّه الذي لايزول و لايتغير الخبر و لايخفي انّ «من» علي المعني الاول بيانية و علي الثاني جنسية او تبعيضية هذا و مقام العبودية مقام عظيم و خطب جسيم و حمل ثقيل و خطر جليل ليس شأن كل احد بل هو مخصوص بالنبي و اله الطيّبين الطاهرين ثم بعدهم بالانبياء المرسلين صلوات‏اللّه عليهم‏اجمعين بل هو اعظم من مقام النبوة و الرسالة و لذلك تقدمه علي الرسالة في صلواتك فتقول اشهد انّ محمداً عبده و رسوله فالعبد الواقعي الذي يصدق عليه ذلك الاسم علي الحقيقة هو علي 7 و الائمة من ولده: ففي الزيارة اشهد انّك جنب اللّه و بابه و انّك حبيب اللّه و وجهه الذي يؤتي منه و انّك سبيل اللّه و انّك عبداللّه و اخو رسول اللّه9 الزيارة و لك ان‏تقول الكناية في عباده ترجع الي فضله و هو محمّد9كماروي في تفسير قوله تعالي قل بفضل اللّه و برحمته فبذلك فليفرحوا الفضل محمّد9 و الرحمة علي 7 فالمعني ان‏ينزل اللّه من فضله علي من يشاء من عباد ذلك الفضل الذي هو محمّد9 و هو علي 7 لقوله انا عبد من عبيد محمّد و علي هذا «من» تبعيضية و يمكن ان‏تكون بيانية ايضاً نظراً الي انّه 7 هو المتجلي في جميع العباد كمامرّ.

([123]) اقول: قيّد اعلي‏اللّه‏مقامه الكفر بالكفر بالولي لانّ الكفر في اللغة بمعني الجحود و

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 216 *»

الستر و الجحود المطلق و الستر الغيرالمقيد لايصير سبب استحقاق سخط القائم 7فالكفر الذي يصير سبب استحقاق العذاب هو الكفر باللّه الذي لايتعقل الكفر به الاّ بالكفر بعلي 7 الذي هو وليه و نوره اذ من البديهيّات انّ ستر الشي‏ء و الجحود به و الكفر به بعد معرفته و معرفة ذات اللّه غيرممكنة و غيرمعقولة قال اللّه عزّوجلّ لاتدركه الابصار و هو يدرك الابصار و هو اللطيف الخبير و قدعلمت مماذكرنا في خلال هذا التفسير الشريف انّ معرفة اللّه هي معرفة محمّد و علي و الهما : فالكفر به جلّ‏وعزّ هو الكفر بهم:بل لايتعقل الكفر به سبحانه الاّ هكذا اي بالكفر بالعلي الكبير و الولي الخبير ففي الزيارة من جحدكم كافر يعني من جحدكم يا ال‏محمّد دون غيركم يعني هذا الشرف مخصوص بكم دون غيركم فانّكم للّه لاغيركم قال اللّه تعالي الحمدللّه رب العالمين يعني محمّد9له سبحانه فجميع مايصنع بكم يصنع باللّه و جميع مايصنع باللّه يصنع بكم و قال الصادق 7 عند قوله تعالي سأل سائل بعذاب واقع للكافرين بولاية علي 7 ليس له دافع ثم قال واللّه هكذا نزل بها جبرئيل 7 و قال الباقر 7 في قوله تعالي انّ الذين كفروا و صدّوا عن سبيل اللّه الاية هم بنوامية الذين صدوا عن ولاية علي 7 و عنه 7في قوله تعالي و يقولون للذين كفروا قال يعني الائمة الضلال و الدعاة الي النار و عن الصادق 7 في قوله تعالي فلمّاجاءهم ماعرفوا كفروا به فلعنة اللّه علي الكافرين قال في تفسيرها في الباطن لمّاجاءهم ماعرفوا في علي 7 كفروا به فقال اللّه فيهم فلعنة اللّه علي الكافرين يعني بني‏امية فانّهم الكافرون في بطن القرءان و قدمر بعض شواهده في المقدمة في الفصل الثالث و العشرين. و من هذا يعلم وجه تقديم الكافرين علي عذاب مهين فانّه للحصر و التخصيص يعني عذاب مهين مخصوص بكافري علي 7دون غيرهم.

ثم اعلم انّ الشي‏ء لايتأثر و لاينصدم الاّ من شي‏ء مثله في اللطافة و الكثافة كماهو ظاهر مشهود الاتري انّ الحجر لاينصدم الاّ من حجر مثله غاسق و الهواء لايتأثر الاّ من هواء مثله و هكذا فالجسم العرضي لاينصدم الاّ من جسم عرضي مثله و لاينصدم من المثال اللطيف و لا من المادة و الطبع و النفس و الروح و العقل و كذلك المثال لاينصدم الاّ من مثال مثله و لاينصدم من سائر المراتب و المادة لاتنصدم الاّ من مادة مثله و لاتنصدم من سائر العوالم و هكذا فالاناسي الذين هم مخلوقون من عالم النفوس لاينصدمون و لايتأثرون الاّ مماهو مثلهم في اللطافة و يناسبهم في كونه من عالمهم فالانسان الشاعر المدرك العالم الذكور الحليم المتفكر لاينصدم من الحجر الغاسق الدنياوي و النار العرضية الدنياوية و انمايتألم و ينصدم من النار الاخروية التي هي سخط القائم و غضبه و نقمته و لذلك جعل اعلي‏اللّه‏مقامه باطن العذاب سخط القائم و الشاهد علي ذلك انّ الانسان لايسخط و لايغضب الاّ اذا غلب عليه النار التي هي الصفراء في العالم الصغير و لذلك تري الصفراويين كلهم غضوب ساخط اللّهم الاّ من خرج عن عرصة الطبايع بالجملة فقدعلمت مماذكرنا انّ العذاب هو سخط القائم 7 و لك ان‏تقول انّ العذاب المهين سخطه 7 دون العذاب غيرالمهين نظراً الي انّ للعذاب دركات كما انّ للنعيم درجات فاسفل دركات العذاب الذي هو جزاء الكافرين سخط القائم 7 لانّ الكفر اعظم المعاصي فجزاؤه اعظم فهو العذاب الاليم المهين و اما سائر انواع العذاب فلايتصف بهذه الصفة كما انّ سائر الجنان مثلاً لايتصف بالعدن فالجحيم اعلاها النار و الحية و العقرب و الثعبان و الحميم و الغسلين و امثالها و اسفلها سخط القائم و غضبه و نقمته كما انّ الجنة اعلاها التنعم بلقاء اللّه و اسفله الاثمار و الانهار و الاشجار و القصور و الحور و الغلمان و لذلك قال اللّه سبحانه جنات تجري من تحتها الانهار قال 7 الجنة اعلاها العلم و اسفلها الاكل و الشرب و قال اذا تنعّم اهل الجنة بالجنة تنعّم اهل اللّه بلقاء اللّه.

([124]) اقول: يظهر من هذا الحديث الشريف و من قوله 7 الراضي بجرح الجريح شريك جارحه و لعلّي نقلته بالمعني انّ الراضي بعمل هو العامل به و ذلك لانّ اصل العمل هو النية و القصد و الرضا غاية الامر ظهوره في عالم الظاهر لايتعقل الاّ بعمله و فعله بالاعضاء و الجوارح.

([125]) اقول: قدمرّ سابقاً وجه جعله اعلي‏اللّه‏مقامه باطن موسي محمّداً9 و باطن العجل الاول و يدل علي ذلك مزيداً علي ماذكرنا هنالك قوله سبحانه خرّ موسي صعقاً فلمّاافاق قال سبحانك تبت اليك و انا اول المؤمنين فانّ محمّداً9هو اول المؤمنين باجماع الفريقين دون غيره و قوله 9 اما النبيون فانا و اما الصديقون فاخي علي و قول الكاظم 7 الاول بمنزلة العجل و الثاني بمنزلة السامري و قول الباقر 7 انّ علياً قال لابن‏عباس اتشهد انّ النبي 9 استخلف ابابكر قال ماسمعت الاّ انّه اوصي اليك فقال 7فهلاّ بايعتني قال اجتمع الناس علي ابي‏بكر فكنت منهم فقال 7كمااجتمع اهل العجل علي العجل فتنتم الخبر و قدمر بعض شواهده ايضاً في المقدمة في الفصل الرابع و العشرين و اما وجه تفسيره الظالمين بالمشركين فلقوله تعالي انّ الشرك لظلم عظيم فيهود هذه الامة بعد مااخذوا بعد ذهاب النبي9 من هذه الدنيا الدنية العجل و هو الاول لعنه‏اللّه الهاً حيث اتبعوه و اقتدوا به و تخلفوا عن وصيه و هو علي 7 و جعلوه اخر الخلفاء فقداشركوا باللّه العظيم بجعلهم الشريك لعلي 7 و ظلموا انفسهم لانّه سبحانه غني عن اطاعتهم و امنٌ من معصيتهم فظلمهم علي انفسهم و انّماجعلنا الشرك باللّه الشرك بعلي 7 لانّه لايتعقل الشرك به سبحانه بل و لايمكن الاّ هكذا اي بجعل الشريك لعلي 7 بل لشيعته رضوان‏اللّه‏عليهم و ذلك بان‏يخلطوهم بعلماء السوء و يعرضوا عنهم و لم‏يتبعوهم او يجعلوهم اخرهم و بعدهم في امتثال اوامرهم و الانزجار عن نواهيهم قال رسول اللّه9 من ترك ولاية علي 7 كان ضالاً مضلاً و من جحد ولايته كان مشركاً يؤتي يوم القيمة بجاحده و هو اصم و اعمي و ابكم و في بعض الزيارات اشرك من ابغضكم و في بعضها و من حاربكم مشرك و قدمر بعض مايدلّ علي ذلك في المقدمة و لاسيما في الفصل العشرين.

([126]) اقول: و ذلك من قبيل قولك فلان لايسمع كلام فلان اذا لم‏يعمل بمقتضاه و هذا الاستعمال شايع في العرف.

([127]) اقول: القول بالعمل هو الفعل و قدصرّح القمي بذلك في غير ذلك الموضع و قدورد علي هذا قوله سبحانه اذيبيّتون ما لايرضي من القول اي ما لايرضي من الفعل بقرينة قوله بعد و كان اللّه بمايعملون محيطاً و في احاديث طهارة الغدران في دفع الماء قل بيدك هكذا اي ادفع الماء ليصفو ثم لايخفي انّ القول بالعمل و التكلم بلسان الحال اوضح الاقوال و ابينها و اظهرها و افصح الالسنة و ابلغها و اكملها و اتمها و ذلك لانّ القول باللسان اللحماني اما عربي او فارسي او تركي او هندي او سرياني او يوناني او رومي او افرنجي او غير ذلك من الالسنة و اللغات فان كان عربياً فلايعرفه غير العرب ممن ليس لسانه ذلك و كذا ان كان فارسياً او غيره و اما القول بالعمل فهو قول يعرفه اهل كل لسان و يقرؤه كل من كان عالماً بهذا البيان و بهذا الخط يكتب علي ناصية الكافر كافر حقاً و علي ناصية المؤمن مؤمن حقاً و لذلك يقرؤه اهل كل لسان كل بلغته و خطه.

([128]) اقول: كمايدل عليه خبر الامام العسكري عن الحسن بن علي8 انّ اللّه تعالي لمّاوبّخ هؤلاء اليهود علي لسان رسوله محمّد9 و قطع معاذيرهم و اقام عليهم الحجج الواضحة بانّ محمّداً سيد النبيين و خير الخلائق اجمعين و انّ علياً سيد الوصيين و خير من يخلفه بعده في المسلمين و انّ الطيبين من اله هم القوّام لدين اللّه و الائمة لعباد اللّه عزّوجلّ و انقطعت معاذيرهم و هم لايمكنهم ايراد حجة و لا شبهة.

([129]) اقول: كمايستفاد ذلك من بقية الخبر المذكور انفاً قال 7قولوا اللّهم امت الكاذب منا و من مخالفينا ليستريح منه الصادقون و لتزداد حجتك وضوحاً بعد ان قدصحّت و وجبت الخبر.

([130]) اقول: كونهم احرص في الخبر بيأسهم من نعيم الاخرة لانّ هذا النوع من الحرص علي الحيوة الدنياوية مذموم و اما الحرص عليها للاخرة فهو مرضي ممدوح و يعبّر عن الاول بالدنيا الملعونة و هو ماروي حب الدنيا رأس كل خطيئة و عن الثاني بالمرضية و المحبوبة و هو ماروي الدنيا بلغة الاخرة.

([131]) اقول: فالمعني من كان عدواً لجبريل فلاوجه له لانّه نزل القرءان علي محمّد باذن اللّه لا من عند نفسه فاكتفي بها عن الجواب و انّماجعل اعلي‏اللّه‏مقامه مرجع الكناية جبرئيل دون اللّه لقوله سبحانه بعد باذن اللّه فذلك يكشف من انّ الكناية ترجع الي جبرئيل.

([132]) اقول: مراده اعلي‏اللّه‏مقامه من الخبر الخبر المذكور انفاً و يدل علي ذلك ايضاً الخبر المروي عن الصادق7 قال و اتبعوا هؤلاء اليهود و النواصب ماتتلوا ماتقرأ الشياطين علي ملك سليمان و زعموا انّ سليمان بذلك السحر و التدبير و النيرنجات نال ماناله من الملك العظيم فصدّوهم به عن سبيل اللّه الخبر.

([133]) اقول: اعلم انّ جميع ماوقع في سالف الزمان اي زمن انبياء السلف يجب ان‏يقع في هذا الزمان اي زمان نبينا9 كماقال سبحانه ماتري في خلق الرحمن من تفاوت و قال النبي9و لتركبنّ سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة حتي انّهم لوسلكوا جحر ضبّ لسلكتموه فبمقتضي هذه الاية الكريمة و الرواية الشريفة ينبغي ان‏يقع جميع ماوقع من حكايات اليهود و النصاري و النواصب و نسبة السحر الي سليمان و نبذ التورية وراء الظهر و تعليم الشياطين الناس السحر و متابعتهم ماتتلوا الشياطين علي ملك سليمان و غير ذلك كلها جميعاً في زمان نبينا9 و قدوقع كلها من غير تبديل و تغيير حذو النعل بالنعل و قدعبّر اللّه سبحانه عن ذلك فقال نبذ فريق من الذين اوتوا الكتاب يعني كتاب الله الذي هو القرءان وراء ظهورهم و ذلك حين جمعه مولانا علي 7 و جعله في ثوبه فأتاهم به و قال هذا كتاب اللّه المنزل كلّه ليس فيه تحريف و تبديل و زيادة و نقصان فقالوا لعنهم‏اللّه ليس لنا احتياج بكتابك الذي جمعته و يكفينا كتاب اللّه الذي عندنا فقال 7فلاترون ذلك الي قيام القائم 7 كمايدل علي ذلك التفصيل خبر ابي‏ذر الغفاري انّه لمّاتوفي رسول اللّه9 جمع علي  7 القرءان و جاء به الي المهاجرين و الانصار و عرضه عليهم لما قداوصي بذلك رسول اللّه9فلمّافتحه ابوبكر خرج من اول صفحة فتحها فضائح القوم فوثب عمر و قال ياعلي اردده فلاحاجة لنا فيه فاخذه علي 7 و انصرف ثم احضروا زيد بن ثابت و كان قارياً للقرءان فقال له عمر انّ علياً جاءنا بالقرءان و فيه فضائح المهاجرين و الانصار و قدرأينا ان‏نؤلف

 

 

 

 

 

 

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 225 *»

القرءان و نسقط منه ماكان فيه فضيحة و هتكاً للمهاجرين و الانصار فاجابه زيد الي ذلك ثم قال فان فرغت من القرءان علي ماسألتم و اظهر علي 7 القرءان الذي الّفه اليس قدبطل كل ماعملتم ثم قال عمر فماالحيلة قال زيد انتم اعلم بالحيلة فقال عمر ما الحيلة دون ان‏نقتله و نستريح منه فدبّر في قتله علي يد خالد بن الوليد فلم‏يقدر علي ذلك الي ان قال فلمّااستخلف عمر سأل علياً 7 ان‏يدفع اليهم القرءان فيحرّفوه فيمابينهم فقال يااباالحسن ان كنت جئت به الي ابي‏بكر فأت به الينا حتي نجتمع عليه فقال علي 7هيهات ليس الي ذلك سبيل انّماجئت به الي ابي‏بكر لتقوم الحجة عليكم و لاتقولوا يوم القيمة انّا كنا عن هذا غافلين او تقولوا ماجئتنا به انّ القرءان الذي عندي لايمسه الاّ المطهرون و الاوصياء من ولدي فقال عمر فهل وقت لاظهاره معلوم قال علي  7 نعم اذا قام القائم الخبر.

بالجملة فهم يعني اليهود نبذوا الكتاب التورية وراء ظهورهم و اتبعوهم في ذلك يهود هذه الامة و نواصبهم فهم ايضاً نبذوا القرءان وراء ظهورهم و اتبعوا ماتلت الشياطين يعني الخلفاء علي ملك سليمان يعني محمّد9 من انّه ساحر كذّاب نعوذباللّه فالشياطين في هذا الزمان هم الخلفاء و سليمان فيه محمّد9 و لذا جعل اعلي‏اللّه‏مقامه و رفع‏في‏الخلداعلامه باطن الشياطين الخلفاء و باطن سليمان محمّد 9 و قدورد بذلك اخبار متعددة من العترة الطاهرة سلام‏اللّه‏عليهم ففي تفسير الامام  7 قال قال رسول اللّه9 في المنافقين من امّته هم شياطين يوحي بعضهم الي بعض زخزف القول غروراً و عن الصادق 7 في قوله تعالي اتخذوا الشياطين اولياء من دون اللّه قال اتخذوا ائمة دون ائمة الحق و في تفسير القمي عنه 7 في قوله تعالي و لايصدّنّكم الشيطان قال يعني الثاني الي غير ذلك من الاخبار و اما وجه جعله اعلي‏اللّه‏مقامه باطن سليمان محمداً9 فظاهر لانّه المتجلي فيه و في سائر انبياء السلف فهو ادم و نوح و عيسي و موسي و سليمان و ابراهيم و غيرهم قال القائم 7 من اراد ان‏ينظر الي ادم و شيث فها انا ذا ادم و شيث و من اراد ان‏ينظر الي نوح و سام فها انا ذا نوح و سام و وجه الاستدلال بهذا الخبر بعد ماورد انّهم من نور واحد و طينة واحدة ظاهر واضح و قال النبي9 اما النبيون فانا و لاشك انّ سليمان من النبيّين فهو سليمان و عن مناقب ابن شهراشوب سليمان 7 سخرت له الريح غدوها شهر و رواحها شهر يقال انّه غدا من العراق و قال بمرو و امسي ببلخ و اكرم محمّداً9بالبراق خطوته مدّالبصر و قال و علمنا منطق الطير و روي انّ الحمرة فجعت باخذ ولدها فجاءت الي النبي 9 و جعلت ترفّ علي رأس رسول اللّه9 فقال ايّكم فجع هذه فقال رجل من القوم انا اخذت بيضها فقال النبي9 ارددها و منه كلام البعير و العجل و الظبي و الشاة و الذئب و الضب و سخرت له الجن و الشياطين و قال للنبي9 قل اوحي الي انّه استمع نفر من الجن و قوله اذ صرفنا اليك نفراً من الجن و هم التسعة من اشراف الجن بنصيبين و ايمن من بني‏عمرو بن عامر منهم شصاة و مصاة و الهملكان و المرزبان و المازمان و نضاة و هاجبت و عمرو و بايعوه علي العبادات و اعتذروا بانّهم قالوا علي الله شططاً و سليمان كان يصفدهم لعصيانهم و نبيّنا اتوه طائعين راغبين و سأل سليمان ملكاً دنيّاً ربّ هب لي ملكاً و عرض مفاتيح خزائن الدنيا علي محمّد9 فردّها فشتان بين من يسأل و بين من يعطي فلايقبل فأعطاه الكوثر و الشفاعة و المقام المحمود و لسوف يعطيك ربك فترضي و قال لسليمان 7 فامنن او امسك بغير حساب و قال لنبيّنا مااتيكم الرسول فخذوه و مانهيكم عنه فانتهوا.

([134]) اقول: وجه الدلالة القاعدة الكلية المعروفة و هي انّ تعليق الشي‏ء علي صفة مشعر بالعلّيّة فكفر الشياطين لاتصافهم بصفة السحر و نفاه عن سليمان لعدم اتصافه بهذه الصفة.

([135]) اقول: تقييده اعلي‏اللّه‏مقامه الايمان بالايمان بالولي و الاتقاء بالاتقاء عن الاعداء لانّه من البديهيات انّ المراد من الايمان هو الايمان باللّه و الايمان باللّه و التصديق له علي نحو الحقيقة لايحصل الاّ بالايمان بالولي بل الايمان به جلّ‏وعزّ لايعقل الاّ هكذا اي بالايمان بالولي كمامرّ شرح امثاله مراراً و كذلك مطلق الاتقاء لايصير سبب الاجر و المثوبة و الترقي و الدرجة و انّمايحصل ذلك في الاتقاء عن الاعداء و التجنب منهم و التبعد عنهم لعنهم‏اللّه و لذلك ورد اخبار عديدة في كلي التقييدين فممّايدل علي التقييد الاول ماقاله في مرءاة الانوار من انّ كثيراً من الاخبار تدل صريحاً علي تأويل من امن بمن امن بالولاية و الامامة كمافي المناقب عن الصادق 7 انّه قال في تفسير قوله تعالي و ليعلمنّ الذين امنوا يعني بولاية علي 7 الخبر و في الكفاية عنه 7 ايضاً انّه قال في قوله تعالي الذين امنوا و لم‏يلبسوا ايمانهم بظلم يعني امنوا بولاية علي7 و لم‏يخلطوا ولايتهم بعلي بولاية فلان و فلان و فلان فانّه التلبّس بالظلم و في كتاب الصدوق عن الباقر7 انّه قال في حديث له انّ قوماً من امة النبي9 قبلوا عقد الولاية ظاهره لا باطنه فانزل اللّه تعالي الذين قالوا امنّا بافواههم و لم‏تؤمن قلوبهم الخبر و لقداجاد الشيخ في الكتاب المزبور حيث قال اما الايمان فهو في اللغة بمعني التصديق و الاذعان و شرعاً هو كذلك بالنسبة الي التوحيد و النبوة و الامامة و لمّاكان الاخير منها متمّماً للاولين بحيث لاينفعان بدونه و لايتمّ بل لايتحقق الايمان باللّه الاّ به كمابيّنّاه مفصلاً في المقالة الثانية من المقدمة الاولي اوّل الايمان في روايات كثيرة بل المتواترة بالولاية و بالامامة و بحبّ النبي و الائمة: انتهي و ممايدل علي التقييد الثاني قول علي 7 في قوله تعالي و اتقوا اللّه يعني اتقوا اللّه في ظلم ال‏محمّد و ترك ولايتهم و في كتاب البرقي عن الصادق 7 في قوله تعالي و اما من اعطي و اتقي قال اعطي الخمس و اتقي ولاية الطواغيت.

([136]) اقول: جعل اعلي‏اللّه‏مقامه باطن المشركين النواصب لانّ النصب الاقامة و المعاداة قال في الصحاح نصبت الشي‏ء اي اقمته و نصب لفلان اي عاداه فكل من عادي الائمة او نصب ائمة غيرهم فهو ناصب و الناصب هو المشرك كما انّ المشرك هو الناصب اما لانّه جعل للائمة: شريكاً في ولاية الامر و جعل الشريك لهم هو جعل الشريك للّه اذ هكذا يجعل الشريك للّه و بغير ذلك لايعقل فكما انّهم: عبادتهم عبادة اللّه و اطاعتهم اطاعة اللّه فجعل الشريك لهم هو جعل الشريك للّه و الشرك بهم هو الشرك باللّه و هكذا يشرك باللّه اي بالشرك بهم و اما لانّه رأي اللّه من غير مظهره و عبده من غير بابه و اطاعه من غير جهته فهو لم‏ير اللّه في الواقع و لم‏يعبده و لم‏يطعه و انّماعبد مع اللّه غير اللّه فهو مشرك باللّه فكل من نصب للّه خليفة و مظهراً و مسجداً و باباً و جهة غير الخليفة و المظهر و الباب و الجهة التي نصبها اللّه لنفسه فقداشرك باللّه قال الصادق 7في قوله تعالي و انّ المساجد للّه هم الاوصياء و الائمة واحد بعد واحد فلاتدعوا الي غيرهم فتكونوا كمن دعي مع اللّه احداً الخبر و اما لانّه ضادّ اللّه في ملكه حيث شاء فشاء اللّه خلافة الائمة و هو شاء خلافة غيرهم و شاء اللّه عداوة مبغضيهم و هو شاء عداوتهم و امر اللّه بمحبتهم و نفسه امرته بعداوتهم فهو قدجعل هواه و رأيه و ميله و مشيته شريكاً للّه فصار بذلك مشركاً به جلّ‏وعزّ الي غير ذلك من الوجوه ـ و من الوجوه جعل ائمة الباطل مقام ائمة الحق و تسميتهم بهم فانّ من فعل ذلك فهو مشرك فالناصب مشرك لانه فعل كذلك قال 7 في جواب من سأله عن ادني الشرك من قال للنواة انها حصاة و للحصاة انها نواة ثم دان به و منها انهم ابتدعوا رأياً في انكارهم

 

 

 

 

 

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 230 *»

علياً 7 و نصب العداوة له ثم احبوا عليه و ابغضوا قال ابوالعباس سألت اباعبدالله 7عن ادني مايكون به الانسان مشركاً قال فقال من ابتدع رأياً فاحب عليه و ابغض عليه. منه غفرالله‏له ـ و بجميع تلك الوجوه يصح و يستقيم جعل باطن المشركين النواصب.

و قدورد علي هذا المعني و الباطن احاديث كثيرة منها مافي العيون عن الرضا 7قال الناصب مشرك و منها مافي الزيارة اشرك من ابغضكم و فيها ايضاً من حاربكم مشرك و منها مافي كنزالفوائد عن ابي‏ذر قال قال رسول اللّه9 من ترك ولاية علي كان ضالاًّ مضلاًّ و من جحد ولايته كان مشركاً و يؤتي يوم القيمة بجاحده و هو اصمّ و اعمي و ابكم و منها مافي الامالي عن سلمان الفارسي انّ رسول اللّه9 قال في حديث له من جهل الامام منا اهل‏البيت و عاداه فهو مشرك و ان جهل و لم‏يعاده و لم‏يوال له عدواً فهو جاهل و ليس بمشرك و منها مافي الكافي و الامالي و البصائر كل عن الباقرين8العائب علي علي في شي‏ء كالعائب علي اللّه و رسوله و المتقدم بين يديه و رسوله و الرادّ عليه في صغير او كبير علي حد الشرك باللّه و كذلك جري حكم الائمة بعده واحداً بعد واحد يجري لاخرهم مثل مايجري لاوّلهم الي غير ذلك من الاخبار بل اقول يمكن جعل بطن المشركين اعداء شيعتهم فانّهم هم النواصب و هم الرادون علي علي 7 في الواقع فهم مشركون قال الصادق 7 ليس الناصب من نصب لنا الي ان قال و انّما الناصب من نصب لكم و هو يعلم انّكم تتولونا و انّكم من شيعتنا الخبر و قال الصادق 7في مقبولة عمر بن حنظلة انظروا الي رجل منكم قدروي حديثنا و نظر في حلالنا و حرامنا و عرف احكامنا فارضوا به حكماً فانّي قدجعلته عليكم حاكماً فاذا حكم بحكمنا و لم‏يقبل منه فانّمااستخف بحكم اللّه و علينا ردّ و الراد علينا الراد علي اللّه و هو علي حد الشرك باللّه و قال 7 لابي‏بصير الراد عليك هذا الامر كالراد علي رسول اللّه9 الخبر و قدعرفت من الاخبار السابقة انّ الراد علي رسول اللّه و علي8مشرك فالراد علي شيعتهم بدلالة هذا الخبر مشرك.

([137]) اقول: فانّ المراد من الاية الائمة و شيعتهم في الباطن كماروي عن الباقر 7 انه قال كان علي 7 يقول ماللّه عزّوجلّ اية اكبر مني و عنه 7ايضاً انّه قال في قوله تعالي اتتك اياتنا و قوله سبحانه و لم‏يؤمن بايات ربه الايات الائمة اي لم‏يؤمن بهم و تركهم معاندة فلم‏يتبع اثارهم الخبر و يشهد بذلك ايضاً صحيح الاعتبار فانّ الاية بمعني العلامة و الائمة: هم ايات اللّه و علاماته و مقاماته المشار اليها بقوله و بعلاماتك و مقاماتك التي لاتعطيل لها في كل مكان يعرفك بها من عرفك الدعاء كما انّ شيعتهم ايتهم و علامتهم و نورهم قال 7 شيعتنا منا كشعاع الشمس من الشمس.

بالجملة فمعني قوله عزّوجلّ ماننسخ من اية او ننسها نأت بخير منها او مثلها مانقبض من ائمة او شيعة و نذهب بهم من هذه الدار الفانية نأت بخير منه او مثله في مقامه يكون خليفته و القائم مقامه فانّ اللّه سبحانه لايخلي الارض من حجة كيما ان زاد المؤمنون شيئاً ردّهم و ان نقصوا اتمّه لهم كمافي اخبار عديدة ثم استدل علي الاتيان بالخير او المثل بانّه علي كل شي‏ء قدير و هذا مشعر بجلالة شأنهم و عظم مكانهم و علو مقامهم يعني انّ اللّه سبحانه لمّايكون قادراً علي كلّ شي‏ء يقدر علي الاتيان بالمثل و ليس ذلك شأن كل احد بل هو شأن اللّه القادر علي كل شي‏ء فانّهم فوق كل شي‏ء و كل شي‏ء مخلوق بهم فلايقدر احد علي الاتيان بمثلهم الاّ اللّه القادر علي كل شي‏ء و هذه الاية تؤمي بانّهم اول ماخلق اللّه و انّهم خلقوا من غير سبب مقدم عليهم و الاّ لكان ذلك السبب واسطة خلقهم ثم هم السبب لخلق كل الخلق كماقال ابوجعفر 7 نحن اول خلق اللّه و اول خلق عبد اللّه و سبّحه و نحن سبب خلق اللّه الخلق و سبب تسبيحهم و عبادتهم من الملائكة و الادميّين بالجملة و يكفي في فضلهم و عظم شأنهم انّهم مخلوقون بلاواسطة للّه القادر علي كل شي‏ء المالك للسموات سموات الوجود و الارض ارض الانيات او المالك للسموات سموات الحجج: و الارض ارض الشيعة فاذا كان مالكهم فكيف لايقدر علي الاتيان بمثلهم و ان كانوا في غاية العظمة و نهاية الرفعة.

([138]) اقول: مااوضح دلالة هذه الاية علي تأويل اللّه عزّوجلّ بولي فانّه يقول مالكم من دون اللّه من ولي فهو الولي دون غيره قال في اية اخري اللّه ولي الذين امنوا.

([139]) اقول: الدليل علي جعله اعلي‏اللّه‏مقامه باطن الكفر الاول قول الصادق 7 في قوله تعالي كرّه اليكم الكفر و الفسوق و العصيان قال يعني الاول و الثاني و الثالث الخبر حيث جعل الامام 7باطن الكفر الاول فقوله اعلي‏اللّه‏مقامه الاول اقتباس منه و قدمرّ مايدل علي ذلك في الفصل الرابع و العشرين من المقدمة و الدليل علي جعله اعلي‏اللّه‏مقامه باطن الايمان علياً 7 رواية القمي عن الصادق 7 انّه قال في قوله تعالي حبّب اليكم الايمان يعني علياً 7 و رواية فرات بن ابراهيم عن ابن‏عباس انّه قال انّ لعلي 7 في كتاب اللّه اسماء لايعرفها الناس منها الايمان كماقال سبحانه و من يكفر بالايمان فقدحبط عمله الخبر و قدمرّ مايدل علي ذلك في الفصل الثالث و العشرين من المقدمة.

([140]) اقول: يدل علي انّ باطن الامر القائم 7 نوعان من الاخبار الاول مايدل عليه علي نحو العموم و هو خبر طارق بن شهاب عن اميرالمؤمنين 7 انّه قال في حديث له انّ الامام روح قدسي و امر الهي و قال ايضاً انّ الائمة من ال‏محمّد اولياء اللّه المقربون و امره بين الكاف و النون و قال 7 ايضاً في تفسير قوله تعالي لكل امر حكيم انّ المراد منه الائمة:و في خبر ابراهيم بن مهزيار عن القائم 7 انّه قال في قوله تعالي اتاها امرنا ليلاً او نهاراً الاية نحن امر اللّه عزّوجلّ و جنوده الثاني مايدل عليه علي نحو الخصوص و هو الخبر المذكور في غيبة النعماني عن الصادق 7 انّه قال في قوله تعالي اتي امر اللّه الاية هو قيام القائم و قدمرّ مايدل علي ذلك في الفصل الثالث و العشرين من المقدمة.

([141]) اقول: يدل علي انّ باطن الصلوة الولاية مزيداً علي الرواية المزبورة خبر سلمان عن علي 7 انّه قال في حديث له قال اللّه عزّوجلّ استعينوا بالصبر و الصلوة و انّها لكبيرة الاّ علي الخاشعين فالصبر رسول اللّه9 و الصلوة اقامة ولايتي فمنها قال سبحانه و انّها لكبيرة و لم‏يقل انّهما لكبيرة لانّ الولاية كبيرة حملها الاّ علي الخاشعين و الخاشعون هم الشيعة الخبر و خبر جابر عن الباقر 7 في قوله تعالي و لاتجهر بصلاتك قال تفسيرها و لاتجهر بولاية علي 7 فهو الصلوة و قدمر بعض مايدل علي ذلك في الفصل الثالث و العشرين.

([142]) اقول: انّماجعل اعلي‏اللّه‏مقامه و رفع‏في‏الخلداعلامه باطن الزكوة البراءة من الاعداء لانّ الزكوة كمافي القاموس مااخرجته من مالك لتطهّره به و في المجمع الزكوة اما مصدر زكي اذا نمي لانّها تستجلب البركة في المال و التنمية و تفيد النفس فضيلة الكرم و اما مصدر زكي اذا طهر لانّها تطهّر المال من الخبث و النفس البخيلة من البخل ثم لاشك انّ خباثة الشي‏ء و عدم طهارته انّما هو لاختلاطه بالرجس النجس الدنس و انّمايطهر اذا اخرج عنه ذلك الرجس النجس و كذا ينمي و يزيد باخراج ذلك لانّ كل شي‏ء يقوي بماهو من جنسه من الاعراض و الاصول و يضعف بماهو ضده و مناف له من الاعراض و الفضول فاذا خلص لنمي و زاد البتة و لاشك انّ العرض مالم‏يكن من جنس المعروض عليه في النوع و من عالمه لايؤثر فيه و لايختلط به فلاينجسه و لايرجسه كماهو مبرهن في محله فالانسان المدرك الشاعر المكلّف المثاب المعاقب الذي مبني ايمانه علي الحب و البغض كماسئل ابوعبداللّه 7 عن الحب و البغض امن الايمان هو فقال 7 هل الايمان الاّ الحب و البغض الخبر يكون اعطاء الزكوة و اتيانه بها و تزكيته و تطهيره تخليص حبّه لال‏محمّد: و اخراج حبّ غيرهم الذي هو اصل جميع الارجاس و الانجاس و حقيقة كل الامراض و الاعراض و اعدائهم عن قلبه و التبرّي منهم و التبعد عنهم كما انّ تزكية البدن اخراج الادناس و الارجاس و الانجاس البدنية منه و تزكية المال اخراج شي‏ء معين منه بالجملة الحاصل انّ تزكية النفس و طهارتها و نماءها و ترقّيها في الدرجات العالية و تدرجها في المدارج الكريمة لاتحصل الاّ بالبراءة من الاعداء فهو اصل الزكوة و حقيقتها و باطنها.

([143]) اقول:  فسّر اعلي‏اللّه‏مقامه عند اللّه بظل العالي لانّ كل خير من نور العالي و ظله كمافي الزيارة ان ذكر الخير كنتم اصله و فرعه و معدنه و مأواه و منتهاه و في رواية ابن‏شاذان انّ الصادق 7 قال نحن اصل كل خير و من فروعنا كل برّ و في اخبار كثيرة انّا اصل كل خير و فروعنا طاعة اللّه و عدوّنا اصل الشر و فروعهم الفواحش و عن علي 7انا صلوة المؤمنين و صيامهم و في اخبار كثيرة نحن الصلوة و نحن الزكوة نحن الحج نحن الشهر الحرام و في الزيارات اشهد انّك قداقمت الصلوة و اتيت الزكوة و امرت بالمعروف و نهيت عن المنكر الي غير ذلك ممايدل علي انّ كل خير ظلّهم و نورهم و الظل عند ذي‏الظل لامحالة و النور عند المنير البتة و الشعاع لدي ذي‏الشعاع.

([144]) اقول: اعلم انّ الدليل علي ثلثة اقسام اما حكمة و اما موعظة و اما مجادلة بالتي هي احسن كماقال اللّه تعالي ادع الي سبيل ربّك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي احسن.

اما الحكمة فهي دليل الانّ و هي التي تكشف عن الحقيقة بلاغبار و يري الواقع بحقيقة الابصار و ذلك كأن‏تنظر بعين اللّه تعالي التي فيك و تري احديّته و بساطته التي يمتنع معها سويها عيناً و كوناً و امكاناً و اثباتاً و نفياً و حقيقة و اعتباراً فتعبر عمّارأيته بعينك فتقول انّ اللّه سبحانه ذات احدية بسيطة و لاشك انّ هذا الدليل لايحتاج الي دليل اخر

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 237 *»

اذ ليس فوق العيان بيان و اعلي من الشهادة و الايقان برهان اذ لم‏تره العيون بالابصار بل رأته القلوب بحقيقة الايمان.

و اما الموعظة الحسنة فكأن‏تستدلّ علي وحدانيته سبحانه بانّه لاشك و لاريب انّه لوكان في السموات و الارض الهة الاّ اللّه لفسدتا و لوكان فيهما اله واحد لانتظمتا و اتقنتا فاسألك ان‏تتفكر في نفسك هل الاولي و الاكمل ان‏يكون فيهما الهان مختلفان يذهب كل واحد بماخلق و يقع بينهما التشاجر و التحاكم و الفساد و النزاع و الهلاك او الاولي و الاكمل ان‏يكون فيهما اله واحد حتي ينتظما و يدوما و لايقع بينهما تشاجر و ترافع و فساد و هلاك لااظنك ان‏تقول بعد الفكر انّ الاولي و الاحسن و الاكمل الاولي بل الثانية اولي كماهو مشهود لمن له عينان و مكشوف لاهل الحكمة و الايقان بل لكل من جانب عن نفسه الاعتساف و استشعر الانصاف فلاشك انّ هذا الدليل ايضاً لايحتاج الي دليل اخر اذ اولوية ذلك و اكمليّته محسوس لكل احد و ليس له دليل ابين منه بعد الحكمة حتي يصير دليلاً و برهاناً له و قدالزم ابوجعفر 7 ابن ابي‏العوجاء بذلك الدليل و كذلك الزم ابوالحسن 7 رجلاً من الزنادقة كماروي خادم الرضا 7 قال دخل رجل من الزنادقة علي ابي‏الحسن 7 و عنده جماعة فقال ابوالحسن ايها الرجل ارأيت ان كان القول قولكم و ليس هو كماتقولون السنا و اياكم شرعاً سواء لايضرّنا ماصلّينا و صمنا و زكينا و اقررنا فسكت الرجل ثم قال ابوالحسن 7و ان كان القول قولنا و هو قولنا الستم قدهلكتم و نجونا فقال رحمك اللّه الخبر.

و اما المجادلة بالتي هي احسن كأن‏تستدل علي هذه المسألة بانّه سبحانه لو لم‏يكن واحداً و كان اشخاصاً عديدة لكانت متميزة بالبداهة و لكانت بينها ماتشترك فيه اذ لولم‏يكن بينهما جهة الاشتراك بالكلية لكان غير واحد منها معدوماً بالكلية او حادثاً و هو المدّعي و المفروض انّها اشخاص عديدة تشترك في الوجود و تختلف في الصفات فكل واحد منها مركب ممابه اشتراكها و ممابه افتراقها عن البواقي و كل مركب حادث باتفاق الحكماء و العلماء لانّ المركب محتاج الي اجزائه و هو غيرها و هكذا و لاشك انّ هذا النوع من الدليل يحتاج الي البرهان و الدليل حتي يصل الامر الي حيث يلزم الخصم و يستيقن و يحصل له في نفسه سكون و اطمينان مثلاً اذا استدللنا علي وحدته بانّه لو كان الهة عديدة لكانت متميزة يحتاج هذا الدليل الي دليل اخر و هو قولنا اذ لو لم‏يكن بينها جهة الاشتراك بالكلية لكان غيرواحد منها معدوماً بالكلية بالجملة فقدعرفت مماذكرنا انّ الحكمة و الموعظة لاتحتاج الي دليل بخلاف المجادلة و اما وجه دلالة الخبر علي ذلك انّه قال 7انّ اللّه جعل البرهان دليل الصدق و الايمان و لاشك انّ البرهان هو مايكشف عن الامر بوضوح البيان كمااشار اليه اعلي‏اللّه‏مقامه فالحكمة و الموعظة اللتان رأيت انّهما كاشفتان عن الواقع لاتحتاجان الي دليل اخر جعلتا دليل الصدق و الايمان ثم استثني 7 منها المجادلة فقال الاّ في الجدال بالتي هي احسن يعني انّه لايكشف عن الواقع فيحتاج الي دليل اخر يوضحه و يبينه.

([145]) اقول: قدورد في اخبار عديدة انّ المراد من الاحسان الاحسان في الولاية بان‏يحبّ الرجل محمّداً و اله حتي انّه ورد تأويل الحسنة بمودّتهم و السيئة ببغضهم فعن الباقر 7في قوله تعالي انّ اللّه يأمر بالعدل و الاحسان الاية قال العدل محمّد فمن اطاعه فقدعدل و الاحسان علي فمن تولاّه فقداحسن و المحسن في الجنة و عن الصادق 7 انّما الحسنة معرفة الامام و طاعته و السيئة انكار الامام الذي من اللّه و عنه  7 ايضاً في قوله تعالي من جاء بالحسنة الاية الحسنة واللّه ولاية علي 7 و السيئة واللّه عداوته و اتّباع غيره و في رواية اخري اقتراف الحسنة حبّنا اهل‏البيت الي غير ذلك من الاخبار و المقصود ان‏تعلم انّ متعلقات الاحسان الولاية و البراءة فالمراد من المحسن المحسن في الولاية و البراءة و الاّ فباقي الحسنات الظاهرية الدنيوية لايصير منشأ اثر و لاتسمّي صاحبها يوم القيمة بالمحسن فافهم.

([146]) اقول: قدمرّ حديث سابقاً انّ رب الارض امام الارض و عن القمي في تفسير قوله تعالي في سورة الزمر و اشرقت الارض بنور ربّها انّ الصادق 7 قال رب الارض يعني امام الارض و عن سليمان بن قيس عن علي 7 انّه قال في حديث له انا رب الارض الذي يسكن الارض به و في مناقب ابن‏شهراشوب جاء في تفسير قوله تعالي و سقاهم ربهم شراباً طهوراً يعني سيّدهم علي 7 و في البصائر عن الباقر 7 انّه قال في قوله تعالي و كان الكافر علي ربه ظهيراً انّ تفسيرها في بطن القرءان علي ماهو ربّه في الولاية و الرب هو الخالق الذي لايوصف فقدمر مايدل علي ذلك في الفصل الحادي و العشرين و الثالث و العشرين و غيرهما.

([147]) اقول: وجه تفسيره اعلي‏اللّه‏مقامه اليهود بالظاهر الباطل انّ شريعتهم بالنسبة الي شريعة النصاري كانت بمنزلة الجسد للروح و كان احكامهم احكاماً ظاهرياً لعدم نضج الزمان و صلاحيته لنفخ الروح فيه ثم لمّانضج في حضانة موسي علي‏نبيناواله و7 و استعدّ لتعلق الروح به و صلح لذلك تعلق به الروح يعني شريعة عيسي علي‏نبيناواله و7 فانّه بالنسبة الي شريعة موسي كالروح بالنسبة الي الجسد و

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

«* كشف الاسرار جلد 1 صفحه 240 *»

لاشك انّ الروح بالنسبة الي الجسد باطن و الجسد بالنسبة الي الروح ظاهر فاليهود ظاهريون و النصاري باطنيون لكن ظاهر باطل و باطن باطل لانّهم لوكانوا علي الحق لاعترفوا بنبوة محمّد9 و اذعنوا به و اعتقدوه و اما الشريعة الجامعة للظاهر و الباطن الحقين هو شريعة نبيّنا9 اذ المعني انّ اليهود ظاهر باطل يعني باطل ظاهر اي باطل ظاهرالبطلان لايخفي بطلانهم علي احد و النصاري باطن باطل يعني بطلانهم مخفي ليس بظاهر علي كل احد بل قدبطن و خفي علي كثير بطلانهم فهم باطل مخفي‏البطلان و هذا معني شريف من باب ظاهر الظاهر او وجه بطلانهما لانّ كل واحد من الظاهر و الباطن بدون الاخر باطل و الحق هو الظاهر مع الباطن و الباطن مع الظاهر قال ابوعبداللّه 7ياهيثم انّ قوماً امنوا بالسنتهم بالظاهر و كفروا بالباطن فلم‏ينفعهم شي‏ء و جاء قوم من بعدهم فامنوا بالباطن و كفروا بالظاهر فلم‏ينفعهم ذلك شيئاً و لا ايمان بظاهر الاّ بباطن و لابباطن الاّ بظاهر و قال 7لاظاهر الاّ بالباطن و لاباطن الاّ بالظاهر و الظاهر و الباطن مقرونان و خبر هيثم المزبور يؤمي الي ذلك التفسير الشريف حيث قال و جاء قوم من بعدهم فالمراد من القوم الاول القائلين بالظاهر اليهود و المراد من القوم الذين جاءوا من بعدهم القائلين بالباطن النصاري فانّهم جاءوا بعد اليهود فتفطن و لاتغفل عن هذه الاشارة في الخبر المزبور.

بالجملة فالظاهر الباطل في كل عصر يهود ذلك العصر و الباطن الباطل في كل عصر نصاري ذلك العصر فيهود هذه الامة الذين يأخذون بظواهر الاخبار و يردّون بواطنها و يأخذون بظواهر القرءان و يردّون بواطنه و ينكرونه و ينصبون العداوة للذين يأخذون بالظاهر و الباطن و نصاريهم الذين يأخذون بالباطن و يتركون الظاهر فيأوّلون جميع الشرايع الظاهرية و لايعملون بشي‏ء منها و يقولون نحن وصلنا الي الحقيقة و هذه التكليفات ليست علينا و انما هي علي السالك في اول سلوكه و اما المؤمنون بالظاهر و الباطن فهم العاملون بالظاهر المقرون بالباطن لايردّون الظاهر و لا الباطن فهؤلاء هم من امة محمّد9 حقاً و كم هم و هم الاقلون عدداً و الاعظمون خطراً اللّهم اجعلني منهم و من عبيدهم بحق محمّد و اله الطاهرين.

([148]) اقول: اذا علم مماذكرنا سابقاً و شرحنا من انّ المراد من اليهود الظاهر الباطل و من النصاري الباطن الباطل ولو في هذا العصر فالمراد من الكتاب في هذا العصر القرءان فانّهم مع انّهم يتلون الكتاب يأخذون اما بالظاهر فقط او بالباطن فقط مع انّ الكتاب يردّهم صريحاً و الدليل علي انّ الكتاب استعمل بمعني القرءان كثير جداً منها قوله تعالي الم ذلك الكتاب يعني القرءان لاريب فيه و منها الخبر المروي عن الباقر 7 في قوله تعالي فالذين اتيناهم الكتاب قال الكتاب القرءان المجيد.

([149]) اقول: و هو قوله و قال الذين لايعلمون لولا يكلّمنا اللّه او تأتيناالاية فانّها في الظاهر ايضاً علي اعتقاد جميع المفسرين في هذه الامة.

([150]) اقول: و ذلك ظاهر بيّن عند الحكماء فانّ اللّه سبحانه لايقترن بالاشياء و لايباشر الافعال بنفسه و انّمايفعل كل شي‏ء بسبب قال 7 ابي اللّه ان‏يجري الاشياء الاّ باسبابها و قال 7 و جعل لكل شي‏ء سبباً فهو سبحانه يحكم يوم القيمة بينهم فيماكانوا فيه يختلفون لكن بنفس من يختلفون فيه و هو علي الذي هو الولي 7تقول في الاذان و الاقامة اشهد انّ علياً ولي اللّه و هو الذي اختلفوا فيه عمّ يتساءلون عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون قال اي نبأ اعظم مني ليس الاختلاف في اللّه و لافي و انّما الاختلاف فيك ياعلي و ايته في هذا العالم ايضاً ظاهرة الاتري انّه ليس الاختلاف في الجسم الذي هو اية اللّه و لا في العرش الذي هو اية محمّد9 و انّما جميع الاختلافات و مبدء تفصيل الكثرات في الكرسي الذي هو في مقام الولاية بالجملة فالولي هو الحاكم بين الناس كيف لا و شيعته حاكمون كمافي مقبولة عمر بن حنظلة قال 7 انظروا الي رجل منكم قدروي حديثنا و نظر في حلالنا و حرامنا و عرف احكامنا فارضوا به حكماً فانّي قدجعلته عليكم حاكماً و في بعض الزيارات و بكم حكم اللّه و في اخري السلام عليكم ايّها الحاكمون بحكم اللّه و في تفسير فرات بن ابراهيم عن الباقر 7 قال انّ الائمة:هم الذين ببيّنات اللّه يحكمون.

([151]) اقول: تأويل المساجد و تفسيرها بالشيعة في بطن القرءان لانّ المسجد هو مكان الخضوع و محل الخشوع و قدامر اللّه سبحانه ضعفاء الشيعة بالخضوع و الخشوع عند كبارهم و اخذ العلوم و المعارف عنهم و انحاء رحل الطلب عندهم و التسليم لهم بانّهم باب اللّه و سبيله الذي يجب التعظيم و السجود و الركوع عنده او ذلك من باب انّ المسجد بيت اللّه و هم رضوان‏اللّه‏عليهم بيت اللّه الذي قداستقر فيه عرش استيلاء الرحمن قال 7 قلب المؤمن عرش الرحمن او استقر فيه نفسه التي من عرفها فقدعرف اللّه و هي اية اللّه العظمي و حجته الكبري قال 7 من عرف نفسه فقدعرف ربه و قال اعرفكم بنفسه اعرفكم بربّه و قال اعرف نفسك تعرف ربك او ذلك من باب انّهم مساجد اللّه الذين يذكر فيهم اسم اللّه العلي العظيم بمعني انّ من رأيهم تذكر اللّه عزّوجلّ جالسوا من يذكركم اللّه رؤيته و يرغبكم في الاخرة عمله و يزيد في علمكم منطقه او ذلك من باب انّ الشيعة ارض عالم الائمة بلحاظ و الانبياء سماء ذلك العالم و الخاتم عرشها و الولاية الكلية كرسيها و ذلك بان‏تجعل العقل الذي هو اول ماخلق اللّه الي النفس التي هي اخر عالم الغيب و ارضها عالماً واحداً فاذا كان الشيعة ارض ذلك العالم فهم مساجد اللّه لقول النبي9 جعلت لي الارض مسجداً و ترابها طهوراً او غير ذلك من الوجوه قال الصادق 7 في قوله تعالي انّ المساجد للّه هم الاوصياء و الائمة واحداً فواحداً فلاتدعوا الي غيرهم فتكونوا كمن دعي مع اللّه احداً الخبر و لاشك انّ الاوصياء من شيعة ال‏محمّد:قال اللّه تعالي و انّ من شيعته لابراهيم ولكن الخبر ظاهر في الائمة و المراد من الاوصياء هنا اوصياء محمّد9يعني الائمة: فلاتغفل.

([152]) اقول: معني الاية علي مافسره اعلي‏اللّه‏مقامه انّهم يمنعون الشيعة عن ذكر فضائل علي 7 و يعادونهم و ينسبونهم الي الكفر و الخروج من الدين و حلّية دمائهم و جواز سبي نسائهم عناداً و حقداً و بغضاً و قداخبر اللّه سبحانه في هذه الاية عنهم فقال و من اظلم من هؤلاء علي انفسهم و ذلك بناء علي ان‏يكون الكناية راجعة الي اللّه و اريد من لفظ الجلالة علي 7و هو غير عزيز في القرءان كمايشهد بذلك اخبار كثيرة فعن الطبرسي في الاحتجاج عن علي 7 انّه قال في حديث طويل انّ قوله تعالي و هو الذي في السماء اله و في الارض اله و قوله و هو معكم اينما كنتم و قوله مايكون من نجوي ثلثة الاّ هو رابعهم فانّمااراد بذلك استيلاء امنائه بالقدرة التي ركبها فيهم علي جميع خلقه و انّ فعلهم فعله و عن العياشي في تفسيره عن ابي‏بصير قال سمعت اباعبداللّه 7 يقول و لاتتخذوا الهين اثنين انّما هو اله واحد يعني بذلك و لاتتخذوا امامين انّما هو امام واحد و في كنز الفوائد للكراجكي عن علي بن اسباط عن ابراهيم الجعفري عن ابي‏الجارود عن ابي‏عبداللّه 7في قوله تعالي ءاله مع اللّه بل اكثرهم لايعلمون قال اي امام هدي مع امام ضالّ في قرن واحد و عن القمي في تفسير قوله تعالي و من يقل منهم انّي اله من دون اللّه انّ المراد من زعم انّه امام و ليس بامام و في الكافي عن جابر قال سألت الباقر 7عن قوله تعالي و من الناس من يتخذ من دون اللّه انداداً يحبّونهم كحبّ اللّه قال هم اولياء فلان و فلان اتخذوهم ائمة دون الامام الذي جعله اللّه للناس اماماً الي غير ذلك من الاخبار و قدعنونّا لذلك فصلاً برأسه في المقدمة و ذكرنا فيه ماصادفنا به من الاخبار و الاثار الواردة عن الائمة الاطهار.

و يشهد بذلك ايضاً دليل العقل و صحيح الاعتبار اذ لاشك و لاريب انّ لفظة اللّه اسم اللّه جلّ‏جلاله و اسم اللّه غير ذاته فهو خلقه اذ حق و خلق لاثالث بينهما و لاثالث غيرهما فاذا ثبت انّه خلقه فهو لامحالة اول خلقه و اشرف خلقه و ادلّ شي‏ء عليه لانّه اسمه الدال عليه و لاشك انّ اشرف خلقه محمّد و ال‏محمّد فهم اسماؤه جلّ‏جلاله كماروي نحن واللّه الاسماء الحسني التي امر اللّه ان تدعوه بها و في رواية اخري انّه سئل 7 هل كان اللّه عزّوجلّ عارفاً بنفسه قبل ان‏يخلق الخلق قال نعم قال يريها و يسمعها قال ماكان محتاجاً الي ذلك لانّه لم‏يكن يسألها و لايطلب منها هو نفسه و نفسه هو قدرته نافذة فليس يحتاج الي ان‏يسمّي نفسه ولكنّه اختار لنفسه اسماء لغيره يدعوه بها لانّه اذا لم‏يدع باسمه لم‏يعرف فاول مااختار لنفسه العلي العظيم لانّه اعلي الاشياء كلها فمعناه اللّه و اسمه العلي العظيم هو اول اسمائه علا علي كل شي‏ء انتهي بالجملة فعلمت ان‏شاءاللّه مماذكرنا من الاخبار انّ المراد من لفظ الجلالة علي 7 في الباطن و انّ الكناية راجعة اليه فاسم علي فضله لانّ الاسم فضل المسمي و الة تعرفه و سبب تعيّنه الاتري انّ الشي‏ء يعرف بفضائله و محاسنه و صفاته و كذا يعرف باسمائه ايضاً لانّ الاسم كماقال الرضا 7 صفة للموصوف و صفة الشي‏ء فضله فعلم مماذكرنا كلّه وجه جعله اعلي‏اللّه‏مقامه باطن المساجد الشيعة و باطن اسمه فضل علي 7 .

([153]) اقول: فانّهم في عصره عجّل‏اللّه‏فرجه لاستيلائه و غلبته و خوف الناس منه يدخلون علي الشيعة و يسجدون و يخضعون و يخشعون عندهم خوفاً منه عجّل‏اللّه‏فرجه.

([154]) اقول: تأويل الدنيا بالرجعة لانّها احد استعمالاتها فانّها كماتطلق علي الدنيا الظاهرة و الزمان تطلق علي الرجعة و البرزخ و الرجعة لمّاتكون في اول البرزخ و اخر الدنيا فهي قدتعدّ من الدنيا و قدتعدّ من الاخرة بالجملة الرجعة في عالم تسمي عناصر ذلك العالم بجابلقا و جابرصا و الاقليم الثامن و افلاكه بهورقليا يعني ملك اخر و الجنتان المدهامتان في هذه العرصة و ستظهران في الرجعة و يكون اكل المؤمنين يومئذ منهما و ذلك العالم ارضه الطف من محدب عرش هذا العالم و زمانه الطف من زمانه و لسنا الان بصدد شرحه و انّما المراد بيان وجه تأويل الدنيا بها اي الرجعة و قدعلمت انّها منها و من الزمان بلحاظ و من الاخرة بلحاظ اخر و عرفت انّ الرجعة احد استعمالاتها و تخصيصها بها هنا دون غيرها لانّ الخزي و الفضيحة بالتمام فيها لهم دون الدنيا و ان كان فيها ايضاً في زمان الظهور لهم خزي و فضيحة لكن تمامها في الرجعة فانّه حينئذ يقتل الشيطان و يطهر الارض من ارجاسه و انجاسه و ادناسه و الشاهد علي ذلك الاستعمال من الاخبار قول الصادق 7 في قوله تعالي انّا لننصر رسلنا في الحيوة الدنيا قال يعني في الرجعة قال لانّ كثيراً من الانبياء لم‏ينصروا و قتلوا في الدنيا و كذا الائمة فذلك في الرجعة الخبر.

([155]) اقول: قدذكرت مراراً في مطاوي هذا التفسير الشريف مايفهم منه هذا التأويل اللطيف فانّ المشرق و المغرب بكونهما للولي يكونان للّه و لايتعقل كونهما للّه الاّ هكذا بهم ملأت سماءك و ارضك حتي ظهر ان لااله الاّانت و هم الواقفون علي الطتنجين و الناظرون في المشرقين و المغربين قال ابوجعفر 7 قال اميرالمؤمنين 7 في حديث طويل و سوف ينصروني و يكون لي مابين مشرقها الي مغربها و في خبر سلمان و ابي‏ذر قال اميرالمؤمنين 7 انا كماقال لي رسول اللّه9 انت ياعلي ذوقرنيها و لك كلا طرفيها و لك الاخري و الاولي الخبر و في فصل‏الخطاب كتب الي العسكري 7 جعلت فداك روي لنا ان ليس لرسول اللّه9 الاّ الخمس فجاء الجواب انّ الدنيا و ماعليها لرسول اللّه9 و عن احمد بن محمّد بن عبداللّه عمن رواه قال الدنيا و مافيها للّه تبارك و تعالي و لرسوله و لنا فمن غلب علي شي‏ء منها فليتق اللّه و ليؤدّ حقّ اللّه تبارك و تعالي و ليبرّ اخوانه فان لم‏يفعل ذلك فاللّه و رسوله و نحن براء منه و في الكافي عن ابي‏بصير عن ابي‏عبداللّه 7 قال قلت له اما علي الامام زكوة فقال احلت يا بامحمّد انّ الدنيا و الاخرة للامام يصرفها حيث يشاء و يدفعها الي من يشاء الخبر الي غير ذلك من الاخبار التي تدل علي انّ له مغرب الدنيا و مشرق الاخرة او له المشرق و المغرب في الدنيا و البرزخ نظراً الي انّ الاخرة ليس فيها طلوع و غروب فليس فيها مشرق و مغرب.

([156]) اقول: للوجه معان عديدة منها المستقبل من كل شي‏ء و منها الجاه و منها القدر و المنزلة و منها سيد القوم كمايقال فلان وجه وجيه عند قومه اي ذوجاه و منزلة و سيدهم و منها اول زمان من الازمنة كقوله تعالي وجه النهار اي اوله و منها الجهة كقوله تعالي فثم وجه اللّه اي جهته التي امر بها و منها القصد كقوله تعالي و اقم وجهك اي قصدك و منها نفس الشي‏ء كمايقال كرّم اللّه وجهك اي كرمك و قيل منه قوله تعالي و كل شي‏ء هالك الاّ وجهه و قدصرح بجميع تلك المعاني بعض اهل اللغة و صرّح بها الشيخ في مرءاة الانوار و بجميع المعاني يصح ان‏يأول في بطن القرءان بخصوص بعلي 7 و بسائر الائمة:و النبي9 اما علي المعني الاول فلاشك انّهم مستقبل اللّه و وجهه بهم يستقبل اللّه بمااستقبل و بهم يفعل مايفعل و بهم يغفر من استغفره و يتوب علي من سأله التوبة و هم وجهه و اول مايري منه جلّ‏وعزّ لظهور اللّه فيهم و تجليه عنهم للخلق ففي خبر طويل قال اللّه تعالي خطاباً للنبي و الائمة: في عالم الذرّ جعلتكم استقبل بكم و اسأل بكم فكل شي‏ء هالك الاّ وجهي و انتم وجهي الخبر و اما علي المعني الثاني و الثالث و الرابع فلاشك ايضاً انّهم ذوجاه و منزلة و قدر عند الخلق و هم سيدهم المنصوب من اللّه فيهم و اما علي المعني الخامس فانّهم اول ظهور اللّه و اول تجليه للخلق اذ لايسبقهم سابق و لايطمع في ادراكهم طامع و اما علي المعني السادس فانّهم نفس اللّه القائمة فيه بالسنن و عينه و حقيقته التي من عرفها اطمأن كما انّ عيسي روحه و موسي كليمه اي الحقيقة الشريفة و النفس الكريمة المنسوبة الي اللّه ففي حديث المفضل انّ اللّه تعالي جعلهم يعني النبي و الائمة سبيله و وجهه الذي يؤتي منه و في خبر اخر قال 7 نحن وجه اللّه قال اللّه تعالي فاينما تولّوا فثمّ وجه اللّه و في توحيد الصدوق عن الصادق 7 انّه سئل عن قوله تعالي كل شي‏ء هالك الاّ وجهه قال دينه قال و كان رسول اللّه و اميرالمؤمنين دين اللّه و وجهه و نحن دين اللّه الذي يؤتي منه و عن كنزالفوائد عن الصادق 7 في الاية المذكورة قال نحن وجه اللّه الذي قال و لن‏يهلك يوم القيمة من اتي اللّه بما امر من طاعتنا و موالاتنا ذلك الوجه الذي قال اللّه كل شي‏ء هالك الاّ وجهه.

([157]) اقول: كمايرشد الي ذلك قوله كذلك قال الذين من قبلهم فالمراد من الذين من قبلهم اليهود و النصاري و المراد من الذين لايعلمون هذه الامة و مقابل الظاهر ان‏يكون المراد من الذين لايعلمون النصاري و من الذين من قبلهم اليهود او قوله ظاهراً مفعول لايعلمون اي لايعلمون ظاهراً من الحيوة الدنيا فضلاً عن الباطن فكأنه اشارة الي قوله تعالي يعلمون ظاهراً من الحيوة الدنيا و هم عن الاخرة هم غافلون ولكنّه بعيد.

([158]) اقول: تفسيره اعلي‏اللّه‏مقامه في بطن القرءان الحق بالتوحيد ظاهر لانّه لفظ يطلق علي اللّه سبحانه فيقال وجود الحق و ذات الحق و صفات الحق جلّ‏شأنه و افعال الحق جلّت‏عزته و منه الحق مع علي و علي مع الحق يعني اللّه جلّ‏شأنه مع علي و علي مع اللّه فانّه 7 من الصادقين و انّ اللّه مع الصادقين و ان اردت الارتقاء عن هذا المقام فقل علي 7 هو الصادق و انّ اللّه مع الصادقين

مافي الديار سواه لابس مغفر و هو الحمي و الحي و الفلوات

و اما تفسيره في بطن القرءان بالولاية فلانّ الحق جلّ‏شأنه لايوحّد الاّ في الحق و في مقام الحق 7 اي في مقام الولاية و به كمابرهنّا ذلك في مطاوي الكتاب في اشباهه و قدوردت اخبار كثيرة علي ذلك التفسير اي تفسير الحق بالولاية ففي مناقب ابن‏شهراشوب عن الصادق 7 في قوله تعالي قدجاءكم الرسول بالحق من ربّكم في ولاية علي 7 و في خبره الاخر عنه ايضاً 7 قال انّ ولاية علي 7 لحق اليقين و في حافظ ابي‏نعيم و غيره عن علي 7 انّه قال ناجيت رسول اللّه9 عشرت نجوات لمّانزلت اية النجوي فكان منها انّي سألته ما الحق قال الاسلام و القرءان و الولاية اذا انتهت اليك الي غير ذلك من الاخبار و انت اذا علمت مماذكرنا انّ الحق جلّ‏شأنه لايوحّد علي الحقيقة الاّ في مقام الولاية عرفت انّه يصح ان‏يكون الولاية عطفاً تفسيرياً علي التوحيد و لعل مراده اعلي‏اللّه‏مقامه ذلك فبناء علي هذا الولاية تفسّر التوحيد و يمكن ان‏يكون عطفاً منفصلاً و شيئاً برأسه ولكنّه بعيد.

([159]) اقول: و ذلك لانّ السؤال يستلزم ذكر المسئول عنه و التوجه و الاقبال اليه بل السؤال الحقيقي الدهري هو نفس التوجه و التذكر و الاقبال الي المسئول عنه و عدم السؤال هو الاعراض و النسيان غاية الامر انّه اي السؤال ظهر في هذا العالم الظاهر علي هيئة مخصوصة من تركيب الالفاظ و تأليف الكلمات و الحروف فمعني قوله سبحانه و لاتسأل عن اصحاب الجحيم اي اعرض عنهم و لاتقبل اليهم و انسهم و لاتذكرهم كمانسوك و اعرضوا عنك.

([160]) اقول: علة ذلك التقدير و سببه و وجهه هو قول ابي‏عبداللّه 7 انّ القرءان نزل بـ ٭ اياك اعني و اسمعي ياجارة ٭ و قوله 7 ايضاً في خبر اخر ماعاتب اللّه نبيّه فهو يعني به من قدمضي في القرءان مثل قوله و لولا ان‏ثبّتناك لقدكدت تركن اليهم شيئاً قليلاً عني بذلك غيره الخبر و قدعنونّا في المقدمة فصلاً برأسه و ذكرنا فيه مادل علي انّ القرءان نزل بـ ٭ اياك اعني و اسمعي ياجارة ٭.

([161]) اقول: يستفاد هذا المعني من مفهوم الشرط و هو كمابرهنّا عليه في الاصول حجة و قدكان الائمة: كثيراً يستدلون به فسئل ابوعبداللّه 7 عن الشاة تذبح و لاتتحرك و يهراق عنه دم كثير عبيط فقال لاتأكل انّ علياً 7 كان يقول اذا ركضت الرجل و اطراف العين فكل و قال ابوعبداللّه 7 في حديث انّماقال ابراهيم فاسألوهم ان كانوا ينطقون ان نطقوا فكبيرهم فعل و ان لم‏ينطقوا فلم‏يفعل.

و اما قوله اعلي‏اللّه‏مقامه في قوله تعالي ما لك من اللّه من ولي يعني ليس علي امامك فلانّ الولي احد مصاديقه علي 7 بل هو مصداقه الاظهر و فرده الاكمل و المطلق ينصرف الي فرده الاكمل او لانّ الولي احد اسماء علي 7 فانّه من كثرة استعماله عليه صار كالعَلَم له 7 فيقال يا ولي اللّه و يراد منه علي 7 و يقال في الاذان و الاقامة اشهد انّ علياً ولي اللّه و هو يفيد الحصر في‏الجملة حيث حقق و اكد بـ «انّ» بالجملة اطلاق لفظ الولي عليه 7 بل و علي سائر الائمة: من الشايع المعروف المتداول بين القوم و القرءان نزل علي لسان القوم قال تعالي شأنه و ماارسلنا من رسول الاّ بلسان قومه و لذلك فسّر في اخبار كثيرة ايضاً الولي بعلي 7 و اولياء اللّه المقربون هم الائمة: بل الولي يصدق علي الشيعة ايضاً قال الصادق 7 الشيعة المنتظرين لظهور القائم 7 هم اولياء اللّه الذين لاخوف عليهم و لاهم يحزنون الخبر فعلي هو الولي و من اتبع هواه بعد العلم و البينة فليس الولي و علي امامه و مقتداه لانّه  7 لايتبع الهوي ان هو الاّ وحي يوحي اليه من النبي9 و يأخذه منه9 لاسيما بعد العلم و انّما هو امام و مقتدي لمن اتبع العلم و اليقين و ترك الظن و التخمين و اما تفسيره اعلي‏اللّه‏مقامه النصير بالشيعة في البطن فلانّ الشيعة اخوان علي سرر متقابلين ينصر بعضهم بعضاً او لانّهم ينصرون امامهم و مقتداهم في اطاعته و متابعته او في نشر فضائله و ذكر مناقبه و اشاعة امره و توضيح مقاماته و علاماته و من هذا الباب سمّي الانصار انصاراً فانّهم نصروا رسول اللّه9 ففي تفسير فرات عن الباقر 7انّه قال لجماعة من الشيعة انتم شيعة ال‏محمّد و انتم شرط اللّه و انتم انصار اللّه و انتم الطيّبون و نساؤكم الطيّبات الخبر فمن اتبع هواه بعد العلم فلايكون الشيعة انصاره في اتباع قوله و مرافقته و مصاحبته بل يكون خاذله و مخزيه و عدواً له و مبطلاً لقواعده و ناقضاً حجته و قاطعاً برهانه و يأمر الناس بالعلم و اليقين و ينهاهم عن الظن و التخمين فلايكون نصيره بل يكون مخزيه و خاذله.

([162]) اقول:  انّماقيّد التلاوة بالتلاوة في علي 7 لانّ تلاوته علي الحق لايمكن الاّ بان‏يتلي في علي 7 لانّه فيه نزل فاذا تلي فيه 7 فقدتلي حق تلاوته و كماانزل و الشاهد علي ذلك قول الرضا 7 قال قال علي 7 نحن اهل‏بيت لايقاس بنا احد فينا نزل القرءان و فينا معدن الرسالة و عن طارق بن شهاب عن اميرالمؤمنين 7 في حديث طويل ذكر فيه صفات الامام انّ هذا كلّها لال‏محمّد: لايشاركهم فيها مشارك لانّهم معدن التنزيل و مأوي التأويل بالجملة فمن قرأه في علي و اهل‏بيته فقدتلاه حق تلاوته و هؤلاء مؤمنون به و بعلي 7 و اما الذين لايتلونه حق تلاوته بمعني انّهم يتلونه في الاحكام الظاهرية فقط او في خلفاء الجور و الظلم فهم الكافرون الخاسرون اما كفرانهم بعلي 7 فواضح و اما بالقرءان فلانّهم وضعوه في غير موضعه و تلوه علي غير ماانزل فستروه و كفروه و الكفر الستر و الكافر الساتر و لك ان‏تقول تلازمهما من باب الحديث النبوي انّي تارك فيكم الثقلين ما ان تمسكتم بهما لن‏تضلوا كتاب اللّه و عترتي اهل‏بيتي الي ان قال و لن‏يفترقا حتي يردا علي الحوض و عن ابي‏عبداللّه 7 انّ اللّه جعل ولايتنا اهل‏البيت قطب القرءان و قطب جميع الكتب عليها يستدير محكم القرءان و بها نوّهت الكتب و يستبين الايمان و قدأمر رسول اللّه9 ان‏يقتدي بالقرءان و ال‏محمّد و ذلك حيث قال في اخر خطبة خطبها انّي تارك فيكم الثقلين الثقل الاكبر و الثقل الاصغر فاما الاكبر فكتاب ربي و اما الاصغر فعترتي اهل‏بيتي فاحفظوني فيهما فلن‏تضلوا ما ان تمسكتم بهما.

([163]) اقول: الكناية في به ترجع الي الكتاب المذكور في صدر الاية و المراد من الكتاب القرءان و القرءان كماعرفت نزل في علي 7 و لذا جعل اعلي‏اللّه‏مقامه مصداق الكناية القرءان مع علي 7 .

([164]) اقول: فمن الاخبار خبر هارون بن محمّد قال سألت اباعبداللّه 7 عن قوله سبحانه يا بني‏اسرائيل قال هم نحن خاصة و خبر محمّد بن علي قال سألت الصادق 7عن قوله تعالي يا بني‏اسرائيل قال هي خاصة بال‏محمّد و خبر ابي‏داود عمن سمع النبي9 يقول انا ابن عبداللّه اسمي احمد و انا عبداللّه اسمي اسرائيل فماامره فقدامرني و ماعناه فقدعناني و في الزيارة السلام علي اسرائيل الامة و سراج الائمة و قدمر بعض مايدل علي ذلك في قوله تعالي يا بني‏اسرائيل.

([165]) اقول: قدوردت اخبار عديدة اوّلت فيها الكلمات بالائمة و بامامتهم و ولايتهم ففي رواية الصدوق عن الباقر 7 انّه  قال في هذه الاية اي في قوله تعالي و يريد اللّه ان‏يحقّ الحق بكلماته يعني بكلمات الائمة و القائم من ال‏محمّد صلوات‏اللّه عليهم‏اجمعين و في رواية اخري انّ اللّه تكلم بكلمة فصارت نوراً ثم خلق من ذلك النور محمّداً و علياً و الائمة: ثم تكلم بكلمة فصارت روحاً فاسكنها في ذلك النور فهم روح اللّه و كلمته الخبر و في رواية منتخب‏البصائر عن علي  7 انّه قال انا كلمة اللّه التي يجمع بها المتفرق و يفرق بها المجتمع الخبر و في تفسير العياشي عن الرضا 7 في قوله تعالي مانفدت كلمات اللّه قال نحن الكلمات التي لاتدرك فضائلنا و لاتستقصي و في الزيارات المتفرقة السلام علي الكلمة التامة و علي كلمة الرحمن و علي كلمة المعبود و علي كلمة اللّه الحسني و العليا و امثالها كثير.

([166]) اقول: اسمعيل علي‏نبيناواله و7 هو من البلاد الذين من دخلهم كان امناً من شرّ تطرّقات الشياطين و من العذاب الاليم و هو ظاهر علي 7 المتجلي به في عالم الروح و النبوة و خليفته و حجته لاهل النفوس و الطبايع و المواد و الامثلة و الاجسام و صفته و اسمه و نوره و عكسه و علي 7 باطنه فهذا في الباطن اشارة الي علي 7 فانّه البلد و البيت الذي من دخله كان امناً من النار و قدقال الصادق 7 من امّ هذا البيت عارفاً بحقنا كان امناً في الدنيا و الاخرة و كفي همّهما و قال 7 نحن البلد الحرام الخبر و سائر الانبياء و الشيعة الكاملون ايضاً بلاد امنون لانّهم تجلياتهم و ظهوراتهم و هم بلاد لانّ البلد ماكان حاصلاً من الدور المتعددة و المتكثرة و قدحصل هؤلاء البلاد الطيّبة من دار بقاء في فناء و نعيم في شقاء و عزّ في ذلّ و فقر في غناء و صبر في بلاء و من البيوت المجتمعة و قداجتمعت فيهم بيت العلم و الحلم و الذكر و الفكر و النباهة و تركّبت هذه فحصل هؤلاء المواليد الشريفة و لانّ البلد ماكان متحصناً بحصن و هم متحصنون بحصن الايمان و التسليم لال‏محمّد : محفوظون بحفظ العلم و اليقين عن طوارق الشك و الظن و التخمين و البلد هو الذي من دخله كان امناً من تطرق الطوارق و لاشك انّ من دخل هذا البلد الأمين يصير امناً من قطّاع طريق الحق الذين يلقون الشكوك و الشبهات في قلوب الضعفاء قال اللّه سبحانه و جعلنا بينهم و بين القري التي باركنا فيها قري ظاهرة و قدّرنا فيها السير سيروا فيها ليالي و اياماً امنين و البلد مايسكن فيه الشخص و ينزل فيه و يجعل فيه الامتعة و الاقمشة و الاطعمة و الالبسة و قدسكن الرحمن في هذه البلدة الشريفة و استقر فيها سلطان مملكته و وضع فيها سرير سلطنته و جعل فيه انواع الامتعة و الاشربة و الالبسة و الاقمشة من انواع العلوم الطيبة و الصفات الحميدة و الافعال الكريمة و يؤيّد المقام ماورد من تأويل المدينة بهم: و حديث انا مدينة العلم مشهور معروف و كذلك فقرة خطبة السجاد انا ابن مكة و مني الي ان قال انا ابن علي المرتضي معروفة مشهورة فالمراد من مكة علي 7 فهو بلد و ان قلت يمكن ان‏يكون المراد منها محمّداً و الحسين 7 قلت بلي و لاضير فانّهم كلهم واحد و الحكم الجاري علي احدهم يجري علي الباقين كمافي الاخبار.

[167]ــ  اقول: يعني ذرية ابراهيم و هم ال‏محمّد: لقوله تعالي ربّنا و اجعلنا مسلمين لك و من ذريتنا امة مسلمة لك و المراد من ذريتنا ذرية ابراهيم و اسمعيل و هم ال‏محمّد: كما عن الكاظم 7 نحن ذرية ابراهيم و عن الباقر  7 في قوله تعالي ربّنا انّي اسكنت من ذريتي بواد الاية قال نحن هم و نحن بقية تلك الذرية و في الزيارة انتم الذرية المختارة و عن علي 7 انّ الائمة هم الذرية الزكية الخبر هذا و انّمافسّر اعلي‏اللّه‏مقامه الاهل بالذرية للاية السابقة و الاخبار المزبورة و لانّ الاهل اخص من الذرية لايشمل ال‏محمّد:كلهم و الذرية اعم تشملهم كلهم بل هي اعم من الال ايضاً و لذا ورد اخبار كثيرة اطلق فيها الذرية علي ال‏محمّد: كالاخبار السابقة المذكورة انفاً ثم لايخفي انّه بناء علي ماذكرنا يدل علي ذلك ايضاً الاخبار التي وردت في انّ محمّداً9من ال‏ابراهيم و العترة الهادية و الائمة الطاهرة من ال‏محمّد و ذلك كالخبر المروي عن الحسين 7 واللّه انّ محمداً لمن ال‏ابراهيم و انّ العترة الهادية لمن ال‏محمّد.

([168]) اقول: جعل اعلي‏اللّه‏مقامه باطن و من كفر الخلفاء و اتباعهم لانّهم هم الذين جحدوا وصيه علياً 7 و قدمر تفسيره في الحديث بمن جحد وصيه و لاشك انّهم هم الخلفاء كمايشهد بذلك احاديث غديرخم و شمولها علي اتباعهم لانّهم ايضاً جحدوا وصيه و لايجب ان‏يكونوا حاضرين حتي يجحدوه لاسيما بعد ورود النص الخاص و هو قوله 7في الحديث المزبور و كذلك واللّه هذه الامة و اما كفر الخلفاء عندنا معاشر الشيعة كأنّه من الضروريات و الاخبار الواردة في هذا المضمار متجاوزة عن حد التواتر فعن رسول اللّه9 من ناصب علياً حارب اللّه و من شكّ في علي فهو كافر و عن عبدالرحمن قال حججنا مع ابي‏عبداللّه 7 فصعد علي جبل فاشرف علي الناس فقال مااكثر الضجيج و مااقل الحجيج فقال داود الرقي هل يستجيب اللّه دعاء هذا الجمع فقال ويحك يا اباسلمان انّ اللّه لايغفر ان‏يشرك به الجاحد لولاية علي 7 كعابد وثن و عن الباقر 7 قال قال رسول اللّه9 التاركون ولاية علي المنكرون لفضله المظاهرون اعداءه خارجون عن الاسلام من مات منهم علي ذلك و عن الصادق 7 من جحد اماماً من اللّه و برء منه و من دينه فهو كافر مرتد عن الاسلام لانّ الامامة من اللّه و دينه دين اللّه و من برء من دين اللّه فدمه مباح في تلك الحال الاّ ان‏يتوب و يرجع الي اللّه مماقال و عن ابي‏ابراهيم 7 قال كان ابوجعفر 7يقول حبّنا ايمان و بغضنا كفر و نفاق قال صاحب المشكوة رأيت من الاخبار بهذا اللفظ قريباً من اربعين حديثاً انتهي و قدمر بعض تلك الاخبار في المقدمة في الفصل الرابع و العشرين و غيره من الفصول كيف لا و جحود شيعتهم كفر فضلاً عن جحودهم قال 7ينظران من كان منكم قدروي حديثنا و نظر في حلالنا و حرامنا و عرف احكامنا فليرضوا به حكماً فانّي قدجعلته عليكم حاكماً فاذا حكم بحكمنا فلم‏يقبله فانّما بحكم اللّه استخف و علينا ردّ و الراد علينا الراد علي اللّه و هما و في نسخة هو علي حد الشرك باللّه الخبر و الشرك هو الكفر واقعاً قال في القاموس و الشرك باللّه كفر فهو مشرك.

([169]) اقول: انظر الي قوله تعالي انّك انت السميع العليم انّه سبحانه صدّره بانّ الدالة علي التحقيق و التثبيت ثم اكّد اسمها بالكناية المنفصلة ثم حلّي الخبر بالالف و اللام المفيدة للاستغراق لينحصر السمع و العلم في نفسه دون غيره فهو السميع و هو العليم وحده لاشريك له كما انّ الاحد هو الواحد و الاثنان و الثلثة و الاربعة ليس معه عدد سواه و هو الظاهر في جميع الاعداد و المتجلي في كلّها فاللّه سبحانه هو الظاهر في جميع السامعين و العالمين و هو السامع من كل سميع و العالم من كل عليم و البصير من كل مبصر ليس معه سميع و لا عليم و لا بصير كما ان زيداً هو القائم و القاعد و المتحرك و الساكن و الساكت و المتكلم و الكاتب و الماشي و غيرها من الصفات ليس معه قاعد و لا قائم و لا متحرك و لا ساكن و لا ساكت و لا متكلم و لا كاتب و لا ماش غاية الامر انّه يقوم بانتصاب اعضائه و يقعد باسترخائها و يكتب بيده و يمشي برجله ابي اللّه ان‏يجري الاشياء الاّ باسبابها فافهم ان كنت تفهم فلامحرّك في الوجود الاّ اللّه و لا فاعل الاّ هو و هو المحرك من كل متحرك بذلك المتحرك و الفاعل من كل فاعل بذلك الفاعل المباشر لا محرك معه و لا محرك سواه و لا فاعل معه و لا فاعل سواه و هذا هو وجه تحلي اسماء اللّه و صفاته بالالف و اللام المفيدتين لاستغراق جميع الافراد.

([170]) اقول: انّ اللّه هو التواب الرحيم لكن في علي 7 كمايشهد بذلك قوله تعالي كتب ربي علي نفسه الرحمة و في الزيارة السلام علي نفس اللّه القائمة فيه بالسنن فاللّه هو التواب الرحيم فيه 7 فلاتواب و لارحيم معه و قدعلمت وجهه و بيانه في تلو الاية السابقة و ازيدك هنا و لاحول و لاقوة الاّ باللّه بانّ من عرف توحيد الصفات عرف انّه المتوحد في كل صفة لاشريك له وحده وحده و من عرف توحيد الافعال عرف انّه المتوحد في كل فعل و المتفرد في كل شي‏ء لا شريك له ابداً ابداً و كذا من عرف انّه سبحانه احد لايجزّي و غني لايثنّي عرف انّه لايقترن بشي‏ء و لايجانس شيئاً و لايقترنه شي‏ء و لايجانسه شي‏ء و لايميل الي شي‏ء و لايميل اليه شي‏ء و لايعطف علي شي‏ء و لايعطف عليه شي‏ء و لايرجع الي شي‏ء و لايرجع اليه شي‏ء فهو هو وحده وحده وحده فمامعني توبته و رحمته المستلزمين للميل و العطف و المجانسة و المباشرة و المقارنة لانّهما من صفات الفعل عكس السمع و العلم فانّهما لايحتاجان الي الاقتران لانّهما من صفات الذات فهو كان عليماً اذ لامعلوم و سميعاً اذ لامسموع.

فاقول في رفع هذا العضال و دفع هذا الاشكال ان جميع ماسوي ذاته نوره و ظهوره و اسمه و صفته ليس الاّ اللّه و صفاته و اسماؤه فيرحم و يتوب بانواره و ظهوراته و اسمائه و صفاته بكل علي كل ففي مابين تلك الانوار و الظهورات كل نور و ظهور تاب علي نور اخر و ظهور اخر فهو توبة اللّه علي ذلك النور و الظهور و كل نور و ظهور رحم علي نور و ظهور اخر فهو رحمة اللّه عليه فلايتوب تواب علي عاص مخالف الاّ اللّه و لايرحم رحيم علي مرحوم الاّ اللّه فهو التواب لاتائب علي احد سواه و هو الرحيم لاراحم سواه فتوبتك علي من خالفك و عفوك عمن عصاك هو توبة اللّه له و عفوه عنه و ترحمك ولدك هو ترحم اللّه اياه هذا في الكون و اما في الشرع فيقسم جميع ماسوي اللّه سبحانه الي قسمين اخيار و اشرار فجميع افعال الاخيار افعال اللّه و صفاتهم صفات اللّه و جميع افعال الاشرار افعال الشيطان و صفاتهم صفاته فتوبة محمّد الذي اصل جميع الاخيار علي الاخيار الذين هم شيعته و نوره هو توبة اللّه و ترحّمه عليهم هو ترحم اللّه بل توبة كبار الشيعة علي صغارهم و ترحمهم عليهم هو توبة اللّه و ترحّمه فاذا اراد اللّه ان‏يتوب علي احد هكذا يتوب و بغير ذلك لايعقل و يشهد علي ذلك قصة حرّ بن يزيد الرياحي حيث جاء الي الحسين 7 في يوم عاشوراء و وضع يديه علي رأسه و قال هل لي من توبة فلمّاتاب عليه الحسين 7 و عفاعنه قال نعم تاب اللّه عليك و عفا عنك فافهم و قدابرزت لك السرّ المقنع بالسرّ.

([171]) اقول: و ذلك المعني الاخير علي ان‏يكون الكناية في قوله فيهم راجعة الي ذريتي في قوله و من ذريتي او تكون راجعة الي ذريته المدلول عليها باهله في قوله و ارزق اهله اي اهل اسمعيل و هو ذريته او تكون راجعة الي ذريتي يعني ذرية ابراهيم او ذريتنا و ذرية اسمعيل المدلول عليهما بقوله و من ذريتنا اذ المتكلم وحده داخل في المتكلم مع‏الغير.

([172]) اقول: انّماجعل اعلي‏اللّه‏مقامه باطن الحكمة الولاية لانّ الحكمة هو العلم بحقائق الاشياء علي ماهي عليه او وضع كل شي‏ء علي ماهو عليه و لاشك انّ باطن كل شي‏ء و حقيقته و اصله هو نور الولاية و ظهورها اما في عالم الكون فظاهر و اما في عالم الشرع فالاشرار و المنافقون غيّروا ذلك النور في قوابلهم و صبغوه علي حسبها فظهر ذلك النور من وراء زجاجات قوابلهم معوجّة ذات الوان مختلفة و انحرافات كثيرة و الاّ فالاصل و الحقيقة منه مااصابك من حسنة فمن اللّه و مااصابك من سيئة فمن نفسك. قل كل من عند اللّه فمالهؤلاء القوم لايكادون يفقهون حديثاً هذه الاية في الكون و الاولي في الشرع و لاشك انّ ما من اللّه و من عند اللّه هو ذلك النور فهو الحسنة و ما من النفس التي هي انّية ذلك الشي‏ء و ماهيته و صورته سيئة يا ابن‏ادم روحك من روحي و طبيعتك علي خلاف كينونتي و الاحاديث في انّ كل شي‏ء مخلوق من نورهم كثيرة مذكورة في مواضعها و هي احاديث طويلة يطول بذكرها التفسير الشريف منها الرواية النورانية المذكور فيها خلق الانبياء و الاناسي و سائر المخلوقات بالجملة المقصود انّ المراد من الحكمة في الباطن الولاية و المعرفة فعن الصادق 7 في قوله تعالي و لقداتينا لقمان الحكمة قال اوتي معرفة امام زمانه الخبر و هكذا يكون المراد من الكتاب ايضاً الولاية فعلي ذلك يكون قوله و الحكمة عطفاً تفسيرياً للكتاب ففي تفسير فرات بن ابراهيم عن ابن‏عباس في هذه الاية الكتاب القرءان و القرءان ولاية علي 7 .

([173]) اقول: فانّها التزكية الحقيقية الواقعية فمن زكي هكذا فقدزكي من جميع الارجاس و الانجاس و الاخباث و الرذائل و الصفات الذميمة و الافعال القبيحة و الخصال السيئة فانّ جميع ذلك منهم و اليهم و فيهم و هم اصله و فرعه و معدنه و مأواه كما انّ في طرف المقابل اولياء اللّه اصل جميع الصفات الحميدة و الافعال الحسنة و جميع الخيرات منهم و اليهم و فيهم ان ذكر الخير كنتم اوله و اصله و معدنه الزيارة فاعداء اللّه اصل كل شر و من فروعهم كل فاحشة فالتزكية الحقيقية الواقعية لاتحصل الاّ بالبراءة من اعداء اللّه و المجانبة من صفاتهم فالرسول9اذا اراد ان‏يزكّيهم من كل ماذكر يزكّيهم بالبراءة من اعداء اللّه اذ بدفع الاصل و محوه يمحق الفرع و يزهق كماهو ظاهر مشهود انظر الي الشاخص و العكوس في المرايا كيف تمحق بامحاق الشاخص و تبقي بابقائه.

([174]) اقول: قدذكرنا معني توحيد اللّه سبحانه في صفاته انّه كيف تجلي في كل صفة و اسم و فعل و انّه المتصف بكل صفة خير وحده فهو العزيز لاعزيز سواه و هو الحكيم لاحكيم معه سواه و انّه المتجلي في كل عزيز و حكيم و لنذكر هنا سرّ ظهور عزته في محمّد9 و بروز حكمته في علي 7 فاقول: لاشك انّ العزة بمعني القهر و الغلبة و هو غيرمستلزم للاقتران و المباشرة و اما الحكمة فلوحظ فيها المقارنة مع الاشياء و الغور في حقيقتها فهو يستلزم الاقتران فاللّه سبحانه عزيز قاهر غالب في محمّد9 و لذلك لم‏يختلف الامة في ذلك الظهور كماقال9ليس الاختلاف في و لا في اللّه و انّما الاختلاف فيك ياعلي الخبر فالكل اقرّوا بغلبته و قهره و عزته و عظمته 9 بخلاف علي 7 فانّه المقهور المظلوم المغلوب في الظاهر مغصوب الحق في سقيفة بني‏ساعدة و هو سبحانه حكيم في وضع العالم و قدظهر حكمته في علي 7و في اعدائهم حيث وسم علياً 7 بعلامة الحق و وسم اعداءه بعلامة الباطل بحيث لايشتبه امرهم علي احد فممّايدل علي الاول قوله تعالي لقدجاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ماعنتّم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم و قوله تعالي و للّه العزة و لرسوله و للمؤمنين فانّ تقديم ماهو حقه التأخير يفيد الحصر فالمعني العزة محصورة مخصوصة باللّه و برسوله و بالمؤمنين فهم اعزّاء دون غيرهم و ممايدل علي الثاني قوله سبحانه و انّه في امّ الكتاب لدينا لعلي حكيم في تفسير ظاهرالظاهر كماروي عن الصادق 7 و في الزيارة انتم حكماء اللّه و ينابيع الحكم و الذكر الحكيم.

([175]) اقول: في فصل‏الخطاب قال ابوعبداللّه 7 لاتسفّهوا فانّ ائمتكم ليسوا بسفهاء الخبر فالشيعة الذين هم من نورهم ليسوا بسفهاء و لانّ النور علي طبق المنير و النهي في الخبر نهي كوني و قدانزجروا عن تلك النهي و امتثلوا امره فخلقوا و جعلوا عقلاء غير سفهاء.

([176]) اقول: و ذلك لانّ يعقوب كان ابن اسحق و اسحق كان ابن ابراهيم و اسمعيل ايضاً كان ابن ابراهيم فاسحق و اسمعيل اخوان فكان اسمعيل عمّاً ليعقوب و سمي العمّ بالاب لانّ العرب كماحكيت قدتسمي العمّ اباً كماتسمي الجدّ ايضاً اباً و ذلك لقيامهما مقامه و وجوب تعظيمهما كتعظيمه و استماع قولهما كاستماع قوله بل الجدّ له الولاية كما انّ للاب الولاية في بعض المواضع و في الحديث عمّ الرجل صنو ابيه.

([177]) و من هذا الباب انتساب ابراهيم الي ازر فانّ ابا ابراهيم تارخ و ازر عمّه و هو قوله تعالي «و اذ قال ابراهيم لابيه ازر» و ذلك حيث ربّاه ازر في حجره فكان اباه في التربية. عبدالمهدي بن ابي‏تراب

([178]) اقول: روي هذه الرواية العياشي عن جابر عن ابي‏جعفر 7 قال سألته عن تفسير هذه الاية من قول اللّه اذ قال لبنيه ماتعبدون من بعدي الي اخر الاية قال جرت في القائم 7 .

([179]) اقول: انّهم مشركون من جهات عديدة و وجوه كثيرة منها انّهم ابتدعوا رأياً و اقاموا عليه و احبّوا عليه و ابغضوا عليه و اتخذوا الههم هواهم فاشركوا باللّه الواحد القهار قال الصادق 7 حين سئل عن ادني مايكون به الانسان مشركاً فقال من ابتدع رأياً و احبّ عليه و ابغض عليه و منها انّهم اعتقدوا بخلاف الحق في كثير من الاشياء و دانوا بذلك فهم بذلك كانوا مشركين كماقال الباقر 7 حين سئل عن ادني الشرك فقال من قال للنواة حصاة و للحصاة نواة ثم دان به و منها انّهم اطاعوا علماءهم الفجرة الذين كانوا يعرفونهم بالفجور فصاروا بذلك مشركين و هو قول ابي‏عبداللّه 7 حين سئل عن قول اللّه عزّوجلّ اتخذوا احبارهم و رهبانهم ارباباً من دون اللّه فقال اما واللّه مادعوهم الي عبادة انفسهم و لو دعوهم لمااجابوا ولكن احلّوا لهم حراماً و حرّموا عليهم حلالاً فعبدوهم من حيث لايشعرون و في حديث اخر من اطاع رجلاً في معصية اللّه فقدعبده و منها انّهم اصغوا الي علمائهم و قبلوا من رؤسائهم المفترين علي اللّه و رسله و حججه فان القبول منهم و الاخذ عنهم و هم مظاهر الشيطان قبول من الشيطان و اخذ عنه و هو عبادته و من البيّن انّ الشيطان غير الرحمن فعبادته غير عبادته سبحانه فهو مشرك به جلّ‏وعزّ قال الصادق 7من اصغي الي ناطق فقدعبده ان كان الناطق ينطق عن اللّه فقدعبد اللّه و ان كان الناطق ينطق عن الشيطان فقدعبد الشيطان.

الي غير ذلك من الوجوه التي بذكرها يطول الكتاب المستطاب كلها مستنبطة من اخبار الائمة الاطياب عليهم‏سلام‏اللّه ماطلع نجم و غاب ففي فصل الخطاب عن اميرالمؤمنين 7 في حديث و اما الايات التي نصفها منسوخ و نصفها متروك بحاله لم‏ينسخ و ماجاء من الرخصة في العزيمة فقوله تعالي و لاتنكحوا المشركات حتي يؤمنّ و لامة مؤمنة خير من مشركة و لو اعجبتكم و لاتنكحوا المشركين حتي تؤمنوا و لعبد مؤمن خير من مشرك و لو اعجبكم و ذلك انّ المسلمين كانوا ينكحون في اهل الكتاب من اليهود و النصاري و ينكحونهم حتي نزلت هذه الاية نهياً ان‏ينكح المسلم من المشرك او ينكحونه الخبر و هذا صريح في انّ اليهود و النصاري مشركون.